والله أعلم | فضيلة د.علي جمعة يوضح كيف أحتفى الإسلام بالأم | الحلقة الكاملة

والله أعلم | فضيلة د.علي جمعة يوضح كيف أحتفى الإسلام بالأم  | الحلقة الكاملة - والله أعلم
مساء الخير، أهلاً بحضراتكم. حلقة جديدة من "والله أعلم". غداً سنحتفي بيوم الأمة وبعيد الأم. كل عام وأمي وأمهات حضراتكم وجميع الأمهات بألف خير وصحة وعافية. ويرحم أمهاتنا الذين توفوا، ويجعل الله مثواهم الجنة بإذن الله. اليوم سنتحدث مع فضيلة الدكتور حول الاحتفال بالأم، كيف احتفى الإسلام بالأم، وكيف أرشدنا. أن نضع الأم كتاج فوق رؤوسنا جميعاً، كيف نبر أمهاتنا وهن أحياء وكذلك بعد موتهن، كيف يمكن أن نبرهن، أمور كثيرة. كذلك يجب
أن نتطرق إلى مسألة الجحود، للأسف بعض الأبناء الذين يبخلون بمشاعرهم على أمهاتهم ولديهم للأسف غلظة وقسوة قلب. كذلك لابد أن نتكلم هكذا في آخر الحلقة ولو دقيقتان أو ثلاث عن الأب المغلوب على أمره المظلوم الذي دائماً ما تتحدث الناس عن الأم وتوصي بها، لكن أين دور الأب؟ وكيف أيضاً اعتنى الإسلام بالأب وبدوره في إطار بر الوالدين؟ إن شاء الله هذه الأمور سنناقشها اليوم مع فضيلة الدكتور العالم الجليل الأستاذ الدكتور علي جمعة. أهلاً بفضيلتك بكم أهلاً بحضرتك مولانا، الأم هذا اللفظ الجميل وهذا الاسم الجميل كيف نظر إليه الإسلام. بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. اسمح لي قبل الدخول في هذا الموضوع المهم وفي هذه المناسبة أن نرسل بتعازينا لأسر
الشهداء الذين سقطوا وهم. يجاهدون في سبيل الله مجموعة من الخوارج الفسقة كلاب النار كما وصفهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهم يدافعون عن هذا الشعب ويدافعون عن هذه الأمم. نرسل في البداية بعد أن تسمح لي تعازينا لأمهات الشهداء بالتأكيد، ونقول لهم في بلادنا عندما يأتي خبر الشهيد تزغرد يا أم. الشهيد هذا هديتك في عيدك لأنك أصبحت من أهل الجنة. محنة وفراق ومصيبة،
نعم، ولكن هذه رحمة ومنحة من الله سبحانه وتعالى وهدية أرادها لهن في يومهن من اليوم إلى غد. نحن نقول لها، لا أريد أن أقول لهم البقاء لله، ولا أريد أن أقول لأمهات وآباء الشهداء البقية في أقول لهم مبارك عليكم، رسالة إلى الإرهابيين سواء مَن كانوا هنا أو في الضفة الأخرى، الذين لديهم هذه الإمكانيات لا يقاتلون بها العدو بل يقتلون بها أبناء أوطانهم. رسالة إلى هؤلاء الذين كفانا رسول الله صلى
الله عليه وسلم في وصفهم فقال: "الخوارج كلاب أهل النار"، هؤلاء كلاب أهل النار. تخيل أن يكونوا هؤلاء حتى أيضاً في النار ليسوا من قبيل البشر، يعوون ويزومون، وحالهم في الحقيقة في جهنم حال خسيس لأنهم شوهوا الإسلام والمسلمين، ورفعوا رايات يصدون بها عن سبيل الله سبحانه وتعالى. أخذتهم الغفلة وأعمت بصائرهم، وأعمت الدنيا بصائرهم. وهكذا يعني هؤلاء الناس في الحقيقة قدر الله. فيهم نافذٌ فحسبنا الله ونعم الوكيل. أطلب من المشاهدين
وهم يرون الآن قراءة الفاتحة على أرواح هؤلاء الشهداء الذين ندعو الله سبحانه وتعالى أن يلحقنا بهم على كمال الإيمان وحسن الإسلام. بسم الله الرحمن الرحيم. محمد راتب الله وكم أنت وآله وصحبه وسلم، وبارك الله في كل شيء وآله وصحبه. وسلم وآله وصحبه وسلم وآله وصحبه وسلم آمين وصلاةً على المرسلين والحمد لله رب العالمين، الحمد لله رب العالمين، سيُهزم الجمع ويولون الدبر، يعني مولانا، وسنشاهد هذا قريباً جداً إن شاء الله، ونحن نقسم على الله سبحانه وتعالى أن ينهي هذا مع نهاية هذا العام، ننتهي منهم في ثمانٍ. شهور حيث انتهى المسلمون منهم في خمسة وأربعين سنة في
