والله أعلم | ‎‫فضيلة الدكتور علي جمعة يرد على شبهات تحويل القبلة‬ | الحلقة الكاملة

والله أعلم | ‎‫فضيلة الدكتور علي جمعة يرد على شبهات  تحويل القبلة‬ | الحلقة الكاملة - السيرة, والله أعلم
أسعد الله مساءكم بكل خير وأرحب بحضراتكم في حلقة جديدة من "والله أعلم". اليوم نستكمل ما كنا قد بدأناه مع فضيلة الدكتور حول الاحتفال بهذا الشهر شهر شعبان، واليوم ننتقل فيه إلى فكرة تحويل القبلة وبعض الشبهات التي جاءت في مسألة تحويل القبلة والتي يرددها بعض المستشرقين وبعض المشككين. في هذه المسألة الحساسة والدقيقة في العقيدة الإسلامية، اليوم سنحاول أن نفتح أمام حضراتكم وأمام فضيلة الدكتور بعض
هذه الأسئلة وبعض هذه الشبهات لتفنيدها والرد عليها. سؤالنا لحضراتكم على صفحة "والله أعلم" على الفيسبوك يقول: ما ردك على القول بأن تحويل القبلة قد أنهى مكانة المسجد الأقصى؟ المبارك عند المسلمين ننتظر إجابات حضراتكم ونرد على مولانا في آخر الحلقة. أرحب بحضراتكم، أرحب بفضيلة الإمام العالم الجليل الأستاذ الدكتور علي جمعة. أهلاً وسهلاً، أهلاً بكم مولانا. كلهم بخير. سؤال يتعلق ببعض من هذه الشبهات، سؤال تأسيسي، يعني البعض يسأل: إذا كانت، إذا كان الدين واحداً من عند... بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. الديانة واحدة، معناها أن القضايا الصعبة التي خلق الله سبحانه وتعالى عليها الكون هي واحدة، وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون من لدن آدم إلى قيام الساعة. فلماذا تختلف القبلة بالنسبة لأتباع كل دين؟ الساعة ستكون هذه هي
الكلمات التي تعبر عن هدف هذا الكون أن هذا الكون خُلق من أجل عبادة الله. لا تتغير أيضاً أركان الإيمان، إنما هي الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره، وهذا ثابت عبر رحلة الرسل من لدن آدم إلى خاتمهم سيدنا النبي صلى الله. عليه وآله وسلم، لكن الله سبحانه وتعالى قال: {لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجًا}، فكل قوم لهم باختلاف زمانهم علامة أو رمز يتميزون به، ويصبحون دالين على فاعل الخير فيه، وعلى المؤمنين فيه، وتتغير الأحكام: {ما ننسخ من
آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها ألم تعلم أن الله على شيء قدير، فالتوحُّد ليس في الشريعة والمنهاج والرموز، بل التوحُّد في العقيدة، في القضايا الأساسية، في الرؤية الكونية لهذا الكون والإنسان والحياة، وما قبل ذلك وما بعد ذلك. ولذلك نرى أن اليهود كانوا يستقبلون بيت المقدس، فلما جاءت المسيحية استقبلوا جهة الشرق، فلما جاء الإسلام استقبل الكعبة متوجهاً إلى بيت. المقدس في هذا التوجه كان هناك دلالة وهي أننا لم نأتِ لنهدم ما كان قبلنا، وأننا لا نعترض على اليهود،
