والله أعلم | فضيلة د. علي جمعة يتحدث عن أحكام الطلاق وحكم الطلاق الشفوي | الحلقة الكاملة

بسم الله الرحمن الرحيم بسمك اللهم نمضي على طريقك فثبت اللهم أقدامنا على طريقك وأهلاً بكم في هذه الحلقة الجديدة من برنامج والله أعلم لنسعد بصحبة صاحب الفضيلة مولانا الإمام الأستاذ الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء ابن الأزهر الشريف ليجيبنا على تساؤلات كثيرة حول قضية أو موضوع الطلاق. الشفوي وكيف يستهين البعض فيطلق هذه اللفظة لفظة الطلاق بسبب ومن دون سبب، كيف نحدد الحاكم في استخدام هذه اللفظة. اسمحوا لي أن أرحب بصاحب الفضيلة
مولانا الإمام، أهلاً بفضيلتكم، أهلاً وسهلاً بكم، مرحباً مولانا. الأسرة التي تبدأ بالميثاق الغليظ كما وصفه القرآن الكريم، كيف نحافظ على هذا الميثاق ولا يستهين البعض بهذه اللفظة لفظ الطلاق فيطلقها بسبب ومن دون سبب. قبل أن أدخل في سؤال محوري حول هل يقع الطلاق حينما أطلقه بلفظه الصريح والصحيح. بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. كان المجتهد الإمام عمر بن عبد العزيز الذي سُمِّيَ بخامس الخلفاء الراشدين يذكر مقولة وهي منسوبة أيضاً لمن قبله كعلي أو من بعده الإمام مالك: "يحدث لكم من الأمر بقدر ما تحدثون"، ويمكن أن مالكاً أخذها منه أو من سيدنا عمر
بن عبد العزيز. الناس تغيرت، والناس كثرت، ولم يعد هذا الميثاق الغليظ محل احترام وتقدير. عند جماهير كثيرة من الخلق فكثرت المشكلات الأسرية وهددت الأسرة، وهي الكيان الأول والوحدة الأولى للمجتمع، بالتدمير والتفكيك وبهذا البلاء المبين الذي نراه الآن. ابتعد الناس أيضاً بطريقة أو بأخرى، أو بمعنى أو بآخر، عن دلالات اللغة العربية، فلم تعد كلمة طلاق لها معنى واستُعملت في غير ما هي له. وظهر هذا منذ القرن الرابع الهجري وليس من الآن، بل مبكراً، أي مبكراً عندما شاع بين الناس توكيداً
للعقود وتوكيداً للكلام أن يقول: "علي الطلاق والعتاق". والعتاق يعني كل ما يملكه من عبيد هو حر لوجه الله، والطلاق يعني خراب بيته. ما الذي أدخل الطلاق والعتاق في توكيدك للكلام؟ هذا لم يكن على عهد الصحابة الكرام ولم يرد لا بسند ضعيف ولا بسند صحيح أي شيء فيه هذا النوع من أنواع تعليق الطلاق أو تحويل الطلاق إلى يمين. تحويل الطلاق إلى يمين هذا لم يكن على عهد الصحابة. يعني "والله لأطلقنك" أو "علي الطلاق" يعني ماذا؟ يعني الطلاق واجب. أي يعني ماذا الواجب عليك؟ متى يكون الشيء واجباً عليك؟ أنت ما تقسم عليه. أتذكر عندما تكلمنا عن الأيمان والنذور وأنت تقول لله عليّ نذر كذا، يعني والله لأفعل
كذا. فكيف قسم، يعني قسم، نعم، على الطلاق. ماذا تعني "على الطلاق" هذه؟ وعليك الطلاق بماذا؟ فجمع بين تحويل الطلاق من كونه. عقد الطلاق عقد مثل الزواج بالضبط. تحويل الطلاق من جهة أنه عقد إلى جهة أنه يمين على الطلاق وعلى العتاق. عندما خلصنا الله سبحانه وتعالى من حالة الاسترقاق والرق بالاتفاقيات العالمية، ودخل كل المسلمين فيها عام ألف وثمانمائة واثنين وخمسين، العالم الإسلامي الواسع: تركيا ومصر وإيران وما إلى ذلك. أخيراً نسبوا قضيته إليّ. هذه الأمور القديمة أصبحت تُقسم بالطلاق، فيذهب بائع الطماطم وهو يبيع ويقسم بالطلاق قائلاً: "إنني أشتريها بكذا وكذا"، وكله كذب. فهذه استهانة يجب أن ننبه الناس إليها، لأن الطلاق لم يُشرع لهذا. الطلاق شُرع
عندما يحتدم النزاع والخصام في الأسرة لدرجة نرى أن الانفصال أولى من الاستمرار. والاتصال حينئذ شرع الله لنا كما أنه فرصة لنا مرة أخرى أن ننفصل، وذكر أن يُغني الله كلاً من سعته. يعني نجرب مرة أخرى، تجربة أخرى تتزوج فيها المرأة برجل آخر، ويتزوج فيها الرجل بامرأة أخرى، عسى أن تنجح هذه التجربة الأخرى في إنشاء ما نهتم بإنشائه ونموه وإحاطته بكل. أنواع الحفظ وهي الأسرة، فهذه نظرة عامة لقضية الطلاق. كان الطلاق شفهياً في الماضي أيام الصحابة والتابعين وتابعي التابعين، وبدأ في أواخر
العصر العباسي أن تُكتب له وثيقة باعتباره عقداً. وحصلنا على بعض هذه الوثائق محفوظة عندنا في دار الكتب المصرية وفي دار المحفوظات، ويبيّن هذا مدى أخلاقيات. الناس العليا في هذا المقام كانت وثيقة الطلاق مكونة من ثلاثة مقاطع، المقطع الأول: الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وهكذا إلى آخره، وفيها شيء من ذكر الله، ومن يعني ارمِ حملك على الله، آه، مفتتح، مفتتح القضية والعبارة. الثانية مدح في الزوج، العبارة الثانية بحيث أنك تعتقد أن
