والله أعلم | فضيلة د. علي جمعة يوضح معنى المسئولية وحكم التهرب منها | الحلقة الكاملة

بسم الله الرحمن الرحيم، بسم الله بدء كل خير ورأس كل أمر ذي بال. أهلاً بكم في هذه الحلقة الجديدة من برنامج "والله أعلم"، لنسعد بصحبة صاحب الفضيلة مولانا الإمام الأستاذ الدكتور علي جمعة، وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، لنسأله عن هذه الكلمة الغاية في الأهمية في حياتنا: المسؤولية تتنوع. وتتسع دوائر مسؤولية الفرد في البيت، الفرد في الشارع، الفرد في العمل. كيف حددها الإسلام؟ وما الحكم في التهرب من هذه المسؤولية؟ المسؤولية الأدبية والمسؤولية الاجتماعية والمسؤولية الاقتصادية
والمسؤولية الوطنية. تتنوع وتتعدد هذه المسؤولية. مولانا الإمام، أهلاً بفضيلتكم، أهلاً وسهلاً بكم. كلمة المسؤولية هي كلمة بسيطة في حروفها ولكن... معناها ربما يكون كبيراً جداً في إطار حديث سيدنا صلى الله عليه وسلم: "كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته". فهل سبق الإسلام كل المواثيق الدولية والنماذج الحديثة في تحديد هذه المسؤولية؟ بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. هكذا أرشدنا رسول. الله صلى الله عليه وسلم أن نشتق من هذه الكلمة والمسؤول كلكم راعٍ وكلكم مسؤول والمسؤول جاءت من مادة سأل وعلى ذلك فإن الله سبحانه وتعالى سوف
يسألنا وسؤال الله سبحانه وتعالى إنما هو سؤال حساب وتكليف والإنسان في هذا الموقف مسؤول بمعنى اسم مفعول يعني سيقع عليه السؤال ويجب عليه أن يقيم حجته حينئذ فسيُسأل، فإن وجد الله فيه خيراً فخير، وإن وجد غير ذلك فالأمر إليه سبحانه في العفو أو المؤاخذة. ونعوذ بالله من مؤاخذة الله لنا. فالقضية هي كلمة مسؤولية، يسمونها عندنا في اللغة العربية مصدراً صناعياً: زراعة-زراعية، صناعة-صناعية، وطن-وطنية، قوم-التي هي. النسبة إلى هذه الكلمات على هذه الهيئة:
مسؤولية، زراعية، صناعية، تجارية، وطنية. الوزن مصدر صناعي، اسمه مصدر صناعي. وكانوا هم يعلموننا في الأزهر قديماً، يقولون لنا ما هو المصدر الصناعي: كون الشيء كذا. نعم، كون الشيء مسؤولاً عنه مسؤولية. ماذا تعني المسؤولية؟ كون الشيء يُسأل عنه. أنت تريد أن تفسر زراعية. كون الشيء منسوبًا إلى الزراعة، أي هذه الأشياء الزراعية، الخطة الزراعية، تعني الخطة التي نُسبت إلى قضية الزراعة، والخطة التي نُسبت إلى الصناعة، إلى آخره. فالمسؤولية معناها ما نُسب إلى قضية السؤال، فيكون إذًا محور هذه المسألة هو المساءلة. وعندما
أتينا وتطور الفكر الاجتماعي والاقتصادي والسياسي وغير ذلك إلى آخره، وكل واحد فكر أنه فكر جيداً وما إلى ذلك، فقالوا إن مبنى الإدارة ومبنى الحكم ومبنى القيادة؛ هذه القيادة تكون في الجيش وفي الشرطة وفي العسكرية، وهذا الحكم يكون في السياسة وما إلى ذلك، وهذه الإدارة تكون في المؤسسات والشركات وغيرها، كل هذا مبني على ثلاثة. ماذا يا صديقي عن الثلاثة الذين تتحدثون عنهم؟ قال أول شيء: هذه المسؤولية ظهرت الآن. ماذا يعني أن السلطة المطلقة مفسدة مطلقة؟ السلطة المطلقة التي معناها أن الإنسان لا يُسأل، فعّال لما
يريد، ولا تكون إلا لله. لماذا؟ لأنه عالم، لأنه حكيم، لأنه قوي، لأنه رب، لأنه خالق، لأنه مالك. هل أنا أمتلك كل هذه الصفات؟ لا! إذن فلابد أن تساءل. المسئولية. أتعلم أننا لو عينّا مدير شركة ولم نحاسبه، أتعلم أننا لو وضعنا أحداً في الحكم ولم نسأله، ولو وضعنا أحداً في القيادة هكذا ولم نحاسبه، في العسكرية، لفسدت الدنيا. فأول شيء هو المسؤولية، وثاني شيء هو المشاركة. أنه يعني: "وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان"، والمشاركة يعني: "وشاورهم في الأمر"، يعني استمع إليهم وانظر، يعني لينوا في أيدي إخوانكم. يعني
