والله أعلم | ‎فضيلة د. علي جمعة يتحدث عن المواطنة | كاملة

والله أعلم | ‎فضيلة د. علي جمعة يتحدث عن المواطنة | كاملة - والله أعلم
تحية لكم مشاهدينا الكرام، أرحب بحضراتكم في حلقة جديدة من "والله أعلم". اليوم سنتحدث مع فضيلة الدكتور حول مفهوم المواطنة. منذ عدة حلقات سألت مشاهدة كريمة حول مفهوم ما سمعت عنه في مفهوم الولاء والبراء، وبالتالي تعارض هذا الأمر مع المواطنة وهي قيمة غالية علينا جميعاً في تلك الحلقة فضيلة. أجاب الدكتور علي جمعة على هذا التساؤل وشرح مفهوم الولاء والبراء ومفهوم قيمة المواطنة، ولكن فضيلة الدكتور وعدنا بتخصيص حلقة
كاملة حول المواطنة، وها نحن نفي بهذا العهد والوعد. أرحب بحضراتكم وأرحب بفضيلة الإمام العالم الجليل الأستاذ الدكتور علي جمعة. أهلاً بفضيلتك، أهلاً وسهلاً بفضيلتك، مرحباً، أهلاً بفضيلتك. مولانا بداية حضرتك تفضلت وتكرمت بشرح مفهوم الولاء والبراء، ولكن أريد أن أبدأ قبل الولاء والبراء بمفهوم المواطنة. ما هي المواطنة وقيمة المواطنة في الإسلام؟ بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه عليه الصلاة والسلام. ابتداءً علينا أن نتفهم المصطلح والمفهوم. للولاء والبراء فنفهم بذلك المواطنة مباشرة. الإمام أحمد فيما أورده عنه أبو يعلى الفراء في طبقات الحنابلة رواية عن الاصطخري يقول الإمام أحمد:
"والولاية بدعة، الولاية بدعة، والبراءة بدعة". الولاء والبراء يعني وهم الذين يقولون: "نتولى فلاناً ونتبرأ من فلان"، التي هي الجماعات التي مَن ليس معي يكون عليَّ، وهذا. القول بدعة فاحذروه هذا كلام الإمام أحمد، فمن قال بشيء من هذه الأقاويل أو رآها أو صوّبها أو رضيها أو أحبها فقد خالف السنة وخرج عن الجماعة وترك الأثر. لهذه الدرجة، لهذه الدرجة الذي يقول أنا مع هذه الجماعة والذي منها يتبعني والذي خارج هذه الجماعة ليس تابعاً لي، قد عن السنة التي قالوها هكذا نعم
في كتبهم تماماً وقال بالخلاف ودخل في البدعة فإنه يختلف ويعصي الله ورسوله وأيضاً يكون مبتدعاً وقد زال عن الطريق وما توفيقي إلا بالله. انتهى كلام أحمد لأن هؤلاء الجماعة لم يوفقهم الله حتى في اختيار الاسم، فالولاء والبراء هذا، الولاء والبراء مذموم. ولكن هم حقيقةً يعنون بالولاء والبراء شيئاً آخر جاء من تقسيمهم المبتدع للتوحيد أنه توحيد ألوهية وربوبية وما إلى ذلك، وهذا الكلام. فعندما نأتي بهذا النص ونقول لهم: "أنتم أدخلتم أنفسكم في مصطلح مرفوض، لكن هذا المصطلح أصبح بهذا المفهوم الذي يتبناه أحمد يصلح للرد على الجماعات"، فما هذا؟ علاقته بالمواطنة، سيدنا عمر لاحظ
هذا، هذه البدعة ظهرت في عهد سيدنا عمر وقال: "إني رأيت أناساً يتحاشون أناساً ويسألون ممن أنت ومع من أنت" لكي يروا مع أي جماعة هو. "أفيضوا بينكم مجالسكم، أفيضوا بينكم مجالسكم"، يعني إياكم وهذه البدعة التي تحول أمة الإسلام إلى أن تجلس معه وهو أنك لست منه، لست من جماعته، لست من جمعيته، ليس من الناس [التي] تقول لكن فلان الآخر منه، وهكذا. هذه الصورة ماذا تفعل لنا في النهاية؟ تجعلنا [ندرك] أننا كنا في
نظام سياسي معين، وهنا سندخل في موضوع المواطنة لنفهم ما هي القضية، وهل الدين مع المواطنة أم ضدها. المواطنة والدولة في الإسلام لم يرد بشأنها صورة جامدة معينة لا بد أن نتمسك بها دون سواها، بل تُركت لكل زمان ومكان لتحقيق الصالح العام، ولتحقيق قوة المجتمع، ولتحقيق الأمن، ولتحقيق الرفاهية، ولتحقيق هذه الحاجات. هذه هي الأنظمة التي كانت موجودة في العالم والتي منها دولة الإسلام والمسلمين كانت فيها وكان هذا التمييز جزءًا من العقد الاجتماعي، فكان هناك تمييز بين الأحرار والعبيد. الأحرار
