والله اعلم | الدكتور علي جمعة يوضح ثمرات الايمان ومن هو المؤمن القوي | الحلقة الكاملة

والله اعلم | الدكتور علي جمعة يوضح ثمرات الايمان ومن هو المؤمن القوي | الحلقة الكاملة - والله أعلم
بسم الله الرحمن الرحيم. بسمك اللهم نمضي على طريقك، فثبت اللهم أقدامنا على طريقك. أهلاً بكم في "والله أعلم" لنسعد بصحبة صاحب الفضيلة مولانا الإمام الأستاذ الدكتور علي جمعة وشخصيات كبار العلماء بالأزهر الشريف. وما زال حديثنا عن الإيمان موصولاً، من هو المؤمن القوي ومن هو المؤمن الضعيف وكيف يكون. المؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف. أيضاً، هل للإيمان حلاوة أو طعم؟ وكيف نذوق هذا الطعم وتلك الحلاوة؟ مولانا الإمام، أهلاً بفضيلتكم، أهلاً وسهلاً بكم،
مرحباً مولانا. تكلمنا عن علامات الإيمان وأركان الإيمان، والآن نريد أن نتحدث أو نعرف ثمرات الإيمان. ما ثمرات الإيمان في هذه الحياة؟ بسم الله. الرحمن الرحيم. الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. عندما نتحدث عن الحياة فإننا لا نتحدث عن الحياة الدنيا وحدها، فالحياة في مفهوم الإسلام تشمل الدنيا والآخرة. الدنيا يمكث الإنسان فيها، مؤمناً كان أو غير مؤمن، دقائق معدودة، حتى أن الناس العاديين والسائلين سيُسألون يوم. في يوم القيامة "كم لبثتم؟" قالوا: "لبثنا يوماً أو بعض يوم". يعني كل تاريخ البشرية سيكون كأنه يوم أو بعض يوم. ومصداق ذلك أن الزمن النسبي كما أثبت أينشتاين وغيره من الفيزيائيين الذين تأملوا هذه
الظاهرة ووجدوها في الكون صحيحة، فضلع المثلث الكبير يوجد في الأرض، أما عند الله فقد كلما مر خمسون ألف سنة من أهل الأرض وسأل العادُّون: "ماذا يعني؟ نحن لا نعرف كم مكثنا. يوماً أو بعض يوم". قد تكون الحياة الدنيا عندنا ليست مقتصرة على هذه الدقائق الثلاث التي يعيشها الإنسان، لأن الدقيقة في حساب الله كأنها ثلاثة وثلاثون سنة وثلث من حسابات الأرض. وكلما ارتفعنا كلما ضاقت الأزمان، بمعنى أننا في قول ربنا أن يوماً عند ربك كألف سنة مما تعدون، ففي ألف وفي خمسين ألف وهكذا النسبية. كلما
صعدنا إلى الأعلى وعلى رسم المثلث الزمني، كلما ضاق الوقت في الملأ الأعلى واتسع في حياة الأرض نحن لا. نتحدث عن الحياة التي نحبها ونريدها ونسعى لتحقيق سعادة الدارين فيها. ليست ثلاث دقائق فقط، بل إننا نتناول الأمر بشموليته في الدنيا والآخرة. فعندما نتحدث عن أثر الإيمان في الحياة، نقصد به تأثيره في الحياة الدنيا ونقصد به تأثيره في الآخرة أيضاً. أما في الحياة الدنيا، فالإيمان هو أول مدخل نعم، لقد قابلنا كثيراً من الملاحدة حالتهم بؤس، مساكين.
بعض الناس تقول: كيف تقول عن الملاحدة أنهم مساكين؟ نعم، هم مساكين، ويصعب عليك حالهم لأنهم في حيرة، في قلق، في جحيم. ناقشنا كثيراً من الملاحدة في مصر وخارج مصر، وقلت لأحدهم مرة: فلماذا لا تخرج من هذا الجحيم؟ أنت فعليَّ لم لا تخرج من هذا الجحيم وكان ردُّه صادماً لي، لافتاً وجهي نظري إلى كتاب الله. لِمَ صار صدمة لي يا مولانا الحضرة؟ لأنه قال لي: "أنا لا أستطيع". ماذا يعني لا يستطيع؟ لا يستطيع أي لا يقدر، يعني هو في النار وغير قادر على الخروج منها. لا إله. إلا الله يعني شيء يشبه الإدمان، شيء يشبه التعود الخبيث الذي لا يستطيع الإنسان أن يقلع
عنه. إنه مثل الرجل الذي يدخن أو إدمان الخمر مثلاً أو إدمان الهيروين وغيره مما يسبب إدماناً جسدياً، بحيث أن الجسم نفسه لا يطيق أن يبتعد عن الحرام أو يبتعد عن الخطيئة. أو كذا إلى آخره، تذكرت حينئذ قوله تعالى: "واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه". قلبه يقول له: الذي أنت فيه هذا خطأ. قلبه والرسالة أنه في هلاك وفي ضياع، ثم إنه يأمر قلبه بأن يخرج من هذا الوباء والبلاء فلا يستطيع. "واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه" يعني... تذكرت قول النبي صلى الله عليه وسلم حتى يُنكت
في قلبه نكتة سوداء ويزداد هذا السواد نقطة في نقطة في نقطة في نقطة حتى يكون القلب كالإناء المنكوس، يعني كله أسود كله متعفن. نسأل الله العفو والعافية. تخيل إذن أن الرجل يريد أن يخرج مما هو فيه ولا يستطيع. قادرٌ مدمن أي للمعصية أو للبلاء وشهدنا هذا كثيراً، وهو الإدمان. هذا الإدمان للحالة. الإيمان يحمي من الوقوع في هذا النوع من أنواع الانتحار، هذا النوع من أنواع التعاسة، هذا النوع من أنواع الكآبة، من أنواع سواد القلب. الإيمان ثمرته في الدنيا أنه يحمي وأن له نوراً ويساعد.