الخوارج الأول من سنة سبعة وثلاثين إلى سنة اثنين وثمانين، ولكن الله يمكننا منهم ويقرب الزمان، وكما يسَّر في آخر الزمان العلم والحج والولاية، ييسر علينا القضاء على هذه الجرثومة حتى نلتفت إلى البناء. أكيد يا مولانا هناك أجر للأمة. في صفحة عن الأم الصابرة التي اختبرها الله وامتحنها، مثلاً في فقدان ابنها كشهيد من أجل هذا الوطن، ما جزاء هذه الأم؟ هؤلاء الناس عندما أنطقها الله، نعم بألم شديد للأم، وخاصة أن الأم تشعر أن هذا الولد قطعة منها، هي افتقدت شيئاً وكأنها فقدت نفسها، ولكن من ناحية أخرى... ما أعدَّه الله لها من الثواب ولأبيه من الثواب وله من حُسن
الاستقبال في جوار ربنا سبحانه وتعالى لا يتصوره عقل عاقل. هذا يطوف في الجنة في حواصل طير خضر، يعني ربنا صنع له استقبالاً لم يفعله لأحد في العالمين، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما عرف. قدر الشهيد وددت أن أغزو في سبيل الله فأُقتل ثم أُحيا فأُقتل ثم أُحيا فأُقتل. إذاً هذا هو، هذه هي الحكاية، هذا هو الولد. في يوم عيد، اليوم هو يوم عيد حقيقي، يوم شيء لم نره في حياتنا ولن نفهمه، فوق العقل وفوق الإدراك. ما أعده الله له
من استقبال هذا المقال في الحقيقة أن أم الشهيد وأبا الشهيد هم على منابر من نور يوم القيامة وهم في المنحة الإلهية وهم في الشفاعة التي يشفع فيها الشهيد في سبعين من أهل بيته فهنيئًا لهم، هنيئًا لهم هذا العطاء الرباني لأنه آتٍ من عند الله وليس من عندنا، آتٍ من... عند ربنا أعطاهم هدية، نحن نقول يا جماعة في يوم الأم اذهبوا واحضروا لأمكم هدية، وسنقول ما هي الهدية وما إلى ذلك. إن الله هو الذي أعطاها هدية، وليس البشر ولا أبناءها حتى. إن رب العالمين الذي خلق والذي
قدر والذي هدى والذي رزق والذي أحيا وأمات هو الذي أرسل الهدية نعم، والهدية قليلاً في الظاهر أنها مؤلمة، ولكن في الحقيقة إذا ما تأملناها وتدبرناها، نحن نستوعبها ونقول: الحمد لله على كل حال، الحمد لله. طيب، مولانا، الأم يعني سبحان الله، الأم دائماً حالها صعب، دائماً تتألم، يعني من أول الحمل والولادة ثم الرضاعة، حتى في كل الأحوال لابنها وهو. ينجح ويتزوج تبكي وهو يتألم. تبكي حتى عندما يمنحه الله سبحانه وتعالى الشهادة، أي أنها تبكي من الحزن. وبالتالي فللأم مكانة عظيمة في الإسلام، وقد خص الإسلام الأم بعطايا ومزايا. ما هي يا مولانا؟ كما تفضلت في بداية برنامجك اللطيف الذي نحن فيه، وهو أن... في الحقيقة الأب والأم نعمة،
وبر الوالدين نعمة أساسية، ولكن ما الذي يحدث؟ أن الشرع يكتفي بالطبع، فالأم حملت ولم أرها وهي حامل، ثم ولدت وعاينت الموت ولم أرها، فقد كنت أنظر وأنا طفل صغير، رضيع صغير، ثم بعد ذلك سهرها الليالي لم أره، ولذلك عطاؤها الأساسي كان. في الخفاء، بعد ذلك عندما كبرت وجدت أبي هو الذي يتعب وهو الذي يسعى ويذهب ويأتي باللقمة التي لا تجدها، ويعمل ويأخذني ليسعى بي. أنا وعيت على أن الحب عطاء. لو كانت الشريعة ثابتة والدنيا هكذا، لكان
