والله أعلم | فضيلة الدكتور علي جمعة يوضح حقيقة القدرة المالية للحج | الحلقة الكاملة

أهلاً بحضراتكم، كل عام وأنتم بخير، وهذه حلقة جديدة من برنامج والله أعلم. نسعد بصحبة صاحب الفضيلة مولانا الإمام الأستاذ الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، لنتأمل معه هذا المشهد الرائع الذي يقف أمامه العالم متعجباً ومندهشاً ومتسائلاً عن هذا الجمع الغفير الذي يعلو صوته بهذه. التلبية فيتوحد النداء ويتوحد الصوت ويتوحد اللون، فإلى عرفات الله يا خير زائر، عليك سلام الله في عرفات. أهلاً بكم مولانا الإمام، كل سنة وحضرتكم
بخير، وأنتم بالصحة والسلامة، وكل عام وأنتم بخير. فرّح الله قلوبكم وقلوب المصريين وقلوب المسلمين، وندعو الله سبحانه وتعالى بالأمن والأمان والسلم والسلام للعالم كله. حتى ننجو من هذه الورطة التي أدخلنا فيها أهل النار، ندعو الله سبحانه وتعالى أن يخرجنا إلى هدي النبي المصطفى والحبيب المجتبى صلى الله عليه وآله وسلم. مولانا الإمام، هناك سؤال يراود كثيراً من المسلمين ويراود كثيراً من غير المسلمين عندما يشاهدون المشهد الجميل، وربما سؤالنا اليوم الأساسي عن... القدرة المالية لمن يحج، ولكن قبل هذا وذاك، يعني كيف ينعكس هذا المشهد في حياتنا؟ كيف يجب أو ماذا ينبغي علينا بعد أن يقف العالم كله يرى هذا المشهد الرائع من وحدة لون، وحدة صوت، وحدة لغة، وحدة مشهد، وحدة قبلة. بسم
الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على. سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه، جمع الله سبحانه وتعالى كل أنواع العبادة التي قررها في دينه الأخير وكتابه وكلمته الأخيرة إلى البشرية وعهده الأخير إلى بني آدم القرآن الكريم والإسلام، جمعها في الحج وسُمي بذلك الحج الأكبر لأنه يجمع كل العبادات، لكن الله سبحانه وتعالى لم يجعل هذه الفريضة وهذا الركن من أركان الإسلام والذي عبر عنه سيدنا صلى الله عليه وسلم فقال بُنِي الإسلام على خمس، فكأنه ركن من أركان الشيء. وكلمة ركن عند العلماء تعني جزء الشيء الداخل في هويته المحقق
لحقيقته. ماذا يعني الداخل في هويته المحقق لحقيقته؟ يعني أن الإسلام لا يصح بدونه، فهذه. معنى ركنية يعني أنه لا يوجد للإسلام طعام بدون الصلاة أو بدون صيام رمضان أو بدون الزكاة أو بدون الحج لمن استطاع إليه سبيلاً. وهنا ندخل في العلاقة بين الإنسان وربه. لا يكلف الله نفساً إلا وسعها، لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت. فالله سبحانه وتعالى... لا يكلفنا إلا بما يُطاق سواء كانت فيه مشقة بالغة أو لم يكن فيه مشقة بالغة. فركن الحج الذي جمع بين كل العبادات يُشترط فيه القدرة، أما أن تكون
القدرة المالية، وإما أن تكون القدرة الجسدية، وإما أن تكون القدرة الأمنية. آمن الطريق؛ معي أموال وعندي صحة، لكن الطريق غير آمنَ فلا يفرض الله عليَّ الحج في هذه الحالة، معي مالٌ لكن ليس لدي جسدٌ يتحمل هذه الرحلة. معي جسدٌ يتحمل هذه الرحلة ويتشوق ويتطلع إليها لكن ليس لدي مال، وهكذا. فكلمة "المادية" المقصود بها هنا هي أحد الأركان الثلاثة. المادية أيضاً تعني أن جسدي هو من المادة. وأمن الطريق مادة، الحالة هذه آمنة أم غير آمنة، وكذلك النقود والأموال التي ستُبذل في هذا هي مادية أيضاً. فكلمة القدرة المادية معناها أن يكون حاضراً قادراً، حاضراً
وقادراً، نعم أن يكون حاضراً قادراً. فالحضور هنا معناه الحياة أنه حي، والقدرة معناها هذه القدرات المثلثة أو القدرة المثلثة. المتمثلة في المال والمتمثلة في الجسد والصحة والمتمثلة أيضاً في الحالة التي عليها الطريق، يبقى من رحمة الله سبحانه وتعالى أنه ما كلف الله بني آدم إلا بما يطاق، أما ما لا يطاق فإنه معفو، عنه أصلاً. ولذلك تكلم العلماء: هل الله سبحانه وتعالى يكلفنا بالمحال بالمستحيل؟ يعني قالوا... لا وتكلموا في ذلك على صورتين: تكليف