على ذلك الشرائع التي شرعها الله سبحانه وتعالى لحماية الإيمان، إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، ولذكر الله، الذكر لله أيضاً، كذلك أكبر، والله يعلم ما تصنعون، فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون، والذاكرين الله كثيراً والذاكرات، ألا بذكر الله تطمئن القلوب. هذه فائدة الإيمان، فالرجل غير المؤمن بالله... ولا امرأة غير مؤمنة بالله ولا شاب غير مؤمن بالله سيذكره كيف؟ لن يذكره، فماذا يحدث؟ ضلال في ضلال، وحماقة في حماقة، وتخبط في تخبط. إنه يسير هكذا وقد يدمن هذه الحالة من كثرة المعاصي ومن الطريق الذي يذهب فيه. ولا يأتي كذلك الإيمان، يدعوني
إلى كما دعاني إلى الشكر. على النعمة يدعونني أيضاً إلى الصبر على البلاء والشكر. والصبر وجهان لتقلب النعمة والحرمان منها على الإنسان. "وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها". الذي أصيب بالبلاء هذا ولم يكن عنده إيمان، كيف سيصبر؟ سيبقى هناك في نار جهنم ويظل يقول: "لماذا يا رب هكذا؟" ويغضب من ربنا مثلما... قلنا عدة مرات، وعندما يغضب من ربنا يظن أنه كفر ويدخل في دوامة، وذلك لأنه مبتلى بالمرض منذ عشرين سنة. ولكن لو كان الإيمان واضحاً لتلقى هذا البلاء بصدر رحب وبصبر حاضر، وقد يصل لمرتبة
الرضا. يا مولانا، هل سيكون في الرضا مثل سيدنا أيوب؟ هكذا تكون منتبهاً، وعندما يدعو ولا يُستجاب له يعرف أن ذلك إنما هو لزيادة درجاته يوم القيامة ولزيادة ثوابه يوم القيامة، وأنه يصبر هذه الدقائق المعدودة. فلو عاش مائة سنة يكون قد عاش ثلاث دقائق، ولو عاش ستة وستين سنة يكون قد عاش دقيقتين. تخيل من هاتين الدقيقتين عشرين سنة في هذا البلاء درجة كبيرة مع الصبر سيُحسب له، ونقول: ها هو الإيمان أدى به إلى الذكر، وأدى به إلى الصبر، وأدى به إلى الشكر، وأدى به إلى الطمأنينة، وأدى به إلى ما هو أهم من كل هذا، وهو معرفة الحقيقة، وأهم
من معرفة الحقيقة أدى به إلى عبادة الله، الرضا نعم الرضا الذي تتحدث عنه هذه مرحلة جميلة، والتسليم لأمره وقدره، والتوكل عليه أفضل. التوكل هذه المنظومة عندما تكون غير موجودة، في النهاية على قدر فقدانها أو فقدان جزء منها، فإنه يؤثر في التبرم والاعتراض والقلق وعدم الرضا وعدم الاكتفاء. ليس الله كلما يفتح عليه كل... ما هو عنده أن الكلام الذي فتح عليه بيده قليل يستحق أكثر من ذلك، ولذلك سيدنا الرسول وهو يعلمنا ملامح الإيمان يقول إن الإيمان له بضع وسبعون شعبة، أعلاها
"لا إله إلا الله"، وكيف يكون الإيمان، وأدناها إماطة الأذى عن طريق الناس، والحياء شعبة من شعب الإيمان، ولذلك. كل الذي علّمه لنا هذا من الرضا والتسليم والقبول والطمأنينة والقناعة، فإنه كله من شُعَب الإيمان. الحليمي ألّف في شُعَب الإيمان، والبيهقي ألّف في شُعَب الإيمان، وغيرهم ألّفوا في شُعَب الإيمان، وحاولوا أن يأتوا من السنة المشرفة بما هي عناصر الإيمان، فوجدوا منها الذكر. وجدوا منها الشكر ووجدوا منها الرضا ووجدوا منها القناعة، ووجدوا منها التواضع، ووجدوا منها الشُّعَب. شُعَبٌ كثيرة جداً يا مولانا، ثلاثة وسبعين شعبة. نعم، وتكلم في كل شعبة منها بالأحاديث الواردة وفي كيفية التوجيه وهكذا.
