والله أعلم | هل تجوز الزكاة علي من يخدمنا أو يؤدي عمل مدفوع الأجر ؟ | الحلقة الكاملة

والله أعلم | هل تجوز الزكاة علي من يخدمنا أو يؤدي عمل مدفوع الأجر ؟  | الحلقة الكاملة - والله أعلم
أهلا بحضراتكم في هذا اللقاء الذي يتجدد دائماً ودوماً مع صاحب الفضيلة مولانا الإمام الأستاذ الدكتور علي جمعة وتوضيحات كبار العلماء بالأزهر الشريف، وفي هذه الحلقة نجيب على كل ما لدينا من تساؤلات. مولانا الإمام أهلاً بفضيلتكم، أهلاً وسهلاً بكم، مرحباً. اسمح لي أن أستعرض أول سؤال عندي في الاسم، يقول صاحب السؤال: هل تجوز الزكاة على من يخدمنا أو يؤدي عملاً مدفوع الأجر؟ بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه.
هؤلاء هم في أحد أقوال العلماء أن الأقربين أولى بالمعروف، إذ إن القرابة قد تكون قرابة نسب وقد تكون قرابة النسب تعني أخي وابن عمي وخالتي وهكذا إلى آخره، وقرابة الحسب هم من حولي من العاملين ومن الخدم ومن المعاونين والمساعدين إلى آخره، لكن العبرة هنا هي في توفر الفقر والمسكنة. والفقير في لغة الفقهاء معناه أنه يحتاج إلى عشرة، أي عشرة وحدات، يعني عشرة آلاف، عشرة. صاغ عشرة جنيهات أي عشرة ولكن الدخل ثلاثة، إذاً فهناك فجوة
عنده ما بين الدخل وما بين الاحتياج إنما هي سبعة. والمسكين هو من كان يحتاج إلى عشرة أي عشرة ولكن دخله والداخل به سبعة، ففي فجوة ثلاثة هنا، ففي فجوة ثلاثة. نعم، فإنما الصدقات للفقراء والمساكين يعني الفقراء. فيتبادر إلى الذهن هذا الذي هو أقرب إلى العدم معدم يعني، فقال: لا، والمساكين. فجاءت كلمة "والمساكين" استدراكاً على ما قد يتبادر إلى الذهن من كلمة الفقراء استقلالاً، فقالوا: ليس الفقراء فقط هكذا، يعني بل كذلك المسكين يدخل فيها. إذاً، الزكاة ليس مبناها الجباية وليس مبناها المنّة،
ليس مبناها الذي... ولدي إنما هو سد الاحتياج لأنها قائمة على علو الإنسانية، أي أن الزكاة هذه شعور إنساني، ولذلك قالوا فيأخذ ابن الملك لو كان ابن سبيل. ابن الملك يعني غني، أي معه أموال، ولكن انقطع عن ماله وأحواله وما إلى ذلك، فيأخذ من زكاته. وكان ابن سلطان المغرب مرة وهو عائد... من الحج ومعه حاشيته وما إلى ذلك، انقطع به السبيل، أي نفدت معه الأموال والنقود، ولم يجد مكاناً ينزل فيه، فأصبح ابن سبيل. وهذا لا يعرف كيف يستجدي أو ممن يطلب المساعدة، ولا يستطيع أن يقول أعطوني. فالشيخ الدردير أعطاه ومنحه باعتبار أنه من ابن السبيل. فلما
رجع من المغرب أرسل له هدية أولها في مراكش وآخرها في القاهرة. يعني الرجل معه كل شيء، ولكن الزكاة ليست جباية وليست عطية، أي إنها واجب شرعي من أجل إعلاء مفهوم الإنسانية، من أجل حرية الكلمة، من أجل ألا يكون هناك فقير يؤاخذ بفقره فيجعلوه ينتخب. يُفقد صوته أو لا أعرف ماذا. تزوير الوعي، تزوير الوعي، تزييفه. هل تنتبه؟ فنحن لدينا تزييف الإدارة وتزييف الإرادة. أليس هذا هو الذكاء؟ عندما تجعل الفقير وهو واقف، ليس عليه ديون، ليس عليه هموم، ليس عليه التزامات أخرى وما إلى ذلك، فهو واقف في الصلاة في صف متساوٍ فيه. مع الملك والأمير والغفير