هذا إما خطاب غرامي وغزل عفيف وإما أنه مقدمة زواج وليس مقدمة طلاق، تحبيب تحبيب، نعم أنت ليس لك مثيل، أنا كلما أنظر في عينيك أرى النجوم والقمر والشمس، أنت هذا أنا لا أعرف أنا. كيف سأعيش من دونك؟ العشرة التي كانت بيننا عشرة لم أرَ مثلها في حياتي، أنت أعشتني في الجنة ونحن على الأرض. الله! أأنت تغازلها أم ستطلقها الآن؟ ولكن... آه... وصلنا إلى "ولكن". لقد تعسرت الحياة وقدر الله هكذا نافذ فيّ وفيك وهكذا والسلام. الختام أن تطالب بالجزء الثالث هذا. هذا الثالث الذي فيه هذه الوثيقة، الذي فيه في الوثيقة، فالوثيقة عندما تأتي لدراستها
تجد الشهادة بالديانة وبأنه في ظل أن كلمة الله سبحانه وتعالى، في ظل كلمة الله تزوجها على كلمة الله، وسيفارقها وينفصل على كلمة الله. ورقم اثنين يمدحها ويعطيها حقوقه المعنوية قبل المادية. ورقم ثلاثة يخبرها. بقضية الطلاق وكأنه متأسف. هذا النوع - عفواً - هذا النوع من الأدبيات بدأ في الاضمحلال واشتدت حالته في القرن التاسع عشر
والعشرين. ما الذي حدث؟ حدث أن الناس كثرت. محمد علي باشا عندما جاء واستلمنا وعمل أول إحصاء، كنا مليونين ونصف. استلم مقاليد البلاد يعني. ففي يوم الاثنين كان المليون ونصف في نهاية القرن التاسع عشر قد أصبحوا أربعة عشر مليوناً. هل تسمح لي مولانا أن نخرج لفاصل ثم نعود لنكمل ما حدث بعد أن تغيرت الأزمنة وتغير الناس وجرت الحياة
بمقتضيات جديدة؟ سنجيب على هذه التساؤلات ولكن بعد الفاصل. ابقوا معنا. أهلاً بكم أعزاءنا المشاهدين ومولانا الإمام الحبيب. يعني بعد ما اقتربنا من القرن التاسع عشر والعشرين وتغيرت الأحوال والأزمنة، ماذا حدث؟ محمد المهدي العباسي كان رجلاً تقياً وكان نقياً وكان عالماً وكان شيئاً آخر، مفتي الديار وحامي الذمار. الشيخ محمد يقول عنه الشيخ المراغي المتفق على جلالته، هذا الإمام الأكبر يقول هكذا شيخ الإسلام الشيخ المراغي. يعني من تلمذ عليه أو حضر مجلسه أو رآه، فيقول المتفق على جلالته، يعني كان كل الناس وكل العلماء يحبون الشيخ محمد المهدي العباسي لأنه كان مثالاً للتقوى والورع مع العلم الفياض
مع المواقف الثابتة كالأسد. هذا الرجل عندما جاء ولاحظ أن أوضاعنا القضائية سيئة، فالقضاة حينئذ في أواخر... العلماء الشرعيون في أواخر القرن التاسع عشر يعانون وأحوالنا التعليمية سيئة والأحوال الشخصية سيئة وفيها ظلم عام للنساء وأيضاً للرجال، فالشيخ محمد المهدي العباسي لم يرتضِ ذلك. أنا فقط أقول هذا لكي ينتبه الناس إلى أمور مهمة. كان الشيخ محمد المهدي العباسي أحد الممتحنين للشيخ محمد عبده في اللجنة وكان الشيخ عليش رحمه الله لم يكن يحب محمد عبده لأن محمد عبده كان
جريئاً وصريح اللسان، فكان الشيخ عليش لا يحبه ويرى أن هذا خروج عن نطاق الأدب الموروث، فقال لا يأخذ العالمية، وحدث في اللجنة نوع من أنواع النزاع، فحسم النزاع فضيلة شيخ الإسلام الشيخ محمد المهدي. كان العباسي مفتياً وشيخ الأزهر في نفس الوقت، فذهب وكتب أنه يأخذها من الثانية لأن الشيخ عليش لن يرضى أن يوافق، وجعلهم يوقعون جميعاً، ثم ذهب إلى الشيخ عليش ووقف فوق رأسه وقال له: "وقّع يا مولانا، كل إخوانك وقعوا"، فوقّع الشيخ عليش حياءً من شيخ الإسلام، ذلك الرجل التقي النقي. المتفق على جلالته وضع مشروعاً للأحوال الشخصية، هذا المشروع لم يرَ
النور لكنه خرج عن المذهب الحنفي، خرج عن المذهب الحنفي، نعم الذي كان سائداً متبعاً، نعم لم تعد كل الأمور تتبع المذهب الحنفي، الغالب حنفي واختار له ثلاثة أو أربعة أو خمسة أو سبعة أو ثمانية أو عشرة مواقف ليست في المذهب الحنفي أخذها من الشافعية ومن المالكية ومن الحنابلة ومن ومن لماذا يحدث لكم من الأمر بقدر ما تحدثون كلام سيدنا الشيخ عمر بن عبد العزيز المجتهد الخليفة الخامس الراشد. الناس لم يعد عندها ذمة، الناس لم يعد عندها أدب، الناس لم يعد عندها ديانة، الناس لم يعد عندها فهم، الناس لم يعد. لديها إدراكات لغوية، الناس لم يعد لديها أصول، لكن داهمته الوفاة عام ألف وثمانمائة وخمسة وثمانين، وترك هذا
الأمر في المشيخة الذي نستطيع أن نقول إنه اقتراح بقانون. جاء الشيخ المراغي سنة خمسة وعشرين وأخرج هذا الموضوع من الدرج وقام بتعديله طبقاً لأننا الآن مر ثلاثون عاماً من... ساعة وفاة الشيخ مرت أربعون سنة منذ أن وُضِعت هذه المذكرة ثم عُدِّلت وصدرت باسمه، نعم، فهاجت الدنيا وقام بالتأليف ضده الشيخ طه الديناري، رحم الله الجميع، وقال له: أنت هكذا يعني كأنك كفرت. يقول للشيخ الإسلام الشيخ محمد مصطفى المراغي، الشيخ محمد مصطفى المراغي، نعم، فقال: والله كفرت.
