والله أعلم | فضيلة الدكتور علي جمعة يرد على إدعاء الجماعة الإرهابية بالمظلومية| الحلقة الكاملة

أهلا بكم وأحييكم بتحيات الإسلام وتحية الإسلام السلام، عليكم ورحمة الله وبركاته. أهلا بكم في "والله أعلم". نسعد دائماً بصحبة صاحب الفضيلة مولانا الإمام الأستاذ الدكتور علي جمعة، أحد كبار العلماء بالأزهر الشريف. مولانا الإمام، أهلاً بفضيلتكم، أهلاً وسهلاً بكم. مولانا الإمام، تدّعي الجماعات المتشددة والجماعات الإرهابية المظلومية. دائماً وأنها دائماً تُدلِّس الحقائق وتعمل على الوصول إلى الفكر وإلى العقلية عبر تاريخها الملطخ بالدماء
وبالأفكار المقلوبة والمعكوسة، بأنهم يكتبون كتاباتهم ويوصلونها إلى الناس. حسناً، كيف استغلت هذه الجماعات هذه المظلومية؟ كيف ادعت هذا المعنى وهذا الشكل أنهم شهداء دائماً؟ بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على... سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه، رجعت بي أكثر من أربعين سنة وأنا أتعجب من هؤلاء الناس، كيف تتحمل نفس بشرية كل هذا التناقض الذي يحملونه! كنا في شبابنا وكان عندي نحو عشرين عاماً حينما كانت هناك تيارات كثيرة تموج في البلاد وفي العباد داعية إلى هذه الجماعة الإرهابية. باعتبارها أنها هي الحل وباعتبارها أنها هي المخرج وباعتبارها
أنها هي الطريق لبناء الحضارة ولعودة عز المسلمين في العالم إلى آخر ما هنالك من سموم رأيناها، ورأينا أيضاً كيف أنهم يفرطون في مبادئ الدين وأنهم يتركونها عند أول محطة كما يقولون، فكيف يستقيم هذا؟ وبعد الدراسة المتأنية الواسعة. الكبيرة أنا تأكدت شخصياً بعد قراءة يعني كبيرة جداً لدفاتر ومستندات وكتب وسماع شهادات وما إلى ذلك، إلى أن سبب كل هذا هو حسن البنا وأن
حسن البنا لم يكن نظيفاً كما يدّعيه بعضهم. قال لي أحد كبارهم من المغرورين أو المغرر بهم: "قل ما شئت في الإخوان". لكن لا تمس حسن البنا. قلت له دللتني على الخير، أنا لا أتكلم إلا في حسن البنا. هو أساس البلاء وهو أس هذا الفساد، واستطاع - والرجل كان عنده جرأة في دين الله وكان عنده ذكاء، والذكاء هنا معناه قوة ربط المعلومات - أن يبهر وأن يخفي كثيراً، ولكن الله أراد فضحه فعلاً عند جماهير الناس سوى
هذه الطائفة بعضهم وكثير منهم ينتفع منافع مادية مثل هؤلاء الذين يعني يمارسون النباح في هذه المحطات الفضائية الخارجية في تركيا وقطر وبعضهم الآخر طمس الله بصيرته. ما الذي حدث؟ الذي حدث أنه كان عندنا مدرستان في أوائل القرن العشرين، مدرسة يمثلها جمال. يرى جمال الدين الأفغاني أن الدولة قبل الأمة، ومدرسة أخرى يمثلها محمد عبده رحمه الله تعالى ترى أن الأمة قبل الدولة. ما الذي يعنيه هذا الكلام؟ جمال يقول: نستولي على الحكم أولاً
