والله أعلم | فضيلة ‎د‫.‬علي جمعة ‎‎يوضح‪ ‬حقيقة اللعان .. و حكم جرائم الشرف | الحلقة الكاملة

والله أعلم | فضيلة ‎د‫.‬علي جمعة ‎‎يوضح‪ ‬حقيقة  اللعان .. و حكم جرائم الشرف | الحلقة الكاملة - والله أعلم
بسم الله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي تركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك. أهلاً بكم في هذه الحلقة الجديدة من برنامج "والله أعلم" لنسعد بصحبة صاحب الفضيلة مولانا الإمام الأستاذ الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف. نناقش معه قضية هامة، موضوع جرائم الشرف وحقيقة اللعان، وهل الدفاع عن الشرف يوجب أو يكون مبرراً للقتل، وإذا ما كانت الإحصائيات تقول أن هذا القتل ناتج عن فكرة الإشاعات وليس عن
التلبس، ولكن لمجرد الشك. دعونا نطرح هذه التساؤلات على فضيلته وكيف نتعامل مع مثل هذه الأمور، مولانا الإمام. أهلاً بكم، أهلاً وسهلاً بكم، مرحباً مولانا. كنا دائماً نسمع حتى في الأفلام "لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى حتى يُراق على جوانبه الدم"، وتُعرض أحياناً بشكل كوميدي وبشكل الحقيقة مرة أخرى. هل الدفاع عن الشرف مبرر للقتل؟ بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه، القتل كبيرة من الكبائر لا يبررها لا هذا ولا ذاك. وكون أن الرجل يدخل فيرى وضعاً مشيناً بين زوجته أو بين ذويه (أخته، أمه) وأحدهم، فهذا لا يبرر القتل بحال، وجاء وهذا
كان سبب نزول آيات اللعان أن رجلاً جاء وقال لرسول. صلى الله عليه وسلم وجدت رجلاً مع امرأتي، إن قتلته قتلتموني. فهو يعلم أنه لا يجوز له القتل، وإذا قتل سيُقتل، وإن تركه فهو لا يتحمل أن يتركه. فنزلت آية اللعان التي تحل لنا هذه المشكلة، ولو ذهبتم لتحضروا شهوداً كما تقولون أنه نحتاج إلى أربعة شهود يرون العملية ذاتها المتعلقة بالزنا، وبطبيعة الحال، إلى أن يأتي الشهود، يكون هؤلاء الأشخاص قد رحلوا أصلاً، ليس بمعنى أنهم أنهوا المعصية فحسب، بل أيضاً رحلوا، أي قد يكونون غادروا
المكان. فنزلت آيات اللعان لتهدئة البال، بحيث أن هذا الشخص الذي شاهد هذا المنظر القبيح وتلك الفاحشة العظيمة وهي فاحشة الزنا والعياذ بالله تعالى أعاذنا الله والسامعين منها ولم يكن له أو لهم يعني في الآية شهداء إلا أنفسهم فرتب لها قضية اللعان كل ذلك يبين أنه لا يجوز أن يُقتل لماذا هذا الرجل الذي تعدى وزنى وارتكب الفاحشة وانتهك الأعراض أصلاً الشريعة قد لا تقتله، قد لا تقتله. لماذا؟ لأنه غير محصن فمن أين
أعرف إذا كان محصناً أم غير محصن؟ هذا يعرفه القاضي ولا يعرفه أفراد الناس. هذا الشخص قد يكون مغرراً به، قد يكون غير مكلف، فلا يُقتل مَن غُرر به. أي أن المرأة مثلاً تحدث وجمعت بين زوجين، قالت له أنا سأتزوجك على سنة الله ورسوله، وتزوجته فعلاً بكل أركان الزواج، وهي كانت على ذمة رجل آخر وله عليها سلطان، وهو لا يعرف، هو لا يعرف، كيف يقتل؟ هذا وطءٌ بشبهة. إذاً، الأمر يحتاج إلى تمهل ويحتاج إلى هدوء نفسي. الفاحشة كبيرة من الكبائر، وعظيمة من العظائم، ومصيبة من المصائب، سبحانه وتعالى حذّر منها وجعلها كبيرة في الأرض وفي السماء، وجعل
بإزائها حداً قوياً: إما الجلد إن كان غير محصن، وإما الرجم إن كان محصناً. يعني مسألة ليست سهلة. فبعض الناس طبعاً من المحدثين يعترضون على الرجم وما شابه ذلك إلى آخره، لا لأجل فكرة العقوبات البدنية أو فكرة القتل أو فكرة نفي الإعدام عند الحقوقيين وأشياء من هذا القبيل لن ندخل في هذا الجدل، إنما الذي نعرفه أن الزنا فاحشة وساء سبيلاً. إنه كان فاحشة وساء سبيلاً على سبيل الأفراد أم على سبيل الأمة؟ هو ليس الطريق الذي يرضى عنه الله ولا يرضي ربنا سبحانه وتعالى، لكن هل نواجه هذا، هذه المعصية القبيحة القذرة العظيمة المصيبة
