والله أعلم | موقف الشرع والدين في تخصيص يوم للحب ؟ | حلقة كاملة

والله أعلم | موقف الشرع والدين في تخصيص يوم للحب ؟ | حلقة كاملة - والله أعلم
مساءُ الخيرِ وأهلاً بحضراتكم مع حلقةٍ جديدةٍ مِن "واللهُ أعلم". اليومَ إن شاءَ اللهُ سنستكملُ الحديثَ مع فضيلةِ الدكتورِ حولَ الحب. الحقيقةُ أننا منذُ الأمسِ ونحنُ نتلقى سيلاً مِن الرسائلِ كُلُّها أسئلةٌ متعلقةٌ بالحب، وكذلك شكرٌ لفضيلةِ الدكتورِ على حديثِهِ في هذا الأمرِ وأنهُ بالفعلِ أظهرَ وجهاً جميلاً آخرَ للإسلام. وهو تقديره للعلاقة والعاطفة الإنسانية الجميلة والمحبة الجميلة التي يمكن أن تنشأ بين الرجل والمرأة خاصة في الإطار الشرعي أو وهي تتجه في سبيلها إلى الإطار الشرعي وفقاً لمحددات شرعية
ثابتة ومرعية. كثير من الناس في الحقيقة تجاوبوا معنا وبدؤوا يسألون أسئلة في هذا الإطار ويحتاجون إلى معرفة رأي الشرع أمور كثيرة نقوم بها في حياتنا ببساطة ولكن قد يكون لها يعني شبهة أو فيها شبهة أو ما إلى ذلك. اليوم نكمل مع حضراتكم في هذا الإطار، وهناك أناس يحتفلون بيوم الحب أو بعيد الحب أو بالفالنتاين. سنسأل في هذه الجزئية ما موقف الشرع وموقف الدين من تخصيص يوم للحب أسمحوا لي أن أرحب بفضيلة الإمام العالم الجليل الأستاذ الدكتور علي جمعة. أهلاً بفضيلتك، أهلاً وسهلاً، أهلاً وسهلاً، مرحباً بك، أهلاً بحضرتك. بالأمس منذ بداية الحلقة لم أنتهِ من الأسئلة التي وصلت، والحقيقة تقول: "لماذا لم تسأل عن عيد الحب أو الفالنتاين؟" فسنكون قد خصصنا حلقة اليوم مفاجأة. فما موقف الإسلام من الناس الذين يحتفلون بيوم أو بعيد الحب؟ بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. لدينا فكر
إسلامي عميق، نحن ممن لديهم خلفية في الاطلاع على التاريخ الإسلامي والشريعة الإسلامية والفكر الإسلامي عبر القرون والفقه الإسلامي. يصعب عليه لأننا نرى شيئاً أصيلاً متيناً ونرى أشياء أخرى من صفيح، ليست ذهباً، ليست ألماساً، ليست ياقوتاً. تعلم في قصة علي بابا "ياقوت ومرجان" وهكذا. أحمدك يا رب، أحمدك يا رب. أتذكر هذه الأوبرات، فنحن أمامنا كنوز ويصعب علينا أن الناس لا تعرف هذه الكنوز وتبحث وتفرح بترطور أو
أخذت أن الدمية وما شابهها هي التي ألومها، فبالطبع لدينا أسس عميقة. انظر إلى أقل شيء، انظر ماذا فعل الفاطميون في الاحتفال برمضان والمكسرات والفواكه المجففة والكنافة والقطائف واللطائف وكل شيء من هذا القبيل. انظر عندما تخرج من ثقافتنا ومن أصالتنا، الاحتفال بالعيد بالكعك وبغيره إلى آخره، نعم انظر. الاحتفال وبعد ذلك أتي أريد أن أترك كل هذا التراث وأقول إنه ضار وإنه سيء وإنه لا أعرف ماذا، وانظر إلى عيد الأضحى وانظر إلى معنى التسخير أن الله قد سخر لنا هذا الكون. الحقيقة أن الأصالة مع
الفلسفة مع الحكمة مع العمق كأننا لا نراها، فنسأل هذه الأسئلة، فيصعب مثلي أنا هكذا الذي لديه خلفية أخرى يصعب عليّ كلهم، أنتم يعني سعداء بالصفيح، افرح، لكن على فكرة هذا صفيح، وعلى فكرة هذا يذيب الأحمر، أو لا أعرف، الشوكولاتة التي مغلفة بالورق الأحمر، أو العلبة الحمراء، أو لا أعرف، يأتون اليوم ليعملوا في البرنامج الذي قليلاً أنا. أجلس أشاهد في الخارج كيف يصنعون الجيلي الأحمر وما إلى ذلك، وتظهر النكهة المصرية الأصيلة في حكاية أحمر وأحمر منه -والبعيد عنه- لا يوجد مثله، وما شابه ذلك. لا، أنا أريد أن ننقل الأسئلة إلى مستوى آخر وهو
كيف تخرج الفتاة التي تريد أن يفكر المسلمون في موضوع المعاني اليومية ساعة نحن نعيش الحب وإن حصرها في يوم يدل على الجفاف والجفاء، وعندما أقول أن لدي يوم حب أو يوم لا أعرف أم أو يوم كذا أو يوم كذا، وأنا ليس لدي مانع في حد ذاته أن يكون هناك يوم للأم ويوم لليتيم ويوم لكذا، لكنني أعيش المعاني. وها أنت سيادتك تطلب مني أن أنزل من ثلاثمائة وخمسة وستين يوماً في السنة إلى يوم واحد أُظهر فيه الحب أو أتذكر فيه الحب أو أُظهر فيه بري لوالدتي وحبي الشديد لها أو أُظهر فيه عطفي على اليتيم أو أُظهر فيه كذا إلى آخره، وهذا أصبح عندي منهج
حياة. لا تقل لي أنني أنكر يوم الحب هذا، أنا أنكر أن يكون يوماً واحداً، بل أريد ثلاثمائة وخمسة وستين يوماً. والحب شعور، والحب منهج، والحب تطبيق في العمل. أنا لا أريد أن يكون بدبدوب أحمر فقط، وهو يعطيه قلبه ولا يحبه على الإطلاق، وعندما يأخذ منه يلعنه. لا، أنا لا أريد ذلك، عيد الحب هذا تحديداً، ولا يوم الحب، ولا تسمّه فالنتاين، ولا كذا إلى آخره. هو يقول لك هذا يعني أن يوم الحب له ذكرى سيئة عندي. ما هي الذكرى السيئة التي عندي هذه؟ سيد أضب، سيد أضب هذا هو والناس الشباب