وكل الناس لله رب العالمين لأن الخلقة واحدة فهم أمثالنا في الخلق، أمثالنا في الخلق. من الذين يماثلون كل بشر؟ أمثالنا في الخلق سواء كان حاكماً أو محكوماً، عالماً أو جاهلاً، تقياً أو فاجراً، أمثالنا في الخلق، فلا يوجد تمييز عنصري ولا إثني ولا عرقي ولا جنسي ولا أبي أبداً، إنما هو أمثالنا في الخلق. نعم مولاي، اسمح لي، معي أم عمر. والأستاذة أم عمر، أهلاً بكِ يا سيدتي. طيب، نأخذ الأستاذة. يا أستاذة، السلام عليكم. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. تفضلي يا سيدتي. أنا كنت أريد أن أسأل الشيخ من فضلك. تفضلي بكل سرور مولانا مع حضرتك يا سيادة الشيخ، حضرتك أنا تعرفت على الفرقة
يا أستاذة. ممكن توقفي التلفزيون وتسمعينا من الهاتف يا سيدتي. جداً، حسناً، حاضر. من أين؟ حاضر، تفضل، طيب، حاضر، وبعد ذلك، أنا الآن أناس يقولون لي اذهبي إلى البشعة وأناس يقولون لي اذهبي إلى الدجالين وأنا طريق القرآن والسنة سيوصلك إليه. ماذا ستفعلين به يعني؟ أعرف فقط لكي يهدأ قلبي، فقط لكي أهدأ. لا، دع قلبك يهدأ بذكر الله، لأن هذا السارق حتى في القضية البشعة وغير البشعة، وإذا كانت - يعني أقول لك لو صدقت - لكنها كثيراً لا تصدق وكثيراً ما تأتي بالمصادفة. وكثيراً كذلك ولذلك لا تُبنى عليه أحكام. ماذا ستفعلين عندما تتهمين بريئاً ويتبين يوم القيامة أنه ليس هو الجاني؟ هل سيطمئن قلبك حينها؟ إنه لن يطمئن. ولذلك ما أخفاه الله عنا إنما دلّنا على شيء آخر وهو
أن نلقي بأحمال قلوبنا عليه فنقول: حسبنا الله ونعم الوكيل، سيؤتينا. الله من فضله ورسوله، عندما تجد قد ظهر لك هذا الوجه، اعترف برد الفطرة. ربنا يعوضك يا مولانا، ربنا يعوضك. صرف الله عنك هذا الأذى وهكذا. فلنبق متعلقين بالله فقط، لا متعلقين بالرسوم. والله سبحانه وتعالى، حسبنا الله ونعم الوكيل. هل لها مفعول أم لا مفعول للبشعة ولا للسحر حتى السحرية ولا أي شيء، هذه مسألة قوية جداً، فلندع قلوبنا متعلقة بالله سبحانه وتعالى. معي يا أستاذة عزة أيضاً في اتصالنا، أستاذة عزة، ألو، نعم، مرحباً بك يا فندم، تفضلي. هل يمكنني أن أسأل مولانا فقط عن شيء؟ تفضلي، ما هو السؤال؟ أنا أسأل أيضاً عن الفوائد التي حصلت
من لدي شهادة وتأتيني فوائد، وأنا أعلم أنه يجب أن يُدفع عليها مبلغ حوالي عشرة في المائة من الفوائد سنوياً، لكن كل ما يأتيني من الشهادة من فوائد في الحقيقة يتم صرفها، أي أنها كلها تُصرف. فأنا لا أعرف هل يجب أن أحسب حسابي وأتنازل عن أشياء أخرى من أجل ذلك. اجعل نفسك تذهب، نعم، يجب أن تأتي، نعم، هكذا يا عزيزي، تأتي على أشياء أخرى لأن هذا دين في ذمتك لله، الله لا يأخذ منك الأموال وإنما أمرك أن تعطيها للمستحقين، فالعشرة في المائة هذه حتى لو أنهم أنفقوها ستبقى دينًا عليك في ذمتك، حاول أن تدبر المال من أي الوقت المفترض الذي خرجتُ فيه حتى لو مرت سنوات، فلو أنني لم أخرج من سنة ألفين حتى اليوم، أحسبهم ويصبح ذلك ديناً وقصته على نفسي حتى
أوفي الدين. هل تعرفين بنا؟ شكراً مولانا. جميلاً معه. أستاذة أمل، يا أستاذة أمل، أهلاً بكِ. أي سلام عليكم. وعليكم السلام. ورحمة الله وبركاته، تفضلوا فضيلتكم. بكم نستهل السؤالين، تفضلي بالسؤال الأول. ما هو السؤال الأول؟ أنا في وقت من الأوقات عاهدت الله أنني قلت دخلي يُخصص لله، أي جميع ما يدخل بيتي لابد أن يُخصص كله لله. فبالتالي هذا كله أجنبه على جانب وأي شيء لله، صدقات، نذر. ليس عندي كبيرة تتحقق بك إذا كانت مدخرات صغيرة هكذا تبتلعها من المال هذا، فهل هكذا أنا عليَّ بالنذور والصدقات العادية ولم يعد من التلف لأن هذا أنا ربي نذرت لله سوء التلف. أيضاً من الأشياء الأخرى أم لا؟ طيب، السؤال الثاني ما هو؟ هذا هو الحال الأول.
