والله أعلم | فضيلة الدكتور علي جمعة يرد على تبرأ الجماعة الارهابية من التنظيمات السرية| حلقة كاملة

أهلاً بكم وأحييكم بتحية الإسلام، وتحية الإسلام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. سيدنا دائماً يرشدنا أن نفشي السلام بيننا، هذا هو السلام الذي يحتاجه الإنسان في نفسه ومع الناس، ويحتاجه العالم الآن وفي كل وقت. أهلاً بكم في هذه الحلقة الجديدة من برنامج والله أعلم، لنناقش الكثير من القضايا الآنية. المقابلة مع صاحب الفضيلة مولانا الإمام الأستاذ الدكتور علي جمعة وفضيلة كبار العلماء ابن الأزهر الشريف مولانا الإمام، أهلاً بفضيلتكم، أهلاً وسهلاً بكم، مرحباً. المتتبع للتاريخ الأسود للجماعات
الإرهابية، تلك التي رفعت راية الإسلام والإسلام منها براء، شرعوا في تكوين ما يسمى بالتنظيمات السرية، لماذا بدأوا بهذه التنظيمات وإذا ما أصواتهم الآن ليتبرؤوا من هذه التنظيمات، فلماذا لجؤوا إلى هذا التشكيل السري داخل هذا التكوين ولا أقول الكيان. بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. هذه الجماعات عندما نشأت حاولت أن تجعل لنفسها شرعية للوجود، وبدأت هذه الجماعات بهذه الطريقة الحديثة. مع حسن البنا سنة ألف وتسعمائة ثمانية وعشرين حيث أنشأ جماعة الإخوان المسلمين، وحاول بعد أن عرض الأمر
على المشايخ أن يأخذ لها شرعية ما في مواجهة هجوم التيار الثقافي الغربي الوافد إلينا والمؤيد بالاستعمار، وثانياً وجود المحتل العسكري في أراضينا مما يستلزم وطنية مقاومته، ومقاومة المحتل أمر مشروع. لدى جميع عقلاء الدنيا وليس في الإسلام وحده، وهو في الإسلام أشد، فأراد أن يأخذ هذا المتفق عليه وهو الحفاظ على الهوية الإسلامية والعربية، وأراد أن يحرر هذه الأرض من المستعمر، فعرض هذا الكلام على الشيخ
الدجوي، وعرض هذا الكلام على الشيخ محمد عبد الوهاب الحصافي، وعرض هذا الكلام على مشايخ الإسلام بعضهم متفق عليه، هذا الكلام لا يحتاج إلى نقاش. قال له: "اذهب يا بني، ربنا يوفقك"، وأبى أن ينضم تحت لوائه أو أن يؤيد الإجراءات التي يسير فيها. وهذا مثلاً كما كانت بعض الجماعات الصوفية، فقد كان الشيخ محمد الحافظ التيجاني يخبر أنه التقى في الإسماعيلية عند... مناقشته لكثير من الآراء البهائية التي دخلت الإسلام حديثاً وغير ذلك، وفعلوا في مذكرات الدعوة والداعية كذلك مثل الشيخ محمود خطاب السبكي، لكنهم لم يندرجوا ولم يسيروا
في هذا المسار، بل قالوا: "اذهب وربنا يوفقك". وهناك من فهم هذه اللعبة مثل الشيخ الدجوي، قال له: "يا بني أنت تمزح". من البداية يا مولانا، من البداية أدرك أن هذه لعبة، نعم، وأنها لعبة في يد الآخرين. الشيخ محمد الحصافي، عبد الوهاب الحصافي، قال له: "لا يا بني، أنت هكذا ستأتي بدين موازٍ". نعم، فرفضوا الفكرة، فذهب وتوجه إلى الشيخ الدجوي. الشيخ الدجوي كان عضو هيئة. كبار العلماء وكان له وزنه وكان يدافع عن الإسلام في المحافل الدولية وله كتب مترجمة إلى اللغات الأجنبية المختلفة، فيقول لها: "لا يا مولانا، ولكن لأجل أن نوحد كلمة المسلمين أيضاً". قال له: "نعم، جمع الشمل هذا