كيف أنك لا تعرف أن ما كتبته هو اقتراح سيدنا الشيخ محمد المهدي العباسي المتفق عليه والمتفق على جلالته؟ هذه نقطة مهمة، هل انتبهت بالطبع؟ فسكنت الفتنة. كتاب الشيخ طه الديناري موجود في مكتبتي، وهذا الأمر الثاني هو اقتراح الشيخ المراغي، موجود في مكتبتي كل. هذا التاريخ سيفيدنا ولابد أن نطّلع عليه، ونحن نريد أن نحل نفس المشكلة التي كانت موجودة في عهد محمد المهدي، والتي كانت موجودة في عهد الشيخ محمد عبده، والتي كانت موجودة بعد ذلك عند الشيخ المراغي، والتي كانت موجودة بعد ذلك عند الشيخ فرج السنوري، والتي هي الآن موجودة أيضاً عندنا. الذي يحدث الذي يحدث كلما زاد الناس كلما قل
الضبط الاجتماعي كلما احتجنا إلى شيء يساعد الأسرة على الحماية يضبط سير العمل في الحياة داخل الأسرة. نعم هذا هو ما أريد أن أقوله. لا بأس بالسعال، ألف سلامة ألف سلامة يا ابن الأعزاء، يعني ما يعني ما. يقول لك ستكح معي، ألف سلامة يا ولد، ألف سلامة. أتسمح لنا أن نذهب للتقرير؟ سنرى التقرير
ونعود مرة أخرى ونرى ما في التقرير. تفضل مولانا، ابقوا معنا. ما الذي تراه حضرتك سبباً لزيادة نسبة الطلاق في مصر؟ لدينا في جيلنا أصبح الجميع متعجلاً، وأصبحت الأمور المادية أكثر، فأثَّر ذلك وازدادت العصبية. مثل نسبة الطلاق فهي لها أسباب كثيرة، أول سبب منها سوء المعيشة، سوء الأحوال المعيشية، فالزوج الآن لم يعد قادراً على تحمل المسؤولية، والزوجة أيضاً لا تتحمل المسؤولية، وبمجرد حدوث أول مشكلة بينهما، فإن أسهل شيء لديهما هو اللجوء فوراً إلى الطلاق. هما سببان: أول سبب هو الحالة الاقتصادية. إن الذي تعيشه البلاد مرة أخرى سببه وسائل التواصل الاجتماعي، وهذه مهمة أو هذا الموضوع أثر علينا. وسائل التواصل
الاجتماعي تسببت في فتور عائلي وانعزال بين الزوج والزوجة، حتى المراسلات أصبحت تتم عبر الدردشة والواتساب. طبعاً ارتفاع نسبة الطلاق أساسه في الرجل؛ فلا توجد مسؤولية وهو لا يريد أن يتحمل مسؤولية أي شيء. ضغوط الحياة وجد لها منفذاً. ووجد مهرباً على الإنترنت، ووجد كل ما يريده على الإنترنت. طلقوا على مدار السنة كلها. الآن الرجل مَلّ الحياة التي نحن فيها وهكذا، ويقع ويأخذها بسهولة بفمه: طلاق، طلاق، طلاق. يأتي وهو متضايق من الحياة، فيصب غضبه على المرأة. هل تؤيد أن يكون الطلاق أمام المأذون، أم لديك رأي آخر؟ ياسين هو الحياة الآن كانت مسارقة جداً جداً. من ثمانية وأربعين ساعة تحديداً، أعتقد أنه من الممكن أن يقع الطلاق تحت ظرف غضب وانفعالات وجو اجتماعي أعتقد يكون مشحوناً ببعض القضايا والمشاكل. وكما أن الزواج يُبنى بوثائق، فلا بد، أعتقد، أن الطلاق يُبنى بوثائق
والله. هو يُستحسن، هو الزواج تم طبعاً. بمأذون فهو استحسن بمأذون ممكن لاحظت غضب الإنسان يدمر الأسرة هذا الأفضل سيقلل من عملية الطلاق لأن غالبية الذين يطلقون يطلقون باللسان هكذا والأهالي يتمسكون بالكلمة ولا يعطون فرصة التي يمكن أن تهدئ النفوس ويعودوا إلى بعضهم ثانية مثلاً الطلاق يقع باللفظ يعني أنا أعرف شرعاً أن الطلاق يقع باللفظ أمام المأذون أو غير المأذون، هذه يحددها العلماء، فرجال الدين هم الذين يمكن أن يفيدوا فيها أكثر. الآن أصبح التوثيق أماناً للزوج والزوجة، وأماناً للأسرة أيضاً، وأنه يمكن للزوج أن يتراجع في حالة... في حالة الحضور أمام المأذون، وعندما يأتي ليتحدث معهم ويرى أصل
المشكلة وسببها، ذلك هو. يستطيع حلها، وإذا حُلَّت فسنكون بذلك قد تجنبنا الطلاق. وسأذكِّر السادة المشاهدين بسؤالنا على الفيسبوك: ما رأيك في وضع قانون خاص بالطلاق؟ قبل الفاصل كان معنا تقرير واستمعنا إلى كثير من الإجابات ممن التقينا بهم في هذا التقرير، ولكن أعود لفضيلة مولانا وأقول له ألف سلامة. السؤال الملح جداً: هل يقع الطلاق حينما ننطقه بلسان عربي مبين بلفظ صحيح وواضح وصريح. يقع عندما يقول أحدهم لزوجته: "أنت طالق" بهذا الشكل "أنت طالق" فيقع. لكن لو حرَّف في