أن الله يحب الجماعة، يحب الفكر الجماعي، هكذا هو. عندما يكون ما يُسمَّى بالفريق، يقولون لك بالإنجليزية "تيم"، الفريق وورك، العمل الجماعي "تيم وورك". فريق العمل طيب وماذا أيضاً؟ الثالثة ماذا؟ قال التداول يعني أنا لست مخلداً فيها يعني لست أنا فيها لأخفيها وأبقى فيها لا، والمسؤولون في الإدارة نحن درسنا الإدارة جيداً على أيدي الأكابر رحمهم الله تعالى، يقول لك بعد اثني عشر سنة وأنت في منصبك بعد ذلك لا تعرف كيف كل أفكارك طاقتك وتحفزك واستثارة ذهنك تنتهي بعد اثني عشر سنة. حسناً، هل عرّف الشرع الشريف المسؤولية؟ أعرفها فيما أخرجه البخاري: "كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته". انتبه
إلى العناية والرعاية والاهتمام، وانتبه أنك ستُسأل وستُسأل تكليفاً. حسناً، وهل عرّف الشرع المشاورة؟ نعم، وما هذا؟ هو مبني على ذلك، وشاورهم في الأمر، وأمرهم شورى بينهم. انظر كيف، وهل عرف التداول؟ التداول نعم بالطبع، كيف؟ هي كلها تداول، هذا كله تداول. هل تنتبه؟ الجيل وهو يسلم جيلاً يتداول، وتلك الأيام نداولها بين الناس. إن فكر المسلم مبني على أنه هناك تداول، فالسلطة المطلقة. التي ليس فيها مساءلة ولا تداول ولا مشاركة، مفسدة مطلقة لأنها ستُدخلنا في مشكلات أخرى تماماً وفي فساد
مطلق، وتصبح هذه الحالة المطلقة غير صحيحة. حسناً، إذا عرّف الشرع الشريف المسائل، ففي أي مجال؟ لقد قلنا الآن أن هذه الأمور الثلاثة موجودة في الإدارة وموجودة في العسكرية. وموجودة في السياسة وموجودة في الاقتصاد وموجودة في الاجتماع البشري إلى آخره بصور مختلفة وكل بحسبه، يعني في الأسرة مثلاً ليس كل يوم نطلق ونتزوج حتى يحصل تداول، لا وإنما في أجيال بعضها أكون أنا زوجاً وبعدها أصبح أباً وبعدها أصبح أولادي يتزوجون فأصبحت أنا جدًا وبعد ذلك أصبحوا - فجأة - يعني في تداول ما بين حتى الزمن نفسه في تداول، فيكون إذًا كل شيء بحسبه بحسبه في عرف
الشرع هذه المسؤولية. النقطة الثانية التي نريد أن ننبه عليها وهي موجودة في روح النصوص أن السلطة والمسؤولية وجهان لعملة واحدة، السلطة والمسؤولية وجهان لعملة. قال تعالى: "ذلك مبلغهم من العلم"، وقال تعالى: "لا يكلف الله نفساً إلا وسعها". ماذا يعني ذلك؟ يعني لا تسحب مني السلطة ثم تأتي لتقول لي أنت مسؤول. مسؤول عن ماذا؟ حاسبني عليه. حسناً، ستحاسبني على ماذا؟ كمن ألقاه في البحر مكتوفاً وقال له: إياك إياك أن تبتل بالماء. كيف ذلك؟ أعطني وحاسبني فقط، أعطني سلطة وانظر هل سأقصر أم لن أقصر، هل سأعمل أم لن أعمل، هل سأغير أم لن أغير. إذاً، علينا أن نحفظ هذا الكلام: أن السلطة والمسؤولية
وجهان لعملة واحدة، السلطة والمسؤولية وجهان لعملة واحدة، فمن المستحيل المسؤولية. فاصل ونعود معكم. وجهة نظر حضرتك المسؤولية شيء خطير جداً لأن الإنسان الذي ليس لديه مسؤولية ليس لديه انتماء وليس لديه روح وليس لديه أي شيء تجاه أي شيء، لأن مسؤوليتي نحو وطني أن أحافظ على هذا الوطن، ومسؤوليتي نحو أبنائي أن أسعى لجعلهم في أحسن مستوى، مسؤوليتي... نحو زوجتي أن أكون صادقًا
معها، صادقًا مع المجتمع الذي أعيش حوله، مسؤولية مع الجيران، مسؤولية في كل شيء. الكلمة نفسها مسؤولية. مسؤولية أن كل شخص أعطاه الله أمانة، وهذا معناه مسؤولية كبيرة، أي يجب ألا يفرط أحد فيها مهما كان: أولاد، عمل، وظيفة، سكن، كل. شيء في أيدينا مسؤولية، المسؤولية التزام، التزام الإنسان تجاه نفسه، التزام الإنسان تجاه المجتمع، التزام الإنسان أمام عمله، أمام أي موقف أو أي موقع هو يكون فيه في نطاق معين. مفهوم المسؤولية أن لي أمانة ملقاة علي سواء في البيت أو في العمل أو في الشارع أو في النصيحة. في أي شيء أنني أؤدي الشيء الذي أنا مطالب به بأمانة. المسؤولية أن أقدم ما هو مفروض علي أو ما طُلب مني بأمانة، سواء في عملي أو في بيتي أو في الشارع أو في النصيحة، في أي
