والله أعلم | فضيلة د. علي جمعة ‎يتحدث عن كيفية تحقيق وصية الرسول بالأم | الحلقة الكاملة

والله أعلم | فضيلة د. علي جمعة ‎يتحدث عن كيفية تحقيق وصية الرسول بالأم | الحلقة الكاملة - والله أعلم
أسعد الله أوقاتكم بكل خير وأهلاً بكم في هذه الحلقة الجديدة من برنامج "والله أعلم" لنسعد بصحبة صاحب الفضيلة مولانا الإمام الأستاذ الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، لنقف معه في هذه اللحظات ونسأل عن هذه العلاقة الرائعة، العلاقة الوثيقة الوطيدة بين الابن وبين الأم، التي قالوا أن لها يوماً في العام نحتفي به، ولكنها في إسلامنا الجميل لها كل الأيام. الأم التي قال سيدنا رسول الله: "الجنة تحت
أقدامها"، أو كما قال صدق سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم. كيف نحقق هذه الوصايا التي أوصانا بها سيدنا صلى الله عليه وسلم لتكون. الأم هي الطريق إلى الجنة مولانا. أهلاً بكم، أهلاً وسهلاً بكم. كيف نحقق هذه الوصية والوصايا الجميلة التي أوصانا بها سيدنا صلى الله عليه وسلم؟ لكي نستطيع أن نرد ولو جزءًا بسيطًا من الجميل ومن الواجبات ومن كل شيء قامت به الأم. بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام رسول الله وآله وصحبه ومن والاه، يبدو أننا سنعجز عن أن نقدم ولو أن ندرس بيسير لآبائنا وأمهاتنا، خاصة الأم. وكان مشايخنا يقولون إن ما تعانيه الأم خفي، وما يعانيه الأب
ظاهر، فتجد الأولاد ربما تميل قلوبهم مباشرة إلى الأب، لأن الأب هو الذي يسعى لهم، وهو الذي يحضر لهم الذي يعني يشعرون معه بالحماية، إنما لم نرَ الأم وهي حامل الولد الذي كان في بطنها، لم يرها وهي حامل، لم نرَ الأم وهي تلد وتواجه يعني الموت، لم نرَ الأم وهي ترعى أبناءها بحب ليس له مقابل في السنتين الأوليين الخاصتين بالرضاعة أو إلى أن يكبر حتى سبع سنوات. سنينٌ ويجري هنا وهناك، أو يبلغ عشرة أو اثني عشر سنة، أي يدخل في مرحلة الفتيان. ابتداءً من سبع سنوات يبدأ الولد يميز، ولذلك
يسمونه سن التمييز. لكن كل المجهود الذي بذلته الأم هذا من ناحية هو مجهود خفي، لا أحد يتذكر متى كان في بطن أمه، والمجهود الخفي الثاني الأولاد لا يفهمون مدى حب الأم لهم، لا يفهمونه لا بنات ولا صبيان. يفهمونه عندما تتزوج البنت وتنجب، فتقول: "الله، يبدو أن أمي كانت هكذا"، ومع ذلك لا تصدق إلى هذا الحد، وإلى هذا الحد أيضاً، لأنه كما يقال "من ذاق عرف" صحيح، لكن من شاهده تبقى دائماً موجهة قلبها ابني تفطر وقلب ابني على حجر، فحكاية أن نقدم شيئاً يكفي به النذر اليسير أظن ليس في استطاعتنا أن نفعل هذا. حسناً، ما الذي يبقى؟
أن نحمل المنة سواء كانوا أحياءً أم أمواتاً، نحمل المنة في حق سيدتنا. الله يعلم كيف أن أمنا خلاص، هي تأمر ونحن نطيع. ليس لها حلٌّ، فلنذهب إذاً لنرى مولانا يُحدِّثنا ويقول لنا كيف أوصى سيدنا صلى الله عليه وسلم بهذه الأم، وكيف أوصى بها. كان هناك امرأة تُدعى جاهمة السلمي. جاهمة جاءت إلى النبي عليه الصلاة والسلام، وقال إن جاهمة هذا هو رجل. جاهمة مثل معاوية ومثل طلحة ومثل حمزة، فيُسمّونه المؤنث أي أن اسمه يحتوي على تاء التأنيث لكنه ليس مؤنثاً، ليس مؤنثاً حقيقياً، يعني ليس مؤنثاً حقيقياً. فاطمة مؤنث حقيقي، نعم، لكن جاهمة السلمي جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال له: "يا رسول الله،