ثم بعد ذلك تسير الأمور ببساطة. هي الدولة قبل الأمة، الدولة قبل الأمة عند جمال الدين الأفغاني، نعم. عندما اكتشف في محمد عبده هذا، لأنه لم يكن صريحاً بهذه الصراحة إلا في نقطة معينة كانت نقطة الفراق بينه وبين محمد عبده. محمد عبده قال: "لا، هذا عكس ما تعلمناه في دين الإسلام، أننا نعلم الناس، وأننا نعلم الناس الخير، ونتعاون على البر والتقوى، ونفعل الخير لعلنا نفلح"، ثم بعد ذلك كما تكون يُولَّى عليكم، ولذلك فلا بد أن نبدأ في التربية وفي التعليم، وهذه التربية والتعليم هي التي تهيئ أمة تكون صالحة، يُولِّي
الله سبحانه وتعالى من يشاء منها، لأنه يؤتي الملك من يشاء وينزع الملك ممن يشاء. قال له: إنك من المثبطين، كما وصف هذا بالتفصيل. رشيد رضا في تاريخ الإمام الذي جعله لتاريخ الإمام محمد عبده ذكر نقطة خلافية أي فارقة بين الإمام محمد عبده وبين جمال الدين الأفغاني. لكي نفهم هذا التاريخ وسياق هذا التاريخ، صار معه أولاً، نعم، عندما انبهر بعقليته، عندما انبهر بشموليته وبنظرته العالمية، ثم بعد ذلك تركه، وذهب جمال الدين. الأفغاني من عندنا هنا فذهب إلى إيران وقتل ناصر الدين شاه، والشخص الذي قتل ناصر الدين شاه قال له وهو يقتله: "خذها من جمال الدين"، أي أن جمال الدين هو الذي أرسلني. فرّ جمال الدين بعد ذلك إلى اسطنبول،
وفي اسطنبول كانت دولة قوية وعميقة استطاعت أن تحاصره إلى أن... مات مريضًا هناك، وهنا تركه محمد عبده، وأصبح كثير جدًا من الصبيان لا يعرفون هذه المعلومات. وبعد ذلك كان ابن أخت جمال الدين الأفغاني قد بيّن أنه ليس أفغانيًا بل هو إيراني، وبيّن أنه ليس سنيًا بل هو شيعي. وكل هذا استطاع جمال الدين أن يخفيه، وكذلك محمد عبده تتلمذ. لرشيد رضا واقتنع في البداية بالقضية أن الأمة قبل الدولة مثل محمد عبده، وعندما توفي رشيد رضا الذي كان يُصدر مجلة تُسمى المنار، أكملها حسن البنا لمدة سنة تحت اسم المنار
أيضًا. فالمنار، العدد الأخير منها والسنة الأخيرة منها كانت من إصدار حسن البنا، وبعد ذلك أنشأ مجموعته في سنة. ثمانية وعشرون الذي يُسمى بالجماعة الإرهابية هذه وأخذ الاسم من غيره من السكري. الإخوان المسلمون هذه جمعية قديمة نشأت في الإسماعيلية فنزل له أحمد السكري الذي بعد ذلك طرده ورماه حسن البنا، طرد أحمد السكري، نعم، أجل. بعد ثمانية وعشرين نقول إلى غاية ثمانية وثلاثين تسعة وثلاثين بدأ. يقتنع بتوجهات أن الدولة قبل الأمة وهنا أصبحنا في ورطة كبيرة جداً حيث أن كل من
أحب حسن البنا وأحب تربيته وأحب دعوته وأحبه وهو يدعو الناس إلى الصلاة وإلى الوظيفة الزروقية التي سماها بالمأثورات وإلى الذكر وإلى ترقيق القلوب وإلى تجميع الأمة، كل الكلام الجميل الخاص بالتربية هذا. والتعليم وكل الخدمة الاجتماعية في صورة المدارس وفي صورة المستشفيات وفي صورة مقاومة الاستعمار وفي صورة كذا توقفت وانتقلنا إلى مرحلة أخرى وهي مرحلة أن نسعى لتحصيل الدولة. كيف نحصل الدولة؟ بالعسكرية وبالسياسة. كان الشيخ محمود خطاب السبكي الذي أسس الجمعية الشرعية ألف وتسع مئة واثني عشر يقول أعوذ بالله. من الشيطان الرجيم ومن السياسة،