الذين هم أتباع. سيد قطب في ورطة بعد أن سمعوني أقول هذا الكلام في برنامج كان اسمه "المتشددون" في قناة دريم. إنهم في ورطة ولذلك لا يأتون بسيرتها أبداً، ولذلك أنا في كل مرة إن شاء الله سأذكر سيرتها لكي أُفهِم الناس من هم هؤلاء الناس. والمصيبة أنها موجودة في الكتب، فلم يعد لا أقول ولا أعيد ولا أستمع لكلام الآخرين فيهم أبداً، هذا موجود في كتاب سيد قطب الذي اسمه "في ظلال القرآن" مطبوعاً. هو موجود، يقول سيد قطب في "في ظلال القرآن": "يا جماعة، أنا كنت قد سافرت إلى الغرب وفوجئت أنه في يوم مقتل حسن البنا الناس في الشوارع تحتفل". بهذا المقتل وتُضرَب أجراس الكنائس ولا أدري ماذا تفعل. أقول تالله إن
هذا الرجل قد اختل في عقله أم ماذا؟ الأمريكيون ليسوا هكذا ولم يكونوا هكذا وليسوا هكذا ولن يكونوا هكذا. إن هذا الأمريكي يعيش حياته هكذا هو مع نفسه. شخص قُتل في الشرق فعرف سيد من يومها أن... حسن البنا على حق وهو كان ضده في خلاف بينهما لأن سيد غضب كما يقول عن نفسه الحد إحدى عشرة سنة وأنقذه من الإلحاد الأستاذ عباس محمود العقاد ثم بعد ذلك دخل في الماسونية وكتب في التاج المصري وكل هذا الكلام قد ذكرناه خلال برنامج مع حضرتك ثم بعد... لقد سافر إلى أمريكا لأنه كان مدير مكتب الوزير. وعندما سافر إلى أمريكا، وجد أن مقتل حسن البنا كان في الثاني عشر من فبراير، أي مثل يوم الجمعة الماضي. كان ذلك في الثاني عشر من فبراير، وقد قُتل في الساعة
الثانية عشرة ليلاً. وعندما وصلت الصحف صباحاً وما إلى ذلك، عشر أنه حسن قتل البنات لأن الجرائد كانت قد طُبعت، فعندما نشروا ذلك، نشروه في أي يوم؟ في الثالث عشر. لا، صباح يوم الثالث عشر، فيكون النشر قد تم في اليوم الرابع عشر. حسناً، إلى أن يأتي الترياق من العراق يكون المريض قد مات. وإلى أن يصل الخبر من هنا فيها ألف وست مئة جريدة. أجرينا بحثاً في ألف وست مئة جريدة لمعرفة كيف اهتم الشعب الأمريكي بمقتل الحسن ابنه، والمفاجأة أن هذا الخبر لا وجود له في جرائد ألف وست مئة، وأنه موجود في جريدتين فقط في الصفحة رقم خمسة والصفحة رقم اثني عشر: لوس أنجلوس تايمز ونيويورك. تايمز فقط
وليس في العناوين الرئيسية ولا أي شيء، يكون سيد غرفة، يا رب كاذب أو أحمق، فذهبنا حينما وجدنا الخبر خمسة أسطر هكذا هنا واثني عشر سطراً هناك، هذا في صفحة خمسة وهذا في صفحة اثني عشر، وأنه لا يوجد أحد يذكره، قلت حسناً كيف هذا كاذب؟ فاتضح... أنه ليس كاذباً، إنه جاهل، إنه أحمق، والذين يتبعونه حتى في الأفكار الخاصة به... انظر إلى أي مدى وصلت السطحية! هذا يوم الفالنتاين الذي نحن فيه الآن، والذي يقول فيه ماذا؟ أنهم يعانقون بعضهم البعض في الشوارع وأجراس الكنائس تقرع في مثل هذا اليوم. الرجل الذي هو سيد قطب... رأى المسكين هذه القصة من وراء الزجاج ولم يسأل، فقلت
إنه لا يعرف اللغة الإنجليزية، فمن يصمت في نفسه هكذا يعني أنه لا يعرف اللغة حتى يسأل: "ما الذي تفعلونه هكذا ولماذا؟"، وربط ذهنه ذلك بحسن البنا، انظر إلى الذهن المريض، وبناءً عليه عندما عاد انضم إلى الإخوان، وبناءً عليه انظر إلى المجتمع وبناء عليه، ما هذا؟ انظر إلى الهشاشة، انظر! إذا ربطنا هذا الربط العجيب الغريب، فإننا نضيع أنفسنا ونضيع تراثنا ونضيع ديننا ونتبع شخصاً مثل هذا، ضعيفاً في اللغة الإنجليزية، وضعيفاً في الفكر، وضعيفاً في إدراك الواقع، وضعيفاً في الاستنتاج. هذا ما حدث، وهذا هو أصل التكفير اليوم. كل هذا الكلام مكتوب في مقدمة الزلال إلى يومنا هذا في كل طبعاتها التي بلغت ثلاثين طبعة وأكثر، والآن داعش
مصورة الثلاثمائة ورقة الخاصة بسيد أضبو واضعينها كملصق على سياراتهم. هذه هي قصة عيد الحب. حسناً مولانا، فكرة حضرتك قلت طبعاً أن الحب والمشاعر الإنسانية اللطيفة هذه... لا يجب أن تقتصر على يوم واحد فقط وإنما تمتد طوال العام. حسناً، الذي يحب وهو خاطب أو متزوج وأراد أن يشارك في هذا الأمر بمشاعر طيبة وأن يهدي لزوجته هدية أو لخطيبته هدية، فهل يكون عليه إثم لأنه يتبع شيئاً غير إسلامي؟ هذه أسئلة. لا تَأخُذْني خاطئًا، فالأمر يشبه أسئلة البقرة. نعم، أنت تدرك ذلك. يعني الآن لو دخلتُ على زوجتي بهذا الدبدوب، ستنظر إليَّ من الأعلى إلى الأسفل هكذا وأذهب لأحضرها. ليس لأن مولانا منتبه، بل لأن ثقافتنا مختلفة. وهناك