نواجهها بالعدوان على النفس، لا، أنت هكذا انقلب الحال، بدلاً من أن يكون هناك حق لك أصبحت محقوقاً وأصبح عليك الحق في النظم القانونية. قال حتى المأخوذة من الشريعة، هذا الموقف قد لا يؤدي إلى القصاص، يعني يصنع شيئاً اسمه التخفيف، كيف يا مولانا يعني؟ رجلٌ دخل فوجد آخر في فاحشة مع زوجته، نعم، فلم يستطع أن يتمالك نفسه فقتله، فيقوم القاضي بمعاقبته لكن لا يعاقبه بالإعدام، لا يعاقبه بالإعدام، يعاقبه بالمؤبد، يعاقبه بخمسة عشر سنة، يعاقبه بالأشغال الشاقة
وهكذا، المؤقتة أو المؤبدة أو كذا، المهم أنه ينزل به عن درجة الإعدام، لماذا؟ فهذه مسألة القانون وقدّمت ندرسها في الشريعة اسمها الظرف المخفف. الظرف المخفف يعني الحالة المحيطة بالحدث هكذا تخففها. هذا الإذن وهذا الكلام ماذا يعني؟ رقم واحد: أنه الإثم جريمة، فإذاً القتل لا يجوز بحال. رقم اثنين: أن القاضي سيتدخل لحساب هذا الظرف المخفف. هل انتبهت كيف أنها جريمة؟ جريمة. باتفاق وفي الشريعة وفي القانون وفي النظم. الذي هو القتل، نعم، سنتحدث عن جريمة القتل، نعم، وهي جريمة آتية من جريمة، نعم، هل تنتبه؟ أما صاحبنا المضحك هذا الذي ذهب
وقتل لأنه سمع الجيران أو لأنه سمع كاذبين أو صادقين، فهذا أصبح هذا سنسميه نحن ماذا إذن؟ هذا أمر مثير للسخرية. فالأمر الذي أظهره المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية عندما بحثوا هذه القضية، أن سبعين في المائة من جرائم الشرف - يعني لنفترض أن هناك مائة جريمة شرف، مائة جريمة كان المحرك لها الشرف - سبعون منها من المائة عن الإشعاث وثلاثين عن التلبس، نقول لك لا تقتل وانضبط وتعال لنجلس لكي نرى ما هي المصيبة والقاذورات هذه وكيف سنحلها. فهنا في الشريعة تُعظَّم قيمة الإنسان جداً
ولا يُستهان بتلك المعصية. بعض الناس من العوام عندما نقول هذا يقولون: ماذا يعني هذا الكلام؟ يعني نترك الناس؟ أي أنها تتحدث مع بعضها وتفعل الفاحشة، لا يا أخانا، الفاحشة فاحشة، والزنا سيء وجريمة وحرام ويستوجب الحد، ولكن أيضاً القتل يستوجب الحد، وأيضاً القتل ستأثم فيه سيادتك، فبدلاً من أن يكون معك الحق، ستواجه حقوقاً لآخرين. لا تضيع نفسك ولا تضيع نفسك مع مجتمعك، أنت تضيع نفسك لماذا يعني يقولون معك ما
هذه الخيانة! هذه المرأة لا تساوي عند الله شيئاً. أنا أريد الآن أن أنتقم منها، لكن كل شيء له أصول. الخائنة ماذا نفعل معها؟ ماذا نفعل؟ ننفصل عنها، نُحضرها إلى المحكمة، نرفع عليها قضية، نوقع عليها عقوبة، وهكذا. لكن هذه الخائنة لا نقتلها. هذا يُعد افتئاتاً على المسألة واضحة جداً أن الزنا حرام وأن القتل لا يجوز وأنه لا بد علينا من أن نتنزه عن هذه القاذورات والعياذ بالله تعالى. حسناً مولانا الإمام، الآن عندما نقول سبعين في المائة مجرد شك، مجرد إشاعات، لأننا أيضاً نريد أن نحل المشكلة من كل الأطراف، فما هو مقدار الناس الذين هذا الموضوع يجب
أن نبتعد عنه. حسناً، كيف نتعامل مع الموضوع لكي نوجد حالة من حالات الوعي قبل الاندفاع والتسرع؟ أمسك الوصفة الطولية: رقم واحد التربية والتعليم، رقم أربعة الخطاب الديني، رقم خمسة الأسرة وتنقيتها، حتى يفهم الإنسان معنى الحياة وأن هذه الحياة كبيرة جداً وأنها عظيمة جداً. لديهم كلمة بمعنى خائن، أي الخائن في العلاقة الزوجية وما إلى ذلك. هذا الخائن لا يذهبون لقتله، وإنما يفضحونه، أو
يعاقبونه، أو يقطعون علاقتهم معه، وهكذا. ثم إن هذا الأمر لا ينطبق على المرأة فقط بل على الرجل أيضاً، فالمرأة التي تدخل فتجد زوجها متلبساً بالزنا فتقتله أو تقتل من وهكذا إلى آخره، لماذا دائماً يُذكر السيدات أكثر من الرجال؟ لأن الرجل يمكن أن يكون متزوجاً منها، ففيه احتمالية أكبر، نعم، لكن الزوجة هذه كيف ستكون متزوجة رجلاً آخر؟ إنها زوجتي أنا، فلا يوجد فيها احتمال، لكن الثانية عندما دخلت قد تكون زوجته، وبالتالي تكون قد قتلت نفساً بريئة بغير إثم إلى آخره سيتأثر بعلاقة حلال، والعلاقة حلال فتصبح كارثة. طبعاً تقول لك: لا هذه ست متزوجها وتعرفها