المحال والتكليف بالمحال. تكليف المحال والتكليف بالمحال. ما هو تكليف المحال؟ أن نأتي بشخص مجنون ونقول له: أنت عليك صلاة وصيام وهكذا. هو المسكين لا يفهمني ولا يعرفني. أو أن نأتي بطفل رضيع، انتبه، ما زال في بداياته، يبكي ويضحك دون سبب. أتركه وحده يعني، وبعد ذلك أقول له: "على فكرة، يجب أن تقوم بالحج أو تقوم بالصلاة أو تصوم عن الرضاعة الخاصة بك"، فينظر إلي هكذا وهو لا ينتبه، كيف لا يفهم الكلام؟ لماذا لا يصل إليه؟ لأنه ليس معه رصيد من اللغة يفهمك به، وليست عنده قدرة، لأنه قطعة لحم يقول المصريون: يعني لا حول له ولا قوة. عندما أكلم النائم
وأقول له: "على فكرة، فرض الله عليك الصلاة وفرض الله عليك الصيام" وهو نائم، فهذا يكون تكليف المحال، لأنه قد حيل بينه وبين التنفيذ، لأن الأمر لم يصل إليه. والله سبحانه وتعالى قد تنزه عن تكليف المحال، فهذا لا هذا تكليفُ المُحال، تكليفٌ بالمُحال. ما هو الخلل فيه؟ انظر، التكليف المُحال الخلل فيه راجعٌ إلى الفاعل الذي هو الإنسان المُكلَّف الذي المفترض أن يُكلَّف فيه. نعم، التكليف بالمُحال الخلل فيه راجعٌ إلى الفاعل. كيف؟ "اشرب البحر كله"، يأتي ويقول لي: "أنا أشرب البحر كله"، حسناً، وهل... هل أستطيع أن أشرب هذا البحر كله سواء كان عذباً أو ملحاً؟ أبداً لا هذا ولا ذاك. إن
بطني أو جوفي بالكاد يتسع لمائة وثمانين سنتيمتراً مربعاً، فحجمه مائة وثمانون سنتيمتراً فقط. تمتلئ البطن ولا يمكنني أن آخذ من البحر إلا المائة والثمانين سنتيمتراً. هؤلاء يكونون تكليفاً لي بالمستحيلات. الفعل نفسه قال لي: احمل هذا الجبل فوق رأسك أو حَوِّل هذا الجبل، جبل المقطم، إلى ذهب. اضرب هكذا بيديك، فضربت، لكنها لم تتحول إلى ذهب؛ لأن هذا ليس من خصائص البشرية. ربنا لم يخلقنا هكذا لنضرب الأشياء فتتحول إلى ذهب. واعٍ أنا نعم واعٍ حاضر قادر ولكن قادر على الفعل أي ولكن
هذا خارج هذه القدرة ولذلك يسمونه التكليف بالمحال. الخلل فيه راجع إلى الفعل، ليس ممكناً أبداً أن أقوم به. فالله سبحانه وتعالى هنا قال لك حسناً عندما ربنا سبحانه وتعالى كلَّف إبراهيم أنه هو يذبح إسماعيل، أتدرك كيف قال؟ "يا بني إني أرى في المنام" ورؤيا الأنبياء في منامهم هي وحي "إني أذبحك فانظر ماذا ترى". قال: "يا أبتِ افعل ما تؤمر". أليس هذا تكليفاً بما يخالف الطبيعة؟ لا، هو هنا تكليف بمشقة بالغة أن تذبح ابنك، لكنها ممكنة الحدوث. السكينة وارتكب المصيبة هذه وذبح ابنك بسيطة، هل
تنتبه كيف يمكن أن تحدث؟ لماذا؟ لأن هذا اختبار. فلما أضجعه وأسلم للجبين وناديناه أن يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا. وبعد ذلك فديناه بذبح عظيم. فهذه ليست تكليفاً بالمحال. قالوا: حسناً، لدينا صورة أخرى للتكليف بالمحال. قلنا لهم: من؟ قالوا: أبو لهب. نزَل اللهُ سبحانه فيه القرآن ويقول فيه: "تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ، مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ، سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ، وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ". قلنا له: ما الذي في هذه الآيات؟ مستحيل أن تكون هذه مجرد خبر، إنها تخبره أنه ذاهب إلى الهلاك وسيدخل النار. فقال: لا، ليس أبو هذا مأمور بالإيمان، قلنا
لهم نعم مأمور بالإيمان. قال: حسناً، هو مأمور أن يؤمن أنه غير مؤمن أم ماذا؟ قلنا له: لا، هو مأمور ليس بأن يؤمن أنه غير مؤمن، حتى لا يأتي التكليف بالمستحيل. يؤمن؟ حسناً، إذن دخل الإيمان بأنه غير مؤمن. لا، ليس هكذا. إذن ما هذا؟ هو يؤمن أنه سيدخل النار، سيدخل النار حتى لو كان مؤمناً، لكن هل أنت منتبه؟ يعني المطلب به سيقول لك: "حسناً، أنا آمنت"، آمنت بماذا يا أبا لهب؟ آمنت أنني في النار، حسناً، ربما يعفو الله عنك كما عفا عن سيدنا إسماعيل، سيأتيك إذن. في يوم القيامة يقول لك: "أنت صدّقت أننا سندخلك النار؟" قال له: "نعم، وآمنت بذلك، وآمنت بمحمد، وآمنت أنك ستدخلني