السؤال الثاني: أنا السؤال الأول يقول: "عاهدت الله أني لا أريد أن أخشى، فهل يعفيني هذا من الذكر، أم لابد من أداء الذكر؟" لا، ولا شيء يعفيك من الذكر. أنت فعلت شيئاً بينك وبين ربك، وهذه المعاهدة ستذهب إلى الثلث، وليس لها علاقة بالأذكار التي فرضها الله علينا. بالنذر الذي تقومين به على نفسك مرة ثانية أو زيادة إلى آخره، أنت أدخلت نفسك في الطريق الضيق الذي هو معاهدة مع الله. بالثلث تفضل يوفي بقى، لكن هذا ليس له علاقة بالأركان. الزكاة هي ركن من أركان الدين، الزكاة فرض مستقل بذاته لا علاقة له بما تُنشئينه أنت. مِن عندِ نفسِك لوجهِ الله مِن صدقاتٍ مِن معاهداتٍ مِن أوقافٍ مِن كذا إلى آخرِه، كلُّ هذا لا علاقةَ له بالزكاة. فمَن أخرجَ وقفاً أو أخرجَ صدقةً أو
أخرجَ معاهدةً أو فعلَ نذراً فإنَّه لا علاقةَ له بالزكاة. الزكاةُ مستقلةٌ تماماً مثلَ الصلاةِ، ليسَ لها علاقةٌ بكلِّ ما... نفعله من خيرات وعلى ذلك فالإنسان لا يحمل نفسه ما لا يطيق، ولكن وقد عاهدت وفي استطاعتك إلى الآن أن توفي بهذا العهد. فتلاقي الذكاء شيء آخر مستقل، وهي تقول ليس عليها مدخرات، كما أنها تقول ليس عليها مدخرات إطلاقاً، هيكل ما هو، لكنها قالت أن كل... ما سيرزق الله به ثلثه لله وثلثه له، خلاص هذا عهد لوحده. والوفاء بهذا العهد أو الإخلال به أيضاً مسألة تعتمد على الذكاء. أتقول لا توجد مدخرات؟ نعم، إذا لم تكن هناك مدخرات فلا يوجد ذكاء. نعم، لا توجد مدخرات يعني لا يوجد ذكاء. لكن ليس لأنها تملك الثلث، نعم هذا لأنها لا تملك مدخرات. هل
تنتبه يا أمل، يا أستاذ أمل؟ لا يوجد، أي لا توجد مدخرات لأن الثلث يظهر وجه الله، فلا يوجد، أي المتبقي... يعني لا يوجد شيء في البنوك ولا في الأمور الأخرى ولا شيء. انتهى الأمر، ستظهرين الذكاء على... ماذا؟ أنت لا تملكين ذكاءً، لكن لو سيادتك نازل أو ذكاؤه عالٍ أو ما شابه، يجب أن تكون لوحدها خارج الثلث. نعم، أي شيء يكون خارج هذا الثلث. هذا الثلث مثل وقفية، مثل وقف في الخليج يسمونه الثلث أو الربع الذي كذا، هذه وقفية لله. هكذا هي الزكاة، وتقول زكاة الحُلي أيضاً. أجابت سؤالك أيضاً، وزكاة الحُلي أيضاً. ليست لدينا زكاة في الحُلي، حُلي النساء ما دامت تُلبَس فلا زكاة عليها. الذي عليه الزكاة هو الجنيه الذهبي، عندما يكون لدينا جنيهات ذهبية غير مصوغة. لو صُغناها وصنعنا منها سواراً أو صنعنا منها سلسلة فلا زكاة هل عليها الزكاة
يا أستاذ؟ أهلاً بك. نعم. أي نعم. السلام عليكم. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. تفضل يا سيدي. كنت فقط أبحث، فنحن عندنا نملك شقة في المكسيك وقت شرائها كانت للاستعمال، وبعد ذلك بقيت مدة طويلة، وبسبب الظروف الخاصة لم نستعملها، وفكرت أن أبيعها، لكنني بعتها دون مكسب، قصارى القول أن ما حدث منه هذا، أعليه ذكاء أم لا إطلاقاً؟ ليس عليه ذكاء إطلاقاً، لا يوجد عليه أي ذكاء. وإذا ربح أحد فحسناً. يعني هو مجرد فرد يقول لي عُدّ، وإذا عُدّ عليه سمعت الله يعليه. أما إذا استعملته، فبمجرد أن تشغله لا يوجد عليه [مال/رصيد]. ذكاء لا بأس به. ذكاء أخذتني به إلى شارع، واشتريت به عقارًا آخر، واشتريت به شيئًا، وجهزت به ولدًا من الأولاد أو بنتًا. من كل هذا الكلام يكون لا بأس به ذكاء، لكن جالس عندك في حيازتك سنة، لم يعد هو ما بعناه به، أصبح هذا مبلغًا. مُدَّخَر