هو ما نسعى إليه، لا مانع". فقال له: "حسناً، نريد أن نوحد كلمة نرد على الهجمة الغربية، فسأله: "أعندك مانع؟"، فقال له: "لا، ليس عندي مانع أن نفعل ذلك". إذًا هذا الرجل أخذ في محاولة إضفاء الشرعية. ماذا يعني إضفاء الشرعية؟ هناك شيء من المخفي، من الكامن الذي لم يخرج لهؤلاء. لما فهم، رفض، ولما لم أُخفِ على السامع أن هناك كامنًا، وافقوا. على المبدأ الذي يوافق عليه كل مصري وكل مسلم وكل عاقل أيضًا، التقية مولانا هي التقوى هذه التي بها هذا نوع من أنواع التقوى، نعم. وهنا بدأ حسن من سنة ثمانية وعشرين إلى سنة ثمانية وثلاثين يدرس في
الحركات السرية رأينا، وكان هناك اهتمام في الوسط الثقافي للاهتمام بدراسة. الجمعيات السرية عبر التاريخ: الباطنية ماذا فعلوا، الحشاشين التابعين للصباح، حسن بن صباح، حسن بن صباح ماذا فعلوا، وفلان يعني الأمور الباطنية أو الأمور السرية التي تم إنشاؤها، ماذا فعلوا. أضاف حسن البنا في دراسته الماسونية، وأضاف في دراسته الصهيونية، وأضاف إلى دراسته الشيوعية، وأضاف إلى دراسته الشيعة، وأضاف إلى النازية ودرس كل هذه الحركات حتى يعلم سر النجاح والوصول إلى الحكم. حسن البنا عندما بدأ كان متبنياً لكلام رشيد رضا الذي أخذه
من شيخه محمد عبده أن الأمة قبل الدولة، يعني علينا الدعوة والتعليم والإصلاح ثم بعد ذلك تأتي الدولة، لأن واحداً من هؤلاء الذين قد تعلموا والذين قد أصلحوا والذين قد تربوا سيمسك الدولة حقاً، أو مجموعة من البشر من هؤلاء تمسك الدولة فتصلح الدولة كما صلح، مثل قول القائل: "كما تكونوا يُولَّى عليكم". يعني من أين سنأتي بحكامنا؟ إنهم منا. ظل في هذا أكثر من عشر سنوات، ابتداءً من ثمانية وثلاثين أكمل دراسته. هذا واقتنع بتوجه آخر كان عليه جمال الدين الأفغاني وهو أن الدولة قبل الأمة،
عكس الموضوع. عكس هذا الموضوع كان هو السبب، كما يشير رشيد رضا صاحب في الإمام تاريخ الإمام الأستاذ الإمام، أن هذا كان سبباً للخلاف بين محمد عبده وجمال الدين الأفغاني وانتهاء العلاقة بينهما، وذهب جمال الدين. الأفغاني ليستولي على الدولة في إيران وكان سبباً في قتل ناصر الدين شاه إيران، والذي قتله شاب من أتباع جمال الدين وهو يقتله قال: "خذها من جمال الدين". ثم فرّ جمال الدين وتركهم مثل نفس طريقة هذه الجماعات، فرّ إلى اسطنبول واحتمى بالخلافة هناك، وهناك ما يصنع الأحداث بين. الباب العالي في تركيا وبين إيران والدولة الصفوية، التاريخ كله هكذا صعب، فأخذوه ولكنهم كانوا متخوفين