لفظ الطلاق، يُسأل عن نيته. كيف يكون التحريف؟ الإمام السيوطي قال بأن يقول لها: "أنت تالك"، كما يقول المصريون عندما يقولون: "أنت". طالق بالهمزة، فهنا نسأله سؤالًا إضافيًا، وهو: أنت طالق، هل وقع الطلاق؟ لكن عندما يقول لها: أنت طالق، يجب أن نقول له: ما الذي تقصده؟ قال الإمام الباجوري: ولو كانت لغة قومه مثل مصر ولبنان وما شابه. صحيح، صحيح. طيب، قال: نعم، أنا أريد الطلاق. خلاص، يقع. الله، حسنًا. سيذهب إلى المأذون. فالأمر فيه فرق بين وقوع الطلاق وإثبات الطلاق. وقوع الطلاق يقع بهذه اللفظة، والعقود ألفاظ يقولها للمرأة. حسناً، ما
شرط ذلك؟ أن يكون قاصداً. ماذا يعني قاصد؟ ليس ناوياً. النية لا تعتبر. ما الفرق إذن بين القاصد وبين النية؟ فرق كبير. شخص يقول لزوجته: أتتصورين أن... قال جارنا لزوجته: "أنت طالق"، لا يقع الطلاق. هذه حكاية وهو لا يقصد، فهو فقيه يُعلِّم زوجته. فقال: "لا". ولو قال الزوج لزوجته: "أنت طالق، أنت طالق"، لا تأتي هي وتتحجج وتقول: "لقد قلتَ أنت طالق في وجهي!" هذا لا يصح، لماذا؟ لأنه ليس هناك قصد، وقاسوا عليها الشيخ حصب. الله الله يرحمه. قاس عليها ما يحدث في الأفلام والمسرحيات. لقد كان هناك ممثلون متزوجون من ممثلات. محمود
المليجي كان متزوجًا، فقالوا له: "يا جميل" صحيح؟ فقال لها في الفيلم: "إن طلاق التمثيل لا يقع، لا يقع". لا يوجد قصد، هذه حكاية. إنه يريد أن يقول لها أن بطل الرواية قال لبطلة الرواية. أنت طالق عند المؤلف، فهذه حكاية. وهل انتبهت كيف أن عقد الزواج الذي حدث في الفيلم أيضاً من أساسه كذلك ليس له قصد، ليس له قصد، نعم. فالقصد شيء والنية شيء آخر. النية عندما قال: "لا، أنت طالق" وبعد ذلك جاء إلينا وقال لنا: "لكنني لم أكن أنوي الطلاق"، نقول له... لا يعتبر هذا الكلام لأنه صريح، لأن اللغة لها دلالتها. "أنت طالق" معناها انفصال، ومعناها لفظ شرعي يؤدي إلى انتهاء عقد الزواج الذي بينك وبين زوجتك. "الطلاق مرتان فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان". فعندما جاء الشيخ المراغي وقدم الاقتراح، حورب بشدة، وهو
ما كان أصلاً اقتراحاً. المهد العباسي ولم يصدر قانون لكن أصدروا قانوناً آخر فيه بعض الثغرات التي كان يريد أن يتلافاها فضيلة الإمام الأكبر محمد مصطفى المعاريكي. عندما صدر القانون بدأ الناس يكتبون في الجرائد ويتحدثون كأننا مثلاً في عزبة الصفيح. يا إخواننا هذه مصر، يا إخواننا مصر هذه لها الريادة والقيادة في... القانون وفي العلم وفي التقوى وفي اللغة وفي كل شيء، هذا تاريخ يا أستاذ. أليس هذا عيباً؟ ويشترطون الذهاب إلى المأذون، حسناً، ألم يكن هذا مشترطاً في القانون منذ سنة ثلاثين ولم يحل المشكلة؟ المادة الخامسة في القانون تقول إن الذي يطلق شفهياً هكذا كما قلنا ولا يذهب... يوثق عند المأذون في خلال ثلاثين
يوماً وإلا القاضي يحبسه، ولا أحد يعرف هذه ولا أحد يعرف تلك، والناس تسير في الاتجاه الخاطئ. هذا النص موجود لدينا منذ سنة واحد وثلاثين في قانوننا، موجود في المادة الخامسة، ونحن جالسون كأننا نحرث في البحر، كأننا سننشئ مصر إنشاءً جديداً، فعندما... يأتي أحد إخواننا ويقول: "لا، أنا قصدي أن الطلاق الشفوي لا يقع". قلت له: "لماذا تقول هكذا؟ هل لمصلحة الناس أم لمعالجة مشكلة معينة؟" قال لي: "نعم، لأن نسب الطلاق زادت". قلت له: "أين زادت؟ هذه زادت عند المأذون. ما كان عند المأذون كان ثلاثة عشر في المائة". بناءً على إحصاءات وزارة العدل المصرية أصبح أربعون في المائة، أنت تقول يذهب إلى المأذون، هم ذهبوا.
