والله أعلم | فضيلة الدكتور علي جمعة يوضح حكم زواج القاصرات | الحلقة الكاملة

بسم الله الرحمن الرحيم في المجتمع المصري يجب أن نعترف بها في بعض الحالات وفي بعض الأماكن وفي ظروف خاصة، لكنها مشكلة موجودة. يحكم هذا الأمر عدد من العوامل والموروثات والمعتقدات الاجتماعية الحقيقية، ومنها بعض الأمور التي يراها البعض اجتماعية ويُلبسها ثوب الدين
الحقيقي، أو يحاول أن هو... يضع لها تفسيراً دينياً أو مبرراً دينياً. اليوم مع فضيلة الدكتور إن شاء الله سنفصّل في هذا الأمر، سنضع حداً فاصلاً ما بين العادات والتقاليد وما بين الشرع في مسألة تزويج الفتيات في سن مبكر، وهو أمر في الحقيقة يرفضه المجتمع ويرفضه الدين ويرفضه القانون إن جاز لي أن أصادر في بداية هذا الأمر أو في بداية هذا النقاش، ولكن القانون المصري يمنع تزويج القاصرات. سنعرف الحقيقة من فضيلة الدكتور اليوم ما في هذا الأمر موقف الدين وموقف الشرع من زواج الفتيات تحت السن القانوني. ما هو السن القانوني وما هو سن الشرع؟ هل يوجد تضارب أم تناغم ما بين السن القانوني والشرعي لتزويج الفتيات وأمور أخرى متصلة بهذا الأمر. أرحب بحضراتكم، أرحب بفضيلة الإمام العالم الجليل الأستاذ الدكتور علي جمعة. أهلاً بكم مولانا، أهلاً وسهلاً بكم، مرحباً مولانا. كيف تعامل الشرع مع
مسألة تزويج البنات؟ هل هناك سن محدد شرعاً أم أن هذا متروك للظروف ومتروك لأحوال الناس؟ بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. على مر العصور، كثير من الناس لا يفهم الدين، وكم قلنا من مرة أن كثيراً من المسلمين يحتاجون إلى الدعوة إلى الإسلام، لأن بعضهم لا يعرفه، وبعضهم لا يعرف قواعده، وبعضهم لا يريد أن. يطبقه وإنما يطبق هواه ثم يستدل به كائناً ما كان إذا سار في اليمين أو سار في اليسار، ولذلك فلا بد حتى نجيب بوضوح على هذه المسألة أن نقرر مقررات وأن نقدم بمقدمات
يستطيع بها المسلم أن يفهم المحجة البيضاء التي تركها لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يزيغ عنها إلا هالك، وهذه المحجة البيضاء هي كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وتلك القواعد التي نفهم بها النص الشريف، وتلك القواعد التي نطبق بها النص الشريف. فعندنا ثلاث أشياء لا بد على الناس أن تفهمها، وإلا فإننا سندور في حلقة مفرغة لا نهاية لها، ليس في هذه المسألة فقط، بل وفي كل مسائل الحياة: أولاً النص، وثانياً تفسير النص، وثالثاً تطبيق النص. وكل قسم من هذه الأقسام يختلف في ذاته عن القسم الآخر. ولا بد على المسلم الواعي الذي يريد
أن يتبع رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذي يريد أن يخاف الله وأن يرجوه، وأن... يتمنى أن يدخله الجنة من غير حساب، أن يفهم هذا التقسيم للنص وتفسير النص وتطبيق النص. كثير من الناس يعرف النص لكنه لا يعرف كيف يفسره. كثير من الناس يفسر النص كما يراه هو ويعتقد أن هذا التفسير هو التفسير الحق الذي لا محيد عنه، ولكن لا يعرف كيف يطبقه. حتى هذا الذي يعرفه تفسيراً لا يعرف كيف يحوّله إلى سلوك وعمل وبرنامج يومي في حياته أو في حياة من يحيط به. فهناك فارق كبير جداً ما بين النص وبين تفسير النص وبين تطبيق
النص. هيا بنا نبحر مع سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما تركه لنا من المحجة البيضاء لا يزيغ عنها إلا هالك. رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما جاء بالإسلام، جاء بأمر الله سبحانه وتعالى ليخاطب العالمين إلى يوم الدين. بعض الناس لا يفهمون أن هذا الإسلام إنما هو يخاطب العالمين إلى يوم الدين، أي يخاطب جميع الثقافات وجميع العقليات وجميع السقوف المعرفية. بعض الناس لا يفهمونها هكذا، يظنون أن هذا لا يخاطبنا نحن، وما شأننا به، فقد كان يخاطب العرب الجاهليين المشركين الوثنيين، وكان ذلك في
الماضي وانتهى. نسمع من بعض إخواننا المثقفين هذا الكلام الفارغ، وهم لا يدركون أنهم أحد حالات هذا الخطاب، وأن معجزة الإسلام إنما هي في هذه المرونة. التي خاطبت العالمين إلى يوم الدين، خاطبت الهندي، خاطبت الأمريكي، خاطبت الياباني، خاطبت المصري. ولذلك يا جماعة البشر، هذا دين هو الكلمة الأخيرة وهو العهد الأخير من رب العالمين. بُعثت والساعة كهاتين، يعني انتهى الأمر، لا يوجد نبي بعد محمد، فلا رسول بعدي ولا نبي، لا يوجد وحي بعدي، لا كتابٌ نَزَلَ بعدي، فهذه آخر كلمة، ولذلك اشتملت على كل ما يُسبب سعادة