الأولاد يتعلقون بآبائهم أكثر لأن الوعي عليه وهو الذي يقع من أجلهم، لأنه أبي، هل انتبهت كيف؟ حسناً، والأم هذه، الأم هي الأساس، هذه الأم هي التي خرجت منها الحياة، هذه الأم هي، والأب لم تخرج منه الحياة، والأم أكثر عطفاً وقوة في التعلق بابنها جداً، فما الذي يحدث؟ فالنبي عليه الصلاة والسلام عندما يأتيه رجل ويقول له: يا رسول الله، من أحقُّ بحسن صحبتي؟ فيقول: أمك. قال: ثم مَن؟ يعني ها، أمي خلاص، حاضر أمي. قال: ثم أمك. قال: ثم مَن؟ قال: ثم أمك. قال: ثم مَن؟ قال: ثم أبوك. فالناس تظن أن الشرع أمرنا أن نحب أمهاتنا ثلاثة
أضعاف ونحب أبانا مرة واحدة، يعني الأمر ليس هكذا، بل هي القضية... أنا إنسانٌ يعني أُحبُّ أبي سبعين في المائة، فيقول لي: "لا، اعتنِ بأمِّك"، فقلتُ له: "حسناً، سأحبُّها أربعين في المائة". قال لي: "اعتنِ بأمِّك"، قلتُ له: "سأحبُّها خمسة وأربعين في المائة". قال لي: "اعتنِ بأمِّك"، قلتُ له: "حسناً، خمسون وخمسون للأب والأم". على السواء، لكن عندما كان ذلك طبعاً، أي سنة الله في حياتنا، أنني رأيت مجهود الأب ولم أرَ مجهود الأم لأنه كان خفياً وكان لوجه الله. فهي حامل وهي تلد وهي ترضع وهي ترعى، كل ذلك لم يكن لي أي عطاء آخذه. بالُك فعندما
أمرني الشرع أن أبرَّ الوالدين، ولذلك أول شخصٍ أدخل الاحتفال بيوم الأم عندنا هنا تقليداً للأمريكيين للأسف هو مصطفى أمين رحمه الله. فمصطفى أمين واجه مشاكل مع الحكومة، فذهبوا [إلى] يوم الأم، ربما أنت لا تعي هذه القصة، أتفهم؟ وقالوا: لا، نحن... سنقوم بعمل شيء اسمه يوم الأسرة لكي نُدخل الأب وما للأب وما ليس له وما إلى ذلك، فذهبوا وأقاموا يوماً أسموه يوم الأسرة، واستمر يوم الأسرة هذا متغيراً إلى أن تبدلت الدول، ثم جاؤوا وقالوا: ما هذا يوم أسرة! نحن نريد أن نعيد للأم مكانتها وللأم
فضلها وللأم شكرنا لها فأعادوه في أواخر السبعينيات وأوائل الثمانينيات إلى يوم الأم مرة ثانية. أنا لا أقول عيد حتى لا تغضب الجماعة الفلانية، وهو في الإنجليزية "Mother's Day"، فهم أصلاً يقولون "يوم"، نعم، أي بمعنى يوم، يعني فهو العيد وأعياد، هذا مصطلح على كل شيء، لكنني أريد أن أنبّه إلى أن يوم... الكلام هذا عندنا في الإسلام كل يوم، أي من الثلاثمائة خمسة وستين يوماً. أريد أن أقول هكذا يعني، لكنه لم يكملني. في يوم كما يقال لك: يوم الحب، يوم لا أعرف، الشجرة، يوم الزراعة، يوم المياه. لماذا هكذا؟ هل هذا يجعل الناس تتميز؟ يوم اليتيم، يوم كذا، لا هو نحن. عندنا المعاني هذه لا بد أن يتخلق بها الإنسان كل
يوم فيكون باراً بوالديه أحياءً وأمواتاً. طيب، ما حكمك يا مولانا في الذي يركز فقط على الأم وعنايته بالأم واهتمامه بها في يوم الأم، بينما معظم السنة لا يزورها ولا يسأل عنها كثيراً ولا يبرها، لكنه يأتي في هذا اليوم ويذهب لوالدته، وهذا نفس الثواب، حيث إنه بذلك قد نال ثواب البر وليس ثواباً منقوصاً. لقد ازدادت ملهيات الدنيا، يقال لك أن الدنيا ملهيات، مليئة بالملاهي، تركوها كما هي. ونحن نقول سددوا وقاربوا، فقط لأن الناس في هذا اليوم يتذكرون فقط، مثلما يذكرنا رمضان ويمنحنا شحنة نعيش بها بقية [الأيام]. تمر السنة حتى يأتي شهر رمضان التالي ونتذكر الأيام الجميلة الخاصة برمضان وهكذا، فالذي يأخذ هدية ويذهب وما إلى ذلك، لا مانع من ذلك، نعم،