النار لأنك أنت قلت ذلك". يقول له: "خلاص، عفونا عنك". أتلاحظ؟ لأن الله كريم، يرجع في وعيده لكن لا يرجع في وعده. هناك فرق بين الوعيد والوعد. الوعد يدخلك الجنة، والوعيد يدخلك النار، يعني لا يوجد رجوع، لا يوجد تراجع عن الوعد أبداً، وهذا ارتبط بالجنة فقط، وذلك لأنه كريم، الله ليس سيتراجع عن وعده، لكن الكريم أيضاً يتراجع عن وعيده، فقد يقول: "والله لأميتنك"، ثم يعفو عنه ولا يحدث له شيء. هل أنت منتبه لهذا الأمر؟ سأعاقبك، وبعد ذلك يعفو عنه ولا يعاقبه. المهم أن الله لا يكلفنا المستحيل منا، فهو خارج عن نطاق التكليف، ولا يكلفنا بالمحال، أي بالشيء الصعب الذي لا يمكن أن نستطيع القيام به. الحج فيه مشقة، ومشقة بالغة، فالسفر قطعة
من العذاب، وفيه مجهود، ومجهود رهيب، وفيه عندما... ثلاثة أو أربعة ملايين يكونون حول البيت الحرام، يعني من الصعب، هذه المرة توقف الطواف في رمضان لأول مرة في التاريخ. أي أن الناس لا تعرف كيف تمشي، لماذا؟ لأنه قد توقف الطواف تماماً، امتلأت المنطقة تماماً لدرجة أنها أصبحت تلالاً من البشر. لماذا؟ وكيف تم حل المشكلة؟ تم حلها أنهتْ السبع طوافات وخرجتْ، فأتاحت مساحة صغيرة في حركة القدم فقط، هل تنتبه؟ فبدأ الطواف يتحرك قليلاً، وكل قليل يخرج منه أشخاص. طبعاً الناس في الخارج لا تستطيع الدخول لأنه قد اكتمل، فاستمر يُفرغ ويُفرغ حتى تحرك
مرة أخرى. إذن هذه هي القدرة، المالية. المكونة من المال، المكونة من الجسد، المكونة من أمن الطريق، كلها هذه شرط من شروط التكليف ولكنها ليست شرطاً من شروط الصحة. بمعنى أن الرجل الفقير أو المرأة الفقيرة التي وجد نفسه أمام البيت فحجه قُبلت حجته، نعم. وأن الرجل... الصحة هنا هكذا، الصحة نعم، إنه ليس شرطاً. في الصحة الغنى هذا، الغنى هذا شرط في الوجوب، نعم، لكنه ليس شرطاً في الصحة. هناك فرق بين الوجوب وبين الصحة. أنا وجدت رجلاً فقيراً ووجدتهم يريدون هناك عمالاً في السواء أو غير ذلك إلى آخره، فذهبت للعمل فوجدت نفسي أقول لهم حج، قالوا لي حج لأنك ستقوم بمناسك الحج. وكذلك فأؤدي
الحج في أوقات يمنعه وأوقات يبيحه طبقاً للنظام، يعني على كل حال حج ومقبول، نعم مقبول. طبعاً لماذا مقبول؟ لأنه بجوار البيت الحرام وأدى المناسك، هذا هو الأمر. فهناك فرق بين الصحة واللياقة، يا مولانا، ربما ترد علينا تساؤلات كثيرة، البعض من كثرة... اشتياقه فيقول أو يجد أنظمة تقسيط أن أذهب لأحج بالتقسيط، فهل هذا صحيح أم لا؟ فاصل ونعود إليكم، ابقوا معنا. أهلاً بحضراتكم مولانا الإمام. كما قلنا قبل الفاصل، من كثرة الشوق يريد أن يذهب، فقدرت تحقيق القدرة المالية بالتقسيط، هذا يصح؟ يصح لأننا قلنا إنه ليست. من شروط الصحة
نعم أن أكون غنياً، فهنا أنا أستجلب الغيب. استجلاب الغيب يعني ماذا؟ يقول: "والله أنا راتبي يكفي هذا القسط، وليمد الله في عمري حتى أسدد"، وأنا أذهب إذن ماذا؟ أحج. فيقول لي: "والله الحج هذه السنة بثمانين ألفاً فقط، لكن أنا أحسبهم عليك مائة ألف". لماذا؟ يا سيدي، قال لأنني سأؤدي كل مناسك الحج وسأجعلك تقصد، فأنا سأبيع لك الخدمة بدلاً من أن أبيعها لك بثمانين حالّة، سأبيعها لك بمائة مؤجلة تسدد خمسة آلاف جنيه كل شهر أو عشرة آلاف جنيه كل شهر حسب الاتفاق. قلت له: لا مانع، لا يوجد مشكلة، أنا لدي القدرة على ليس معي الثمانين والمائة الآن إنما معي عشرة، فهو يقطع التذكرة ويحجز الحجوزات ويتولى
مصاريف الرحلة وكل شيء، ويبقى في ذمتي له ما اتفقنا عليه من ثمن الخدمة؛ لأن الخدمة تنزل هنا منزلة السلع، فيجوز أن تكون بالتقسيط ويجوز شيء آخر أيضاً. ما هو التأمين؟ يعني ما هو التأمين وكيف أعددت وثيقة تأمين للحج، أنت تعرف وثيقة التعليم حيث أنني حين يولد الابن أذهب لشراء وثيقة تسمى وثيقة التعليم، وأستمر في دفع قسط شهري حتى يدخل الجامعة أو يصل إلى مرحلة الدراسات العليا، فيمنحونني مبلغاً له يساعده في بعثة خارجية أو يساعده في الحصول على ما نحتاجه، ستحدث فرقاً كبيراً. هكذا وأنا عبارة عن المال الذي دفعته كله من
