والله أعلم | فضيلة الدكتور علي جمعة يوضح مكانة القدس في الإسلام | الحلقة الكاملة

بسم الله الرحمن الرحيم وقل رب زدني علماً يا أرحم الراحمين يا أرحم الراحمين يا أرحم الراحمين افتح علينا فتوح العارفين بك وأهلاً بكم في هذه الحلقة الجديدة من والله أعلم لنسعد بصحبة صاحب الفضيلة مولانا الإمام الأستاذ الدكتور علي جمعة وفضلاء كبار العلماء في الأزهر الشريف لنناقش معه في هذه اللحظات التاريخية قيِّمة، ومهما كانت قبل العامين، اشتقت بفضيلة مولانا على طلبه في ما تجرأت أمريكا لإعلانها عاصمة لإسرائيل. مولانا الإمام، أهلاً بفضيلتك، أهلاً وسهلاً
بكم. لحظتان تاريخيتان يفصلهما مائة عام ما بين وعدٍ مشؤوم وقرارٍ مذموم. ناقش الكثير من القضايا، نقف دائماً عند دور مصر الأهم والمهم في... دعم ومناصرة القضية الفلسطينية والقدس، كيف ترى مكانة القدس في الإسلام؟ بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. جاء الإسلام ليعلمنا أن موكب الرسل الكرام من عند ربهم، من لدن آدم إلى خاتمهم سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم، هو موكب. واحد ولذلك أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده. لا يعلم كثير من الناس أن كل الأنبياء إنما هم حججنا وهم وسيلتنا إلى الله سبحانه وتعالى، وهم قدوتنا في هذه الحياة الدنيا. وإن
كان المثال النبوي الأتم والإنسان الكامل هو الذي أمرنا الله سبحانه وتعالى أن نتبعه، ولكنه أيضاً أمرنا أن نتبع إبراهيم وأبناء إبراهيم من الأنبياء، فأمرنا الله أن نتبع ملة إبراهيم حنيفاً وما كان من المشركين. أمرنا سبحانه وتعالى أن نتخذ النبي صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة. ولكن ما قدسه الأنبياء وما كان فيه رضا الله كان من معتقدات المسلمين ومن أصل دينهم. القدس كانت قبلة. جميع الأنبياء وكانت قبلة النبي صلى الله عليه وسلم ولذلك يسميها المسلمون أولى القبلتين وثالث الحرمين. وكان
النبي يجعلها - يجعل الكعبة بين يديه ويجعل القدس في اتجاهها، فيقف ويأخذ الركنين اليمانيين - الركن الذي فيه الحجر والركن الآخر هذا الذي في مقابلته الناحية الثانية - الركنين الشاميين، فكان النبي الحائط أو الضلع من الكعبة حتى يتوجه إلى الكعبة التي هي مقام إبراهيم ومن دخله كان آمناً وإلى بيت المقدس التي هي قِبلة الأنبياء من قبله. هذه عقيدة عند المسلمين تأكدت بالإسراء والمعراج. سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا
حوله لنريه من آياتنا. ولذلك هذه في عقائد المسلمين لا تتزحزح ولن يستطيعوا مع كل الألاعيب التي يلعبونها هم ومن انطبع بهم وصار على نهجهم حتى أصبح مطبوعاً بهم، والحمار المطبوع والحمار الهالك الذي أهلكه الضبع بعدما ضحك عليه أكله، فمهما كان فإننا متأكدون وعلى يقين وفي عقيدة أن هذه قد قدسها الأنبياء وقد. قدَّسها النبي صلى الله عليه وسلم، ولهذا هي عندنا في المقام الأجلّ. هذا من الناحية الدينية. ومن الناحية التاريخية، فإن الذي أنشأ مدينة القدس منذ ما يقرب من ستة آلاف سنة أو يزيد، يعني قبل الميلاد بنحو
أربعة آلاف سنة، هم اليبوسيون. واليبوسيون هم العرب. كان العرب في هذه المنطقة، اليبوسيون هم الذين أنشأوا القدس، ولذلك فهي عربية. إن رجعنا إلى التاريخ فهي عربية، وإن رجعنا إلى أوضاعها المتتالية فهي عربية، ولو رجعنا إلى الدين فهي عربية. لم يدخل موسى القدس، ومات على مرمى حجر من عند الكثيب الأحمر، ومرمى حجر هي كناية في اللغة العربية. معناها أنه رأى القدس بعينيه ولم يدخلها، ومعنى "رمية حجر" الدلالة الواضحة
دون الكناية، أي أنك لو رميت حجراً لوصل إليه. عندما يرمي الإنسان حجراً فيصل إليه، فهذا يعني أنه على مسافة ثلاثمائة أو أربعمائة متر تقريباً. فقبر موسى حتى المنسوب إليه عند الكثيب الأحمر إنما هو في أريحا، وإن هذا الموطن بالذات لكن عليه أنوار سبحان الله وفيه جلال وبهاء، لكن من الناحية التاريخية لا يثبت تماماً، وإنما كان النبي فيما أخرجه البخاري قال: "رأيت موسى يصلي في قبره عند الكثيب الأحمر". فالكثيب الأحمر عنده إلى الآن قبر موسى، وهو إذا ما تأملنا من التلة التي هو عليها لرأينا. القدس أمامنا لكن في الطرقات قد تكون مسافة اثنين أو ثلاثة كيلومترات، إنما هي
