والله أعلم | فضيلة د.علي جمعة يتحدث عن حكم مشاركة المرأة في الإنفاق | الحلقة الكاملة

بسم الله الرحمن الرحيم وقل رب زدني علماً يا أرحم الراحمين يا أرحم الراحمين يا أرحم الراحمين افتح علينا فتوح العارفين بكم وأهلاً بكم في هذه الحلقة الجديدة من برنامج والله أعلم لنسعد دائماً بصحبة صاحب الفضيلة مولانا الإمام الأستاذ الدكتور علي جمعة وهيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف لنسأله في هذه الحلقة عن مفهوم استقلال المرأة ملياً في العلاقة الزوجية، في العلاقة التي تتسم بالشراكة لتستمر هذه الحياة، وما حدود تدخل الزوج في هذه الاستقلالية أو في هذه العلاقة، وما
أيضاً حدود مشاركة المرأة في النفقات في البيت. اسمحوا لي أن أرحب بصاحب الفضيلة مولانا الإمام في البداية. مولانا الإمام أهلاً بكم أهلاً وسهلاً بكم مرحباً، مولانا، مفهوم استقلال المرأة مالياً في البداية، هذا المفهوم وكيف كان الإسلام حريصاً على هذا المفهوم، على تأكيد هذه العلاقة التي تتسم بهذه الشراكة. بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه صلى. الله عليه وسلم لما جاء الإسلام كانت حالة المرأة في الجاهلية حالة متردية في جزيرة العرب والمرأة كانت لها أوضاع غير مرضية عند الرومان وعند الفرس وعند المصريين القدماء ولكن كانت أشد من ذلك في الجاهلية الجهلاء التي كانوا
يئدون البنات وكانوا يعتبرون البنت من قبيل العار وكذا إلى آخره عقائدٌ فاسدةٌ وكاسدةٌ، وكانت أشدُّ الأماكن ظلمةً في هذه العلاقات الاجتماعية السيئة والعقائد الفاسدة هي جزيرة العرب، ولذلك أرسل الله رسوله بالهدى ودين الحق ليُظهِرَه على الدين كله من أسوأ مكانٍ في الأرض من ناحية البيئة المحيطة، وإن كان أهله عندهم قابلية للإصلاح، فكانت المعجزة وأخرج. النبي أخرج هؤلاء الناس من الظلمات إلى النور فاستجابوا له، إذ كانت لديهم قابلية لذلك. حتى الجدل الذي كان يدور بين العرب والفرس حول أن العرب يقتلون بعضهم بعضاً وما إلى ذلك، كان يتمحور حول الشهامة
والكرم ومحاسن الأخلاق. والنبي صلى الله عليه وسلم جاء يقول: "إنما بُعثت لأتمم مكارم كانت حالة المرأة سيئة جداً، أسوأ من المصريين وأسوأ من الرومان وأسوأ من الهنود وأسوأ من فارس. وعندما جاء الإسلام، فهذه قصة أخرى. أعلن الإسلام بجرأة منقطعة النظير، وهو المهيمن على ما بين يديه من الكتاب، التوراة والإنجيل وسائر الكتب السابقة من صحف إبراهيم وزبور داوود إلى آخره، أعلن أن متسلطًا على المرأة في ذاتها أو أن المرأة هي مندوب إبليس كما ورد في بعض النصوص المقدسة السابقة أن المرأة
شيطان هكذا بالنص بشكل واضح وصريح ومباشر. نعم، هناك صلوات، الحمد لله. إذا كان الفتح عندنا هكذا، هناك يقول لك: "الحمد لله الذي خلقتني ذكرًا"، هكذا يعني في نوع. من أنواع التحيز ومعاداة المرأة: الإسلام جاء وما قال ماذا أزلهما الشيطان. هما الاثنان مسؤولان، آدم وحواء. قال الله لآدم وحواء: "لا تأكلا من هذه الشجرة"، وبعد ذلك أكلا. قلنا: "اهبطوا منها جميعاً فإما يأتينكم مني هدى فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون" إلى آخره. هذه أول نحن الذين نفهم أن المرأة أخرجت الرجل من الجنة،
وأن تراث التوراة فيه هذا المفهوم. التراث الفولكلوري بين الناس فيه هذا المفهوم. من أين أتوا به؟ أتوا به من التوراة. نصوص التوراة هكذا، بأن إبليس خدع حواء لكي تُضل آدم. ربنا قال: لا، إنه خدعهما هما الاثنين، فسوّى ولم. يجعل المرأة تحمل الخطيئة والوزر الأول، بل إنها كانت شريكة لآدم في كل شيء، حتى عندما استمع إلى الشيطان، فأزلهما الشيطان عنها ليخرجهما مما كانا فيه. جرأة شديدة لأن الناس لا يصدقون أنه يأتي بهذا الوضوح للمرأة، والنبي يعلن في جرأة شديدة وهو يقول: "النساء شقائق
الرجال" والقرآن. ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف، ويقول بعدها: وللرجال عليهن درجة، وبعد ذلك: الرجال قوّامون على النساء بما أنفقوا، يعني سببها ليس إطلاقها، بل سببها بما أنفقوا من أموالهم وبما فضّل الله بعضهم على بعض، وبما أنفقوا من أموالهم. فهنا انظر كيف جعل السبب، يعني يقول: بسبب. حسناً، فعندما جاء الإسلام أبقى للمرأة اسمها. ففي الغرب كله وحتى الآن يُنسب المرأة إلى زوجها، فهيلاري كلينتون تُنسب إلى كلينتون لأنه زوجها وليس أباها، وليست ابنة عمه كما قد نظن، لا، هم لا يفعلون ذلك وينسبونها إلى...