وليس هناك صدام حقيقي بيني وبين اليهود، وأننا نتوجه لقبلتهم من غير أي نوع من أنواع المفاصلة أو المصادقة. هنا يقولون: حسناً، بالتالي قبلة اليهود هي الأصل، هي الأسبق، هي وليس الأصل، بل ما زال الأصل؛ لأنها هي الأسبق. والله سبحانه وتعالى علّمنا قصة هذا الأصل. هذا الأصل ليس كذلك، بل الأصل أن ربنا سبحانه وتعالى يقول: "وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطره"، ويقول: "ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله". القضية ليست قضية ماذا سنختار، القضية هي أن الله وبما أنه محيط، ففي كل الاتجاهات يصلح،
ولذلك بُني على ذلك حكم وهو أنني إذا فرضت أنني لم أعرف أين القبلة، أقوم بالصلاة ولو فات الوقت تكون صلاتي صحيحة، حتى لو تبين أنها ليست القبلة الصحيحة. لماذا؟ لأنه "ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله إن الله". واسع عليم، يعني إذا كنا مؤمنين أن الله واسع وأنه عليم وأنه محيط وبهذه الصفات، فإننا نتوجه عند فقد المعرفة إلى أي مكان، ونصلي عندما نفقد المعرفة أن هذا هو شطر المسجد الحرام. إذاً فالوحدة بين الأنبياء باقية مع اختلاف المنهاج والشريعة. إذاً فدلالة توجهنا إلى بيت المقدس أولاً كان... إعلاناً أننا
لا نريد أن نصطدم مع أحد من الناس، فبيت مقدس عند اليهود ومقدس عند المسيحيين ومقدس عند المسلمين هو بيت المقدس الذي هو مدينة القدس، مقدسة عند كل أبناء إبراهيم. نقول لهم: يا جماعة، ما كنتُ بدعاً من الرسل، أنت لست بدعة من. الرسل هذا أنت تأتي في الصف هكذا هو لم يفهموه ولم يرضوا وبدأت الأحقاد الداخلية تظهر وتنقلب عليهم. مساكين عندما جاء النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة أولاً، كان هناك فترة هكذا كانت أولاً يعني جلس أيضاً يوجه وجهه إلى المسجد الأقصى حوالي
ثمانية عشر شهراً. الثمانية عشر هذا الشهر لم يُعجب اليهود وبدأوا يثيرون الزوابع والشبهات قائلين: "حسناً، ماذا فعلت أنت؟ أنت تتجه إلى قبلتنا، لماذا لم تخرج من بيننا بل خرجت من أبناء إسماعيل؟" فأجاب: "هل هذا بيدي أو بأيديكم؟ هذا بأمر الله". لكن لم تكن هناك فائدة، وكان يحب أن يوافقهم، ولما دخل وجدهم يصومون عشراء وأمر أصحابه بصيامه، انظر كيف كان يحب أن يوفقه باعتبار أن هؤلاء موحدون يعبدون إلهاً واحداً، وأنهم خرجوا عن نطاق الوثنية، وأنهم أصحاب كتاب، وأنهم أصحاب نبي مرسل، وهكذا. ولكن
أبى اليهود إلا الصدام، وأبى اليهود إلا العصيان، وأبى اليهود إلا أن يدبروا له المكائد، بل وصلت المسائل إلى... مستوى عيب، إلى مستوى العيب، أن يقوم شخص في السوق بتعليق جلباب امرأة بمسمار هكذا أو بحبل لكي عندما تقوم تنكشف، ويجلس هو وأصدقاؤه يضحكون. أي أنه لا يوجد أدب ولا إنسانية. أو أن يأتوا ليسلموا على النبي فيقولون له: السام عليك يا محمد، أي الهلاك عليك. عبد الله بن سلام عندما أسلم قال: "يا رسول الله، أرسِلْ إليهم واعلم
أنهم قوم بُهْت، أنا كبيرهم وأعرفهم، وقل لهم ما رأيكم في عبد الله بن سلام". فجاء بهم فقالوا له: "سيدنا وابن سيدنا". قال لهم: "طيب، هذا قد أسلم". فقالوا له: "فاسقنا وابن فاسقنا" في الجلسة نفسها. فهم. يعني عندهم هذه العبارة، عندهم الخروج عن مقتضيات العرف والأدب والإنسانية بمنتهى السهولة، وتغيير الرأي والتلوّن والتيه وهكذا. فالنبي صلى الله عليه وسلم كره منهم هذا الفعل، ليس كارهًا لليهودية، لا. بل هو جاء يقول لهم: أنا جئت... كما أن ورقة بن نوفل كان يقول له: والله إن هذا لهو... الناموس الذي نزل على موسى، هل تنتبه؟ إنهم ينبهون إلى أن كثيراً جداً من العقائد، حتى