شيء. يعني المسؤولية هي مسؤولية في كل شيء: مسؤولية دراسة، مسؤولية حياة. بشكل عام إذا أراد شخص الارتباط بشخص آخر، فإن مسؤوليتي أن أكون متحملة مسؤولية والديَّ عندما يتقدم بهما العمر أو إخوتي إذا كان لي أحد صغير، وفوق كل ذلك طبعاً مسؤولية نفسي بأن أكون على قدر المسؤولية، أي أن يكون الشخص ناضجاً بما يكفي ليكون واعياً وأن هناك أشخاصاً يعتمدون عليه. عليه فهو يكون على قدر المسؤولية التي وضعوه فيها. أراك تقولين أن الناس بدأت تتهرب من المسؤولية سواء في البيت أو في العمل لأننا لم نُربَّ أصلاً على مفهوم المسؤولية الصحيح. يعني نحن نفهم المسؤولية بشكل مختلف، أو نحن نفهمها بطريقة تختلف من تربية ومن بيت لآخر. يمكن أن بيتاً يعوّد الطفل منذ صغره يتحمل مسؤولية نفسه على الأقل، وفي بيت آخر يخرج طفل معتمد على الآخرين بشكل كبير. لقد بدأت أتهرب من المسؤولية بأنني لا أريد أن أعمل، وأن المرأة مرجعها البيت، وفي النهاية سنجلس في البيت. لو كان قلبي سليماً، سيجعلني أؤدي عملي بأمانة وأربي أولادي. أمانةً، أُعلمهم بأمانة. سأقدم نصيحة لمن يطلبها مني بأمانة، فالوازع الديني مفقود في
الأيام هذه، وأصبح التهرب من المسؤولية ظاهرة منتشرة. هذا هو سؤالنا على صفحة الفيسبوك مولانا الإمام الحبيب. كنت في الفقرة الأولى من البرنامج، وقد ذكرت حضرتك العناصر الأساسية للعمل الناجح للديموقراطية، للحكم، لأي إدارة ناجحة: المشاركة والمسؤولية. التداول وقلت إن السلطة والمسؤولية وجهان لعملة واحدة. حسناً، بعض الناس عندما تأتيهم السلطة والمسؤولية يتركون
المسؤولية جانباً ويمارسون السلطة فقط. ما هذا؟ هذا أصبح جباراً من جبابرة الأرض. إنه ليس ناجحاً، بل هو شخص يسمونه الدكتاتور، ويصفونه بصفات سيئة وسلبية كلها. فهو الحاكم بأمره، الدكتاتور، الطاغية، يعني ألفاظ كلها [سلبية]. هذا موظف في عمله المسئولية التي عليه هي الرعاية والعناية. فإذا لم يعتني يبقي ترك المسئولية وفي يده سلطة فيؤاخذ. ما الذي سوف يساءل عليه؟ سوف يسأل عن سلطته مع وظيفته. النبي عليه الصلاة والسلام علمنا كيف نهتم بالرعاية، كيف
نهتم بالعناية. مرة كان مع سيدنا جابر، وبعد ذلك وجد الجمل الخاص به بطيئاً. عفواً، تفضل يا مولانا. جمل جابر كان بطيئاً، فكان في يد النبي عصا صغيرة يسمونها محجناً، فنغزه بها وقال له: "ما أخبارك جابر؟ أبو جابر مات في سبيل الله، وكان سيدنا النبي يسأل سيدنا جابر بن عبد الله. قال له: "والله إنني سأتزوج قريباً". فقال له: "أستتزوج بكراً أم ثيباً؟" قال: "لا، سأتزوج ثيباً قد تزوجت من قبل". قال له: "لماذا لا تتزوج بكراً؟
فذلك أفضل لك". قال: "لا"، "لماذا؟" "لدي أخوات"، أرأيت؟ رأيتُ المسؤولية الآن في الرعاية، أحببتُ أن أتزوج امرأة تجمعهن وتكون أمهن (أخوات صغيرات هي تربيهن)، فأنا لا أريد البكر، أنا أريد المُجَرِّبة صاحبة الخبرة لأجل الرعاية. فهو عنده مسؤولية وسيأتي بواحدة يُحَمِّلها أيضاً مسؤولية فوق مسؤولية. فقال له: أتبيع جملك هذا المتعب؟ قال له: أبيعه بكم؟ قال: بأوقية. فلما جاء بلال، وكان بلال مسؤولاً عن الخزينة التي تخص سيدنا، قال له: أعطه الأوقية. فوزن الأوقية وزاد قليلاً، هكذا أوفى. يقول لك: فأوفى، يعني زاد. أحسنت يعني اعتنيت به وأعطيته الشيء. قال: خذ الأوقية
ها هي وجملك معك. الله! يعني أعطاها له. لماذا؟ ماذا يريد أن يفعل؟ يريد أن يعطيه ما نسميه عندنا في مصر "النقطة" لتعينه على الزواج الذي ينوي أن يتزوجه، ما هذه الرعاية! ما هذه العناية! سواء كان نبياً أو كان مربياً أو كان قائداً للجيش، اهتم بأفراده الذين معه، وكذلك أنا عندما أكون موظفاً ووُضعت في يدي سلطة. أراعي منفعة المرؤوسين هذه رقم واحد، وأراعي مصلحة الجمهور هذه رقم اثنين، وأراعي مصلحة العمل نفسه، لا أن أكون فقط أخدم الناس خارج قواعد العمل وأهدافه هذه رقم ثلاثة، وأراعي ربنا في هذه المسألة، لا آخذ رشوة ولا آخذ
سرقة ولا نهباً كما نسمع كل يوم، فيكون إذا أنا فعلت... المسؤولية التي عليّ هكذا أنا في رضا الله، إذا لم أفعل هكذا فأنا رجل جبار طاغٍ تكبرت على الناس وتسلطت عليهم، وفي نفس الوقت لم أفعل أي خير لله سبحانه وتعالى في إرضائهم. هذه هي الحكاية، فيكون إذا السلطة والمسؤولية وجهان لعملة واحدة، وإذا افتقدنا ذلك فقد بدأنا في طريق. الفساد وهذا توجيه مباشر لفضيلة مولانا عندما كان يقول إن الموظف المصري دائماً يتمسك بالسلطة ويترك المسؤولية. بالطبع إنني ضد حكاية الموظف المصري هذه لأن كثيراً جداً من دولاب العمل أناس طيبون ويعملون ويخدمون، لكن هناك في هذا البعض، نحن نشير إلى البعض، أي البعض البعض وهذا وبعضهم.