وتعرف زوجها، آه ساعتها صحيح، يصبح إذا رجل يكون مجتمعاً مع امرأة متزوجة والاثنان خائنان، هذا خائن زوجته وهذه خائنة زوجها، لكن لا، القتل شيء آخر. وأيضاً حتى المرأة لو قتلت في هذه الحالة تصبح الظروف مخففة، وتصير العقوبة مخففة، لكن ما هي العقوبة الشديدة؟ يعني ليست عقوبة مثل أن تمكث ستة أشهر ويقول هكذا. إذًا ما هي قصة الدفاع الشرعي؟ وهناك شيء يسمى الدفاع الشرعي. هذا الدفاع الشرعي، نعم، زوجتي في أمانة الله، فدخل علينا رجل يريد الاعتداء عليها. من الصورة
الثانية عفيفة وأنا عفيف فكلانا متشابهان، وهذا داخل علي يريد أن يصنع عدواناً فقتلته. إنني أخو هذا الرجل، فهذا مثل الدفاع عن النفس. كما أن الدفاع عن النفس هو الدفاع عن النفس، والدفاع عن المال، والدفاع عن العرض. أنا أكافأ في هذه الحالة، وأنا بطل في كل القوانين. في العالم هكذا لو أن شخصاً قتلته في بيتك، فلماذا أتيت؟ وتجدها في الأفلام الأمريكية أنه يطلق عليه النار ولا يقولون له: لماذا أتيت إلى هنا؟ هذا عدوان، لماذا دخلت حماي الخاص؟ لا يصح ذلك. كل عقلاء الدنيا وليس الشريعة فقط، فالشريعة تمثل رأي كل عقلاء الدنيا. خذوا من الشريعة أنه من قُتل دون
ماله فهو شهيد، نعم، ومن قُتل دون عرضه فهو شهيد. إذاً، أنا أمام دفاع شرعي حقيقي ودفاع شرعي يستوجب أن آخذ وساماً. انظر إلى الفرق بين أن أقاتل في سبيل الله تحت راية وجهاد لأحرر وطني وما إلى ذلك، وانظر إلى ما نفعله مع مصابي حرب أكتوبر أو سبعة وستين أو غيرها، أبطالٌ هم أبطال الجيش المصري في أي وقت. وانظر ماذا نقول عن من قتل قتيلاً: إنه دنيء سيدخل النار خالداً فيها أبداً. لماذا؟ لأن هذا فعل هذا الشيء بغير حق، افتراءً وعدواناً وطغياناً، والفعل واحد، هذا قتل وذاك قتل. ولكن
هذا أسميه بطلاً وأصفق له عند عودته وهذا أخذه من الدار النار. نعم، سنخرج إلى فاصل قصير ونعود إليكم ثانيةً لنتعرف أكثر وأكثر على حقيقة اللعان وما هو اللعان، ولكن بعد هذا الفاصل ابقوا معنا. أين يكون الشرف؟ دائماً وأبداً نُنشئ عليه الإنسان، وفكرة أن الإنسان يكون غيوراً على أهل بيته. وغيور على أشيائه، هذه مسألة في الحقيقة موجودة في كل المجتمعات الإنسانية، وليست مقصورة على مجتمع إنساني معين، ولكن الفرق أن تنشئتنا الاجتماعية الخاصة
بالمجتمعات المحافظة تختلف عن التنشئة الاجتماعية الخاصة بالمجتمعات الأكثر انفتاحاً، التي ربما تجد في العلاقات المفتوحة قدراً من التنازل بشكل ما أو بدرجة ما عن الغيرة والانتفاضة فيما يخص جرائم الشرف؛ القانون دائماً وأبداً ينظم هذه المسألة، وهناك العديد من التشريعات بخصوص هذه الجرائم، سواء كانت جرائم الزنا أو فيما يخص كل ما يتصل بهذه الجريمة. قيمة الشرف ليست مرتبطة بغنى ولا بفقر، قيمة الشرف مرتبطة بالإنسان وبالتنشئة وبالإطار القيمي وأيضاً بالقيم
الدينية. نحن نعلم أولادنا قيمة الشرف منذ الصغر، ولكن هناك فرق بين التنشئة على أن الإنسان يأخذ حقه بيده في بعض المجتمعات، مثل الصعيد، حيث تعتبر هذه جريمة لا تُغتفر وتنشأ عنها دائماً وأبداً جرائم الثأر، وبين المجتمعات التي ربما تكون فيها ثقافة أكثر تحضراً، حيث تتم
التنشئة على أن القانون هذه العلاقة وإن كانت تبقى الغريزة الإنسانية أن يأخذ الإنسان حقه بيده. أهلاً بكم عزيزي المشاهدين فضيلة مولانا. دائماً علماء الاجتماع وعلماء النفس والاختصاصيون الاجتماعيون يتحدثون دائماً عن التنشئة التي نحن دائماً - فضيلتك تتكلم وتقول دائماً - مناط الحل دائماً في التربية. كيف نعتني إذاً بالتربية بشكل يضمن لنا التنشئة تكون متوافقة مع السلوك الذي انتهجه الإسلام لكي نعيش في مجتمع منضبط أخلاقيًا ودينيًا. الإنسان قابل، ما معنى قابل؟ يعني قابل للتعلم. ما الفرق بين الإنسان والحيوان؟ القابلية. عندما نمسك ولدًا ونقول له: اكتب ألف وباء وجيم ودال، فيقوم بكتابتها، ونكررها عليه فيحفظها، ونقول له: استرجعها، فيسترجعها، هكذا. عندما أحضر بقرة وأقول لها هذه ألف يا بقرة وتنظر إليّ
