والله اعلم | حكم الغيرة والشك فى العلاقات الزوجية | الحلقة الكاملة

والله اعلم | حكم الغيرة والشك فى العلاقات الزوجية | الحلقة الكاملة - والله أعلم
أهلاً بحضراتكم في حلقة جديدة من برنامج "والله أعلم"، نرحب بصحبة صاحب الفضيلة مولانا الإمام الأستاذ الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف، لنسأله عن هذه الأسرة، عن قوام هذه الأسرة، عن استمرار هذه الأسرة التي تكون النواة الأولى للمجتمع. إذا استقرت هذه الأسرة فاستقرار المجتمع منوط نبدأ على الفور لذلك ننتقل إلى فكرة الشك والغيرة. أسباب الشك والغيرة أحياناً في الأسرة ما بين الزوج والزوجة، ما هي أسبابها وما هي تداعياتها
وكيف نبحث في حل هذه المشكلة الكبيرة جداً؟ اسمحوا لي في البداية أن أرحب بصاحب الفضيلة مولانا الإمام، أهلاً بفضيلتكم، أهلاً وسهلاً بكم، مرحباً، واسمح اطرح أي تساؤل. نترحم على شهدائنا، وإن مصر دائماً تقدم هذه التضحيات الكبيرة من أبنائها البواسل، من جنودها الأبطال، ليس لأمن مصر فقط، ولكن لأمن العالم، أليس كذلك يا مولانا؟ بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وآله وصحبه ومن والاه. الشهداء لم يكونوا شهداء فقط، بل هم أبطال، وليسوا أبطالاً فقط، بل هم حماة للوطن وللدين وللإنسانية وللعقل وللحضارة ولكل
مجهودات الإنسان ضد هذه الهجمات البربرية والغباء المتأصل في خوارج العصر ومن ورائهم من ورائهم ممن يريدون تفتيت وحدتنا وممن يريدون الفساد والعلو في الأرض، فبالنسبة لهؤلاء الشهداء نطلب منهم. عند الله سبحانه وتعالى أن يشفعوا فينا يوم القيامة، يشفعوا لنا نحن يا مولانا. نعم، فهم المقدمون عند الله، وهم من أهل الجنة، وهم سبقونا إلى الله سبحانه وتعالى. ولكن في أجمل عرس قد نحزن للفراق، ولكننا نوقن بفضل الله عليهم، ونوقن
برزق الله لهم، وأنهم في درجات عالية. يتمناها كل عاقل في جنة ربنا سبحانه وتعالى فلا نسأل لهم الدعاء أو الدعاء بالترحم لأن الله قد رضي عنهم وأرضاهم وهي مرحلة تفوق الرحمة وتعلو كثيراً عن الكرم اختياراً واصطفاءً، فهؤلاء المصطفَوْن الأخيار الذين بلغوا إلى مرتبة الشهادة، وسُمّيت شهادة لأنهم شاهدوا الله، والله سبحانه وتعالى عندما يشاهده إنسان. نحن نقول: اللهم متعنا بالنظر إلى وجهك الكريم، فهؤلاء شاهدوا
الله، فهنيئًا لآبائهم وأمهاتهم. هذا الشهيد سيأخذ بيد أبيه وأمه إلى الجنة، وإذا لقينا أم الشهيد ولقينا أبا الشهيد على ما كان من عمل أيًا كان، عرفنا أنه من أهل الجنة. فإن الله أرسل لنا رسالة عندما اختارهم. واصطفاهم للشهادة عنده ينبئ بأن هؤلاء الذين جعلهم الله سبحانه وتعالى سبباً في وجودهم في الدنيا من أهل الجنة، فالشهيد له شفاعات في سبعين من أهل بيته ومنهم الأب والأم على المقدمة في