أجل الولد وهو كان في الطواف تساعدني على ذلك في وثيقة تسمى وثيقة الزواج وفي وثيقة تسمى وثيقة التعليم. حسنًا، هل توجد وثيقة الحج؟ كيف أنني أول ما يولد لي ولد أعمل له وثيقة حج فعندما يصبح عمره ستة وثلاثين سنة؟ بعد أربعين سنة يقولون له سنرسلك إلى الحج على حسابنا، فأكون أدفع بالتقسيط طويل الأجل حتى يبلغ هذا الطفل أربعين سنة، وهكذا. حسناً، افترض أن كل أهل البلدة اشتركوا - يا رب - فتصبح كل البلدة، نطبق هذا لمدة خمس سنوات ونقول كل من بلغ أربعين سنة في هذه السنة. الخمس يخرج والسنة التي بعدها الخمس يخرج وهكذا دائماً. فعلت
ذلك ماليزيا وفعلت ذلك ربما تكون الإمارات، وربما فعلت ذلك أيضاً - أنا لست متأكداً من تركيا التي هي وثيقة التأمين - لكن ماليزيا مؤكدة، وهذه وثيقة بدأت بعض الشركات عندنا هنا تفكر فيها، لكنها تحتاج إلى ترتيب. هل تنتبه؟ ودعاية طبعاً لأنه ليس كل الشعب سيشارك ولا كل الشعب يستطيع تحمل القسط الشهري على مدى أربعين عاماً، مدى طويل، ولكن ستتكون ملايين عديدة تستطيع بها الاستثمار طويل الأجل وتستطيع بها تحريك السوق ودوران العجلة وعجلة الإنتاج، وفي نفس الوقت سيكون هناك أن كل الشعب حج كل من... له وثيقة سيحج بها، فلو افترضنا أن
الشعب كله سيحج لأن هناك الآن وثائق مبهرة، يقول لك: ادفع جنيهاً في الشهر. ماذا؟ جنيه في الشهر؟ نعم، ولكنه لمدة أربعين سنة، والملايين التي ستدخل معاً. الوداع الكبير، أو الاحتياط الكبير هذا، أتفهم؟ وسنُحج كل الشعب حقاً، كل الشعب. صحيح، فشيء مثل هذا له أفكار منها جانب اقتصادي يفيد الناس، ومنها جانب ديني يفيد أيضاً في أداء الفريضة وأداء الحاجة. فأنت تسألني حتى في السؤال الأول الخاص بك في الفصل الأول وتقول لي: "يعني ما هي حكاية القدرة المالية وما يتعلق بها، وما أثرها على المجتمع والناس وما إلى تعتبر فكرة اقتصادية هائلة نستطيع من خلالها تحريك الأموال وتحريك المجتمع لدى الناس، وتحريك العمالة، وتحريك الإنتاج وزيادته، لأن مشكلتنا أننا نريد إنتاجًا، وعلى
قدر الإنتاج سيكون سعر الجنيه الخاص بك بالنسبة للعملات الأخرى. لماذا؟ نعم، لماذا أنت هكذا؟ لأنك منتِج. بمجرد أن تنتج، انظر ماذا فعلت الصين وانظر. انظر ماذا تفعل اليابان، وانظر كيف يعمل العامل في جميع أنحاء العالم، يعني في غرب أوروبا وأمريكا واليابان والصين، حيث يعمل ثماني ساعات. من هذه الساعات الثماني، نعم، هل تنتبه؟ لا يعمل ثمانية وعشرين دقيقة من هذه الساعات الثماني، وهذا يُحدث فرقًا. فالعمل، وقل: "اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون"، هي حكاية العمل، وما الذي يحتاجه العمل؟ يحتاج إلى عناصر الإنتاج الأربعة التي هي: أولاً رأس المال، انظر كيف، وثانياً الأرض، وثالثاً العمل
الذي هو الإنسان وما إلى ذلك، ورابعاً التنظيم الذي سيدير هذه العناصر. هذه تُسمى عناصر الإنتاج الأربعة. عندما يزداد الإنتاج، يتقوى الجنيه مباشرة. هكذا ويصبح متسلطاً بينه وبين العملات الأخرى. أنا لست أبي، لقد أدركنا الجنيه وهو بتسعة ريالات. نعم، أنا لست أبي، أدركت الريال والدولار هذا وهو الجنيه بدولارين ونصف. أنا تعاملت بذلك أنا يعني ليس جدي، ليس أبو جدي، لا هذا أنا، لأن أبي تعامل بالجنيه خمسة. ليس الدولار مرتفعاً ومتجاوزاً السبعة عشر والثمانية عشر، فنحن في الحقيقة أفضل من غيرنا، فهناك دولار بمائتين وثمانية وثلاثين