منه، وكانوا كلما ذهبوا يفتشون بيته وما إلى ذلك، إلى أن توفي بمرض في أسنانه في سنة ألف وثمانمائة وتسعين تقريباً. فالمهم أن حسن البنا بدأ يقتنع إلى... إن الدعوة لن تعطيه هذا البعد الذي أراده في السيطرة وفي الوصول إلى الحكم، وربنا سبحانه وتعالى لم يأمرنا أن نسعى إلى الحكم، حتى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إننا قوم لا نعطي هذا الأمر من طلبه"، نعم، وربنا يقول: "يؤتي الملك من يشاء وينزع الملك ممن". يشاء يؤتي الملك، هو الذي يؤتي الملك. فإذا آتاه الله الملك، يصبح إذا الله هو الذي يعطي الملك، فإذا أُعطيت الملك أُعنت عليه، نعم، وإذا أخذته وُكلت
إليه. فإذا أنت أُعطيت الملك من عند الله، ربنا يعينك، هذا هو المعنى. لكن إذا أنت أخذت الملك بغير إذنه، فإنه يوكلك إلى تذهب ولا تجيء ولا يكون لك أي قيمة عند الله ولا عند الناس وتفشل في مهمتك إذا غير حسن نفسه. بعد ذلك كان يتندم ويقول: "يا ليتني عدت إلى عهد المأثورات". في هذه الفترة من إحدى عشرة سنة كان يعلم الأولاد الذكر وكان يعلم الأولاد الصلاة وكان يعلم. الأولاد القرآن وكان يعلّم الأولاد الخدمة الاجتماعية وكان يعلّم الأولاد الأنشطة التربوية، كان يعلمهم الكشافة، كان يعلمهم الجوالة، كان يعلمهم وهكذا. وهذه كلها كانت أموراً محمودة في البداية
لأنها خدمة اجتماعية، ولأنه نشاط لم يمنعه الإسلام، فكان من ضمن الناس الذين اتبعوه في هذا العمل فرق مسرحية لكي تعلّم الأولاد. وكان منهم الأستاذ عبد المنعم المدبولي رحمه الله، وكان منهم الممثلة التي كان اسمها أميرة أمير، وكان منهم كذا وكذا إلى آخره. وكان عبد الرحمن البنا قد وضع صور هؤلاء في بيته الذي يقع في شارع أحمد تيمور، معلقاً هذه الصور وكان يعتز بها حتى توفي عبد الرحمن أخوه، أخو... عبد الرحمن البنا أخو حسن البنا، أخو حسن البنا غير حسن البنا من جلديه، ونرى إن شاء الله كيف غيّر بعد الفاصل ما هي الآليات، ما هي الوسائل التي من خلالها غيّر كل هذه التوجهات، وبدأ الأمر مختلفاً
تماماً. فاصل ونعود إليكم، ابقوا معنا. أهلاً بحضراتكم مولانا الإمام، قراءة التاريخ. مهمة جداً وفهم التاريخ أكثر أهمية، ومع فضيلتك نفهم التاريخ، نقرأ ما بين السطور، نقرأ ما لا نستطيع أن نقرأه في كتابات تم الترويج إليها زيفاً وزوراً وبهتاناً من خلال أدبياتهم التي انتشرت في المحافل الرسمية. أي كيف تحوّل المفهوم من الأمة إلى الدولة، ومن الدولة إلى الأمة، والأدوات المستخدمة الآليات هل كان ذلك دافعاً لأن تكون هذه الجماعات سرية؟ حسن كان يذهب إلى المسجد وإلى الحج كل سنتين مرة، وقد ذهب إلى المدينة في سنة من هذه السنوات المتأخرة في الثلاثينيات، ووجد