هؤلاء السبعين. نغبطهم ونحزن لفراقهم ولكن رضي الله تعالى عنهم وعن آبائهم وأمهاتهم في هذه المناسبة. أرسل عزاءً ولكن أرسل تحيةً لأم الشهيد. الأم عندما تعلم أن فلذة كبدها وأساس حياتها قد رحل عن هذا العالم تتألم ألماً لا يعرفه إلا هي. فنقول لها: ثبَّت الله قلبكِ وأنطق بالحق لسانكِ وجعلكِ من أهل الجنة ظاهراً وباطناً، آمين
يا رب العالمين. لكل أم شهيد نقول هذا. الكلام ونسأل الله سبحانه وتعالى لأنفسنا أن يلحقنا بهم على الإيمان آمين وكمال الإحسان وأن ينير لنا ببركتهم مرتبتهم في العالمين. سيُهزم الجمع ويولّون الدبر وهذا هو شاهدنا. أشكالهم الكريهة وغضب الله عليهم، فالحمد لله على كل حال وحسبنا الله ونعم الوكيل. نتقدم بالتحية قبل العزاء لكل أم شهيد ثم. لكل والد
شهيد، رحم الله شهداءنا - ليس دعاءً وإنما إقراراً للواقع - ورضي الله تعالى عنهم - ليس دعاءً وإنما إقراراً لما قد تفضل الله به من الاختيار والاصطفاء على هؤلاء الأكابر الأكارم. تقبل الله سبحانه وتعالى هؤلاء في الصديقين وفي الصالحين مع النبيين يا رب العالمين، آمين يا ألحقنا بهم على خير يا رب العالمين مولانا الإمام. نرجع إليه، ربما الأسرة المصرية التي نبحث أن تكون، يجب أن تكون أسرة مستقرة، وأعرف مدى حجم الحزن الذي لديك إزاء هذا المشهد، وسنسأل أيضاً، نرجع إلى البيت المصري الذي نتمنى أن يكون بيتاً مستقراً وفي حالة من الهدوء والسكينة ونقول. فكرة الشك والغيرة يا مولانا وكيف يتسلل الشك بعد أن
يبدأ أو تبدأ الغيرة في حياتنا. بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. سيدنا الرسول علمنا أن نكون آدميين وأن نكون فرساناً نبلاء، علمنا كيف يكون الواحد منا محترماً وكثير من... إن الناس لطول الزمان وشيوع الفتن وضغوط الحياة لا يتربون هذه التربية الراقية التي تركنا عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث أبي هريرة يقول رواية عن ربه: "أنا عند ظن عبدي بي".
فالعلماء قالوا: "أنا عند ظن عبدي بي"، فإن أحسن العبد ظنه بالله وجده، نعم، وإن بالله وجدت وانتبه وفي حديث أبي هريرة أيضاً: "حسن الظن بالله من حسن العبادة". انظر الكلام الذي تركه النبي لنا: حسن الظن بالله من حسن العبادة، من حسن العبادة. وجدنا في القرآن: "ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضاً، أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه، واتقوا الله إن". الله تواب رحيم، في حديث أبي هريرة أيضاً يقول سيدنا الرسول: "إياكم والظن فإن
الظن أكذب الحديث". احذر أن تظن، كن متيقناً هكذا وليكن ظنك حسناً، "ولا تحسسوا ولا تجسسوا" أخرجه البخاري. وعن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم صعد المنبر، فلما صعد المنبر نادى بصوت رفيع يعني هكذا يا معشر من قد أسلم بلسانه ولم يَفضِ الإيمان إلى قلبه، لا تؤذِ المسلمين. الشخص الذي يقول أنا مسلم ثم يؤذي المسلمين، أيُّ إسلامٍ هذا؟ كيف يا مولانا؟ أريد أن أفهم هذه التركيبة. لدينا عقل