على مرمى حجر، بمعنى أنها أمامه ما تُبصِر، يعني ما تُرى، فهي تعبير عربي. فالنبي صلى الله عليه وسلم رأى في ليلة الإسراء هذا وأخبر به أنه يصلي في هذا المقام سيدنا موسى، فسيدنا موسى لم ولكن دخله المسلمون أتباع سيدنا موسى، ألسنا نحن أتباع سيدنا موسى؟ قال: "نحن أحق بموسى منهم"، فدخله المسلمون الذين هم الأتباع الحقيقيون لسيدنا موسى، الذين آمنوا به والذين جاهدوا معه والذين فروا من ظلم الطغاة. دخله دخلنا مع يوشع بن نون، يوشع كان تلميذاً وتابعاً لسيدنا موسى، دخلنا معه. فيقول هكذا في كتبنا
ودخل المسلمون مع يوشع بن نون. وانتبه، أمهاتهم مختلفة ودينهم واحد. هو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا ليكون الرسول شهيدًا عليكم وتكونوا شهداء على الناس. فسيدنا إبراهيم هو الذي سمانا مسلمين، فبذلك كان موسى مسلمًا وكان عيسى مسلمًا وكان كل... لا بد أن يفهموا. هذا عند المسلمين، المسلمون يعتبرون أمة محمد هي الستة مليار أو السبعة مليار الموجودين، وأن هذه هي أمة الدعوة، آمن منهم من آمن به وكفر من كفر، ولكن القضية كلها أنهم زبائننا وأحباؤنا، يعني الذين نبلغ لهم ما أراده رسول الله: "بلغوا عني ولو آية"، إنها أمة الدعوة. في الأمة الدعوة فنحن دخلنا القدس مع يوشع بن نون،
وهؤلاء الحقيقة اليهودية ليس بيننا وبينهم خلاف. اليهودية هي أصل الإسلام، وكان علماء المسلمين في الأندلس يجلسون مع العُبّاد من القبالة والشيء من هذا القبيل من أجل أن يبحثوا أبحاثًا حول تحديد الاسم الأعظم الذي إذا ما دُعي الله. به أجاب: لقد عملنا أشياء كثيرة في تاريخنا، ولكن عندما دخل العبرة، أصبحت ليست في المسلمين هؤلاء، بل العبرة في اليهود الذين انحرفوا بديانة اليهودية. اليهود انحرفوا بالديانة اليهودية، ولذلك نعى الله عليهم في القرآن. ظن الناس أن هذا نوع من أنواع التمييز الديني، لكن أبداً، نهائياً، إننا نقول إن موسى كليم الله وأنه من أولي العزم من الرسل وأنه نبينا ونحن أولى بموسى منهم، لكن العبرة
فيمن حرَّف وغيَّر وبدَّل وظلم، وظلَّ هذا الظلم مع اليهود في هذا المكان إلى أن أشركوا بالله وفتحوا خمس محلات لعبادة الأوثان، هذا في تاريخهم وعبدوا الأوثان، فلما عبدوا... الأوثان كان الله سبحانه وتعالى يرسل إليهم أنبياء بصورة مستمرة هكذا أنبياء بني إسرائيل. أنبياء بني إسرائيل هؤلاء ربما ليس نبياً أو اثنين، بل هم أنبياء كثيرون، عشرون أو ثلاثون ألف نبي، شيء ضخم جداً. وكل نبي منهم موحى إليه لكي يعيد هؤلاء الأبناء الذين انحرفوا إلى التوحيد الخالص. عبادة الوثن إلى هذا الحد تعني درجة من الانحطاط، ولكن ذلك قد كان. ضلوا
وأضلوا يا مولانا، ضلوا وأضلوا، وإنهم مغضوب عليهم لأنهم كانوا في كثير من الأحيان يعرفون الحق ويحيدون عنه. فلما حصل ذلك وفتحوا خمسة معابد، عندنا في كتاب مهم بالنسبة لليهود اسمه التلمود، والتلمود هذا عبارة عن نص وشرح، والشرح هذا إنما شرحه الحاخامات الكبار الذين تبحروا في علوم الأنبياء وقرأوا ما كتبه الأنبياء وما تركه الأنبياء إلى آخره، بل وأن بعضهم كان من الأنبياء، بعض الذين كتبوا في التلمود ما كتبوا فيه. فنجد في آية غريبة الشكل، التلمود طبعاً طُبع عدة مرات، طُبع. ألف وخمس مئة وقليل من القرن السادس عشر في
البدايات، ولكن الكنيسة اعترضت عليه لما فيه من سب لسيدنا المسيح، فرُفع هذا السب الذي أضافه اليهود، وطُبعت طبعة جديدة منقحة في ستة مجلدات، فهو مطبوع الآن وحتى تُرجم إلى اللغة الإنجليزية، وإن كانت لغة إنجليزية قديمة رصينة، لكنه بقي. في ستة مجلدات كبيرة فوجئنا في الآية مائة وإحدى عشرة منه من التلمود، هذا التلمود يقول: "أراد الله أن يطهركم فحرّمكم من تلك الأرض، وإذا عدتم إليها ذُبحتم كما تُذبح الغزلان في الغابة".