عليه الذكاء. حينها إذا كان في الدولاب اثنان ونصف في المائة، وإذا كان في البنك فالبنك عشرة في المائة من الإيراد. أشكرك يا زهيبة شكراً جزيلاً. مولانا، اسمح لي أن نذهب إلى فاصل، ومحمد على الهاتف. أستاذ عاصم، يا أم محمد، أهلاً بك. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وعليكم ورحمة الله وبركاته. أستأذن حضرتك أن أكلم مولانا. نعم، بكل سرور. فضيلته مع حضرتك، تفضل. ما هو السؤال؟ السلام عليكم يا مولانا. وعليكم السلام. الحقيقة، أود أن أستشير حضرتك في موضوع الابتلاء، لأنني في الحقيقة أُصبت بمرض السرطان وأنا في الثامنة والأربعين من
عمري، والحمد لله أنا نوعاً ما أحاول الله على قدر ما أستطيع، فعندما قرأت بعد إصابتي بهذا المرض في الابتلاء، وجدت أن الابتلاء أُرسل للأنبياء، وأنه شيء لتغيير الإنسان في الحياة، أي للتقرب من الله أكثر. لكنني فوجئت أن بعض الناس الذين لديهم نفس المرض يجاهرون بمعصيتهم. بمعصيتهم. كان قبل ذلك يجاهر بمعصية الله، في الحقيقة لم أعد أعرف هل نحن نتساوى في هذه المرحلة أم أن الابتلاء يكون ما أسبابه، أو هل هذا نوع من فعل رضا من الله أم تكفير عن ذنوب. فكنت أحسب أنني ليس عندي من الذنوب طبعًا على قدر معرفتي التي تجعلني أن... أنا يعني تساويت بهم فلست أعرف الحقيقة هذه حضرتك لا، بد، لا بد أن تفهمي، أفهم هذه الحكاية
يا محمد، هذا شيء سهل جداً، لكن شيء أنا لا أسمع صوتكم جيداً في الهاتف. طيب حضرتك ضع الهاتف إذن واسمعينا من التلفاز. حسناً شكراً، تفضلين، لا بد أن تفهم فيما يتعلق بالابتلاء، فإن الله سبحانه وتعالى ينزل هذا الابتلاء رحمةً من عنده ويُنزله على المؤمن وعلى التقي وعلى النبي وعلى الولي وعلى المفرط وعلى الفاسق وعلى الكافر، على جميع بني البشر، لكن مهمته - وهي رحمة - مختلفة باختلاف هؤلاء الناس. فإذا كان المُبتلى من قبيل الطائعين العابدين فإن ورَفْعُ الدرجات هذه لو اطَّلَعَ
عليها المرءُ لتمنى أن يُنزِلَ اللهُ البلاءَ كلَّ يومٍ من شدة حلاوة هذا الرفع. فيه النفيض الذي يأتي من هنا، يا مولانا، سيرفع الدرجات، يعني هناك خمسمائة درجة عند الله، فتخيل أن الإنسان رُفِعَ من الدرجة رقم خمسة إلى الدرجة رقم أربعمائة. وما بين كل واحدة والأخرى ملايين ومليارات من النعيم والرضا والثواب، فيقول الله: لماذا لم تُنزل عليّ هذا البلاء كل حين؟ أنت أخّرتني ثلاث دقائق، في هذه الدقائق الثلاث لماذا أخّرتني حتى الآن؟ هل تفهم؟ فالمهمة الأولى لهذه الرحمة هي رفع الدرجات، والمهمة الثانية... كتابة الثواب لأنه الثواب
يأتي على قدر المشقة وعلى قدر التعب وعلى قدر المعاناة إلى آخره، إن الله لا يضيع أجر من أحسن عملاً، والإنسان عندما يصيبه البلاء فيصبر يكون أمره عند ربه خيراً فيأخذ الثواب. القضية الثالثة لهذا البلاء غفران الذنوب لهذا الذي يجاهر أو هذا الذي يعني ينحرف. أو هذا الذي يفعل المعصية إلى آخره لعل الله سبحانه وتعالى أراد أن يخفف عنه بما رآه في قلبه من الرحمة وإن كان عاصياً، رآه في قلبه من الرقة والتعلق، وإن كان نسي نفسه في المعاصي وجاهر بها وصار وراء شهواته، إلا أنه