هؤلاء مواطنون من الدرجة الأولى، والعبيد أولئك مواطنون من الدرجة الثانية. كان هناك فرق بين المسلمين وبين أهل الذمة، المسلم هذا من الدرجة الأولى، وأهل الذمة يكونون من الدرجة الثانية. ماذا تعني الدرجة الثانية؟ تعني أنه الجيش، هل أنت منتبه جيداً؟ بقينا على هذا الحال إلى أن جاءت رؤية أخرى في العالم للدولة الحديثة. الرؤية الأخرى ماذا تقول؟ تقول إن الناس متساوون وأن الجميع يجب أن يكونوا على قدم المساواة، فعُرضت على المسلمين، ولما عُرضت على علمائهم قالوا:
يا سلام! هذا كلام محترم وكلام نحن... نقبله النظم التي كانت شائعة في أمريكا وفي اليابان وفي مصر وفي تركيا وفي جنوب أفريقيا وفي أستراليا، كل النظم كانت تميز. ما رأيكم أن نلغي التمييز؟ فرفع علماء المسلمين أيديهم هكذا وقالوا نحن مع إلغاء التمييز. تعالوا نلغي العبودية، قالوا نعم، نلغي العبودية، فيصبح إذاً لا يوجد أحرار وعبيد. يكون الجميع أمام القضاء والقانون متساوين. قالوا: "الله! هذا ما كنا نبحث عنه هكذا، كنا جالسين لأجل وجود هذا التمييز، نتحايل عليها، أي نقول هذا
الشرع يتطلع إلى العتق. كنا نتمنى أن يُعتق كل الناس. أما وقد صار نظامًا، فهذه بركة، كبيرة أن يصير." نظامًا كنا نريد المساواة، فالنبي عليه الصلاة والسلام قال: انتبه وأنت في نظام التمييز، مَنْ آذى ذمياً فقد آذاني. ماذا يعني هذا؟ يعني أنك عندما تأتي هنا مع الذمي وتعامله كأنه من درجة ثانية فتؤذيه، فكأنك آذيت سيدنا الرسول عليه الصلاة والسلام. إلى هذه الدرجة كان تقبيح التمييز ضد الآخر دولة الإسلام أو في مفهوم المواطنة في الإسلام أشرحها لك، أشرحها لك وأقول له: احذر، هل تعرف ذلك الرجل الماشي، اليهودي أو المسيحي أو غيره؟ اعلم أنك إذا آذيته،
تعرف ماذا سيحدث؟ كأنك آذيت سيدنا الرسول! لا حول ولا قوة إلا بالله! يا للعجب! يا للعجب! آذيت الرسول وليس مجرد واحد من أولياء الله الصالحين من العلماء من الطيبين من الجيران من لا أعرف ماذا، أذيتي لهؤلاء الناس مصيبة، وأذيتي للرسول لن توصلني إلى الجنة، فإذا كان الإسلام يعالج هذا الأمر فإنه ينبهنا إلى الأصل. ولنفترض أننا في جيل قلت فيه: أنا في الدولة الحديثة، والجميع سواسية أمام... الحقوق والواجبات، حسناً، هذا هو النص الذي قال فيه "لهم ما لنا وعليهم ما علينا". عندما وافقنا على هذا أمام العالمين، ذهب الإمام محمد عبده فوجد رسالة في التراث
الإسلامي لدينا في هذه المسألة. من الذي وجهها؟ سيدنا علي بن أبي طالب، الذي هو عالم العلماء، هو الذي... هو ها أنا باب أنا مدينة العلم وعلي بابها أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي زوج بنت رسول الله أبو الحسنين مكانة عظيمة جداً عندنا سيدنا علي. الرسالة أرسلها لمن؟ أرسلها إلى أحد عماله لكي يأتي إلى مصر ليحكمها، واسمه الأشتر النخعي. رسالة علي إلى يقول النخعي فيها ثم نشرها محمد عبده وشرحها، والرسالة مطبوعة عندنا هنا في مصر مرتين أو ثلاثاً. يقول له فيها: "وأنك
ترد إلى قوم إما أن يكون شبيهاً لك في الخلق إنسان مثلك تماماً، أو أخاً لك في الدين، أو يكون بينك وبينه رابطة إنسانية". يا إما أن يكون هناك رابطة دينية تتجاوز المواطنة. أن تعتقد أن أخوّة الدين لا تناقض أخوّة الإنسانية. دائرتان: أنا وأنت مشتركان في الإنسانية، وأنا وأنت مشتركان أيضاً زيادة على الإنسانية في الديانة. نعم، هذا لا يوجد فيه تناقض. أما أنا وأخي منير حنا فنحن مشتركان في الإنسانية وهو وأنا مسلم في أمانة الله، هل تلاحظ كيف يكون؟ إذاً أنا