ما معنى هذا؟ وما الأرض المقصودة بها؟ الأرض هي فلسطين، أرض المعادن التي يقولون عنها التي... ربنا مكَّنهم في كنعان من الكنعانيين واليبوسيين والسكان الأصليين الفلسطينيين، وجعلهم يستولون عليها، عسى أن تكون هذه هدية جيدة فيها مكان مقدس مثل القدس لعلهم يحترمونه. لكنهم لم يحترموه، وذهبوا وبنوا خمسة معابد وثنية وعبدوا الأوثان، ليس فقط البقرة كما في أيام سيدنا موسى، بل أيضاً الأوثان التي هي... يسجد للوثن فطردهم الله من أرض فلسطين وحرمهم، وأصبح هناك نص ديني ملزم
بألا يعود اليهود مرة أخرى أبداً إلى هذا المكان. حتى في مقابل ماذا؟ أن يغفر الله له. وأنت الآن، أنتم أخطأتم وارتكبتم خطأً، أما إن كنت تريد التوبة بعد ذلك، ماذا ستفعل؟ تتبع محمداً إذن. تدخل الإسلام فيصبح هذا خلاصك، إنه المخلص الخاص بك. وإن قلت: "لا أريد أن أتبع محمداً"، قال: "لا ترجع، لا ترجع إلى هنا لأنك ما زلت مذنباً وما زلت ممنوعاً في ديانتهم، هي التي تقول ذلك وليس نحن من نقول هذا، بل هم الذين يقولون". وإن رجعنا وتمردنا ولم نطع وتعالى ورجعنا قال: ستذبحونهم، ستعودون، ستذبحونهم كما تُذبح
الغزلان في الغابة. هذا بنص صريح عندهم في التلمود، مائة وإحدى عشر، مائة وإحدى عشر، فليس فيها مجال للشك. ولذلك يوجد لدينا واحد وعشرون جماعة يهودية كبيرة، منها النوتري كارتا. هؤلاء النوتري كارتا بمئات الآلاف في العالم يأبون أن يعودوا. إلى فلسطين، هل تراهم أنهم منصفون يا مولانا؟ هي ليست قضية الإنصاف من عدمه، وإنما هي قضية أنهم متدينون، نعم، أنهم يطبقون ما أمرهم به دينهم من عدم العودة إلى هذه الأرض حتى يقبل توبتهم وحتى يقبل منهم عبادتهم وحتى يعفو عنهم وعما فعله الأسلاف في هذا المقام، وهنا يأتي...
السؤال الغريب: حسناً، فمن هم أولئك الذين عادوا؟ الذين عادوا هم جماعات انفصلت عن اليهودية، وأصبحت اليهودية بالنسبة إليهم عرقاً وجنسية. أصبحت اليهودية بالنسبة إليهم ليست ديانة بل قومية، يا مولانا، أي نَسَب بالأكثر، بمعنى أنها أصبحت قبلية. فهؤلاء هم الذين عادوا، وأغلب هؤلاء الناس الذين تراهم، إن لم تكن مائير ولا بن جوريون ولا ليفي إشكول ولا أنوايزمان كلهم ملحدون لا يؤمنون بإله أصلاً ولا بوحي ولا بكتاب ولا بأي شيء، فيكون لديهم إذاً غرض سياسي أن يوجدوا في هذا المقال. الحقيقة أن
هذا الكلام الواضح استغله الناس والعالم الآن، فهناك واحد وعشرون مؤسسة ضد الصهيونية وضد العودة إلى إسرائيل وضد ما تفعله هذا الكيان النجس الذي يُسمى إسرائيل في البشر في المسلمين وفي المسيحيين في هذه الأرض الطاهرة وضد هذا الظلم وهم أصلاً يملؤون العالم وأغلبهم موجود في بريطانيا وأغلبهم موجود أيضاً في أمريكا ويتهمون من أولئك العلمانيين الملاحدة الذين يحكمون هذا الكيان. بأنهم مجانين،
أي الواحد والعشرين مؤسسة التي منها الماغنا كارتا، لأن الماغنا كارتا هذه مشهورة ومعروفة. ففي هذا الوضع الذي نحن فيه في القدس، التي تنتمي إلينا تاريخياً ودينياً وواقعياً، وشعبنا موجود هناك ولم يتركها. الدولة الإسرائيلية هذه دولة مقحمة جاءت بالقوة منذ البداية، الدولة الإسرائيلية هذه عندما تأتي. تسأل شخص فيقول لك في الأصل إن هتلر أحرقنا. بغض النظر عن الدخول في هذا الموضوع، لأن إنكار المحرقة أصبح جريمة. يعني وأنا أتحدث الآن، لو قلت أنه ليست هناك محرقة، فسيرفعون علي قضية في ألمانيا أو في
إنجلترا ويحكمون علي بأنني معادٍ للسامية. صحيح أنهم لا ينتبهون إلى أنني أنا سامي وأنا عربي، نحن ساميون ضد سامية. ما هذا؟ ألا يدركون أن هناك فرقاً كبيراً بين حدوث الحدث وبين حجم الحدث؟ يعني الناس لا يدركون أنهم متعاونون مع اليهود من قبل ذلك بكثير وبترتيبات سابقة. إذا أردت أن نقولها لك بعد الفاصل، سنقولها. لك بعد فاصل سواء كان ذلك الوعد المشؤوم أو القرار المذموم ألف تسع مئة وسبعة عشر وألفين وسبعة عشر، المعنى واحد: من لا يملك يعطي
من لا يستحق. فاصل ونعود إليكم، ابقوا معنا. أهلاً بحضراتكم مولانا الإمام، حينما تتجرأ أمريكا لإعلان القدس عاصمة لإسرائيل، يبدو السؤال واضحاً جداً وملحاً: ما... العلاقة بين إسرائيل وأمريكا، وقد بدأت من ألف تسع مئة وسبعة عشر ومن قبل، وثيودور هرتزل حاول أن يحل المسألة اليهودية بالحركة الصهيونية. متى بدأ التحول ووقوف أمريكا بجانب إسرائيل؟ أمريكا تخطط لاستيطان إسرائيل منذ الثلث الأول من القرن التاسع عشر، ففي سنة ألف ثمان مئة سبعة وعشرين كانت هناك أول بعثة دبلوماسية أمريكية للقدس عام ألف وثمانمائة وسبعة وعشرين، انظر لأنه يقول لك هتلر وليس
