والله أعلم | فضيلة د.علي جمعة يوضح .. كيفية تحقيق المودة بين الزوجين | الحلقة الكاملة

بسم الله الرحمن الرحيم وكرب ذي العلم يا أرحم الراحمين يا أرحم الراحمين يا أرحم الراحمين افتح علينا فتوح العارفين بك وأهلاً بكم في هذه الحلقة الجديدة من برنامج والله أعلم لنسعد بصحبة صاحب الفضيلة مولانا الإمام الأستاذ الدكتور علي جمعة وعضوية كبار العلماء بالأزهر الشريف لنؤسس أيضاً للبيت السعيد. كيف تنشأ المودة والرحمة بين الأزواج؟ كيف نقويها؟ هل هذه المودة لاحقة أم سابقة قبل الزواج أم بعد الزواج؟ كيف نقف عند هذه المشكلات التي تنشأ في البيت وبالحب
وبالمودة تزول هذه المشكلة؟ سألقي بكل هذه الأسئلة على صاحب الفضيلة مولانا الإمام. مولانا، أهلا بفضيلتكم، أهلا وسهلا بكم، مرحبا مولانا. ماذا نعني بالمودة والرحمة ودائماً ما نسمعها قبل عقد أي زواج؟ المودة والرحمة بين الأزواج ما معناها وما مفهومها في حياتنا؟ بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه صلى الله عليه وسلم. أساس القضية هو الرحمة، والرحمة هي الصفة التي تتشعب كل الصفات الإيجابية صفات الحب صفات الود صفات الطمأنينة الأمن السكينة كل ذلك يتأتى من الرحمة.
واجه المترجمون لمعاني القرآن الكريم مشكلة كبيرة في ترجمة "بسم الله الرحمن الرحيم" لأن هذه الكلمة بهذه الصفة وأنها صفة لرب العالمين وأنها هي أساس لمدخل الأخلاق الكريمة وكأنها لا وجود لها إلا في لغة العرب في لغات كثيرة افتقدت معاني كثيرة ومشاعر كثيرة لعدم وجود مقابلات لها في بعض اللغات، لا تعرف كلمة الحزن، ولذلك الإنسان عندما يحزن لا يُحسن أن يعبر عن نفسه، فما هو؟ لا توجد الكلمة، المفردة
نفسها غير موجودة، المفردة غير موجودة، فماذا يُسمى هذا الشعور؟ إنه الضيق والاكتئاب. النكد يعني ماذا؟ إنه الحزن، ولكن ليس في لغته كلمة "حزن"، فتراه مندهشًا لا يعرف كيف يعبر، فيبكي كالطفل الصغير الذي لا يستطيع أن يعبر بالكلام فيعبر بالصراخ والبكاء، لأن اللسان قد عجز عن استحضار هذا. من عظيم قواعد وقانون اللغة العربية أن بها مقابلات لمعانٍ دقيقة، وهذه... المعاني الدقيقة وهي من أعلى اللغات في أداء هذه المعاني، وكثير
من اللغات الأخرى اقتبست منها هذه الطريقة في التعبير. فمن ضمن هذا هو أصل هذه القصة، فالود والسكينة هذا من أين يأتي؟ يأتي من الرحمة، والرحمة هذه متصف بها الله، وهي كلمة عجيبة غريبة جداً، سواء كان عالماً أم هو مترجم فرنسي ترجم "بسم الله الرحمن الرحيم" إلى "بسم الإله الذي له رحم". انتبه، لقد ارتبك لأنه لم يجد في لغته [المقابل المناسب]، ولذلك بعض المترجمين بدأوا في وضع قواعد في
اللغة حتى تستطيع أن تتقبل ترجمة تلك المعاني. "الرحمن الرحيم" [تعني] رحمن الدنيا ورحيم الآخرة، وانظر كيف "وكان لكن هو رحمن المؤمن والكافر بحيث أنه يرحم المؤمن ويرحم الكافر ويرحم الكائنات ويرحم الحيوان وهكذا. هذه الرحمة ليست ككلمة "Merciful" وما شابهها في اللغة الإنجليزية والفرنسية وغيرها، فتلك تعني الشفقة وليس معناها الرحمة التي هي صفة إيجابية للعطاء. هذه الرحمة يتولد منها الحب، ولذلك عندما جاؤوا ليترجموا كلام... سيدنا المسيح من الآرامية إلى العربية اختاروا له كلمة الحب فقالوا إن الله
محبة، وهذه ترجمة موفقة لأن الحب هذا هو الذي يأتي من الرحمة، من بسم الله الرحمن الرحيم. الحب عطاء، والعطاء هذا هو عبارة عن ميل قلبي أيضاً، أي لماذا هو يعطي؟ لأن قلبه يميل إليه، هذا هو. هذا الميل القلبي هو الود، فتكون المودة هي تعلق القلب بالمودود، تعلق قلب الحبيب بالمحبوب. هذا التعلق هو المودة، والمودة هذه يتولد منها سكون النفس إليه. يعني في المودة ماذا يفعل؟
يصبح ناظراً هكذا، ثم يريد أن ينظر إليه هكذا. هذا ما يحدث بين الأم. وابنها تولي وجهها الناحية الأخرى، فهو ليس قادراً، فتنجذب إليه مرة أخرى، تنظر إليه هكذا، وتتفقد إن كان متغطياً أم غير متغطى، وإن كان جائعاً أم يتظاهر بالجوع أم ساكناً، وهكذا. فيحصل عنده سكن، يريد أن ينظر إليه طوال النهار. فالرحمة تولد الحب، والحب يولد الود، والود يتولد منه السكن، عاش، عشّ عنده، يعني أصبح ساكناً عنده، غير راضٍ أن يتحرك، هو غير راضٍ أن يتحرك. فهذا
معنى المودة التي تسبقها الرحمة، لأن الأصول الخاصة بها مودة ورحمة. فالرحمة هي إشارة إلى الأصل، والمودة إشارة إلى الحال عندما يحدث. وعندما يقوم بين رجل وامرأة زواج، فالدقة أنه يحدث بينهما مودة تجاوزوا الحب، فإذا أسسوا المودة على المحبة والمحبة على الرحمة فهذا حسن، ولكن إذا أسسوا المودة على الرحمة مباشرةً فهذا حسن أيضاً، وستستمر الأسرة وتكون جيدة وكل شيء، ويتولد الحب ليحيط بهذه المودة، فتصبح أيضاً في النهاية المودة محاطة بأصلها وهو الحب.