جنيهاً، وهناك دولار بمائتين وثمانية وثلاثين ديناراً. انظر إلى حال السودان وحال العراق وحال سوريا وحال غيرها. نحن أفضل من غيرنا، ولكننا لسنا راضين بهذا الوضع، نحن... يجب علينا تقوية إنتاجنا. أي فكرة مثل هذه تصبح خدمة للدين والدنيا معاً، مثل تأمين الحج. تأمين الحج لأنه سيوفر مدخرات تُدفع إلى مجال الاستثمار، وتحرك الراكد من السوق، وتزيد الإنتاج، وتقضي على البطالة. فيقال: أدينا حج وحققنا هدفاً، وعملنا شيئاً وأنجزنا أمراً. القضية في هذا بعض الآثار للحج على المجتمع مولانا يعني أيضاً اسمح لو نقول يعني قيمة السر هنا في ارتفاع قيمة الجنيه الذي هو الإنتاج، ليست فكرة أن نتوقف فقط عند الاقتصاد الريعي، لابد
من إنتاجنا، مصانع تعمل، عمال يعملون، أرض تُزرع، لابد أن يزيد الإنتاج لأننا من... سنة ألف وتسعمائة وسبعين لم يعد للبنكنوت قيمة في الإنتاج الذهبي، فالذهب لم يعد موجوداً في الخزائن وقطعوا الصلة بين البنكنوت والذهب. إذن بماذا يُقاس هذا البنكنوت؟ بالإنتاج فقط وحسب. إذا لم يكن هناك إنتاج فسينهار البنكنوت، فقيمته تعتمد على قدر الإنتاج. سؤالنا على صفحة الفيسبوك: ما رأيك في الحج مع وجود أقساط وديون مؤجلة مولانا؟ وأيضاً البعض يقول: أنا عن طريق البنك يمكنني أن أسافر وأذهب لأداء الحج، لكن البنك في هذه الحالة سيفرض فوائد على ما ستقترضه مني، فهل هذا صحيح؟ الأمر بهذا الشكل أيضاً. لو أن
البنك عمل أيضاً وثيقة مثل وثائق البيع بالآجل، عندما آتي لشراء سيارة، فإن البنك يدفع للوكالة أو للشركة مائة ألف ويحسبها عليّ في الدفتر مائة وعشرين وأنا أسدد بالتقسيط. لو أن البنك فعل ذلك وجعلها مباشرة بيع خدمة، فهذا الحل هو خدمة لأنه... ماذا يدخل فيه؟ تدخل فيه الانتقالات، ويدخل فيه الإسكان، ويدخل فيه الأكل والشرب، وتدخل فيه الرسوم وهذه الأمور، فتكون هذه خدمات. والخدمات كالسلعة لأن الخدمات تباع وتشترى مثل خط الهاتف هذا أو خط الغاز، أهي سلعة أم خدمة؟ إن الخدمة والسلعة على حد سواء يا مولانا. الإمام: طيب، الآن أنا أسافر وعليّ ديون، وأستطيع أن أحجز وأسافر. ماذا أفعل في هذه
الديون؟ كيف أتعامل مع الديون؟ كيف أتعامل مع أصحاب الديون؟ الديون على قسمين، نعم: ديون حالّة وديون مؤجلة. أولاً، ما نتحدث عنه كله هذا مؤجل، لا يقول لي أعطني المال الآن، هو يعطيني لكي يأخذ بعد ذلك فانشغال الذمم إما أن يكون حالاً وإما أن يكون مؤجلاً. إذا كان حالاً وتحت الطلب، فمثلاً: أنا استلفت منه مائة ألف جنيه وأنا ذاهب الآن لأدفع ثمانين ألف جنيه في الحج، فأذهب لاستئذانه. فلا بد أن أستأذنه، لا يجوز أن أذهب بأموال الرجل وهو يريدها كما هو واضح. إليها وَيَبْنِي قطعة أرض أو يشتري شيئًا أو ما شابه وأنا أُعَطِّل أمواله بأن أذهب لأداء الحج ولم
أُعْطِها له، فهنا لا بد من الاستئذان إذا كان الدين حالًا. أما إذا كان الدين غير حال، أي مؤجلًا، فعندئذٍ أذهب لأداء الحج وعندما أعود أسدد له. وهنا في الدين المؤجل هذا أنا لدي تقدير للسداد، وأنا فعلاً أخذتها في حساباتي ضمن مواردي ودخلي. أنا المدين وأعرف أن هذا سيُسدد إن شاء الله، وقد رسمت لها جدولاً. نعم، مجدولة أموري، وبذلك أذهب وأمضي دون استئذان ودون أي شيء آخر. وصورة أخرى أنا متأكد أن... سأعجز عن سداد هذا الدين فالبقاء أولى. لا أذهب
لكي أدبّر أمري وأعمل وأرى ما هي المسألة حتى أسدد الدين للدائنين. فهذه هي الصورة أو الخريطة الخاصة بمسألة الدين. أغلب الناس يكون لديهم ديون مؤجلة وقادرة، فيذهبون للحج. أما الذي عليه دين حالّ (مستحق الآن)، فعليه أن يُسدد الدين الآن، أولاً يستأذن من صاحب الدين، يستأذن من صاحب الدين: "لو سمحت، أنا في ذمتي لك مائة ألف، لكنني سأذهب إلى الحج هذه السنة، هل تسمح لي؟" فقال له: "نعم أسمح لك بالسفر". وقد قالوا: "لا، لا أسمح لك. كيف أسمح لك؟ أنا أريد أموالي، إنني أريد أموالي حالاً الآن بدلاً أعطها للمؤسسة أو للجمعية أو للشركة، أعطها له. حسناً، مولانا الإمام، في بعض الصور، للحج مثلاً، شخص يتصل به ويقول له: "أنا أعطيتك هدية حج، سأدفع لك المصاريف".