امرأة أخرى قد ترفع قضية قائلة: "أنت لم تدخل عليَّ بدبدوب أحمر". العاقل خصم نفسه. هل انتبهت كيف يدخل عليها بدمية حمراء إذا كانت ستهدم الدنيا ولن تبنيها لأجل أن تتجاوز؟ لكنه وهو يربي أولاده يريد أن يربيهم على التأصيل والتفكير والإبداع والاعتزاز بثقافتنا وأشيائنا وما إلى آخره. ويأتي ليسأل واحد بعد هذا الكلام: "حيرتنا يا مولانا، نحن نريد الحلال". حرام وأنا لا أريد أن أقول حلال أو حرام، أنا أريد أن أقول إن لنا ثقافتنا ويجب أن نعتز بها. يعني حلال أو حرام، لماذا تقوم بحشر
الكونيات والثقافات في الشرعيات؟ لأن هذه ثقافة قليلاً وأنا أحاول تغييرها، وأنا الآن معك أحاول تغييرها. فأنا لا أتهرب من السؤال، أنا قلت. ها هم شخصان جالسان في أمريكا والأطفال يريدون أن يصنعوا علامة لأنهم يحبون بعضهم، فليفعلوا ما يشاؤون، ولكننا نريد أن نهتم ونعتز بثقافتنا لأن لهذا أثراً كبيراً جداً في بناء الشخصية المصرية القوية. وهذا الكلام أنا لا أخاطب به المسلمين فقط، بل أخاطب به المصريين بكافة توجهاتهم. نحن أصحاب حضارة لابد أن نعتز بها ولابد أن نطورها في نطاقها حتى نصل بها إلى ما يلائم العصر ويلائم الاتصالات
والمواصلات والتقنيات الحديثة وهكذا، لكن كل هذا في نطاق المباح وليس اعتراضنا عليه من مسائل شكلية، بل اعتراضنا أننا لا نريد أن ننصبغ - انظر إلى اللغة العربية الجميلة - ننصبغ بثقافة مشايخنا ما معنى أن ننضبع؟ قال إن الضبع في الأسطورة ينظر إلى الفارسة هكذا ويصنع لها تنويماً مغناطيسياً، ثم يقفز على كتفها. وما تؤاخذني - والعياذ بالله تعالى، أعزك الله - إنه يتبول، وهذا البول يحتوي على شيء من المخدر. الأسطورة تقول هكذا، حتى لا يأتي أحد... يقول لك ما هذا ما قرأناه، الأسطورة تقول هكذا ويأتي ماشياً والفريسة تمشي
وراءه حتى بيته. جذبها بموجات مغناطيسية فيأكلها هناك. إذن مع أي شيء؟ لم يدفع أجر أية تكلفة لجرها إلى عرينه، أو إلى المكان الذي جاءت إليه برجليها، هي التي جاءت برجليها. فالعرب عندما رأوا هذا الوضع العجيب. أن الضبع يمشي والفارس يمشي وراءه. قالوا: لمن صار خلف السيء من الاختيار (انضبع). "انضبع" تعني أنك تمشي إلى هلاكك وتمشي لإفساد كنوزك وأنت لا تدري. أرجوك فكِّر، أرجوك احذر، أرجوك تنبه، لكن أصبح الناس كما يقول ريني جونو: "النشاط سبق الفكر". أنا أريد فقط دبدوباً وكفى يا سيدي. فكِّر خُذْ فرصةً والتقط الأنفاس من أجل التفكير. وانتبه
جيداً، يبدو أن خطابي هذا يُحيِّر بعض الناس. هو واضح في الفهم تماماً، لكن بعض الناس يريد أن يتقافز هكذا مثل الفراشة في النار، مثل أولئك الصبية الفلانيين، وأقول حرام لا يجوز هكذا. لماذا؟ لأنها ضده ذلك. ما يُرضي ربنا، لا، أنا أقول إن هذا من دائرة المباحات، وأنه بالرغم من ذلك ينبغي أن تتنبه وتفكر، نعم، أن اتباعه فيه نوع من أنواع الانطباع. نعم، أنا لا أقول إنه سيدخل جهنم، ولا أنه لأن واصله أحمر، وبما أن الأحمر مثل النار، فهو سيدخل، وأشياء مثل هذه الطريقة. هذه طريقة غير سليمة في التعامل مع الدين. أريد أن أصحح المفاهيم
وأصحح مناهج التفكير وأصحح أيضاً تناول الإنسان للحياة، هذا هو غرضي. بارك الله فيكم مولانا. أستأذن حضرتك وحضراتكم نخرج لفاصل، وبعد الفاصل إن شاء الله سنوسع دائرة الحب ونتكلم على الأهل وعلى المحيطين وحتى الناس الذين. نحن لا نعرفهم وسنرى إن شاء الله في كلام جميل، ابقوا معنا. لا أرى أنها مناسبة يستطيع المرء أن يُظهر فيها للناس أنه يحبهم، أي أنه يقدرهم، أو كيف يُظهر الحب الذي هو خاصتهم. إنه يجلب لهم هدية فيها، فهي بالنسبة له
ليست عيداً. هو يوم فقط يُظهر فيه الناس مشاعرهم لبعضهم البعض. الحب ليس هدية، الحب هو أن تتعامل معي بمودة، أن تحبني، أن تعاملني بمحبة، أن تتمنى لي الخير في الأخلاق وفي كل شيء. هو مجرد يوم كأي يوم في السنة، يعني إذا كنت أحب شخصاً فسأحبه دائماً، وإذا كنت لا أحبه لم أرَ أن هناك مناسبة مخصصة لأن يقول شخص لآخر إنه يحبه. وعلى أية حال، أنا شخصياً لا أعترف بعيد الحب، وأساساً لا أحتفل بعيد الميلاد. أنا لا أعترف إلا بالأعياد الرسمية كعيد الفطر. أشكركم مرة أخرى فضيلة الإمام، يعني واضح أن جزءاً كبيراً من الشارع... وهذه عينة عشوائية بالمناسبة، يتحدثون عن جزئية "لا لا نحن لا نعترف بيوم واحد للحب، الحب طوال السنة، ليس هناك شيء اسمه يوم