هذا حسن وجيد، لكن ذلك لا يمنع الاتصال بها هاتفياً، والسؤال عنها، وبرها، وفعل شيء دائم. إذا لم يستطع فعل ذلك كل ساعة، فليفعله كل أسبوع، كل شخص حسب استطاعته وحسب مكانه. فهناك من يعمل في أسوان بينما هي في الإسكندرية، إذن القضية هنا هي أن كل شخص يبذل ما في وسعه. ثم إن الوسائل أصبحت متاحة، نعم، فكل الناس لديهم هواتف وكل الناس كذلك إلى آخره. صباح الخير، مساء النور، السلام عليكم. هكذا يعني شيء جميل هكذا جميل، طيب بعد الفاصل إن شاء الله سنعرف من حضرتك الحقيقة، نحن نسمع بعض الروايات في المساجد أو في الدروس تتحدث عن بعض الأوائل كيف كانوا يعاملون الوالدين
واقفين ويسهرون الليالي بالطعام حتى يستيقظ الأب والأم، ولا يُطعمون أولادهم حتى يطعم الأب والأم، هذه النماذج لا نراها اليوم، فهل نحن فينا شيء من التقصير؟ وهل نحن مقصرون بحق والدينا؟ أم أن - كما تفضلت فضيلتك وذكرت - أن الدنيا... ماذا نفعل؟ دعنا بعد الفاصل، ابقوا معنا. ديننا الحنيف ورسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم أوصى بالأم، فهل اتبعنا هذه الوصية في معاملة أمهاتنا وبرهن؟ أم أننا تناسينا حقوق الأم في هذا الزمان، فما هي أفضل طريقة لتكريم الأم والاحتفال بها؟ الاحتفال بالأم ليس شرطاً أن يكون فقط في يوم الأم، يعني
الاحتفال بالأم يجب على المرء أن يبرها طوال السنة طبعاً، لكن الفكرة أن هذه عادة اعتدنا عليها من يوم الواحد والعشرين من مارس أيضاً نكون قد أحضرنا هدية لأمي تعبيراً فقط عن الحب، مهما أحضرت لها فلن أوفيها حقها. لقد تحملت عنا الكثير وعانت الكثير، نسأل الله أن يُبقيها لنا. من المفترض أن يُحتفل بالأم على مدار الاثني عشر شهراً لأنها توفر كل شيء، وكل الخير. بالطبع يجب أن نحتفل بها أكثر. نحن في عائلتنا نحتفل بالأم كل يوم، أي أنه ليس شرطاً ولا يلزم أن يكون يوماً واحداً، والعاشر من مارس هو يوم عيد الأم، فكل يوم هو عيد بالنسبة لها. أي أنه من المفترض أن أحتفل بأمي كل يوم جمعة، بمعنى كل أسبوع على الأقل يوم في هذا الأسبوع بشيء الأم لا تعود. انظر، بصراحة، أقول لها شكراً على كل ما كانت تفعله، معينة كل سنة. هي طيبة. إيه حسان سي بي سي. إذا
كان الكل لديه هذا الشعور أن الاحتفال بالأم هو كل يوم، وليس مجرد يوم محدد كما فعلتِ بالتأكيد. يعني نويتُ وذكرتُ، ولكن الذي نراه ونسمعه... في الروايات أشياء عظيمة جداً يا مولانا، نحن بعيدون جداً عنها في التعامل مع الأمهات ومع الآباء. فهل نحن مؤاخذون أم كما ذكرت أن الدنيا أصبحت ملهية؟ نرجو الله سبحانه وتعالى أن نتمسك بديننا وقيمنا مع هذه الملهيات، لأن النبي عليه الصلاة والسلام قال سيأتي... كان في الزمن الماضي المتمسك بدينه كالقابض على الجمر، فيداك هكذا تحترقان، فتحمّل. ورد في حديث آخر أن أجر العامل منكم بدينه كأجر خمسين منهم. ولو استمررنا على هذا الشأن الأول، الذي ورد في حديث البخاري، أن ثلاثة أشخاص دخلوا غاراً فانغلقت عليهم صخرة، فتوسل كل