انظر انظر انظر يا إخواننا، هذا عبث هكذا، نحن ندرس المشكلة على غير وجهها. كيف؟ بما أنني لا أعرف الحقائق وأظن أن الأربعين في المائة هذه إيقاع شفوي، فلكي نحد منها نذهب. للمأذون، فاتضحت الحقيقة أنها هي التي عند المأذون، هي التي عند المأذون. المشكلة نفسها، المشكلة نفسها التي عند المأذون. أنت تشترك مع المأذون في ماذا؟ فإذاً، حسناً، أنا الآن قلت أن الطلاق الشفهي مثلاً، يعني أنه لا يقع مثلاً جرياً وراء هذا الاتجاه، لا يقع، نعم، لا يقع بالنسبة. ستبقى كما هي لأن الذي مضى قد مضى عند المأذون وليس شفهياً. حسناً، فما هو حال الشفهي؟ يجب أن ندرس، ويجب أن
تكون لدينا إحصاءات وبيانات حتى عندما نتحدث نتحدث عن علم وليس أن نتكلم بما لا نعرف. الحكم على الشيء فرع عن تصوره. ثلاثة آلاف وثلاثمائة سؤال في دار. اللافت أننا أجرينا إحصاءً لثلاثة آلاف وثلاثمائة سؤال عن الطلاق، ثلاثة فقط هي التي قلنا لهم إنها تقع، ثلاثة فقط هي التي قلنا لهم إنها تقع، وبقية العدد الكبير لا يقع لأنه لا تتوفر فيه الشروط الشرعية، وقد حُلَّت المشكلة، وحُلَّت المشكلة، وهذا ما نحن نعمل عليه. فعلام هذه الضجة؟ أخبرونا. ما شأنكم؟ ولماذا تثيرون ضجة؟ لماذا تقولون إن الطلاق الشفوي لا يقع؟ إلى أي شيء تسعون للوصول؟ حسنًا، تعال وأتفق معك أن الطلاق الشفوي لا يقع، وسنصدر فتوى بذلك لكي يسخر منا الناس في الشرق والغرب.
ماذا سيحدث؟ سيقول عامة الناس كل صباح لزوجاتهم: "لو سمحتِ أعدي لي الفول". عندما طلبَت منهُ فولاً، قالت له: "حسناً، سأُجهزهُ الآن". فقال لها: "حسناً، وأنتِ طالق". فسألتهُ: "هل طلقتني؟" فأجابها: "لا، كنتُ أمزحُ معكِ". يُطلقها كل يوم، وكلما غضب يقول لها: "أنتِ طالق" عشر مرات. حسناً، لا بأس، فالطلاق لا يقع وانتهى الأمر. لكن هي لن تسكت. خاصةً إذا لم تكن مرتاحة معه، ستقول لك هذا محرم عليّ بعد ثلاث، بعد ثلاث، وستمنع نفسها منه، وسنذهب بعد ذلك لنصنع فتنة اجتماعية عمياء صماء لا قِبَل لنا بها. هذه مصيبة سوداء. حكاية أن الطلاق الشفهي لا نحسبه، هذا تربية للناس على
المشاكل، هذا خلق مشاكل جديدة ونحن. لا نقبل لبلادنا التي أحببناها والتي سنضحي بحياتنا من أجلها أن تقع في هذه الوهدة. إنها مصيبة سوداء لو أنها وقعت في هذه الوهدة. حسناً، أيشهد أم لا يشهد؟ إنه يذهب إلى المأذون، والمأذون لديه منذ سنة ثلاثين الشهادة واحد وثلاثين. ماذا يقول له القانون؟ لابد أن تشهد، فيُحضر اثنين. شهود ويشهدون ويوقعون على الوثيقة. فما هي المشكلة عندما يكتشف الناس أن كل هذا موجود في القانون منذ سبعين أو ثمانين سنة مضت؟ يسأل: فما هي المشكلة إذاً؟ ثم يقولون لنا: ما هي مشكلتكم؟ لقد احترت في التفكير فيها ولا أعرف إلى
ماذا أصل في هذه المشكلة. إنشاء للمشكلة وليس حلاً لها. فإذاً، نعم الطلاق الصريح يقع، نعم الطلاق الشفوي يقع. حسناً، كيف نستطيع التغلب على موضوع الطلاق؟ أقول، أم بعد الفاصل؟ لا، ربما قبل الفاصل. يعني هل فضيلتك، ونحن نسأل، هل وجود الطلاق الشفوي أو التعامل مع الطلاق الشفوي يعطي فسحة فقهية؟ هل هذا هو المعنى المقصود؟ ماذا يعني؟ يُعطي فسحةً فقهيةً، أي يَستطيع المفتي إيجاد مخرجٍ لهذا الطلاق الشفوي. أحياناً من بين ثلاثة آلاف وثلاثمائة سؤال، ثلاثة فقط مع تطبيق المقاييس والمعايير، نعم، ظهروا صحيحين، وبقية الثلاثة آلاف وثلاثمائة ظهروا خاطئين. إذاً، لو ذهبت إلى المأذون ستكون مصيبة سوداء لأن الثلاثة آلاف