العقائد الإسلامية، ستجدها هي ذاتها في العقائد اليهودية. ولكنني لم آتِ لأصطدم، بل جئت لأكمل، جئت من أجل الخلاص المطلق عند الله، من أجل الدين الذي سيبقى إلى يوم القيامة. وهكذا لم يفهموا هذا، الله عليه وسلم يقول: "خالفوا اليهود". هم ماذا يفعلون إذن؟ يصبغون شعرهم بالسواد، فخالفوهم واصبغوا بالحناء. هم يصلون في نعالهم، فصلوا أنتم بدون نعال. هم يصلون من غير نعال ويخلعونها، فصلوا أنتم في نعالكم. هم يخففون اللحية، فأطيلوها. أين الله من هذا الوضع في مكة ومن الوضع في الثمانية عشر الأوائل في المدينة، نعم، لأنه بدأ الصدام وبدأ الصدام من طرف اليهود، حتى قال
فيهم عندما حصلت فتنة بدأت الأسواق تشتعل وبدأ الناس يتخاصمون مع بعضهم وبدأت التهم تُتبادل ما بين المسلمين واليهود، والنبي عليه الصلاة والسلام يريد أمناً اجتماعياً فقال لهم: "اضطروهم إلى أضيق الطرق" بدلاً من أن تهيج قولوا لهم لا، أنا سأمشي أولاً، فافعلوا، ففعلوا هكذا، فهدأت الحال. فبعض الناس من القاصرين يظنون أننا نفعل هكذا في يهود اليوم، لا، هؤلاء هم اليهود الذين كانوا لديه والذين كانوا يقولون السام يا محمد، عليك السام يا محمد، أو السام عليك يا... إلى آخره، فحتى تهدأ الحالة الاجتماعية. تصبح هذه عملية زمنية وليست عملية شرعية، حال الطوارق، حال الطوارق تماماً، مضبوط. طيب، أستأذن فضيلتك لنخرج إلى فاصل، وبعد الفاصل فكرة أن تحويل القبلة جاء فقط إرضاءً لسيدنا النبي عليه الصلاة والسلام من
قبل المولى عز وجل، وليس هو أصل العبادة. أصل العبادة كانت المسجد الأقصى، ولكن التحويل للكعبة إرضاءً وذلك إعمالاً للآية الشريفة بعد الفاصل إن شاء الله سأعرض الأمر مرة أخرى. نستكمل هذا الحديث مع فضيلة الدكتور حول فكرة تحويل القبلة. طبعاً في النصف من شعبان دائماً من كل عام نحتفل بهذه الذكرى. مولانا مرة أخرى أجدد ترحيبي بحضرتك، وهناك من يقول بأن تحويل القبلة فقط. هو جاء من المولى عز وجل إرضاءً لرسوله الكريم بدليل "قد نرى تقلب
وجهك في السماء". افترض أنه كان يسارع في هواه كما كانت السيدة عائشة تقول له: "إني أرى الله يسارع في هواك". إذن، أليست القبلة أمراً لا يتغير؟ نعم، القبلة أمر لا يتغير. أساس الدين لا يتغير إلا بمن يملك صلاحية التغيير وهو الله، والله سبحانه وتعالى دعاه النبي وقلب وجهه إلى جهة الدعاء وقبلة الدعاء وهي السماء، قال له: "يا رب" فرفعه. إذن إذا لم يكن هذا في الصلاة، فقد كان في الدعاء، لأنه منهي عن النظر إلى السماء أثناء الصلاة. نعم، في السماء يا ربُّ يا ربُّ، فقال له: "يا محمد، خلاص استجبتُ لك". ما هذا إذن؟ أهذا ما يُغيظه؟ من هذه؟ ما هذا الاعتراض الذي عليها؟ النبي عليه الصلاة والسلام، ربنا يحبه. النبي عليه الصلاة والسلام، ربنا يُقدّمه. ربنا