أردت أن أغزو"، يريد أن يخرج معه في الجهاد، والنبي عليه الصلاة والسلام هكذا يقول لهم إن أفضل الأعمال إلى الله الجهاد في سبيله، لا يوجد شيء أكثر من ذلك، فأنت ستجود بنفسك في سبيل الله، وهذا شيء عالٍ جداً. فأنا أريد أن أخرج معك للغزو، وقد جئت أستشيرك. فقال: هل لك أم؟ نعم. كما أن سيدنا ذكي وتنكشف له الأحوال، هكذا هو يسأل جاهمة: "أهل لك أم يا جاهمة؟" قال: "نعم". قال: "الزمها فإن الجنة عند رجليها"، وهو ما تقدمت به حضرتك في أول الحديث في الحلقة. هكذا هو: "الجنة تحت رجليها"، فإن الجنة عند رجليها، الذي أخذه العامة وأصبحوا
يقولون: "الجنة تحت أقدام الأمهات"، هذا هو المعنى. خذوا المعنى خذوا المعنى لكن هذا النص يعني قليلاً ليس وارداً هكذا، الوارد هو ما أقوله لك هذا عن جاهمة السلمي، وقد أخرجه النسائي وأخرجه الإمام أحمد، والحديث صحيح على فكرة أيضاً يعني سنده صحيح وكل شيء، ولكن انظر إلى الحلاوة والجمال عندما يقول له الزم أمك. اِلزَمْ إذاً ماذا يعني؟ يعني أن تكون خادماً عندها. نعم، كعبدٍ من العبيد. الآن الشباب يقول لك: لماذا؟ أنا أصلاً حرٌ. أنا أقول: لو كنت حراً فعليك أن تكون عاقلاً. وأنا أقول لك: الجنة عندها وأنت تفعل شيئاً، بل حتى لو أعطيت، ولذلك قلت لك أنه... لن تستطيع أن تؤدي الجميل الذي في عنقك لها، لماذا؟
لأن كل ما ستفعله فيها من خير ستُثاب عليه، فأنت تعمل لنفسك يا عزيزي، لا تعمل لها. أنت تقدم لنفسك، نعم أنت تنتهزها هي أيضاً فرصة، أنت تستغلها، نعم صحيح كما استغلت. بطنها وكما استغلت حبها وكما استغلت رعايتها فإنك الآن تستغلها لكي تدخل الجنة، فانظر أنه لا توجد فائدة، يعني مثل ماذا عندما يأتي الإنسان ليحمد ربنا، حسناً من الذي وفقك للحمد؟ ربنا، حسناً استمر في الحمد إذن أنه هو وفقك للحمد، حسناً من الذي وفقك لأن تحمده أن... هو وفقك ربنا ولذلك خلاص نحن نعجز عن منة ربنا، فربنا جعل الأم في مكافئ عملي للتوحيد. نعم، فما دمنا "واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا
وبالوالدين إحسانا"، هكذا مباشرة. المكافئ العملي للتوحيد هو ماذا؟ إفراد الربوبية والعلوية لله. كيف أعمل به إذن؟ بالوالدين. أول شيء هذا مكافئ عملي يا مولانا. المكافئ العملي الله. المكافئ العملي، أتنتبه كيف أن أكبر الكبائر الشرك بالله هو عقوق الوالدين؟ نعم، الله. المكافئ العملي للشرك ما هو؟ هو عقوق الوالدين. أن تعق والديك. فانظر إلى الحديث وانظر إلى القرآن. المكافئ العملي لأنه هذا عقائدي أننا نقول لا إله في قلبي بأنه بهذه الكلمة الطيبة خير ما قلت وقال النبيون من قبل "لا إله إلا الله". المكافئ العملي
لها ماذا يكون؟ بر الوالدين، "واعبد الله ولا تشرك به شيئاً". هذا هو التوحيد "وبالوالدين إحساناً". الله يعني ماذا؟ يعني عندما نرجع للعمل سننزل إلى أسفل في الأرض هكذا وفي... كيف تُرجم هذا التوحيد القلبي إلى بر والديك، ولذلك يجب أن يعرف الأطفال الصغار هذه المسألة، ويجب أن تعرفها النساء أيضاً. وهي أن الرجل الذي يبر أمه، فإنهم أحياناً يسعدون به. قد تغضب الزوجة أحياناً لأن زوجها يهتم بأمه أكثر من اهتمامه بها أو اهتمامه ببيته، وهذا المعنى. تخبرها وتقول
يعني مع دعها نرى حياتنا الآن، لكن لو علمت ما الذي يفعله زوجها هذا ببره لأمه وأن البركة كلها تنزل عليهم، وأنها لو صبرت معه على بر الأم وهو صبر معها على بر أمها، ستتغير الدنيا وسيعيشان في سعادة غريبة. أحياناً تأتينا شكاوى من النساء ضد حماتها إنها تثقل قليلاً على أولادها، وإما أن الابن نفسه منجذب إلى الأم، وانجذابه للأم تقول لي: "هذا ابن أمه". حسناً، وما المانع أن يكون ابن أمه؟ "ابن أمه" هذه يقولونها على سبيل السخرية والتهكم، لكن هذا يكون باراً بوالديه. ومن هنا نقول للسيدات: كونِ...