واحد منهم إلى الله. سبحانه وتعالى بعمل صالح فعله، فواحد منهم قال: "يا رب، إنني مرة كان أبي وأمي يريدان أن يتعشيا، فذهبت وحلبت لهما بعض الحليب الطيب، وجئت فوجدتهما قد ناما، فوقفت على قدمي حتى الصباح والأطفال يبكون، ولم أرض أن أعطيهم حتى يشرب أبي وأمي أولاً. فإذا كنت قد فعلت ذلك..." يا ربِّ ابتغاءَ وجهِكَ فكَّ عنَّا هذه الصخرةَ قليلاً حتى نرى السماءَ، فانفكَّت الصخرةُ بمقدار الثلث، والثاني والثالث توسَّلا فانزاحت الصخرة. وهنا استنبط العلماءُ من هذا الحديث أمرًا لطيفًا جدًا، وهو أنه يجوز لنا أن نتوسل بالعمل الصالح للآخرين، فعملي الصالح لم يُزِح إلا الثلث، وعندما توسل الثاني... عمل،
جاء ثلثين، وفي الثالث عمل، فماذا حدث؟ انفرجت وأتت بما نستطيع أن نخرج به. فهل كانت نجاتي من عملي أم من عملي وعمل إخوتي؟ من عملي وعمل إخوتك وإخوتي. إذاً، يجوز أن يعتمد الإنسان على عمل من حوله، والحديث صحيح وأخرجه البخاري، لكن في النهاية هل سنستطيع؟ أن نفعل هكذا ولا الدنيا تغيّرت، هي الدنيا تغيّرت بدون شك، لكن يجب علينا أن نستبطن هذا. يعني نكون نستبطن، ماذا يعني "نستبطن"؟ يعني نكون على استعداد لأن نفعل هذا. وبعد ذلك انتبه إلى أن هذا من أرقى الأمثلة، أي أنه رقم واحد في هذا المجال، وانظر كيف كان سبباً عودة الخير عليه وإنقاذه
من المهالك هو وغيره أيضاً، يعني أن هذا العمل أنقذ غيره أيضاً. حسناً، إذا كان لا بد أن نتمسك بديننا ونتمسك بالقيم التي لدينا والتي يرضى الله عنا فيها، لأن رضا الله أمر كبير جداً يجب ألا نفوته ولا نستهين به، فسنظل نحاول. حتى لو حاولنا مائة مرة ونجحنا في عشرين أو ثلاثين، فإننا سننجح بعد ذلك في ثمانين أو تسعين. حسناً، يا مولانا، في بعض الحالات الاستثنائية التي تكون فيها الأم، لسبب أو لآخر، أو بدون قصد، قد تسيء إلى أولادها أياً كان شكل هذه الإساءة، فيترسخ لدى الولد أو البنت تجاه الأم أو بعدم الحنان أو الحنو على الأم، هل هذا الابن مؤاخذ بهذا الإحساس أو الشعور؟ أعني أنها تريد أن يكون
هذا ديدنها هكذا دائماً، ليس موقفاً أو موقفين ولا عشرة ولا عشرين، بل هذه طبيعتها أنها قاسية، وبالرغم من ذلك أنا... أقول لك شيئاً: سيدنا أبو هريرة كان من هجر، وهجر هذه كأنها تقع بين البحرين وقطر حالياً في تلك المنطقة. فكانت أمه معه في المدينة، وسيدنا أبو هريرة جاء في خيبر وأمه مشركة. وكيف تكون مشركة وهي معه في المدينة؟ فذهب ليدخل عليها. فطبعاً هي سيدة كبيرة ونَقَلَها من بلادها إلى بلاد أخرى غريبة. لماذا؟ قال لأنها آمنت
بسيدنا النبي. فهي غاضبة من النبي، كيف ينقلني من هناك؟ ماذا؟ وهؤلاء الناس في الزمن الماضي كانوا متمسكين جداً بالمكان الذي وُلدوا فيه، وبأرضهم وقبيلتهم وعائلتهم وأشياء من هذا القبيل. فدخل يعني يبرها ولا شيء وهي مشركة، انظر إلى المعنى، انظر إلى النبي عليه الصلاة والسلام عندما جاء إليه أبو هريرة وقال له: إن أمي معي ولكنها مشركة، فقال له: حسناً، دعها وأحسن إليها وافعل كل شيء لها وهي مشركة. ليس أنها غاضبة وأزعجتها قليلاً أو فعلت شيئاً أساء إليها، والسلام شتمت النبي، يا للعجب! تخيل كيف كان أبو هريرة وحبه للنبي، وأبو هريرة هذا كان ملازماً للمسجد ليل نهار لأنه كان يدرس فيه، كما لو كان في منحة دراسية. كان
أبو هريرة من أهل الصُفة، فكان دائماً في المسجد ليحفظ ويتعلم، وربما كان يبقى في المسجد حتى لا تفوته عملية كبيرة جداً، حسناً، ماذا فعل؟ أضربها مثلاً؟ أأهانها؟ لا، ذهب يبكي للنبي، جاءه باكياً ذارفاً للدموع هكذا، فقال له: "ما بك يا أبا هريرة؟" قال له: "يا رسول الله، دخلت على أمي فسمعت منها ما أكره في حقك الشريف"، فقال له: "لا عليك، دع هذا الأمر"، فقال له: "لا، وقل اللهم اهدِ أم أبي هريرة، هذا أبو هريرة الذي يذكر اسم النبي، نعم، إنه يريد أن يدعو لأمه إلى الله ليهديها، فقال له: حاضر، اللهم اهدِ أم أبي هريرة، حتى تتحسن