هتلر، ماذا؟ هتلر لم يولد بعد، مسكين، وهتلر لم يأتِ بعد ببلاياه ومصائبه. في عام ألف وثمانمائة وسبعة وعشرين كانوا يخططون، إذاً لا بد من وراء هذا من تتبع الأثر الديني المتحكم في اتخاذ. القرار السياسي الأمريكي، ولدينا هنا باحث، الدكتور يوسف، الذي ألّف هذا العنوان ونال فيه الدكتوراة، وتتبع الصحف الأمريكية منذ القرن التاسع عشر ليرى من الذي وراء هذا البناء الرادع. هذا الرادع جزء لا يتجزأ من هدم الدولة العثمانية، وجزء لا يتجزأ من صراع الحضارات الذي
لا... تستطيع أمريكا أن تعيش إلا به وهو جزء لا يتجزأ من رسم استراتيجيات المصالح في المنطقة. وهكذا في عام ألف وثمانمائة وسبعة وعشرين، أي عندما كان محمد علي باشا ما زال موجوداً، كانت هناك بعثة أمريكية قادمة تقول إننا بعثة دبلوماسية فقط. وفي سنة ألف وثمانمائة وتسعة وثلاثين كانت هناك بريطانيا ما هدفها؟ ما هدفها؟ استقبال اليهود من العالم إلى فلسطين. انظر منذ متى يعملون، قبل هيرتزل. بدأت مبكراً جداً هذا قبل هيرتزل بالكامل. نعم، هيرتزل لم يكن قد وُلد بعد. كان هناك رجل من رجال الأعمال إنجليزي اسمه هانفلت، وهذا هانفلت جاء ألف وثمانمائة... مائة وستين وجهاً
عند القدس، ترك القدس على حالها وذهب ليبني مستشفى صغيراً، قال إنه لعلاج الناس بالطريقة التي هي نظام السحلبة هذا، ومعه ثلاث ممرضات وبنى لهن ثلاثة بيوت حول المستشفى، عام ألف وثمانمائة وستين، وهذا المركز هو الذي أصبح بعد ذلك القدس الغربية لكي يخلط على الناس. بين القدسين وإنه طبعاً هذا لا علاقة له بالقدس، هذا خارج حدود القدس. هذه عبارة عن كيلو في كيلو ونصف، يعني كيلو ونصف مربع، ولها أسوار كانوا يبنونها عبر التاريخ وآخرها كان السلطان محمود هو الذي بناها. يعني تزيد في التاريخ وتزيد في الجغرافيا وكل شيء كذب لا محل له مصداقية ولا محل له من الذي ليس له
طعام، ولكنهم يكذبون ومستمرون في الكذب. إذاً، أنت كخطة لك مع هذا الشرق، أنت تضع شوكة عندنا هنا ولا نعرف لماذا تضع هذه الشوكة. لأجل ألا نتحد، كل هذا ضد وحدة المنطقة. هم أخوف ما يخافونه أننا نتّحد لو اتحدنا سنقلب موازين القوى في العالم، ولذلك يجب علينا عندهم أن لا نتحد. ولذلك العصابة الإرهابية أول ما تظهر تقول لك ماذا؟ أنتم أصلاً ضد الوحدة، نحن الذين ضد الوحدة! من الذي قال لك يا أبناء؟ من الذي نقل لك هذه المعلومة؟ هذه المعلومة معلومة استعمارية. مَن الذي غزّها لكم؟ مَن الذي جلبها لك؟ آه الذي جلبها لك هو الذي يسعى في
أننا لا نستطيع أن نفعل هكذا. حاولنا في الوحدة مع سوريا ففشلنا، ومع السودان فشلنا، ومع ليبيا فشلنا، ومع السودان وليبيا فشلنا، ومع... هل أنت منتبه؟ فمن الذي قال لكم هذا إننا ضد الوحدة؟ أن البعث العربي هذا يقول لك الوحدة أولًا. حزب البعث الاشتراكي: الوحدة أولًا، وليس الاحتفال، ثم الاشتراكية، ثم الحرية. يعني نصنع وحدة أولًا وأنا مُستعمَر. قال لي: وأنت مُستعمَر تصنع وحدة؟ كان الفرق بينهم وبين جمال عبد الناصر أن جمال عبد الناصر يقول: حرية، اشتراكية، وحدة. صحيح، والآخر يقول... وحدة حرية اشتراكية يعني الترتيب. يأخذ هذه من هنا ويضعها هنا، فقط هذا هو الخلاف بينهم. هو في الترتيب، وبناءً
على ذلك كان البعث يكره عبد الناصر لأنه يؤخر الوحدة ولا يقدمها، وعبد الناصر يقول لهم: هذا هو الذي يجب أن نفعله، أن نتحد ونكون متلائمين مع بعضنا لكي... لا يحدث ظلم وتظالم في هذه الوحدة، فنستطيع توحيد القوانين، ونستطيع توحيد شرايين الاقتصاد إلى آخره، فمن الذي قال... الذي قال الإرهابية، الذي قال الإرهابية أغبياء، فهم ليسوا من أهل السياسة ولا الرسم ولا التحليل، إذن من الذي قال لهم هذه الحكاية؟ الذي أمدهم بالسلاح، الذي أمدهم بالذخيرة. الحقوا يا... الأولاد هؤلاء ضد الوحدة. لا يا أبي، نحن لسنا ضد الوحدة، نحن مع الوحدة. وها نحن نحاول مرة وثانية وعشر مرات حتى نتحد مرة أخرى، وسيكون يوماً أسود على الغرب وعلى كل من يدبر لنا سوءاً. مولانا