حسناً، ربي لك الحمد. نعم، حتى لو أن ريحاً طيبة أخذتك من بيتك وأوصلتك فوجدت نفسك في جدة، قل لنفسك: الله. وماذا بحج يعني؟ هذا شخص يقدم لي هدية، وآخر لا أعرف دخل في مسابقة، وهذه المسابقة تابعة لشخص يعمل دعاية لشركته، فقال: "والله هذه السنة سأرسل عشرة أشخاص للحج"، يريد أن يفعل الخير، "وافعلوا الخير لعلكم تفلحون". فقال لي: "انتقِ لي عشرة أشخاص هكذا لأرسلهم للحج". لم يأتوا قبل ذلك. ربي لك الحمد. ارزقه أن يكون مسوقاً فيكون ذلك بلا أي مشكلة ويذهب للحج بسلام. أحياناً المؤسسات مثل رئاسة الوزراء أو الجيش أو الشرطة أو غيرها، يقولون لك: سنرسل أبناء
الشهداء أو أمهات الشهداء إلى الحج، وذلك لأنها جاءت لهم من عند ربنا. يذهبون فوراً، ربنا يتقبل منهم. نعم، طيب، من الممكن أن يسأل أحدهم: حسناً، هل أسأل عندما يتصل بي أحد أو شركات تقول لي: تعال أحصل لك حجة، أو أي جهة تسألني عن مال صاحب العقد، هل سأعطيهم مالاً؟ ومن أين يأتي هذا المال؟ أم أقبل الحج هكذا وأفرح وأذهب؟ السلف مسعود يعني إمام الفقهاء الصحابي الجليل، كانوا لا يسألون، أي أنهم لم يكونوا يسألون في الهدايا، فكان أحدهم يجلب لهم. فمرة واحد قال لابن مسعود: "يا أخي، أنت تقبل الهدايا هكذا من غير أن تفتش؟" قال له: "أفتش؟ ماذا أفعل يعني؟" قال له: "هذا رجل عليه علامة استفهام." قال له: حلت له
وإثمها عليه، فكها، نعم، على الفور، حلها الآن. وما شأني أنا؟ أأفتش في الناس وفي أحوال الناس؟ وعلى فكرة لن أصل إلى شيء من ذلك. فقال له: حسناً، وأنا جائع، لماذا لي أنا؟ لأنه أهداني هذا المال، هل سرقته منه أم أجبرته عليه؟ حسناً، وما اسمها؟ قال. على روحه يعني يجب أن يتكيف مع نفسه هكذا، يعيش مع ربه سبحانه وتعالى، هو الذي سيجازى على ذلك. يعني حسن الظن بالناس أمر جميل يا مولانا، لأن البعض يقول: "من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه"، فلا ينبغي للإنسان أن يفتش في شؤون الآخرين أو يكثر من التفتيش. هذه مرة كان رجل يمشي مع سيدنا عمر، وسقطت عليه بعض قطرات الماء من الأعلى، فقال له:
"يا أخي، هل هذا ماء نجس أم ماء طاهر؟" فنظر إليه سيدنا عمر هكذا، ثم نظر إلى الأعلى وقال له: "بالله عليك لا تُجِب هذا المتنطق"، أي لا تجاوبه، دع هذا التكلف. لكي يظل حائراً، يعني قال له: "بالله عليك لا تُحضِر هذا المتنطّق". هاهي المياه تأتيك من فوق مثل المطر، أهي نجسة أم ليست نجسة؟ التفتيش سيء، والتدقيق هذا يجلب الوسواس. هل تنتبه؟ فنحن نجعلها سهلة كما كانت عند الصحابة، وكان مشايخنا عندما يجدون أحداً يعني... سهل في الوضوء هكذا يقول: "هذه من نعمة الله عليك أنك لست موسوساً في المسائل". ليست مسائل. من نعمة الله علي. لماذا يا مولانا؟ قال: "لا، أنا الصحابة كانت هكذا تأخذها بسهولة، لكن الأسئلة التفتيشية التي لا
تنتهي"، هذه مرة كان يأتيني أناس للسؤال ومعهم كراسة. ويسألون في الموضوع الواحد ستين سبعين سؤالاً، يفتشون ويفتشون والله تعالى يقول: "لا تسألوا عن أشياء إن تُبْدَ لكم تسؤكم". يا أخي، وقال: "لا تسألوا عنها حين ينزل القرآن، إن تُبْدَ لكم، عفا الله عنها". وقال: "قد سألها قوم من قبلكم ثم أصبحوا بها كافرين". سبحان الله، ما صورة ماذا هذا؟ هو فإذا يعني دعنا نجعله سهلاً هكذا مثلما علّمنا الله في قصة بقرة بني إسرائيل، كلما سألوا كلما تشدد عليهم، كلما سألوا، ولو أنهم ذبحوها من أول مرة عندما قيل لهم اذبحوا بقرة، وذهبوا وأمسكوا بقرة وذبحوها طواعية هكذا، لكانت انتهت القصة، ولذلك ربنا