هذا هو الإيمان بالله. الإيمان له أثر في الحياة بمعناها الواسع الشامل للدنيا والآخرة، الدنيا. ثلاث دقائق كثيرة والآخرة أبد الآبدين خالدين فيها أبداً. الآخرة تعني نعيماً مقيماً إن شاء الله للمؤمنين. كيف نكون سعداء في هذه الحياة في الدنيا وفي الآخرة؟ الإجابة تكمن في الإيمان. فنتيجة طبيعية لضعف التنشئة الدينية داخل الأسرة، لو أن
الأسرة قامت بدورها الرئيسي في التنشئة الإسلامية الصحيحة لنشأ الطفل. على هذه التنشئة الإسلامية، التربية تبدأ من الطفل وكيف يتربى في بيته. حضرتك، أنت اليوم قد أنشأت ابنك في كافة الأديان، وهذا موجود أصلاً في الشعب المصري مسلمين ومسيحيين، فتجده شعباً متديناً بطبعه. لا بد من التربية منذ الصغر، وطبعاً للأب والأم دور كبير في تنشئة الطفل منذ الصغر. أي الذي هو الأخلاق، طبعاً لا يوجد صبر عند الناس، عدم وجود صبر وكل شخص مستعجل على كل شيء، هذا دليل ضعف الإيمان لأن الإيمان يتطلب الصبر وقوة التحمل. ما تعليق حضرتك على الشخص الذي يحكم على شخص آخر أنه ضعيف الإيمان؟ والله نحن لا يوجد أحد يملك أن يحكم. لا ينبغي لأحد أن يحكم على غيره بأنه ضعيف الإيمان أو قوي الإيمان، فالإيمان هذا
داخل الإنسان. ماذا يعني هذا؟ لقد اعتدنا هنا في مصر أن يحكم كل شخص على الآخر بدون معرفة، بدون خبرة، بدون علم. من باب أولى أن يذهب الناس ليثقفوا أنفسهم، ويقرؤوا، ويفعلوا شيئاً مفيداً. فليس لا ينبغي لأحد أن يحكم على أحد فيما يتعلق بالإيمان، لأن الإيمان هو علاقة شخصية بين الفرد وربه سبحانه وتعالى. فالله سبحانه وتعالى هو الوحيد الذي يحكم على بني آدم. كل شخص حر، كل واحد يعني... هذا مثل هؤلاء الذين يعرفون الإيمان. لا أعرف ما بداخله، ربما هذا الذي يصلي لا أعرف كيف يصلي وكيف يفعل، هو يؤذيه يعني، هو ربما يكون يصلي لكن ليس من الضروري أن يعرف أي صلاة أصلي. أنا ربما أصلي ولا أقرأ القرآن لكنه جميل، أنا لست صحفياً في الشارع، لا، هذا يعرف أن الإيمان هذا ليس هو الشيخ أسلمها، فليس هذا ربنا سبحانه وتعالى البشر يخطئون، وإنما من الممكن أنه وضع في موقف معين، ومع ذلك فإيمانه جيد وأخطأ مثلاً مرة أو مرتين. التوابون، ما هو مفهوم الإيمان القوي من وجهة نظرك؟ وكيف يستطيع المرء أن يقوي إيمانه؟ الإيمان القوي هو أن يكون لدى المرء إيمان بدينه، وهذا يأتي طبعاً عن طريق أن... أنا في
وجهة نظري أنني أبدأ بامتلاك إيمان قوي عندما أبدأ بالشك في الشيء الذي أنا مؤمن به، وعندما أبدأ بالشك فيه وأبحث فيه فسأصل حينئذٍ إلى الحقيقة الكاملة التي تجعل لدي إيمان كامل بأن الإنسان مثلاً يجب ألا يتبع الشيطان وأن يصلي ويؤدي الصلوات في وقتها ودائماً يتحدث. الشيطان الخاص به يبتدع ما يتحدث به الإنسان، والشيطان الخاص به يفحص حقيقة إيمانه. إذا كان إيمانه قوياً... هيا حسين سي بي سي، أهلاً بحضراتكم. أذكركم بسؤالنا على صفحة الفيسبوك: ما رأيك فيمن يحكم على غيره بنقصان الإيمان؟ مولانا، الإيمان في سياق التقرير تعرض ضيوف التقرير لقوة الإيمان أو ضعف فكرة أنني يجب أن أشك أحياناً لأصل إلى اليقين. في كل هذا الإطار، كيف ندعو إلى الإيمان أو نقويه ونحافظ
على هذه القوة في الإيمان من خلال ما جاء في التقرير؟ الإيمان هو عبارة عن التصديق بالقلب، والتصديق بالقلب إما نعم وإما لا، يعني الشخص إما يقول... ربنا موجود وقادر وله الصفات العُليا، أما إذا لم يكن هناك رب مثلاً، فالإيمان هو التصديق، والتصديق واحد، لكنه يزيد بكثرة الأعمال. الذين آمنوا وعملوا الصالحات، علامة الإيمان وقوة الإيمان وحضور الإيمان وبروز الإيمان ونور الإيمان يظهر في الأعمال. هل هو كلما ازداد مثالاً لرسول الله صلى الله عليه وسلم أن يصل إلى الكمال قوم نسميه وارثًا محمديًا ينتسب لسيدنا هكذا تمامًا، نعم، كل حركاته وسكناته وأقواله وأفعاله باطنًا وظاهرًا. يعني انظر إلى