أدرك من أجل أولادك لأنهم سيبرّونكم إذا رأوكم أن بر الوالدين شيء عظيم جداً، فبروا الأمهات. وكما قلت حضرتك، يجعلون لها يوماً يسمونه يوم الأم، ونحن المفروض علينا أن نفعل ذلك ثلاثمائة وستين يوماً أو خمسة وستين يوماً التي في السنة. قال له ماذا؟ الزم أمك، انظر، الزم، انظر، الصق بها هكذا. الزم أمك فإن الجنة عند رجليها، هذا هو الحديث الشريف. فإذًا يجب على العقلاء سعيًا لبناء مستقبلهم مع الله أن يقدموا بر
الوالدين وخاصة الأم، لأنه جاء الرجل الثاني قال له: "يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحبتي؟" قال: "أمك"، قال. ثم من ثم يكون خلاص عرفنا أمك، أحضر لي إذن الثاني. قال له: أمك. قال: ثم من؟ قال: ثم أمك. قال: ثم من؟ قال: ثم أبوك. ثلاث مرات الأم، يعني ثلاث مرات للأم. لماذا؟ مشايخنا يقولون ماذا؟ يقولون لخدمتها قُدمت. أي ليست أمك ثم أبوك وكفى، لا، انتبه جيداً. أن أمك قُدِّمت، انتبه أن الأم قُدِّمت، انتبه أن أمك قُدِّمت. حسناً، ولماذا أباك تحديداً؟ أجاب مرة واحدة: لأن الشرع يكتفي بالطبع. ماذا يعني ذلك؟ يعني الشرع لا يأتي ليقول لنا أن الأشياء
التي يكتفيها الطبع هي حرام، بل يترك الطبع هو الذي يبتعد عنها. مثلاً أيريد أن يأكل؟ لا، مثلاً أعزك الله، الماء النجس يحرم شربه وأكله وما إلى ذلك. لا يقول لي هكذا، لا يوجد حديث هكذا، لا يوجد شيء هكذا، لماذا؟ لأنني أعرف ذلك أصلاً، اكتفاءً بالطبع عن تنبيه الشرع. لا يقول لي مثلاً: إن الزواج فريضة عليك ويجب أن تتزوج، لماذا؟ لأن طبيعتي تريد الزواج. فيكتفي بنفرات الطبع عن نهي الشرع وبدفع الطبع عن أمر الشرع دائماً هو هكذا، طيب. فلما وجد أن عطاء الأب ظاهر وأن الأم - يا عيني - هي التي عطاؤها خفي، فنبه إليها
ثلاث مرات: أمك ثم أمك ثم أمك. كانت النساء قديماً، اللواتي كن يتعلمن الديانة وما شابه ذلك، ماذا يعني "أمك ثم أمك ثم أمك"؟ نساء الماضي منذ مائة سنة، أي أننا أدركنا جداتنا، ماذا كان يعني ذلك؟ هنَّ من القرن التاسع عشر، من القرن الماضي، من القرن الماضي. فما هو الشائع؟ كيف تفهمون هذا الكلام؟ يقولون لك "أمك ثم أمك ثم أمك"، انظر كيف! أي أنني أفهم أن أمك ثم أمك ثم أم أمك الأولى التي هي ذاتها الشخصية نفسها، نعم، ثم ما تحبه أمك. انتبه لهذه النقطة، انتبه أن ما تحبه أمك [مهم]. حسناً، إذا كانت تحب
خالتك فعليك أن تحب خالتك، وإذا كانت تحب ابنتها فعليك أن تحب ابنتها، وإذا كانت تحب ما تحبه أمك ثم ما يحبه من تحبه أمك، فإذا وصلنا هنا إلى عملية صعبة بعض الشيء، أي أن الأم وما تحبه الأم وما يحبه أولئك الأحباء، هؤلاء الأحباء، الله هل أنت منتبه؟ ماذا يحبون إذن؟ أختي تحب زوجها، فيجب علي أن أحب زوجها إكراماً لأمي، أي وأنا... أحب زوج أختي، أحبه من أجل أمي. الله، هل تلاحظ؟ أخي هذا يحب ابنه، فأحب ابنه أيضاً. لماذا؟ إكراماً لأمي، لأن أمي تحبه وهو يحب ابنه. أختي
أحبها، أمي تحبها، لكنها هي تحب زوجها. لذلك "أمك ثم أمك ثم أمك" تعني أن دوائر المحبة هذه عملية صعبة. علينا قليلاً لكن أيضاً معنىً جميل، هذا فهم جميل، نعم فهم جميل. كان هذا هو الفهم الشائع في أوساط الناس المتعلمة دينياً في أواخر القرن التاسع عشر، وهذا هو الفهم المصري الجميل. من أجل عين الأم ذكر مؤلف عين، فاصل ونعود. أهلاً بكم أعزائي المشاهدين، مولانا تحدثنا عن مفهوم جميل. للسعادة في الجزء الأول، وتحدثنا أن من الممكن أن نتذوق السعادة عندما نبر الآباء والأمهات. حسناً، كيف نجعل حياتنا بهذا الشكل