سبحانه وتعالى يستجيب دعاءه، فاستجاب الدعاء إكراماً للنبي عليه الصلاة والسلام. حباً للنبي عليه الصلاة والسلام لأنه الإنسان الكامل، لأنه المثال الأتم. "لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً"، "قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله". انظر كيف أن هذا أمر عظيم الشأن، نعم، والسيدة عائشة عندما نزلت. الآية قالت أرى الله يسارع في هواك يعني أنه يستجيب لك فوراً، نعم صلى الله عليه وسلم. نعم الرب رب والعبد عبد، والله سبحانه وتعالى هو الفعال لما يريد وهو سبحانه وتعالى الذي بيده الأمر، لكن النبي مستجاب الدعاء عليه الصلاة والسلام. الله يظهر قهره عليه في مواطن كثيرة. من القرآن: "استغفر
لهم أو لا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم". ما هذا؟ حاضر، جلَّ جلالك يا رب. يعني يقول له: لا يوجد خلاص. حاضر، الأمر بيد الله. هل تفهم؟ "ولو تقوَّل علينا بعض الأقاويل لأخذنا منه باليمين ثم لقطعنا منه الوتين". هذا. خلاصة الأمر أنه قد أدرك كيف أن الله تعالى يقول: "فإذا قرأناه فاتبع قرآنه ثم إن علينا بيانه"، وليس لك شأن بذلك، إذ يقول له: "ليس لك من الأمر شيء". لا يمكن أن يكون هذا القرآن من عند محمد، فلو كان كذلك لما ذُكر فيه هكذا، ولما ظهر جلال الله عليه الصلاة والسلام مؤمن بربنا، قلبه خاشع له، يعرفه
وليس حديث العهد معه. مع جلال الأنبياء وعلو مقامهم - انتبه - إلا أنه لا يختلف عن سيدنا إبراهيم عليه السلام وعن سيدنا موسى عليه السلام. فربنا يقول لسيدنا موسى: "إني أنا الله"، يُعرِّفه بنفسه، يُعرِّفه شيئاً، يعني لم يقل أبداً الله تعالى يقول له هل هذا ما في ذهنك؟ هو الله. ما هذا؟ لم يحدث ولا مرة أن قال له إنني أنا الله مخطئ. يقول هكذا لموسى، ويقول هكذا لإبراهيم، ولا يقول هكذا لمحمد. فإذن محمد صلى الله عليه وسلم هذا شيء خاص بربنا، شيء مصطفى، ومن أجل هذا الاصطفاء. نعم يا سيدي،
يُغيّر القبلة من أجله، نعم، ويُغيّر القبلة لهواه، ويُغيّر القبلة لأن مكة وطن، ويُغيّر القبلة لأن مكة حبه. "إنكِ أحب أرض الله إليَّ، ولولا أن أهلكِ أخرجوني ما خرجتُ منكِ أبداً". نعم صحيح، يفعل هكذا، لكن مَن الذي يفعل؟ الله. فالله سبحانه وتعالى يُسارع في هوى. النبي صلى الله عليه وسلم كما قالت له السيدة عائشة فأقرَّها، أي لم يعترض ولم يقل لها كيف تتسرعين؟ لا، تقولي هكذا. بل سكت، خلاص، أقرَّ السيدة عائشة وهي تقول: "إني أرى الله يسارع في هواك". طيب، هنا مولانا يقولون: طيب لماذا في سورة التحريم؟ نعم يا أيها... النبي عندما تحرم ما أحل الله لك تبتغي مرضاة أزواجك، نعم، حسناً. وفي الناحية الأخرى، الرب سبحانه وتعالى يحول الكعبة إرضاءً لرسوله. ألم يكن على الأقل أن الرب سبحانه وتعالى يسمح للنبي أن يحرم ما أحل الله