وثلاثمائة. مائة سيذهب ليطلق، لن يأتي لي في الشفوي، فأوضح له ما معنى الطلاق من زواج. فمعنى ذلك أن الأربعين في المائة ستصبح ستين في المائة، فلنستمع إلى الحل بشكل واضح وصريح ومباشر. ندرس، تفضل. ماذا درست يا جماعة؟ سبب الطلاق، نريد أن نرى ما سبب الطلاق. أبي رحمه الله كان محامياً. شرعيًا وكان مشتغلًا بهذه القضية رحمة الله عليه. جلستُ معه جلسة واسعة لأتعلم منه رضي الله تعالى عنه. وكان ظني وأنا شاب أن العلاقة الجنسية بين الزوجين هي سبب كثير من أنواع الطلاق، فقلت له: "هل هذا التصور صحيح؟"
قال لي: "لا". فقلت له: "إذن ما هو؟" قلت له: "حسنًا". قال لي الاقتصاد: أغلب القضايا التي عالجتها عبر خمسين سنة محاماة كانت تصب في جانب الخلل الإنفاقي. نعم، الناس غير قادرة على المعيشة، هل تدرك كيف؟ إما لفقر وإما لبخل وإما لكثرة أولاد وإما لكثرة طلبات، ويعيشون فوق مستواهم الحقيقي، في مستوى غير مستواهم، وإما لأسباب كثيرة أخرى. الجانب الاقتصادي وليس الجانب الجنسي الذي كانوا يقولون دائماً إنه هو موطن الداء، لا، تبين أنه رقم ثلاثة. رقم واحد الاقتصاد يا بني، حسناً، ورقم اثنين قال لي: "رقم اثنين عدم اتفاق المشرب"، حسناً، ماذا
يعني عدم اتفاق المشرب؟ قال لي: "يعني هو يحب السهر وهي لا تحبه، هو..." يحب مشاهدة التلفاز وهي لا تحب ذلك، أو العكس، هو يحب دائماً زيارة أهله لكنها لا تطيقهم، هو يحب الملوخية لكنها تعتبر أن الملوخية هي سبب الأمراض كلها، يعني أنهم غير متفقين، غير متوافقين، البيئات مختلفة، يعني البيئات مختلفة جداً، وهذا طبعاً. يحدث مع البيئات المختلفة بأقصى صورة صحيحة. أخذت بالك؟ لا يغسل أسنانه ويريد أن يقبلها، كيف سيقبلها؟ ومصائب! مصائب في قضية عدم اتفاق الطباع. وكان ذلك هو الأمر الثاني عندما نقول
إن الأسباب الاقتصادية أخذت خمسين في المائة من حالات الطلاق، فإن عدم اتفاق الطباع يأتي بعدها بعشرين في المائة. أصبحنا سبعين، رقم ثلاثة عدم الاتفاق أو التوافق الجنسي الذي كنا نعتقد ونحن شباب أنه هو رقم واحد، أبداً وليس رقم واحد يا أعزائي، انسوا هذه المسألة وسيروا في أمان الله، لماذا؟ لأن الرجل أخلاقه حسنة والمرأة أخلاقها حسنة، وأيضاً هناك نفقة، لا يوجد سبب لاختلال الحياة، رقم أربعة من. الأسباب تدخل الأهل وحشرهم أنفسهم في كل شيء، وقد عالجت السينما المصرية هذا الأمر كثيراً. النقطة الخامسة: عدم الإنجاب، عندما لا يكون هناك إنجاب، سواءً من الرجل أو من المرأة، فكل طرف لا
يقدم الشريك للحياء أو ما شابه، وإنما يقدم رغبته في وجود أطفال. النقطة السادسة: النسيان. الناس لا تعرف الأصول، فلا الفتاة تعرف أنها فتاة، ولا تعرف أصول كونها فتاة، ولا تعرف فلسفة كونها فتاة، ولا الشاب يريد أن يكون رجلاً فيتركها دون أن ينفق عليها. طبعاً هذا غير الحالة الاقتصادية الأولى. لا، بل هو يريد، أي أنه لا يفهم الأصول، ولا يفهم أن النفقة على الرجل. فاهمة أن عليها أن تراعي زوجها وأولادها وما إلى ذلك، وهي طوال النهار تتنزه في النادي مع صديقاتها، أو تهتم بنفسها وتصنع مشاريع، أو أنها ممتنعة. لا يوجد أي معرفة بالأصول. النقطة
التالية، النقطة السابعة: الحب الطارئ. ما معنى الحب الطارئ؟ يعني بدأ يحب. تقول إحدى عالمات النفس في مدرسة معينة من مدارس علم النفس - وليس كلهم - إن الحب لا يستمر إلا ثلاث سنوات. هذا الحب الملتهب الذي يكون في الجامعة، وذلك الحب الذي يشبه قصة روميو وجولييت، هو عبارة عن ثلاث سنوات فقط، وبعدها يتحول إلى صداقة، أو ينتهي، أو تنتهي مدة صلاحيته. انتهاء صلاحية، لا، له انتهاء صلاحية، يعني له، يعني هذه نهاية، أتفهم؟ فهو نهاية صلاحية، ماذا؟ نهاية صلاحيته ثلاث سنوات، وتصبح المودة هي البديل، البديل هو المودة، التطور الطبيعي للحب الخير وعدم، يعني نعم، هذه هي التي تشتعل، نعم، هذه هي التي تبقى، أتفهم؟ ولكن الحب الذي