هناك الكاشاني والقاشاني وغيرهما إلى والكشي وغيره وآخرين من إيران، وأقنعوه قناعة تامة أن الدولة قبل الأمة. وبدأ وهو الذي كان تلميذاً لرشيد رضا في أول الأمر حتى أكمل المنار لمدة سنة، بدأ حسن البنا يغير من جلده وشرع في استحضار كل ما توصلت به الجمعيات السرية إلى الحكم منها الصهيونية ومنها الشيوعية ومنها الفاشية والنازية وغيرها، ومنها الماسونية كذلك لأن الماسونية كان... لديهم أصحاب سلطان ووصلوا إلى الحكام بالطبع، يعني حتى أن توفيق عندما نهينا الخديوي توفيق انضم إليهم،
ثم لما استشعر أن شيئاً ما ليس صحيحاً قدم الاستقالة وجعل هناك أحد أعضاء العائلة المالكة رئيساً للماسونية في مصر الذي أظن كان اسمه إسكندر راغب أو شيء من هذا القبيل. وهو من العائلة المالكة، يعني هناك أناس انضموا إلى الماسونية في لحظات حسنة وهم حسنو النية بها؛ لأنها كانت تظهر بمظهر الخدمة الاجتماعية وليس بمظهر المتسلط أو الذي يريد أن ينشر فكرة معينة لها إطار محدد ضد الملك وضد البابا إلى آخر ما كان في أوروبا، لكن على كل حال... هو انسحبوا من هذا حتى أنَّ المحفل الماسوني بعد ذلك أُغلق ومُنع، ومُنعت الماسونية في مصر ولم
يعد في هذا الوضع. والماسونيون كانوا يكذبون كثيراً ويجعلون كل الناس منه، ولذلك قالوا: لا بد أن يكون يلبس عباءتهم وإلا لا يكون ماسونياً، يعني كل الزعماء قالوا عنهم أنهم... مسموم وهم مكذبون. المهم أن حسن درس كل هذه الطقوس والشعائر وما إلى ذلك، وكان يلخص: ما الذي جعل النازية تصل إلى الحكم في ألمانيا؟ ما الذي جعل الصهيونية تقترب من الوصول إلى الحكم في فلسطين؟ ما الذي جعل الفاشية تصل إلى إيطاليا والنازية في ألمانيا؟ ما الذي جعل الشيوعية هذا الفوز الكبير سنة سبعة عشر في روسيا وهي بلاد ليست سهلة وليست صغيرة.
ما الذي جعل هؤلاء الناس كذلك؟ طيب واحد اثنين ثلاثة، واحد اثنين ثلاثة، وبدأ في تكوين النظام الخاص. لما كوّن النظام الخاص، كوّنه أيضاً وهو يبحث له عن شرعية، فجعل شرعيته هي مقاومة الاستعمار في القناة. والدفاع إلى الأقصى بعد ذلك عندما جاءت سنة ثمانية وأربعين كان حريصًا على أن يجعل هناك من يذهب إلى الجهات في فلسطين ضد المحتل الصهيوني أو ضد الكيان الصهيوني القريب على الناشئة، وهذه عناوين جاذبة طبعًا ومتفقة معها وأهداف نبيلة، يعني هو عندما تبنّى القضية الفلسطينية أبدًا ما... نحن لم نتركها طوال عمرنا، وعلى الرغم مما يترتب عليها من كل جهد، إلا أننا لن نتركها،
ولو تركناها نحن فلن يتركها أبناؤنا، فالهوية هكذا. ولذلك، فقد أثبت الصهاينة من ناحيتهم أن اليهود عادوهم، فاليهود عادوا الصهاينة لأن الصهاينة هؤلاء هم في الحقيقة مجموعة من الملاحدة، ولذلك حتى اليهود عادوهم. الصهاينة مثل الناتوريكارتا وغيرهم لأن هذه واحدة فقط من مجموعة كبيرة إحدى وعشرين منظمة ضد هؤلاء الناس. المهم أن حسن عندما درس كل هذه الأشياء، استخلص مقتضيات النجاح وبدأ ينشئ ما أسماه بالنظام الخاص. في ذلك الوقت كان من أتباعه ومحبيه وإن كان أكبر منه بعشر سنوات لأنه مولود ألف مائة ستة وتسعين، وصاحبنا حسن هذا هو