إلى... في السطور وحتى في عدة مواضع، تحافظ المرأة دائماً على اسمها. يمكن للمرأة أن يكون لها رأي في السياسة، وانظر إلى ما حدث بين السيدة عائشة رضي الله تعالى عنها وبين سيدنا علي. لقد اعترضت عليه دستورياً في قضية قتلة عثمان، وكان سبب معركة الجمل هو هذا الخلاف الدستوري بين توجهان في الصحابة، توجه يرى أن الدين يأمرنا باليمين، والتوجه الثاني يأمره قال: "لا، أنا ليس لدي أدوات أستطيع بها كف من قتل عثمان"، حيث أنه قتل فيما نسميه الآن هجمة أو ثورة، لا أستطيع أن أحدد أموراً قانونية اختلفوا عليها، لم يختلفوا من أجل الدنيا أو ما شابه. كما يرغب بعض
الناس في تصويرها، ولكن لا بأس، فالمرأة لها رأيها السياسي، والمرأة وصلت إلى مرتبة الاجتهاد، والمرأة لها استقلالها المالي، وهذا ما تريد الوصول إليه اليوم. لها استقلال مالي، لها استقلال مالي، كيف يعني؟ تمتلك ما تشاء. السيدة خديجة كان النبي عليه الصلاة [والسلام] يتاجر بأموالها. والسلام باعتباره أجيراً عندها فيأخذ المال ويخرج وله أجر هو وميسرة وكذا إلى آخره. فإذاً استقلال المرأة بالمال ملكاً واستقلال المرأة بالمال صرفاً وتصرفاً. وأحاديث كثيرة عندما يحدث التصرف من غير إذن الزوج. السيدة ميمونة عندما جاء النبي عليه الصلاة والسلام وكانت عندها جارية.
تعني ماذا كانت... لي جارية. كلمة "لي" هذه تعني أنها ملكي، فإذا ثبت لها الملك، كانت لي جارية فأعتقتها، أي تصرفت فيها. فلما جاء النبي صلى الله عليه وسلم، هذا النبي لم يكن يعلم أنها أعتقتها، وكذلك لم تستشره. انظر كيف أن المرأة تتصرف في مالها دون إذن زوجها، ومن زوجها هذا؟ إنه صلى الله عليه وسلم كانت... حسناً، انتظري يا ميمونة، عليك السلام، انتظري حتى يأتي وقولي له هل يعتقها أم لا. فقالت لها... فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقلت له: لقد أعتقت جاريتي، فرحةً أنها حصلت على ثواب. النبي يرى في عينيها هذه الفرحة، فقال:
"آجرك الله"، يعني ربنا يعطيك لو كنتُ أعطيتها خالَك لكان أثوب وأحسن لك. لو ذهبت إلى خالها، نعم خالها يُحسن إليها. لو أهديتها لخالك، لماذا يقول النبي صلى الله عليه وسلم هكذا؟ لها قصص. هذه الجارية عندما تُعتق تصبح مسؤولة عن نفسها وهي لا تستطيع أن تعتني بنفسها. كثير جداً من العبيد عندما حررناهم في القرن التاسع عشر أخذوا يصرخون قائلين: "إلى أين سنذهب؟ يا الله، لقد نشأتُ في هذا البيت وتعودتُ على هذه الطريقة"، وقد قال عنهم الجاحظ قديماً أن لديهم نفسية العبيد. حقاً، هو يريد أن يكون عبداً ويريد أن يخدم سيده
ويحب سيده، هو هكذا، أصله هكذا، وليس الأمر متعلقاً بحقوق هذه النفسية، نحن لسنا مع الرق ولا الشريعة مع الرق، والشريعة متسامحة - ولا أجارك الله - ها، إنما هذا الأمر، ما هذا الأمر؟ نرى الآن من حقوق الإنسان علينا أننا لا نرمي المسؤولية والنفسية. الرجل، هذه الفتاة التي اعتمدت على نفسها ستصبح مصيبة مزعجة تسير وتذهب كما تشاء. كنت أعطيتها للخالق لأن خالقك محتاج أن تكون. كنت فعلت شيئين؛ أولاً: أكرمت البنت باستمرارها تحت رعاية وعناية وإطعام وشراب وحماية خالك، وفي نفس الوقت كنت خدمت خالك لأنه محتاج لهذه البنت لتخدمه بطريقة حسنة وجيدة وفنية
وشرعية وإلى آخره. لم يقل لها: لا، أرجعي البنت. لم يقل لها ذلك. لا، إن ما فعلته خطأ. هي أيضاً لم تستأذن. أعطاها الملكية المطلقة، الملكية المطلقة والتصرف المطلق ملكًا وتصرفًا، أي أن الداخل والخارج هو للمرأة دون أدنى شكوى. لقد راعى الإسلام المرأة رعاية عجيبة جداً. يقال لك: يجوز الرجوع في الهبة قبل تسليمها، يجوز الرجوع في الهبة قبل تسليمها ولا يجوز. إرجاع الهبة للزوجات ممنوع منعاً باتاً ونهائياً بشكل مطلق، فقلنا لهم: "حسناً، أفهِمونا يا مشايخ ماذا تعني كلمة مطلقاً؟" قالوا: "حتى لو