ينبغي علينا أن نحيط به فنعلمه إذا كان الخلل إدارياً، ونحاسبه إذا كان الخلل مالياً. نعم، رأيت كيف يوجد فرق بين الإدارة والمال؟ إذا كانت إدارة نعلمه وندربه، نعم، ونعيد ونزيد فيه ونصبر عليه. أما إذا كان هناك انحراف مالي، فعلى الفور يعاقب ويُبتر لأننا لسنا متفرغين. مولانا، المسؤولية أصبحت عندنا، نسمع عن المسؤولية اجتماعية، مسؤولية أدبية، مسؤولية وطنية. هل تتنوع هذه المسؤوليات في الإسلام أيضاً هكذا؟ الأحاديث عندما تلقتها الأمة صنفوها. صنفوها، ماذا يعني صنفوها؟ يعني جعلوا لها أبواباً. هذه الأبواب فيها أشياء تتحدث عن الأسرة، وفيها أشياء تتحدث عن جماعة المسجد، وفيها أشياء تتحدث عن الوظيفة. والعمل والشغل في الأسواق فيها أمور تتحدث عن العسكرية
وما فيها، وفيها أمور تتحدث عن الناحية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والعلاقات الدولية، وتحت كل بند من هذه البنود تتشعب المسؤولية، أي تتنوع هذه المسؤوليات بهذا الشكل. حسناً، التهرب من المسؤولية يعد جريمة، نعم، أي إن التهرب من المسؤولية هذا جريمة لأنه سيؤدي. بالإنسان كما قلنا وذكرنا إلى الطغيان، حسناً، لو بدأنا في تحديد هذه المسؤولية بدءاً بدائرة صغرى، تحديد مسؤولية الفرد مع الأسرة، الفرد مع المجتمع، هل تأخذ أشكالاً كثيرة هذه المسؤولية مولانا؟ يعني الفرد يمشي في الشارع ويقول لك يا سلام، هذا التصرف تصرف مسؤول من هذا الفرد الذي يعرف. أين حقه؟ وما الواجب الذي عليه؟ فما بين الحق والواجب
تتحدد دائماً معنى المسؤولية، سواء كنت في البيت أو في الشارع أو في العمل. الحب عطاء، والذي يحب يعطي. قديماً، وجد شخص قشرة موز في وسط الطريق، فاندفع نحوها وأخذها ووضعها في القمامة. لماذا؟ لأنه خاف على الناس الذين هو... لا يعرفهم أن يتعثر أحد فيها فتنكسر رجليه فيصبح في ورطة حب، هي هذه المسؤولية. انتبه، إماطة الأذى عن طريق الناس - انظر عندما تتأمل: "الإيمان بضع وسبعون شعبة، أعلاها لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن طريق الناس، والحياء شعبة من شعب الإيمان". فيصبح إذاً هذا أمراً مهماً للغاية. التي هي مسؤولية الطريق، النبي عليه الصلاة والسلام نهانا عن أن
نعكر أو نلقي بالقمامة أو غير ذلك إلى آخره في الملاعن الثلاثة. لماذا؟ لأن الناس ستأتي لتستظل، ستأتي لتشرب، ستأتي لترتاح، ستأتي وهكذا، فيجدون القمامة فيلعنون صاحبها، فسُميت الملاعن الثلاثة. الفقهاء يقولون إنه مكروه كراهية شديدة أن تفسد هذه الأماكن. قال الإمام النووي والنص للتحريم، هذا النص واضح فيه أنه حرام وليس مكروهاً فقط. أنت تُفسد على الناس حياتها فيكون حراماً. وجهة نظر الإمام النووي هذه عميقة جداً، وهي أنه حرام أن تُفسد على الناس طريقها وظلها وماءها وما إلى ذلك مما يحدث في... النيل هذا رمي القمامة ورمي غيرها. ما
قام به الرئيس في أسوان، فقام أحدهم وقال له: "يا رئيس، هناك مصنع كيماويات يفعل كذا، فعلى الفور قام بحل هذه المشكلة". وهو جالس هذه هي المسؤولية بهمة وقلب. تعال يا سعادة المحافظ: "ما الذي يحدث هنا؟ يجب حل هذا فوراً". هذه هي الهمة والمسؤولية، لكن حكاية "أنا مالي؟" غير مقبولة. حكاية ليس لي بها علاقة، حكاية يا عمي، حكاية لا يهم. هذا الكلام كله من مظاهر عدم التدين، نعم، نعم، من مظاهر عدم التدين، نعم. هل أنت منتبه؟ كيف؟ مرة جاء رجل فرنسي هنا في أيام الملك فاروق وكتب كتاباً، وقد سماه هكذا باللغة الفرنسية، "ما عليهش" كتب كتاباً عن مصر، نعم. مصر جميلة وجيدة وفيها وفيها وفيها، لكن فيها داء سيء جداً. ما
هو؟ قال الناس تقول "ما عليش"، وأنا لم أعرف معنى "ما عليش" هذه، وفهمت أنها تعني "ما عليه شيء"، أي التخلي عن المسؤولية والتخلي عن التكليف، وهذا ليس هو الدين. إن الدين جاء ينعى على من يقول "ما عليهش". ليس لي علاقة بهذا الأمر وليس لي شأن يا عمي، ومثل هذه الأشياء واضحة جداً في الدين. الهمة واضحة جداً في الدين، والقوة، فالمؤمن القوي خير وأحب عند الله من المؤمن الضعيف، إلى آخر هذه الصورة التي تربينا عليها والتي نعيش فيها أيضاً. يعني سيدنا ضرب مثلاً بما فعله السيد الرئيس مؤخراً. في مؤتمر أسوان بالمعادلة
فضيلة مولانا الإمام الحبيب، أنت فضيلتك تحدثت عن كلمتين في حياتنا يسألون عنهما كثيراً وهما: "أنا مالي" و"معلهش". هل تعني كل كلمة منهما التهرب من المسؤولية؟ أو إلقاء مسؤوليتي على شخص آخر؟ فنحن دائماً نلقي بالنتائج على شخص ما، على أي أحد، المهم أن نتحلل. من هذه المشكلة ومن هذه المسؤولية، فهناك شيء في اللغة يُسمى النحت. والنحت هذا هو الذي استخدموه في عبارة "معليهش" التي تعني "ما عليه شيء". فعندما تقول "البسملة" فهذا يعني "بسم الله الرحمن الرحيم"، و"الحمدلة" تعني "الحمد لله رب