مولود سنة ألف وتسعمائة وستة، بينهم عشر سنوات. أمين الحسيني مفتي القدس، وأمين الحسيني ذهب إلى موسوليني في إحدى الزيارات وقال له: "إننا لدينا منظمة جيدة اسمها الإخوان المسلمون، وستعمل وستُحدث تأثيراً"، فقال له: "والله هذا كلام مهم، لا بد أن يسمعه أخي فأرسلوا إلى هتلر. كان هتلر يكره العرب كما كان يكره اليهود بالضبط، وكان قد صنّف أجناس الأمم، واضعاً اليهود في آخر تصنيف له. وكان العرب قبل اليهود مباشرة في هذا التصنيف. فهتلر كان يكره اليهود ويكره العرب ويكره كل الخلق، فلم يكن هناك إلا الجنس. اللاري بتاعه والدم الأزرق وليس الأزرق والكلام الفارغ الذي يشغل الناس به، أعطاه ربع ساعة وقال: "أمين الحسين ليأتِ ويجلس معي
ربع ساعة"، فجلس معه ست ساعات وسُجلت هذه المقابلة وهي محفوظة الآن في المخابرات الألمانية إلى يومنا هذا. هذه الست ساعات سأل فيها هتلر من ضمن ما... سأل واتفقوا على اتفاقيات كثيرة من ضمنها أنه يدرب لحسن البنا سبعمائة شخص ينشئ بهم النظام الخاص، ومن ضمنها أن الإخوان تأتي له بخمسة عشر ألف مقاتل من بلاد البلقان حتى يغزو بها مع خمسة عشر ألف آخرين عنده إلى روسيا، ومن ضمنها أنه سيعطي لهم السلاح والعتاد. بالإضافة إلى التدريب، كل هذا أدهش هتلر بهذه الخطة الشيطانية التي وُضعت، وساعده وأرسل شخصاً يُدعى جون فندق هنا إلى مصر، ووقّع مع حسن البنا بروتوكول التعاون الذي بينه وبين هتلر.
أطلق جماعة الإخوان المسلمين إشاعة هنا مفادها أن هتلر قد أسلم وأصبح اسمه الشيخ محمد هتلر وأنه إن شاء سيحج الناس وأصبحوا يمشون في الشوارع يهتفون: "تأخر يا مونتجمري، تقدم يا رومل". نعم طبعاً، لقد فهمت. وصوّروا لهم أن رومل هذا سيدخل ليحرر الإنجليز ويخرج مرة أخرى ويعود إلى بلده. فجعل الله مونتجمري من خيبة من تخييب هؤلاء الإخوان المسلمين، فهو لا يهزمهم فحسب، بل يهزم أيضاً حتى... الآخر الذي يقف معهم يخيب، ويمكرون ويمكر الله، والله خير الماكرين. ومن ثم جرى اكتساحهم. من هو رومل؟ فالذي حدث هكذا في بلادنا، ويجب كما تقول قراءة التاريخ قراءة واعية. عندما فعل هكذا حسن البنا، أرسل سبعمائة شاب من الشبان المسلمين هنا
من الإخوان المسلمين، وتدربوا في... معسكرات الثلاثين ألف هؤلاء تم إنشاء جناح عسكري مسلم بهم في جيش هتلر، وهذا ما جعل الناس تقول عن هتلر أنه أسلم، أو أن الإشاعة أصبح لها مردود حتى إن بعض العائلات سمت أبناءها هتلر، وهو أمر غريب جداً. توجد الآن أفلام منشورة على اليوتيوب عن الفيلق المسلم. الذي كان يتوضأ ويصلي وهكذا في جيش هتلر، في هذه الساعات الست، قال أمين الحسيني: "يا أمين، أنا اليهود أتعبوني، أنا لا أعرف ماذا أفعل بهم". فقال له: "احرقهم". أمين كان يتكلم