استعملتها في الإضرار بك". سألت: "مثل ماذا يا مولانا؟" قال: "أنا أضرب مثالاً للتوضيح: إذا أعطيتها ميكروفوناً فذهبت وضربتني به، أتفهم؟ أو أعطيتها شقة فذهبت وأحدثت فيها تغييراً". شركة لكي تنافس شركتي أعطتها شقة هبة، وأنا من حزب سياسي وهي من حزب سياسي آخر، فذهبت وفتحت الحزب الذي ضدي في الشقة التي وهبتها لها. لا يمكنني أن أرجع في هبتي مهما كان الأمر بالنسبة للمرأة الزوجة، لكن يمكنني أن أرجع في هبتي إذا استعملتها في الضرر أو أنا... لم أسلمها لك بعد أو لا أعرف في أحوال هكذا، أتفهم ذلك؟ لكن العودة في الهبة مع الزوجة تكون إذا... نحن عندنا
هنا المرأة لها استقلال مالي في التملك وفي الصرف، استقلال تام في مفهوم أو في ضوء هذا المفهوم الواضح جداً، استقلالية المرأة في الإسلام مالياً. حسناً، حدود دخول... الزوج... اليوم أصبحت الحياة فيها شراكة وفيها اشتباك، المرأة عاملة والزوج عامل، وهذا له دخل وذاك له دخل. ما هي حدود تدخل الزوج في هذا الإطار يا مولانا؟ لدينا مستويان يجب أن نفرق بينهما فرقاً كبيراً: شيء اسمه الأحكام الفقهية، والقضايا القضائية التي هي مكتوبة في الفقه، كل هذا نسميه... الأحكام الفقهية وبالحال فتح قياس هكذا ونكتب ما هي القضائية يعني التي يلجأ إليها القاضي عند إرادته رفع النزاع بين الزوج والزوجة.
إذاً إذا وصلنا إلى حضرة القاضي لأن هناك نزاعاً، فالمستوى الثاني مختلف تماماً في تصرفاته جداً، وهي الفقهية، وهذا اسمه فقه الحياة، نعم، فيوجد فقه. القَضَاء وفي فِقْهِ الحياة، حَضْرَتُك تسألني في أيِّ مِلَفٍّ؟ أوَّلُ شيءٍ، لأجل أن يُميِّز الناس بين القضاء والحياة. نعم، الحياة هذه شيءٌ آخر. في القضاء المرأة تتصرف بمفردها وكذا لكن عندما نأتي في الحياة وهي تُحبُّ زوجها كثيراً، فتقول له كل شيء ويقول لها كل شيء، هي خارجة للعمل. فتضع القليل من المال في البيت وهو يضع القليل من المال في
البيت، وعندما يتوازنان يسيران في الحياة. هي المسؤولة عن أموال البيت، فهي أمينة صندوق البيت صحيح، فتدخر وتتدخل والزوج لا يعلم من ذلك شيئاً. فقه الحياة هذا واسع جداً، وفقه الحياة هذا حلو وجميل، والشريعة لا تعترض عليه، الحياة ما هو موجود في الشريعة يؤيده، فالناس عندما نأتي لنتحدث عن فقه القضاء يظنون أنه يجب أن نفعل هكذا فنخرب البيت ونسكب الزيت ونشعل النار في البيوت بعضها ببعض. لا، وما بين فقه القضاء - الله يحفظكم - أنت تسأل عن ماذا؟ يأتي ويقول لي: زوجتي مريضة يجب أن استحِ يا أخي، يجب عليك الإنفاق
عليها. قال لي: "قضاء هكذا". فقلت له: "لا، ستأتيني قضاء، لا، بل هذه محبة. أنت ستنفق عليها لعلاجها محبة وليس حقاً. هكذا لا بد أن يكون من حقوقها" أو نحو ذلك. قال لي: "تخلط عليّ الأمور، عندها مال وأنا لا أريد أن أنفق عليها". حسناً، وهي أيضاً لا تغسل ولا تربي الأولاد ولا تطبخ ولا تعمل ولا تقوم من أجل البيت، يقول إنها مكتوبة عليك! ألم تذهب إلى فقه القضاء؟ فقه القضاء يقول هكذا أن المرأة ليس عليها كل هذا، ثم يأتي أناس يسمعون هذا الكلام ويقولون: ماذا يا مولانا هذا؟ هيّجتْ النساءُ علينا، هؤلاء لا يردن العمل. نقول لهن: لا، يا معشر النساء، ما بالكن تردن الذهاب إلى النزاع والخصام والقضاء؟ إننا في فقه الحياة نتحمل
بعضنا فيما هو أكثر من ذلك. إذاً، مع مزيد من التعريب لفقه الحياة وفي تدخّر أموالها، والحقيقة لو... لها دخلها الخاص بها سواء من ميراث أو من عملها أو مشروعها الخاص أو من وظيفتها، هذا بالتأكيد من حقها، نعم من حقها، فهي تجلب المال وتعمل. بالتأكيد يتوقف الأمر على واحدة، لكن إذا كانت المصلحة تقتضي استمرار الحياة الزوجية فلن تدخل مالها.