ولدينا روح ولدينا قلب ولدينا جوارح. نعم، فالإسلام الخاص به ظاهري هكذا فقط ولم وقالت الأعراب آمنا، قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا، ولما يدخل الإيمان في قلوبكم. لم يدخل الإيمان بعد، هذا الإيمان الذي نسميه القلوب الضارعة، حيث يكون الإنسان خائفاً من الله، ومحباً لله، وراغباً في الله، ومتلذذاً بذكر الله. أما الشخص الذي يقول: أنا مسلم، أنا أصلي، أنا لا أدري... ماذا، وبعد ذلك يؤذي الناس؟ هذا لا يتذكر ربنا. أصبح هذا يؤذي الناس، هذا يظن نفسه، ولذلك قال ولم يدخل الإيمان إلى قلبه: "لا تؤذوا المسلمين فقط، ولا تعيبوهم،
ولا تتبعوا عوراتهم، فإنه من تتبع عورة أخيه المسلم تتبع الله عورته، ومن تتبع الله عورته يفضحه ولو في داخل منزله إذا اختبأ تجده افتضح. أخرجه الترمذي. عندما ذكرنا هذا منذ سنوات وذكرنا نهي النبي صلى الله عليه وآله وسلم للرجل الذي جاء مخالفاً لنهي النبي. نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يطرق الرجل أهله ليلاً، بمعنى أنه عندما يعود من السفر ويصل بعد العشاء، فليذهب إلى المسجد ويوقظ
يرونه في المسجد فيذهبون ليبلغوا زوجته، فيتهمهم قائلًا: "احذر أن تدخل عليها وأنت تظن أنها تخونك"، فهذا قلة أدب وقلة حياء وجريمة. أو يلتمس عثراتهم قائلًا: "لا تدخلي أخاكِ". فأخوها كان يزورها في تلك اللحظة، فعندما أذهب إلى المسجد يقوم أخوها بالاستماع ويقول: "لا، خلاص يا بنت، أنا أخوك أو لا نريد أن نزورك وما إلى ذلك، وهو منعها، فيأخذون بعضهم ويذهبون ليتتبعوا خيانتهم أو يلتمسوا عثراتهم. فكنت أشرح هذا الحديث وقلت إنه من الأدب الراقي، احذر
أن تشك في خيانة زوجتك، وإلا فإن أحدهم سمع هذا من رسول الله فلم يصل إلى قلبه، فلما رجع إلى زوجته وجدها تخونه كأنه جازاه بهذه المصيبة وبهذه الكربة من أجل مخالفته الأدب الراقي الذي علّمه إياه رسول الله، حتى يتعلم لأنه خالف رسول الله. فرسول الله يقول له: عندما تأتي ليلاً، لا تأتِ أهلك ليلاً ولا تتهمهم بالخيانة. فذهب متهماً إياهم بالخيانة قائلاً: سأدخل عليها فجأة لعله يكون معها عشيقها. فكان الانتقام عشقها فعلاً، ما هو هذا الذنب السيء الذي أشار إليه الذي تحدثت فضيلتك عنه منذ قليل؟ طبعاً فعندما قلت هذا وعلّم الناس الأدب الراقي
لرسول الله، قامت النابتة، صحيح، الذين هم الإخوان والسلفية والتلفية، وقالوا ما قالوه. أتدرك كيف؟ وقال الله يا مولانا، هل أنت تدعو إلى... الفاحشة أو إلى أن الرجل يعتدي على امرأته، انظر إلى الذهن القذر، فكل إناء بما فيه ينضح، وهذا يكشف لك الحقيقة. ما الفرق بين المنهج الأزهري الطيب الذي علّمه العلماء والأولياء، وبين الغموض الذي جاء من القراءة غير الواعية للنصوص المقدسة، الجاهلة بلغة العرب، الفاقدة لمقاصد الشريعة، ثم يأتيني. شخص من مجتمع متدنٍ،