هنا، لا يوجد تناقض بين الديانة وبين المواطنة. أزالت التمييز الذي كان موجوداً في كل نظم العالم، والذي عندما جاء الإسلام احتال عليه بالحيل، لكن أقرّ علماء المسلمين عدم التمييز بمعنى المواطنة، ولذلك الكل سواء، كان هناك مطالب. وبينما نحن ننتقل من حالة إلى حالة، كانت هناك مطالب للإخوة الأقباط. ما هي هذه المطالب؟ لقد عقدوا مؤتمراً في أسيوط وأسموه "مطالب الأقباط"، قائلين: "يا جماعة، نريد أن ندخل الجيش، ونريد أن ندخل الشرطة، ونريد أن ندخل القضاء، ونريد أن ندخل هكذا، وأن
نكون في الوزارة، وأن نكون أيضاً كيف عندما أصبحت الدولة المصرية دولة حديثة تحققت هذه المطالب مباشرة؟ آخر مطلب الذي ما زال معلقاً إلى الآن والذي سيُحل بإذن الله بقانون دور العبادة هو مسألة أنكم تريدون شيئاً خاصاً يشعرنا بالحرية: أمران هما قانون الأحوال الشخصية المتعلق بغير المسلمين وقانون دور العبادة وبنائها، وكلاهما معروضان حالياً. على البرلمان أن يتخذ الإجراءات اللازمة وننتهي من هذه المسألة. حسناً، وماذا عن الثقافة؟ كثير من الناس لا ينتبهون أننا
انتقلنا منذ مائتي سنة إلى مفهوم المواطنة، فهم غير منتبهين لذلك، ويتعاملون مع الآخر أو المسيحي بطريقة لا تعكس مبدأ المواطنة، معاملة فيها نوع من التمييز، أي بشكل غير لائق. لستُ مسؤولاً يا مولانا عن هذا، إذا كان الدين كما تفضلتَ فضيلتك وقلتَ ليس فيه هذا التمييز الذي رأيناه في المنيا ورأيناه في بني سويف، رأيناه في المقدمات المسؤولة، المسؤول هو من؟ التعليم، وأحياناً تكون المسؤولية أيضاً - لا تؤاخذني - الإعلام، تماماً، وأحياناً تكون أيضاً - الثقافة السائدة وأحياناً تكون، وهذه ربما تجعل إخواننا المسيحيين يستاؤون منها، وأحياناً يكون
نفس المسيحيون أنهم في مجال معين لا يشاركون فيه. يعني تعجبت كثيراً لماذا لا يوجد بين المسيحيين لاعبو كرة قدم. الذي هاني رمزي مثلاً، أتفهم؟ المسيحيون موجودون في الفن منذ أيام نجيب الريحاني، ومنذ أيام هاني رمزي موجود، أليس كذلك؟ لماذا لا تكون أنت موجوداً في كرة السلة وفي الرياضة؟ لماذا لا يوجد فيها المسيحيون؟ وعلى فكرة، الذين يديرون الرياضة ليسوا ضد، وليست لديهم ثقافة التمييز. كما يكون في الفنون، يجب أن يكون في الرياضة. وكما يكون في لماذا لا؟ في يوجد متميزون. وهكذا إلى آخره من كل الأنواع مسيحي يعني لا يلتفت. كنا واحداً إلى خمسة في القضاء، يعني كل خمسة قضاة فيهم واحد مسيحي.
كانت في البداية واحداً إلى سبعة فأصبحت واحداً إلى خمسة. لم نعد نلتفت أصلاً هل هو واحد إلى سبعة أو واحد إلى خمسة أو ماذا. هذه الحكاية لا نلتفت إليها. حسناً، مولانا، هناك بعض الخبثاء - اسمح لي أن أقول - وسأخصص هنا حتى بعضاً من المسلمين، نعم، يقولون: "لا والله نحن نخاف، هذه دولة إسلامية، هذه دولة مسلمة، نخاف". أنا أتكلم بصراحة يعني بما في النفوس، وقد يكون نفس الشيء في الطرف الآخر. ما والله إني أخشى أن تكون الغلبة لهم في هذا البلد، وأن تبدأ الأفكار المتطرفة في العمل والتحكم والسيادة في هذا المجال وذاك. نحن في الأصل مصر هذه أهل فكر، فهذا الكلام قد حللناه منذ منتصف القرن التاسع عشر. كيف؟ قلنا يا جماعة ما هي هوية المصري؟ هوية المصري هي العربية. إننا ننطق العربية وليس الفرنسية، وإن حضارتنا
إسلامية. على فكرة، الحضارة الإسلامية حتى المسيحيون مؤمنون بها وليس لديهم مانع. جاري المسيحي عندما تتأخر ابنته إلى ما بعد الساعة العاشرة أو الحادية عشرة يقول لي: "أين كنتِ؟ لماذا تأخرتِ؟ الله! سيأكل الناس وجهنا"، تماماً مثل المسلم. هي نفس المحادثة التي تحدث في الخفاء في بيت المسلم هي التي تحدث في الخفاء عندما يأتون في مأتم، لا تجد المسيحية ترتدي الأبيض والمسلمة ترتدي الأسود، فكل المصريين يرتدون السواد. في بلاد أخرى طبعاً اعتادوا أن يرتدوا البياض مثلاً أو شيئاً مثل ذلك عندما يأتي عيد المسلمين. يأكلون كعكاً، وعندما تدخل إلى محلات الحلويات، تجد مكتوباً "كعك صيامي". ما