هكذا، فإنني أدرك كيف أن هناك حيوانات تحب أصحابها مثل الحمار والقرد والحصان. ومع ذلك لا يستطيعون تعلم القراءة. الإنسان متميز بأن لديه قابلية للتربية، وهذا معناه أنه لا بد أن أعطيه وأعلمه وأربيه. املأ دماغه بقواعد ثابتة لهذا الخلق القوي. يجب أن أجعل الأولاد وهم صغار يحبون أوطانهم. شيء غريب جداً عندما تجد الطفل عمره أربع سنوات في طوكيو ويحب اليابان حباً كبيراً. من أين يأتي هذا الحب؟ يأتي من كل شيء حوله يقول له: أحب اليابان، أحب اليابان. والولد في أمريكا يحب حب
لا ينفصل عن ذاته ولا يتصوره، وعندما يقرأ أن أمريكا هذه يعني أنها الشيطان الأكبر أو الوحش الأحمر أو ما لا أعرف ماهيته، لا يصدق ويظل يخادع نفسه حتى تظهر عليه وثائق وتُعرفه أن هناك جهة ما في هذا المجتمع أو في هذا الأمر فعلاً شريرة. فيصدق مجبراً. من أين يأتي هذا؟ إنه يأتي من التربية منذ الطفولة من سن أربع سنوات. ذلك الذي كان يحب أمريكا أو يحب اليابان أو يحب وطنه حباً شديداً. معذرةً، لا تؤاخذني، لقد تعلمنا هكذا. مصر هذه لا أستطيع - بالله عليك أنت ستجنني - لا أستطيع
أن لا أحبها، هذه مصر، لقد تربيت أنه بدون تفكير، أموت ولا أحب مصر. هذه التربية هي التي ستعلمه أنه يا أخانا هذا إنسان، العاصي هذا إنسان، فاحذر أن تقتله لأنه بنيان الرب. فعندما يجده في هذا الوضع يجري وراءه ويمسكه ويضربه لكن لا يقتله، لا يستطيع نفسياً أن يقتله. وهذه المصيبة التي حدثت، مصائب سنراها. لها حلٌّ وسنحقق فيها وسنوقع عقوبات وسيترتب عليها بلاء كبير، هل تفهم كيف؟ وسنأمر الناس بالمعروف وننهاهم عن المنكر، لكننا لا نقتل في النهاية. هذا الكلام لو تربّى الناس عليه
من سن الأربع سنوات والثلاث سنوات والسنتين أيضاً، ما كانت ظهرت داعش وغيرها من الجماعات الإرهابية، لأنهم يقولون كيف أقتل لا يصح القتل، لا يصح أصلاً، يعني فطرته من داخله تقول إن القتل لا يصح. هذه المناظر القذرة التي تنشرها هذه الجماعات الإرهابية عبر المواقع والأفلام وما إلى ذلك، في قضية أن يذبح الإنسان وما شابه، هذه مناظر قذرة. هذه المناظر القذرة هي التي جعلت سيدنا النبي يقول إنهم كلاب أهل النار كيف يدخل الواحد ويرى هذا الموقف الفظيع فيمسك نفسه عند الغضب، قال: "أفلا أدلكم؟ ليس الشديد بالسرعة، إنما الشديد
الذي يملك نفسه حين الغضب". فليس الشديد الذي يمارس مصارعة رومانية أو يابانية أو ما شابه، لا، إنما الشديد هو الذي يرى المصيبة أمامه وكان ينبغي حينئذ أن يتهور. فأمسك نفسه، وما تجرع مؤمن جرعة خير من جرعة غيظ، والكاظمين الغيظ، يعني كان يغيظه، كان يغيظه فابتلعها وأوقفها. لماذا؟ لأنه في حدود الله، وهذا يتم. انظر نفس الكلام هذا الذي هو "والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين". هو نفسه هو "وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا يا رب، فهذا كان يجري ورائي ليقتلني، والآن بمجرد أن سقط منه المدفع أو السيف أو أي شيء وخضع لي، فلا أؤذيه
أبداً. "ويطعمون الطعام على حبه مسكيناً ويتيماً وأسيراً، إنما نطعمكم لوجه الله". ما هذه النفسية؟ إنها نفسية فارس نبيل واقف عند حدود الله، ومن الفروسية والنبل عندما يرى هذا البلاء وتلك المصيبة وهذه القاذورات يمسك نفسه حين الغضب ولا يتهور فيرتكب شيئًا نهى الشرع عنه ويمتثل لكلمة الله ولو كانت شديدة، ولذلك سيدنا النبي عندما رأى السيدة تبكي بصوت مرتفع وتنوح على الميت قال لها: "اصبري"، فقالت له: "يا أخي إليك عني"، يعني أنت لست معنيًا هل الآن وقت الصبر؟ إنه وقت البكاء والعويل. فعندما انصرف، قالوا لها: "أتعلمين يا امرأة من
هذا؟ إنه رسول الله". فقامت تجري وراءه وقالت: "صبرت يا رسول الله". فقال: "إنما الصبر عند الصدمة الأولى". ها هو يربينا في الجهاد كما يربينا في موقف نزول البلاء والمصيبة، هذا مثل... ما يربينا عند الموت والموت مصيبة كما يربينا في المجتمع "لا تغضب ولك الجنة"، كلها منظومة واحدة. هو إنسان واحد، إنسان نبيل، فارس. فالفارس عندما يدخل ويجد هذا الوضع، نعم هذا ما يجعله يرى الفرق بينه وبين أن يدخل ليجد رجلاً يريد أن يعتدي على زوجته يكاد أن يأكله بأسنانه ويديه هكذا، ويظل فارساً أيضاً. لكن دخل فوجد خيانة، فينبغي أن يضبط نفسه عند الغضب لكي