الباطن، فسيدنا النبي الرحيم، سيدنا النبي العفو، سيدنا النبي المتسامح، سيدنا النبي الذي كان لا يغضب ويقول: "لا تغضب ولك الجنة"، سيدنا النبي الذي يقول: "الرفق ما". دخل في شيء إلا زانه وما نُزع من شيء إلا شانه، يعني الأخلاق ظاهرة وباطن، والشريعة ظاهرة وباطن. ستجده مثل سيدنا النبي، لذلك سيدنا النبي هو المثال الأتم والأكمل للمؤمن. "لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً" إذا قل. العمل ففي أربعة أشياء هي التي تجعلني لا أعرف كيف أكمل عملي، ولست سعيداً من إتمام عملي، ولست قادراً على إتمام عملي. ما هي يا مولانا؟ الدنيا والشيطان والنفس والهوى. هؤلاء الأربعة، الدنيا تُلهي، مليئة بالملاهي، اتركوها كما هي. إذاً لن
تنتهي، وكان يعني أحياناً: الدنيا تُلهي، مليئة بالملاهي، اتركوها كما هي، نعم، تركوها كما هي، ماذا فعلوا بها؟ كان لدينا شخص ظريف كان يقول: والله أنا، لو جاءني ملك الموت وقال لي: سآخذ روحك الآن، أقول له: لست متفرغاً. هذا إذا كنت ذاهباً وهو صادق بمفهوم الانشغال. حسناً، لو مت الآن، فمن الذي سيفعل هذا غداً؟ ومن ليس لديه ذلك، فإنها موصولة، فالكون ملك ربنا، سيمضي، ستمضي بك، ستمضي بغيرك، ستمضي والحياة أكبر بكثير من ذلك. ولذلك الناس بعد فقدهم للعزيز الذي كانوا يحبونه كثيراً، لا بد أن تمضي الحياة، فالحياة أكبر من الأشخاص. فالدنيا تلهي المرء وتجعلني أؤخر الصلاة قليلاً ريثما أنتهي.
لكن هذا الشيء الذي في يدي أصلاً من الدنيا، هل أنت منتبه؟ "زيلة زيلة"، بارك الله في أمر يلهي عن الصلاة وإلى آخره، يعني الأمر هكذا، والشيطان طبعاً يوسوس، لكن الفرق بين الشيطان وبين النفس أن الشيطان يلقي في روعي فعل المنكرات والمعاصي. والنقص يعني ليس هذا ويكون معصية، هذا يريدني أن يعطلني من المهم، من الأهم للمهم، يفرح أيضاً، يعني مثلاً الأذان يُؤذّن فما هي السنّة الخاصة بنا؟ أن أردد الأذان، لا أنا ذهبت مشغولاً بالذكر: سبحان الله، سبحان الله، سبحان الله. حسناً، هل هذا وقته؟ هل يأتي ليقول لي سبّح جداً كي
تُنهي ابنك بشكل صحيح. قم لأغتسل، وقم هو ليعطني عن حق هذا الوقت، حق هذا الوقت، نعم. فأصبح قد خسرت لأن هذا الوقت عندما حقه، كان ربنا سيعطيني مائة، وعلى هذا التسبيح سيعطيني عشرة، ويدخل منابر بالطاعة هكذا يا مولانا. نعم، فماذا إذن؟ والجميع يأتي ليقول. لك مثلاً بعد أن تصلي السُّنة، لا تمتنع عن الصلاة خشية الرياء وأنت في المسجد. فابن الجوزي يقول: عندما يأتي إليك شخص ويقول لك هكذا، قل له: ليس لك شأن بي، ليس لك شأن بي، سأقوم لأصلي. فتقوم وتصلي الركعتين اللتين تريد أن تصليهما. وترك العمل من أجل الناس مثل العمل من أجل الناس لله يعني لا تترك عملاً من أجل الناس ولا تفعل عملاً من أجل الناس، فالأربعة هؤلاء يعطلون قليلاً وينزلون قليلاً وهي الدنيا والنفس والشيطان. وهناك جزء آخر غير
النفس الأمارة بالسوء وهي الاحتياجات التي نسميها الهوى. أريد أن أنام، ما علاقة النوم الآن بالنفس الأمارة؟ بالسوء لا ليس لها علاقة، ولذلك أحضروا رابعة وسموها الهوى. الله - هل تنتبه؟ - أريد أن أتحدث، أريد أن آكل كثيراً. هذه ليست النفس التي أُمرت، بل هذا الهوى هو الذي يجعلها هكذا. هذه هي الرابعة. فذهبوا وقالوا له: إن الرابعة هي قلة النوم، قلة الكلام، قلة المنام، هي التي ستجعلك شفافاً وهي التي ستعينك على أن تكون خفيفاً قادراً على الفعل، لا متثاقلاً في الطريق وكسولاً. هذه أدواتنا في الطريق، المنظر العديد هذا، نحن هكذا أدواتنا، نعم يقول لك: قلة الطعام التي هي الصيام، ضرب لنا مثلاً بالآية