هذا الكعك الصيامي يا أبناء؟ يقولون لك إنهم لم يضعوا فيه سمناً ولا ما فيه روح أو خرج من روح، وذلك من أجل إخواننا المسيحيين. انتبه، كعك صيامي. إنها فكرة الكعك، فكرة اللباس، فكرة. العادات والتقاليد فكرة كذا وكذا وعد أصبح لا نهاية له حتى إن الأمور وصلت إلى مسائل - سأقول لك ما هي - مضحكة لمن يراقب من الخارج، لكنها في حقيقتها يعني شخص مسيحي أو مسلم في المقهى، الاثنان أصدقاؤك يقولون حسناً نعم حسناً. صلِّ على النبي. هل أنت منتبه؟ حسناً، أنت الآن تصلي على النبي. انتبه أنك مسيحي، اختلطت الثقافة. والآخر يرد: ليس عندي ما
أرد به. وبعد ذلك، أليس هذا هو "اللهم صل عليك يا مولانا"؟ نعم جداً، نعم، فهمنا هكذا، نعم. إذاً هناك أناس يريدون أن نتخاصم بدلاً من أن نتصافى. الصفاء هذا والكلام الذي هو أصل عبارة "صلِّ على النبي" ماذا يعني؟ يعني هدِّئ بالك. على فكرة، لم تعد تقتصر على الصلاة الأولى التي هي العبادة، أي أننا نطلب الصلاة على النبي، بل أصبح معناها: هدِّئ بالك، خذ نفسًا عميقًا، امنح نفسك فرصة للتفكر وما إلى ذلك. إلى آخره هذا الجمال الذي يوجد في الحضارة الإسلامية والذي عاشه المسيحي لا يستطيع أن يخرج منه يعني. فإذا كان المسيحي ليست له ديانة إسلامية لكن له حضارة إسلامية، فهذا يعني أن الهوية مكونة من الحضارة الإسلامية وليست من الديانة الإسلامية، وهذا ما نعبّر عنه في الدستور الذي يوافق. عليه الجميع مبادئ
الشريعة الإسلامية هي مصدر رئيسي للتشريع، قال لك: نعم أنا مؤمن بهذا. ما هي هذه المبادئ؟ كلها تتمثل في أنك لا تظلم، وأن تكون سمحاً، وأن تكون كذا. نعم أنا مؤمن بهذا وكذا. أما بخصوص العقيدة الإسلامية من حقيقة سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم من حقيقة... القرآن من حقيقة كذا وكذا هذه قضية مختصة بالديانة وليست بالحضارة. إفراز الحضارة هو هوية المصريين، ومن هنا وافقنا على المواطنة، ومن هنا انتقلنا إلى أننا لسنا دولة طائفية، لأن الطائفية معناها أن نكون كم ويعطوننا على قدر كم، أعطونا إذن. في البرلمان على قدرها، وأعطونا في القضاء
على قدره، وأعطونا في الجيش على قدره، هذه تُعتبر طائفية. لكننا دولة مدنية، والمدنية معناها أنها آمنت بالمساواة، والمساواة معناها أن الحقوق والواجبات متساوية للجميع. حسناً، بارك الله فيكم مولانا، بعد الفاصل سأسأل فضيلتكم عن الأفكار التي تنشرها الجماعات المتطرفة. خصوصاً بين الشباب يقولون إننا لسنا دولة مدنية، بل نحن دولة إسلامية. هل
لقيمة المواطنة ونبذ التمييز ضد الآخر أياً كان هذا الآخر؟ في نهاية حديثه، تحدث فضيلته عن فكرة أن مصر وفقاً للفكر والحضارة الإسلامية هي دولة مدنية. فسؤالي لفضيلة الدكتور: البعض يردد، خصوصاً بين الشباب في... فكرة أننا لسنا دولة مدنية - لا تقولوا دولة مدنية وإنما نحن دولة إسلامية - هل هناك تعارض بين الإسلام كديانة حاكمة وبين فكرة المواطنة التي تسمح للآخر دون تمييز عنصري أو طائفي بأن يتشارك معنا البلاد؟ أناس لم يطلعوا على هذه الأمور، قرأوا كتباً فقط. سمعت عن شلاوين، نعم، لكنني لم أتربَّ على أيدي مشايخ، ولم أتربَّ على أيدي مفكرين،