الإمام، هل تم اختطاف أو ضياع القدس من العرب والمسلمين، ومن قبل قد... أُخذت وسُلبت ولكن عادت، وكانت الفترة التي سُلبت فيها واغتُصبت فيها القدس فترة كبيرة، أكبر من هذه الفترة التي يعيش هذا الكيان هناك في فلسطين. فهل ضاعت بالفعل القدس من أيدي العرب والمسلمين؟ لا، هذا كان احتلالاً وهذا أيضاً احتلال، وكل المواثيق الدولية حتى التي اعترفت بدولة. إسرائيل ككيان قائم ترى حدود عام سبعة وستين وما دون حدود سبعة وستين فهو احتلال. الثاني كان عن الحروب التي سُميت بالصليبية، والحروب الصليبية هؤلاء أناس أجانب فرنسيون وبلجيكيون وهولنديون ويونانيون وإيطاليون وإنجليز قادمون في الطريق لأجل أن يقطعوا الطريق التجاري ويأخذوا خيرات البلاد،
ولذلك. كان الناس يضحكون عندما يسمونها الصليبية، وكانوا هم لكي يجعلوها وقوداً للحرب يذهبون إلى البابا ليمنحهم البركة بأن تكون نعم هذه باسم الصليب. هؤلاء الناس عندما جاؤوا انبهروا بالإسلام، وكان لديهم جماعة تسمى جماعة فرسان المعبد، وفرسان المعبد هؤلاء ذهبوا وأنشأوا منظمة سرية كما يقول عبد الواحد. يحيى الذي هو رينيجو نوه هذا كان يقول إن هؤلاء الجماعة هم فرسان المعبد أسلموا، أسلم بعضهم، فلما رجعوا إلى إنجلترا كوّنوا جماعة اسمها جماعة البنائين الأحرار. لماذا بعد ذلك
تم اختطافها من اليهود؟ لأن البابا والملك أدركا هذه الجماعة السرية المسماة بالبناءين - سُمّوا البنائين - فاكتشفهم البابا والملك وكانوا كما يقول رينيه أنهم في البيت رقم ثلاثة عشر في كانيون ثلاثة عشر، لا أعرف كيف أصبحت هذه الثلاثة عشر، فتشاءموا منه لأنه كان سبب هلاك هؤلاء الناس، وأشاعوا هذا الموضوع أو هذه الفكرة أن رقم ثلاثة عشر هو رقم ماذا، ويحذفونه أيضاً من الطائرات، يعني تجد... في الطائرة اثنا عشر وأربعة عشر في بعض الطائرات، حيث لا يُكتب ثلاثة عشر حتى لا يتشاءم الراكب من وقوع حادثة في هذه الطائرة. المقصود
أن الرجل يقول إن هؤلاء كانوا منظمة ضد الملك وضد البابا، ولذلك هؤلاء المناهضون للملك والبابا أخذهم اليهود وأصبحوا الماسونية ضد الملك. وضد البابا يعني ضد السلطة الزمنية وضد السلطة الدينية. اليهود انحرفت طبعاً بها انحراف شديد، لكن كان هذا طبعاً الكلام هذا ليس موجوداً في تاريخ الماسونية، ولكن كان ريني جونو يقول من سعة اطلاعه وقراءاته في الموضوع يقول مثل هذا، لكن ليست هي القضية. أن الحروب... الصليبية عندما احتلت القدس لمدة مائتين سنة لم تكن على هذه الهيئة لأنهم يعرفون أنهم محتلون وأنهم سيرحلون في النهاية مثل الإنجليز عندما احتلونا سبعين سنة، ومثل الفرنسيين عندما
جاؤوا واحتلوا الجزائر من ألف وثمانمائة وثلاثين إلى ألف وتسعمائة وثلاثين سنة وهم محتلون الجزائر. المحتل دائماً يفعل. أمور من ضمنها أنه يأخذ الخيرات التي تخص البلاد ويصدرها لبلاده، ومن ضمنها أنه لا يتمركز مطلقاً من أجل أن يطور، فهو لا يستوطن. لكن ما حدث في أمريكا مختلف عن ذلك، فعندما ذهب الإنجليز والفرنسيون إلى أمريكا، استوطنوها وأنشأوا كندا والولايات المتحدة. هذا هو الاستيطان، نعم. وما معنى الاستيطان؟ والمال والفكر أو نقل الدولة الحديثة يسمح إلى آخره لكن هذا لا يسمح. فهم يعلمون أنهم محتلون، وهؤلاء الناس، بجميع ما صدر من الأمم المتحدة من
قرارات بشأن القدس في مجلدين هكذا أصدرتهما مؤسسة أهل البيت في الأردن باللغتين العربية والإنجليزية، جمعوا فيهما القرارات التي صدرت في مجلدين تعترف بأن محتلة دولة احتلال وأن القدس الشرقية محتلة، فعندما يأتي الأستاذ من أجل أمر داخلي لديه، يريد أن يُظهر للناس أنه رجل الصفقات الكبرى، فيذهب ليعقد مع السعودية صفقة بنصف تريليون، ويذهب ليفعل، يريد أن يُضيّق على إيران ويُضيّق على كوريا، ويعترف لليهود بالقدس، فاليهود يصفقون، واللوبي اليهودي
يصفق، واللوبي الصهيوني اللوبي الصهيوني يصبح هو ذلك الرجل ذو العظمة كلها، لماذا؟ لأن أمريكا تمر بأزمة طاحنة في نسبة توزيع الدخل، ومن أجل هذا فإن المجمع الصناعي الأمريكي أتى بترامب بالرغم من أن الإعلام كله كان ضده وكان يقف مع هيلاري كلينتون، لكنه في النهاية فاز من كان مؤيداً بمجمع الصناعات العسكرية. سي آي دي سي (CI-D-C) هي مجمع الصناعات الحربية أو المجمع العسكري الصناعي. ظهر هذا المجمع مع ظهور الحزب الديمقراطي سنة ستة وعشرين، وأصبح هذا المجمع هو الحكومة الخفية للولايات المتحدة. اكتشفه آيزنهاور،