له؟ بل على العكس، فقد أعاد له القبلة. هذا واضح. أوضح من الواضحات كيف أصبح في القبلة طلب وهنا حرم نفسه؟ نعم، فوقف معه هنا وهناك، مع الذي حرم نفسه قال له: "لا تحرم على نفسك، وسع على نفسك". والذي طلب قال له: "طلبك مجاب". لا، إن كل ما نقول هذه الأشياء هي هذه الأشياء. جميلة لماذا؟ لأنها لا تخطر في بال الإنسان على ما هو عليه، لكن عندما يأتي ليبحثها يجد ربنا يقول له هنا وهنا. ففي تحويل القبلة قال له: ما تريد يا محمد قد نفّذناه، وفي التحريم قال له: لماذا تحرم على نفسك؟ لماذا تضيق على نفسك؟ وسِّع وأرح نفسك. ها هي هنا معه وهو
هنا معه ويقول له لا، تحرّم العسل الذي أحلّه الله لك تبتغي مرضاة أزواجك، لا، دع عنك أزواجك وابق في الحلال الذي شرعه الله لك. هذا الحلال واسع وليس ضيقاً، بل واسع، وهكذا. لا، ربنا واقف مع سيدنا النبي، وكلما نبحث في هذه وأنا هذه إذا جلست تتفحص فيها ستجدها شيئاً عظيماً جداً وجميلاً للغاية وإعجازاً. فالمعترض يا حسرة عليه ليس منتبهاً لهذه النقطة ويريد أن يجعل موسى مثل محمد ومحمد مثل موسى. لا، أرجوك، تواضعاً. يقول الله: وأنتم تفرقون بين الأنبياء أم لا؟ لا، نحن لا نفرق في... الإيمان لا نُفرِّق، إنما في الأفضلية "تلك الرسل فضلنا
بعضهم على بعض منهم من كلم الله"، فهم إذاً درجات عند ربهم، لهم درجات عند الله، درجات وأفضليات مَن على قمة الهرم في عقيدتنا؟ سيدنا محمد النبي. هل انتبهت؟ فهو يريد - يا عيني - أن يقول إن محمداً مثله في الرسالة، مثله في النبوة، مثله في أنهما من أولي العزم، لكن ليس مثله في الأفضلية. حسناً، تعال الآن عند سيدنا النبي، يقول لك: "لا تفضلوني على يونس بن متى". التفضيل الذي في النبوة، أي أن هذه النبوة أفضل من تلك النبوة، أو متى هذه النبوة، هذا لا يصح الأنبياء في النبوة سواء، وكل الرسل في الرسالة سواء،
لكن من الأقرب عند الله؟ تلك قضية الفضل، "ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء". وقد شاء الله أن يجعل سيدنا النبي هو محل الأفضلية. نعم، هذه هي القصة، وإذا تفحصت في القرآن يا أخي من كل الجهات تجد أن ربنا يؤيد. هذا الرجل وأن القرآن هذا لا يمكن أن يكون من عنده، من عند محمد هذا، بل هو من عند الله الذي أيده. طيب أستأذن حضرتك بعد الفاصل، لقد فهمنا فكرة التأييد لسيدنا النبي صلى الله عليه وسلم من قبل المولى عز وجل. هنا فكرة أن تتحول القبلة. إلى الكعبة مرة أخرى، والكعبة تعج بالأصنام ومن حولها الكثير من الأصنام، فكيف يعقل أن تتوجه قبلة المسلمين تجاه البيت وحوله. وفضيلة
مولانا قبل الفاصل، هل هناك من يجتهد ويحاول أن يجلب من كلام المستشرقين أو من غيرهم أو من أي مصدر شبهات لنضعها أمام مولانا لكي يعلمنا ويفهمنا، لكن أول كلمتين من إجابة مولانا يظهر منهما شخص ذو فكر منقّب. أهلاً بحضرتك مرة أخرى، أهلاً بكم. حسناً، فكرة أن تحويل القبلة إلى الكعبة مرة أخرى وهي مليئة بالأصنام... أحكام "تركتكم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك"... أحكام أن هذه النقطة هي محل نظر