فالله سبحانه وتعالى ضرب لنا في ذلك مثلاً البشرية هي نفس واحدة وليست العلاقة بين أطرافها هي علاقة الصراع، بل هي علاقة المودة الناتجة عن المحبة الناتجة عن الرحمة. يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة. إذاً ما هناك صراع، فالرجل والمرأة في حالة تكامل. والمفكرون اليونانيون أدركوا ومضات هكذا من شدة. التفكير والتأمل والتدبر وضم الشبيه إلى شبيهه والنظير إلى نظيره، قوم أدركوا ومضات من الفكر. هذه
الومضات تجدها في دائرة أفلاطون. ماذا يقول أفلاطون؟ يقول إن الرجل والمرأة مثل نصفي الدائرة، فعندما يتوافقان تكتمل الدائرة. انظر، إلى هذا الكلام. لقد أدرك، أنه ليس بينهما أصلاً صراع. هذا بينهما احتياج وبينهما تكامل وبهما يتم عمران العالم. أتعلم لو عاش كل شخص في حياته وحده هكذا، لو عاش كل واحد منفرداً لهلكت الأرض وهلكت البشرية. دائرة أفلاطون التي ضربها لنا مثلاً هي ذاتها التي تشير إلى أنه خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث. منهما ظهر الاثنان،
أي أنهما كانا نفساً واحدة ثم أصبحا اثنين، لكن الاثنين قائمان في نفس واحدة. نعم، وتأتي اللغة العربية بعبقريتها - والراجح عندنا في الأصول أنها من وضع الله - وتقول إنه لا توجد كلمة "إنسانة" في لغة "الإنسان" الذي يُطلق على الذكر والأنثى، هل تنتبه؟ وهذه هي لا توجد إنسانة، هو إنسان، هذه إنسان وهذا إنسان، مثل كلمة زوج يا مولانا تُطلق على الاثنين معاً في نفس الوقت. نعم، لكن هذه قضية أخرى، لكن الإنسان هذه، انظر هي واحدة فقط وليست زوجاً ولا اثنين ولا يعني... نعم، يقول أحضر لي زوج حمام، زوج حمام يعني. اثنان ولكن لا، هذه ليست اثنين، هذا هو واحد، وهذا الواحد يُطلق عليه الذكر كالأنثى والأنثى كالذكر، إنسان،
وهذه تأثر بها الإنجليز، "مان" يعني إنسان رجل أو امرأة، لكن "مان" التي بمعنى رجل هذه قضية ثانية، لكن الإنسان هو إما أن يكون ذكراً وإما أن يكون أنثى. طيب، هذه هي اللغة: "يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساءً". ابتدأت تعدد الأنواع، ولذلك نقول أن العلاقة بين الرجل والمرأة هي أصل الاجتماع البشري، وهذه نقطة مهمة جداً سنبني عليها كثيراً من موعظتنا ومن أحكامنا ومن مواقفنا. ومن حتى المواقف مع المرأة أو مع الرجل ستُبنى على أن العلاقة بين الرجل والمرأة هي أصل الاجتماع
البشري، فالمجتمع البشري بحاله مبني على هذه العلاقة، ولذلك أحاطها الله بعدة أحكام، من ضمنها أن عمود النسب، فقال لي: انتبه، نحن وصلنا إلى النطق، إياك أن تتزوج أمك أو ابنتك أو... خالتك أو عمتك أو ابنة أخيك أو ابنة أختك أو ما شابه ذلك، وكذلك لا تتزوج أكثر من أربع، وهي لا تتزوج إلا رجلاً واحداً فقط تكون في عصمته، وكذلك أباح لنا الطلاق، وأيضاً جعل لنا نسباً وميراثاً وغير ذلك. كل هذا خدمةً للولد الذي تسأل عنه، لأن الزواج ليس يحدث كثيراً عندما نجلس مع عائلات ونراهم يشترطون أو يبالغون في طلباتهم أو يريدون أن يكتبوا شروطاً أو ما شابه ذلك. يا إخواننا،
الزواج ليس مشروعاً تجارياً وشركة تجارية نضع لها شروطاً بأن ترفع إلى القضاء، لا، إنه زواج حب مبني على الرحمة، يتولد عنه ود، يحدث من هذا الود فيقول لك ما معنى: "وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساءً واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام". حسناً، قراءة حمزة تقول: "اتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام". يعني اتقوا أنكم تساءلون بالأرحام، أي ما هو في الأرحام. اتقوا الله واتقوا الأرحام، يعني لا تقطع رحمك. أما القراءة الثانية فيقولون أناشدك الله والرحم، أي أن الرحم جهة