نحن لا ندخل في السياسة الحزبية لأنها ليست مجالنا ولا نتقنها. الآن نحن في عام ثمانية وثلاثين، أي بعد ستة وعشرين سنة من وجود الجمعية الشرعية، وجدنا شخصاً يقول: "لا، نحن سنمارس السياسة وسنمارس أيضاً العمل العسكري". حسناً، هنا ظهرت المصائب في السنوات الأخيرة. بالوثائق من المخابرات الألمانية أنه اتفق مع هتلر لعمل هذه المنظمة الخبيثة المسماة بالجهاز الخاص، وفعلاً درّب هتلر له أكثر من سبعمائة شاب. وهنا أشاع حسن البنا أن هتلر أسلم وسمّى نفسه محمد هتلر أو الحاج محمد هتلر، وكان هناك أناس من العائلات سمّوا أولادهم
هتلر لأنهم يحبونه. لماذا؟ لأن الرجل أسلم، وهتلر كان رمزاً للألمان الذين هم ضد المحتل الإنجليزي الذي أكرهه ويريدونه هكذا. وأصبحت المظاهرات تسير في الشارع وتقول: "تقدم يا رومل، تأخر يا مونتجمري"، يعني هل سنستبدل استعماراً باستعمار آخر؟ قصة طويلة وكلها موجودة، وكلها موجودة على فكرة مترجمة بالعربية المستندات التي وجدها. براون رئيس وزراء بريطانيا وهو يكتب التقرير الأخير الذي كتبه منذ سنوات قليلة عن الإخوان المسلمين، وجد كل هذه المستندات وأبرزها وأصبحت متاحة للناس. الأستاذ جاء إلى شخص اسمه
جون فندق ووقّع معه. ما الذي حدث وهذه المظلومية التي تتحدث عن هذه الوثائق، وقد أُفرج عنها بعد هذه السنوات الطويلة هناك للجهات القضائية في إنجلترا لكي تُسقط هذه الجماعات في قائمة الجماعات الإرهابية. ماذا حدث في السياق التاريخي يا مولانا؟ نرجع مرة أخرى إلى رأس الرافعة وهو حسن البنا، لأن هذا الرجل درس الشيوعية ودرس النازية ودرس الصهيونية ودرس الماسونية ودرس المنظمات السرية التي كانت، وهكذا
درس كل هذه المنظمات. واستوعبها استيعاباً تاماً لأنها وجدت أنها تمكنت، فهناك دولة بلشفية أصبحت موجودة في روسيا، وهناك دولة نازية أصبحت موجودة في ألمانيا، وهناك دولة صهيونية على مشارف الإنشاء، وهكذا درس هذه المؤسسات والمنظمات دراسة جيدة واستخلص منها وجرد منها عناصر يستطيع أن يقلدها في الجهاز الخاص به لدرجة أن هذا قد تأثر به حتى الطقوس التي كان يفعلها كما يشير إلى ذلك مرتضى المراغي في تقرير قُدِّم له حينئذ عن هذه الجماعة الخبيثة
وكيف أنهم يتخذون شعائر كأنها من الماسونية، لكنه لم يأخذ من الماسونية فقط، بل أخذ من هذه القواعد التي اعتمدوها وما زالوا يعملون بها. إلى اليوم هذا مستمر في الكذب حتى يشيع ذلك بين الناس فيصدقونه. هذا مبدأ إمام الدعاية الألمانية جوبلز هو الذي وضعه وهو الذي أشاعه وهو الذي ظل يكذب لمصلحة الناس طبعاً. حسناً، لم يكن يعرف بعد ذلك أن هتلر سيُهزَم وأن هتلر سينتحر أو سيذهب إلى الهاوية. هو سيصنع التاريخ وأن كل