مثلاً من وراء زوجها، أنا أرى كل شيء. افهمهم وشاركها، يجب أن يكون هناك توافق. ما رأي حضرتك في المرأة التي تدخر أموالها دون علم زوجها؟ لا، يجوز ذلك من وراء علم زوجها إلا إذا كان هو يستحق ذلك، سواء كان بخيلاً أو كان يبتزها ويأخذ المال منها، وهذه أظن أنها ليست كثيرة في المجتمع المصري، فالحياة الزوجية تُبنى على الصراحة والتناغم مع بعضنا البعض، لأنه إذا اكتشف بعد ذلك أنها تخفي عنه أشياء، فلن تكون الحياة الزوجية جيدة. لكن إذا كان بخيلاً مثلاً، أو يمنع عنها المصروف، أو هناك ضرر يحدث لها، فبالتأكيد يمكن ذلك في حدود المسموح يا سيدة نعمة، هذا تصرف من وراء زوجها يُعد خيانة. ما رأي حضرتك في الزوج الذي يشترط على زوجته أن تشارك في مصروفات البيت؟ يشترط؟ لا، يشترط، لكن إذا شاركت فهذا أمر طبيعي. من الضروري أن الحياة تحتاج إلى تكاتف وتحتاج أن يقفوا مع بعضهم البعض. ليس على المرأة في البيت الرجل هو الذي عليه كل شيء، هذا بالإرادة وشيء
أكون أحب أن أفعله لكي أساعد، لكن فرض أن تنزل وتعمل ويجب أن تساعد حتى لو زوجها راضٍ أيضاً يجب أن تساعد. لا يوجد شيء اسمه اشتراك، يعني أنا لست معه بالطبع في هذا الموضوع. هو المخلص فقط. بالطبع إذا كانت تعمل فيجب عليها أن تشارك لأنها يجب أن تشعر بالمسؤولية، ويجب أيضاً أن تشعر أن المنزل ينفق. لن تشعر بأن المنزل ينفق إلا إذا أنفقت هي أيضاً معه. نظراً لظروف البلد أو الظروف التي نراها الآن، لا يصلح الآن أن يكون الرجل وحده هو المسؤول، فطالما أنني أنا أساعد وأكون معه أيضاً لكن بحريتي، أي أنني أدفع كما أريد، لكنه لا يشترط عليّ. إذا أنفقت في البيت فهذا يكفي. أنا موقنة بأن الرجل هكذا فقط. هيبته... أنا مثله، سي بي سي أهلاً بكم
أيها المشاهدون، أذكركم بسؤالنا على الفيسبوك: ما رأيك في... إجبار المرأة على المشاركة في الإنفاق مولانا الإمام، أجدد ترحيبي بفضيلتكم. يمكن أن السؤال تمت الإجابة عليه بأشكال وأنماط كثيرة جداً من الأجوبة في التقرير الذي يرى أن هناك مشاركة حقيقية بين الزوج والزوجة، والذي يرى أن الرجل هو الذي يتحمل المسؤولية كاملة. ما رأي فضيلتكم أو تعليقكم على كل الإجابات التي سمعناها: "خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين". وهذه المسألة هي مسألة ليست لدينا في الفقه الإسلامي عبر التاريخ مشكلة تسمى مشكلة المرأة. مشكلة المرأة هي مشكلة أوروبية نتجت من نزول المرأة للعمل مع الثورة الصناعية عام ألف
وسبعمائة وستين في إنجلترا ثم في أوروبا كلها، وبدأت المرأة من الريف إلى المدن بدأت العشوائيات على فكرة تنشأ في هذه الفترة أيضاً، وكولن ويلسون ألَّف "اللامنتمي" بعد ذلك في القرن العشرين، لكن لا توجد مشكلة اسمها "المرأة" عندنا. ولماذا؟ لأن المرأة طوال عمرها تذهب لتغزل وتجلب البيض وتصنع السمن والقشطة وتنزل بهم إلى سوق الثلاثاء وسوق الجمعة والسوق. لا أعرف ماذا، يموت زوجها فتنزل إلى الحقل وتعمل. ليس لدينا شيء اسمه مشكلة عمل المرأة. طوال عمرها هي من تريد البقاء في البيت لأنها تريد رعاية أولادها ولأن أمامها في البيت أشياء أخرى، وأن هذا تكليف بما لا يطاق أن تعمل
خارج المنزل. فالمرأة تأتي عليها أوقات ليس أن تذهب لتعمل، وفعلاً خرجت واشتغلت وعملت وفعلت إلى آخره، وهذا الكلام من عهد النبي. يعني النبي عليه الصلاة والسلام كان هناك امرأة طلقها زوجها، فلما طلقها زوجها كانت تخرج لتجد النخل، يعني تلقحه وتعتني به، يعني تصعد النخلة، فقال لها أحدهم: إنك في العدة ولا يصح أن تفعلي. قالت له: "حسناً، من أين سنأكل نحن الآن؟ هذا سيجلب لي مالاً، وهذا المال سأنفقه عليها وأتصدق منه أيضاً". فذهبت إلى النبي تسأل عن هذه الورطة: "هل أنا في العدة حقاً؟ هل يجب عليّ ماذا؟ هل يجب عليّ البيت؟" فقال لها: "لا، لعلك أنت تتصدقين"، يعني نفس الكلمة