حالته هكذا. وفي النهاية طبعاً، أنا أبو هريرة أخبرك عن علاقته مع النبي، يعني هو منبهر بالنبي صلى فرح وذهب لأمه. الدعوة انتهت. هو متيقن بأن هذا هو النبي، حضرة النبي يعني. قال: "فأتيت الباب، أتيت الباب"، فهذا يعني أنها ساكنة في المدينة وليست في هجر. انتبه جيداً: "فأتيت الباب فسمعت قرقعة الماء". قرقعة الماء تعني كأنها تغتسل أو تتوضأ، يعني هناك مياه تُصدر صوتاً. هل أنت منتبه المياه واضحة من الخارج، واضحة من الخارج، فدخلت فسمعتها تقول: "أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله"، دعوة من النبي مباشرة. انظر ماذا
رأوا، تخيل أنه رأى النبي يقول له هكذا، ثم بعد نصف ساعة يجدها قد أسلمت، وهي كانت متشككة منذ ساعتين فقط. ما هذا الكلام! لماذا تذكرون هذا هنا على كلمة أن أمي غضبت؟ انظر ماذا كان الناس يفعلون مع امرأة وثنية مشركة كذا وكذا قبل أن تُسلم. وصحيح أنه في النهاية، الصبر عليها فعل ماذا؟ أنقذ امرأة من النار وجعلها من أهل الجنة، فتحولت مباشرة إلى صحابية مع فضل الصحابة وعلوهم. قدرهم، فإذا كنا نتعامل هنا مع الصبر، فإن له مردوده عليه. أمي أغضبتني أو صنعت لي مقلباً أو طبيعتها هكذا أو كرهت زوجتي أو كل هذا الكلام، أين هذا
من سب النبي عليه الصلاة والسلام؟ طبعاً هذا ذنب عظيم، يعني ذنب عظيم جداً وشيء يثير الغيظ ثم إنها تمحق. البركة ثم هكذا لكن كان موقفها هكذا ولذلك كانت أسماء بنت أبي بكر أتت إلى النبي وقالت له: "يا رسول الله، أمي زارتني الآن قادمة من مكة وهي مشركة، أأبرّها؟" قال: "برّي أمك" وهي مشركة، وهي مشركة، قال: "أبرّ أمك". قال: أمرها أن تفعل ماذا؟ أتلاحظ؟ سيدنا ابن عمر كان في السحر هكذا، جاء رجل أعرابي يسلم عليه قائلاً: "السلام عليكم يا ابن عمر". كان ابن عمر عمره خمسة عشر عاماً، يعني عندما توفي النبي كان عمره
حوالي اثنين أو ثلاثة وعشرين عاماً، لا يزال شاباً. فلما رآه الرجل الأعرابي في المكان ذهب إليه ووضع يده عليه، فابن عمر... خلع العمامة، وهذه العمامة تعني شيئاً مهماً. كانوا يقولون إن العمائم والتيجان عند العرب كأنها تاج. وقال له: "خذ هذه. للعرب فينا". كان معه شخص قال له: "يا ابن عمر، هؤلاء الأعراب يرضون بالقليل. أنت لو أعطيته أربع تمرات سيفرح كثيراً، فكيف تعطيه عمامة؟" هذه مسألة أخرى. يقول: فذهب وقال ماذا إذاً؟ قال: هذا كان وولده عمر، كان ولد عمر بن الخطاب. هذا كان صديق أبي، سبحان الله. بعد أن توفي عمر، نعم، هذا
كان صديق أبي، فأنا يجب أن أعطيه العمامة وأضحي بالشيء هكذا، هو وإلى آخره. فهذا ما يفهمه الناس على هذه التعامل مع الوالدين، خاصة الأم، بارك الله فيكم مولانا. طيب، أستأذن حضرتك لنخرج إلى فاصل. بعد الفاصل: الذي كان قاسياً على أمه، ولم يكن يبرها، وكان عاقاً لها، وسبحان الله، يعني توفاها الله. ماذا يفعل الآن؟ لقد أصبح في موقف صعب. دعنا نترك الإجابة، بعد إذن فضيلتك، بعد الفاصل إن في بعض الحالات الإنسانية، الحقيقة تكون صعبة قليلاً، أي أن الابن يكون جاحداً بعض الشيء