حكيم. سمى هذه الصورة صورة البقرة لكي يلفت نظرك إلى أن مدخل الدين هو عدم التكلف والتنطع. كثير من الناس يسألونني ماذا تعني الحليطة والحنشصة. تعني هذه التشددات والتنطع والتكلف الزائد عن اللزوم، إنها تكلف زائد عن اللزوم والتشدد والوسوسة. نعم، ديننا جميل وسهل. وجميل وهكذا هو والذي ورد عن الصحابة هكذا أنهم كانوا يعيشون بسهولة هكذا ولم يكونوا يبحثون هذه التفتيشات. مولانا الإمام، سؤال أيضاً يطرح نفسه: لو أنني اليوم أصبحت قادراً وعندي القدرة المالية ولم أحج وربما أجلتها أكثر من ذلك، فهل أقسم على ذلك أم لا؟ فاصل ونعود إليكم، ابقوا معنا. أهلاً
بحضراتكم مولانا الإمام. لقد أصبحت لدي القدرة المالية وسأسافر، وأريد أن أحرم. ما هي الجوانب الشرعية في الإحرام؟ كيف أحرم قبل الميقات المكاني؟ ولتوضيح الميقات المكاني للناس كي يفهموه، سأرسم دائرة أو نصف دائرة على الخريطة حول مكة، بحيث تكون مكة في الوسط هكذا، سأعمل لها دائرة بهذا الشكل. نص دائرة ستُغلق بالبحر الأحمر، سأفعل هكذا ودائرة هكذا. هذه الدائرة فيها مواقيت رسول الله، حددها من عند اليمن يلملم، ومن عند نجد قرن الثعالب، ومن عند العراق ذات عرق، ومن عند المدينة الجحفة أو ذو الحليفة. فترسم لي هنا
شيئاً هكذا، طيب من عند جدة قال يكون... البحر نفسه يكون من جدة نفسها، ذلك هو الميقات، فأنا ذاهب إلى هذا الميقات، يجب علي أن أُحرم قبله. عندما كانوا يسيرون على أقدامهم كانوا يأتون عند هذه الأماكن ويُحرمون. أنا اليوم أصبح لدي طائرة وأصبح لدي سفينة، لست أذهب بالبر، يعني الذي يذهب بالبر سيتوقف عند هذه الأماكن وسيجد وضوء وسيجد طعاماً وشراباً وسيجد يعني مكاناً للإحرام وسيجد حمامات وسيجد أشياء مثل ذلك، لكن لو أنني أتيت من الجو فينبغي قبل أن أدخل بالطائرة هذا السمت أو هذه الدائرة، قبل أن أدخل إليها بالطائرة
أن أُحرم، فإحرامي من بيتنا أفضل من أن نحرم في المطار. أفضل من ذلك أن نُحرِم في الطائرة، كل واحد بحسب ظروفه. ما هو الإحرام؟ أن نخلع ملابسنا ونلبس الإحرام الذي هو عبارة عن - بالنسبة للرجل - عبارة عن الإزار الذي يغطي المنطقة السفلى، والرداء الذي يغطي المنطقة العليا، وهما عبارة عن منشفتين. هكذا يلبسون، لا يُشترط فيهم البياض ولا يُشترط فيهم إلا الطهارة أن يكونوا طاهرين. المرأة باللباس الذي تريده أيضاً لا يُشترط فيه لون ولا شيء، ملون أو أسود أو ملون، فقط كما تلبس عادةً. لكن عند الإحرام أين إحرامها؟ في وجهها وكفيها. فإذا كانت منتقبة فعليها أن تزيل النقاب وإلا عليها دم إذا كانت
ترتدي قفازاً فيجب أن تخلع هذا القفاز الذي يسمونه هكذا فقط. إحرام المرأة في وجهها وكفيها، هذا هو الإحرام. ما معنى الإحرام؟ ليس اللباس فقط، أنت لبست استعداداً للإحرام وأنت في بيتكم مثلاً أو في المطار أو حتى في الطائرة، لكن متى؟ تصبح محرماً عندما تقول لبيك اللهم بكذا، فيصبح "لبيك اللهم" وتضع نقطتين هكذا. أنت ذاهب إلى البيت الحرام لكي تؤدي عمرة وتنتهي منها ثم تؤدي الحج، فتقول: "لبيك اللهم بعمرة متمتعاً بها إلى الحج". أما "لبيك اللهم بحج" فيعني أنك ستظل
محرماً حتى تؤدي الحج. و"لبيك اللهم بعمرة قارناً بالحج" إحرامك إلى أن يأتي الحج، أفراد وأقران، الأول متمتع، الأول متمتع فمفرد فمقارن، نعم، ما معنى الإحرام؟ ماذا ستفعل فيه؟ أول ما تفعل هكذا يُمنع عليك استعمال العطور، ويُمنع عليك قص شعرك ولا قص أظافرك، يُمنع عليك... حسناً، وهل يمكنني الاستحمام؟ نعم، يمكنك الاستحمام، ويمكنك الوضوء، نعم يمكن. تتوضأ، يمكنك أن تصلي، يمكنك أن تصلي ما تريدين، وتغتسلي عشرين مرة، يمكنك ذلك. طيب، هل يمكنني أن أغير إحرامي هذا؟ هناك أناس يعني... ماذا تريدين أن تغيري في الإحرام؟ الإحرام اتسخ، الإحرام تمزق، الإحرام كذا. نعم، يمكنك