بالرمضان، قلة المنام التي هي الاعتكاف والخلوة وما إلى ذلك، الذي هو، لأنه نهانا عن ذلك وأمرنا بالصمت، فليقل خيراً أو ليصمت. مثلاً، وهل يؤاخذ الناس بألسنتهم؟ قال: "ثكلتك أمك"، وهل يكب الناس في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم؟ هي التي أودت بهم في الداهية. وقلة المنام الذي هو قيام الليل: "قم الليل إلا قليلاً، نصفه أو انقص منه أو زد عليه ورتّل القرآن ترتيلاً. هذه الأربعة عندما يعوّد المرء جسمه عليها، يصبح محاصراً للهوى. فيكون هناك أربعة ضدي: النفس، والشيطان، والدنيا، والهوى. هؤلاء هم الذين يتسببون في قلة الأعمال
لدي، وما دامت هناك قلة في الأعمال، فهناك نقص في الإيمان. وأضدادهم هم الذين يجعلونني متنبهاً وواعياً ولدي. خفة في جسمي للعبادة، أريد أن أعبد وعندي شوق، ولذلك يكون هناك كثرة في الأعمال، فيُستدل بهذه الكثرة على سطوع الإيمان. انظر كلمة "سطوع" هذه، إنها مثل الشمس الساطعة، يعني "سطوع" هذه معناها الوضوح، والضياء والنور الذي يكون في قلب الإنسان هكذا. افهم يا مولانا الحديث الشريف "المؤمن القوي المؤمن الضعيف وفي كل خير، وأنا أريد أن أقف عند "وفي كل خير" هذه لكي نفهم أيضاً أكثر ما هو المؤمن الضعيف. هذا مؤمن ولكن بعض الأعمال هي التي
قصّرنا فيها لأجل هذه الأربعة، هؤلاء الأربعة الأساسيين، الله والمؤمن القوي استطاع أن يتغلب عليهم. أيهما أحب إلى الله؟ الإيمان. وحده أو الإيمان والعمل الصالح لا الإيمان والعمل الصالح أحب عند الله، وأحب هذه صيغة أفعل تفضيل، يعني هذا حبيب إلى الله من جهة أن فيه إيماناً، لكن هذا أحب عند الله لأنه أضاف فوق هذا الإيمان ما يدل عليه من عمل صالح ونفع للناس، فهذا أحب من هذا لكن. في كل خير لأن هذا مؤمن وهذا مؤمن أيضاً. فإذاً هذا هو أساس مسألة التفاوت بين المؤمن الضعيف والمؤمن القوي. أيضاً المؤمن الضعيف محض إيمان، والمؤمن القوي أضاف إليه الأعمال الصالحة. قال تعالى: "قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا". مولانا أنت فهمتنا أو فضيلتك فهمتنا أن... في بعض الكلمات أو المعاني إذا اجتمعت افترقتا
وإذا افترقتا اجتمعتا، هذا يعني في إطار الإسلام والإيمان إذا اجتمعا افترقا وإذا افترقا اجتمعا. يا مولانا، دعنا نقول أنهم يقولون ماذا؟ الأصل أنهم يقولون شيئاً آخر غير هذه القاعدة. هذه القاعدة لطيفة وموجودة في اللغة العربية، وكنا لو كنت سيادتك... أتذكر معي ضربنا المثل بها المسكين والفقير، نعم المسكين. فلو أطلقنا المسكين فإنه يشمل الفقير، ولو أطلقنا الفقير فإنه يشمل المسكين. لكن لو جمعناهما معاً: "إنما الصدقات للفقراء والمساكين"، فيكون لهذا معنى ولذلك معنى. فهذا إذا اجتمع افترق، وإذا افترق اجتمع، لكن هذا يقال عنه أن... الإسلام والإيمان اتحدا بالذات واختلفا
في الاعتبار، هذه قاعدة ثانية، قاعدة ثانية نتعلمها الآن. نعم، هذه مسألة جميلة ونظيفة، اتحدا بالذات واختلفا في الاعتبار. بمعنى أنني وأنا أشرب كوب القهوة أو الشاي - هل انتبهت؟ - وأفكر: يا رب، ما معنى الإسلام؟ فيأتيني الجواب ويقول لي: الإسلام يعني... أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت لمن استطاع إليه سبيلاً. هذا حديث جبريل. أقول له إذاً ما هو الإيمان؟ حسناً، لقد عرفنا أن هذا هو الإسلام، فالمسلم الذي يفعل هذا هذه أركانه. نعم، ولكن ما هو الإيمان؟ الذي تعلمناه في الأزهر قديماً أن الإيمان هو أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره، والذي يفعل ذلك ويصدق بذلك يكون