التي قالتها خرجتُ أولاً، هذا ما نأخذه أن المرأة تخرج في العدة وأنها لا تلازم البيت، وإنما تبيت في البيت، لأن عدة الوفاة هي مثل عدة المطلقة إلى آخره، فتلازم البيت بمعنى المبيت وليس بمعنى الحبس أنها تحبس نفسها في البيت، ثم إن المرأة تعمل هكذا وعملت أم عطية. كانت تعمل طبيبة وداوت وغير ذلك إلى أن اشتركوا في الحرب. أم سليم بنت ملحان كانت تحمي رسول الله، فالمرأة عندنا في أوروبا لم تكن تعمل، كان ممنوعاً عليها أن تعمل. فلما جاؤوا ليجعلوها تعمل، جعلوها تشتغل اثنتي عشرة ساعة والرجل ستة ساعات، كأنهم ينتقمون منها بالاثنتي عشرة ساعة. هذه تأخذ فيها جنيهاً في حين أن الستة يأخذ
فيهم جنيهاً، يأخذ فيهم جنيهين، يعني هي ربع الرجل. هذا الكلام كله ظلم، فنشأت قضية تسمى قضية المرأة، قضية التحيز ضد المرأة، وهي ليست موجودة عندنا إطلاقاً، ولا في تاريخنا، ولا في ديننا، ولا في ثقافتنا. حتى ابن حجر العسقلاني كان لديه اثنان وخمسون شيخة يدرس عليهم، يعني استاذ جامعة سنة ثمانمائة واثنين وخمسين هجرية. إذا أضفت إليها ستمائة يصبح القرن الرابع أو الخامس عشر الميلادي. ابن حجر كان لديه اثنان وخمسون شيخة يدرس عليهم، وبعض هؤلاء المشايخ كان بأجر، أي أنها كانت صاحبة مهنة تؤديها مهنة التدريس على كل حال، عمل المرأة عندما جاء ونقلنا المشكلة من الغرب إلى الشرق، نشأت
مشكلات تتعارض مع بعض أقوال بعض الفقهاء عبر التاريخ. ماذا كان بعض الفقهاء؟ نحن لدينا مدرستان كبيرتان رأينا آثارهما الآن في التقرير. ما هاتان المدرستان الكبيرتان؟ مدرسة تقول إن المرأة تأخذ مهرها وتستحق نفقتها للاحتباس يعني ماذا؟ يعني مقابل أنها قد تركت وقتها كله لزوجها، فكان الزوج هو صاحب هذا الوقت. فإذا أذن الزوج لها بالخروج للعمل، نعم سقطت نفقتها أو سقطت هذه المسألة، فعليها أن تشارك في العمل. هذه مدرسة، هذا رأي يا مولانا، هذا رأي، نعم. هل تنتبه؟
الرأي الثاني قال... لا، هذه المرأة أخذت نفقتها بعقد الزواج وليس بالاحتباس، أي لأنني قبلت أن أتزوجها. انظر إلى هذا التدليل! يعني الثاني بعض الشيء موضوعي، فهو يريد أن يبيع ويشتري هكذا كأنه يتعامل باستقطاع وقته، كأنه في مصلحة الضرائب. لكن هذا لا، هذا يحسبها اجتماعياً، أي أن هذه اقتصادياً وهذه اجتماعياً. مدرستان ووجهتا نظر ستظلان موجودتين حتى القانون المصري لديه ميل للأولى. هذه المدرسة تقول ماذا؟ تقول هذه مقابلات في النفقة، فإذا كان هناك وقت لا يوجد وقت فلا داعي للنفقة. حسناً، وعندما لا يكون هناك داعٍ للنفقة فليتشارك
الطرفان، ما دام أنها خرجت للعمل، ما دام... طلعت تعمل هذا يسري عليه القضاء المصري. نحن أما كداعين إلى الله وكمجددين للفقه الإسلامي نقول لا، هذه نفس النظرة الاقتصادية للعلاقة الزوجية غير سديدة. هذه نظرة اجتماعية إنسانية نفسية لها علاقة بوجود الإنسان وبالاجتماع البشري الأصلي. ما هو الاجتماع البشري؟ يعني ما هي العلاقة بين الرجل والمرأة؟ حسناً إذا علاقة سامية جداً. حضرتك ستُنزلها إلى مراتب الاقتصاد والأخذ والعطاء والمقابلات. أنا لست موافقاً على ذلك، لكن لها مدرسة موجودة في الفقه الإسلامي، وعندما نذهب لنقرأ الكتب القديمة سنجدها موجودة. نقول لهم: لا يا أبناء، ونعلّم هكذا تلاميذنا أن لا تنظروا ولا تأخذوا بهذه
المدرسة. هي مدرسة موجودة والفكر فكر. قد يصل إلى المدرسة الأولى التي هي المدرسة الأولى، لكن لا تنظروا إلى العلاقة بين الرجل والمرأة على أنها علاقة الكرامة والشهامة والرعاية والعناية وعلاقة إنسانية عالية، وبهذا الشكل لا يوجد شيء اسمه مقابلة في اتفاق وحياة ما بين الرجل والمرأة أنها تذهب لتعمل، تذهب لتعمل، القيراط الخاص بها أتاها. لا مانع، هذه النظرة هي الرجل الشديد. هناك رجل في التقرير شديد هكذا، لا، يصلح، لا يصلح. هناك تنازلات تدخلت وشكّت في الإنفاق على البيت. نعم، هذه نظرة بالرغم من شدتها الظاهرية إلا أنها نظرة اجتماعية، وليست نظرة اقتصادية، وليست نظرة من المدرسة الأولى التي نحن... بعكسها انظر إلى شدته