هو المعتقد الذي أن يغمض عينيه فيراها أمامه، وهي تغمض عينيها فيرى هذا الكلام كله، هذا الذي يسمونه "الكراش" كما يقولون عن الشباب الآن، الشباب الصغار، "كراش" يعني يتحدث معها بكلام معين وهي تتحدث معه بكلام معين لأن هناك شيئاً سيحدث، لكن لا، هذا الكلام مدته ثلاث سنوات ثم يتغير. الحب الطارئ هو أن أحب واحدة فهي اشتعلت وقالت: لا، هذه خيانة. أو أن تحب واحداً وهي مع زوجها، أتفهم كيف؟ وهذا نادر قليلاً لكنه يحدث. ويشتد هذا الحب الطارئ، وهو النقطة رقم سبعة، بعد المحادثات وبعد الإنترنت وبعد الفيسبوك وكل هذه المصائب. فالمرأة لا تسمع من زوجها. كلام
جميل تسمعه من الآخرين فتبدأ في الفتنة، أو الشاب على نفس الحالة، هي تكتشفه وهو يكتشفها، وبعد ذلك ندخل في هذه القضية التامة والأخيرة وهي قليلة أيضاً التي نسميها الحالة الطارئة. طرأت حالة مثل أن يصاب في حادث، أو أن تمرض هي، مثل أن هي ما هو. انظر إلى الغربيين عندما يتزوجون، يقولون إنها ستبقى في رعايته في الحل والترحال، وفي المرض وفي الصحة، وفي كذا إلى آخره. تغير الحالة هذا هو رقم ثمانية، فبعض الناس لا تطيقه، لا تطيقه، لا تستطيع الاستمرار في الحياة، وقد تتغير الحال، هل تنتبه؟ تتغير الحال. بمرض تغير
الحال الاقتصادي تغير الحال الديني تغير الحال، نسميها الحالة أو الطريقة، وهذا يكون واحد في المائة أو اثنين في المائة وهكذا. عندما نأتي إلى الأربعين في المائة الخاصة بالطلاق ونحللها بهذه الطريقة، نستطيع أن نضع برامج سواء كانت في برامج التعليم أو كانت في برامج الإعلام أو كان في... الثقافة العامة السائدة سواء كانت في الدراما أو غيرها لمعالجة هذه الظاهرة التي هي مصيبة، لكن ماذا نريد أن نفعل؟ يعني الكاثوليك عندهم أنه لا طلاق على الإطلاق، عندما تحدث مشكلة لا يوجد طلاق. الزواج الكاثوليكي - هل تنتبه - يقولون الزواج الكاثوليكي عندهم لا طلاق على الإطلاق، حسناً، هذا هو الأمر. أليست شريعة الإسلام؟ قل لي بصراحة، أتريد تغيير شريعة الإسلام؟ يا من تريد أن تلغي هذه المشكلة، حسناً،
ماذا تريد أن تغير في شريعة الإسلام؟ لن يطاوعك أحد، لن يطاوعك أحد. لقد بصُرت القاعدة من طنجة إلى جاكارتا، ومن غانا إلى فرغانة، الله. لن يطاوعك أحد. افترض أن شخصاً قال هكذا، قال: "يا جماعة الخير، نحن نريد أن نلغي الطلاق تماماً". لن يطاوعه أحد، والتجربة البشرية لا تعينه على ذلك. فالذين كانوا يمنعون الطلاق أباحوه، وعند الأرثوذكس مثلاً إخواننا المسيحيين الأرثوذكس، الطلاق لعلة الزنا، الطلاق لكذا، إلى آخره. فأنا أريد أن أقول... لحضرتك أن الطلاق مسألة ربانية، يعني ليست نحن الذين ابتكرناها، بل الله هو الذي شرعها سواء كان في اليهودية أو في المسيحية أو في الإسلام. فعلينا أن نكون حكماء عندما نحل هذه الأمور ليس
بالإجراءات، نعم، وإنما بالسياسات. انظر إلى هذه العبارة: "ليس بالإجراءات وإنما بالسياسات"، هذا أسلوب قصري أيضًا. نعم، نضع سياسة الله في التعليم وفي أمور أخرى إلى آخره، وليس من المقبول أن نضع إجراءً ممنوعاً في الأحوال الشخصية، لأن الأحوال الشخصية هذه فيها جانب إلهي وفيها جانب اجتماعي وفيها جانب اقتصادي وفيها جانب أمني يتعلق بأمن المجتمع، أليس كذلك؟ فأنا أريد أن أقول إننا نعالج هذه الأمور بشيء. من التسرع وعدم الاطلاع وعدم البحث الحثيث مما يؤدي بنا إلى ضعف في الحلول والتعجل فيها، وقد تحتاج إلى أزمان طويلة. لسنا نحن الذين جعلنا استعمال الطلاق يشيع بين الناس في غير ما هو له، فهذه أمور ورثناها من الثقافات المتراكمة من الماضي، ولذلك نريد