مؤمناً. نعم، لقد فهمت هكذا في عقلي من الداخل. المسلم والمؤمن إذاً اختلفا بالاعتبار، اختلفا في المعنى. نعم، أما في الخارج فالمسلم هو المؤمن والمؤمن هذه الذات، نعم هذه الذات، أجل، المؤمن يعني مسلم، حسناً، والمسلم يعني المؤمن، هل انتبهت كيف أصبحت المسألة؟ ولكن هناك ثالثة، ماذا تكون؟ هي التي ذكرتها لنا الآن وأوقفتنا عندها، وهي قوله تعالى: "قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا". هذه قضية ثالثة وهي أنهم. أظهروا الإسلام ولم يدخل الإيمان في قلوبهم. أنا هكذا أصحح، هل تنتبه كيف؟ يعني أظهروا الإيمان، أظهروا الإسلام، فجعلوني هنا من الخارج أن المؤمن والمسلم
متحدان بالذات. فيصبح هذا الرجل ما دام مسلماً فهو مؤمن، وما دام مؤمناً فهو مسلم وانتهى الأمر. ضحك عليّ فقط، لكنه لن يضحك على ربنا، الذين سماهم الله بأنهم من المنافقين ظاهرهم شيء وباطنهم شيء آخر، من الخارج يبدون لطفاء، ومن الداخل يعلم الله حقيقتهم. يقولون كما يقول أهل الخليج: "من الخارج رخام ومن الداخل سخام". أتفهم ما أقصد؟ يعني من الخارج يبدو جيداً أو هكذا، إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار. لماذا الكافر واضح؟ قال: "على فكرة أنا لست مؤمناً بكلامك هذا"، حسناً، فلنتعايش لعمارة الدنيا وكفى. ما دمت لست مؤمناً بكلامي هذا، أنا أعتقد أن كلامي هذا هو الذي سينجيني في الحياة الأبدية الأخيرة. أنت لا
تعتقد ذلك؟ قال لي: "لا، أنا لا أعتقد". قلت له: "حسناً، فمن..." مَن شاء فليؤمن ومَن شاء فليكفر، ما على الرسول إلا البلاغ، لست عليهم بمسيطر. دعنا نرى الآن أرجوك، لنُنشئ مستشفى لنخفف الآلام عن الناس، لنصنع شيئاً، لنفعل كذا وكذا أرجوك، هل لديك مانع؟ قال لي: لا، فأنا أيضاً أحب الخير وأحب عمارة الأرض وأحب ربنا على... فكرة فقط أن الله الذي في ذهني ليس هو نفس الله الذي في ذهنك، فأنت تتصور صفات وذات، وقد قلت لي ذات وصفات وكلمة وخلق، وأنا ليس لدي هذا الترتيب. قلت له: حسناً، إذن لنرَ ما هو المشترك بيني وبينك. قال لي: إننا أولاً نحب الله. وثانياً إننا سنصنع الخير للناس، وثالثاً إننا من
بلد واحدة، مواطنون، فلماذا لا نعمل على ذلك؟ وأما الخلاص، فليكن لكل شخص خلاصه الخاص، يرى خلاصه حيثما يراه. لا أنت تُكرهني على شيء ولا أنا أُكرهك في مجال العقيدة يا مولانا، في مجال المعتقد الذي... نحن نعتقد - وأنت تدرك - أنني لا أرغمك على شيء ولا أوذيك ولا تؤذيني إياه. فعندما أحتفل أنا بمولد النبي، لماذا يسخر من نبيي؟ احتراماً للجوار واحتراماً للعشرة. وعندما يحتفل هو بأعياده، لا أسخر منه لأنه يعتقد فيها الخير، ويعتقد فيها التربية، ويعتقد فيها أشياء جميلة. أيضاً كثير، لكنني لا أعتقد هذه العقيدة، فلا أحد منا يكره الآخر، ولا أحد منا يفتري على الآخر، ولا أحد منا سيسب الآخر حتى
لو كان وثنياً أو مشركاً أو ما شابه ذلك. فالنبي عليه الصلاة والسلام أخذ من الوثنيين والمشركين ودائعهم ليحفظها لهم ولأنه... الصادق الأمين ردّ هذه الودائع وهو في الهجرة وجعل علياً أميناً عليها يوزعها. نعم، يوجد فرق بين الاشتراك الوطني وبين الخلاص والإيمان بالخلاص الذي هو هذا. دعها واضحة هكذا وجميلة هكذا، ولن يغضب أحد. يعني عندما أقول هاتين الكلمتين، أخي القسيس لن يغضب وأخي الحاخام كذلك. الذي يتبع اليهودية لن يغضب، وأخي الذي يتبع الزرادشتية لن يغضب، وإذا اجتمعنا مرة ثلاثين ديناً في بلجيكا، لن يغضب أحد ولا شيء. وأخي الذي يتبع
اليهودية لن يغضب أبداً. وخرجتم في نهاية المؤتمر بكيفية تحقيق السلام، وهو شعار جميل. فإذاً، أنا لا أعرف، والله إنني متعاطف. على الأولاد الذين أصبحوا في التنظيمات الإرهابية والذين انضموا إلى داعش والذين يقتلون جيشنا وشرطتنا ويقتلون أنفسهم، والله في كل مكان يا مولانا، والله إنهم يثيرون شفقتي بسبب الضلال الذي هم فيه ومن سوء الفهم الذي اكتسبوه، والله إن سيدنا النبي أجلّ من... البينات أحلى من الحلاوة، والله كلام كل حجة بيضاء تركنا عليها، وهم قد استهانوا بالدين وتعجلوا الأمر قبل أوانه، ومن تعجل الأمر قبل أوانه عوقب بحرمانه. تعجلوا الموت، والموت هذا يا بني بيد ربنا وليس بيدك. قال: أنا أريد أن أموت، فوقعوا في الانتحار الذي يوجب العقاب