وفي خطاب وداعه من الرئاسة نبّه عليه وقال إنه هو الذي سيدمر أمريكا. الذي سيودي بالمبادئ الأمريكية إلى الجحيم، فالناس لأول مرة تسمع عن المجمع الصناعي العسكري (إم آي سي) حينها في الستينات مثلاً أو شيء من هذا القبيل، يرون أيزنهاور يسير متى، وفي خطاب الوداع الخاص به - السلام عليكم - الذي يُودِّع به الرئيس الأمة، يشير إلى هذا المجال مع المجمع لماذا أتوا بترامب؟ أتوا به رجل عقارات وفنادق ورجل أعمال. أتوا به هكذا لكي يعدل النسبة بين توزيع الدخل. ماذا لو كنا نتذكر عبد الناصر وهو
كان ينعى على المجتمع أن نصف في المائة يملكون الثروة، وأن تسعة وتسعين ونصف في المائة يملكون النصف في المائة المتبقية. إذاً هكذا، ما هي النسبة الصحيحة إذن؟ عشرون ثمانون؟ عشرون في المائة يملكون ثمانين في المائة من الثروة، وثمانون في المائة يملكون عشرين في المائة من الثروة؟ حينئذٍ يكون الناس مطمئنين وسعداء ويعيشون حياتهم بشكل جيد. اليوم في أمريكا النسبة تسعة وتسعون إلى واحد، فهناك خلل اجتماعي، وإذا... كان هناك خلل اجتماعي يستوجب تغييره. كيف يتم تغييره؟ بموجب الصفقات الكبرى مع من يملكون الأموال. فالعرب لديهم أموال، فلنعقد معهم صفقة كبرى. واليهود لديهم أموال، فلنعقد معهم صفقة كبرى أيضاً. وكوريا لديها أموال، فلنأخذها. وإيران
لديها أموال، فهيا نأخذها ونعقد معها صفقة كبرى. وتركيا لديها أموال... مال كذلك حبيبي أردوغان أخذ هذا والقضية تثير العجب. أنت مع من أو مع من؟ أنا لست معك ولا معها، أنا معها إن أردت تعديل النسبة داخل المجتمع. ولذلك ستجد أنه يحاول في السنوات الأربع الخاصة به أن يجعلها تسعين إلى عشرة. إذا جعلها تسعين إلى عشرة يكون قد نجح الغرض الأمريكي الخاص القاصر لا مانع أبداً من أن يضحي بالعرب ويضحي بالمبادئ ويضحي بالمسلمين والمسيحيين ويضحي بأبيه وأمه، المهم أنهم يختارونه لفترة رئاسية ثانية مدتها أربع سنوات ويقولون له: حسناً، أكمل لنا الآن ما دمت قد حققت هذا النجاح
الهائل وغيرت النسبة، فلو سمحت أكمل لنا لكي تغير النسبة. إلى النسبة الطبيعية بدلاً من حدوث تفكك وبدلاً من حدوث انهيار في المجتمع يشبه الثورات، ثورات الجياع. فادي الحكاية كلها، ونحن كل هذا الكلام الذي يقرأه العارفون يعرفون كل هذا الكلام، ولكن أكثر الناس لا يعلمون لأنهم آخذون أحداثاً غير فاهمين جيدين مع بعضهم. طبعاً لماذا هذا الكلام؟ هذا الكلام القدس، هل انتبهت؟ كيف؟ إنها كما هي. المسجد مسيطرون عليه ونصلي فيه، وما زلت أتلقى الآن، ونحن نتحدث مع بعضنا هكذا، من القدس الشريف رسالة تقول: نحن قد صلينا الفجر والظهر، والأمور ممتازة تماماً. إذاً ما قصة أننا فقدنا
السيطرة على المسجد الأقصى؟ كلها دعايات أمريكية للجس. النبض بالونات لقياس النبض عندما نفقد السيطرة، ماذا سنفعل؟ سنخرج ونكسر ونعمل ونفعل وهكذا إلى آخره، ويظهر شكلنا أمام العالم بهذه الصورة. بهذا الشكل لأنه قالها: "إنهم يقتلون اليهود هناك، وهؤلاء هم الأبطال عندهم". فنحن لا، نحن نتجاوز هذا إلى العمل الجاد لإحداث الوحدة بيننا، العمل والتنسيق الجاد. للسيطرة على هذا البلاء كشفت هذا الكلام للناس. أنت تعلم أن ما أقوله الآن مؤلم جداً لأنهم يفعلونه في السر، فإذا انكشف فهذا أمر مؤلم جداً، هل تنتبه لذلك؟ ولذلك بعض الناس يقول: "أنت تحارب الإرهابيين
ونحن خائفون عليك". لا يا أخي، خف علي من هذا أكثر، نعم، خف علي مَن فتح هذه المخططة؟ مَن فتح هذه الأمور؟ تُدبّر بليل لأنها حقائق لا يستطيع أحد أن ينكرها، ومَن عرفها ليس له أن يعيش في وسطنا كثيرًا. فأنا أريد أن أنبّه الأمة أن تستيقظ من سباتها، وأن تقرأ. ادخلوا هكذا وانظروا "الآي إم سي" ماذا يعني، ومتى تم إنشاؤه، وماذا يفعل. ماذا في أمريكا؟ وكل شيء موجود على الإنترنت، لكننا لا نعرف الإرشادات التي توصلنا إلى هذا. ادخلوا وانظروا كيف وصل توزيع الثروة في أمريكا إلى أي حد من الانهيار. ادخلوا وانظروا أن هناك اثنتين وأربعين ثورة اجتماعية، من ضمنها ثورات الربيع العربي هذه التي حدثت. هم الذين صنعوها