ولم أتربَّ على شيء. قرأت كتباً وجدتها هكذا، فلم أجد فيها شيئاً. لا يوجد شيء اسمه دولة مدنية، نعم، في العالم إلا عند المصريين. الدولة التي جاءت في الدستور هي مثل دستور فرنسا لعام ألف كانت دولة علمانية، والدولة العلمانية في حوالي عشرين دستوراً في العالم. عندما تتتبع دساتير العالم، تجد أن عشرين دستوراً في العالم ينص على أن هذه الدولة علمانية، منها دستور الاتحاد السوفيتي، ومنها دستور فرنسا، ومنها دستور المجر، ومنها دستور الأوروغواي، ومنها دستور الهند، لأنه ينص صراحةً على أنها دولة علمانية. وفي دولة دينية، والدولة الدينية لا تبقى موجودة، ويمكن لو كانت موجودة ستكون الفاتيكان وإسرائيل. ستكون
الفاتيكان وإسرائيل هما الموجودتان، نعم، حتى إسرائيل دولة يهودية نشطة. هذا كان تعريف جورج بوش الابن الذي هو دولة يهودية نشطة أو "جويش ستيت أكتف" الواضحة. يعني هذا هو الإبداع المصري الذي الناس لا الدولة المدنية؟ فما الفرق بين الدولة المدنية والدولة العلمانية؟ في الدولة العلمانية، البرلمان هو المُشرّع بأي سقف، يعني إلى أي مدى؟ لا يوجد له سقف. فهل يجوز للبرلمان أن يجيز الشذوذ الجنسي؟ نعم. هل يجوز للبرلمان أن يجيز الإجهاض أو القتل الرحيم أو الانتحار؟ نعم. هل يجوز أن يجيز البرلمان... في وقتٍ من الأوقات، الاتفاق على التلذذ بالقتل. نعم، وكل ذلك حدث
أن اثنين في ألمانيا ذهبا إلى الشهر العقاري وعملا اتفاقاً بأنه سيقتله. فقتله، وبعد ذلك قالوا له: من الذي قتلت؟ فقال: أنا، ولكن بموجب اتفاق، والعقد شريعة المتعاقدين. إننا متفقون على أنني أقتله. هل وصلت البشرية إلى... هؤلاء الهمج الفوضويون، ولماذا هم كذلك؟ لأن العلمانية برلمانها لا حدود له، ويمكن أن يفعل أي شيء في أي شيء، ويبيح أي شيء في أي شيء. أصبح الآن في أمريكا إذا تكلمت ضد الشذوذ الجنسي اعتبروك متخلفاً لأنك ضد الشذوذ الجنسي. حسناً، أما الدينية فهي مرتبطة بحاكم يكون خليفة عن... الله في الأرض وله
حكم التشريع، حسناً، ومن هو هذا؟ إنه النبي على فكرة، إنه النبي. هذه الصفة موجودة في النبي. وهل النبوة مستمرة عندنا لنأتي بالنبي دائماً؟ بالطبع لا، النبوة ليست مستمرة. إذاً ما الذي يستمر؟ إنه الاجتهاد. الذي اختلفت معك فيه وقال كذا، فيكون الأمر انتهى ولا دولة دينية ليست من أصل الإسلام، لماذا؟ لأن الدولة الدينية تحتاج إلى نبي وليس هناك نبي. حسنًا، ما هي المدنية إذن؟ المدنية لها برلمان يصوغ - انظر إلى الكلمة "يصوغ" - التشريع وله سقف. هذا هو الفرق الكبير الذي هو المدنية. المادة الثانية (في الدستور) الشريعة الإسلامية، تمام. لو أزلنا إذا في مدينة فيها المادة الثانية، نعم، وهذه
المادة الثانية موجودة في دستور واحد وعشرين بالضبط، لكنها كانت مئة وستة وأربعين. أما العلمانية فليس فيها المادة الثانية، ليس لها سقف، ليس لها سقف. نعم، فهذه لها سقف. طيب، افترض أن برلماننا جُنَّ واجتمعوا وأباحوا المحرمات التي تحدثنا عنها على... كلما ذهب شخصٌ مثله ليشتكي إلى المحكمة الدستورية العليا، تقوم المحكمة الدستورية بالبحث والنظر فيما إذا كانت هذه المسألة مناقضة للفقرة الثانية أم غير مناقضة للفقرة الثانية، التي هي ما بدا للشارع الإسلامي. يأتي ناقد القانون ويعطلون هذه الهيئة. لماذا لا يكون المخرِف القرضاوي هو الذي ينقضه، لأن المخرِف القرضاوي كيف حالك؟ وهذه دولة، هم يظنون أن هذا الشخص مثل هذه
الدولة ومثل كذا وما إلى آخره، كأنها عزبة تخصهم. مثلاً البلد ليست عزبة تخصهم، والدولة ليست عزبة تخصهم. الدولة لها أسس، وهذه الأسس معتبرة، وهذه الأسس إسلامية، وهي دولة إسلامية، وستظل دولة إسلامية لأن أهلها على اختلاف مشاربهم وأديانهم. ومعتقداتهم يحبون مظلة الإسلام، هذه هي القضية. فإذا كان هناك فرق بين الدولة المدنية والدولة العلمانية، فما هو الفرق؟ السقف الذي هو مبادئ الشريعة الإسلامية، يعني إذا كنا محكومين فعلاً بمبادئ عامة متفق عليها يرضاها الشعب. ماذا تقول الديمقراطية؟ التجربة تأتي، ماذا تريد الديمقراطية؟ هذه الديمقراطية، قيل لك إن الديمقراطية عن طريق الفصل بين السلطات حتى نحقق أعلى درجات العدالة، التشريع شيء والقضاء شيء والتنفيذ شيء. ثانياً: تداول السلطة. ثالثاً: المسؤولية،