مهمة، فاتقوا الله في الأرحام المعظمة، لأن الذي يقطع رحمه، عندما خلق الله الرحم قال تعالى: "لأنصرن من وصلك ولأقطعن من قطعك". ومن هنا يأتي المغفل ليترجم "الرحمن الرحيم" كما لو كان مترجماً فرنسياً. فما الفرق أو العلاقة بين الرحمة وبين الرحم؟ ولماذا سُمِّيَ الرحم رحماً؟ سمَّى ذلك في الجمع بالأرحام. كل هذا خدمةً للودِّ وخدمةً للسكن. اللهم
اجعلنا من الذين يصلون أرحامهم دائماً. لأولادنا من البداية جداً، ليس فقط بعدما يدخلون بيت الزوجية، بمعنى أنه يجب علينا أن نُعَرِّف الاثنين كيف يمكن أن يتفهما أنه سيعيش ويعيش وحده، فيجب إذن كل... على المرء أن يتنازل عن بعض من الوقت وبعض من الأمور. الله سبحانه وتعالى قال أن عاشروهن بالمعروف أو فارقوهن بالمعروف، لكن لا بالعصبية ولا بالغضب ولا بالفحش، كل هذا لا ينفع. عندما تصل الأمور إلى أن تحدث جريمة ورجل
- كما قلنا سابقاً - يتحول إلى وحش فيلقي بزوجته أو يحدث قتل هذا، أمر في منطقة الخطورة. بالتأكيد إنه إما بسبب التربية أو أنه تعرض لحالة نفسية غير طبيعية، حالة عصابية غير طبيعية. ونريد أن نقول بالمناسبة أن القتل جزء من الجنون، يعني الإنسان لم يُجبل، لم يولد وتكون لديه نزعة القتل، نزعة العدوان، نزعة الشعور بالتفوق. النزعة الأخرى هي الاهتمام بهذه الحياة، نزعة حب الحياة أيضاً، حب الحياة. المهم أننا عندما نضع رؤوسنا على الوسادة نشعر بالراحة وأننا لم نؤذِ أحداً، فما بالك عندما أكون أنا مَن يؤذي الذي يعيش معي في سلام، أو حتى لا، ليس في سلام، والذي من
المفترض أصلاً أن أنا... ما أخشاه على نفسي أن الأمر صعب جداً هنا، وهو أن يكون الاثنان (الزوجان) كل واحد منهما من المفترض أن يتحمل مسؤولية الآخر. لأنه عاجلاً أم آجلاً، الأولاد على الأقل يتزوجون، وعلى الأقل لا يكونون موجودين في نفس المكان الذي يعيش فيه الزوج والزوجة. من الذي يتحمل مسؤولية الزوج تتعبد زوجها، فكيف يكون الحامي هو القاتل؟ ماذا يا حسام؟ سي بي سي، أهلاً بكم أيها المشاهدون. مولانا الإمام، الدكتورة سامية خضر تقول في سياق كلامها أنه لا بد أن تكون هناك تربية للأبناء منذ البداية على مفهوم الزواج السعيد، وكيف يصبح كل واحد
حريصاً على الآخر حتى نستطيع أن البيت الجميل، البيت السعيد، أرى أن التعليم من الصغر أولاً، طبعاً علماء النفس وعلماء الاجتماع يقرون بأن الطفل يبدأ التلقي مبكراً من سن ثلاثة أشهر، وهذا ليس في ثقافتنا وهذا خطأ كبير. إذا كذبنا بجوار الطفل فإن الطفل يلتقط ذلك ولا ينساه، بل يخزنه ويظل يخزنه. غاية الأمر أنه يتباعد حتى يكون في شعور الأعماق، فلن يسترجعه أن تصرخ أمام الأطفال وهي عندها ستة أشهر أو سبعة أشهر باعتبار أنه طفل يقولون عنه "بابوس بابوس" أي رضيع. فلا، هو من أول سنة وثلاثة أشهر
يتعلم. القضية الثانية هي أننا نريد هذا الذي دعت إليه. تقول الدكتورة سامية أن يكون هناك إدراك للعلاقة بين الرجل والمرأة، وليس بالضرورة الزواج وليس بالضرورة الأسرة. أنا أريد العلاقة بين الأخ وأخته، وأريد العلاقة بين الرجل وأمه، والعلاقة بين الرجل وابنته، وأريد أيضاً العلاقة بين الزوج وزوجته. هل أنت منتبه كيف؟ لكنني أريد معاملة... يفهم الولد أنه قد خُلِق ليحمي هذه الفتاة، وهذا ما كان موجوداً في حارتنا قديماً. انتبه، هذه فتاة منطقتي، فلم يكن أحد يستطيع معاكستها أو المساس بها بسوء. ليس بالضرورة أن تكون أختي أو ابنتي إطلاقاً، فأنا
لا أعرف اسمها، نعم، ولكنني أراها ذاهبة آيبة. هنا وساكنة في هذا البيت وأنا لا أعرف اسمها، وصديقنا هذا يتحرش بها، فيستحق ضرباً شديداً. يا الله، يا ربنا، أنت مطلع على كل شيء. حسناً، ولماذا أكلف نفسي، وماذا أفعل، وهكذا إلى آخره. كل هذا وأنا أقول له دائماً أن هذه الأخلاق الكريمة والشهامة المرجوة والمحمودة قد ذهبت مع وقل الضبط الاجتماعي: أنا لا أريد أن أعلّم الولد والبنت فقط العلاقات الزوجية الحميمة، بل أريد أن أعلّمه أصل العلاقة الاجتماعية وهي العلاقة بين الرجل كرجل والمرأة كامرأة. وهذا ما يتعلمه الأطفال في طوكيو، وهذا ما يتعلمه الأطفال في أمريكا. لا يوجد شيء اسمه ابتدائي في الأفلام الأمريكية، المرأة