أو عيد مخصص للحب". يعني جزء كبير يفهم المعنى والمقصد والفضيلة التي كنت أتحدث عنها، هذا هو أصل الشعب تماماً. القضايا الاقتصادية لكي يبيع فيها بعض شوكولاتة وقليل مما لا أعرف ما هو بالضبط وبعض الأشياء الأخرى إلى آخره، وهي أيضاً تكسب بالطبع. القائمون على هذا النشاط هم الذين يُطلب منهم في هذا المجال وهم الذين لديهم قدرة مالية، وهم يريدون أن يعيشوا حياة الغرب وثقافة الغرب. ستجدهم هم أنفسهم الذين يشترون منتجات رأس السنة، وهم والهالوين، هذا العيد الذي تغضب منه أمريكا، يستاء منه الأمريكيون لأنه عيد الشياطين. ما هذا عيد الشياطين هذا؟ ولكن لو تأملت في
الأفلام الأمريكية ستجد أن هناك خوفاً دفيناً في الأفلام منذ عام ألف وتسعمائة وسبعين وحتى اليوم: الحيوان الذي خرج لهم من البحيرة، والكائنات الفضائية التي نزلت إليهم من هم لا يعرفون كيف يتحكمون في الرعب الداخلي لأن هناك صدمة لحائط القدر في تحدٍ مع أن الله غير موجود في المنظومة كما يريد متطرفو العلمانية. يأتي هذا الفزع فيؤثر في الفن، فتجد الأفلام الاجتماعية والأفلام العلمية والأفلام الوثائقية كلها مسيطر عليها هذا الخوف، فهم خائفون من الداخل، خائفون من... ماذا من المجهول الذي لا نعرفه؟ نخاف من الموت، نخاف من المرض، نخاف من الكوارث، نخاف من الأساطير، نخاف من كل
شيء. ثم يأتي الهالوين هذا. وأنا أريد أن أقول إن لدينا كنوزاً يمكن إعادة صياغتها، ويمكن تقديمها للناس في صورة تبهر العالم. فمصر كانت على مر العصور... أعلّم العالم فلست أريد أن أستكين وأقول نعم، حسناً، عيد الحب، ولا أن أجلس وأقول إن عيد الحب هذا حرام، وأحوّل القضية إلى أن هناك فرقة تقول حلال وفرقة تقول حرام، والاثنتان تتنازعان مع بعضهما وتتركان القضية الأصلية وهي التفكير والإبداع والدثارة جداً وهي الحفاظ على الهوية هي المشاركة في الحضارة العالمية، وهي وهكذا صحيح. هل أنت منتبه فعلاً يا مولانا؟ ودعنا من الانضباع. نعم، ولنعرف كيف نعمل. نحن جيدون،
جداً، وما زلنا قد علّمنا العالم عبر القرون. والله إن جيناتنا جيدة وممتازة وستؤدي دورها. وأولئك الذين لا يرجون لنا خيراً سواء كانوا من الطابور الجماعات الإرهابية ولا من الخارج لأننا هكذا نعارض مصالحهم. أنت لا تبيع الدببة الحمراء المستوردة، بل تستوردها، وحتى لا تصنعها لديك. إما أن تستوردها من الصين لأن الصين تصنع أي شيء بأي طريقة، أو تستوردها من الغرب بالفعل. وأصبحنا نفكر بطريقة ساذجة فيها انطباع خاطئ. فيها نوع من الانطباع لأنه ليس فيها فكرة، فهذا الذي نريد فقط أن ننبّه الناس إليه ونخرجهم من دائرة السؤال المعتاد: هل هذا حلال أم حرام؟ هل هذا كذا إلى آخره. ونحن نرى أن الشعب في أصالته ومعادنه الداخلية هو هكذا. نعم، بارك
الله فيكم مولانا، الحقيقة نحن أيضاً. لدينا محور أوسع الآن من مجرد العلاقة بين الزوج وزوجته أو الخطيب وخطيبته في مسألة الحب. بين الناس عموماً حتى الحب للغريب، ليس شرطاً أن يكون قريبي أو بيننا صلة رحم، يعني المتحابون على غير أرحام. يا مولانا، أنا قرأت حديثاً كنت قد قرأته أول مرة. أي أنني من عباد الله، لا أناس ما هم بأنبياء ولا شهداء، يغبطهم الأنبياء والشهداء يوم القيامة بمكانهم من الله تعالى. قالوا: يا رسول الله، تخبرنا من هم؟ قال: هم قوم تحابوا بروح الله على غير أرحام بينهم ولا أموال يتعاطونها، فوالله إن وجوههم لنور وإنهم على نور، لا يخافون. إذا خاف الناس ولا يحزنون إذا حزن الناس، حديث جميل يا مولانا على منابر من نور يوم القيامة، هؤلاء الناس نعم. وهذا أخرجه الحديث، يعني كما رويته حضرتك الآن هكذا، أخرجه أبو داود. أبو داود هذا
نسميه في الأصول، عندنا ستة: البخاري ومسلم وأبو داود الذي هو صاحب هذا والنسائي وابن ماجة، هؤلاء الستة هم الذين تحتوي كتبهم على الأحاديث التي فيها استدلال للشريعة كلها. فهنا هو وسّع دائرة المحبة وجعل هؤلاء الناس من عباد الله. "لأناسًا ما هم بأنبياء ولا شهداء"، يعني أيضًا أنهم أناس عاديون بسطاء. هؤلاء هم الذين نسميهم السفراء الحقيقيين، ليس السفير أن... أنا أذهب وهذا أنا لست معترضاً عليه أن نجد فناناً كبيراً أو شخصية عامة كبيرة نجعلها سفيراً لكذا، لا، فجميعنا سفراء للمحبة، فكل شخص يؤدي أي شيء من المحبة هو سفير للصبر، سفير للحب،
سفير للرحمة، سفير للرفق، وهذا ينطبق علينا جميعاً خاصةً على البسطاء منا الذين يحيون هذه المعاني. ليس السفير الذي هو تابع للأمم المتحدة عيّن الفنان العظيم فلان الفلاني سفيراً للإنسانية أو سفيراً للنوايا الحسنة. هو يسير بشكل جيد، هذا فقط، لكن لدينا وجهة نظر أخرى في السفر. أن يكون كل شخص سفيراً، نعم، وأن يكثر السفراء، وأن تتنوع تجاربنا الإنسانية. لا بد أن نتداولها سوياً، ما هم بأنبياء ولا شهداء، يغبطهم الأنبياء والشهداء. لماذا؟ لأنه يوم القيامة يوم عظيم، فهؤلاء واقفون على منابر من نور. إذاً ما هو هذا النور؟ وماذا يفعل فيهم؟ إنه يقيهم حر الشمس، فهم متغطون هكذا ومحميون بنور