ولكن شدة يقول لك لا والله أنا شهم أنا كريم يجب أن أكون أنا الذي أدفع، نعم إنها مسألة اجتماعية. هو طبعاً قدمها بصورة فيها شيء من الشدة وقليل من الصرامة، من الصرامة وهكذا حزمها. نعم كثير من النساء لا ينتبهن إلى ما... تشتمل هذه الشدة على رحمة، يعني هذا الرجل أرحم بالنساء من الذي قال لا تشارك، فهو لابد أن تشارك، هل أنت منتبه؟ إنه يريد أن يريحها، نعم، هذا ما يريده، يريد أن يريح المرأة، نعم، هل أنت منتبه؟ ويرى أنه لابد من العناية بها، وأن هذه مسؤوليتي أنا. نعم، هذا النبيل كما يقول الله ليست شركتي التي تدفع، نعم لا، هذه طرقها ولكن برفق هكذا، قالها بليونة، لكن هذه نظرة اقتصادية وهذه نظرة اجتماعية، ونحن
نؤيد النظرة الاجتماعية، وإن كنا نضيف إليها أيضاً الرفق، لا الشدة في تفهيم حتى هذه الأمور، لأن عقد الزواج هذا عقد. غريبٌ جداً وهو عقدٌ إلهيٌ ليس لنا فيه سلطان، هو الذي قال لي لا تتزوج أختك ولا أمك وخالتك، ليس أنا الذي قلت، ولا تجمع كذا ولا تفعل كذا، ولا هم أكثرهم أربعة، والطلاق جائز، والذي ليس جائزاً، يعني هذا شيء ونظام إلهي وليس نظامي أنا، ليس لي علاقة به. ولذلك يجب أن ننظر إليه نظرة اجتماعية وليست نظرة اقتصادية. قد يأتي الاقتصاد ولكن ثم الاقتصاد يعني يأتي بعد وليس له الصدارة. مولانا يا إمام، اسمح لنا أن نستعرض بعض المداخلات من الفيسبوك حول إجبار الزوجة على الإنفاق في البيت. الأستاذ العزيز حسين
يقول: الإنفاق هو من واجبات الزوجة من. أهم واجباته، أما المرأة فإذا أحبت مشاركة زوجها في ذلك فهو يعتبر مجرد مساعدة منها ليس أكثر، ولكن لا يجوز للرجل إرغامها على الإنفاق لأن ذلك يعتبر ظلماً منه. فالسيدة آمال فاتحي تقول إن إجبار المرأة على الإنفاق يورث الكراهية، ونحن أيضاً نريد أن نفسر هذا في ما يخص متفق عليه نعم، لكننا لا نتحدث في مالها الخاص، يعني مالها القادم من أبيها أو ميراث أو ما شابه ذلك، لكننا نتحدث في أنها تركت البيت وعملت، تركت البيت وعملت وأخذت أمام هذا العمل أجراً، فيكون الكلام مختلفاً قليلاً، سيكون فيها المدرستان حينئذٍ، يكون في المدرستين مدرسة تقول. هذه يجب أن تدفع لأنها تركت الواجبات التي كانت عليها، ومدرسة أخرى
تقول ليس من الضروري أن تدفع، يمكن أن تدفع ويمكن ألا تدفع، التي هي مثل أختنا هذه كما تقول. فكل هذا الكلام ليس في عمل المرأة، هذا الكلام في ملك المرأة. نعم، الملك الخاص متفق عليه، أليس كذلك ولا يعني بمحض إرادتها، فزوجة ابن مسعود كانت تريد التصدق بقطعة حلي لديها، فأخذها ابن مسعود ووكلها. فذهبت تشتكي إلى النبي وقالت له: إن ابن مسعود يقول إنه أحق بها هو وأولاده. فقال النبي: صدق ابن مسعود، أي نعم الصدقة ما تصدقت به على زوجك وأولادك. إذن هذا ملكها. ها هو ما يتعلق بهذه الحلية، زوجها أخذها، فإن طبن لكم عن شيء منه فكلوه هنيئاً مريئاً. فيكون إذاً هذا التعليق في ملك المرأة. أما
في عمل المرأة، ستأتي المدرسة الأستاذة الفتحي وتقول: إجبار المرأة على الإنفاق يولد الكراهية وانعدام المحبة، ولكن الإنفاق يكون بالرضا وتعم المحبة والألفة وتسود. التعاون بين أفراد الأسرة في ملكها. نعم، الأستاذ خالد، إذا استطعت وتعمل فستصرف دون تكبر لأننا في ظروف صعبة. هذه هي المدرسة الثانية، يعني ها هم بدؤوا يشعرون به. سيدنا المختار. إهانة، للمرأة إذا فعلت، فهو تفضل منها ورغبة منها في مساعدة الزوج وتحسين الأحوال. المعيشة في ملكها، في ملكها، أجل، التي السيدة سمر تقولها. وأين ذهبت المودة والرحمة بيننا؟ هذا الزمن صعب ويحتاج مشاركة من الطرفين، والمرأة من المفترض أن تشارك دون أن يقول لها أحد شاركي، فهو بيتها أيضاً. وهذا يا فضيلة مولانا الذي أنت تسميه فقه الحياة، فقه، نعم، هذه هي. كنت سأتحدث وأقول فقه الحياة الذي يقوم على الفضل والمعروف والمودة هكذا،