الدارين لكل فرد من السبعة مليارات الذين هم الآن يمثلون أمة الدعوة. حسناً، إذا كان لدي نص، هذا النص يخاطب ويقول: حُرِّم عليكم، أنا حرَّمت عليكم الزنا، يقول: "ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلاً". نظام. لو أن الله أباح لنا الزنا والاختلاط المحرم وما إلى ذلك، وبنى الحياة على هذه الأمور، لكنا سنقول له سمعنا وأطعنا حينها، لكنه لم يفعل، بل حرَّم علينا الفواحش، وعلى قمة هذه الفواحش الزنا، وأقرَّ لنا الأسرة وأقرَّ
لنا العفاف وأقرَّ لنا الزواج، فجعل الزواج في مقابل هذا الذنب. حسناً، شروطه التي هي واسعة، شروطه هي أن يكون بين رجل وامرأة. حسناً، في هذا اليوم أصحاب الجندر وأصحاب النهج الجديد يقولون: "لا، نحن نريد أن نُكوِّن أسرة بين رجل ورجل أو أسرة بين امرأة وامرأة". ما شأنكم بذلك؟ قلنا لهم: هذا لا يصح، لأن الله سبحانه وتعالى عندما خلق الخلق جعل الأسرة من أول شروطها أن تكون بين رجل وامرأة. طيب، أباح الله سبحانه وتعالى الزواج
لكنه قيّده بشروط. النقطة الثانية هي أنه أولاً يجب أن يكون هناك رجل وامرأة، ثم ثانياً أن يُراعى عمود النسب، فلا يصح أن أتزوج أمي، ولا يصح أن أتزوج من بيت أمي. لا يجوز أن أتزوج خالتي، ولا يجوز أن أتزوج جدتي، ولا يجوز أن أتزوج لا أعرف قريبتي، لماذا لا يجوز؟ لأن الله رسم لنا عمود النسب هكذا وقال: "حُرِّمَتْ عليكم أمهاتكم" إلى آخره، وانظر كلمة "حُرِّمَتْ" مبنية لما لم يُسمَّ فاعله، لماذا؟ لأنه من المتفق عليه أن الزواج مسألة إلهية وعمود النسب هذا فيه محرمات أبدية ومحرمات مؤقتة، فهناك محرمات من جهة النسب وهناك محرمات من جهة المصاهرة. يعني
عندما أتزوج امرأة، تحرم عليّ أمها، وعندما أتزوج امرأة، تحرم عليّ ربيبتي (بنتها)، وعندما أتزوج امرأة، يحرم عليّ أن أجمع بينها وبين خالتها أو عمتها أو أختها عندما أتزوج. النسب فيكون رقم اثنين. عمود النسب رقم ثلاثة في هذا الزواج أن له أركانًا منها خلو كل منهما من الموانع الشرعية. من ضمن هذا ألا أكون متزوجًا أربع نساء وأحضر واحدة لأتزوجها، فهذا لا يصح، والعقد باطل كأن لم يكن. كذلك ألا تكون هي ما زالت في العدة. هي في عدة الوفاة أو في عدة الطلاق أو غير ذلك إلى آخره، ألا تكون حاملاً، ألا تكون... كل هذه الأمور تبطل الزواج. حسناً، عندما نستعرض هذا
الكلام نجد أمرين: هل هناك سنّ للزواج وضعه الشارع؟ لا يوجد سنّ للزواج وضعه الشارع. إذن ماذا وضع؟ يبقى إذاً النص ليس فيه... سن قوم واحد، حسبنا الله ونعم الوكيل. ما دام لم يجدها في النص، يذهب ليتاجر بابنته ويبيعها. ابنته عندها تسع سنوات، يزوجها لرجل عمره سبعون عاماً. ابنته عندها عشرون عاماً، يزوجها لرجل عمره ثمانون عاماً، من أجل أن يأخذ المهر، من أجل أن يأخذ لا أعرف ماذا، إلى آخره. مصيبة، نتاجر ببناتنا؟ أين
ذلك في هذا النص؟ في النص لا يوجد. حسناً، إذاً أين في تفسير النص؟ فهذا النص يتعلق بقواعد التفسير. نعم، عندما نرجع إلى التفسير، يقول علماؤنا أن هناك فرقاً بين المباح والمتاح. ما هو المباح والمتاح؟ من أين أتوا بهذا؟ أن تكون الأشياء مباحة لكن لا نفعلها. الذي سماه الناس عبر القرون العيب، هل مباح للرجل أن يكشف ما فوق الصدر؟ نعم مباح. طيب وأنت يا مولانا لماذا ترتدي هكذا مثل علماء الأزهر وتأتي لتسجل في البرنامج؟ لماذا لم تأت بسبب الطقس الحار مرتدياً بنطالاً يستر
إلى السرة وأنت عارٍ؟ ما هذا الذي تقوله؟ هذا إجرام وهذه سفالة. إن الذي يريد أن يستعمل المباح من غير شروطه يكون قد افتقد الفرق بين المباح والمتاح. حسناً، وأين هذا في النص؟ نحن لا نجده. عندما نذهب يقول: "توقف، لا يوجد سند". لا يوجد سند في ماذا؟ قال تعالى: "خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين". أمر بالعرف وأمر بالعرف أمر... ما هذا؟ أمر! وعندما نأمر بالعرف، هل أكون مطيعًا لربنا أم عاصيًا له؟ لا، أنا أطيع عرف من يا سيدنا؟ العرف السائد. التكرار والعرف يثبت بثلاثة، ثلاث مرات. يقول العوام:
"الثالثة ثابتة". أي هكذا ستعمل العرف. أنا الآن هنا هكذا عندما ذهبت في أماكن بأفريقيا وجدت زعيم القبيلة مريضاً غير قادر على ارتداء شيء ما، فصار هذا هو العرف الخاص به، كاشفاً صدره، وهذا هو الاجتماع الرسمي. هل تلاحظ كيف يصبح العرف متعلقاً بالزمان والمكان والأشخاص والأحوال بشكل تام؟ من الذي يدرس هذه الأمور؟ الإمام القرافي. لو كان الإمام القرافي موجوداً الآن الإنسان ليس مع الحكومة ولا مع الأمم المتحدة ولا مع كذا ولا من سادتنا العلماء الذين أظمؤوا نهارهم وأسهروا ليلهم. الإمام القرافي المالكي صاحب الفروق هو
الذي يقول هكذا. يقول: "يا جماعة انتبهوا، احذروا أن تقرؤوا الكتاب وتطبقوه دون أن تعرفوا كيف تعيشون ولماذا وأين أهداف الشريعة". فيقول وأن بعضهم ينظر في الكتب فيجد شيئاً فيطبقه فيكون ضالاً مضلاً لأنه افتقد الشروط والمتطلبات. إذا تعالَ إليَّ الآن أيتها الشريعة، سنأخذ العفو ونأمر بالعرف، ونمشي ببساطة من غير حاكم، ولا نضع علينا حاكماً. فسيدنا النبي عليه الصلاة والسلام يقول: "من أطاعني فقد أطاع الله، ومن عصاني فقد..." عصى الله ومن أطاع الأمير فقد أطاعني ومن
عصاه فقد عصاني ويصمم على وجود الدولة ووجود جماعة المسلمين ووجود أهل الحل والعقد ووجود هذا الكيان الذي يدرك العرف ويطبقه وينفذه. نعم أبعد كل هذا نأتي ونمحوه ونقول لك هذا الكلام الفارغ الذي شاع أنهم يذهبون ليزوجوا القاصرات، نعم أريد. تأخذ فاصلاً وبعد ذلك نأخذ فاصلاً، لأن حتماً أحد الذين يؤيدون زواج القاصرات أو زوّج ابنته وهي قاصر سيقول لك: "حسناً، حضرتك ذكرت أن الله يأمر بالعرف، جيد، لكن العرف لدينا يقول إن الأم تزوجت وهي في التاسعة أو العاشرة من
عمرها، والجدة تزوجت وهي في سن لا أعرفه" بما الإتجار بالبشر اتضح أن هذه الظاهرة تنتشر في العديد من القرى التي يوجد بها العديد من المشكلات الاجتماعية، طبعاً على رأسها ظاهرة الفقر وأيضاً البطالة بين الشباب وكذلك عدد أفراد الأسرة، ونتيجة أيضاً أن هناك بعض التجارب التي ربما تأتي وتعرض نجاح هذه التجربة فإن من خلال زواج
البنت من الأثرياء ربما ينقل الأسرة من حال إلى حال، وفي كثير من الأحوال لا يتم أخذ رأي الفتاة، والسن الحقيقية تتراوح ما بين أربعة عشر سنة إلى ثمانية عشر سنة، ويكون هناك محاولة للتحايل على القوانين الخاصة بالزواج وتوثيقه، وربما يأتي ذلك في إطار أن المحامي هو الذي يكون قائماً عند توثيق عقد الزواج وخاصة عندما يكون الزواج من خلال أثرياء العرب نريد أن نقول إن الأضرار التي تقع على الفتاة وهي الطرف الأضعف، وعلى فكرة يكون في بعض الحالات نتيجة عدم توثيق عقد الزواج ضياع حقوق الفتاة. علينا أن نبين للناس أن الزواج
ليس علاقة متاجرة ولكنه علاقة هي في جوهرها تكوين الأسرة وهو يعني أو هي أساس المجتمع الذي نقول إن إطاره الاجتماعي والقانوني والتبعات القانونية التي تنتج عن هذا الأمر أو الزواج المبكر. ولكن مولانا، أعود إلى مسألة العرف بعد إذن حضرتك. العرف هو الخطوة الأولى لطاعة الأمير، والعرف الصحيح هو
الذي يُترجم عنه. أهل الحل والعقد في البلاد وهذا العرف ما هو إلا القانون. هذا القانون كيف يُوضع؟ هذا القانون يصدر من شيء يُسمى البرلمان. وما هو البرلمان؟ إنه عبارة عن مجموعة من النواب يجتمعون ليروا صالح الناس، وليروا مقاصد الأفعال، وليروا مآلات السلوكيات، وليروا المصالح المرعية. المفترض أن هذا كان مؤيداً قديماً. لدينا شيء يسمى مجلس الشيوخ ثم أصبح الشورى وبعد ذلك إلى آخره بمجموعة كبيرة من العلماء والخبراء والمفكرين. المسألة ليست
سهلة، فقد قضينا مائة سنة نعالج هذا الأمر حتى سنة ألف وتسعمائة وخمسة وعشرين، حيث وضعنا سناً للزواج. وقد راعى هذا السن للزواج مصالح الطرفين: الرجل والمرأة. مَن الذي وضعه؟ الذي وضعه علماء الدين؟ الذي وضعه مفكر البلاد؟ الذي وضعه أمير البلاد ولي الأمر؟ فأصبحت مخالفة هذا مخالفة للأمير، وأصبحت مخالفة الأمير معصية لرسول الله صلى الله عليه وسلم. لماذا فقط؟ ما القصة؟ ليس أنني سأخترع عرفاً أو سأقول هذا أصل، جدتي فعلت وجدتي لم تفعل. تتغير الأعراف بتغير الزمان وتغير المكان،
كيف يُضبط؟ أين هو هذا العرف؟ أين المدونة التي تخبرني أن هذا العرف اسمه قانون؟ والقانون له بنود، ولذلك ترى القاضي يلتزم به، وليس الشائع يا مولانا. لا يقول العرف أن أكون أمًا وتزوجت منذ اثني عشر أو ثلاثة عشر سنة التي هي... ولدت في سنة سبعة عشر مثلاً وانتهينا ونحن اليوم في سنة ألفين وستة عشر، يعني أن هذه الأم قد مضى على ولادتها مائة سنة. لقد تغيرت الأحوال وتبدلت الأوضاع، لأن هذه الأم لم ترتكب حراماً آنذاك، لكن هذه الأم على فكرة كانوا يضربونها بالكرباج (السوط) عندما يجدونها تنظر من المشربية يضرب بناته بالسوط، والآن هذا لم يعد مقبولاً. أمه هذه لم تذهب إلى المدارس،