العالمين". وكذلك "الدمعزة" تعني "أدام الله عزك" وهكذا. الحولقة تعني "لا حول ولا قوة إلا بالله"، وتقولها بهذا الشكل بتقديم اللام على القاف "حولقة". يقول السيوطي: "والحوقلة سير الرجل الضعيف"، أي يمشي وهو يتعثر هكذا، هذه هي الحوقلة. أما هذه فهي الحولقة بتقديم اللام "لا حول ولا قوة إلا بالله"، والبعض يسمونها النحت. فذهب المصريون ونحتوا "ما عليه شيء، معلهش. معلهش". ماذا تعني تهرب من المسئولية. "ما عليه" تعني أنه لا تُؤاخذه، لا مؤاخذة. لكن "لا مؤاخذة" تُستعمل في أشياء أخرى، وهي السماح، أي بمعنى "من فضلك". أما "معلهش" فهي تهرب من
المسؤولية تماماً، فلو... أنك أنت أخطأت أيها الموظف أو أيها الابن أو هكذا، لا يهم. ماذا يعني؟ ماذا يعني عندما أخطئ أو لا أخطئ؟ لا تنظر إليّ. إذن، نحن نريد إن الله يحب من أحدكم إذا عمل عملاً أن يتقنه. هذه ضد "معلهش" دائماً بعد ذلك، ونحن ندرس. أقول لك فيقول لك ما هي الإدارة بالأهداف، يا رجل أعطني ملخصاً مفيداً لما تريد قوله. قال يعني عندما تأتي للعمل تعمل على هدف مائة في المائة، قلت وتسعة وتسعين؟ قال لا ينفعني. قلت له يا الله! يعني تسعة وتسعين يكاد يكون راسباً؟ قال ماذا؟ نجحنا بنسبة مائة في المائة. عندما تصل إلى مائة في المائة تكون قد حققت الإدارة بالأهداف. هذا
هو هدفنا، هذا هو الهدف الذي يتحدثون عنه. إذا لم تصل إلى مائة في المائة فأنا لا أعرفك. ما هذا؟ تسعة وتسعين؟ يعني الولد حصل على تسعة وتسعين في المائة في الاختبار، قال: لا، هذا معاقب. هل أنت منتبه؟ كيف لا أرى في عيوب الناس عيباً كعجز القادرين على الكمال؟ لم تحقق يا ولد مائة في المائة وأنت قادر، أنت قادر، لقد حققت تسعة وتسعين، فهذه كانت تحتاج إلى قليل من المثابرة، قليل من الصبر، قليل من الجهد الإضافي. أريدك أن تبذل هذا الجهد الإضافي دون أن أخبرك مسبقاً. عندما تظهر نتائج الأعمال تكون سيادتك محققاً المطلوب. هذه هي المسؤولية، هذه هي المسؤولية التي علمنا إياها الدين عندما يأتي ويقول: "إن الله يحب من أحدكم إذا عمل عملاً، أي عمل، أن يتقنه، أن يتقنه". انتبه، وقد ورد في غير المسند، يعني
ليس له سند، أن النبي عليه الصلاة. والسلام أمسك سيفاً مصنوعاً في الهند وقال: "وددت أن يُصنع هذا هنا". الله! إن المؤمن القوي خير وأحب عند الله، وهو جاء للقوم الذين يعبدون طبق عجوة، الذين لا يعرفون ماذا يأكلون، الذين يئدون البنات في جاهلية جهلاء، ويشربون الدم، فأخرجهم من الظلمات إلى النور وجعل منهم خيرة أناس يمشون على. الأرض بأقدامهم لأنه كان صاحب همة كان قائماً بالليل وكان فارساً بالنهار صلى الله عليه وآله وسلم صلى الله عليه وسلم. مولانا، اسمح لنا لنقرأ بعض ردود السادة المشاهدين في الفيسبوك على السؤال: هل أصبح التهرب من المسؤولية ظاهرة منتشرة؟ الأستاذة سماح تقول: نعم، والأسوأ أنها أصبحت شيئاً مقبولاً
بالنسبة لأفراد المجتمع وتطبيع الخطأ هو أسوأ ما يعانيه المجتمع اليوم. الأستاذة عزة تقول: "أكيد منتشرة جداً وخاصة في زمننا الحالي، أصبح التهرب من المسؤولية وسيلة لحل بعض المشاكل من وجهة نظرهم ولكنه للأسف بالعكس". الأستاذة حنان: "أكيد منتشرة حتى داخل الأسرة الواحدة". الأستاذة مريم تقول: "نعم طبعاً وهذه..." سبب كل المشاكل أن كل شخص يلقي المسؤولية على الآخر ويقول ليس لي شأن بالأمر. نفس الكلام يا مولانا لفضيلتكم، يعني أشارت إليه فكرة أنا ليس لي علاقة، وهذا هو السبب، لست أنا السبب. هذا هو الأساس، هو أساس التملص من أو التهرب من أو الفرار من المسؤولية مثل هذه. الشعورات والناس بدأت تقدم مصالحها الخاصة على المصالح العامة، هنا الطامة الكبرى يا مولانا. نعم، أي
تقديم المصلحة الخاصة. أنت فرد في الأمة أولاً، ثم إنك إنسان فرد في المرتبة الثانية، لكنك أحد مكونات الأمة أولاً. ولذلك عندما جاء أناس والتفتوا إلى الاجتماع مثل الشيوعيين. وهناك أناس التفتوا إلى الفردية مثل الرأسماليين، يعني نعيب عليهم، قلنا لهم: لا، إن الإنسان فرد في جماعة، نعم، هل تفهم؟ هو فرد "لا تزر وازرة وزر أخرى" وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه، إلى آخر الآيات التي تبين المسؤولية الفردية واضحة جداً، لكنه "لينوا في أيدي إخوانكم". الله مع الجماعة، فأنت فرد صحيح ولكن في جماعة صحيح. أصحابنا الآخرون هؤلاء الشيوعيون والمركزيون أخذوا كلمة جماعة وطاروا بها