من أجل مهمة جداً للوصول إلى هذا المشهد الأخير، نعم بالطبع، يريدون هم أن يُصلحوا أنفسهم، فهم لا شأن لهم بأي شيء آخر إلا مصالحهم التي تفوق مبادئهم. مولانا الإمام، فضيلتك دائماً تراهن على حالة الوعي التي يجب أن تُقرأ في هذا الجيل والأجيال القادمة، والتاريخ جيداً لديه الكثير من الرؤى التي فيها القدس والمسجد الأقصى وفلسطين، ولكن بعد الفاصل ابقوا معنا. أهلاً بحضراتكم، مولانا الإمام كان الشيخ عكرمة صبري من كبار مفتي المسجد الأقصى، كان يقول دائماً: "لدينا مشكلة أن الأجيال لا تقرأ، وليست على دراية بتاريخ القدس". وقراءة التاريخ واحدة من أهم خطوط الدفاع عن القدس وفلسطين، فهل تجهل الأجيال قيمة
القدس قد لا يسمعون عنها، يعني أنا كل المعلومات التي قلتها لك هذه أن البحث الأمريكي والبحث البريطاني وهيرتز سنة ألف وثمانمائة وستة وتسعين في المؤتمر اليهودي، كل هذا درسناه في المدرسة. أنا لا أعتقد ولم أسمع حتى أحفادي أن يسألوني في شيء من هذا والحوارات مستمرة. على مشاكل أخرى وأوضاع أخرى وأصبحت الأفلام التسجيلية نادرة. وكانت كثيراً أفلام القدس هذه تُعلمنا كيف سُلبت القدس وكيف احتُلت القدس وكيف أُحرق المسجد الأقصى وما هو المسجد وهكذا. فهذه الأشياء قلّت بحيث أن قليلاً جداً هو الذي يعرفها. شاع وداعه، كنا
نأخذ صورة عندما كانت القدس الشرقية ملكنا. لقد ضاعت منا سنة سبعة وستين بدخول الاحتلال الإسرائيلي إليها، لكن في سنة أربعين احتُلت القدس الغربية بينما كانت القدس الشرقية معنا مع الأردن. فذهب الرسامون على الفور وصنعوا شيئاً يسمى "حمال الأحمال"، وحمال الأحمال هذا عبارة عن رجل ملامحه عربية، وهو حمال يحمل على ظهره عيناً على شكل عين القدس قبة الصخرة والمسجد الأقصى وجبل
داريا وكلها والقدس كلها حارة المغاربة وياسين، لا يعرفون حائط البراق. حائط البراق، فمثلاً هذه كانت حَمّال الأحمال. أنا لا أعتقد أن أحداً أصلاً يفهم أو يعرف كلمة "حَمّال الأحمال" هذه إلا النادر، لكن شخص ما أحضر صورة حَمّال الأحمال وقال هذا هو، وأنه موجودة في كل بيت وأنه كذا إلى آخره، كان ينبغي... دعنا نرى، هناك أناس يقولون لك: "حسناً، ماذا نفعل؟" افعلوا يا إخواني هكذا: ابحثوا عن الأحمال، حامل الأحمال هذه، وأنزلوها، واطبعوها، ووزعوها، واجعلوها ملصقاً. ادخل المحل، ستجدها وتتساءل: "ما هذا؟ نعم، ما هذا؟" وتكتب تحتها قصتها، من الذي صنعها وكيف لماذا، وحمّال الأحمال ماذا يعني؟ والقدس
في أعيننا ماذا تعني؟ وفي قلوبنا ماذا تعني؟ وهكذا الشبان الفنانون المبدعون يضعون بدلاً من العين قلباً، ويضعون أيضاً فيه القدس من الداخل، يضعون بصمتهم فيها، بصمتهم فيها، ويصبح حمّال الأحمال يحمل على كتفه قلباً، على كتفه هكذا يعني، شخص يحمل قلباً على كتفه، يرسمون شيئاً، وهذه أشياء جديدة لم تُرسَم من قبل. لقد رُسِم "حمال الأحمال" سنة ثمانية وأربعين وشاع وانتشر بين الناس، وكان معروفاً عند آبائنا. فهل الناس تعرف ذلك الآن؟ لا، هناك نسيان. كنا في السبعينيات والثمانينيات، وحتى في الثمانينيات كان شخص يأتي مثلاً ويقول لي: "أنا سأفتح محلاً"، فأقول له... سمَّاه "القدس الشريف"، فأصبحت كلمة "القدس الشريف" منتشرة.
مكتبة اسمها "القدس الشريف"، ومحل للآلات اسمه "القدس الشريف"، ومحل خردوات اسمه "القدس الشريف"، وشيء آخر لا أعرفه اسمه "القدس الشريف"، وذلك حتى لا تُنسى الكلمة. اليوم كانت بالإنجليزية كلاماً لا معنى له، أو إذا أراد أحدٌ أن يعرف أصل هذه الكلمة في علم الفلك قسم، وفي الجغرافيا قسم، وفي التاريخ قسم، حسناً، وأين القدس الشريف؟ يجب عليك أن تنشرها وتنشرها بكل الوسائل، هذه فنية، وهذه أدبية، وهذه قصيدة جميلة لطيفة وما إلى ذلك، وهذه أغنية وهكذا. فأنا أريد أن أقول إن الشباب مظلوم في هذه القضية لأن هذه هي الحقيقة التي بها موارد
الثقافة وليس الشباب ومناهج التعليم ووزارة الثقافة والمسؤولون عن الإعلام والكبار في إذاعاتنا وتلفزيوناتنا وصحفنا، وهكذا يجب عليهم ألا يشعروا بالضجر وألا يملوا من هذا. وقد نبهني عبد المصر إلى ذلك في إحدى خطبه، وسمعته وهو يقول: "يا جماعة، إن الصليبيين مكثوا مائتين". سنة صحيح فقالوا وقتها يعني أنت تريدهم أن يبقوا مائتي سنة. لا، أنا لا أريدهم أن يبقوا مائتي سنة. كنت أجد الكلمة المناسبة لأجل المقارنة، وأنا الصورة جميلة عندما الصليبيون عندما جاءوا بقوا فترة أكبر بكثير من التي بقوها هي. الصليبيون فصبر، وجميل أنك لا تيأس وأنك لا تنسى لأن لم أنسَ، وهؤلاء الناس حتى لا ينسوا، ماذا كانوا يفعلون. كان أبو حامد الغزالي يذهب إليها بصورة دورية، وكان العلماء لا يتركون