من مجتمع غير راقٍ مثل المجتمع الذي يريدنا رسول الله أن ننتمي إليه. أحسِن الظن بالله. زوجتك التي تحترمها ستحترمك، والتي تخونها ستغضب منك. زوجتك هذه عندما تضعها في المكانة العالية وهي تشعر بذلك، تشعر بالحنان والأمان، وبالحب الحقيقي، فلماذا ستذهب إلى غيرك؟ هي غافلة لكن طالما هي ترى الارتياب الذي في عينيك فلن تحبك، وطالما هي ترى الشك لديك فلن ترتاح لك. "أنا عند ظن عبدي بي"، حسن الظن بالله من حسن العبادة. افهم أيها المتشدد أو السلفي أو الرجعي أو الإرهابي أن
ما أنت عليه هذا له رجولة. وله فروسية وله أدب، إن ما أنت عليه هو مخالفة لأبي القاسم ظاهراً وباطناً صلى الله عليه وسلم عليه الصلاة والسلام. فإذا كان هذا هو المفهوم الذي لديك باختصارك لهذا الموضوع، بهذا البلاء الذي رأيته بعيني رأسي من هذه الجماعات، وعندما أقول النتنة، يقول لك: لا، تشتم. لا، أنا لا أشتم، هذا وصف. هذه أفكار نتنة لأن النبي عليه الصلاة والسلام وصف الجاهلية بأنها "دعوها فإنها منتنة". وصف الجاهلية بذلك، وهؤلاء على طرف من أطراف الجاهلية حيث كان يشك الرجل في أهله ويتتبع
عثراتهم ويخونهم. فأتى النبي ليخرجنا من الظلمات، من ضيق الدنيا إلى النور، إلى السعة. الآخرة ورحمة الله وبحبوحة. تخلقوا بأخلاق الله. يا أخي، هؤلاء الناس لا دين لهم ولا دنيا. هؤلاء الأولاد النابتون وهؤلاء الأولاد الإرهابيون، الدين والدنيا. رأينا في علماء الأزهر الشريف سليمي النية. كان سيدنا الشيخ جاد الرب رمضان رحمه الله يقول: "لا تثقلوا على النساء في التكاليف، عاملوهن كما كان الله يعاملهن، عاملوهن كما كان رسول الله يعاملهن، إنهن قوارير. انظر
إلى النظرة إلى المرأة على أنها شيء خفيف لطيف، رياحين، قوارير، فحافظ عليها. احذر أن تجرحها، احذر أن تكسرها، احذر أن تعنف عليها، احذر من كذا إلى آخره. كان سيدنا يقول هكذا رضي الله تعالى عنه ورحمه الله عند والمترخص في شؤون النساء اختار الأسهل من كلام الفقهاء والمجتهدين لكي لا يضيق على الناس. الله يكون في عونهن في هذه الأيام المصرية. نعم، الله يكون في عونهن، فأنا أرى الجانب الآخر من أنها تقوم بشؤون
البيت وشؤون التربية وبشؤون... الله يكون في عونها، فهي تحتاج... والسيد النبي صلى الله جعلَ ركبتَه الشريفة سُلَّماً لصفية حتى تركب الراحلة، وبعد ذلك يقول لك: إن الغرب يفتح السيارة للمرأة. لا، هذا العمل كان موجوداً عندنا منذ زمن قبلهم. الله يعلمنا كيف نكون إنساناً وآدمياً. وبعد ذلك تأتي الفتيات عندما ترى هذا فتُفتَن، إذا كان هذا يفتح لها السيارة، يا سلام! ما الذي العربية وساعدها لأن ملابسها لا تسمح بأن تفتح وتنزل وتجري وهكذا، لا، هذا يفتح العربية وينزل ويصطدم بها ويمشي وهي تجري وراءه، إذا