وفشلوا صحيح، والآخرون أخذوا كلمة فرد وطاروا بها ونجحوا، ولكن كثرت فيهم الشهوات وانحلوا وذابوا. يعني لو رأيت القوانين التي وضعها ترامب الأخيرة هذه، فهي قوانين كأنها كرت على الولايات المتحدة بالبطلان. دونالد ترامب، أي يعني سيفتش الذين يدخلون، وإذا كنت مسلماً له أن يشتبه فيك. ما هذا؟ هذا تحيّز وأنت تبني دولتك على عدم التحيز. لا تتحيز لا للجنس ولا للدين ولا للون ولا غير ذلك. هذا أصل الفكرة الأمريكية أنها موئل للمهاجرين، فقال المهاجرون لا يدخلون أربع. شهور؟ طيب، هذا كأنك تقول: "سأتوقف عن الذهاب إلى أمريكا لمدة أربعة شهور". لماذا يفعل ذلك؟
لأنه في الحقيقة أن النموذج فشل. يعني هو نعم بالطبع هم وصلوا إلى القمر ونزلوا إلى الأرض وعندهم قوة سلاح جبارة، ولكن القرارات خاطئة والمصاريف في غير موضعها، وهناك خلل واضح في التوزيع، فهم ليسوا عارفين أين يقفون. ضد الإرهاب أم مع الإرهاب؟ هم لا يعرفون إذا كانوا يحاربون الناس أم لا يحاربونهم، يُرغمون الناس على أن تسير وفق وجهة نظرهم أم يتركون الناس تعيش حياتهم. ما زلنا في حيرة. مولانا، اسمح لنا، لدينا اتصالات هاتفية. معي الأستاذة منى. أهلاً بك، أهلاً وسهلاً. السلام عليكم. وعليكم السلام ورحمة الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يا مولانا فضيلة شيخنا. وعليكم السلام، لقد دعوت لك أمس في صلاة القيام وصلاة الفجر، وإن شاء الله ستكون بصحة وعافية يا رب. إن شاء الله. لديّ سؤالان لحضرتك، السؤال الأول
بالنسبة لعندما أؤدي صلاة كانت عليّ من زمن بعيد. أؤدي الصلاة التي علي بعد الفرض. يمكن أن تُؤدى في أي وقت، في أي وقت. حسناً، حاضر. أما مسألة أن أصلي مع كل صلاة فهذه عملية تنظيمية حتى لا ينسى المرء، وليكون قد حسب حسابها واعتاد عليها. هذه عملية تنظيمية، لكن من ناحية القضاء، نعم لو... أنني متفرد وأقوم بالصلاة طوال النهار والليل مما علي يجوز. ليست مقيدة بوقت. حسناً، السؤال الثاني يا مولانا، السؤال الثاني: المبلغ المُخصص للحج عليه زكاة؟ المبلغ المُخصص للحج يعني وقد مر عليه الحول؟ نعم مولانا، نعم، مر عليه الحول. أخرج عليه الزكاة؟ نعم حاضر. اثنان ونصف بالمئة أم عشرة في المئة؟ المائة أم ماذا؟ إذا كان في وديعة
أو ما شابه، فيكون العشرة في المائة هذه يا إخواننا للوديعة فقط، ولناتج الوديعة. أما إذا كان في الخزانة، أو إذا كان في الحساب الجاري، أو إذا كان عبارة عن شيء معي أنا هكذا، فيكون عليه اثنان ونصف في المائة لا معي. أم مصطفى، أم مصطفى، أهلاً بكِ، عليكِ السلام، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، تفضلي يا سيدتي، لدي سؤالان، السؤال الأول أنني أبيع بالتقسيط، ولدي أموال كثيرة عند الناس، وأسألك يا شيخ: هل يجوز أن أترك هذه الأموال من زكاة المال؟ المال أنا آخذه كإيصالات أمانة عليهم وموجود في الداخل، لكن هذه قضايا وأنا أرى الناس متعبة ولا أستطيع أن أتخذ معهم إجراءات كهذه. فحقاً لو استخدمتهم من زكاة المال سيبقون فترة طويلة، يعني ما لا يقل عن حوالي خمس سنوات أو شيء من هذا القبيل، لأنهم أكثر من الأموال التي وضعتها. وديعة في البنك
يعني أنت تريدين أن تُسقطي الديون المعدومة الخاصة بالناس وتسقطيها من الزكاة؟ نعم، حسناً، على كل حال هذا مذهب ابن سيرين، مذهب واحد من التابعين اسمه ابن سيرين، ولا بأس بأنك أنت يا أم مصطفى تأخذي به، لأن حالة الناس أصبحت ليست مستقرة. السؤال الثاني يا أم... مصطفى، ماذا؟ أنا أراهم متعبين فعلاً. ألم أقل لك؟ فهم مضى عليهم أكثر من خمس سنوات. هل سينفع؟ نعم، ستُسقِطينهم من الزكاة الآن. إن زكاتي أقل من المبلغ الذي لي في الخارج. حسناً، لديك في الخارج مائة ألف جنيه وزكاتك عشرون ألف جنيه، فأنت هذه السنة... ستسقط عشرين ألف، والسنة
القادمة ستسقط عشرين ألف، والسنة التي بعدها لمدة خمس سنوات. افعلي ذلك حتى لو كان مبلغاً كبيراً على شخص. يمكن أن يساعد هكذا شخص واحد فقط، فرد واحد، نعم، حتى لو كان فرداً واحداً. بارك الله لنا فيكم، لن نخيب ظنكم، وأعطاكم الصحة وطول العمر. تفضل يا مولانا. إذا كان المبلغ هذا يكفي لزكاة سنة واثنتين وثلاث سنوات، فهل يكفي أيضاً المبلغ الذي ستسقطه تماماً؟ هذا إذا كنت عندما تسقطه... هذا هو السؤال يا... نعم، هكذا. كل سنة ستسقط جزءاً من الديون حتى تنتهي. حسناً، معي الأستاذة جاسمن. يا أستاذة جاسمن، أهلاً بكِ. أهلاً ومرحباً بكِ، تفضلي. هل يمكنني التحدث مع الدكتور علي جمعة؟ تفضلي يا جاسمين، أهلاً بكِ. هل سمحتِ لي؟ أهلاً بحضرتك. لو سمحت يا دكتور. أنا كنت أدخل