في النهاية كان الله عليماً بقلبه. فأراد أن يغفر ذنوبه. القضية الرابعة لهذه الرحمة هي التنبيه، لأن الله سبحانه وتعالى ينزل العذاب الأصغر حتى ينبهنا على العذاب الأكبر. فينبهنا ويقول: يا إخواننا، إن هنا قدرة إلهية على إنزال هذا البلاء وهذا الضيق وهذا المرض وهذا... إلى آخره، فتنبهوا. فمنا من يسمع ويتنبه. ويرجع ويتوب، ومنا من يتغافل ولا ينظر إلى ذلك ويقول: "هذه أمور طبيعية ولا يحدث شيء"، ويستمر في غيه. فإذا هذا البلاء له فوائد وله وظيفة: الوظيفة الأولى رفع الدرجات، الوظيفة
الثانية كثرة الثواب، الوظيفة الثالثة غفران الذنوب، الوظيفة الرابعة التنبيه والتحذير لعلهم يرجعون، إلى آخره. وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ. فَهُنَا الْقَضِيَّةُ وَاضِحَةٌ، فَلَا تُقَارِنْ نَفْسَكَ بِأَحَدٍ وَلَا تَقُلْ مَا الَّذِي عِنْدِي هَكَذَا، إِذَنْ أَنَا يَنْتَقِمُ اللهُ مِنِّي. رَبُّنَا لَا يَنْتَقِمُ لَا مِنْ هَذَا وَلَا مِنْ ذَاكَ، وَلَا حَتَّى مِمَّنْ أَعْلَنَ الْكُفْرَ. وَكَلَّا، يَنْتَقِمُ اللهُ لِغَرَضٍ لَهُ. آخر وهدف آخر وغاية أخرى سبحانه وتعالى عن كلامنا وعن وصفنا بهذه الأوصاف، فهو منزه عن كل غرض ومنزه عن كل باعث وكذلك، لكنه حكيم له حكمة. هذه
الحكمة التي جعلت الله سبحانه وتعالى يفعلها هي هذه الأمور، فلعل ذلك يكون من رفع درجاتك ومن غفران ذنوبك. من عطاء وثواب وهكذا، فالله سبحانه وتعالى كريم، ولا يشغل الإنسان نفسه بمن ابتلي فلم يصبر. مثلاً ما هو الأصل؟ إنه يبتلي الجميع، نعم، لكنه يبتلي الجميع ليس بنفس الطريقة بالجهر بالمعصية في نفس الوقت وهو مريض. أشد الناس بلاءً الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل، فما معنى الأمثل فالأمثل؟ إذن... يعني عندما يأتي للنبي يكون رفعًا للدرجات، وعندما يأتي للذي بعد النبي يكون زيادة في الحسنات، وعندما يأتي للرجل الذي نسي نفسه قليلًا يكون غفرانًا للذنوب والسيئات، وعندما يأتي للشخص الفاجر الكافر وما شابه يكون تحذيرًا وتنبيهًا. فكلها رحمة، كلها من ربنا سبحانه
وتعالى يتلطف بنا، فالحمد لله. نقول الحمد لله الذي يُعين على كل حال. كان النبي يقول: "الحمد لله على كل حال". الله، عجبٌ لأمر المؤمن إن أمره كله خير. إذا أصابته سراء شكر فكان له خير، وإن أصابته ضراء صبر فكان له خير، حتى الشوكة يُشاكها فله فيها أجر. ماذا يعني هذا؟ الشوكة دخلت. هكذا قال، أي قال إن زيارة المريض لها أجر، وفي الحديث القدسي: "يا ابن آدم مرضت فلم تعدني"، فقال: "كيف تمرض وأنت رب العالمين؟"، قال: "مرض عبدي فلان فلم تعده، ولو عدته لوجدتني عنده". يا للعجب! يعني المريض الذي هو متألم هذا، والذي ربما يكون متعباً