أما البنات فقد نشأن وذهبن إلى المدارس، وأصبحت الأمية نقيصة عند الجميع. عندما تأتي بنت وتقول لي: "أنا لا أعرف القراءة والكتابة"، فقد أخرجت نفسها إلى هامش الحياة. أمه هذه لم تكن تعمل، أمه هذه لم في ذلك الوقت لم يكن هناك تلفزيون. على فكرة، لأن التلفزيون دخل هنا سنة ستين، فأمها التي تزوجت وعمرها ثلاثة عشر سنة لم يكن في عهدها أشياء كهذه. لقد تغيرت الدنيا. حسنًا، نريد مع هذه الدنيا المتغيرة أن نحقق مقاصد الشرع الشريف. ماذا نفعل؟ نتبع المحجة البيضاء التي تقول لي ومن عصى الأمير فقضى عصاه، التي تقول لي: "حكم الحاكم يرفع الخلاف". هيا بنا نلجأ إلى القاضي. يصحح ما أصرّت عليه الدكتورة. أذهب وأقول له: "انتبه، إن
ابنتي هذه عمرها أربعة عشر سنة وأريد أن أزوجها". فيقول لي: "لا يصح تزويجها". حضرة القاضي الذي حكمه ينفذ ظاهراً وباطناً. ظاهراً بين الناس وباطناً عند الله، ما هذا؟ الناس أصبحت عند الله؟ هي تظن أن هذا عند سيدنا الشيخ؟ لا يا حبيبي، هذا عند القاضي. وكلما تسأل أو يسأل أحدهم، يقول لك: "أنا لا أريد في القانون، أنا أريد في الشريعة"، وكان هناك معاندة بين الشريعة... والقانون كل هذه أوهام، وكل هذه الأوهام هي التي صنعتها الجماعة الإرهابية جزاها الله بما تستحقه. هذا القانون موجود تحت المادة الثانية التي تنص على أن مبادئ الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع. هذا القانون هو اختيار الحاكم ليس عن طريق فكرته وذهنه، بل عن طريق
الأمة التي تتمثل في وتتمثل في مجلس الشيوخ أو الشورى أو ما شابه ذلك، وتتمثل في هؤلاء العلماء المفكرين سواء كانوا علماء الشريعة أو علماء في غير الشريعة من علم الاجتماع وعلم النفس وغيرها، ويرون أن هذا هو الذي يحقق ما أراده الله سبحانه وتعالى من المصلحة. فما نقوم به الآن فيما يتعلق بزواج هكذا هو هدم كل ما بناه الإسلام، وأنا بفعلي هذا أريد أن أهدم نظام القضاء، وأريد أن أهدم نظام الدولة، وأريد أن أهدم نظام العرف الصحيح، وأريد أن أهدم العلم، وأريد أن أهدم الواقع. وكل هذا لماذا إن شاء الله؟ لأنني في ضائقة شديدة في الأرجنتين، ودعوا الفتاة ترجع لنا أفهمت ماذا؟ أنت
تتاجر الآن في الفتاة أو أنك تقوم بعملية تسيء أيضًا إلى سمعة المسلمين في العالم. لكن إذا كان هناك أحد حتى الآن في الهند مثلًا في طبقة المنبوذين يزوجون - على فرض إسلامهم - ويزوجون البنات في سن ثلاثين أو لا يزوجونهن، فما شأني بذلك؟ هذا ليس علي هذا الذي أنا هنا، أنا أتخذ تفسير النصوص وكيفية تطبيقها هذه مسألة ثالثة. فلأجل التفسير ولأجل التطبيق الذي يحدث هذا من زواج القاصرات حرام، هو ليس إلى أن... والله لست متخيلاً أن مخالفته للقانون هي مخالفة للشرع. حسناً، هذه هي الجزئية، لنجلس إذن فيها، نجلس فيها سنتين ونحن نقول... له هكذا أن التجربة المصرية قد جعلت هذا
القانون مقيداً بذلك الشرع، وضعت الشرع فوق رؤوسنا هكذا هو، والقوانين تكون تحتك هكذا هو، لا تتجاوزه. وماذا لو تجاوزتموه؟ نحن دولة، ماذا نفعل؟ قاموا بإنشاء كيان ضخم اسمه المحكمة الدستورية العليا، فيها من؟ يا سلام لو قرأت المذكرات الخاصة بـ المستشار عوض المر، ما هذا؟ هذا هو المجتهد الذي نبحث عنه. يا سلام لو قرأت كلاماً أسبق منه لعبد الرزاق باشا السنهوري، هذا هو الاجتهاد الذي نتحدث عنه. يا سلام لو قرأت من كبار هؤلاء المستشارين، رضي الله تعالى عنهم وأرضاهم، وهم يكتبون ويشرحون لك النصوص. ويفهمك الواقع ويفهمك من أين يأتي
الاعتماد ويفهمك كذا وكذا يا رجال، عندما تقرأ الأحكام الخاصة بالنقد تجدها شيئاً آخر، قطع أدبية رائعة مبنية على لغة سليمة وأساس سليم وفهم سليم وتشريع سليم. فالإسلام هو ديننا وهو حضارتنا، منا المسلمون ومنا المسيحيون ومنا اليهود، ما زال هناك بضع عشرات يهود مواطنون تحت ماذا إذن إن شاء الله؟ تحت المادة الثانية. كلهم لم يعترضوا لأن هذا يعيش في الإسلام كحضارة وذاك يعيش في الإسلام كدين. إذا وُجِّهت كلمة خاطئة على سبيل الخطأ، تقوم المحكمة الدستورية العليا بالتدخل وإبطال هذا القانون الذي أصدرته الجهة التشريعية التي أصدرها البرلمان، ويأتي أحدهم ليقول