ما أمره به مستشاروه فشل ولم ينجح. الذي نجح هو سيدنا النبي بأخلاقه وعلوه وسموه ورحمته وما أمرنا به من عمارة الأرض وعبادة الله وتزكية النفس، وليس حسن البنا الذي نجح. ولذلك اصطدم حسن البنا مع جماعته بالتاريخ عندما أنشأ هذه الجماعة الخبيثة التي هو... الجهاز الخاص هذا وقتلوا سليم زكي وقتلوا علي ماهر وقتلوا أحمد الخزندار ثم قتلوا بعد ذلك النقراشي باشا. عندما قُتل أحمد الخزندار، يحكي عبد العزيز كامل في "نهر الحياة" أنه ذهب - أنت تسألني عن المظلومية -
أنه ذهب إلى مركز الإخوان في الحلمية فوجد صاحبنا هذا حسن مهموماً جداً بعد أن قتل الخزندار أدرك فداحة ما فعله. ماذا حدث؟ "أنت يا حسن قتلت؟" قال له: "والله ما قتلت". انظر، إلى التدليس والتلبيس والاستمرار في الكذب. يقول له: "إذن من الذي قتل؟" قال له: "السندي". فأحضر عبد الرحمن السمريد. "اجلس يا عبد الرحمن، هل أنت الذي قتلت؟" قال: "نعم". قالوا له، فقال له حسن: "الذي قال لي"، فقال له: "أنا الذي قلت لك"، فقال له: "نعم، أنت الذي قلت لي. ألست تتذكر عندما كنت خارجاً يوم الثلاثاء من الدرس وقلت: ألا يوجد شخص شديد البأس يخلصنا من هذه المصيبة التي اسمها محمد الخزندار؟ حسناً، أنا
ذلك الشخص". وذهبتُ وخلّصتك منه. طبعاً هذه عبارة يقولها المصريون بمعنى أليس فيكم رجل رشيد، يعني أليس هناك رجل قوي يخلّصنا من هذا الأمر. قالوا: عندما كنتُ خارجاً يوم الجمعة وأرتدي الحذاء، ألم تقل: يا رب سلّط عليه من يأخذه أخذ عزيز مقتدر. ها هو الله قد سلّطني عليه. قال. له نعم، لكنني لم أقل لك اذهب واقتله. إنما أنا أدعو ربنا هكذا فقط أن يأخذه ربنا ويريحنا منه. فقال له عبد العزيز كامل: هذا لا يصلح يا حسن. وقال: نصلي بهم العشاء. لديه قضية المظلومية، قضية تتعلق
بالنازية. النازيون دائماً "هو ضربني وبكى وسبقني واشتكى علي". طوال الوقت كان اليهود يفعلون بنا ويسيئون إلينا، فنحن سنحرقهم، فيحرقونهم، ثم يبكون من اليهود. فعلوا بنا وفعلوا بنا وفعلوا بنا وفعلوا بنا. هذه الطريقة هي طريقة المظلومية، طريقة الكذب المستمر. نحن ضحية دائماً، نحن ضحية دائماً. كل هذا كان من ابتكارات
جوبلز، وهو المسؤول عن دعاية هتلر، والرجل جيد جداً وقد وضعوها لهم دستوراً يعملون به حتى الآن. كان الإخوان المسلمون الذين رأيناهم قديماً في السبعينيات عندما خرجوا من المعتقل لاحظنا أنهم يسلمون على بعضهم ويضغطون في موضع معين، يضغطون بإبهامهم هذا على المقابل أو الذي أشار إليه. هذه الإشارة التي أشار إليها هي إشارات ماسونية لكنهم هم ليسوا ماسونيين، هم يستفيدون من المنظمات بأن هناك إشارات سرية تكون بيننا، فيعرف كل واحد منا عن أخيه من غير أن يتكلم، لأنه إذا كان هناك أحد يسجل فلن يستطيع تسجيل شيء، ولأنه إذا كان هناك من يراقب فلن ينتبه إلى شيء.