وضجراً وممتلئاً بالألم، إلا عنده في الله عنده، هذا يعني إذا عرف هذا المعنى ومن هذا الجانب، كان سيقول يا ربّ، حسناً ولماذا لم تختبرني على الفور؟ لماذا لم تختبرني باستمرار؟ بالطبع هو لن يتحمل، لن يتحمل، لكنه سيقول هكذا، وماذا سيقول عندما يطّلع على حقيقة المواقف لأننا هنا. كم لبثتم؟ قالوا: لبثنا يوماً أو بعض يوم، فاسأل العادِّين. قال: إن لبثتم إلا قليلاً لو كنتم تعلمون. ما نحن إلا قليل، سنمكث ثلاث دقائق فيها من أولها لآخرها لو عشنا مائة سنة. فالحكاية مقاييسها تختلف، والناس في يوم القيامة يقولون: يا رب، ألم تكن تخبرنا؟ فيقول: بل أخبرتكم. تعرج الملائكة وتصعد إليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة، إن يوماً عند ربك كألف سنة مما تعدون. أنتم لستم راضين أن تتأملوا، أفلا تتدبرون؟ أفلا يتدبرون
القرآن؟ ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً. غير راضين وقد كان بين أيديهم، وقد قال لكم. ما هو "كم لبثتم؟" قالوا: "لبثنا يومًا أو بعض يوم فاسأل العادّين"، يعني إذا نحن لبثنا فيها فعلًا قليلًا، بمقياس أنهم يرونه بعيدًا ونراه قريبًا. فادعوا الله لمحمد بالشفاء العاجل، وخلاص، السرطان هذا أصبح مثل الإنفلونزا، يعني إن شاء الله يذهب ويُسيطر عليه، فربنا يمنّ عليك بالشفاء العاجل. ويجعلها في ميزان حسناتك، وأنت لا تجعل عندك هكذا، ما اسمه؟ يسمونه أولئك الأجانب الشفاء المستحيل. ما هو الشفاء المستحيل؟ إنه بالإرادة. يعني نحن نقول: حسناً، الإرادة موجودة وكل شيء، ولكن الثقة بالله هي التي ستثبت الإرادة وستقوي الإرادة.
ولكن الدعاء، ندعو الله سبحانه وتعالى ونصبر ونحتسب، وهذا الصبر. والاحتساب هو الذي يجعلنا دائماً نتجاوز هذه الأمور كلها وإن شاء الله بالسلام. اسمح لنا للحظة، هل كان العارفون والصالحون إذا مر وقت هكذا دون أن يُبتلى أحدهم كان يحزن؟ كل إنسان حسب درجته وحسب حالته وتضرعه مع الله، نعم، أي حسب الحالة المتضرعة مع الله. يعني أصلاً خذ بالك أنه المرء عندما يصاب بالأمراض قد تعطله عما كان هو أهم، أه فهو دائماً قلبه معلق بالله ويريد أن يعمل الشيء وينتهزها فرصة ويعمل، فالواجبات كثيرة، هذه الواجبات منها التبليغ ومنها القيام بحاجات الناس، فالمرض سيعطله، فأحياناً حسب حالة قلبه إن كانت هنا أو هنا أو... هنا أو هكذا، فكل شخص
مع الله يعني له وعيه وحاله وما إلى ذلك، حسب علاقته مع الله سبحانه وتعالى. نعم، اسمح لي معالي الأستاذ عاصم. أستاذ عاصم، أهلاً بك. مرحباً، أستاذة زينب، يا أستاذة زينب، أهلاً بكِ. نعم الدكتورة زينب، نعم، السلام. أهلاً بكِ يا سيدتي، تفضلي والله. أريد أن أسأل مولاي سؤالاً في الموضوع. تفضلي يا سيدتي. أنا وزوجي بنينا فيلا دوبلكس، أي طابق أرضي وطابق أول، والفيلا لها مدخل واحد. وعندما تزوج ابني، كنا بالطبع نصعد إلى الطابق العلوي، ولما تزوج جئنا نحن وسكنّا في غرفة بالأسفل، وزوجة ابننا وابنانا في الأعلى، لكن بالطبع الفيلا كلها توفي، والآن قد أضطر إلى بيع الفيلا، فهل في الميراث شيء يجب أن أحسب حسابه مثل أن الجزء العلوي من الفيلا لا يدخل في الميراث هو وأخته، أي يُعتبر خاصاً بابني، ثم