على اليوتيوب وأتصفح قناة عليه، وكانوا يعرضون فيها سحباً على أجهزة اللابتوب والأجهزة اللوحية وأشياء مماثلة. نعم، وكانت تطلب منك الاشتراك في القناة. وتعمل لي إعجاباً وتكتب التعليق بالبريد الإلكتروني الخاص بك، وصاحبة القناة تختار عشوائياً، فالبعض يكسب هذه الأشياء، هل هذا حرام أم حلال؟ أنت لا تدفع شيئاً، ولا تدخل في مسابقة وهم يعطونك فقط، لكن دخولك هذا ليس مقابل شيء وإنما يكون مجاناً، إذاً هو حلال، لكن لو كان دخولك... هذا تدفع جنيهاً لكي تتصل بهم فيجلسون هم يجمعون هذه الجنيهات، وبعد ذلك يجمعون مليون جنيه ثم يعطونك أنت عشرة آلاف، فهذا خطأ أليس كذلك؟ يعني المشاركة في المسابقات التي من نوع أنني أتصل لأدفع جنيهاً في البداية، أو مجرد الاتصال
يأخذ جنيهاً أو اثنين، وبعد ذلك يحصل السحب. إذا أخذ مني، فلا يصلح من الأصل، أصبح هكذا من الأصل. تمام معي، أستاذة مروة. أهلاً بكِ، أهلاً بحضرتكِ. هل يمكنني التحدث مع الشيخ علي جمعة؟ تفضلي بكل سرور، تفضلي يا أفندم. السلام عليكم، أنا إبني الأكبر، متزوج منذ أربعة عشر عاماً، وامرأة غير مصرية ومنذ ست سنوات. شابة مطلقة. مرتين بدأت تشاغله. الوالد عَرِفَ وأقسم قائلاً له: "إذا تزوجت هذه المطلقة فوق زوجتك، سأحرمك من الميراث وأجعل أخاك الأصغر منك وصي على الأولاد". توفي الوالد منذ سبعة أشهر، وفوجئت بأن ابني تزوج هذه السيدة بعد وفاة والده بثلاثة أشهر. بالطبع زوجته
وحدها في مصر منهارة، وأنا كذلك. أنا حزينة جداً على زوجة ابني. أولاً، أنا أقول ذلك هل هو خائن؟ أو هل هذا الزواج حلال؟ لقد استخرجت شهادة الزواج من السجل المدني، لكن زوجته لم تعرف، وبعد ذلك عندما تزوج، أخذوه بمفرده دون أهله أو أي شيء. هو يُخفي علينا إلى الآن. اليوم، فماذا أفعل؟ لا تفعلي شيئاً، وأنت لست مكلفة بأن تعملي شيئاً. نعم، وزوجة ابني وزوجة ابني هكذا تضيع؟ لا، زوجة ابنك هذا قدر، إنه كما لو كان الولد قد مات، يعني هو الآن ذهب وفعل فعلة أنت غير راضية عنها. نعم، طيب هذا أخف
من... أنه كان عمره يجيء مثلاً كنا سنفعل ماذا ولا شيء؟ هذه أمور قدرية من الله ولم يعد لدينا حيلة فيها. قلنا له: يا ولد لا تتزوج، فذهب يتزوج. حسناً يا بني لا تقهر زوجتك، فذهب وقهرها. حسناً ماذا سنفعل في الأولاد الذين لا يسمعون ولا شيء، ولا نفعل أي شيء في ذلك. هذا الزواج حلال. أنت تسأل عن هذا الزواج، هل هو حلال أم غير حلال؟ بغض النظر، أنا لم أطلع يعني هي الآن المرأة التي تزوجها، لماذا تزوجها؟ أين؟ كيف؟ من؟ يعني كل هذه أسئلة ليست معنا. حسناً، هل أنفذ وصية والده بأن أحرمه من الميراث؟ لا يصلح لا القانون سيساعدك ولا الشريعة ستساعدك. هذا لن ينفع، إنها مجرد كلمة قالها الوالد حتى يرتدع
الابن ولا يتزوج، وفعلاً ارتدع ولم يتزوج، وانتظر حتى وضع أبوه رأسه، ثم ذهب وتزوج عصياناً لوصية أبيه وعصياناً لأمه التي هي حضرتك، وعدم اعتنائه بالبيت وما إلى آخره، فهذا لن تقدري أن تفعلي معه شيئاً. هذا قدَر وهذا شيء من عند ربنا. شكراً يا حاجة مرفت. معي الأستاذة زينب. يا أستاذة زينب، أهلاً بكِ، تفضلي يا فندم. شكراً، السلام عليكم حضرة الشيخ. وعليكم السلام. أنا فقط أريد أن أسأل حضرتك عن هذه الفتوى. أنا كنت منذ أكثر من ثلاثين سنة متزوجة. وزوجي كان إنسان غير صالح، فأهلي وكنت حاملاً في الشهر الخامس، أهلي وأمي بالتحديد نصحتني أن أُسقط الجنين في الشهر الخامس وقد فعلت ذلك. أنا أريد أن أعرف الآن، وقد طلقت بالطبع في ذلك الوقت. أريد أن أعرف الآن. هل عليّ
فدية أو أي شيء؟ لا، ليس عليكِ شيء يا زينب ولكن عليكِ. أن تتوبي إلى الله، حاضر، فليس هناك أي شيء. صحيح يا فضيلة الشيخ، لا يوجد شيء، لا توجد فدية ولا دية ولا غير ذلك إلى آخره. هذا ابنك وأنت فرَّطت فيه. وكل هذا من أجل خمسة شهور، لو كان قبل أربعة شهور، لم يكن سيكون هناك تأثم عند بعض المذاهب ولكن بعد خمسة شهور أو بعد أربعة شهور يكون قد حصل إثم. فماذا نفعل؟ ليس فيها فدية ولا فيها كفارة ولا فيها شيء، يعني يستغفر المسلم، لأنه ذنب يستوجب التوبة. سيدة أرضعت طفلة صغيرة مع أولادها الذكور، أرضعتها ثلاث رضعات فقط، فهل يجوز أن يتزوج أحد أبنائها الذكور من هذه البنت إذا كانت متأكدة أنهم ثلاث رضعات
فقط لأن عندنا المُحرِّم خمس رضعات، خمس رضعات نعم. فهي استلحقتها فأصبحت ابنتها بعد الخمس رضعات، أما قبل خمس رضعات فلا. نعم، نعم، فيجوز لأي ولد من أبنائها أن يتزوجها لأنها ليست أخته لأنها لم تكتمل بعد. لا تحرم المصة والمصتان. الأستاذ السعيد معي على الهاتف، أستاذ السعيد أهلاً بك. نعم، السلام عليكم. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. فضيلة السيد، لو سمحت، فوائد شهادات الاستثمار المرهونة لدى البنك لشراء السيارة، هل عليها زكاة أم ليس عليها؟ عليها زكاة، نعم عليها زكاة. عليها زكاة بالرغم من أنها ضامنة. بالرغم من أنها ضامنة لتمويل آخر عليها زكاة خاصة عند الإمام الشافعي، تفضل معي الأستاذة بثينة، هل هناك أسئلة ثانية، جميل، شكراً سيدة بوسينا.