باللهجة العربية المعتادة التي تقول فيها السيدة لابنها: "اذهب، ربنا يحرقك"، شيء مثل ذلك، يعني شيء عامي، يعني أحرقهم ترجموها له "أحرقهم" كانت أمراً أو توجيهاً أو إرشاداً أو أنها هي التي خطرت في بال هتلر وكل هذا أو حللوه ووجدوه حلاً. كل هذا استطاع نتنياهو، الذي هو رئيس العصابة الصهيونية، أن يحصل على هذا الجزء من وذهب يذيعه في قال في الكنيسة: "انظروا، العرب هم الذين أحرقونا، وليس هتلر الذي أحرقنا". كذب في كذب في كذب في تدليس، لأن هتلر من البداية اضطهدهم حتى أحرقهم. قبل ذلك هو لم يكن ينتظر أن يقول له أمين الحسيني احرقهم. هو يقول له: "ربنا يحرقهم يا شيخ" مثل الكلام المعتاد المألوف. فالمهم... أنَّ هتلر فعل ذلك، فإذا
كانت هذه الجماعة قد درست تلك الجمعيات السرية بتعمق من أجل هدف واحد وهو تقديم الدولة على الأمة والاستيلاء على الحكم عن طريق ذلك، ثم انحرفت بعد ذلك، انظر إلى هذا الانحراف، إنه انحراف يؤدي إلى الهلاك لأنه أصبح ألعوبة في يد هتلر وأمثاله، لكنه انحراف فوق انحراف، وقتل سليم زكي، وقتل علي ماهر، وقتل أحمد الخزندار، وقتل بعد ذلك النقراشي باشا. حتى أنهم قد قتلوا سيد فايز الذي هو رئيس، الذي هو نائب رئيس الجهاز الخاص بهم، حتى لا يأخذ الرئاسة من عبد الرحمن السندي. حسناً، اسمح لمولانا، سنذهب إلى هذا الفاصل. ونعود لنعرف ما حكم من يخطط سراً لاختلال الوطن للوقوع بأضرار جسيمة في جسد
الوطن الغالي. فاصل ونعود إليكم، ابقوا معنا. أهلاً بحضراتكم مولانا الإمام، اسمح لي بقدر الترحيب بفضيلتك، وما أوسع مداركك العقلية الفاهمة، العقلية الفارقة في قراءة هذا التاريخ لكي نفهم نحن ما خفي علينا في كثير من. في بعض الأوقات والأحيان، بعد التعرض لمثل هذه التفاصيل المهمة والحقيقية، ما حكم من يخطط سراً لاغتيال وطنه؟ في الحقيقة، هناك ما هو أنكى وأمر أكثر من ذلك، نعم أكثر من ذلك. الأمر الذي هو أشد من ذلك أن هؤلاء الناس عصوا النبي صلى الله عليه وآله وسلم وخالفوا أمره. وتوجيهه كيف سيدنا قال علامات والعلامات
واضحة وليس فيها أي نوع من أنواع اللبس لأحد، فقال: إذا لم يكن في الأرض خليفة فالهرب الهرب. لم يقل اذهبوا واعملوا منظمة ولا اعملوا نظاماً خاصاً لكي تستعيدوا الخلافة ولا تدّعوا بذلك أنك بيدك أستاذية العالم. إن وُجد خليفة فوالله هو الذي تولاها. هذه أمور يمكن من خلال الدولة أن نسعى لتنفيذها وللتفاهم مع الدول الأخرى كما كانت دولة الخلافة موجودة لمدة تزيد على خمسمائة سنة. لا يوجد خليفة يطلب منك الانسحاب، فإن لم يكن في الأرض إمام فاعتزل تلك
الفرق كلها ولو أن يأتيك الموت وأنت تعض على جذع نخلة. في البخاري الأول في أحمد والثاني في البخاري. عندما ذهبت الخلافة سنة أربع وعشرين في السادس من مارس، اجتمع في سنة خمس وعشرين مؤتمر للخلافة في القاهرة حضره مشايخ الأرض كلهم وفشل. وفي سنة ست وعشرين اجتمع في الهند مؤتمر للخلافة مرة أخرى، فأفشله الهنود غير المؤتمر الذي أقامه الملك غير ذلك الخاص بالملك فؤاد هنا، ففشل هو الثاني. لكن النبي لم يقل لنا ذلك، بل قال لنا إننا نجتمع ونفعل هكذا، كما حدث في انهيار الدولة العباسية في بغداد. ذهبوا مباشرة وأقاموا الخليفة، وهو نفس الخليفة الذي كان في بغداد، أقاموه في القاهرة،