الله وجد أو لم توجد كانت مطهرة كما أمر الله سبحانه وتعالى أو نجسها المتنجسون والمنجسون فهي محل نظر الله سبحانه وتعالى وسيأتي في آخر الزمان ذو الخويصرة ويرجع فيها الأصنام مرة أخرى. ماذا أفعل أنا الآن وأنا في إندونيسيا أتوجه إليها؟ ماذا أفعل وأنا في ليبيا أتوجه إليها؟ ماذا أفعل وأنا السودان أو في أفريقيا في الجنوب، في جنوب أفريقيا، أتوجه إليها، أين الدليل؟ فلو لم تكن هذه الحالة موجودة عندنا أن النبي صلى الله عليه وسلم اعتمر وفيها الأصنام، وأن النبي صلى الله عليه وسلم صلى إليها وفيها الأصنام، وأن النبي صلى فيها نفسها في المسجد الحرام أربعة عشر. سنة وجلس يصلي لأن الصلاة فُرضت منذ بداية البداية، والصلوات الخمس
هي التي جاءت في الإسراء والمعراج. وكان فيها هكذا يريد أن يعطيني أي نموذج، ماذا يقول النموذج؟ أن حتى الكعبة لو حدث فيها هذا، بل إنها لو هُدمت - لا قدر الله ولا كان، حاشاها - وزالت، فإن المسلمين مكانها أحكام لا تركنا هو على المحجة البيضاء، لن نضل في شيء، ما ترك شيئاً عندما قال هنا، وفي كل الأحوال قال كل شيء، قال كل شيء، هل تنتبه كيف؟ فيكون إذا تركنا على المحجة البيضاء هي الإجابة على هذا السؤال، فعل هذا من أجل أن يبين للمسلمين ماذا يفعلون. لو كان هذا الحال أنك تعيش في بلد يكره الإسلام والمسلمين، ماذا تفعل؟ تفعل
ما فعلوه في مكة. وإن كنت تعيش في بلد يحب المسلمين لكنه ليس مسلماً، كما حدث في الحبشة. في الحبشة تريد أن تعمل مواطنة لأن هناك عدة ديانات معك، فتفعل ما فعلوه في المدينة. أولاً أريد بلد كلهم مائة بالمائة مسلمون تفعل ما يحدث في المدينة الأخرى. لم يتركنا إلا ومعنا مصدر نأخذ منه ديننا على الطريق الواضح الذي تركه هؤلاء الإرهابيون ولم يفهموه وخالفوه بسبب ما حولهم وقوتهم، واعتقدوا أنهم يدعون إلى الله فصدوا عن سبيل الله بغير علم. هذا ما يحدث. بارك الله فيكم البيضاء نعم بارك الله فيكم مولانا. نأخذ بعضاً من أسئلة حضراتكم. الأستاذ محمود تفضّل يا مولانا. السلام عليكم. وعليكم السلام. وعليكم السلام. أنا لي ابن سافر
إلى إنجلترا ودرس هناك، وتزوج من امرأة ليتوانية لها حق الإقامة في الاتحاد الأوروبي، فعاش في إنجلترا. رزقهم الله ببنت عمرها أربع سنوات. اختلفوا... حوله أن الفتاة تتحدث العربية أو تنزل المصحف، وطلبت الطلاق. القانون هناك ينص على أن الفتاة في حضانة وكفالة أمها. ما الذنب الذي يقع عليه الآن؟ يعني هو قلق على مستقبل ابنته في الجو الذي يسمع فيه. ماذا أفعل؟ حاضر يا سيدي، أشكر حضرتك شكراً جزيلاً الأستاذ مصطفى. السلام عليكم وعليكم السلام يا سيدي. أردت أن أتحدث بخصوص ذلك
البيان، يعني البيان الخاص بفضيلة الدكتور علي جمعة. البيان الذي يقدم فيه نصائح عن المعاملة الحسنة تجاه الإنسان، يعني المعاملة الحسنة، معاملة جيدة جداً. وهي دائماً ما تكون معاملة شريفة جداً حتى درجة الإتقان، وعملها عندي محبوب جداً. وأنا أضايقها كيف أتعامل معها؟ فهذه طفلة مثلاً، وأجعلها من الجزر، وهذه ثماني سنوات، وأعاملها معاملة جيدة جداً، يعني خلاص أجعل الفضل. وهذه الوحيدة التي اكتشفتها، طيب. لكن الآن تعدك أن تتعامل معي بشكل شريف جداً. هي تتمنى فقط أن أكون مستمعاً لها. هي الفكرة وصلت. حاضر يا سيدي لفضيلة أن أكون سمعت السيدة دالية. تفضلي يا سيدتي، أستاذة دالية. نعم، السلام عليكم. وعليكم السلام يا سيدتي. لو سمحت أريد التحدث مع الشيخ الذي على الهواء. طيب، لو سمحت فضيلة الشيخ، بالنسبة لفترة الحيض عندي، العادة الشهرية الخاصة بي تأتي يميناً هكذا في أيامي المعتادة التي هي سبعة