عاكس أو صاد أو حامٍ من... حرارة الشمس عندنا في البلد يقولون لك هذا يوم القيامة، سيصبح المرء غارقاً في العرق، وهؤلاء لا. فالناس تنظر إليهم هكذا وتقول: "الله، ما معنى هؤلاء؟" كأنهم كانوا يحبون بعضهم، سبحان الله. هل تدرك قيمة الحب؟ يعني الحب هذا شيء أساسي. يغبطهم الأنبياء والشهداء يوم القيامة بمكانتهم عند الله. قالوا: يا رسول الله، أخبرنا من هم؟ قال: هم قوم تحابوا بروح الله، تحابوا في الله. قالوا: لماذا يحبون بعضهم؟ قال: أن تحب أخاك لا تحبه إلا لله. فهذه درجة كبيرة على غير أرحام بينهم ولا أموال يتعاطونها. ما هو الشريك؟ وبعد آمين معي، ألم نقل إن الحب
الذي له سبب لأن هذا قريبي وهذا شريكي وهذا رجل طيب وهذا لأنه فعل خيراً، هذا ليس حباً، إنما هو عبارة عن علاقة طيبة وجميلة أيضاً، لكنه في ذاته لا يُسمى حباً. مَن الحب؟ لا بيني وبين رحم ولا بيني وبين أخي، بل أحب. هكذا أحب لله. هكذا هو. نعم. لا. يا له. لا يوجد. ماذا. ما يوجد سبب لهذا الحب فيمنحونها. فوالله لا أموال يمنحونها. فوالله إن وجوههم لنور وإنهم على نور لا يخافون إذا خاف الناس ولا يحزنون إذا حزن الناس. جميل أول الحديث هذا. هل انتبهت؟ وهذا هو أساس الحب إنه هكذا الحب، هكذا انظر عندما يؤلف الرجل هذه الأغنية لأجل السيدة أم كلثوم لتغنيها، فانظر ماذا يقول لها: "الحب هكذا، هو الحب،
الذي ليس له غرض، الحب الذي ليس له سبب، الحب الذي لا يترتب عليه كره، الحب الذي يجعل المتحابين يقومون بعمارة الأرض لأنه حب". الحب الذي يتولد من الرحمة ويسبب السكينة جميل حسناً مولانا، هل الإنسان مأمور، يعني أنا أحب فلاناً لله، أحب له ما لله، هكذا رجل محترم وطيب وأخ وصديق وعزيز جداً، هل أنا مأمور أن أُخبر هذا الشخص أنني أحبه في الله؟ هل ورد ذلك في السنة؟ هل في السنة في السنة النبوية، أرشدنا النبي عليه الصلاة والسلام إلى هذا الأدب، وهو أنه من أحب أخاه فليأته في بيته. فينبغي أن تكون الزيارة مصحوبة بكوب شاي أو فنجان قهوة أو أي شيء، وكان السلف لا ينصرفون إلا عن ذواق،
أي قدموا شيئاً مثل الحلوى والشوكولاتة وأمثالها من الأطعمة الخفيفة. ثم يقدم لك شيئاً لتتذوق عندما تغادر، انظر إلى الحلوى وغيرها مما في بيته، وتقول له إنني أحبك، يا سلام! أنت تعرف أن هذه الأشياء تؤثر في الحياة نفسها، وتؤثر في مشكلة كبيرة خاصة تجدها بين الرجل وزوجته، وهي أنه غير راضٍ أن يعبر لها عن حبه، فبعض... ثقافاتنا السيئة التي يجب أن نغيرها: يظن الرجل أن التعبير عن الحب هو نوع من أنواع الضعف، فتجده غير مستعد أن يقول لها "أنا أحبك". هو يحبها بشدة لكنه غير قادر على التعبير. فنقول له: لا، إن النبي عليه الصلاة والسلام أمرك بذلك، قل لها "أنا أحبك". نعم، تخيل، تتغير
هذه دورته الدموية عندما يقول لك أحدهم: "أنا يا أخي أحبك يا أخي" - هل تنتبه؟ خاصة أنه لم يكن بعدها نقد أو أي شيء، "أنا أحبك" والسلام. سيستجيب وليس أن يقول له "أنا أحبك" فقط، بل نلاحظ عليك أنك الآن بدأت تتقدم، وليقل له إني أحبك ثم ينصرف. مُجرَّبة أن هذا الشخص يظل محتفظًا بها لك طوال العمر، طبعًا طوال العمر يعني لا يوجد شيء يقدح فيها. ما هذا! سيدنا علَّمنا كثيرًا جدًا وعلَّمنا أشياءً هي في الحقيقة قمة في
الإنسانية. وكثير من الناس عندما يأخذون الأشياء المشوهة التي ينطقونها من السياق والسباق، يقول: لماذا تُحب هذا الرجل؟ نعم يا سيدي، لأنك أنت لم تعرفه، أما نحن فقد عرفناه. لقد علّمنا الحب في كل دقيقة وكبيرة. أنت الآن تشوش على نفسك، وتأتيني من هنا ومن هناك وتجادل. أنت حر، هداك ربي عند فقد المربي. ربنا يهديك، لكنني أعرفه، ومن هنا كان المسلمون في نطاق الشمائل، شمائل. أي إن وصف النبي صلى الله عليه وسلم في نطاق المديح يكون بأن يصفوه في المدح في قصائد المديح، أي يُظهروا للناس من هو رسول الله صلى الله عليه وسلم. وفي النهاية قال: "وكيف يدرك في الدنيا
حقيقته قومٌ نيامٌ تسلّوا عنه بالأحلام". وقال: "فإن فضل رسول الله ليس له وبالصلاة والسلام بارك عليك، هذا طيب وجميل جداً. يعني أن الطريق إلى منابر من نور يوم القيامة، وإلى أن يكون المرء أقرب ما يكون إلى الله سبحانه وتعالى، أو يعني أن يكون تحت ظل الرحمن، هو المحبة لله وفي الله بدون أي سبب. إنها المحبة، نعم يا مولانا. حسناً، وهنا لا سبب لها صحيح إلا المحبة، لا سبب لها، نعم صحيح يا مولانا بارك الله فيكم. طيب، هنا يمكن أن يقول أحدهم: ماذا لو لم يكن بيني وبين فلان أي علاقة ولا يوجد أي سبب ولا رحم ولا شيء من هذا القبيل؟ طيب، إذا أحببت فلانة، هل خرجنا بذلك عن الحديث وفي مفهوم الحديث، أنني أحببت فلانة لوجه الله مثلاً وأريد أن أسير في الطريق الشرعي أو أسلك المسالك الشرعية، فهل أقول: هل الشرع يبيح لي؟ هل في السيرة مثلاً أو في الموروث الإسلامي كان من الممكن أن أحداً من الصحابة يبوح لامرأة