نرى كيف سنحل هذه المشكلة، وهل لها حل، وألا يُضيِّع نفسه. ليست المسألة متعلقة بالضياع بقدر ما هي متعلقة بالتعامل مع الله. أريد أن تكون قلوب الناس متعلقة بالله، وسيرتاحون بذلك. في الحقيقة، ما أقوله هذا مريح. جداً سيرتاحون عندما يرمون أحمالهم على الله. سبحانه وتعالى هو خالق الخلق الناس ترى لنفسها حولاً و قوة وهذا خطأ لا حول ولا قوة إلا بالله مولانا فضيلتك كنت أتحدث مع فلان قلت اللعان ويمكن أن يأتي أحد ويقول هل قضية الشرف تغني عن اللعان قبل هذا السؤال حسناً نريد أن نعرف اللعان بشكل مفصل هكذا واضح اللعان سورة النور، ففي سورة النور يقول ماذا؟
يقول: "والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء". تخيل أنه يريد أربعة شهداء هكذا يشاهدون الحادثة، ولذلك منذ ألف ومائتي سنة هنا في مصر لم نُقِم حد الزنا. يعني كيف سيأتي أربعة في هذا الأمر السري؟ فكأن الله... يريد من وراء هذا تعظيم شأن الزنا وتعظيم شأن الخيانة وتعظيم هذه الجريمة البشعة التي اسمها الزنا سواء كانت من اثنين لم يتزوجا أو من المتزوجين، فتكون أدهى و أمر. لكن يقول لي أحضر لي أربعة شهداء، لدرجة أن متهمًا واحدًا من الصحابة بالزنا في عهد عمر رضي
الله تعالى عنه. رجل دولة فاهم القصة كلها من أولها إلى آخرها، فجاء شهد الأول وشهد الثاني وشهد الثالث، وكان الرابع زياد بن أبيه، فقال: أرى على وجهك أنك لن تخزي صحابة رسول الله، يعني أنك على وشك ألا تفسد هذه المسألة، وحقق معه: "رأيتهم؟" قال: "لا، أنا رأيتهم يتحركون على بعضهم هكذا، أنا لم أرَ حقيقة الزنا. قال: حسناً، ثلاثة لا يُكملون النصاب للشهادة، فحضرتك يا أستاذ هذا ليس كذلك. وسيدنا عمر فعل تصرفاً - طبعاً هو مجتهد ونحن نختلف معه - ردّ شهادة الثلاثة، ردّها. قالوا: لا تشهدوا أمام
القضاء أبداً. يعني رفضها، ليس رفضها في هذه القضية فقط، بل صاروا. مطرودين من جدول الشهداء أبداً وكان أبو بكرة الثقفي منهم، فكان يقول له عمر: تُب حتى أُرجع شهادتك، فيقول: ما عصيت الله حتى ترجعها. أبو بكرة يأبى إعلان توبة لشيء رآه بعينه، وعمر يريد الالتزام بالنصوص حتى يسير الظاهر على مراد الله سبحانه وتعالى. الأئمة، الإمام الشافعي ليس مع عمر أي أنه ما دام في مجلس القضاء لا تُرد شهادته، فما دام في مجلس القضاء فهذا يعني أن عمر قاضٍ. وفي الأربعة، ثلاثة قالوا نعم وواحد قال لا. لم تثبت الجريمة، ولكن في نفس الوقت الشهود كما هم لأنهم لم يكذبوا.
هذا الذي نكل أو لم يرَ. هو الرابع، فهذا هو مذهب الأئمة ونحن معه، ونقول لسيدنا عمر أنه اتبع اجتهاده، نعم اجتهاده، خلاص لا نستطيع أن نتكلم فيما اجتهده، ولكن ذلك مبلغ علم عمر. فالأئمة بحثوها قليلاً، وقال: حسناً، وهؤلاء تُرد شهادتهم؟ إنهم أناس طيبون فعلوا ذلك، فإذا هذه الجريمة جريمة شنعاء. أما إذا افترض أنه لا يوجد أربعة، فيقول الله تعالى: "والذين يرمون أزواجهم ولم يكن لهم شهداء إلا أنفسهم". في هذه الحالة يقول: يا جماعة، والله رأيتهما بعيني الاثنين هكذا. حضرتك لست أربعة أيها الزوج،
وبهذا الشكل فأنت مفترٍ وستُجلد ثمانين جلدة، وسندخل في موضوع طويل. فقال لا، فشهادة أحدهم أربع شهادات بالله أنه لمن الصادقين، والخامسة أن لعنة الله عليه إن كان من الكاذبين. وهذا كما يقول الفقهاء، نأتي بهم في وقت العصر، هذا العصر فيه توثيق شديد جداً، يأتون بعد العصر ويجلسون، القاضي يجلس معهم في المسجد فيخافون أن يكذبوا، ويُحضر الرجل ويُحضر المرأة فيحلف أربع شهادات بالله أنه