عقلية تآمرية من الدرجة الأولى. لم يعلّمنا عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم. رسول الله تركنا على المحجة البيضاء التي ليلها كنهارها. هذا هو سبب المظلومية أن المظلومية كانت أحد الأعمدة التي اعتمد عليها الشيوعيون عندما قتلوا الإقطاعيين ضد البروليتاريا بدعوى أنهم قد ظلموهم وقد أهانوهم وقد كذا وكذا بالرغم أن البروليتاريا كانت في عصر الإقطاع في كثير - وليس دائماً - ظلماً نعم وكل شيء، ولكن في كثير من الأحيان كانوا في رفاهية في ظل هؤلاء الإقطاعيين الذين قتلوهم. إذاً قضية المظلومية هذه متخذة من المنظمات السابقة
حتى تكون عماداً لهم في هذا الجانب. مولانا الإمام يعني روّج الكذب حتى... هم يقولون روّج الكذب حتى يصدقه الناس، هل هذا عائد لأنهم كانوا يكتبون هذه الأكاذيب ويروجونها عبر وسائلهم وعبر كتاباتهم ويوصلونها إلى الناس، فالناس تصدق هذه الأمور؟ إنهم هم أنفسهم صدقوا هذا. فهو نفسه عندما تجلس معه يكون قد انتهى أمره. ولا يزال أحدكم يكذب ويكذب حتى يُكتَب عند الله فهذا كُتب خالصاً عند الله كذاباً، إنه كذب حتى كذب على نفسه. وهذا النوع من البشر موجود وتكلم عنه أبو العلاء في سقط الزند: "ومثلك من تخيل ثم خال وقلت
الشمس بالبيداء تبرن". نفسه قالت له: "على فكرة، ذلك الذي هناك ما هو؟ هذا ذهب، الشمس هذه ذهب، والشمس تغرب، أصبح يلاحقها من أجل أن يأخذ ذلك الذهب، انظر كم وزن الذهب، ليس مائتين أو ثلاثمائة كيلو، فذهب وراءها، وظل يسعى (مسكين)، وكلما جرى في الصحراء حتى مات. وقالت الشمس في البيداء تحرق، ومثلك من تخيل ثم ظن، وظللت تكذبين على نفسك إلى أن صدقتِ. أظن أنك مخدوع. مخال عليك أنت ومثلك من تخيّل ثم خال، وفي ذوب اللجين - اللجين هو الفضة - طمعتُ عندك طمعًا لما رأيت
سرابها يغشى الرمال. رماك الله من نوق بروق من السنوات تذكرك الفلاة، فقد أكثرت رحلتنا وكانت صغار الشهب أكثرها ارتحالًا. هذا ما قاله أبو العلاء المعري هناك في القرن سقط الزند، يعني هذا الصنف موجود: الكاذبون ابن الكاذبين، هؤلاء الذين تربوا على الكذب حتى أصبح الكذب عندهم كالهواء يتنفسونه وهم مصرون عليه. يا رجل، إنهم إلى الآن يكذبون، ويأتون بمقطع "اضرب في المليان" الذي أقوله من أجل بضع دقائق. يا مولانا، كم كانت مدة الفيديو أصلاً؟ لا. هذا هو هذا هكذا ثلاث خمسة وعشرين ثانية،
خمسة وعشرين ثانية، نعم من خلال ثلاث دقائق إلى الآن، بعد أن أحضرنا الفيلم كله وعرضناه وشاع ويُذاع وما إلى آخره، والناس أيضاً إلى الآن، ماذا يعني؟ نفس قضايا النازي وهم لا يعرفون أنهم اصطدموا بالحائط، هؤلاء اصطدموا بحائط. القدر الذي قدّره الله سبحانه وتعالى كالحائط، اسمه "حائط القدر"، يأتي لأمثال هؤلاء فيمشون فيه ويعودون مصطدمين به، فهم اصطدموا - والحمد لله. مولانا، نعود إلى جزء مهم ولكن بعد الفاصل، حول من يروّجون لهذه الدعايات ويحاولون تدليس الحقائق، وقلب الأمور رأساً على عقب، والحقيقة واضحة وضوح الشمس في كبد النهار فاصل ونعود إليكم، ابقوا