تهورت. وذهبت ضرباً للرجل في قلبه، لا يستطيع أن يؤذيها نفسياً، لا يستطيع أن يضربها. هذه المرأة تماماً مثل الطفل عندما يضربك هكذا، أتقوم بضربه؟ لا، تضربه. فهذه العلاقة هي العلاقة الأصلية وهي التي علّمها لنا سيدنا الرسول صلى الله عليه وسلم في العلاقة بين الرجل والمرأة، النساء. شقائق الرجال صفية - رضي الله عنها - مرة كانت تريد أن تركب الدابة، فالنبي صلى الله عليه وسلم وضع لها قدمه لكي تصعد على قدمه الشريفة صلى الله عليه وسلم. الله! أليس الشاب الأمريكي عندما يفتح الباب إنما يفعل ذلك لأنها مسكينة ترتدي كعباً عالياً أو ترتدي شيئاً ما. ستتشنكل وستقع، فلا
بُدَّ أن أفتح لها هكذا وأجعلها تنزل مثل البطة وتنزل هكذا. والله، هي مخلوقة هكذا، مخلوقة لهذا الشأن. أما الغباء والتصرفات البدائية التي تخرج عن هذا النطاق فهي تفضحنا أمام العالم. وأريد أن أقول إن التعليم منذ الصغر، من عمر ثلاثة أشهر، يجب ألا يسمعوا أصواتهم، يجب لا يسمع كذباً حوله، ويجب ألا يسمع عناداً ومكابرة وغيبة ونميمة وما إلى ذلك. حينها ينشأ الولد صالحاً والبنت صالحة، وتصبح نفوسهم مطمئنة وهادئة. النقطة الثانية هي أن التعليم ليس فقط للزواج، وإنما هو للحياة التي منها الزواج، فيكون
بين الرجل والمرأة وليس فقط بين الزوج والزوجة. النقطة الثالثة تأتي... الإرشاد الذي تحدث عنه ربنا سبحانه وتعالى "ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجًا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون". مولانا الإمام، أحيانًا نقول الآن إن ما هو موجود في البيوت أحيانًا على خلاف ما جاء في هذه الآية الكريمة: الاعتراض المستمر ما... بين الزوج والزوجة، ما هي حدود الاعتراض؟ والتوتر في العلاقة الذي جعلها متوترة، هو كل ذلك أيضاً كما تقول الدكتورة سامح من قلة التربية. فعندما لا أُربي ستحدث مشاكل كثيرة لأنني سأترك الإنسان مع هواه، وهواه هذا هو شهواته ورغباته ومصالحه وما إلى آخره. هواه هذا "أفرأيت الذي اتخذ". "إلهه
هواه وأضله الله على علم. أرأيت الذي اتخذ إلهه هواه أفأنت تكون عليه وكيلا؟ يعني هذه المسألة المتعلقة بالهوى صعبة جداً لأنها تنبع من شعور الأعماق الناتج عن التربية. حسناً، ما الأمر الذي يجعل الزوج يصل إلى درجة من درجات الانتقام من الزوجة ويصل إلى ارتكاب بعض الحوادث التي به هذه أمور أنه لم يتعلم صحيح الدين ولم يتعلم صحيح الخلق، لا الدين ولا الخلق. فمن ناحية الدين، هذا أحكام أفعل ولا تفعل لم يتعلمها. ومن ناحية الخلق، هذا يعني تصرفات في مواقف
لم يتعلمها. فاقد الشيء لا يعطيه، فبدأ يترك نفسه لغضبه، لم يتعلم أنه لا تغضب ولك الجنة، أما تعلم أن الله يقول: "والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين"؟ أما تعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يغضب قط إلا إذا انتُهكت حدود الله؟ أما تعلم أنه ليس الشديد بالصرعة وإنما الشديد من يملك نفسه عند الغضب؟ هذا هو الرجل الحقيقي، الفارس لا تتعلم هكذا. حسناً، إذا لم يكن يتعلم هكذا ووجد الطاقة الغضبية قد ثارت في نفسه وهناك دخان سيخرج من رأسه، ماذا سيفعل؟ هو شيء سيُعمي ويُصم،
وعندما يُعمى ويُصم ماذا سيفعل؟ سيكسر ما أمامه، الشيء الذي أمامه، عالم الأشياء يكسر، ولو كانت هذه المسكينة، هذه الفتاة الصغيرة، هي زوجته وكذلك إلى آخره كانت أمامه ينتقم مما هي عالم الأشياء، وما هي تحولت من عالم الأشخاص عنده إلى عالم الأشياء، كل هذا لأنه لم يملك نفسه عند الغضب، كل هذا لأنه لم يتعلمها وهو صغير كيف يملك نفسه عند الغضب، ولذلك هو يسير هكذا وهو في مجمله سيرجع إلى التربية. أنا مرة قلت لك في برنامج من الحلقات قلت لك إننا منذ أربعين سنة ونحن نعقد مؤتمرات في العالم كله. صحيح أن كل مشاكلنا تؤول إلى التربية الاقتصادية والسياسية والدينية واللغوية،