أقسم الميراث بعد أن أقسم الطابق العلوي؟ لا، أنت الآن، هذا الآن بيت. هذا البيت الذي تقولين إنك اشتركت أنت وزوجك في بنائه، يعني أنت النصف وهو النصف، نعم أنت وزوجك في بنائه، يعني أنت النصف وهو النصف، نعم. إذاً، نصف البيت هذا هو ملكك أساساً، والنصف الثاني سيجري عليه الميراث. النصف الذي سيجري عليه الميراث هذا، لك فيه الثُمن والباقي للورثة الآخرين. السبعة أثمان بين الولد وأخته، الثلثان والثلث، ثلثي السبعة أثمان وثلث السبعة أثمان، هذه هي القصة. فأنت لك نصف زائد ثُمن، يعني لك خمسة أثمان من هذا البيت، والثلاثة أثمان: اثنان له وواحد للبنت فقط، وانتهى الأمر. أي أصبحت الإجابة واضحة. يسمح لنا مولانا أن نذهب إلى
فاصل ثم نعود الهاتفية ابقوا معنا أهلاً بحضراتكم مولانا الإمام، اسمح لي بعد مجلة الحب بفضيلتكم أن أقرأ بعض السؤالات الرسائل القصيرة (الإس إم إس). السؤال يقول: ما الحكم في قيام البعض بتسميم الحيوانات وتعمُّد عدم ترك بواقي طعام لهم. هذه الحيوانات تمثل مشكلة كبيرة في ثقافتنا، أما في ديننا فالأمر واضح وهو الرفق بالحيوان جزء لا يتجزأ من هذا الدين، وقد وضح لنا النبي صلى الله عليه وسلم أن امرأة بغيًا من بني إسرائيل دخلت الجنة بسبب كلب وجدته عطشانًا فسقته، لم تمنع عنه الطعام ولم تؤذه وما
إلى ذلك، فسقته فأدخلها الله به الجنة. وفي ديننا أن امرأة دخلت النار في... هرة حبستها، لم تتركها ولم تطعمها ولم تتركها تأكل من حشرات الأرض. تركتها تأكل من حشرات الأرض، لا تثبتها وهي قاعدة، حبستها ولم تعطها طعاماً ومنعتها من أن تذهب هنا وهناك. يُضاف إلى ذلك، أي المصيبة الثانية التي لدينا هنا، أنها ستسممها أيضاً. لا، هذا الكلام يكون للأعداء، ماذا يعني؟ العوادي التي هي الحيوان المُعتدي الذي لديه سعار، الذي سيجلب لنا الأذى، الذي لديه جرب أو جذام وما إلى ذلك، فهذا يُصدر ضده حكم إعدام ويُقتل بالطريقة المُثلى. فقال رسول الله في هذا
الشأن: "وإذا قتلتم فأحسنوا القِتلة"، يعني حتى القتل يكون بطريقة فيها رحمة، فيها ما يؤدي إلى... عدم عدواننا على هذا الحيوان البهيم فيه نوع من أنواع الرفق ونوع من أنواع الرحمة. ولذلك هذا مثل بالضبط عندما نُصدر حكماً على أحد، أيضاً هنا في هذا المجال، شخص أصيب بالجرب مثلاً، والجرب هذا مُعدٍ، حتى إنه مُعدٍ للإنسان، فيقوم الطبيب بإصدار فتوى بأنه يُعدم، وأنه يأخذ حقنته. ليس أن يتسمم أو أن يُلقى في النار وما إلى ذلك، كل هذه الأمور نهى رسول الله عنها، نهى عن الحرق بالنار وعن العذاب بالنار وقال: "لا يعذب بالنار إلا رب النار". فإن ما حدث
في بلادنا من تسميم للقطط في حادثة شهيرة ومن حرق للخنازير حتى في حادثة... شهيرة ومسمى هذا يا أبتِ الدين، فهي فقط ثقافة تحتاج إلى تعديل وتحتاج إلى [تغيير]، لأن صورتنا أصبحت - على فكرة - في العالم بهذه الأخطاء الفظيعة أصبحت مشوهة. لكن الحيوان العادي، أن شخصاً أصبح يريد أن يعضني وأُصاب من هذا العض بداء الكلب وأُصاب بالجرب وأُصاب بفيروسات لا أعرفها حكمٌ، والحكم هذا ليس هو الأصل، فنحن نعدم الناس، وهذا الإعدام لكي نصل إليه له إجراءات طويلة من محاكمة ثلاثية، القضاة كلهم لا بد أن يقولوا نعم، ثم يُرفع الأمر لفضيلة المفتي، وفضيلة