لحقت به. لا، نحن عندنا هذا ليس إسلاماً، هذه مجرد بعض العادات لمجتمع جهل الإسلام كثيراً وحدث ما حدث، فأنا أقول ها هو الذي أغلقناه في التعليم الإسلام الصحيح الذي يوجد في خيالات الشباب النابتة الذي ألّف لي ثلاثة مجلدات على أن النقاب فرض وليس فضلاً، الذي لا يعرف ويعاملني كأنه يريد أن يجعل الختان من الدين، الذي كذا والذي كذا، كل هذه المصائب مرتبطة بمسألة الشك لأنه شخص لا علاقة له بالمحجة البيضاء التي تُركنا عليها. رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، هؤلاء هم مشايخنا الذين يعلِّموننا ويرشدوننا كيف تستقيم هذه الحياة وفق هذا الدين ووفق هذا الفهم الصحيح،
الذين يقولون دائماً: نحن دعاةٌ ولسنا قضاة، شيوخٌ هداةٌ ولسنا أوصياء على الوعي الثقافي. يعني في بوادر طبعاً من السيدة تكون مثلاً هي في مكان هو... لم يكن يعتاد عليها، فهناك أشياء كثيرة تتغير في المرأة دفعة واحدة. يعني مثلاً حضرتك، توجد أشياء معتادة، فالرجل يكون معتاداً مع زوجته على أمور معينة، ثم فجأة تتغير ولا يجدها. أنا أعتبر أن هذا
الشك يمكن أن يكون حباً زائداً عن اللازم، يعني كما أرى. أن التكنولوجيا الجديدة هي التي جعلت كثيراً من الناس يشكون في بعضهم البعض. فالجميع اليوم يتحدثون عبر الهواتف المحمولة، ويتواصلون على الواتساب وعلى فيسبوك. ما الذي سيراه عليك وفي أي شيء؟ يعني مسألة المكالمات المتأخرة، والرسائل التي قد تتأخر في الوصول، وغيرها من الأمور التي قد تؤدي إلى عدم وجود ما بين الزوجة والزوج، ما خطورة الشك بين الزوجين؟ إنه قد يؤدي بهما إلى الهلاك، فقد يهلك كلاهما، وقد يصل الأمر إلى حوادث - لا قدر الله - مثل الحادث الأخير الذي حدث حين قتل الرجل زوجته وذبح ابنته. هذا يكفي دليلاً على الخطورة الكبرى، فقد ينتهي الأمر بقتلها، وأحياناً أي أن المهم الضحية تهم الأبناء، لذلك أرى أن بعض الزوجات تتعمد أن تجعل الزوج يشك فيها. ولماذا قد تفعل ذلك؟ الزوج أساساً بطبيعته حالة الغريزة هذه عنده ضعيفة جداً، هل تدرك ذلك؟ فهو عيب
من هنا وعيب من هناك، ألا وهو عدم اهتمامها بنفسها، دعه... أنت تعرف أن الزوج خارجاً أو أي شيء، فهذا مثل الطفل الذي ينظر ويرى لعبة فيتعلق بها. إنه يكتسب ثقة زائدة في نفسه، ثقة تفوق الحد المطلوب. يظن أنه أفضل منها بكثير، مع أنه - عذراً - على العكس تماماً، فهو بدونها لا يساوي شيئاً على الإطلاق، على أساس أنه يشعر بأنه... قد لا تغار عليه، فيحاول أن يُثير غيرتها بسرعة أو ثانية ليُظهر أنه لا يزال مطلوباً حتى الآن، ويجعلها تغار عليه بشكل مبالغ فيه. وأيضاً، هناك أزواج مثلاً حضرتك لا تشعر بغيرتها من ناحية امرأة، فمثلاً أقول لك... لك... على راحته يخرج، وعلى راحته يأتي، وكل هذا الكلام أيضاً، وزوجته ليست هنا، ولا تغار عليه إطلاقاً، ولا تشعر به تماماً. فهو يحاول أن يوصلها إلى هذا الشك. إنه نقص الاهتمام، فقد لا يكون هناك اهتمام بين الزوجة وبين الزوج،