لَمِن الصادقين، تماماً. يقول له: "احلف الخامسة"، أربعة مقابل الأربعة الشهود طبعاً، صحيح. احلف الخامسة، فيحلف: "والله غضب الله عليّ يا شيخ لو كنت كاذباً. أنا أراهم من بعيد". فيقف هكذا وينظر إلى السيدة ويقول لها: "هل نكتفي بهذا؟" وفعلاً الذي حدث أن الرجل صادق. هناك كي نقوم بتوقيع العقوبة عليك أم أنه كاذب؟ فتهيبت من الموقف ومن تلك الهيبة، فلو كان هذا صدقاً لخافت أن تقول لك: حسناً، سأبيع دنياي وديني وآخرتي، أليست الدنيا وما ذهب فيها كافية؟ فقالت له: لا، لم يحدث هذا، إنه رجل كاذب، لم يرَ ولم يفعل شيئاً، ولم يحدث إطلاقاً،
إنه يفتري عليّ لكي يشوهني ولكي لا يعطيني حتى حقي ولأمور كثيرة. الذي هو زوجها، الذي هو زوجها هذا يكرهني، حسناً، ويدرأ عنها العذاب إلا إذا سكتت وانتهى الأمر. سيقومون إذن بماذا؟ يرجمونها؟ متى يقول القاضي كفى؟ ويدرأ عنها العذاب أن تشهد أربع شهادات بالله أنه لمن الكاذبين. انظر كيف أن المسألة هنا، يقول: أنا من الصادقين، والخامسة غضب الله عليَّ إذا كنت أنا كاذباً. هنا ستقول: والله إنه كاذب، والله إنه كاذب، أربع مرات أيضاً. أربع مرات نعم، أربع هنا وأربع هنا، نعم. قال العلماء: ويُسَنُّ للقاضي أن يستوقفها قبل الخامسة. لماذا؟ لأنه يعني إذا كان الرجل... صادق إحترسي. الدور
وكيف استوقفها وذكرها بعذاب الله؟ انتبه، أنت والخمسة هذه ستنهي الموضوع. فقالت: أنا أعرف ما تقولونه وأنا امرأة شريفة عفيفة، وحسبنا الله ونعم الوكيل. قال لها: حسناً، اشهدي الآن الخامسة، والخامسة أن غضب الله عليها إن كان من الصادقين بمجرد ما تقول هكذا حتى يُنهي القاضي المجلس بالقرارات الآتية أولاً، لا يوجد حد قذف الزوج ولا حد زنا بالرجم على الزوج، لا توجد حدود خلاص. ثانياً، انفصال تام بين الزوجين يُطلقون.
لا، قال إنه على التأبيد بمعنى ينفصلان ويحرم عليهما الرجوع أبداً. افترض أن... بعد مرور سنة أو سنتين على الجلسة، قال: "حسنًا، من أجل الأطفال وأنني أحبها، فلنرجع إلى بعضنا البعض. أنا غير قادر على العيش بدونها". وهي أيضًا تقول نفس الكلام. هل هي الغلطة غلطتها أم الغلطة غلطتي؟ لا يهم، لنرجع إلى بعضنا. لا، هذا غير ممكن، لقد أصبحت مثل أمه، هذا لا يصح فيه موت ولا تصح فيه حياة، ولا أن تتزوج أو لا تتزوج غيره. ولا أي شيء
أبداً، وتسقط حقوقها عنده وتسقط حقوقه عندها، وينفصلان أبداً مؤبداً على الفور. هذا هو اللعان وهذه هي أوضاعه. وحينئذ أيضاً، كل هذا يشعرني وأنا بعيد - والحمد لله - أن ربنا وقاني من هكذا عظم هذه الجرائم. فهذا الزنا يسبب مشاكل، وهذا الذي لديه مشاكل مع الله، وهذا الأمر هو الانفصال الذي يسبب المشاكل. ما هذا؟ إن قوة الأحكام تجعل الإنسان أبعد ما يكون. "ولا تقربوا الزنا"، قال ابن حجر: "ولا تقربوا" يعني لا تدنوا منه، أي أن النظرة حرام واللمس حرام، إلى أن تقع في الزنا حرام،
وفيه حد يُقام. إذا كانت القضية منفصلة تماماً وخطيرة، كل هذه الأمور، ويحلف أربع شهادات، والخامسة، وتحلف هي أربع شهادات، والخامسة. كل هذا يجعل هناك رعباً أمام هذه الجرائم، حتى لو لم يُبتلَ بها الإنسان، لكن الإنسان من الأصل يتقي هذه الجريمة الشنعاء، هذا هو إسلامنا الجميل الذي تنضبط معه هذه الحياة. فاصل ونعود إليكم ثانية. حضراتكم معنا، أهلاً بكم أعزائي المشاهدين. كان سؤالنا على صفحة الفيسبوك: ما رأيك في من يرتكب جريمة القتل بدافع الشرف؟ يعني وصلتنا بعض المداخلات. الأستاذة سناء تقول: لقد وضع الإسلام أسساً
وشروطاً. بالنسبة لجريمة الزنا من حيث ثبوتها وعقابها والجهة التي تنفذ العقاب، الأستاذة مي تقول إن القتل وارتكاب أي جريمة تحت أي مسمى حرام، الله سبحانه وتعالى هو من يحاسب العباد وهو المنتقم الجبار. الأستاذ نبيل يقول: "جريمة" تعني قول لفظة واحدة. التعليق الأخير: لا طبعاً، هي اسمها جريمة لا يوجد أحد يرضى عليه، هذا خطأ بالطبع ولا يصح مولانا. بالطبع هذه تعليقات المشاهدين، يعني الكل يسير في اتجاه واحد. الحمد لله، هذا من فضل الله. وهذا يعني معي اتصال هاتفي، أستاذة نجوى أهلاً بحضرتك، تفضلي يا سيدتي. من فضلك، أريد أن أسأل فضيلة الشيخ أن ابني توفي منذ شهرين. عند واحد وثلاثين سنة، البقاء لله يا سيدتي.