لا بد من وجود مسؤولية التي هي دولة القانون. رابعاً: دولة المؤسسات، ثلاثة آلاف مؤسسة مصرفية تقود الحياة. إذن نحن أمام دولة ديمقراطية فعلاً، حسناً. النقطة التي تليها هي الحرية، وهذه الحرية تشمل عدة درجات: خمس أو ست درجات؛ حرية العمل، وحرية الاعتقاد، وحرية التعبير، وحرية التنقل أو الانتقال، وحرية العمل، وحرية الرأي. هناك فرق بين حرية الرأي وحرية التعبير: حرية الرأي مطلقة "فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر"، أما حرية التعبير فهي مقيدة بشرط كلام شكسبير عندما يقول إن حريتك تقف عند طرف أنفي، كان ذلك حين كان شخص جالساً في
هايد بارك وشكسبير بجانبه، فوضع ذلك الشخص يده في أنف شكسبير، فسأله شكسبير: لماذا تفعل ذلك؟ فأجابه: أنا حر. فرد عليه شكسبير قائلاً: لا، حريتك تقف عند طرف أنفي، أي لا تؤذني، فهذه هذا منصوص عليه في المادة الثانية عشرة في الميثاق العالمي، لكن حرية الرأي تعني أن تعتقد ما تريد. إن أردت أن تكون ملحداً فأنت حر، [ستكون] في جهنم إن شاء الله. أنا أقول لك إنك ستدخل جهنم لكنني لا أفعل لك شيئاً، هذا [الأمر] سنعود إليه. ربنا ينبئنا بما كنا فيه نختلف، ولذلك فإن ما عليّ هو أن أدعو إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة، لعلي إن قلت لك إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي، وأنك لا تهدي إلى الصراط المستقيم. إنما أنا أهدي وأرشد فقط، هكذا تكون القضية إذاً.
نحن دولة مدنية ولسنا دولة علمانية ولا دولة دينية. الدولة الدينية ليست متحققة فينا والدولة العلمانية ليست متحققة فينا. وما الفرق؟ أن لدينا سقفاً نعرف أن ننتهي عنده. ولماذا وضعنا هذا السقف؟ لماذا لا نجعلها دولة علمانية ونستريح؟ لأن الشعب يريد ذلك. استفتِ يا أخي، أنزل استفتاءً وقل له ما مدنية بالمفهوم هذا أو نصبح علمانية بالمفهوم هذا، فإن تسعة وتسعين بالمائة من الشعب سيقولون لك: لا، أنا أريد هذا. ماذا تقول الديمقراطية؟ تقول إننا مع حكم الأغلبية. حسناً، افترض أنه في يوم ما قال المصريون: لا، نحن نريد أن نصبح علمانية، ستصبح علمانية رغماً عني وعنك وهكذا إلى آخره، ما هو رأي الأغلبية؟ ما دام رأي الأغلبية هو أن الأغلبية فعلت ذلك، وحينها ماذا سنقول؟ سنصبح مثل تركيا،
سنصبح مثل تركيا التي تقول إننا دولة علمانية. في يوم الجمعة، في يوم، يعني في يوم جمعة كهذا، كان هواناً، هل تتذكر عندما اعتدوا عليّ في حادثة الاغتيال في ذلك اليوم؟ كان في اسطنبول اجتماع يُسمى "شكراً تركيا"، وجلسوا يتحدثون قائلين أن أردوغان هو سلطان المسلمين وما إلى ذلك، ولا أعرف ماذا. عندما فعلوا ذلك، ظهر شخص من حزب الحرية والعدالة كان اسمه عمر الفاروق وقال لهم: "يا جماعة، أنتم أفشلتم تجربة الديمقراطية في بلادكم وفشلتم، فأرجوكم اتركونا وشأننا ولا تُفشلوا للإخوة في مصر وللإخوة في العالم، إنهم في غياب تام عن المفاهيم. تركيا علمانية لكن مصر ليست علمانية. مصر لها سقف اتفق عليه شعبها الكريم الطيب الذي