فيلجأ إلى هذا المدخل بحيث يجعل نسبة... الاهتمام أكثر، ما بينهم؟ ما تعليقك على الأزواج الذين قد يرتكبون جرائم قتل بسبب الشك؟ في بعض الأحيان لا يكون الأمر كذلك. ربما يصل الحال إلى أن يصبح مريضًا ويعاني من عدم الثقة بنفسه، مما يوصله إلى هذا الموضوع. يعني الأمر يرجع إلى خصوصية الرجل، فهناك رجل يكون هادئًا إلى حقًا، إذا كان تحت تصرفه شك معين أو شيء محدد يواجهه به، فلا بأس، موافق. نعم، حسنًا، هناك حالات، وهناك أشخاص أو رجال بالمعنى الصحيح، يعني بالطبع ليسوا متشابهين، فيتجهون إلى موضوع الطعام. لا تصل إلى درجة الطعام، ومن الممكن أن يطلقوا. الأفضل والأقرب أن يكون غير مسؤول عن شيء، على الذي لن يأخذ أي ذنب في الدنيا ولا في الآخرة. ومن وجهة نظر حضرتك، كيف نستطيع أن نحمي العلاقة الزوجية من الشك؟ والله أنا أرى أن أول شيء نفعله هو أن نقترب من ربنا، وذلك عن طريق أول شيء وهو الصراحة، بأن تكون هناك صراحة بين الزوج والزوجة، وأن متبادلة
ما بين الاثنين، كل واحد يراعي الله في زوجته وهي أيضاً تراعي الله في زوجها. إذن لا يوجد شك وكل شيء يكون بصراحة. أليس كذلك يا حسام؟ أهلاً بحضراتكم، وأذكركم بسؤالنا على صفحة الفيسبوك: ما أسباب الشك والغيرة بين الأزواج؟ مولانا الإمام، لو تأملنا بعض الإجابات أو كل... الإجابات التي في التقرير، ما رأي فضيلتك في فكرة عدم الثقة، فمن الممكن أن تكون هناك أشياء كثيرة تنوعت الإجابات حولها. بالطبع نحن أولاً نحيي الزميلة على المجهود الكبير، لأنه يوجد مجهود في التقرير لا يخفى، فنحييها. وأغلب ما قيل في التقرير، الضيوف
أحياناً يكون لديهم حكمة وعقل واعٍ، فالضيوف... جماعتنا اليوم كانوا من هذا الصنف الذي لديهم حكمة وتأمل وما شابه، وبالفعل أثاروا مجموعة من أسباب الشك وكيفية التعامل معها وما إلى ذلك، وكلها موجودة، لكننا ننبه إلى أن كل سبب ليس عاماً، أي أن هناك أناساً هكذا وأناساً هكذا وأناساً هكذا وأناساً هكذا، لا ننكر وجود هذا ولا. بنعمه يعني لا تقل هذا غير معقول وهذا الكلام غير معقول وغير حاصل، لا، كل هذا حاصل لكنه حاصل بصورة خاصة أو بصورة غير عامة مع الخلق. في النهاية سيدنا الرسول وهو يعلمني، ماذا يقول له؟ "اتقِ الله
حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن". حسن، ما هي زوجة الإنسان من الناس يا أخي، عاملها بخلق حسن. وبعد ذلك أيضاً الشك، نحن جميعاً نتحدث لأنه فعلاً الواقع أنه يكون من الزوج أكثر، لكن لا، هناك شك أيضاً من الزوجة، وكم من البيوت خربت بسبب الغيرة والشك الزائد عن الحد في الزوج وهو مظلوم، يعني يؤدي الدخول في متاهات ونكد وعدم سعادة، في حين أنه لو اكتفى الإنسان بظاهر الأمر والتزم بالآداب النبوية التي تقول: "لا تنظر إلى كتاب أخيك إلا بإذنه"، فعندما يصلني خطاب أو يصلها خطاب لا أفتحه.