أو كان عاقاً لأبيه أو أمه، وسبحان الله، توفي الأب أو توفيت الأم، والابن ما زال جاحداً. الآن ماذا يفعل ليكفر عن الذنب؟ كيف يعالج هذا الأمر؟ وكيف يستطيع أن يصل إليهم بعدما فاتوا؟ خير كثير وهو لا يعرف إذا كان سيقبل منه أم لا، ولكنه يقول: حسناً، من تاب الله عليه وأنا قد تبت، لكننا نقول للذين ما زالوا أحياء والذين آباؤهم وأمهاتهم على قيد الحياة: لا تعتمدوا على الكلام الذي نوجهه إليه الآن، لأن الذين فقدوا آباءهم وأمهاتهم قد فاتهم خير جداً بدرجة لا نعرف معها ما الذي سيحدث، كما يقول الحديث: "قد خاب وخسر، نعم خاب وخسر". هؤلاء هم الحقيقة يعني. حسناً، لا عليه، لكن ماذا يفعل أيضاً؟ يتصرف
بطريقة غير لائقة، كيف يتصرف بطريقة غير لائقة؟ كيف؟ أولاً يصدق الجارية، أمه التي لم... عندما كان... يقول لها بعد ما حدثت هذه المصيبة وهي ذاهبة في عالم البرزخ أنها تدعو لكم، فيجب عليه أن يرى عملاً صالحاً. ماذا يعني العمل الصالح؟ أن يشارك في بناء مدرسة، أو يقدم وقفاً، أو يشارك في بناء مستشفى، أو يتبرع بسرير في مستشفى الأطفال المخصص لمرضى السرطان، أو يعطي من أجل الشتاء، ومن أجل الطعام والشراب، ومن أجل التكافل الاجتماعي، يفعل شيئاً مثل هذا.
ثانياً: يسير على نهج رسولنا سيدنا رسول الله، لعله أن ينال بركته. ماذا يفعل؟ يزور قبر أبيه وقبر أمه، والسيدة آمنة عليها السلام والدة النبي مدفونة في الأبواء، وهذه الأبواء تقع على بعد حوالي مائتي تقع على بُعد مسافة قصيرة من المدينة المنورة في طريق مكة، لكنها في موضع صعب نوعاً ما، أي وعر. عندما مرّ سيدنا النبي عليها، زارها مع ألفي مقنَّع، كان معه ألفا فارس، وقالوا: "فما رأيناه أكثر بكاءً في يومه هذا"، اللهم صلِّ وسلم عليه. فينبغي أن تتخذ سنة النبي في يستطيع أن يكفّر عما كان يفعل، ويتخذ بالتأكيد سنة
النبي، فنقول فيها ماذا إذاً: يزور ويبكي ويقوم بالصدقات التي نتحدث عنها هكذا، وبعد كل صلاة يدعو له. هل انتبهت؟ يا بر أهل والدهم، بر خالته، يا محبة أمه، يبر صديق أمه التي ماتت، يسعى من أجل إيجاد عمل لابنها. هكذا عائشة ووسطه عليه أشياء مثل هذا يعني يفعل الخير فبهذا الشكل يعني يكون قليلاً عمل شيئاً نعم اتفاق يعني شيء جزء مما فاته من الخير الذي فاته الكثير الذي نتحدث
عنه. حسناً مولانا يعني كل شخص مع أبيه وأمه يمكن أن يصل إلى مرحلة يعني البعض يصل إلى ما هو يعني ما يمكن أن يغضبهم، فبلغة التفاهم قد تغيب قليلاً، ربما يغضب، ربما يحدث كذا وكذا، أو للأسف قد يجحد الأب والأم. هل مسامحة الأب والأم ستغفر لهذا الولد أو لتلك البنت الذنب؟ المصريون لخصوها بقولهم: "ادعِ على ابني واكره مني"، نعم، هكذا هو قلب الأم، أتفهم ما كيف حتى لو دعت عليه لأنه أغضبها، ففي شخص جالس أو امرأة جالسة فقالوا آمين، نعم، أجل، ربنا يعاقبه. أتفهم؟ هي فقط التي تدعو لأنها غاضبة، يعني تعبر عن الغضب. قلب الأب والأم ليس كذلك، قلب الأب والأم أنهم متسامحون دائماً، وأنهم معذرون دائماً، وأنهم كذا