هو إن شاء الله شعب مبارك، شعب مصر إلى يوم القيامة إن شاء الله إن شاء الله. هذا هو الأمر. الحكاية أن هناك سقفًا، وفي العلمانية لا سقف. حسنًا مولانا، فكرة أخرى أو مفهوم آخر هو مفهوم دار الإسلام، ماذا يُقصد بهذا المفهوم؟ هذا مفهوم قديم. عندما كنت أذهب إلى إنجلترا أو ألمانيا أو فرنسا ومعي المصحف دائمًا، كانت أول شيء يفعلونه هو أخذ المصحف وحرقه، والأمر الثاني تحويلي إلى يُعذَّب حتى أقول وأكفر بالإسلام وأدخل المسيحية الكاثوليكية، وإذا دخلتُ يكملون عليَّ لكي أدخل الجنة طاهراً. استمر هذا الكلام حتى عام ألف
وثمانمائة وثلاثين، حيث أُغلقت آخر محكمة تفتيش. هل هذا عقل؟ هل هذه إنسانية؟ هل هذا عقل؟ عقل؟ أو هل هذا يفكر فيه أي شخص متدين في القديس توماس الأكويني؟ لقد ألّف لهم شيئاً يُسمى "الخلاصة اللاهوتية". ينص فيها على كيفية جواز هذا الكلام وأنه واجب، وأنه عذاب الدنيا ولا عذاب الآخرة، إذاً هذا الكلام غير مقبول في ظل هذا التكوين. الذي قامت ضده البروتستانتية والتي رفضت الكاثوليكية
من أجله والتي غيرت وجه التاريخ ووجه الحضارة ووجه كذا إلى آخره هذا رد على توماس أكويناس. فكنا نأتي نحن ونقول دار الإسلام ودار الكفر. عندما تأخذ مصحفي وتحرقه اليوم، ماذا يحدث؟ الذي يحدث أنني ذاهب إلى ألمانيا. ومعي المصحف لأطبعه هناك، انظر الفرق. وبعدين يقول لي: من أنت؟ فأقول له: إنني حاصل على الجنسية، أنا حاصل على الجنسية. تفضل، هل ستطبع هذا؟ نعم، وستشحنه من ألمانيا للمتاع. نعم، انظر الفرق. فإذا هذه الحياة لم يعد معها دار إسلام ودار كفر الذي كان موجوداً وليس مسبباً في تاريخنا يكون هناك دار إسلام ودار
كفر لأنه كان تحت ظرف شديد من العداء غير المبرر للآخر. كانت هناك حملات من الآخر لغزو بلادنا وتغيير هويتنا وسرقة ونهب جيوش اسمها الحروب الصليبية. كان هناك أيضاً غباوة في رفض العلم والعلوم، كل هذا كان مرفوضاً، وانظر ماذا فعلوا بجاليليو حتى... ما تابوا قال لهم أنا تائب إلى الله، أنا ليس لي تدخل بلا علم بلا إثارة. فكل هذا الكلام هو أنني أريد أن أقول لسيادتك كانت ظروف عصره. دعنا لا نستدعي هذا كي يُصدّقوا على عصرنا. لماذا لا نستدعيه؟ لماذا يَدَع الفقيه المسلم وهو أول من يضع. القانون الدولي عند محمد بن الحسن الشيباني في السير الكبير، نستدعيه ونقول له: "لماذا قلت دار إسلام ودار كفر؟" فيقول: "لأنكم عذبتمونا في محاكم التفتيش، انظر إلى ما
حدث في إسبانيا، أخرجتم الناس من دين الله أفواجاً بالضرب والإهانة والقتل والتعذيب. لقد فعلتم أفعالاً لم يفعلها بشر، لقد أبدتم..." أبادت الشعوب الهنود الحمر وأبادت تسمانيا في أستراليا وأبادت الزولو والبوير في أفريقيا وأبادوا وعندما دخلوا الهند لم يستطيعوا السيطرة عليها لأنها أكثر منهم عدداً. نحن لم نفعل هكذا، نحن لم نُبِد شعوباً، فعندما قسّمناها إلى دار الإسلام ودار حرب أو دار كفر أو غير ذلك، كان ذلك لأجل... تقسيم آخر عصري موجود حينما تغيرت الأحوال وأصبحوا لا يقبلوننا بل يجنسوننا أيضاً، عشرة ملايين في أمريكا، وثلاثة ملايين في لندن، ولا أعرف أين يوجد سبعة أو ثمانية ملايين في فرنسا، وأربعة وعشرون مليوناً في أوروبا. متفرقين حقاً، أهي دار كفر خالصة أم أصبحت دار إسلام خالصة؟ هذا هو السؤال. أصبحت الحبشة،
أصبحت الحبشة، أصبحنا في الجوار حقاً. هل تنتبه كيف؟ وفي الحبشة ماذا فعل؟ في الحبشة ذهب وقاتل مع النجاشي الرجل الذي يعتدي عليه، واشترك في الجيش وهو إلى آخره. نعم، وهناك أناس لم يعودوا من الصحابة، ليس كل الصحابة عادوا، وظلوا موجودين. والمسلمون الذين في الحبشة أولئك عبارة عن نسل أبناء الصحابة الذين كانوا موجودين، فلنكن فقط عادلين، لأن الإنصاف والعدل هذا مأمور به. بارك الله فيكم مولانا، بارك الله فيكم. سألنا لحضراتكم بعد الفاصل على صفحة "ولا والم" على الفيسبوك: في رأيك، كيف يمكن تحقيق المواطنة في شكلها الصحيح؟ سأستعرض إجاباتكم.