معنا. أهلًا بحضراتكم مولانا الإمام. الذين يروجون لدعايات الجماعات الإرهابية المدلسة التي تقلب الحقائق ويحاولون دائمًا أن يكونوا في موضع الضحية والشهيد، لا سيما ما رأيناه مؤخرًا بعد إعدام عناصرهم الإرهابية وهم متهمون في اغتيال السيد النائب العام رحمة الله عليه. يعني في هذا الأمر... كيفَ نقفُ قُبالةَ هذا المشهدِ؟ كيفَ نُحلِّلُهُ؟ ما حُكمُ الدينِ في كلِّ هذا؟ الدينُ لا يعرفُ هذهِ اللَّوعةَ ولا هذا المكرَ السيِّئَ الذي لا يَحيقُ إلا بأهلهِ. لكنَّ هذا يُذكِّرُني بإخوانِهم منَ النازيِّينَ الذينَ تعاونوا معهم في أولِ الأمرِ. كانَ هناكَ واحدٌ منهم اسمُهُ أدولف آيخمان. أدولف آيخمان هذا كانَ مسؤول
الجستابو وكان مسؤولًا عن الكثير من أعمال المخابرات الألمانية، ومسؤول أيضًا عن الكثير من ترتيب المعتقلات الألمانية وإبادة من فيها. أدولف آيخمان، وأنا صغير كنت أقرأ عن أدولف آيخمان هذا في الصحافة. كنت أقرأ جريدة الأهرام وأنا صغير. لقد أُعدم أدولف سنة ألف وتسعمائة واثنين وستين. هل أنتَ مدرك مَن هو أدولف آيخمان؟ ذاك الذي أعدموه. عندما كنتُ صغيراً، بدأت أبحث فوجدت كتاباً في مكتبة والدي لونه أصفر. اسمه أدولف آيخمان. هذا الكتاب يتحدث عن أن أدولف آيخمان
كان مثل إخواننا هؤلاء، لكنه كان في الحزب النازي. نعم، فهؤلاء هم المتورطون. في المتورطون في نائب العام في نائب... نعم بالطبع، والذين يقولون عنهم شهداء، والذين يقولون عنهم ضحايا، والذين يقولون عنهم كذا إلى آخره، أودولف همن بالضبط لم يتركه. هو على فكرة أودولف همن هذا مولود عام ألف وتسعمائة وستة مثل حسن البنا. أنا ظننت إدراكي لذلك هذا مولود عام ستة مولود سنة ستة، لكنه لم يتركه وحكموه ومات في سنة ألف وتسعمائة اثنين وستين. أنا لست متذكراً تماماً هل أعدموه أم أنه مات في السجن، لكن على كل حال كان هذا أدولف إيخمان مشهوراً بفعلته. فهؤلاء الناس الذين
- يعني - هذا القلب للحقائق المستمر، هؤلاء أخطر حتى من أدولف كيف أرد على الفقيه إخمان هذا؟ واضح أنه رجل غير سوي العقل، فهو يتكلم ولكنه في حقيقته يستشهد لي بالقرآن والسنة ليغير معالم الدين. إنه يشبه مسجد ضرار الذي أُريد به التفريق والكفر بين المؤمنين، ويشبه أيضاً الخوارج. هو مثلهم تماماً، مطابق لهم تماماً، كالخوارج الذين ضلّ سعيهم. في الحياة الدنيا فهؤلاء القوم الخوارج يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله لكن ضلَّ سعيهم في الحياة الدنيا، ولذلك نحن أمام صورة مصغرة أو مكبرة
في بعض الأحيان من النازي. يا أخي، النازي فشل، أنتم تقلدون مَن؟ نحن نقلد سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم. وسلّم، لكن أنتم تقلدون مَن؟ تقلدون مَن؟ وأين عندما هرب سعيد رمضان، زوج ابنة حسن البنا، ذهب إلى سويسرا، ذهب إلى ميونيخ، مسجد ميونيخ، وله مؤلفات وما إلى ذلك. ذهبوا إلى نموذج آخر ليس هو النموذج الذي تركه لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، بل الذي حضرنا رسول. الله صلى الله عليه وسلم منه، هذا هو سبب الشعور بالمظلومية أنهم يقلدون أوباش وأوشاب الخلق الذين انتهت