يعني بدون أن تُكلِّفنا تكلفة كبيرة جداً، وتكون السعادة في جوانب حياتنا في البيت، في الشارع، في العمل؟ السعادة مبدؤها ومنتهاها منك أنت، الذي ستسبب السعادة، والدين فتح الطريق، نعم، الذي على الدين عمله، لكن أنت الآن الذي إذا أردت أن تعيش في سعادة أو إذا أردت أن تُنَكِّد على نفسك، لكن الدين فتح الموضوع عندما جاءت أسماء بنت أبي بكر، وكان في ذلك الوقت بعد ماذا؟ بعد صلح الحديبية، فبعد صلح الحديبية كانوا يسمونها فترة العهد مع أثناء فترة العهد مع قريش، عندما جاءت
الأم لزيارة أسماء، كانت هذه الأم زوجة أبي بكر لكنه طلّقها لأنها أصرّت على الشرك وعدم الدخول في الإسلام وسافر. فجاءت لتطمئن على ابنتها أسماء بنت أبي بكر وأخت السيدة عائشة، وهي مشركة، فذهبت إلى النبي عليه الصلاة والسلام وقالت: استفتيتُ. رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن أمي قدمت عليّ وهي راغبة في أمري، هل أتواصل معها؟ هل أستقبلها وأقدم لها شيئاً ونحو ذلك؟" قال: "صلي أمك، صلي أمك" يعني أحسني إلى أمك، نعم، ماذا غير ذلك وهي مشركة. "وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم". فلا
تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفاً لأنه مكافئ التوحيد. نحن لن نترك توحيدنا العملي. هل تفهم؟ حسناً، هذه المرأة امرأة، يعني جاء سيدنا أبو هريرة مرة لكي أقول لك كيف تحصل السعادة وكيف أن الدين أدى ما عليه. هذا مهم جداً، مفهوم السعادة في الحقيقة. الدين أدى ما عليه. أنه فتح حالَك الستُ المشركة، الله وماله، استقبلها وصِلْها، صِلْها، يعني ماذا؟ ستقدم لها هدايا، صِلْها يعني ماذا؟ يعني ستكرم الضيف وستأكل معها وتلطف بها، صِلْها يعني ماذا؟ كلمة الحسنة صدقة يا أخي، ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق، صِلْها يعني ماذا؟ يعني ترى منها مكارم الأخلاق وبراً، صِلْ أمك. فما المقصود؟ نحن نتألم، أي أن لدينا قلوباً كريمة رفيعة. فأبو هريرة
دخل على أمه قائلاً: "السلام عليكم"، فردت عليه: "لا سلام ولا كلام"، وبدأت تشتمه وتشتم النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فحزن أبو هريرة كثيراً وجاء إلى النبي باكياً صلى الله عليه وسلم وقال: "يا يا رسول الله، إن أمي تدخل عليَّ فتسبني وتسبك. حسناً، سب الرسول هذا جريمة كبيرة عندنا فيها حد، هل أنت منتبه؟ والفقهاء يقولون إذا كان الذي سب مسلماً وتاب، فإننا سنقيم عليه الحد بعد التوبة. نعم، يقول هو هذا مقام عالٍ جداً. فأبو هريرة يبكي في وجه سيدنا رسول الله لكن هذه سهلة جداً، "اللهم
اهدِ أم أبي هريرة" وكفى، فاستجاب الله له وأسلمت أم أبي هريرة. لم يدعُ عليها، ولم يقل: "لا يا الله، دعني أذهب لأقتلها". حسناً، وأنت لماذا لم تقتلها؟ هذا الكلام الفارغ الذي يتحدث به هؤلاء النابتة غير موجود أصلاً، غير موجود. مرة قال لي أحد أبي كافر مسلم، هو أبوه مسلم لكنه ليس سائراً على طريقته. أبي كافر وأنا أفكر في قتله، ولكنني أتردد قليلاً بسبب الأموال التي يملكها، لأنهم سيمنعونني من الميراث وأنا أريد هذا الميراث لأستخدمه في الإفساد، أي ما يسمونه بالإرهاب، الإرهاب في سبيل الله. قلت له: يا أخي. والله ربنا
بريء منكم في الدنيا والآخرة. إذا الدين فتح لنا قال لي: "افعل كذا وكذا وكذا"، وبعد ذلك قال لي: "ماذا أنا؟" قال لي: "أسعد نفسك". كان يحب السرور، كان يحب التفاؤل في كل شيء. فحضرتك في البيت أو في العمل أو في الشارع، أسعد نفسك. ما هي الأسباب؟ السعادة أسباب السعادة بر الوالدين، والله نعم. يقول لك عامة الناس بعد ما جربوا وعاشوا: يا لبركة دعاء الوالدين! صحيح، يا لبركة دعاء الوالدين! فدعاء الأم هذا هو دعاء مستجاب، ويجب علينا أن نسعد بهذه الشريعة ونطبق هذه السعادة في حياتنا وذلك بالالتزام. بأوامر الله ورسوله، الوصية التي لسيدنا النبي صلى الله عليه وسلم: "أمك ثم أمك ثم أمك ثم أبوك". هل معنى ذلك أن عقوق الأم ذنبه يتضاعف عن