بعد الفاصل الآخر سأختم هذا الحديث الطيب مع فضيلة مولانا بنصائح لنا جميعاً، ليس فقط للمسلمين وإنما للإخوة المسيحيين الذين يستمعون إلينا الآن يا مولانا. وأنا أعلم أنهم في الحقيقة كُثُر من محبي فضيلة مولانا، وكانت الهواتف لا تتوقف، وكانوا يطمئنون على صاحب فضيلتكم. ولكن أود أن أسمع نصائح للمصريين ليس فقط للمسلمين وإنما للجميع في مسألة المعطلة عندنا، أنا أقول لهم عبارات وبعد ذلك سنكتشف في نهاية الحكاية أن هذه العبارات هي عبارة عن من شتات سبهن سيدنا الرسول عليه الصلاة والسلام: "والله لا يؤمن ولا يدخل الجنة من لا يأمن جاره بوائقه".
احذر أن تفعل في جارك يا مسلم، جاره بوائقه، والله لا يؤمن، لا يدخل الجنة من لا يأمن جاره بوائقه. لو كان معي جاري المسيحي وهو خائف مني، فأنا هكذا لن أدخل الجنة. خائف أن أعمل له مقلباً، خائف أن أعمل له خدعة، هكذا لن أدخل الجنة. هكذا سيدنا الذي يقول ذلك عليه الصلاة والسلام. حسناً، إذاً هذه دعوة للإنسانية جميعاً إلى الجوار. كيف يتحقق الجوار؟ في أروع صوره في المواطنة. هي الجوار، المواطنة تعني أنه جاري في الوطن. عندما يأتي ويقول عندما كان يذبح شاة يقول: "أهديتم لجارنا اليهودي؟"، "أهديتم لجارنا اليهودي؟" مرتين أو ثلاثاً. يقولون
له: "نعم، أهدينا لجارنا اليهودي"، فيطمئن. أنود ما هو هذا لكي يعلمنا نحن، يقول: "لا يزال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه"، سيضعه في الورثة، سواء كان مسلماً أم يهودياً، فلماذا يلح عليها؟ أكرم جارك، أكرم، وهكذا. هل تنتبه كيف أن البر والكرم والطمأنينة بالجار لا تتحقق إلا إذا سُرَّ الجار، وأصبح مطمئناً أنه الحماية وأنه في العناية وما إلى ذلك، هل تنتبه من أين يأتي هذا؟ إنه يأتي من العشرة الجماعة الذين كانوا يسمونهم ماذا؟ جماعة التبليغ والدعوة. جماعة التبليغ والدعوة هذه أصلها في
الهند، وكان آخر شيخ لهم منفرداً هكذا اسمه الشيخ إنعام الحسن. هذا الشيخ إنعام الحسن عندما مرض، من الذي المستشفى جارُه الهندوسي. انتبه، فالهندوس يحرقون المسلمين والمسلمون يحرقون الهندوس، والقضية متأججة جداً في الهند. لكنْ بحكم جواري للشيخ إنعام الله -يرحمه الله- لم أرَ منه إلا كل خير. نعم، أحببته كثيراً، ولم يعد هناك مثله. لقد كان هو الذي أسرع بالسيارة في الساعة الثانية ليلاً ليوصله إلى المستشفى. لكي يلحقه أو لأجل كذا إلى آخره، هذا الشعور هو نتاج عشرة طويلة بين الجيران، بين المواطنة هذه. المواطنة الحقيقية، أنا لا أتحدث عن المواطنة
في جوانبها السياسية ولا الاجتماعية، بل أقصد هذا الجوار. لقد أصبحنا في الجوار، يجب أن يأمن جارك بوائقك، نعم، ولذلك الخونة الذين يفجرون أنفسهم. هؤلاء في باريس أم ماذا؟ هذا مخيف. ألا يعلم أن من يؤذي جاره لن يدخل الجنة. على فكرة، سبحان الله، سبحان الله، بارك الله فيك. والنبي عليه الصلاة والسلام يقول: "من خرج على أمتي لا يفرق بين برها وفاجرها، فليس مني ولست منه". انظر كيف! إذا كان الفاجر محمياً والمؤمن محمقاً، فاحذر أن تخرج بهذا الاستنتاج السطحي. وما هذا الأمر؟ ولذلك نحن في ورطة لأنه يجب علينا أن
نفسر النصوص تفسيراً صحيحاً، وليس التفسير الذي يدعو إليه أبالسة وشياطين الجن والإنس. بارك الله فيكم مولانا، بارك الله فيكم، شكراً جزيلاً مولانا،
شكراً. أشكر