أجنبية بهذا الأمر أو بهذه. المشاعر في نطاق "خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين" تماماً. العرف في العرف يعبر عن محبته لمن شاء، سواء كان رجلاً أو امرأة، وسواء كان صغيراً أو كبيراً، وسواء كان وهكذا. وعلى فكرة، نحن هذا التقسيم الخاص بالرجل والمرأة غير موجود في الفقه الإسلامي بالحدة التي أُجريت في النطاق. في العصر العثماني يستطيع الإنسان أن يعبر عن حبه بقوله "إني أحبك في الله"، ولذلك تقول المرأة للرجل "إني أحبك في الله". بمجرد ذكر "في الله" هذه، يتضح أن الأمور قد تغيرت تماماً. والواقع أن هذا ليس حباً حسياً ولا حباً جسدياً ولا غير ذلك، إنه حب [مختلف]. راقٍ
وهو يقول لها: "إني أحبك في الله" أو يقول: "أحبك للذي أحببتني فيه" الذي هو الله. نعم، ما دام الله في المنظومة، اطمئن. هذا ليس حباً بغرض الزواج أو شيء من هذا القبيل، بل هو حب في الله. الحب في الله قد يقع بين أي اثنين، وقد يكون أنني إني أحبكِ في الله أمام زوجها، نعم، فلا يعترض الزوج ولا يغار، لماذا؟ لأن الحب في الله هذا لله. يا أخي، إن الحب بيننا وبين سيدنا النبي عليه الصلاة والسلام هو حب في الله، هو حب في الله. يعني أنا الآن عندما تحب زوجتي النبي، أغار من... نور، كيف أكون منكم مثل الوالد للولد؟ أتفهم الأمر. فالزوجة عندما تحب أباها - أي أبي زوجتي أحبت أباها - أو تحب أخاها وتتمسك به هكذا وتدافع عنه وتفعل كذا، هذا أمر حسن وجميل. كل هذه معانٍ جميلة
صافية نريد أن نحافظ عليها، وعلى الأخوة في الله والحب في الله عليه ألا يفرّق بين رجل أو سيدة، ولكنه حب في الله. يعني من الممكن أن يقتطع أحدهم الكلام يا مولانا ويقول: "إن مولانا يقول أنه يمكن للرجل أن يقول لامرأة أحبك في الله أمام زوجها". ربنا يهديهم، هل أنت منتبه؟ لأنه "فويل للمصلين" و"لا تقربوا الصلاة". نعم، فربنا يهديهم. نعم، في البلدة شيخ منذ زمان بعيد يقول: "وإذا لم يهدهم، يهدهم". آه والله، ربنا يهديهم، نتمنى لهم الهداية يا رب. إذا حكم الله عليهم بعدم الهداية يُهدونهم. ثم نقوم حزينين جداً بالحديث عن: "مَن أحبَّ فعفَّ فمات"، نعشق فنعف فنكتم فنموت، مات شهيداً. حزينون جداً الذين حزنوا كثيراً على المواقع. منذ الأمس نحن مستاؤون جداً من هذا الحديث، أي كيف يكون هذا حديثاً ضعيفاً؟ ولماذا يا مولانا؟ أمعقول أن من يحب أن يموت شهيداً تصبح
الشهادة مرتبطة بالحب؟ ألا يخبرنا بدفع الضعف عن حديث "من عشق فعف"؟ نعم، بالتأكيد. نحن لم نقل إن يحيى بن معين قال: "لو كان معي لغزوة سويد بن سعيد الذي روى الحديث، لم نقل أنه جمع تسعة طرق غير طريق سويد بن سعيد. نحن لا نريد سماعه فقط يا مولانا، هناك شيء نريد أن نسمعه. إنه منهج الكر والتحدي والألم والصدام مع الآخرين، هذا هو المنهج الذي نحن عليه. نحاول أن نفكهم منه لكي يتمتعوا فقط بالحياة لأنهم - الله يكون في عونهم - يضرون أنفسهم قبل أن يضروا أحداً. نعم، بارك الله فيكم مولانا. حسناً، لنوسع الآن الحب بعد الفاصل، ونذهب إلى حب الناس، إلى حب المجتمع بأكمله. كيف ننشر
قيمة الحب إن شاء الله؟ مرة أخرى مولانا، الحب لله أو لوجه الله تعالى هذا شيء جميل جداً وثوابه إن شاء الله كبير يوم القيامة، ولكن هناك أناس شحيحون في الحب، يعني لا يُحبون، وإذا أحبوا لا يُعبِّرون ولا يقولون ولا يُشعِرون مَن حولهم، ومن الممكن أن يكون هذا حتى مع أولادهم أو زوجاتهم أو أقاربهم أو مع هل يوجد في سبب معين أو باب شرعي يجعل الإنسان قلبه رقيقاً أو يرقق القلوب قليلاً؟ إن رقة القلب تحتاج إلى الالتفات للنفس ثم تدريب. والذين أحبوا الحب
الحقيقي شعروا بأنهم قد اتحدوا مع المحبوب. "أنا من أهوى ومن أهوى أنا، نحن روحان حللنا بدناً". هذا يعني انظر إلى الامتزاج ماذا حينئذ كما يغني عبد الوهاب "وتكلمت لغة العيون" يعني حتى أيضاً أن الصلة بينهم فيها من الوحدة ومن الامتزاج ما جعل هذا الحب يجعل الحبيب والمحبوب شيئاً واحداً. هل انتبهت؟ والشعراء الحكماء الذين كان لهم دور كبير في إبراز الحكمة شعراً منهم المتنبي منهم البحتري منهم...