عقوق الأب وحقوق الأب؟ يا مولانا، انتبه إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بأربعة أوامر، الأولى للأم والثانية... للأم والثالثة للأم والأمر الرابع للأب. نعم، فأنا عندما أعق أمي أكون قد خالفت ثلاثة أوامر، وعندما أعق أبي أكون قد خالفت أمراً واحداً. إذن الإجابة على هذا السؤال هي أن نص الحديث يُشير إلى عِظَم ذنب مخالفة بر الأم مقارنةً بمخالفة بر الأب، أي أن مخالفة الأم التي تُعتبر نص الحديث هكذا لأن هذه ثلاثة أوامر يقول له: بر أمك، بر أمك، بر أمك. فهو إذا لم يبرها يكون قد
خالف ثلاثة أوامر، هل انتبهت؟ لأن هذه ليست للتأكيد، بل هي أمر جديد. الترتيب يا مولانا للترتيب مع التراخي. قال له: "أمك"، فأجاب: "حسنًا، سأنفذ برّ أمي"، ثم بعد قال له: "حسناً، أمي، سأنفذها رقم اثنين بعد ذلك". من قال لأمك؟ حسناً، أنا ذهبت وعققت أمي، فيكون قد أنجبت ثلاثة أولاد، لكن عققت أبي، فيكون قد أنجب واحداً فقط. حسناً، إذا كان عقوق الأب سيدخلك النار، فعقوق الأم إلى أين سيأخذك إن شاء الله؟ هذه الحكاية أن الجنة تحت أقدامها، حسناً يا مولانا الإمام ونحن نتحدث ونبحث في الظواهر لكي تعتدل الحياة بالنسبة للأبناء، ما سبب نسيان وجحود الأبناء
لما فعلته الأم في حياتها ونحن ما زلنا أجلنا في الدنيا؟ أي يعني الدعوات التي ندفع بها في الحياة منها حتى بعد وفاتها، يا مولانا أليس هناك نسيان؟ لأنه أصلاً لم يدخل هذا العقل، إنه طبع متأصل لا يتغير، ولذلك قالوا كانوا يقولون لك الدنيا تُلهي مليئة بالملاهي، اتركوها كما هي. فلماذا الدنيا تُلهي؟ لماذا الإنسان غافل؟ لماذا الإنسان لا يتذكر؟ هو أصلاً لم يدخل ليتذكر، لا رأى الألم وهي حامل، ولا رأى الألم وهي تعاني سكرات الموت، وهي ساهرة وتسقط من طولها وهو رضيع، ولا كذلك، ولا رأوا التعب الذي أتعبها به أبداً، ما رأى شيئاً كي يتذكر، ومتى سيرى ذلك؟ عندما يرى بعينيه أن زوجته حامل
وكبُر بطنها. سيراه في زوجته عند الولادة. فيبدأ "الله! النساء يا أخي تتحمل كثيراً". أنا لا أستطيع ذلك. حتى أعمل هكذا صحيح ويبدأ يستفيق إذا أراد الله له الهداية بعد الغفلة. فالذي تسأل عنه سيادتك سببه الغفلة، الناس في غفلة، والناس يعني في غفلة. فإذا ما انتبه يعني الله، أين كنا؟ لقد أضعنا فرصاً كثيرة. حسناً، لقد جاءتك الذكرى فذكِّر، فإن الذكرى تنفع المؤمنين. في هذه الذكرى مهمة جداً، نعم مولانا الإمام، يعني هذا تذكر بعد الغفلة وتذكر يرجع لوالدته. إذاً أن يغفر الله له مرهون بأن والدته تسامحه، فإن لم تسامحه لا
تستطيع أن تفعل عليه شيئاً، لا تعرف، هي الوحيدة في الكون التي لا تستطيع أن تتخلى عما فُطرت عليه من أدعو على ابني وأكره من يقول آمين. المرأة تدعو على ابنها وتشتمه وقلبها من الداخل يعرف. وإذا شخص بجانبها أو امرأة قالت آمين، تضربها. صحيح، كيف تقولين آمين؟ يعني أنتِ تريدين الله أن يستجيب لي؟ إنني أُبعد هذا الدعاء باللسان فقط، فهو حينما يعود سيجدها تنتظره بلهفة. تمثل عليه، نعم، من الوارد أنها تمثل عليه، فهي امرأة، والمرأة من طبيعتها الدلع والدلال وما شابه ذلك، لكن قلبها من الداخل غير مسامح،
ولذلك يوم القيامة عندما يكتشف صاحبنا المغفل هذا، يقول: "يا إلهي، هذه كانت سهلة، كان يكفي أن أزورها بعد كل ما فعلتُ بها، كان يجب أن قبل يوم القيامة وقبل أن ترى بعينيك لتصدق، فكل شخص عاقل والدته تزورها الآن سيجدها موجودة. فليُسرع قبل الوفاة، قبل الفوت والموت، لأننا جميعاً سنموت. فقبل الفوت والموت، فليُسرع. وإذا ماتت يا مولانا ورجعت إلى ربها، فليسعد بأنها ستكون في خالتها في أولادها. في ذلك يعني في أهل صلتي وأصحابها، انتبه! يبرهم ويخدمهم ويقدم لهم أي شيء في إمكانه وفي مقدوره لأنها