البشرية منهم وانتهت البشرية من بلائهم. قد ينطلي هذا التدليس وقلب الحقائق على بعض الناس، ربما البعض عنده بحسن نية والبعض عمداً وقصداً بسوء نية. يعني كيف يفرق الإنسان بين هذه الأشياء؟ وكيف نقول له انتبه، ما نحن نقول انتبه، كل هذا الكلام الذي سمعتَه سيادتك هو إنذار، كل هذا الكلام ندعوهم للتثبت منه إن كانوا يريدون التثبت، ولكن أخرج مسلم في مقدمة صحيحه: "كفى بالمرء كذباً أن يحدث بكل ما سمع"، وفي رواية - هذا حشو هنا - "كفى بالمرء إثماً بكل ما سمعه، أي أنه سمّاهم الكاذبين. فحتى لا يُعدّ الإنسان
من الكاذبين، وحتى لا يكون الإنسان متورطاً في جريمة، أيكذب المؤمن؟ قال: لا. فقضية نقل الإشاعات وترويج التهم وقلب الحقائق والاستدلال بالقرآن في غير ما هو له، وتسمية الأمور بغير أسمائها، يريدون فساداً بذلك، هذا من أكبر. الكبائر وأفزع الفظائع، ولذلك اصطدموا بحائط القدر، بحائط القدر. هل تسمح لي يعني بالحديث عن الوعي الذي دائماً نراهن عليه. بعد الوعي الذي تنشرونه عبر هذه الإجابات التي توضح الحقائق بكل تفاصيلها، سؤالنا على صفحة الفيسبوك كان: ما رأيك فيمن يروج لدعايات الجماعة الإرهابية في تدليس الحقائق؟ الأستاذة شيماء تقول: معهم في الجرم
الأستاذة آمال منصور تقول هادم للبلد سواء بعلم أو بدون علم. الأستاذة منال عصام تقول شريك معهم في هدم الأوطان. الأستاذ أحمد ماهر يقول قلة الوعي وقلة العلم والجهل المُشتت وراء ذلك، أحياناً دافع نفسي، والصنف الآخر منتمٍ لهم وإن ادعى غير ذلك، وكلاهما أصابهما الكبر والغرور. وغابت عنهم المفاهيم الصحيحة. سيدنا أحمد، تقول إنهم يساعدون على تدمير الوطن ونشر الفتن والضلال. إنه الجهل، ليس فقط الجهل، بل الكِبْر. لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من كِبْر. امتلاك الحقيقة، هذه الثلاثة هي التي أعمتهم وهي التي جعلتهم دائماً يشعرون
بأنهم مظلومون. وكلمة أحياناً يا مولانا من ينساق تحت مسمى متعاطف أو تحت مسمى من يريد أن يرى الحقيقة، يعني بعد أن وضحت له هذه الحقيقة في هذه الحلقة وفي سياق هذا الحديث الذي استندنا فيه على وثائق زالت سريتها. رُبَّ غائب عن الفتنة يحشره الله معهم، نعم رُبَّ غائب عن الفتنة بجسده فهذا الصنف وهو في قعر بيته، الله يحشره معهم. فالقضية ليست قضية مخالفة قوانين ولا مخالفة مجتمع ولا مخالفة نظام ولا مخالفة بلد، بل هي أيضاً مخالفة لرب العالمين. فهذا الذي يروج لهم ويوافقهم ويرضى بما يفعلون ويُسَرّ هذا السرور
لأفعالهم هو من المجرمين ومحشور معهم، لأنه من اقتنع بهذا. الهراء على الرغم من وضوحه! بعد أن يقتل الرجل النائب العام الذي كان صائماً، يقتلونه بدم بارد، وبعد ذلك يقول: "أصلاً لماذا تعدمونهم؟ هذا حرام، فهم كانوا يقاتلون في سبيل الله". الكاذبون! أهذا قتل أم قتال؟ وهل هذا في سبيل الله أم في سبيل الشيطان؟ وهل هذا التصرف بهذه الكيفية وعند الناس وليس مذموماً عند الجميع، إذا هؤلاء أعمى الله بصائرهم ونفوسهم وطمس على عقولهم، فإنا لله وإنا إليه راجعون. وأخيراً نقول: حسبنا الله ونعم الوكيل،
حسبنا الله ونعم الوكيل. أصحاب الفضيلة مولانا الدكتور علي جمعة وسادة العلماء الكبار بالأزهر الشريف، رضي الله عنكم وغفر الله ذنبكم دائماً يا مولانا. شكراً لكم، دمتم في رعاية الله وأمنه، إلى اللقاء.