أبو تمام منهم، أحمد شوقي منهم، حافظ منهم، البارودي منهم، وهكذا إلى آخره. فانظر إلى ما يقوله شوقي: "الوُمْذَبي فالوم نفسي"، يعني كان هو والمعذِّب الذي هو المحبوب شيئاً واحداً، ولذلك عندما يوجه اللوم للمحبوب فكأنانية، بعدما كانا واحداً تنبه إلى أنهما اثنان، فأغضبها ويرضيها ما أنا. عليه من العذاب ماذا؟ هذه حكمة عالية جداً ووصف عجيب غريب لهذه القصة
القديمة التي يقول لك فيها: نحن روحان حللنا بدناً. انظر لا هذا كلام الحكماء وكلام الشعراء هكذا، فكيف نصل إلى هذا؟ نصل إلى هذا بالذوبان. الحب عند العرب له... أسماءٌ كثيرةٌ من ضمنها الهوى الذي هو "أنا من أهوى" ومشتقة منه هذه، ومن ضمنها الصبا أو الصبوة، يعني انظر إلى عنترة بن شداد: "إذا ريح الصبا هبَّت أصيلا"، ريح الصبا التي هي الريح القادمة، ماهي ريح الصبا؟ ريحٌ شماليةٌ تكون لطيفةً هكذا، فيجعل هذه الريح
كأنها معطرة ومليئة. ها مليئة بمحبة المحبوب، نعم، إذا هبت ريح الصبا أو إذا هبت ريح الصبا أصيلاً، هبت في الأصيل (وقت غروب الشمس)، والشمس نازلة، وريح الصبا تأتي هكذا فأشم رائحة المحبوب. فانظر إلى هذا التصوير فقط، أو هذا شطر بيت فقط هكذا: "إذا ريح الصبا هبت أصيلاً"، رأيت بهبوبها القلب العليل، البعد عن المحبوب، فلما جاء نسيم الصبا وهبّ على قلبه ذكّره به، نزل عليه بالسكينة والرحمة هكذا هو والتذكير، فهذا
أمر غريب جداً. ولذلك كان من أبدع ما كتب محمود سامي البارودي، أن الناس كثيراً ما يقولون إنكم ليس لديكم إلا عنترة وليس لديكم إلا كذا إلى آخره، هلا أخبرتمونا الأشخاص الجدد الذين هم معنا أو الذين ماتوا في القرن العشرين، فكان له قصيدة رائعة كان اسمها "صلة الخيال على البعاد لقاء، لو كان يملك عيني الإغفاء، يا هاجري من غير ذنب في الهوى، مهلاً فهجرك والمنون سواء". هجرك والموت سواء. ألقيت نظرك أي نظرت. انظر قليلاً إلى فؤادي فآلمه، أي أوجعه. أصبح قلبي متألماً من هذه النظرة. وقع نظرك على الفؤاد
فآلمه، ومن العيون على النفوس بلاء. إنها نظرة، فامنن عليّ بأخرى مثلها، فالخمر من ألم الصداع شفاء. لا أنت ترحمني من الصداع الذي يأتي من الشرب. الخمر لأجل أن يوصله إلى السكر، قام بشرب الخمر وأكله. فيقول له: أنت النظرة الأولى أتعبتني، فزِد الله يحفظك لأجل أن أنسى التعب الأول، وداوني بالتي كانت هي الداء. نعم، مثل الرجل الذي كان مدعواً، هل أخذت بالك كيف؟ فانظر إلى رقته، هي نظرة، فامنن عليّ بأختها، فالخمر من ألم أنت ترحمني أو تخبو نار الهوى أو يكون للنفس منك عزاء؟
نعم، إلى أن قال: "وتناقلت على الصبا" - وهذا ما قلناه عن ريح الصبا - "وتناقلت رسل النسيم بلوعات، فلكل غصن نحوها إصغاء". يقصد أن كل غصن يستمع إلى الحب الذي كان يبثه لحبيبته. وهكذا، أين نحن من هذا ها نحن نقدم سؤالاً والله. شخص يقول: ما رأيكم في رمز القبلة التعبيري (الإيموجي) الذي يرسله الناس لبعضهم؟ انظر حضرتك، من نسائم الصبا إلى رمز القبلة التعبيري. أحترم أن يسأل حضرتك بالطبع، لكن وسيلة التعبير برمز القبلة الآن على الواتساب أو على الفيسبوك بعد هذه. دعنا نقول مرة: كنا في للمرحوم الأستاذ محمود شاكر رحمه الله رحمه الله طبعاً، وبعد ذلك شخص ما يقول شيئاً مثل هذا، يعني هو يتحدث عن الشعر العربي الرصين وما إلى ذلك، ثم قال له: "حسناً،