ونؤكد عليه كيف أيضاً لكي نجعل البيوت يا مولانا - ونحن نتحدث عن المعنى الجميل لاستمرار هذه البيوت - على فقه الحياة. الحب مدخل كل خير، لكن افهموا هذا الكلام: الحب مدخل لكل خير، أما النزاع والخصام والجدال... ولا تملك الحقد والحسد والكراهية وما شابه ذلك، فهذا أمر نُهينا عنه، فهذه من مساوئ الأخلاق، ونحن أُمرنا بمكارم الأخلاق. الحب مفتاح كل شيء. اسمح لي مولانا، معنا اتصال هاتفي مع العجوز همونا. أهلاً بك، أهلاً وسهلاً. السلام عليكم ورحمة الله. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. أهلاً وسهلاً. في الحقيقة هو سؤال واحد والآخر مجرد تعليق أريد أن أعرف رأي حضرتك فيه. السؤال الأول الذي يتعلق بالآية "وما كان الله
ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون"، أريد فقط شرح هذا الجزء وهل المقصود أنه في أيام الرسول أم ماذا؟ أنا في الحقيقة لا أفهمها، حسناً سأنتظر الإجابة التعليق الثاني: في الحقيقة يا دكتور علي، هناك برامج في التلفزيون تُعرض على قناة تي بي سي أيضاً فيما يختص بالعلاقات الزوجية والتعامل بين الزوج والزوجة وما شابه ذلك، ولكن في هذا البرنامج بالتحديد كأنه ينادي بأن الرجال دائماً يحبون أن يغاروا ويشاهدوا نساءً أخريات ويشاهدوا زوجات. أخرى وتأكيد على أنه دائماً الحلول الوحيدة من التطليق لا تعطيه، يعني الحقيقة الأسر غير المستقرة هي غير مستقرة، قل اسمع طيب
والمستقر هذا الحقيقة دكتور علي لو سمع الذي يُقال صعب جداً، يعني بالأمس كانت الحلقة عن الزواج المبكر، فالاثنان الموجودان كل الكلام الذي قيل لهما. لا أضع الطلاق، لا، هذا لن يدوم، لا يا أمي. أهلكم وافقوا، هم مخطئون في الحقيقة. إنها طاقة سلبية غير طبيعية ضد الرجل، وحتى لو كان هناك شيء مثل ذلك، فلا يمكن أن يكون كل الرجال هكذا. وهناك أناس بيوتهم مستقرة. ليس هناك داعٍ عندنا للحياة بهذه الطريقة الحقيقة تكون الحلقة كلها تنادي بأن الفتنة تتخلص من الرجال أو الزوجة تتخلص من الأزواج. يعني حاضر يا سيدنا، حاضر يا سيدنا أشكرك. مهلاً سيدة عزة، يا سيدة عزة. أهلاً بك، أهلاً بحضرتك، تفضلي يا سيدتي. أهلاً بحضرتك، تفضل يا أستاذ عزيزي. وعليك وفضيلة الشيخ، وعليكم السلام ورحمة. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. تفضلي حضرتكِ. ما شاء الله. أنا كنتُ أريدُ أن أسألَ عن
سؤالين، أحدهما عن الميراث. لديَّ ولدان وبنت، وكنتُ قد اتفقتُ أنا وزوجي - وكان لا يزال على قيد الحياة - أن نعطي كل ولد شقة، والبنت شقة. وتبقَّى الآن الشقة التي أسكن فيها، وهي ثانياً، فقد كنا نقول إننا بعد الوفاة أنا وزوجي أن الشقتين هاتين تذهبان للولدين، فالآن إخوتي يقولون لي لا، لأن الشقتين هاتين كأنهما ميراث، يعني للبنت والولدين، فأنا لا أعرف ماذا سيحدث. حضرتك الآن، زوجك هذا سؤالي، السؤال الثاني شيء: هل زوجك وهو على قيد الحياة كتب شقة لكل ولد؟ وشقة البنت، نعم، كتبهم بأسمائهم. نعم، حسناً، خلاص، هؤلاء خرجوا من التركة. نعم، الشقتان الآن، هاتان
الشقتان التي أنت، أو الشقة ذات الجناحين التي تسكنين فيها، أنت لك فيها الثُمن والباقي سيوزع على الولدين والبنت. لا حضرتك، أنا أقول بعد وفاتي أنا، هاتان الشقتان ستذهبان للولدين، أم البنت ستكون. معهم ستكون البنت معهم. السؤال الثاني يا سيدنا عزة قبل الفاصل، بعد إذنك يا سيدنا عزة. ما هو السؤال الثاني؟ طيب حضرتك. ويزيل السؤال الثاني، أنا كنت ناذرة أن أصوم كل سنة أسبوعاً وأقدم خروفاً. نعم، أنا والحمد لله ما زلت أستطيع، لكن الصيام لست قادرة عليه تماماً. حاضر، يا سيدنا عزة، أشكرك شكراً جزيلاً. كفارة اليمين