وكلها راجعة إلى التربية. هناك نماذج رائعة في العالم من ناحية المناهج، من ناحية البرامج، من ناحية الأدوات، من هناك أشياء كثيرة جداً. سنغافورة ذات ستة ملايين نسمة، كانت الجامعات الخيرية لدينا هنا في العشرينيات تقيم ما يشبه الحفلة الخيرية لصالح من؟ لصالح سنغافورة. لدينا هنا في مصر في عام ألف وتسعمئة وعشرين وألف وتسعمئة وخمسة وعشرين أُقيمت في مصر جمعيات خيرية وحفلات، وريع الحفلة يذهب إلى سنغافورة. يذهب إلى سنغافورة يا إخواننا،
سنغافورة هذه الآن ليس لديها موارد مياه، فذهبوا وصنعوا نظاماً للمياه، اختراعاً عن كيفية استهلاك المياه وكيفية إعادة تدويرها وكيفية تنقيتها وما إلى ذلك. أصبح المنهج السنغافوري في العلوم والرياضيات وغيرهما أفضل منهج في العالم. تجربتها ومنهجها أفضل من أمريكا وأفضل من اليابان وأفضل. مِن كُلِّ الذي يَليهِ في الحُسن، مَن هي فنلندا؟ فَفِنلندا غارت مِن سنغافورة. لماذا؟ لأنها وجدتهم أفضل منهم في مادة ما. سنغافورة درست مناهج فنلندا فوجدتهم أفضل منهم في مادة. فأخذوا المادة الجيدة من هنا والمادة الطيبة من هناك. على فكرة، كل هذا متاح
على الإنترنت لنا. نريد أن نطبق هذا العلم الذي سمعناه، فهو من أجل عمارة الأرض، ومن أجل نفع الناس، ومن أجل راحة الأسرة، ومن أجل المودة والسكينة فيها. نريد أن نطبقه في بلادنا لأن بلادنا أولى بذلك. هذه النقطة الأولى، والنقطة الثانية أن هذا الشعب عبقري، الشعب المصري عبقري، هل تدرك كيف أنه نريد أن نستغل هذه العبقرية في أن يرجع إلى ريادته ومكانته وقيادته للعالم، لا لأي شيء آخر، وهو قادر. سنتمكن بإذن الله من جعل سنتنا التي نحن فيها هذه نهاية السبعية، فإن مصر مشهورة بالسبعية منذ أيام سيدنا يوسف، وأن نبدأ عصراً جديداً من المودة والأخلاق والقيم والاحترام
والرفاهية والغنى. والعمل الدؤوب بدءًا من السنة القادمة، لكني أحتاج إلى العمل ليلاً ونهارًا لكي نصل إلى هذا الأمر، فما نحن إلا من بشارة، وكما يقول مولانا: كيف نستثمر عبقرية الشعب المصري التي يؤكدها التاريخ والجغرافيا؟ فاصل ونعود إليكم مرة أخرى. أهلاً بكم أعزائي المشاهدين، مولانا الإمام ربما دائمًا ما تخبرنا في هكذا فيما يتعلق بالتربية، الحب ستار للعيون، فيأتي سؤال هكذا ودائماً: المرأة هي موطن الحب والدفء والحنان، كيف المرأة أو الزوجة في البيت تحتوي غضب الزوج، تحتوي هذا الزوج؟ المرأة خلقها الله لتسعد إذا احتوت،
تسعد نعم، يحصل لها سعادة، الله نعم، فماذا إذن؟ يحصل لها سعادة ويعني مزاجها يصبح... ليتها احتوت زوجها، ليتها احتوت ابنها، ليتها احتوت أباها، ليتها احتوت، فتكون سعيدة. لقد خلقها الله هكذا. ربما الرجل لم يلتفت لكثرة مشاغله أو لتركيبة عقله. يقولون أشياء مثل إن المرأة تفكر أو تتلقى بفص، ولا أعرف ماذا، فص مقابل الآخر، والرجل بالفصين، أو المرأة بالفصين والرجل. بالفعل توجد أشياء كذلك في تركيبة المخ البشري، فوجدوا أن الرجل يختلف عن المرأة، فالمرأة الله سبحانه وتعالى خلقها هكذا. فالمرأة التي تنجح في أن تكون
امرأة بوظائفها وخصائصها ستكون بإذن الله تعالى سعيدة. وهنا ستفهم قوله تعالى: "ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض للرجال نصيب مما ماذا سنفعل يا رب وسألوا الله من فضله؟ المرأة تقول: يا رب وفقني أن أكون امرأة، والرجل يقول: يا رب وفقني أن أكون رجلاً. لكن الرجل الذي يريد أن يكون امرأة والمرأة التي تريد أن تكون رجلاً، هذا حمق. هل تفهم كيف؟ وليس في هذا الحمق سعادة. فالسؤال الخاص بحضرتك تحتوي الرجل هذا هي فطرتها أنها تحتوي الرجل وحسب ما تعودوا عليه وحسب مداخلها، لكن في النهاية المرأة تسعد عند احتوائها للرجل.