وماذا عن الموشحات؟" فأجاب: "الله! هل ذوق العرب فسد؟ هل ذوق العرب فسد حقاً؟" هذا ما نريد قوله، نحن ولكن هناك حاجز بيننا وبينهم، فهذه الكنوز مغلق عليها، ودورنا هو أن نجلس ونُظهر هذا الجمال مثل الأستاذ فاروق - أعطاه الله الصحة. الأستاذ فاروق جويدة... أشرف... لا، فاروق جويدة - أعطاه الله الصحة أيضاً. لكن فاروق في لغتنا الجميلة هو أستاذ... أرأيت الفرق؟ أرأيت؟ بالطبع، هل انتبهت؟ هو يقول في لغتنا الجميلة يحب ويحبب الناس في هذه الكنوز لأنها أيضاً تطلق شيئاً منها أو شيئاً ما. هل تفهم كيف؟ فينبغي علينا أن نأخذ شيئاً هكذا ولو... يا رب يا عباد. أنا أشكرك جداً على هذه الحلقة الجميلة وأشكرك على التجاوب. الذي لدي كيف جميل ونحن فرحون بالشعر أيضاً لحضرتك. حافظوا على هذا الشعر العربي الجميل عن المعاني الطيبة
الجميلة ومعاني الحب. شكراً جزيلاً لحضرتك على الحلقة. "صلة الخيال" غنتها مغنية في الثلاثينيات وكانت شيئاً رائعاً جداً، لكنني لا أعرف ما اسمها. السيد شيء، السيد نبيه للسيد أو بهي السيد. شيء من هذا القبيل صلة الخيال التي تخص صلة الخيال سامي البارودي تماماً. بارك الله فيكم مولانا. حسناً، لننتقل إلى أسئلة حضراتكم. الأستاذة إيمان، تفضلي يا سيدتي. وعليكم السلام. كيف أحدثك يا فضيلة الشيخ؟ كيف أحدثك يا فضيلة الشيخ؟ أهلاً وسهلاً، أهلاً بحضرتك. لكن أنا فقط كنت أريد أن أفهم بالنسبة لذكر الله، إذا كان الإنسان يذكر ربنا طوال الليل والنهار بقلبه سراً وعلانية مع القيام بواجباته ومسؤولياته، فهل من الممكن أن يُزهد عقله في لحظة أو يحدث شيء من هذا القبيل؟ فكرتنا أن هناك أناساً يُجذبون إلى ذلك، وأنا أريد أن أعرف ما هو الحد الذي ينبغي للإنسان أن
طوال الليل والنهار أو أن يتحول إلى إنسان مزيف ويترك حياته أو يترك الحياة للناس العادية. نعيش بشكل جيد. ويا ليتك توضح لنا يا سيدنا حضرتك بالتفصيل، لأن هذه المسألة تسبب لي بعض الشبهة وتربكني. هل إذا أكثر الإنسان من ذكر الله، يمكن أن يتطرف أو ينجذب [للتطرف]؟ حسناً. تحت أمرك، ولكن أرجو يا سيدي أن يكون سؤالك يا أستاذ مصطفى غير طويل لكي يتسنى لكم أن تستمعوا إلى جمال من مولانا. على سؤال حضرتك أستاذ مصطفى، تفضل سيدي. أستاذ مصطفى، يبدو أن سؤالك سيستغرق وقتاً. حسناً. الأستاذ مصطفى لم يعد، تفضل يا مولانا. ذكر الله... ألا بذكر الله عندما نأتي ونقول إننا نريد ضم خبرة الشيخ للمريد، يغضب الناس أحياناً ويقولون: "هل يوجد بيني وبين الله وسيط؟" لا، ولكن يوجد بينك وبين العلم معلم، وليس بينك وبين الله. بينك وبين الله لا يوجد إطلاقاً شيء كهذا،
ولذلك عندما يأتي شخص ويسألني هذا السؤال الذي نتناوله. سألته الآن وقلت له: "حسناً، ماذا تفعل؟" فقال لي: "فقط أستغفر ألف مرة وأصلي ألف مرة". فقلت له: "لا، خفف قليلاً لأن هذه الحالة يمكن أن تؤدي إلى خوفك هذا". فقال لي: "حسناً، وماذا أزيد به طاقة؟" فقلت له: "حسناً، زد في الاتجاه الفلاني، وخذ الأذكار الفلانية". لا تأخذ الأذكار العلانية وهكذا، نعم، هناك أمور تمت بالتجربة، والتجربة مردها إلى الكون. الشرع سليم مائة في المائة، ولكن تطبيق هذا الشرع في الكون يجب أن يتم بشروطه. نعم، أتذكر شخصاً كان من أولياء السودان ذهب إلى إنجلترا ليجري عملية في ركبته لأنه كان يسجد لمدة نصف ساعة فتضررت فهل الإسلام أمرنا
ببري الركبة بهذا الشكل؟ لا، لم يأمرنا بأن نضر أنفسنا هكذا. بل أمرنا بأن أقوم وأنام وأصوم وأفطر وأتزوج النساء، "ومن رغب عن سنتي فليس مني". فإذًا هذه هي مهمة المعلم وهذا هو الذي نتحدث عنه. ولكن ذكر الله أبدًا ما دام على قواعده وبطريقته أبدًا لا طيب، اسمح لنا مولانا، إن شاء الله، يعني بمناسبة الحب نتكلم عن الحب الأكبر، حب الله سبحانه وتعالى إن شاء الله في حلقة مخصصة. أيضاً بمناسبة هذا السؤال، حسناً، غداً إذن، غداً أسئلة. فغداً أنت تسألني عن... نعم، حاضر، وأنا أجيب عليها. نعم صحيح، أشكرك.
فضيلة، بارك الله فيك. شكراً جزيلاً لك. الشكر موصول لكم جميعاً. نراكم على خير إن شاء الله غداً. إلى اللقاء.