المفتي يقول حسناً، فتعود فتصدر المحكمة، فيذهب إلى رئيس الجمهورية، فإذا وافق رئيس الجمهورية يذهب إلى المُقضى أبيض كل هذا لأجل الإعدام ومن رجل مجرم معترف، رجل مجرم معترف. فإذاً يجب علينا أن نفهم ماذا يعني الاستثناء وماذا يعني الأمر الأصلي للرفق بالحال. مولانا الإمام معي الأستاذ عاصم والأستاذ حسن. يا أستاذ عاصم أهلاً بك، مرحباً، أهلاً وسهلاً بفضيلتك، أهلاً، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أهلاً بحضراتكم. الدكتور علي، أهلاً بك فضيلتك مولانا، مع حضرتك، لكن أريد أن أسأل الدكتور علي في نقطتين بشكل سريع. أنا وارث عن والدي رحمة الله عليه ديوناً. هذه الديون منها ديون سلف صريح ومنها ديون تجارية، والتجارة خسرت أو لم تكتمل، والذين لهم أموال منهم يريدون أرباحاً على
أموالهم، فأنا المفروض... أن أدفع الدين بأرباحه أم أن أكتفي بالدين فقط؟ بالدين فقط يا عاصم. تمام، بالدين فقط. نعم، فقط لا. تمام. الحقيقة أنهم يطالبونني يا دكتور علي بأن أدفع بالرغم من أن هذه التجارة خسرت، هم يطالبونني بأن أتحمل أرباح التجارة مع علمهم أن هذه التجارة خسرت. هذا ظلم، هذا منهم ظلم تماماً. السؤال الثاني، يا سبحانه وتعالى، السؤال الثاني: أختي على وشك الزواج، الأولوية هنا أن أسدد الديون أم إذا جمعت المال أن أزوج أختي؟ لا، سداد الديون أولى، سداد الديون أولى يا دكتور. نعم، شكراً جزيلاً، أشكرك يا حسام، يا معيل، يا حسن. الهاتف الأخير في هذه الحلقة، سبحان الله. أهلًا بك، أهلًا بحضرتك. تحياتي لفضيلة الإمام. أهلًا بك سيدي. فضيلتك معك، من فضلك. هو أن الفتاوى أو النصائح - أنا كنت أشاهد
حضرتك من أمريكا، فأرجو أن تكون فتوى حضرتك ممتدة للمسلمين الذين في الغربة الذين... في الغربة أمر آخر، أريد أن أسألك حضرتك عن الزكاة. لدي مبلغ كبير في شهادات وضعتها كوديعة، شهادة ذات عائد شهري، ووضعت وديعة أخرى مقابل سيارة. فالعائد الذي تأتي به الشهادات الكبيرة يُكمل على الوديعة وأسدد منه أقساط السيارة. أريد أن أعرف كيف أخرج الزكاة بإذن الله في رمضان، مع الشهادات يسدد بالكاد القسط للسيارة. نعم، يمكن لحضرتك أن تُخرج زكاتها لأن هذا دَين مستقل
عن التصرفات، بمعنى أنك تمتلك مالاً، وهذا المال يُنتج إيراداً، ومن هذا الإيراد نُخرج عشرة في المائة منه. فلو أنك وضعت مليوناً، وهذا المليون يُدرّ لك مائة وخمسين ألفاً، تُخرج منهم عشرة في المائة، أي ألف جنيه هذا دين ليس له علاقة بتصرفاتك في أقساط السيارة التي أريد شراءها، والتي قد تكلف مليونين أو ثلاثة ملايين وما إلى ذلك. ليس لنا تدخل بالتصرف، تصرف كما تشاء، لكن هذا دَين إلهي أو رباني خاص بالفقراء والمساكين وأصناف الزكاة الأخرى. بشكل حسن جميل طيب. فضلك حاجة أخيرة، تفضل سيدنا. حضرتك، أنا من أشد المعجبين بفضيلة الإمام، لكنني سألت متخصصين، قالوا لي إنه عالم جليل لكنه فطن. أردت أن أعرف من حضرتك، لماذا دافعنا عن مصر كي لا تتحول
إلى سوريا؟ ولماذا دافعنا عن مصر كي لا تتحول إلى ليبيا؟ ولماذا دافعنا عن مصر ضد فهذا ردي وحسبنا الله ونعم الوكيل، سيؤتينا الله من فضله ورسوله، وغداً نلتقي عند مليكٍ مقتدر. مولانا الإمام الذي يؤدي واجب وقته ليجدد ما يجيبنا دائماً على أسئلة التكذيب والإصلاح، رضي الله عنكم مولانا دائماً وشكر الله لكم. شكراً لكم، دمتم في رعاية الله وأمنه. إلى اللقاء، اشتركوا
في... القناة