أسقى الله حياتك. ادع له يا فضيلة الشيخ. ربنا يتقبله عنده في الصالحين، آمين يا رب العالمين. لقد توفي بورم في البطن والكبد، فهم يقولون إنه شهيد. صحيح، هو شهيد طبعاً عند نص الحديث هكذا، هو المبطون شهيد، ما شاء الله. هل يجوز أن أحج عنه؟ أنا حججت قبل ذلك وهو لم يحج. إن شاء الله بإذن الله عند زيارة القبر هل يشعر بنا؟ وهو يسمعك وأنت في مكانك كما يسمعك وأنت عند قبره. ما شاء الله، ما شاء الله. حسناً، أفضل شيء أفعله له هو الصدقة. الصدقة. الحج هذا شيء جيد جداً، نعم، لأنه دين الله وحقه أن يُقضى، وكل شيء تفعلينه ادعي له أنك راضية عنه، وأن يرحمه الله ويتقبله عنده مع الصالحين. فضيلة الشيخ، يا نبي ادعُ لي، إننا جالسون ندعو له إن شاء الله، إن شاء الله. الأستاذة هبة
أهلاً بك، أهلاً بفضيلتك. عفواً، أهلاً وسهلاً، تفضلي يا سيدتي. أريد أن أتحدث مع فضيلة الشيخ. تفضلي. السلام عليكم يا فضيلة الشيخ. وعليكم السلام، تفضل حضرتك. أنا الآن متزوجة منذ ست سنوات أو سبع سنوات. حدث في حياتي أن شخصاً ما في الأشهر الماضية أقنعني بأن يتزوجني وأن أطلق من زوجي، وأشياء كثيرة هكذا. كانت أمي تعلم بالموضوع، إما أنني أخبرتها و حدث بالفعل وتشاجرت مع زوجي ووصلت المشاكل بيني وبين زوجي، وحدثت بيننا مكالمات هاتفية بيني وبين زميلي في العمل. للأسف، هي لا تريد أن تسألي ما هو السؤال. حسناً، لقد حكيت لزوجي كل شيء ورجعت إليه مرة
أخرى، ومن المفترض أنه سامحني. وأنا أحاول قدر الإمكان أن أصلي وأقرأ القرآن وأطيع الله جدًا الآن. طيب، فهل هناك كفارة في هذا الموضوع أم لا يوجد إلا التوبة؟ توبي إلى الله لأن المعصية التي ارتكبتِها هي معصية سخيفة ومعصية سيئة، وهذا الرجل الذي كنا نتحدث عنه بالأمس، هو والتخبيب معناه أنه رجل... خبيث يدس السم لفتاة من هؤلاء لكي تطلق من زوجها على وعد بأنه سيتزوجها، وذكرنا أن المالكية يقولون إن هذا حرام، أن يتزوجها، حتى يقطعوا الطريق على كل خبيث يريد إفساد ما بين الزوجين. فهذا الولد الخبيث فعل هذا الذي كنا نتحدث عنه بالأمس مما يسميه الفقهاء التخبيب. جاءت من الخبب، والخبب يعني المخادع،
النذل، الماكر، المفسد الذي يُفرق بين الزوجين. لقد استجبتِ، فربنا منَّ عليكِ أن تستفيقي وترجعي إلى زوجكِ. الحمد لله رب العالمين. زوجكِ أيضاً رجل من الفرسان النبلاء الذي تقبل هذه المسألة وقبل هذا الكلام وعفا عما كان، وعذركِ على الإلحاح الذي ألحَّ به هذا أو الخَبَب، كل هذه الأشياء تستوجب منكِ أولاً أن تحبي زوجكِ كثيراً وأن تخدميه وأن تشعري بأنه تعامل معكِ بالعفو وما شابه، فتعفين عنه وتحبينه، فالحب عطاء. وفي نفس الوقت تتوبين إلى الله سبحانه وتعالى توبة نصوحاً ولا تستمعي لكل من هبَّ ودبَّ لأن زمننا...
زمنُ فتن، وهذا النوع من الناس بدلاً مما كان واحداً أو اثنين في المجتمع كله أصبح عشرة وعشرين. الآن نحن نقاوم هذا ونقول له أنت مخطئ، ونقول للفتاة: إياكِ أن تستمعي لمعسول الكلام، إياكِ أن تحملي على هذا المعسول آمال. إياكِ أن تفعلي هذا الكلام أبداً. وأيضاً من الناس الذين يخطئون القصة تتعلق بوالدتك لأنها استجابت أو عرفت أو سكتت أو لم تنهك أو لم تنبه الزوج إلى ضرورة احتوائك حتى لا تتأثري بالكلام الخارجي. ماذا تفعلين الآن؟ التوبة ثم التوبة ثم التوبة، والاستغفار، والإكثار من الصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام، والإكثار منها، فكل ذلك من مكفرات الذنوب يا مولانا. معالي أستاذ فارس، أستاذ
أحمد، يا أستاذ فارس، أهلاً بك. السلام عليكم. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. تفضل علينا. حضرتك أريد أن أسأل الدكتور علي سؤال تفضل، هو الآن، هل فعلاً لبس الحرير أو الذهب للرجال حرام؟ صوتك يا ليت، تعال لي صوتك يا أستاذ فارس، وأتكلم عن لبس. الحرير: هل فعلاً لبس الحرير أو الذهب للرجال حرام؟ طيب هو يسأل عن لبس الحرير، يقول: هل لبس الحرير - وإن كان الصوت غير مسموع في الاستوديو - والذهب؟ نعم، الصوت مسموع الآن. لبس الحرير والذهب للرجال حرام. ولو كان حراماً، فلماذا هو حرام؟ لأن النبي عليه... الصلاة والسلام عليه، يقول إن هذا حرام على الرجال وهذا حلال للنساء. النساء مناسب لهن هذا التحريم، ولكن تحريم الذهب وتحريم الحرير ليس محل اتفاق في الفقه الإسلامي. جمهور العلماء يستدلون على الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم أمسك بالحرير والذهب
وقال: "هذان حرام على ذكور أمتي حلال". على إناثها، فمن أجل هذا الحديث حُرِّم هذا، أما لماذا ربنا حرَّمه، فهذا تعبُّد. ولذلك بعض الصحابة كان يلبس الحرير لأنه كان لا يرى هذا التحريم لأنه لم يصله الحديث. والحنفية يرون هذا، وبعض الفقهاء خارج المذاهب الأربعة يقولون إن الذهب البسيط - لحديث معاوية - حلال، يعني خاتم أو هكذا في هذه الأمور كلها، الجماهير تقول أنه حرام، ولذلك الورع أن نتركه، لأن الورع من ترك الخلاف. ولكن هذا في الفقه الواسع فيه كلام، ونحن نحاول أن نتقي الله سبحانه وتعالى. اتق الله ما استطعت.