كما حدث عندما سليم. دخل السلطان سليم خان مصر وأخذ الخليفة مُعززاً مُكرَّماً، وظل خليفة حتى توفي، وبعد ذلك أعلن سليم خان نفسه خليفة. لم يكن سليم الأول، لكن كون أنك بعد ذهاب الخلافة لم تطع سيدنا. طيب، وسيدنا أصبح يقول لك هكذا لماذا؟ لأننا أناس قليلو الحيلة، أي ضعفاء أو عاجزون. المقصود منا أن ننزوي عن الدنيا نهائياً وذلك حتى لا نكون ألعوبة كما أصبح حسن أفندي وجماعته ألعوبة في أيدي هتلر وموسوليني والغرب أجمعين. من يفهم هذا ممن بيده دولة؟ إنهم الإنجليز والفرنسيون والروس والأمريكان وهتلر وإيطاليا. والمستعمر هو الذي
فهم هذا، من الذي أعطى لحسن البنا كما... أقرَّ على نفسه خمسمائة جنيه، ذلك الرجل الفرنسي صاحب قناة السويس. الرجل الإنجليزي هو الذي أعطوه إياها. لِمَ لا نفهم أخيراً أن هذا هو، نعم هذا هو الذي سنجلب الشرق منه ونتلاعب به، وهو مسكين يظن أن له كينونة وأنه فاعل وليس مفعولاً به، لكنه أصبح مفعولاً به. إذاً إن صدق رسول الله، أعني أنني أريد أن أقول لك أن الذي يتصرف بسرية والذي يلتف ويدور وما إلى ذلك، هذا يتصرف بمكر، لكن الذي خالف رسول الله فهو أعمى القلب وقد شوه صورة الإسلام والمسلمين أمام العالمين، وفي النهاية هو فاشل
ويفشل مع جماعته الخائبة. ها نحن الآن في المائة أعطانا واحداً وتسعين اثنين وتسعين سنة. حسناً يا عديم القلب، لماذا أنت لا تعرف أن سيدنا الرسول عندما قرص الله آذان المسلمين المخالفين في أُحد نصرهم بعدما أدّبهم؟ النبي عندما عاد الإخوة الصحابة الكرام متعبين ومجهدين ومضروبين ضرباً شديداً في أُحد قال لهم: لا. تمضِ يا أخي أنت وهو، اجروا وراء المشركين فدخلوا فلحقوا بهم عند حمراء الأسد، ودخل المشركون في فزع إلى مكة. هذا في أحد كانوا
منتصرين، حدثت كبوة بعد ذلك، ثم أصبحوا منتصرين في حمراء الأسد. انظر كيف رفع الله معنوياتهم وطمأنهم. انظر إلى الله في حنين، نعم هو يوم حدث تعثر وكبوة ثم بعد ذلك انتصار، انظر كيف نسير هكذا دائماً. هو في لحظة، في لحظة هكذا، إنها فقط قرصت آذاننا لكي نستيقظ بسبب المخالفة أو لأن كثرتكم أعجبتكم أو غير ذلك. لكن منذ تسعين سنة وهو يخزيكم ولا توجد فائدة، أنتم لا تريدون أن تروا الرسالة الإلهية. لكم وأيضاً لا تريدون أن تروا الأوامر النبوية لكم، هذا أخس وأضل من الذي سيادتك تسألني عنه. الذي سيادتك تسألني عنه هو شخص كأنه يعني المكار، لكنني لا أريد أن