وكذا إلى... آخره هل يغفر الله سبحانه وتعالى بمسامحة الأب والأم للابن؟ بل حتى لو سامحَ ربنا سبحانه وتعالى يفعل ما يشاء، ليس مبرراً للابن أن يتمادى في غيِّه. أكيد يجب عليه أن يرجع فوراً لأنه سيفوت على نفسه فرصة لن تتكرر. نعم طيب آخر سؤال يا مولانا في هذا. الموضوع المهم كيف تضمن الأم مثل الأب إن شاء الله - أي كل ذلك بإذن الله - بر أبنائهم لهما عندما يكبرون، وأن يحسنوا إليهما كما أمر ربهم بالشكل الصحيح، وأن يعلموهم بطريقة صحيحة، وألا يبخلوا عليهم بالحنان والشعور بالأمان وهكذا. نعم، قال له:
"ابني هذا عقلي". فقال له: "تعال قال له: "ما اسمك؟" قال له: "سعير". الله يعلم أنني لا أملك إلا سعيراً. تسمي ابنك سعيراً؟! قال له: "اسأله ماذا علمني". قال له: "ماذا تعلمت؟ حفظت القرآن؟ تعلمت الكتابة والأوراق؟" قال له: "لم يعلمني أي شيء حتى أشكره به، بماذا رباني؟ جعلني بلطجياً". قال: "عققتم أبناءكم". عقوا أبناءكم، نعم العكس هذا أصبح خالصًا. نربي أولادنا ونعلمهم. لا بد أننا نعطي، وهذا هو الغالب طبعًا. حكاية أن الأب والأم يستغلان الطفل أو يتاجران به أو ما شابه ذلك، هذا نادر جدًا، ولكن هذا النادر نقول له: سينقلب عليك الحال. نعم، أشكر فضيلتك جزيل الشكر وعندنا.
سؤال على صفحتنا على الفيسبوك، وأشكر حضراتكم على التواصل معنا والإجابة على السؤال. سؤالنا كان يقول: برأيك ما أسباب جحود بعض الأبناء بالأم؟ فنستعرض مع حضراتكم سريعاً بعضاً من الإجابات قبل أن نتلقى اتصالاتكم الهاتفية. أمنية الكامل تقول: عدم إحساسهم بنقص في حياتهم، كل شيء موجود وقت الطلب، لكن لو... جربوا الحرمان منها سيندمون ويتمنون الموت يوم أن تموت. عبد الرحمن الأزهري يقول: لأن الشخص لا يعرف قيمة من معه إلا إذا ذهب عنه، لكن الجحود وعدم احترامها سببا البعد الديني والأخلاقي أو البعد عن الدين والأخلاق. طبعاً فيروز تقول إن جحود الأبناء ناتج عن قلة التربية وعدم الترابط. الأسري، كل هذا بسبب خليل عدن الجعفري، يقول: "التربية الخاطئة البعيدة عن الإسلام، فيغيب الإيمان والأخلاق في القلب وفي السلوك". أشكر حضراتكم شكراً جزيلاً على التواصل. ننتقل إلى اتصالات حضراتكم. الأستاذة لينا، تفضلي. نعم، هالو.
نعم، السلام عليكم. حضرتك أهلاً وسهلاً. لو سمحت، أنا عندي سؤالان. السؤال الأول: أنا ابنتي... كانت مطلقة ثلاث مرات، مرة منهم عندي كمأذون، والمرتان الأخريان كانتا بطريقة غير رسمية. فذهبنا إلى دار الإفتاء لنعرف إن كان يمكنها أن ترجع إليه أم لا، فقال له: إحدى الطلقات المفروض أن تكون فيها كفارة، يعني يمكنها أن ترجع إليه. فرجعت إليه عن طريق العقد الثاني، ثم حدث خلاف الآن هو يقول إن الطلقة التي هي بالفم السائل كان قد أخبرك
أنها تقع طلقتين. السلطة لا، هو اعترف عند المأذون أنها طلقتان. هي الآن، هو طلق أربع مرات، نعم، مرتان منهم عند المأذون، ومرتان منهم محل نظر. عندما ذهبنا للقفة قال إن المرتين اللتين محل نظر واحدة منهما ملغاة. والثانية ثابتة بالضبط. هذه الثابتة انتهى أمرها. قال إنها ثابتة، فهي الثالثة. فهو حالياً يقول أنه سأل الشيخ فقال له: "لا، الثالثة ما دامت غير موثقة عند المأذون فهي لا تقع". لا، ليس هناك شيء اسمه هكذا يا سيدتي، فلا بد أنه قالها مرة ثانية، قالها يعني أصرّ عليها. يعني قال له طبعًا لا اذهبوا إلى الكفة مرة ثانية لأن هذا يحتاج إلى تحقيق معه. أشكرك يا سيدة لينا، شكرًا
جزيلًا لك، وأشكر مولانا، شكرًا جزيلًا مولانا، بارك الله فيكم، شكرًا لك، شكرًا لحضرتك، والشكر موصول لحضراتكم، وإن شاء
الله غدًا اشتركوا