هي إطعام عشرة مساكين. سنجد فتواك. وسؤال الأستاذ هو عن الآية الكريمة من سورة الأنفال: "وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون". دائماً عندما كان الله سبحانه وتعالى يوقع العذاب على قوم قد كذبوا الرسول. فإنه أولاً ثم ننجي الذين اتقوا ثم ننجي المؤمنين، ينجي الرسل وبعد ذلك يأخذهم أخذ العزيز المقتدر. في قصة نوح جعله يسافر أولاً بالسفينة، وكذلك سيدنا
موسى جعله يهاجر، وسيدنا لوط جعله يرحل من المدينة قبل نزول العذاب. فهذا ينطبق على كل نبي، وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم، فما لن يُعذَّبوا ولن تخسف بهم الأرض ولن تنزل عليهم صاعقة من السماء. صلى الله عليه وسلم، عليه الصلاة والسلام وكل الأنبياء، وكل قصص الأنبياء في القرآن كلها هكذا: أن الله سبحانه وتعالى نجّى المرسلين ثم بعد ذلك عذب الكافرين. فوجودك فيهم مصلحة لهم لو عرفوا، لو كانوا يفهمون. كانوا يعرفون أن وجودك بينهم هو الذي دفع عنهم العذاب، فهذا هو الجزء الأول من الآية، وهذا واضح في قصص الأنبياء كلها المذكورة في القرآن. هي تسأل المرأة
منا عن "وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون"، يعني تقول: هل الاستغفار بديل عن النبي؟ بديل لوجود النبي بيننا الذي... كان يحمينا من وقوع العذاب، والاستغفار يسبب رضا الله. أليس العبد يعلم أن الله يفرح بتوبة عبده التائب؟ رأيت أن الله يفرح بتوبة عبده. فأنا عندما أستغفر وقد قال تعالى: "استغفروا ربكم إنه كان غفارا، يرسل السماء عليكم مدرارا، ويمددكم بأموال وبنين، ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا". الاستغفار سبب العذاب نعم، لكنه هو يُرضي الله سبحانه وتعالى عنك، فيبقى
إذاً الآية، لو أردتَ أن تفهمها بهذا المعنى، فجائز الفهم بهذا المعنى، وهو أن الاستغفار يقي الشرور ويقي البلايا، بل ويفتح الأرزاق ويفتح الخيرات ويغفر الذنوب، لكن الآية يبدو أن لها معنى آخر غير المعنى الظاهري الذي لها، يعني. معناها أنكم لا تستغفرون ولذلك فسوف ينزل الله عليكم العذاب، يعني أنا لست معذبكم وأنتم تستغفرون، أي أعذبكم وأنتم لا تستغفرون، أي يجب أن تستغفروا... لا، أعني أنني أريد أن أقول إنها وكأنها بيان حالة، بيان حالة. هو لا يأمرهم بأن يستغفروا أو لا يستغفروا، إنه يقول حالكم
هكذا. سوف ينزل عليكم العذاب، أتعلمون لماذا؟ لأنكم لا تستغفرون، لأن الله ما كان ليعذبكم وأنتم تستغفرون. فعندما ينزل عليكم العذاب والبلاء، فذلك بسبب عدم استغفاركم. فكأنه يبين سبب عذابهم وليس يدعوهم إلى الاستغفار الذي رفضوه مرة والثانية والثالثة والرابعة. وبخصوص مناقشة القضية بهذا الشكل كما أشارت لسيدنا. منافق هو في الحقيقة، نحن دائماً كما قالت منامة أيضاً، ندعو إلى الطاقة الإيجابية ونحن دائماً ربما في برامجنا وغيرها، أول ما نسمع أن هناك أولاداً نعظم الأسرة جداً، نعظم الأسرة تماماً لأن هذه الأسرة هي الرهان عليها، لو أننا نجحنا
في الأسرة وجعلنا الطلاق هذا يعني سهلاً هكذا. ذاهب آت وما إلى ذلك، لا، هذا غير سديد. نحن دائماً ندعو إلى الطاقة الإيجابية وندعو إلى التمسك بالأسرة وندعو إلى الصبر وسعة الصدر وما إلى ذلك. والحقيقة أن الطلاق ليس هو الحل الأمثل، وكل الذين طلقوا رأوا الأمرين بعد الطلاق، والمشايخ يرون أن المشكلات بعد الطلاق أكثر من المشكلات موجودة بسبب الزواج، مولانا الإمام الدكتور علي جمعة ومشايخي كبار العلماء بالأزهر الشريف. شكر الله لكم مولانا، وخالص الحب والتحية والتقدير. شكراً لكم أعزائي المشاهدين، دمتم في
رعاية الله وأمانه، إلى اللقاء.