كل شخص له ظروفه وكل امرأة لها ظروفها، وكل أسرة لها ظروفها، وينبغي على الرجل أن يفهم هذا، وأن يفهم أن المرأة التي تريد أن تحتويه لا تريد... أن تسيطر عليه إنما تريد أن تسعده وأن تسعد به، فيبقى أنانية أن هو يأبى إسعادها، لا يريد أن تكون سعيدة، ويأبى إسعاد نفسه في الحقيقة، لأن الشهوة والرغبة العابرة التي يتصور أنها غاية المراد، ليست هي غاية المراد، بل هي جزء فقط من السعادة. في الحياة فبالحب وبالاحتواء هذا وبالملاطفة تسير الأمور. مولانا، اسمح لنا أن نرى بعض مداخلات السادة المشاهدين حول سؤال الفيسبوك: ما سبب فقدان المودة والرحمة بين الأزواج؟ كما تقول أم
الغازي: فقدان الشعور بالمسؤولية واعتبار الزواج نزهة، إذا سعدنا بها كان بها، وإلا أنهيناها على الفور. دون تروٍ وتمهل وصبر ومعالجة الأمور بالحكمة هو نفس الكلام الذي يقول إنها شركة، إنها شركة تجارية. لا، ليست شركة تجارية والله أبداً. هذه حياة ومعقدة أيضاً، ليست حياة بسيطة، هذه حياة معقدة فيها نسب وفيها ميراث وفيها نفقة وفيها نسل وفيها حرمة وفيها حل وفيها علاقات وفيها عمود. نسب يتكون، هذا يحرم عليّ أن أتزوج حماتي أبداً للمستقبل لأنها أصبحت أمي في الشريعة. فلا، ما هي المشكلة؟ الأستاذة منال تقول إن البعد عن الدين ومع ظروف الحياة الصعبة، والأكيد أن الهاتف المحمول خرّب البيوت وما بين الأب والأم، يعني بُعد المسافات خرّب ما
بين الناس. الأستاذة ليلى تقول... عدم صدق الطرفين، فكل واحد منهما يُظهر أجمل ما عنده بطريقة مبالغ فيها، إلى درجة أنه عند مواجهة الواقع بينهما تحدث صدمة وعدم قدرة على تحمل ما لا تستطيع النفس تحمله. الأستاذ مصطفى يُنادي بأن عدم الثقة بينهما ناتج عن فكرة المبالغة في إظهار الأفضل لدي وأنني أتجمل، أي أنني أحياناً نبدأ حياتنا في فترة الخطوبة وبعد ذلك في الزواج، يا مولانا، تتكشف الأمور لكل شخص بطبيعته. لا يستطيع أحد أن يستمر في التجمل، فهو أصل التجمل. يعني هنا الذي طلب، أجل، بالضبط. فيعني أن الطلب الجمال، وما المشكلة؟ إذا لم أكن قد بكيت، فإن التباكي أيضاً سيكون له أثر، أي أن داخلي ليس عاطفياً فتعاطفت، فيكون هناك أثر، وهكذا دائماً نحن مأمورون بطلب
الجمال وطلب الإيجابيات كلها، طلب التعاطف، طلب الرحمة، ترحمت وتعاطفت وما إلى ذلك، فأنا أطالب أن أكون طالباً لهذه الأشياء. أهذا نفاق؟ هذا ليس نفاقاً، بل هو محاسن الأخلاق، ولذلك قال النبي: "أقربكم مني مجلساً يوم أحاسنكم أخلاقًا الموطئون أكنافًا الذين يألفون ويؤلفون. اسمحوا لمولانا. هل يمكن لسيدة نجلاء ولسيدة مروة التحدث على الهاتف؟ سيدة نجلاء، أهلًا بك، مساء الخير يا مولانا. يا أهلًا وسهلًا، تفضلي يا سيدة نجلاء. أأتحدث مع الدكتور بعد إذن حضرتك؟ تفضلي بفضيلتك. مع حضرتك، مساء الخير يا دكتور. أهلًا وسهلًا، تفضلي لدي سؤال في الفكرة، بعد إذن حضرتك، تفضلي. يعني امرأة واحدة توفيت، ليس لها زوج وليس لها أولاد، لها أب وأم وإخوة أشقاء وغير أشقاء على قيد الحياة. من
يرثها؟ الأب والأم؟ الأب سيأخذ الثلثين والأم ستأخذ ثلث الأب؟ الأب والأم والإخوة كلهم محجوبون بالأب والأم؟ خلاص، شكراً يا فندم، أهلاً وسهلاً، أشكر قناتي إن جي تي في مع الأستاذة مروة. يا أستاذة مروة، أهلاً وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. تفضلي يا أستاذة مروة، جزاكم الله خيراً على البرنامج الرائع وعلى المعلومات التي نستفيدها من الشيخ علي جمعة، وجزاك الله خيراً يا سيدنا. كان عندي سؤالان، السؤال الأول بخصوص الأحاديث ينزل بالقرآن على رسول الله صلى الله عليه وسلم، والأحاديث القدسية أيضاً نزلت أيضاً بالوحي، فما الفرق بين القرآن والأحاديث القدسية؟ ولماذا هذا صُنِّف قرآناً وهذا صُنِّف حديثاً قدسياً؟ حاضر. السؤال الثاني، ما هو يا زمرة؟ الثاني، نعم. بخصوص أنني سمعت حديثاً أيضاً عن النهي عن لعب الورق، هل