فرحانة بي في عالم الأرواح. هل فعلاً عندما تموت الأم ماتت "الذي كنا نكرمك من أجلها فاعمل الآن صالحاً"؟ طبعاً، يعني هذه هي الحقائق، هذه طبعاً ليست مصادر ولكنها حقائق، وهي أن الأم عندما تدعو لأحد، فإن الله يستجيب لها ويجبر بخاطرها حينما أقامها في هذه المكانة من المسؤولية والمنزلة، فالله يكرمها. إذا ماتت الأم، فمن الذي سيرعاك بكل قلبه هكذا وقلبه محترق عليك؟ لا أحد، انتهى الأمر، ولذلك المرأة... عندما تريد الزوجة أن تُظهر حبها الشديد لزوجها، تقول له: "أنا أمك". نعم، انتبه
أنها عندما يكون حبها صادقاً جداً، تقول له: "أنا أمك وأختك وحبيبتك وزوجتك"، وهكذا حتى تضع في المقدمة من هي الأم التي لا خلاف عليها. هذا هو المعنى، هذا هو العنوان، أي "أنا أمك". أنا أدعو لك كما كانت أمك تدعو لك. آه، هذا القلب المتعلق هو أساسه الأم. فإذا رحمت فأنت أم أو أب. هكذا نحقق وصية الرسول صلى الله عليه وسلم بالأم. يعني وصلتنا مولانا الإمام بعض المدخلات وبعض التعليقات من
السادة المشاهدين. الأستاذة شيماء تقول بطاعتها وبرها وعدم... يقصدها الأستاذ ياسر بقوله بملازمة برها وتذكر فضلها وحسن صحبتها ودوام طاعتها. ويقول الأستاذ هشام بأن نعاملها بوصية الإسلام بها. وتقول الأستاذة أمنية بطاعتها وبرها والمداومة على زيارتها مهما كان الانشغال بالدنيا وهمومها، والدعاء لها سواء كانت حية ترزق أو انتقلت إلى رحمة الله. هذه مجمل التعليقات على سؤالنا وكيف نحاول في حياتنا أن نحقق قصد سيدنا صلى الله عليه وسلم بالأمة. هيا بنا نسعى. يعني أنا لا أحب الكلام الكثير. نعم، أنا أريد أن ترضى الأم. ترضى، وكيف ترضى؟ ترضيها، تظل تتحرك هكذا أمامها، نعم،
إلى أن ترضى. يعني أرضِها، هل تنتبه؟ أرضِها لأجل، الجنة. تحت قدميها رُدَّها إليها لكي يرضى الله عنك. كيف أردُّها إذن؟ اجتهد أنت، اضرب الأرض وأخرِج ثمراً. ما يهمني هو كيف ستردها إليها. رُدَّها بأن ترى ما تريده وتفعله لها، لأن ليست كل أم مثل الأخرى. هناك أم تريد أن تبقي ابنها إلى جانبها، وهناك أم أخرى تريد أن يذهب ستَرضى عندما تراه مهتماً بعمله، وستَرضى عندما يكون ناجحاً في حياته، وستَرضى عندما يكثر زيارته لها. صلة الرحم - للعلم -
غير البر، فالبر هو نتيجة صلة الرحم. صلة الرحم تعني أن يجلب لها طعامها وشرابها وعلاجها وغير ذلك، ثم يحدث أنها ترضى، وهذا هو البر، أن... أرضها فكل واحدة لها مداخلها في الرضا، أنا لا أتدخل، أنا أريدك أن ترضيها، أريدها أن تكون راضية. ابحث عن الطريق الذي يوصلك إليها، انظر إلى أي صنف تنتمي أمك. فهناك أمهات تغضب إذا زرع ابنها كل يوم، وتقول له: لماذا يا بني تفعل هكذا؟ ولماذا هذه المصاريف؟ ولماذا أنت... الله! حسناً، أولادك، أنت لست منتبهاً لهم، وهناك أم لا ترغب في رؤية ابنها والسعادة به لأنها تشعر بالوحدة والغربة والتقدم في السن والمرض وغير ذلك إلى آخره. وهناك امرأة وامرأة كبيرة وامرأة
صغيرة وامرأة وهكذا، لا، كل واحدة لها مدخلها. فسددوا وقاربوا، لا يكلف الله نفساً إلا وسعها، فافعل. غاية ما في وسعك فربنا يجعلها ترضى عنك، إذا رضيت عنك تكون أنت في البر وفي رعاية مولانا. اسمح لنا مع الاتصال الهاتفي مع الأستاذة دينا والأستاذة نادية والأستاذة زينب. يا أستاذة دينا، أهلاً بكِ. أهلاً وسهلاً، تفضلي يا أستاذة دينا لو سمحتِ حتى أسأل الدكتور سؤالاً. ما هو السؤال؟ كان زوجي قد أقسم عليّ، أي كنت أنوي في مجال وقال لي بالطلاق: "متى ما تخرجي، لن تخرجي من الباب". وبعدها بقليل هو سكت، وحدثت مشكلة عندنا في بيتنا واضطررت أنا وهو أن نخرج، وخرج معي. فهل هذا حرام أم لا يا أختنا؟ هل في هذه الحالة يقع الطلاق؟ وهذا يُسمّى في الفقه يمين الفور، يعني لا تخرجي من الباب الآن.