أقول هكذا. أريد أن أقول للناس هؤلاء إنهم عميان القلوب، أعمى الله بصائرهم ولم يجعلهم يتصلون ويفهمون المراد. الله ولا مراد رسوله. قد يكون المكر مفيداً أحياناً. هل أنت منتبه؟ حتى ضلوا وأضلوا وذهبوا في ضلال بعيد، في ضلال بعيد. ركبوا القطار بشكل خاطئ. ذهبوا إلى محطة القطار وركبوا القطار، لكنهم لم يذهبوا إلى الإسكندرية، بل ذهبوا راكبين قطار الصعيد. فقدوا الشروط يا مولانا، فقدوا الشروط، فنزلوا تلك التي هناك هي البحر الأبيض المتوسط، ضلال بعيد. كانوا على مقربة مائتي كيلومتر من الإسكندرية، فأصبحوا على مقربة ألف كيلومتر من الإسكندرية. هذا هو الضلال البعيد، فهؤلاء الناس في ضلال بعيد يا أستاذ مولانا، حتى لو أنهم قالوا إننا نفعل ذلك من
أجل نصرة الدين، وانسحب ذلك ودلّسوا. قالوا للناس أن سيدنا صلى الله عليه وسلم في بداية دعوته كان يجتمع في دار الأرقم بن أبي الأرقم في مكة، وما كان يجتمع في دار الأرقم وكان هذا اجتماعاً سرياً، لم يكن سرياً، ولذلك كانت فاطمة بنت الخطاب تعرفه، فأرشدت الخطاب إليه وذهبت ووجهته كذا. لم يكن سرياً، وإنما كان بعيداً عن صدام المشركين، فهو لا يريد أن يصادم المشركين الذين يعيشون في وسطهم، ولا يريد أن يسبب لهم القلق. لم يكن سرياً ولا شيء، هم الذين سمّوه سرياً، لكنه كان يجتمع في دار الأرقم، نعم، في دار الأرقم وكل شيء. فعندما جاؤوا ونظروا هكذا سيدنا عمر فقالوا هذا عمر، قال حسناً، وماذا بعد؟ أصبح هكذا سيجلس ويتشاجر معنا، فقام حمزة إليه وقال: لا،
إن أراد خيراً بذلناه له، وإن أراد شراً قتلته بسيفي. فقد كان حمزة فارساً، فخرج وأخذ حزام عمر وحمله على يديه هكذا وقال له: ماذا تريد يا؟ قال له ابن الخطاب: "يا حمزة، ليس هكذا، ما جئت إلا في خير". فأنزله، انظر في الصدق، فالعرب يتميزون بأمرين: بالصدق والكرم. لا يكذب أبداً، لا يعرف الكذب، والكرم أصبح سجية. فالعبادات مبنية على الصدق والمعاملات مبنية على الكرم. ولذلك مما قالوا إن الله اختار العرب. لشريعة الإسلام من أجل صفاتهم التي هي الصدق والكرم عبادات ومعاملات، دنيا ودين، الله والكون. فإذا أصلحتُ علاقتي
بالله وأصلحتُ علاقتي بالكون، فهذا الكون لن يستقيم إلا بالكرم والمسامحة، والعلاقة بيني وبين الله لن تستقيم إلا بالصدق. هذا هو الملخص كله في هذه المسألة. لكن هذا الأستاذ أصبح مفعولاً به ولعبة في أيدي الأمم وأجهزة المخابرات والأجهزة التي ليست مخابرات. لديه صهر اسمه سعيد رمضان، ذهب واتفق مع كل الأجهزة وسافر إلى أمريكا، وفي سويسرا أولاده يقيمون في سويسرا حتى الآن، صاحب فضائح وما إلى ذلك. حسبنا الله. ونعم الوكيل، الحمد لله أن فينا من ينبه الناس ويرفع الالتباس ويفكر بحزم ويعمل بعزم، ولا يكف حتى ينال ما يقصد لكي يوصل العقول إلى الهداية، إلى الضوء، إلى السير في الطريق
الصحيح. مولانا الإمام شكر الله لك، ودائمًا نلتقي بك على هذا الخير، فرضي الله عنك دائمًا مولانا، شكرًا. دمتم في رعاية الله وأمنه، إلى اللقاء،