معنا الأستاذ أحمد. يا أستاذ أحمد، أهلاً بك. السلام عليكم. وعليكم السلام. ورحمة الله وبركاته فضيلة الأستاذ أحمد، السؤال من فضلك فضيلة الشيخ: هناك شخص كان غاضباً من ابنته فقال لزوجته: "إذا كلمتِ ابنتي فأنتِ طالق". نعم، إذا كلمت ابنتنا هذه، فانت طالق نعم، تريد، هذه، يطلق، لأن، هو، كان، غاضباً، من، ابنته، لتصرف، معين، فهي، قالت، له: "أنا سأتصل بابنتي"، واتصلت، بها، في، نفس، الجلسة. لا، بعدها، نزلت، من، البيت، وقالت، له: "أنا، ذاهبة، لأتصل، بابنتي"، يعني، في، نفس، الجلسة. إذاً، هي، طيب، لماذا، لم تتصل، وهي، جالسة. لأنه مانع الاتصال بابنته.
هي نزلت من البيت وذهبت واتصلت بابنتها؟ فما سيكون وضعها بالنسبة له؟ يعني حضرتك الآن أنت طلقتها كم مرة؟ لا، هذا هو ما حدث، هو حلف عليها، قال لها ماذا؟ قال لها: "إذا كلمتِ ابنتي، إذا أنتِ..." يعني قال لها: والله؟ "والله هذه أنا لست متأكداً منها، هو لأنه ليس أنا الشخص، هذا شخص يهمني جداً. طيب، لم يقلها والله "أنت طالق إذا كلمت الفتاة"، بل قال لها "إذا كلمت الفتاة تكونين طالقاً". إذن لماذا قلت إنه حلف عليها؟ هذا الذي حدث بالضبط: "إذا كلمت الفتاة طالق إذا كلمت البنت تكون طالقاً، نعم، فلم أكلمها لمدة ساعتين وأخذت أغراضها ولبست (مرت) ساعة وساعتان وشهر وشهران،
ما كلمتها ونزلت من بيته، بعد ذلك قالت أنا ذاهبة لأكلم ابنتي، ذهب ليكلم ابنته فوجد أن هذه المرأة ليست مطلقة، وهذا يمين يسميه الفقهاء يمين الفور، ما معنى يمين الفور؟ يعني يجب عليك أن تكلمها حالاً، أي أنه يُقسم عليها قائلاً لها: إذا كلمتِ هذه البنت، بنتنا، أي إذا كلمتِ البنت الآن، فمعنى الكلام سنحمله على أن في كلمة "الآن" التي لم يذكرها صراحةً، لكن السياق المحيط بها ذكرها. وما دام الأمر كذلك، فإذا كلمتِ البنت الآن، فأنتِ طالق. لم تأتِ الآن، ما قالها. وبعد شهر وشهرين حدثت أشياء، قالت له: "أنا أنزل". اتصل بالبنت فنزلت واتصلت. لا تطلق، وهذا نص عليها ابن عابدين ونص عليها في
الأصول لكي نقيس عليها يعني. ويوضحها لنا في أصول الفقه، نعم، فاسمه ماذا؟ يمين الفور. كلمة "الآن" هذه هي الفيصل هو وضعها ليوضح الموقف لأنه ماذا يعني طيب إذا تكلمتِ تصبحين طالقاً؟ كيف تتكلمين يعني؟ أأنطق هكذا؟ حسناً، دعنا ننطق. إذا أكلتِ ستصبحين طالقاً، يعني إذا أكلتِ الآن. هل تنتبه؟ يعني إذا تكلمتِ الآن، إذا خرجتِ ستصبحين طالقاً، وهي معروف أنها غداً صباحاً ستذهب إلى العمل. فيكون القصد يمين الفور عندما يكون الجو هكذا بشكل عام. يقولون أن هذا يمين الفور، وما دام يمين الفور فلا يقع لأنها تأخرت عن الأداء مولانا الإمام السيد الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف. أشكر حضرتك شكراً جزيلاً، شكراً لكم أيها المشاهدون. دمتم في رعاية