يوم القيامة. القيامة! تعجلوا! يريدون أن يؤتي الله الملك من يشاء، قال: لا، نحن نريد أن نأخذ الملك نحن، يعني أليس عندك الشرط الخاص به؟ حسناً، الله يضربك على فمك هكذا، أليس عندك الشرط؟ الله! ولذلك، يعني، الحمد لله رب العالمين، أخذهم الله، أخذهم الله، أخذهم الله، لا توجد نصرة أبداً لأنهم ليسوا على المحجة البيضاء التي تركنا عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي هو شرط الشروط. الله ما أجمل أن نفهم ديننا الجميل من علمائنا الربانيين. ابقوا معنا دائماً لنسير بخطوات واثقة على طريق السعادة. ابقوا معنا، أهلاً بحضراتكم مولانا الإمام. ربما فكرة أن البعض
يمكن أن يأخذ يعطي نفسه توكيلاً هكذا عن ربنا ويقول له أمامه: يا أخي، إنّ إيمانك نائم، أنت ليس لديك إيمان. وربما شخص آخر بطريقة لطيفة يجد شخصاً حزيناً فيقول له: لا، كن قوياً، اجعل إيمانك قوياً لكي تتحمل هذه المشكلة. الفرق بين الاثنين وهل بالإمكان أو هل يصح أن... يحكم أحدنا على إيمان غيره لو أنه استطاع أن ينظر إلى ما في قلبه، يعني عندما أنظر إلى قلبك هكذا فأراه. لكن افترض أنني لم أستطع، ولا يستطيع أحد من البشر إلا النبي الموحى إليه. إذن كيف أنظر إليك الآن ثم أقول لك إن قلبك على... فكرة في ثلاث أو أربع إيمان، وفي ربع قدْر هذا ضارب شيئاً، يعني مهزلة. هل أنت تعرف ما في قلبه؟ وبعد ذلك كان مشايخنا يضربون لنا الأمثال وهم يقولون لنا: "يا أبناء،
احذروا إياكم أن تحتقروا أو أن تُعظّموا الطائع أو العاصي. افرح بالطاعة ولا تفرح بالطائع، نعم، واحزن على ولا تحتقر العاصي. أي أنني إذا رأيت شخصًا سارقًا وآخر زانيًا والثالث كذابًا والرابع مرتشيًا والخامس كذا، نعم، فالرشوة والزنا والسرقة والكذب وشهادة الزور من القذارات التي سأظل أصفها هكذا، وبعض هذه الذنوب عليها حدود أيضًا، أي أنها من الكبائر. حسنًا، وهذا الرجل اعتبره ابنك، أخطأ، فماذا ستفعل به؟ ما أول شيء؟ الستر. من ستر مؤمناً في الدنيا ستره الله في الآخرة، وهذا
الستر يفرج كربة، فمن فرّج عن مؤمن كربة في الدنيا فرّج الله عنه في الآخرة. وأنا لا أستطيع أن أفعل هذا إلا إذا كانت عندي خاصية معرفة ما في القلوب، وحيث أن هذا من المحجوب ومن ومما اختص به الله إلا إذا أوحى به ربنا سبحانه وتعالى الذي يعلم السر وأخفى للنبي فقط الذي يعرف بإذن الله وبوحي الله وليس بوحي أحد ولا بنصائح ولا بفتنة أحد ولا بفتنة ولا زكاة. ولذلك أنا أقول له ماذا؟ أنا أريدك أن يكون إيمانك قوياً. حسناً، افترض أن إيمانه يكون الأمر باستمرارك في ذلك، أيها الذين آمنوا وإن كنّا مؤمنين بالفعل، فالمقصود استمر في الإيمان. فكلمة "آمنوا" هنا معناها استمروا في الإيمان. لذلك عندما أقول لشخص: أريد إيمانك قوياً، فهذا
ليس حكماً عليه بالضعف، وإنما أريده أن يستمر في قوة إيمانه إن كان قوياً، أو أريده أن يقوي إن كان ضعيفًا فأنا لم أحكم. انظر الفرق بين العبارتين. أنت تسألني عن الفرق بين "أنت إيمانك ضعيف" وبين "أنا أريدك أن تقوي إيمانك". هذه التقوية لا نهاية لها، لأننا قلنا إن هذه التقوية عبارة عن ماذا؟ عن القرب من الامتثال للأسوة الحسنة والإنسان الكامل والمثال الأتم صلى الله. عليه وسلم المثال الأكمل، هذا أعطاني سعة. أحاول أن أشرب كما كان يشرب، وأحاول أن أصفي قلبي كما كان قلبه صافياً، وأحاول أن أعبد ربنا مثله، لكنني لا أستطيع أن أصل إلى مستواه كله. انتظر، لكنني أحاول. فأنت جئت وقلت لي: يا رجل، ادفع قليلاً هكذا هو.