لكن انظر، هذا النص مخالف للدين. نعم، حسناً، أهلاً وسهلاً. هو مخالف للدين، ارفع دعوى فوراً في المحكمة الدستورية. أم أنك تظن أنها ملك لعائلتك وأنك ستغير الأمور من تلقاء نفسك هكذا وأنت جالس في القطار؟ هل أنت منتبه يا سيدي؟ الله يحفظك، هذه دولة. افهم الفرق بين الدولة وغيرها. وبين الجمعية الخيرية أو الجماعة الإرهابية هذه دولة، ولكن الدولة وضعت لي القواعد والأسس والإجراءات والأدوات التي أستطيع بها أن أفعل هذا، فكل قوانيننا لها مظلة الشريعة. ومظلة الشريعة جعلتك تقول هذه الكلمة، أرني هكذا، ألا إن هذا خطأ، لا، هذا ضد الشريعة، هذا يأتي فنشتبه، لا نصبح دولة إذاً. ماذا نفعل؟ نرفع الأمر إلى حضرة
المحكمة الدستورية العليا، وهي تبحث وتأتي بعلمائها وخبرائها ومفكريها وأساطين الأمر، وتصدر وتقول: "لا، هذا صحيح" أو "لا، انتبه، هذا مذهب من المذاهب"، "لا، أنت لست منتبهاً"، "لا، هذه الطريقة ليست معيبة"، "لا، هذا الكلام هو كلام ابن شبرمة الله". من الذي قال لك أن هذا صحيح؟ هذا كلام ابن شبرمة. ابن شبرمة واحد من كبار الحنفية. هذا كلام الكرخي الذي أنت لست منتبهًا له، أليس كذلك؟ هم يعرفون، لكن الطريقة الجاهلة التي يتعامل بها مع الأمر هي أن أي شيء لا يعجبني أعترض عليه. عليها أننا لسنا متدينين ولسنا مسلمين وهكذا لا يصح. الإمام السيوطي يقول إن الحاكم هو الذي يضع
القوانين ويقول لقاضي القضاة احكم بكذا، احكم بمذهب من المذاهب الإسلامية التي يتوفر فيها الاجتهاد، أو احكم من عندك واجتهد أنت، أو احكم كما كان يحكم سلفك وهو لا يعرف. سابقاً كان يحكم بماذا أو كلام مفصل؟ نحن لدينا ألف وأربعمائة سنة خبرة في الكلام المفصل، وفي النهاية كل من خالف وافتات على الإمام... هذا يا رجل، في الفقه جعلوه ضلالاً. ما هو الافتيات على الإمام؟ الافتيات على الإمام هو أن الإمام يقول لك تزوج سن... ثمانية عشر سنة وأنت تقول لا، قم ماذا يحدث؟ وللحاكم تقييد المباح. هل يجوز أن أتزوج وأنا عندي سبعة عشر عاماً؟ هو مباح، لكن
بأمر الحاكم لم يعد مباحاً وإنما أصبح غير متاح بأمر الحاكم. حسناً، ألا إن هذا الحاكم بشر! لا، أصبحنا الآن هكذا. حسناً، الحاكم يعني سيقطع. معه السبعة عشر من الثمانية عشر. افترض أنني أرى أن ابنتي تتزوج في سن السابعة عشرة. نعم، لا يصح، ليست ولايتك. ليست ولايتي، نعم. مع أنها ابنتي، مع أنها ابنتك، ليست ولايتك. هذه أصبحت ولاية الحاكم الذي ينظم الأمر لعموم المسلمين. فأنت بهذا تتحدى عموم المسلمين. حضرتك تقول لي الآن الحاكم هذا بشر، ولكن الله أعطاه سلطة، أعطاه سلطة. لا تنس أن هذا الحاكم ربنا أعطاه سلطة. قديماً كان هذا الحاكم يقول ما يشاء ويطبقه. الآن لم يعد هناك شيء كهذا. منذ مائتي سنة اكتشفنا طريقة جديدة هي المؤسسات، وهي دولة المؤسسات، فلم
يعد الحاكم المسكين كما كان. مثل لويس عندما قال أنا الدولة، ماذا يا إخواني عندما قامت الثورة الفرنسية، قالوا له إنه لا يفهم ماذا تريدون، قالوا له نحن نريد دولة، فقال لهم: حسناً، أنا الدولة. كان الرجل يقول ذلك بصدق لأن هذه ثقافة عصره وهذا العرف الخاص به، فأنا الدولة وانتهى الأمر. هذه القصة، وأصبحنا الآن في مؤسسات، لدينا كم مؤسسة ضابطة للدولة المصرية؟ ثلاثة آلاف. فهو هنا ليس يتحدث عن الحاكم، بل يعرض الثلاثة آلاف مؤسسة. نعم بالضبط، إنه يعرض الأمة، ويعرض النظام الاجتماعي والشرعي والديني الذي وهبه الله سبحانه وتعالى لهذه البلاد، لأنه الإمام الشعراني. يقول إنك حتى لو ذهبت إلى بلاد الكفار الذين لا يعبدون إلهاً،
يجب عليك الالتزام بقوانينهم. لماذا؟ قال لأن الله ألهمهم بها للمعاش وحسن الارتزاق حتى يستطيعوا العيش وتكون الحياة جيدة لكي يتمكنوا من العيش. لكن نعم، هم يعيشون هكذا بهذه الطريقة، فهناك أناس ذهبوا إلى بلاد يركبون فيها الأفيال ربنا ما لاحظت ويحبون الأسرة كثيرًا ومؤدبون جدًا ويؤدون عملهم بإتقان ولديهم نظافة والتزام بالمواعيد وفجأة أتعجب: هؤلاء الناس ليس عندهم دين لكن عندهم كل مقومات الحياة، ما السبب؟ فقلت له: قال الإمام الشعراني إنك عندما تذهب إلى هذه البلاد سر على هذا النظام لأن هذا النظام ليس من عندهم على فكرة هذا النظام هذا من عند الله. قالوا هم