أهلاً بكِ، السلام عليكم. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. تفضل يا سيدي. من فضلك، أريد أن أسأل فضيلة الإمام عن سورة المؤمنون "والذين هم للزكاة وردت في السورة هذه فقط وكل آيات القرآن جاءت "آتوا الزكاة". هل هناك فرق في المعنى، هذه مسألة. والسؤال الثاني من بعد إذن حضرتك، تفضل يا سيدي. في سورة النساء، في سورة النساء: "وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع". هل هنا مشروط. هل في الآية مشروط تعدد الزوجات بسبب معين أم أن الموضوع مفتوح مثنى وثلاث ورباع؟ شكراً. حاضر يا أستاذة بثينة. والذين هم للزكاة فاعلون، لماذا تم التقديم والتأخير هنا يا مولانا؟ نستعمل هذا الذي تسأل عنه في المجتمع المدني ونحن جالسون نستعمل الزكاة. في بناء المجتمع فاعلون، أي هذا يعمل
به لصالح الجماعة، لصالح الأمة، لصالح البلد. ولذلك بعض العلماء كما نقل القفال الشاشي يجعل "في سبيل الله" ليس قاصراً فقط على الدفاع عن الأوطان، بل كل ما كان خيراً يعود أمره إلى الأمة فهو في سبيل الله. هذا سيفسر. كلمة "فاعلون" للزكاة لا يؤدونها بل يعملون بها، هل تفهم؟ فهذا معنى لطيف واستُعمل فعلاً في هذا المجال. قضية التعدد هل هي مشروطة أم لا؟ هل التعدد مشروط أم لا؟ أي أننا لا نعلم من العلماء قديماً وحديثاً من يجعل التعدد مشروطاً، لأنه توجد لدينا شيء يا سيدي اسمه النص، النص عندنا. في شرط ظاهر وهناك ما يسمى
بتفسير النص، فالتفاسير المنقولة إلينا عبر التاريخ لم يكن فيها أي تقييد. وعندما حدثت الزيادة السكانية الهائلة التي نحن فيها، وتطورت الاتصالات والمواصلات والتقنيات الحديثة، رأى الناس أن الاكتفاء بامرأة واحدة يكون أقرب إلى الشريعة، لكن هذا ليس أمراً لازماً. هي هذه يعني محاولة للتطبيق؟ إذاً نحن لدينا ثلاثة أشياء: النص، وتفسير النص، وتطبيق النص. ونقول لهم: يا جماعة، عندما كان سيدنا النبي مع السيدة خديجة عليها السلام وكانت هناك أسرة وكان لديه أولاد، لم يتزوج عليها. فلما توفيت وتزوج السيدة سودة ثم السيدة عائشة ولم يكن لديه أولاد، تزوج عليهن.
فأنا أريد أن أقول إن التعدد له أصل وله تطبيق، والتطبيق أيضاً محفوف بشرط القدرة، ولذلك تجد الأغنياء، هناك أناس أغنياء كثيرون، يكون لديهم زوجتان وثلاث، وليس بينهن نزاع، لماذا؟ لأن لديهم أموال كثيرة، قادرون على الإنفاق عليهن، قادرون، لا، والمرأة لا تنظر إلى ذلك، لكن الثانية يأخذ من قوتها وقوت أولادها ويأخذ إلى الأستاذة الجديدة. حسناً، وبعد ذلك إذا كانت هناك قدرة، فالأمر ليس موجوداً في التطبيق ولا في التفسير المنقول لنا عن الأمة، ليس فيه أي قيد، ولكن إذا كان هناك قيد واقعي. ما هو القيد يا مولانا؟ القيد الذي هو القدرة على النفقة وعدم القهر. إنها في الثقافات
تختلف، يعني أنا الآن أتزوج امرأة تشعر بالقهر لو تزوجت عليها، تموت أي تتألم شديداً، وتقول: لا أستطيع هكذا أنا في نار. وامرأة أخرى تقول: لا، ما المشكلة، لا يحدث شيء، ولكن لا تظلمني. الثقافات تختلف، والدين واسع نستخلص منه سعادة الدارين لكل مكان ولكل زمان ولكل أشخاص بحيث إننا... نعيش في سعادة لا نتخاصم مع بعضنا ولا ننازع بعضنا ولا نفعل هذه الأمور كلها ونقول يا رب هذه هي القصة الدين لأنه مساحة زمنية ضخمة جداً ومساحة للأشخاص والزمان والمكان والأحوال، فلا بد أن تكون هناك هذه المرونة التي تكفي الجميع. مولانا الإمام الحبيب الأستاذ الدكتور علي عضو هيئة بالأزهر الشريف. شكر الله لك. شكراً لكم أعزاء المشاهدين.
دمتم في رعاية اللقاء. للسلطة والمسئولية في آن واحد.