القدس، كانوا يذهبون، وأبو حامد الغزالي له هناك مكان أنهى فيه "الإحياء". وعندما ذهبنا، وربنا منَّ علينا، ذهبنا وافتتحنا فيه تابعاً لمؤسسة البيت، وأنا أجلس وآمل فيها. فتحنا هناك كرسياً للإمام الغزالي رحمه الله، وعيّنا واحداً من المقادسة يحفظ القرآن ويجيد الإنجليزية أستاذاً عليه، أستاذ كرسي، أستاذ كرسي في المسجد الأقصى، خارج المسجد الأقصى، لكن على دار، يعني على الجبل. فهذا هو المكان الذي كان يجلس فيه أبو حامد الغزالي، وأمام الصليبيين هكذا، أمامه على بعد. خمسة عشر متراً فأبو حامد الغزالي كان السمعاني يذهب وكانوا يتبادلون، كل
واحد منهم لابد أن يكون في القدس، هذا يرجع وهذا يذهب، قلقون عليها، ابنتهم تحت الاحتلال، لكن هذه الإرهابية وهي تقول لك: "لا، لا تذهبوا"، هذا عمل جماعات نجسة. من الذي قال لك لا تذهبوا يا عبد الصمد؟ أنت، يجب أن تذهب حتى لا تترك ابنتك في يد أعداء الله وأعداء البشرية وأعداء الإنسانية وأعداء الحق وهكذا. فهذا أصله تطبيع، أي تطبيع يا؟ فهذا أيضاً من الأشياء التي ينبغي علينا أن نفعلها، أن نعيد مرة أخرى هذا التراث الفني والأدبي والشعري والديني والعامي عندما نسمي محلتنا. ومكانتنا العالمية بالقدس
الشريف، حينها يطمئن الإنسان على أن القضية أصبحت ما الذي يجعل الناس تحب مكة وتحب المدينة، أنه يذهب لأن العلاقة موصولة، العلاقة موصولة. تعال وقل لي هكذا، إذا كان أحدهم في الكونجرس الأمريكي يقول سأضرب الكعبة بالقنابل الذرية، هل تعلم أنني سأقول مباشرة: كيف يتجرأ؟ وهو رجل مسكين لا يملك شيئًا، لكنه يخبرك أنه يتجرأ ويريد التضحية بحياته لأنه يسمع هذه الكلمة. إنهم ييأسون ويصنعون بالونات اختبار، ومن ضمن هذه البالونة السخيفة التي أطلقها ترامب، والتي نسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعلها تنفجر في وجهه. "وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون" يا مولانا. سنكمل معك في الغد إن شاء الله هذا الحديث وهذه الأسئلة، نبحث عن إجابات حقيقية لها في هذه الحياة لإيقاظ حالة الوعي لدينا
جميعاً. اسمح لي، اضطربت بعض الشيء، تفاعل السائلون والمشاهدون عبر الفيسبوك على سؤالنا: برأيك كيف يمكن الحفاظ على القدس عربية؟ الأستاذة مانة حلمي تقول: يا ليت يكون أمر واقع كما فعلوا هم أن نذهب إلى المسجد الأقصى في رحلات مستمرة للصلاة، أفواجاً تلو أفواج وبأعداد كبيرة. الأستاذة نوريهان تقول: "بالاتحاد فالاتحاد قوة"، ومقاطعات البترول والموارد التي يتم تصديرها خاماً، وقد حدثت من قبل مقاطعة البترول في التاريخ وأتت بنتيجة. الأستاذة سحر تقول: باتباع منهج وسنة سيدنا النبي الله عليه وسلم ونصلح ما بيننا وبين ربنا فبالتأكيد سيُصلح حالنا ولن يقدر علينا أحد، ولنتوقف عن لوم غيرنا ولنعمل على أنفسنا. الأستاذ الكريم أبو العليم يقول: تنظيم رحلات الصلاة هناك للمسلمين والسائحين وتأشيرة الدخول تكون فلسطينية، كل هذه الأشياء لأنه انتبه إلى أن
الحل هو في النهاية الجهاد في والله ما هناك حل مع هؤلاء الناس إلا القتال في النهاية، ولكن يجب الاستعداد التام. ما الذي يسبق إذاً؟ يسبق هو كل هذه الأمور التي يذكرها الشباب: أن ندعو، وأن ننشر الثقافة، وأن نعود إلى أنفسنا ونكون عباداً من عباد الله الطيبين، لأن ربنا قال: "وإذا جاء وعد الآخرة". ليسوءوا وجوهكم كما وليتبروا المسجد كما دخلوه أول مرة، أي في أيام عمر، نعم، وليتبروا ما علا وما دُبّر. انظر كيف، يعني لم يقل المسجد الأعلى، لم يقل المسجد الأعلى، لأن المسجد الذي في الأعلى لم يكن هو المقصود بالعودة إليه. نعم، وفي الآية لم يذكر المسجد إطلاقاً في المرة قال: "وليَدخُلوا المسجدَ كما دخلوه
أوَّلَ مرَّةٍ". نعم، يعني يجب أنهم دخلوا أولاً ثمَّ خرجوا، وبعد ذلك أنتم أخذتموها منهم، وبعد ذلك هم سيدخلون مرة أخرى. كل هؤلاء وُصِفوا بأنهم عبادٌ لنا، وأُولو بأسٍ شديد. فـ"عبادٌ لنا" لا بد أن نكون عبادًا لله. وهذا ربما هو مُجمل ما سمعناه من نقاشات الكثير من هذه الاستفسارات مع فضيلتكم غداً مولانا الإمام الدكتور علي جمعة وسادة كبار العلماء. شكراً إذا تفضلتم يا شيخ، رضي الله عنكم وشكر الله لكم. دائماً مولانا الإمام، شكراً لكم، دمتم في رعاية الله وأمنه.
إلى اللقاء، اشتركوا في