ملاحدة، نعم وهم ملاحدة. نعم، تسأل الشاب منهم: "ما دينك؟" فيقول لك: "أنا ملحد، ليس لي دين". حسناً، أنت ليس لك دين، فلماذا أنت نظيف إذن؟ هل أنت تتوضأ مثلاً؟ مثلاً منظم للأشياء والنظام ومنضبط، يعني لست مسرفاً. والسيدة تحترم زوجها وتعطف على أبنائها، هذا أمر خلقه الله فطرة للناس. أتدرك كيف؟ ولذلك النبي عليه الصلاة والسلام ينبهنا لهذا المعنى ويقول لنا: "خياركم في الجاهلية خياركم في الإسلام إذا فقهوا". هؤلاء الناس لو أسلموا ودخلوا الإسلام سيكونون من خيارنا. لماذا؟ لأنهم فعلاً يعملون بما يُرضي الله. وبعد ذلك أيضاً أسلموا
في العقيدة، ولكن هذا فيه عمار للدنيا الذي هو النظام والنظافة والصدق والاحترام، احترام النفس واحترام الآخرين وإلى آخره. فأنا أريد أن أقول لسيادتك أن بلادنا هذه لا بد أن نوضح للناس هذا المعنى تماماً. أنت يا أستاذ الذي لديك ابنة، أنت ما... شأنك بهذه البنت؟ الحر لا يُوضع تحت اليد، ولا بد أن تخضع لما عليه نظام هذه الأمة. ونظام هذه الأمة ينهاك ويأمرك ألا تزوج ابنتك تحت السن التي حددها القانون. حسنًا، قبل أن أخرج إلى الفاصل يا مولانا، هل يمكنني القول فيما سبق أن حضرتك تفتي بأن الزواج المبكر حرام شرعاً، نعم، حرام شرعاً. نعم، طيب، سنذكر
حكم الأب بعد الفاصل إن شاء الله. الأب الذي يضيع من يعول، وهو يعول هذه البنت، فهو ضيعها وضيع حقوقها، لأنه لا يوجد عقد زواج ولا توثيق. يعني هذه البنت في الشارع عندما تتزوج وتحدث لها أي مشكلة. مع زوجها الذي في الغالب يكون أم طفل صغير أو يكون شيخاً كبيراً حتى لو كان... دعنا نرى بعد الفاصل ما هو وضع هذا الأب أو المسؤول عن هذه الفتاة شرعاً. قضية أخرى يا مولانا، هذا الرجل هو الذي يظن نفسه أنه يتبع الشرع وهو متدين يصلي ويذهب إلى المسجد الخطبة تسير بشكل جيد، ولكنه في النهاية رأى
أن ابنته مسؤولية تقع على عاتقه، وهكذا لم يفعل شيئاً يخالف الشرع، لكن حضرتك قلت إن هذا حرام شرعاً. حسناً، ما موقف هذا الرجل أمام الله؟ الذي زوّج هذه الفتاة في سن الثالثة عشرة أو الرابعة عشرة أو الخامسة عشرة، ومن دون هذه، لو كان زوجها عربياً أو شيخاً كبيراً أو حتى شاباً صغيراً مثلها، فإن حقها في البيت ضائع. ما موقفه أمام الله؟ هو أولاً ليس من الضروري أن يكون من دون عقد زواج أو أي شيء آخر أبداً، بل سيذهب إلى المأذون وسيزور عمرها، سيجعل لها سناً أكبر، ويحضر شهادة القدس وإنها كذا، ويُحضر هذه الشهادة للمأذون، فهذا كذب، ويكفي فيه قول النبي صلى الله عليه وسلم: "أيكذب المؤمن؟" قال: "لا"، أخرجه مالك في الموطأ. الكذب هذا مثل الذي يكذب ليذهب إلى
الحج، وهذا أمر سيء. هل تظن أن لدينا في الإسلام أن الغاية تبرر الوسيلة؟ هذا عند... ميكافيلي ليس عندنا، نحن لا نؤمن بأن "الغاية تبرر الوسيلة"، فهذه المرتبة الثانية. الافتئات على الإمام يكون في المرتبة الأولى، والكذب في المرتبة الثانية، والافتئات عن الإمام في المرتبة الثالثة. النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا ضرر ولا ضرار"، فإذا ضرب حضرته البنت، فقد أوقع الضرر والأذية بالآخرين ومنهم تصرف هذا التصرف الأحمق في مقابل مال أيضاً، أي أنه لو كان نزيهاً ويقول أنا
ابنتي وأريدها أن تُستر أو أريد لها كذا، فلماذا أخذت الأموال إذن؟ أنا هنا أفترض أنه يوجد عقل وشهود وخلو من الموانع الشرعية، فهو حرام مع هذا، أي حرام. أي ليس حراماً لأنه يقول لك حسناً، لا بأس به، هو حرام. أنت تقول عندما لا يكون هناك عقد سأعمل عقداً، وعندما تكون هناك موانع شرعية سأفعل أو لن أفعل. الموانع الشرعية: لا يوجد أي مانع شرعي يمنع الزواج، وعندما نقول له لا، ففي ذلك افتيات على الإيمان في هذا وفي أضرار وأذى بالفتاة، ولذلك حضرتك ترتكب الحرام حتى مع عدم توفره. فإذا أُضيف إلى هذا أنه يذهب ليعقد زواجاً عرفياً
كي يتهرب من هذا الكذب، فإنه يكون قد ضيّع حقوق الفتاة. وقد قال: "كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته، فالرجل راعٍ وهو مسؤول عن رعيته في بيته"، ولذلك هذا جريمة الإضاعة تُضيع الآخريات. الذي يحدث الآن ما يلي، وهذه وقائع شاهدتها بنفسي، يعني ليست عن إعلام أو سماع أو تخيل أو تخوف، لا، بل أنا شاهدتها بنفسي. يُزوجون الفتاة في سن الخامسة عشرة، فتذهب الفتاة وتسافر مع العجوز، لأي...