أيام، ثم ففي رمضان أنا في هذين اليومين أستغلهما وأغتسل وأصومهما ولا أقضيهما بعد رمضان، فهل هذا جائز فعلاً؟ أم أن الأيام التي فاتتني يمكن أن أقضيها بعد ذلك، علماً أنني صمتها أصلاً في رمضان؟ شكراً لحضرتك مولانا. هل على ابن الأستاذ محمود وزر؟ أين هو هذا الوزر؟ أتيت متأخراً جاؤونا بعد أن أصبح عمر البنت أربع سنوات، وقلنا قبل ذلك لا تفعل هذا الزواج المختلف لأنه يؤدي إلى مشاكل اجتماعية. ماذا سيفعل الأستاذ محمود؟ يخالف القانون ويخطف البنت؟ هذا تشويه لسمعة الإسلام والمسلمين وإبعاد للبنت من حضانتها وما إلى ذلك. فقلنا هذا الكلام، حسناً، ماذا أفعل الآن؟ الأمر انتهى. إنه في وسط اللجة يقول لي: أنا الآن في وسط اللجة، ماذا أفعل؟ لا تفعل
شيئاً، اسكت وادعُ الله سبحانه. عندما ترجع لها حضارتها، ادعُ الله سبحانه. حسناً، الأخ مصطفى يريد نصائح لزوجته. أنا أوجه الكلام للزوجة وأقول لها: أحسني استغلال هذه الفرصة، فهذا الرجل مصطفى زوجك هو الزوجة التي تُحسن معاملة زوجها دائماً هي في طريق الجنة، فلماذا تُضيِّعين على نفسك هذه الفرصة؟ إنها فرصتك مع الله سبحانه وتعالى. لا شك أنه يجب عليه أن يُحسن عشرتك لأنك فرصته أيضاً، لكنني أوجه الكلام إليكِ أنه يجب عليكِ أن تُحسني عشرته. فإذا لم يُحسن هو، فأحسني أنتِ يا صاحبة الفضل وهكذا ثوابك سيزيد، هذه فرصتك إذا تأملت في كلمة "فرصتك" دون جدال ودون عناد ودون مكافأة. إن يفعل هو أفعل أنا،
وإن لم يفعل هو فلن أفعل أنا. لماذا؟ هذه فرصة كبيرة جداً. قضية أن يُحسن الإنسان لزوجته، وقضية أن تحسن الزوجة لزوجها، هذه فرصة لن تُعوض. ولذلك أنصح بهذا أنها تُحسن لزوجها غاية الإحسان. داليا ماذا يحدث لها؟ يحدث أنها يأتيها الحيض ثلاثة أيام مثلاً، وبعد ذلك يغيب الحيض يومين، طهر كامل، ثم يأتي مرة أخرى. فهنا قولان للفقهاء: قول يُسمى اللقط، أي أننا سنلتقط أيام الطهر ونصوم ونصلي فيها، وقول يُسمى السحب، وهو أنه سيسحب في جميع الأيام السبعة أنت منتبه نعم، والقولان في المذهب الشافعي معمول بهما. فهي تسأل:
أنا ألتقط، أي ماذا يعني "ألتقط"؟ يعني تلتقط هذين اليومين وتصليهما وتصومهما لأنه نزيف كامل، ثم فجأة تأتيها الحيضة مرة أخرى، أنت منتبه؟ واليومان اللذان طهرت فيهما ليسا خمسة عشر. يوم كما يقول الفقهاء، قالوا نعم، هذا صحيح هكذا، وعلى ذلك فهي تسير على قول اللقط، وهذا قول معتمد عند الفقهاء، وليس عليها إعادة ولا شيء، وجزاك الله خيراً، واستمر على هذا. نعم، بارك الله فيكم مولانا، شكراً لكم، شكراً جزيلاً
لحضرتكم، الشكر موصول لكم إلى... اللقاء