لعب... هل المقصود بهذه الأوراق ما يُعرف بـ"الكوتشينة" التي نتسلى بها مع بعضنا أو مع الأطفال وما شابه ذلك، أم ماذا يكون؟ شكراً لك. ما هو حكم لعب هذه الأوراق؟ ما هو الحديث الذي سمعتِه يا مروة عن لعب الورق؟ أنا سمعت أنه منهي عنه أن نلعب بالنرد وبالورق وهذه الأشياء. لا، ليس عليه. الظهر هذا شيء والورق شيء آخر. فأنت ماذا سمعت؟ لا يوجد ورق في هذا. هم يقيسون الورق على النرد الذي هو الظهر، لكن أنت يبدو أنك سمعتها بهذا المعنى. انظر يا أخي، طالبوا وقالوا لنا إن هذا الورق هو الكوتشينة، فالعبوس بالكوتشينة قضية أخرى. حاضر لكن الأحاديث القدسية عبارة عن المعنى من عند الله سبحانه وتعالى يُلقى في قلب سيدنا النبي ثم هو يعبر عنه بلغته بألفاظه هو فيقول قال الله مما طُبع في
قلبه من الوحي، فهذه تكون حديثاً قدسياً لأنه منسوب إلى الله ولأن هذا من لفظ النبي، ولكن القرآن لفظاً. ومعنا من عند الله ربنا سبحانه وتعالى يُنزِل اللفظ في قلب النبي ولا يستطيع أن يقدم أو يؤخر أو يأتي بشيء ما كان شيء أو كذا إلى آخره، فإذًا القرآن لفظًا ومعنى من عند الله، والقدسي معنى فقط من عند الله. القرآن نتلوه في الصلوات لكن الحديث القدسي لا نتلوه. في الصلوات، أما قضية الشطرنج والطاولة والسلم والثعبان والكوتشينة، فالعلماء فيها يقولون إنها مباحة بشرط ألا تُلهي عن ذكر الله وعن الصلاة. يعني لا
يجلس يلعب دورين طاولة ويضيع عليه صلاة الظهر فالعصر فالمغرب فالعشاء وهو جالس يلعب في المقهى حتى يتعود على ترك الصلاة، فهذه باطلة والصلاة عماد الدين، علينا البعد عن هذه الأشياء التي تلهي عن ذكر الله أو تلهي عن عمارة الأرض بجدية أو تكون محض تضييع للوقت. لا يوجد شيء في الشريعة اسمه تضييع الوقت لأننا محتاجون إلى كل ثانية إما ذكراً لله وإما عمارة في الأرض وإما تزكية للنفس. هذه القضية هي حكاية الإنسان الجاد. هذه هي التي التفت إليها العلماء وقالوا كل ما يُخرج الإنسان من جديته ومن استفادته بكل الوقت فهو لغو، واللغو قد يكون حراماً وقد يكون مكروهاً وقد يكون مباحاً، ولكن في النهاية لا بد ألا يتعدى هذا اللغو
الذي منه الورق والذي منه الظهر والذي منه اللعب، ألا يتعدى على... الأساسيات والفروض والتكليفات التي كُلفنا بها سواء للدين أو لعمارة الأرض ما حولك سيُفتح... هل هذا الهاتف سيُفتح؟ أهلاً بك، أهلاً بحضرتك، تفضل يا سيدنا. يعني أرجو فقط أن تدوّن حضرتك أيضاً موضوعين سأتحدث فيهما بعد ذلك. تفضل. النقطة الأولى: أنا نفسي الذي كنت تحدثت مع حضرتك ومع فضيلة الدكتور الزواج بامرأة واحدة أو بأكثر من واحدة، فأنا فقط أقرر معنى كلمة "فانكحوا" في سياق الآية. حيث إن حرف العطف يشير إلى أنه إذا لم نُحسن التصرف في أموال اليتامى فلنتزوج أمهات اليتامى حتى يصبح ذلك حلالاً لنا. فالذي يريد أن يتزوج أكثر من امرأة واحدة لا بد - حسب التعامل مع اليتامى يُقصد به العلاقة معهم. أكمل فقط هذه النقطة. موضوع العلاقة التي بين
الزوج والزوجة قد بدأت منذ خلق سيدنا آدم وخلق حواء. فعندما نفخ ربنا في آدم، أصبحت كل الصفات الطيبة من التسامح والحب والإخاء وكل الصفات الطيبة موجودة في آدم وحواء، فلما دخل الشيطان. لو نفخ الله في الإنسان فركبه الشيطان فقال له ماذا أصبح، فطفقا يخصفان من ورق الشجر، فظهرت الأشياء التي تتنافى مع السماحة الإلهية. وسوء حظه كان من ضمن أسباب الخلاف بين الزوج والزوجة. والسؤال هنا، ما هي النقطة التي أريد أن أؤكد عليها؟ ما السؤال السابق أن كلمة "فانكحوا" أو "انكحوا" أمهات اليتيم؟ السؤال الآن في موضوع العلاقة التي بين الزوج والزوجة، الأساس في أن الخلاف بين الاثنين هو هذا الشطر. فكرة أن نخوِّف المرأة من أن الرجل يمكن أن يتزوج، فهذا الهاجس