ظروف أخرى ويكون متزوجاً اثنتين أو ثلاثاً أو أشياء من هذا القبيل، تخدمهم فتمل الفتاة وتهرب، أو تمل الفتاة وتعاملهم معاملة سيئة ويعاملونها معاملة سيئة فيطلقها، أو تمل الفتاة ويريد أن يعاقبها ويعلقها فتأتي وترفض العودة. فماذا يحدث؟ هذا يعني رأيته بعيني، الذي يحدث أن شخصاً آخر يأتي لكي يتزوج هي متزوجة به وهي متزوجة بالأول ولا يزال حتى الآن لم يمت ولم يطلق، ثم تذهب
معه من أجل المهر الجديد فيفعل. نحن بهذا دخلنا في الدعارة طبعاً، لم ندخل أيضاً في الاتجار بالبشر. هذه دعارة. رأينا هذا بأعيننا وحدث هذا خاصة في مناطق كانت موبوءة بهذا حيث إن وحيث أن المأذون للأسف موجود، وحيث أن العرف العام لا يلومه لأن أغلب أهل البلد هكذا، فبالنسبة له فرصة، وعنده خمس أو ست بلدات يريد أن يحصلها، وهو غير قادر حتى على إطعامهم، وهو يعيش حياة العرف الذي أمر الله به، هذا هو العرف الصحيح وليس العرف الفاسد. الله لم والعياذ بالله تعالى، جعلها ربنا فاحشة وساءت سبيلاً، ولذلك فهذه نقطة مهمة جداً، وهي أن الواقع المرير أصبح أشد مما
نقوله كثيراً. أشكر حضرتك شكراً جزيلاً، لعله إن شاء الله يكون هناك آذان صاغية لهذا الكلام، وقلوب تفهم وتعي وتشعر بالأمر الهام الذي تحدث فيه فضيلة الدكتور بسرعة. هكذا سؤالنا لحضراتكم كان على الفيسبوك يقول: لماذا يُفضِّل البعض الزواج المبكر للأبناء؟ لنأخذ مشاركتين أو ثلاثاً. سعد محمد يقول: ربما يكون ذلك حرصاً على عدم انفتاح النفس للشهوات والانسياق لها، يعني بالتالي زوِّجه وأنجب القانون لأنه خائف من الشهوات. حسناً، طبعاً نحترم رأيك يا... الأستاذ سعد والأستاذة رقد تقول: ربما لرغبة الوالدين أن يفرحوا بأبنائهم أو بابنتهم خاصة إذا كانت أو كان البكر. نحن ضد الزواج المبكر للجنسين. السيد يقول: هي ثقافة بعض الأسر التي تعيش مستوى مادياً بسيطاً ولا يوجد تعليم وغالباً في القرى أو هم من القرى ويعيشون في العشوائيات. سمحة تقول: خوفاً من فتنة الدنيا أهم سبب
للزواج المبكر، هل يمكن يا مولانا أن يكون الخوف من الانفتاح النفسي على الشهوات كما يقولون صحيح الساعة، أو الخوف من الفتنة كما تقولون صحيح السماح، أن يكون مبرراً لأن أزوج ابنتي وهي بنت اثني عشر سنة؟ هم لا يتحدثون عن المبرر يا... أستاذ عمر، هم يتحدثون عن أن هذه هي الأسباب الدافعة للواقع التي تجعل الأهالي يعتقدون هكذا، وكل هذه الأشياء مردود عليها، وكل هذه خلاف الواقع، وكل هذه يترتب عليها الضرر، وكل هذه فيها افتيات على الإمام، وكل هذه تؤدي إلى الأذى، ولذلك هم يقولون: يا جماعة كل الذي يقولونه لكن... لا يؤيده، بل يقول لك: أنا أريد أن أفهم، نعم أريد أن أفهم لماذا ارتكب هذا الرجل هذه الجريمة في حق ابنته. فيقول: أراد أن يفرح بها فارتكب الجريمة. أنت تعلم أنه في بعض الأحيان
تخاف الأم خوفاً شديداً على رضيعها فتقتله، تضعه بجانبها في السرير وتنقلب عليه فتقتله، فيكون قتلته، هل تنتبه؟ نعم، توجد عقليات هكذا. أنا أريد أن أفرح به قبل أن أموت، أنا أريد أن أرى ابنه، أنا أريد أن أرى ابنها. مشاعر يعني، غفلة هكذا، يعني تعرف الشجرة عندما تتركها دون تقليم وتهذيب تنمو يميناً وشمالاً، تكون مثل الشجرة البرية هكذا، ولذلك كنت في وقته وأقول في بعض الناس تتمثل أخلاق الحيوان في البرية، يعني الحيوان في البرية طيب جداً على فكرة، طيب جداً، لكنه يتصرف بطبائعه. هكذا خطأ، لا بد من التهذيب ومن الأخلاق، "وإنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق". أنا لو تركت