حاضر، تقدمنا قليلاً. بدل خمسين أصبحنا ستين، وبعد الستين أصبحنا سبعين، لكننا لم نصل بعد إلى مائة في المائة. فدائماً كلما كان هناك رقم، يوجد من هو أعلم بالوارث المحمدي، الذي هو مثال لسيدنا النبي صلى الله عليه وسلم. هذا شيء أريد أن أقوله لك. بتوفيق الله وباختياره، أي لأنه يكون على درجة الصديقين. الرجل الذي هو الوارث المحمدي يكون من الصديقين، فمن الصديقين هذا خلاص قد ملك عليه رسول الله حياته. نعم، هو لا يعرف ولا يستطيع أن يخرج من هذا النموذج الأتم، لا يستطيع جسده ذلك، ونفسه لا تسمح له بذلك. الحجاب الكبير بينه وبين أن يكون وارثاً كاملاً
لسيدنا سبحانه وتعالى أن يتبع "قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله". تخيل إذن أن ربنا أحبني، فهذا كافٍ، انتهى الأمر. إذاً فأنا لا أستطيع أن أكفّر أحداً ولا أن أحكم على أحد. فهم يعلموننا الفرق بين الفعل والفاعل وإن... نحن نكره الفعل ونحب الفاعل. ضربوا لنا أمثلة كثيرة في الحياة. كان صاحبها يعصي بين المعصية. الراقصات، نحن عندنا نقول هذا بين المعصية. هذا الكلام لا يرضي ربنا. سيجلس يقول لي فن وفن رفيع وفن دخين. أنا ليس لي تدخل بهذا الكلام. أنا، أنت تسألني الذي توصلتم إليه عندكم. في الدين له آية أن هذا فن يعني مقبول أو غير مقبول؟ لا، هذا فن غير مقبول. ولكن
كان من كبريات الراقصات من تُخرج زكاتها لله أربعين ألف جنيه ذهب في السنة. الله، ربما بيننا وبين الله شيء لا أعرفه. ما شأني أنا؟ فدائماً أرى جميع الناس من حولي أفضل. منْ لي بهذه البرمجة يا مولانا؟ فما هذا؟ الله! لا يبلغ أحدكم مبلغ الإيمان حتى... يعني لعل وليَّ الله في هؤلاء الناس. الله، وما شأني بهذا الولي المخفي؟ المخفي الذي أخفاه الله في خلقه مثلاً. فما شأني أنا بهذه القصة؟ عندما تعلم أنك في النهاية هكذا، قم فليكن عندك. همة أنك تتقدم يعني عندك همة، وأنك تستغفر يعني عندك همة، أما تحقير الناس فهو
ممنوع عند جميع علماء المسلمين، فلا يجوز أن تحقر أحداً من خلقه. اكره المعصية نفسها، فالمعصية أنا كارهها، أما العاصي فنقول: ربنا يتوب عليه، فقد يكون الله تاب عليه فعلاً ونحن نتكلم. وهكذا علمونا هذا لكلام سيدنا صلى الله عليه وسلم وهذا هو الفرق بيننا وبين النابتة. لا تفرق بين الفعل والفاعل ودائماً يشوشون على الناس بهذا. يعني عندما نتكلم عن معصية الولي يقول لك: كيف يكون ولياً ويعصي الله؟ وأنت تظن أن الولي هذا معصوم أبداً. وهو يقول إن الولي ليس معصوماً، وأنت كل المسلمين أولياء يعني كل المسلمين ليس لديهم معصية. المهم والحاصل أن هؤلاء الناس خلطوا على أنفسهم الأمر. من هم هؤلاء الذين يكفرون خلق الله ويفسقونهم؟ هؤلاء الناس جهلاء،
بحقيقة الدين التي أقرها لنا النبي صلى الله عليه وسلم، ولذلك قال فيهم رسول الله: "لئن أدركتهم". لأقتلنهم قتل عاد مولانا الإمام، إذا في منهج فضيلتكم الإيمان هو الضمان الحقيقي للسعادة في هذه الحياة الدنيا والآخرة بدون شك. هل يسمح لي مولانا ببعض المداخلات للسادة المشاهدين عبر الفيسبوك عن سؤالنا: هل يمكن لأحد أو هل يستحق لأحد أن يحكم على إيمان غيره بالنقصان أو بالزيادة؟ تقول الأستاذة: "إنَّ الذي يحكم على غيره من باب النصح فلا شيء فيه، كما قال رسول الله لسيدنا عمر: الآن يا عمر. أما من يحكم عليه لمجرد النقد أو الافتراء فهذا لا يرضي الله ولا يصح". وتقول الأستاذة أسماء: "يمكن أن يكون ناقصاً في دينه لفعله منكراً أو معصية ولكن..." لا يكون بالإجمال ناقص في الإيمان لأن هذا ما لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى، والله أعلم. الأستاذة إلهام تقول
كلاماً غير مسؤول، والمفترض أن كل شخص يحتفظ برأيه لنفسه ولا يتدخل في إيمان أحد؛ فالإيمان أمر بين العبد وربه. الأستاذ أحمد يقول إن أركان الإيمان الستة هي أمور باطنية. بين العبد وربه ومحلها القلب والله هو المطلع والناظر إلى قلوب عباده، فمن حكم بعدم إيمان أحد أو بنقصان إيمانه فقد تعدى حدوده. النبي عليه الصلاة والسلام أرشدنا في كل واحد من هؤلاء الإخوة، أرشدنا بحديث يؤكد هذا المعنى الذي ذهب إليه هؤلاء الإخوة. يعني اهتم بنفسك وتأمل. ترى القذاة في عين أخيك وتضع جذع النخلة في عينك. خيركم من شغله عيبه عن عيوب الناس. إلى آخر ما هنالك، الحكاية أوضح من الوضوح أن
الإنسان يبدأ بنفسه ثم بمن يليه. مع فضيلتكم مولانا نفهم ونصحح فنفهم أكثر. بارك الله لنا فيكم ونلقاكم دائماً على هذا الخير مولانا، شكراً. لكم إلى اللقاء، دمتم في رعاية الله وأمنه، إلى اللقاء.
    والله اعلم | الدكتور علي جمعة يوضح ثمرات الايمان ومن هو المؤمن القوي | الحلقة الكاملة | نور الدين والدنيا