مشوه في حياة المرأة، وهاجس الرجل من حقه أنه... يتزوج مرة واحدة فيؤثر على العلاقات الزوجية بين الاثنين، فموضوع فكرة الطلاق وأن الرجل له الحق في الزواج أكثر من مرة هو أساس للفهم الخاطئ طبعاً، حيث أن الرجل يرى العلاقة والمرأة تكون خائفة من العلاقة فتحدث هذه العلاقة. شكراً أستاذ فتحي، شكراً، يمكن كل عنصر أو كل... قال بندق: حضرتك ذكرت مؤثراً في الثاني حسب فهم حضرتك. مولانا، نرد على الأستاذ فتحي بقولنا للأستاذ فتحي كما قلنا له أول مرة: احذر أن تتزوج يا أستاذ فتحي على زوجتك، يعني لو تزوجت فهي امرأة واحدة فقط، لأن هناك أناس لا. لكن ما أفهمه أنه يريد أن يفرض. هذا صحيح على الجميع،
هو يريد ذلك. أصل الحكاية ليس أن النص موجود لدينا، بل الحكاية أن النص يأتينا ومعه معاني النص. حسناً، سنمضي [في افتراض] أن القرآن هكذا، فيكون الصحابة جميعهم من أولهم إلى آخرهم خلفه. هذا حيث أن كل الصحابة تعددوا، وعندما تزوجوا، تزوج سيدنا علي. ثمانية عشر زوجة، سيدنا الحسن تزوج مائة امرأة، سيدنا الحسين تزوج مائة امرأة، حماد بن سلمة تزوج مائة امرأة، وهكذا. ما من أحد عرفناه إلا وكان له عدد من الزوجات، منذ عهد الصحابة في حياة النبي وبعد وفاته. واليوم الناس للأسف - فأريد أن أُفهِم
الأستاذ فتحي أن النصوص لم مكتوبة هكذا بسطر من نور فحسب، لا بل إن النصوص تأتي ومعها تفسيرها وكيفية تطبيقها بقواعد، فعندما يأتي ليقول إن الفاء هي للعطف، حسناً وماذا بعد؟ افترض أن الفاء للعطف، هل هذا نص أم ظاهر؟ هذا ليس نصاً لأن الفاء تحتمل أن تكون للتفريع، أي إذا كان كذلك، ابنِ عليها أي أن الفاء هنا للتخلص من شيء يكون سبباً لشيء آخر، فما دام بهذا الشكل يحتمل هذا ويحتمل ذاك ويحتمل كذا، فإذاً إن شاء الله إذا لم يكن نصاً، إلى أين نرجع؟ نعم، نرجع
إلى كلام أئمة اللغة، وإلى كلام الفقهاء، وإلى فعل الصحابة، وبعد ذلك، فالأمر ليس فعلاً واحداً هكذا، النساء والرجال وكل الأمة يقولون أنه جائز للرجل التعدد، وهو يقول: "أنا فاهم الأمر هكذا". حسناً، سوف تُحاسب على فهمك يا سيد فتح يوم القيامة. بمعنى أنك أنت بالذات تزوجت اثنتين، لماذا؟ لأنه يقول لك: حينما أنت تفهم أن القرآن ينهاك عن الزواج باثنتين، لماذا فعلتهما؟ افترض... شخص ظن أن هذه المياه خمر تحرم عليه شربها وهي في الواقع مياه، فإذا تجرأ وقال أريد أن أشرب هذا الشيء فشربها، يكون آثماً، وفي إقامة الحد عليه قولان، مع
أنها ماء، مع أنها ماء. فأنا أقول لك يا سيدي، كلامك على العين والرأس ولا تغضب يا أخي، لكن هذا لا تتزوج أبداً مرة ثانية، وأنت يبدو أنك لن تتزوج مرة ثانية، فأنت إذن في الطريق الصحيح، لأنك لو تزوجت مع هذه العقيدة والفهم، ستُحاسب على ذلك. هذا مبلغ من العلم. الرجل الذي اجتهد وفهم فهماً آخر غير فهمك، لا تحرمه من فهمه، لأنه في حرية خاصة، وهناك مرجحات لهذا اللغة وفي الفقه وفي الأصول وفي التاريخ وفي الأحاديث وفي كل شيء، فأسلم غيلان الثقفي وكان متزوجاً بعشر نساء قبل الإسلام، فقال له: "اختر منهن أربعاً وفارق
سائرهن"، ففعل. أشياء كهذه آلاف الأحاديث وآلاف الروايات وآلاف الصحابة إلى أن ذهبوا وتتبعوا وقالوا. طيب من الصحابة كان موحداً ولم يتزوج بعد مع امرأته أحد؟ قالوا: علي مع فاطمة. قالوا: بعد فاطمة. قال: تزوج ثمانية عشر، طبعاً ليس على ذمة واحدة، تزوج أربعة ويطلق أو تموت أو غير ذلك فيتزوج ثانية، وهكذا كل الصحابة. فأنا أريد أن أقول له أن النصوص ليست هي. آتية بمفردها في المطلق، هذه آتية ومعها تفسيرها وكيفية تطبيقها مولانا الإمام العزيز الدكتور علي جمعة وشيوخنا كبار العلماء بالأزهر الشريف. شكراً لكم ونلتقي دائماً على هذا اللقاء. شكراً لكم أستاذنا. المشاهدون
الكرام، دمتم في رعاية الله وأمنه. إلى اللقاء.