الإنسان للإنسان هكذا، لا، لن يصبح جيداً. لا بد للإنسان أن يعلم نفسه يُهذب نفسه على سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. بارك الله فيكم مولانا الأستاذ. الهاتف على التليفون ونأسف جداً وانتهى الوقت. تفضل يا فضيلتكم. السلام عليكم. وعليكم السلام. لكن كان عندي سؤال مهم جداً بالنسبة لرسول الله عليه الصلاة والسلام. كان التعرض للسحر، ألم يصبح أي لم يعد موضوعاً. الحلقة لكن كان لدي المعلومة أعرف كيف أفك هذا، النبي عليه الصلاة والسلام فك السحر، شيء أنا أتعرض له الآن وأحاول أن أرقي نفسي لكن لا تنفع، وأريد أن أعرف إذا ذهبت إلى الشيخ هل هذا صحيح أم سيكون هناك إثم في البحث. حاضر سيدي، أشكرك أستاذ دعائي، تفضلي سيدي، عليكم وعليكم السلام، بعد إذن حضرتك أريد أن أسأل الدكتور عن موضوع يشغلني. لقد بلغ ابني سنتين وأريد
أن أعمل له عقيقة، وكنت قد سمعت سابقاً أنه بعد السنتين، أو بعد مرور فترة، تفقد الذبيحة اسم العقيقة وتصبح مجرد صدقة. فهل فكرة أنها تصبح صدقة هذه صحيحة؟ صحيح أم خطأ، وإذا كان صحيحاً فهل يمكن تقديمها كوجبات أو ما شابه، أم يجب الالتزام بفكرة الذبح؟ هذا سؤال. السؤال الثاني: أنا لا أملك شقة تمليك، وأرغب في الحصول على شقة تمليك، وفكرة المبلغ بأكمله ليس متوفراً لدي، فإذا كانت فكرة أن آخذ قرضاً أو ما شابه، فالفوائد التي يعني هل صحيح أنه من المقبول أن آخذ قرضاً للشقة أم أنه خطأ؟ حسناً أيتها الفتاة، سنضع أمرك. ليس مقبولاً. أولاً، شكراً لك يا سيدي. كيف فك سيدنا النبي عليه الصلاة والسلام هذا السحر كما تذكر في السؤال؟ أوحي إليه بأن لبيد بن الأعصم سحر له ورمى السحر في بئر أبي طالب ووصف له ما كان بالبئر، فذهب إليه ونزل البئر وأتى بالسحر، فقرأ
عليه الرسول صلى الله عليه وسلم المعوذتين وفكوه. فهذا ما كان من حال رسول الله كما في البخاري، بئر ذروان والذي صنعه لبيد بن الأعصم اليهودي. حسناً، هو يقول أنا عندي سحر معمول لي فأذهب إلى يرقيني إذا كانت رقية القرآن فلا مانع، ولكن أغلب المتصدرين والذين في الإعلانات وما إلى ذلك فلنبتعد عنهم لأننا لا نعرف حالهم. لكن القضية كلها أن يرقي المرء نفسه بالفاتحة، والمعوذتين، وآية الكرسي، والقواقل التي هي "قل" وهذه خمس سور في القرآن "قل أوحي إلي". أنه استمع نفر من الجن قل هو قل لا يكافرون قل هو الله أحد قل أعوذ برب الفلق قل أعوذ برب الناس، ما يوجد يعني هي كلمة قل وردت في القرآن أكثر من خمسمائة مرة لكن السور التي بدأت بقل هم الخمسة هؤلاء، فيقرأهم المرء تجد
أن هذه الأشياء قد لأن كيد الشيطان كان ضعيفاً والسحر ضعيف عليه أن يكسر آية الكرسي وأن يكسر الفاتحة التي جعلها الله لنا في صلواتنا. يكسر آية؟ فليقرأها سبع مرات، وليقرأها تسع مرات حتى يزول عنه هذا الشيء. الدعاء، تقول العقيقة، أصل الحديث يقول: "كل مولود مرتهن". بعقيقته، هل نضع نقطة لكي نكمل الحديث: "تذبح عنه يوم سابعه"؟ فهل العقيقة يجب أن تذبح في يومه السابع أم هناك نقطة؟ لو فسرت الحديث على أن هناك نقطة، يصبح المعنى: "كل مولود مرتهن بعقيقته" ثم "تذبح عنه في أي وقت". هل أنت منتبه؟ والنبي صلى الله عليه وسلم... ضحّى عن نفسه وعقّ عن نفسه بكبشين وهو كبير، ولذلك قال العلماء إما في اليوم
السابع وإما في اليوم الواحد والعشرين وإما في اليوم الأربعين، فإذا فاتت الأوقات فهي أيضاً تبقى عقيقة حتى لو كبر الإنسان. تأخذ تمويلاً للشقة وليس قرضاً، التمويل هو اسمه تمويل، هي تسميه قرضاً. حسناً، أشكرك. مولانا بارك الله أهلاً وسهلاً شكراً موصول لكم إلى اللقاء