بعد ساعة أو ساعتين اتصلوا بك وحدثت مشكلة، ورأيت أن تخرجا أنتما الاثنان لكي تذهبا لحل المشكلة أو التعامل معها، فلا يقع طلاق أصلاً لأنك فعلاً لم تخرجي الآن. متى كان يقع الطلاق لو قال لك؟ أقسم بالطلاق لن تخرجي من الباب. قلت له: حسناً. تركها ووجدناها وفتحت الباب وخرجت. هل حدث هذا يا دينا؟ لا، لم يحدث. أنا تحسنت قليلاً بعد ذلك، ثم تزوجت أنا وهو، ولكن كفى. ما دام لم يحدث فلا يوجد طلاق. لو كنتِ قد فعلتِ هذه الحركة السخيفة في ذلك الوقت، لكن أنت الآن لماذا لا يوجد طلاق لأن هذا يمين يسمونه يمين اللغو. نعم، هل هناك أسئلة أخرى يا أستاذة دينا؟ أشكرك شكراً جزيلاً أستاذة نادية. السلام عليكم. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. تفضل يا أستاذ فضل. سيدنا
الشيخ بالأمس كان في برنامج حواري على قناة سي بي سي أيضاً. قولوا الابن البار لأمه، أنا منذ ست وسبعين سنة، عندما يحترم الابن أمه ويحسب لها حساباً ويعظم مكانتها، وكما تقول: "الجنة تحت قدميها"، فهذا يُسمى ابن أمه. حتى لو كانت تُدعى السيدة نادية، فسنقول إن ابن أمه من أهل الجنة. نعم، على عكس الشخص الذي ليس ابناً لأمه. يكون ابناً عاقاً ومن أهل النار، أرأيت إذن، هذه هي القصة، إنه ابن أمه. حسناً، لا بأس بذلك، لا بأس. يقولون نسبة الطلاق، يعني كنا نحن قد تجاوزنا السبعينات، كنا نُناديها بـ "أمه" في زوجها، أي ابني كان زوجي، كنت أنادي أمه. خلاص، ابن الأم، ابن أمه هذه. يعني من أهل الجنة؟ نعم،
ولكن وفقك الله لكل خير. هذا هو ما نجيب به. هل هذا الولد ابن أمه؟ نعم، لأنه من أهل الجنة. يا سلام! شكراً لله. نعم، هو ابن أمه، لأنه من أهل الجنة. إذن ابن من؟ يا رب اجعلنا منهم. يا رب آمين. يعني ابنُ أمهِ طبعًا، الذي يقولُها تهكُّمًا ويقولُها على أنه يعني مُستهتر أو ليس لديه مبادئ. ليست له كلمة. ليس لنا علاقة بالمعاني السلبية، نحن سنحوِّلها إلى معنى إيجابي. هو ابنُ أمهِ نعم، لأنه من أهل الجميع وهذا كافٍ، حتى نتجاوز هذه الإساءة. نعم معكم أستاذة زينب، يا أستاذة أهلاً بحضرتك، هل يمكنني التحدث مع الدكتور علي؟ تفضلي، يا سيدتي، تفضلي. نعم، تفضلي يا زينب، تفضلي يا مولانا. حالياً، أنا طبعاً لا أحفظ التحيات وأصلي فقط بالفتحة، والله واحد، والسجود
كله لرب الناس. هل هذا صحيح؟ هل تكون صلاتي مثل الفيلم؟ مثل الفيلم، شيء جميل. استمر على هذا النحو جيداً، ولا تبالِ. بعد إذنك يعني... حسناً، أنا الآن ابني لا يسأل عني أبداً بسبب زوجته التي لا تعاملني بشكل جيد، ولا يسأل عني ولا يذكّرني أن أتصل به ليطمئن عليّ. ادعُ له بعد كل صلاة هكذا، قل: "يا رب اهده"، ومن وقت لآخر، يعني كل اتصلت به بالهاتف أربعة أو خمسة أيام، ربما يخجل. إنه قاعد يا رجل، قاعد. مر عام ولم يكلمني، ولست أنا من يكلمك، كلمه أنت. نعم، كلمته أنا، وجاءني مرة واحدة وبعد ذلك لم أره. كلمه مرة أخرى، يقولون له تعال وهكذا، يعني لا تتركوه، لكنني أشفق على نفسي. أولادك، انظري ما زلتِ
تُعالجينه لأنَّ هذا الولد مريض، فأنتِ تريدين معالجته، فأنت تدعين له من ناحية وتتصلين به لأنه في المرة الثانية أو الثالثة ستجدينه قد تحسَّن. أفهمُ منك هكذا يا مولانا. فضيلتكم تقدمون بعض النصائح للأمة أيضاً، فهل على الأمهات كذلك بعض الأمور التي يجب أن تقوم بها حتى تجعل لا تصنعي هذا الحجاب، أي أنني أقول لزينب لم نتمكن من إنشاء الحائط بينك وبينه، أي لم نتمكن من قضية الحجاب. هو الآن زوجته تريد أن تبني حجاباً، لا تمكّنيها من بناء الحجاب. بماذا؟ بالتواصل. يقول لك: المودة تذيب الثلج، أي كان بيني وبينك جبل، ثلج، وبعد ذلك نلتقي. عندما نلتقي ثلاثة