أن نعود إلى... الشريعة الإسلامية ولكن بذكاء الله. نعم مولانا، اسمح لي فيما تبقى من دقائق معدودة في هذه الحلقة أن أستقبل بعض الاتصالات الهاتفية. معي أم أحمد على الهاتف. أم أحمد، أهلا بك. أهلا بكم، أهلا بفضيلتك يا وزير حسن. أحضر سؤالاً مع عليه الشريف عبد الكلمة. تفضلي يا سيدتي، ما سؤالك؟ التي تحرشت بزوجي الذي أنت طالقة ثلاثاً وتجيء تدخل فيما بيننا. لم أقل أنا أمه، وقف! ماذا أفعل للوقاحة هذه؟ لا بد يا محمد... حسناً، أنا فقط أطبق حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: "البينة على من ادّعى واليمين على من أنكر". لا أنكر، بل لا أنكر شيئاً يا أم أحمد. يجب أن تذهبي إلى دار الإفتاء أنت وزوجك لكي نرى هل وقع الطلاق أم لم يقع، وها نحن نقول في البرنامج: ثلاثة آلاف وثلاثمائة سؤال، منهم ثلاثة يجب [الاستفسار عنها] لأنه من الممكن أن يكون نطقها بطريقة تؤدي إلى الكناية. نسأل: هل
هناك إملاك أو إدراك؟ نسأل: ما الذي كان يقصده أو ما نيته؟ إن كان غير صريح نسأل أشياء كثيرة جداً. يا أم محمد، لا تستعجلي، خذي هذا الرجل من يده واذهبا إلى فضيلة الشيخ الذي في دار الإفتاء أمين الفتوى، وهو سيجلس ويستمع ويحقق ويقول: معي الأستاذ رضا. أستاذ رضا، أهلاً بك، مرحباً بك، تفضل يا سيدي. مرحباً أستاذ رضا. نعم أيها المعه. تفضل يا سيدي، تفضل. هذه المرة أزعجتني وأقسمت عليها يميناً. نعم، أزعجتني وأقسمت عليها يمينين. يمينين تذهب إلى دار القضاء، تذهب إلى دار القضاء وتعرض عليهم مشكلتك لأنهم سيحققون معك في كلام طويل، وفي النهاية سيقولون لك الرأي الصحيح. حسناً، تفضلي يا أستاذة. أهلاً بكِ، أهلاً بحضرتكِ. أمامي، تفضلي يا أستاذة. السلام. عليكم فضيلتكم يا شيخي،
الله يسلمكم. تفضلي يا ريم. والله فضيلتكم يا شيخي، أنا منذ ثلاث سنوات في معاناة واضطراب بسبب كلمة. أنتم تناولتم كل شيء في الحلقة بصراحة، لكنني تلقيت رسالة في الخامس والعشرين من أبريل من فاتن تتلاعب بها. ظننت أنني بذلك انتهيت وأن... أنا طُلِّقتُ بسبب زوج مستهتر جداً ذهب ليتزوج امرأة أخرى، واضطررت للجوء إلى المحاكم. فأصبح لي ثلاث سنوات بين السماء والأرض، فقلت كفى، هو الزوج وكفى. فاضطررت أن أرجع إليه وأقول له: دعنا نجمع بيتنا وابنتنا وهكذا. رفض، وقلت يعني أخو زوج ولم يرضَ أن هو... يرجع فتحايل علينا وهو يذهب إلى دار القفة، رفض الذهاب إلى دار القفة. هو يعني يكسب أموالاً كثيرة جداً، أنا وبيتي لا نصرف شيئاً، وهو لا يعطينا ولا مليماً واحداً. وحالياً نحن لا نعرف ماذا نفعل، نحن واقفون في المنتصف، لست مطلقة ولست متزوجة،
وليست لي حياة، وحتى ابنتي ستُفصل من... المدرسة بسبب أنني لا أتغيب عنها أبداً وليس هناك أي شخص كبير أستطيع الرد عليه، وقد تعبت، أي أنني تعبت، وأنا لم أصدق أصلاً أنني وجدت شخصاً يتكلم عن هذه المشكلة، لكنني لا أجد حلاً لها. وهكذا مر علي سنة، أنا عمري ثمانية وعشرون سنة وهو مر عليه. ثلاث سنوات ارفعي عليه قضية خلع يا ابنتي لكي تتخلصي من هذا البلاء، وإن كان في هذا الخلع بالنسبة لك مظلمة، لكن ارتكاب أخف الضررين في هذا لكي تتخلصي من هذه الهيئة كلها. يعني عندها مشكلة من الذي سينفق على ابنتها. الله سيرزق لأن هذه قضية أخرى. الرزق بيد الله سبحانه وتعالى، إذاً الحل ليس مجرد إجراء وإنما الحل هو سياسات متبعة توضع بذكاء شديد. الحكم على الشيء فرع عن تصوره، هكذا أكد علينا فضيلة الإمام الدكتور علي جمعة وضوئية
كبار العلماء في الأزهر الشريف في هذه الحلقة. مولانا شكراً لكم، شكراً لكم أستاذ. المشاهدون، دمتم في رعاية الله وأمنه، إلى اللقاء،