تغيير إحرامك الذي هو القطعتان هاتان، فترميهما وتأخذ منشفتين أخريين وترتديهما، كل أريدك ألا تقترب من شعرك ولا تقترب من أظافرك ولا تقترب من العطور هذه، وأيضاً لا تَصِدْ ولا تخرج في رحلة صيد. والناس طبعاً الآن لا تصيد ولا تفعل هذه الأشياء كلها، فعليك التركيز على هذه الثلاثة. "لبيك اللهم بعمرتك"، وتذهب لتؤدي العمرة، تطوف وتصلي ركعتين في مقام إبراهيم. وتذهب لتسعى ما بين الصفا والمروة وتقص شعرتين أو ثلاث من رأسك وانتهى الأمر، أو تحلق بالموس فتكون من المحلقين رؤوسهم والمقصرين. وبذلك تذهب لترتدي ملابسك وتقيم في الفندق
وتنزل للصلاة في الحرم وتعود وتعيش حياتك بشكل طبيعي تماماً. فعندما دخلت في الإحرام يحرم عليك الاتصال بالنساء. عندما تحللت من الإحرام يجوز لك أن تعود مرة أخرى إلى زوجتك معك، فيجوز أن تعود مرة أخرى للاتصال بالنساء. هذا ملخص الإحرام من أوله إلى آخره، ليس هناك شيء آخر. نعم، ننتقل إلى المتمتع، نعم المتمتع، أنا ذهبت وأديت العمرة وتحللت وأعيش حياتي بشكل طبيعي جداً إلى أن ننوي متى أُحرم؟ وكيف أُحرم؟ إذا كان يوم الثامن، أو إذا قالت لك الشركة التي تتعامل معها: "سنذهب إلى عرفات مباشرة" ففي اليوم التاسع تُحرم. تغتسل أيضاً وما إلى ذلك، وتُحرم من الفندق. ترتدي هذين الثوبين - الإزار والرداء - من الفندق وبذلك تكون قد
دخلت في الإحرام، فلا يوجد قص حلْقٌ ولا فيه رائحة كريهة ولا فيه عطور ولا يوجد نساء، فعليك أن تبتعد عن المحرمات. حسناً، كُلْ واشرب واستحم وافعل كذا في عرفات. نعم، افعل هكذا في عرفات، لا يحدث شيء. حسناً، هذه الأمور التي تجلس فيها تدعو ربك وتشتاق، فكُلْ واشرب وصلِّ واقضِ حاجتك وافعل كل شيء، ولكن حكاية ليست العطور ولا الكولونيا ولا العطور العود ولا أي شيء من هذا القبيل. حسناً، إليك الحكاية كاملة: أنت فعلت هكذا في يوم التاسع وذهبت إلى عرفات، ستجد الرجل يُصلي بالناس إماماً في المسجد. عليك أن تكون معه، لا تجلس في المسجد، بل انزل إلى عرفات على بُعد. ثلاث
خطوات، ثلاث خطوات مثل مسجد نمرة، تخرج منه فتصبح في عرفات. نعم، لا تجلس، احذر أن تجلس، فهو ليس من نمرة. مسجد نمرة هذا ليس من عرفات، هو مسجد نمرة أو مسجد إبراهيم في وادي عرنة. الأمور هناك هكذا، هذه عرفات، لكن فيها لسان هكذا ليس... منها وفي لسانٍ آخر هكذا، عرفات مثل البحر الأحمر تماماً، نعم، بهاتين المنطقتين السبع تلك، السبع تلك، فأنت هنا في البحر الأحمر في المياه، وهنا في المياه في البحر الأحمر، لكن لو وقفت في سيناء فأنت لست في البحر الأحمر، هل انتبهت؟ هناك هكذا بالضبط، المسجد أصبح في المنطقة. هذه السنة، فإنك لو مكثت فيه فأنت لست في عرفات، ينبغي أن تخرج منه وتذهب إلى عرفات. حسناً يا مولانا، لدي سؤال طرحته قبل الفاصل الماضي وأسألك في نهاية الحلقة هكذا، فكرته أنني الآن أصبحت لدي القدرة المالية ولا أحد
[يقول إن] الحج ليس على الفور، الحج... على التراخي، نعم، لا يحدث شيء. طيب، لنذهب إلى الفيسبوك ونقرأ ردود بعض السادة المشاهدين على سؤالنا الذي هو: يعني الحج بالرغم من وجود ديون وأقساط. تقول الأستاذة: "والله رغم الديون وضغوطات الحياة، للحج فرحة ودافع قوي جعلنا نسعى لأدائه". الأستاذ المصطفى يقول: "هناك العديد من الأعمال تعادل حجة". وتُقبل عند رب العالمين لغير القادرين والميسورين لأداء هذه الفريضة والله أعلم. اللهم تقبل. الأستاذة نورهان تقول: الركن واضح وصريح "حج البيت لمن استطاع إليه سبيلا". الأستاذة هالة الدين تقول: إن لم يحن الوقت لسداد الدين فلا بأس. ما رأي فضيلتكم في كل ما تفضل به السادة المتفاعلون مع الفيسبوك؟ آه، على طريقة الفيسبوك يعني كلمة هكذا كافية. آه، حسناً
مولانا. لمن كل سنة بحاجتك؟ طيب، وتقبل الله. طيب، في صحبتك دائماً إن شاء الله في لحظات الخير، وفتح لحظة الخير إن شاء الله. أشكر، سأشكر كل دنيا مولانا. كل سنة وحضرتك طيب، وتقبل الله، ونصحبك دائماً إن شاء في لحظات الخير وفي أهل الخير، أبشركم شكراً لسيدنا ومولانا الإمام، وكل عام وحضراتكم بخير.