أو أربعة، يذوب جبل الثلج هذا، فأراك إنساناً مبتسماً وأنت تراني إنساناً مبتسماً، ونتحدث مع بعضنا. والله هذه هي الصورة يا أخي التي كنت أحملها في ذهني. فتفعل هكذا، الأبناء يخطئون، حسناً، تتدخل الأمهات وتحل المشكلة، والدعاء يُجدي نفعاً لأن الله معه. سيدتنا زينب يا أستاذ زينب. أهلاً بك أهلاً بك أهلاً وسهلاً عليكم وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أقدم التحية لسيدنا الجديد الشيخ علي جمعة وحضرتك مولانا مع فضيلتك نشكركم على البرنامج الجميل الذي نستفيد منه جداً لكن أسأل الدكتور سؤالاً صغيراً فضيلة مولانا مع حضرتك فضيلة مولانا فضلين سلام عليكم سيادتك السادس مولانا الشيخ علي جمعة، وعليكم السلام، ربنا يباركك ويكرمك يا رب. الله يخلفك. نسأل حضرتك هل يجوز أن نصلي صلاة الفرض ونقرأ القرآن من المصحف لأننا لسنا حافظين آيات كثيرة من القرآن؟ فهل نفتح المصحف ونقرأ فيه؟ نعم، يجوز. وكان ذكوان
يصلي بعائشة من المصحف وورائه أمثال الزبير بن العوام وطلحة. وكذلك إلى آخره، شكراً جزيلاً لسيادتك، جزاك الله خيراً عنا وعن كل المسلمين، وهذا مذهب الشافعي يا زينب. الأستاذة أماني، أهلاً بك. السلام عليكم. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. أنا أتكلم وأنا كلي فخر صراحةً أنني الحمد لله توصلت لفضيلة الشيخ. ربنا يعطيه الصحة ويكرمه، وبحق أجزل الله كل. بعد إذن حضرتك يا فضيلة الشيخ، عندما تكون هناك أم لا تتعامل بالعدل مع أولادها، وفي نفس الوقت توفيت هذه الأم، لكن ابنها كان يعاملها معاملة في منتهى البر والتقوى، ولم يرَ منها للأسف معاملة حسنة، فهل يُثاب أيضاً إن شاء الله؟ بالتأكيد ستكون مجازاته خيراً. إن شاء الله طبعاً بعد إذن حضرتك، نعم بالطبع، فالله تعالى لا يضيع أجر من أحسن عملاً. فإذا كان الولد
باراً والأم لسبب أو لآخر منقبضة منه أو شيء من هذا القبيل، أو أن طبيعتها هكذا، فالله تعالى ما دام قد وفقه لذلك البر المستديم فسيبقى... إذا كان الله قد أعدّ له الجنة، فنحن ونحن جالسون هنا في الدنيا سنعيش غايته ثلاث دقائق. تعرج الملائكة وتذهب إليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة، أي ثلاثة وثلاثين سنة في دقيقة، مما يعني أنك لو عشت مئة سنة فكأنك عشت ثلاث دقائق عند ربنا. فلنصبر هذه الدقائق في يوم القيامة لقي الجنة ونعيمها ولقي الخلود لأن الآخرة هي الحياة الحقيقية، كما قال تعالى: "وإن الدار الآخرة لهي الحيوان"، أي هي
الحياة الحقيقية بين الحياتين، لأن حياتنا هذه قصيرة كثلاث دقائق، وهناك خلود دائم حيث لا يوجد موت، فالموت سيُذبح بين الجنة والنار. إذاً يكون مغفلاً ذلك الذي خيرٌ يا مولانا، وربنا يكرمك يا رب ويمنحك الصحة، شكراً. سؤال من الاسم... اسم مولانا: البعض يتساءل عن عقوبة عقوق الوالدين في الدنيا وفي الآخرة. معنا طبعاً... في الدنيا أقل ما فيها أن أولاده يعقّونه كي يشعر بالألم فيما أجرم وفيما فعل. أما في الآخرة فكما قلنا. انظر كيف أن الله سبحانه وتعالى ينهانا عن الشرك، فالشرك منه ظاهر ومنه خفي. الرياء
مثلاً نوع من أنواع الشرك، كأن أصلي ركعتين ولكن بنية خبيثة حتى يراني الناس، أو أن أجد أناساً فأقول: "ها أنا أصلي". انتبهوا، فهذا رياء، والرياء يدب في القلب دبيب النمل. ماذا يعني الرياء؟ يسمونه الخفي يعني حتى يمكن تخيل علي الرياء هذا ما هي عقوبة الرياء عند الله. يقول: "أنا أغنى الأغنياء عن الشرك، من نازعني ردائي أخذته ولا أبالي". يبقى إذاً الكبرياء ردائي والعظمة إزاري، ومن نازعني ردائي أخذته ولا أبالي. فالرياء نوع من أنواع الشرك، والكبر نوع من الشرك الخفي، ولذلك نحن
هذه في الآخرة عقوبة سيئة جداً لأنها تكون كنوع من أنواع الشرك الخفي. مولانا الإمام الرجل الدكتور علي جمعة ووضوئية كبار العلماء بالأزهر الشريف. شكر الله لكم، أهلاً وسهلاً بكم، أهلاً بالمشاهدين. دمتم في رعاية الله وأمنه، إلى اللقاء.