هي تأتي وتقول لي: "انظر إلى هذا الخطاب الذي أُرسل إليّ"، ولم يقل ولم تقل شيئاً، لا أستطيع فتحه ولا أستطيع فتح هاتفها المحمول لأرى الرسائل التي تصلها. هل أفتح حقيبتها وأبحث فيها؟ هل أفتح حقيبتها لأتتبع آثارها؟ أو هي تفتح؟ وهكذا نسير. أنا رجل متزوج منذ ثلاثة وأربعين سنة، هذه أبجدية الحياة. لم تفتش زوجتي ورائي أبداً ولا شكت فيَّ ولا... شكت فيها ولا بحثت ولا عملت ولا كذا ولا يعني أقحمت نفسها من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه، فهذا يؤدي إلى السعادة أولاً، وثانياً
يؤدي أيضاً إلى استقرار الأسرة، وثالثاً انظر كيف يؤدي إلى السعادة النفسية، ورابعاً يؤدي إلى الحب وليس إلى التباغض. والتنافس والتناحر الذي يصل إلى أن يقتل رجل زوجته وابنته هو أمر وصل إلى حد غير معقول. فعندما نرجع إلى هذه الأسس وهذه المفاهيم، سنعود إلى الإنسان الذي حاولت الأطراف المتشددة عبر الثلاثين سنة الماضية أن تشوه صورته بدعوى الإسلام. لقد حاولوا بكل السبل الانتقاص من المرأة ودعوة
الرجل لأن أكثر من زوجها وهذا يُتعب الأنثى. طبيعتها هكذا، ربنا خلقها هكذا، لا تحب ضرة، لا تحب... فاسمها "ضرة" في اللغة، اسمها "ضرة" في اللغة، اسمها "ضرة". فتجعل، يا عيني، البنات عيونهن في وسط رؤوسهن، شيء عجيب الشكل. وهذا الكلام عندما ترجع إلى الزمن الماضي، أيام أبي وأمي ما... لا تجد هذا الكلام كله، بل تجد: تعالَ يا معلى، سلمي على فلان وعلان، ونجتمع كما كان الصحابة تجمعهم سفرة واحدة أو بلية واحدة. وزوجة أسيد بن حضير، كما في البخاري، استضافت ضيوف زوجها في عرسها، أي دخلت إليهم مثلاً، يعني قدمت لهم الضيافة والشراب وما إلى ذلك... ماذا في
عندما جاء الضيوف إلى أبي بكر، استقبلتهم زوجته وأجلستهم هكذا، فقال لابنه: "هل قدمت لهم طعاماً أم لا؟" فقال له: "لا". فضربوه على كتفه قائلاً: "لماذا؟ لماذا لا تكرمهم يا أخي؟ ألا تقرأ ماذا فعل الصحابة وتعيش وفقاً لذلك؟" ولكن منذ بداية هذه الهجمة الشرسة من التشدد التي تتناقض مع من الحياة وليس الدين ضد الحياة. هؤلاء الناس وصلت ضديتهم إلى الحياة إلى حب الانتحار وتفجير النفس، يعني هو يحب هكذا، هو يريد أن ينهي حياته ولا يبقى منها شيء، فهو ضد الحياة. أما الدين الذي تركه لنا رسول الله فهو جزء من الحياة، نصلي وبعد ذلك نعمل، نتعلم وبعد نقوم بذلك،
وإذا كان في يدك فسيلة فاغرسها حتى لو كانت القيامة قد قامت. نعيش حياة من ضمنها وأساسها خمس صلوات في اليوم نؤديها، وهي فرض وركن، لكن الحياة لا تتوقف. عندما سادت المفاهيم الراقية والتربية السليمة عبر حضارات المشايخ وعبر الأزهر الشريف، كان المجتمع المصري مجتمعاً متماسكاً، فما بال هؤلاء ليسوا هم الذين أثاروا يا مولانا شبهات عند الآخر وصوروا أن المرأة - عفواً - "بينكم" شيء سيء. وهم سألوا، الآخر سأل: هل المرأة شيطان حتى نضع عليها كل هذه التحصينات الكبيرة؟ كيف نرد على هؤلاء؟ نرد عليهم بالقرآن حيث يقول: "ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة"،
إداريةٌ في أمانة الله. لكن "ولهن مثل الذي عليهن". نرد عليهم بالسنة "النساء شقائق الرجال". نرد عليهم "ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض، للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن، واسألوا الله من فضله". لعن الله المتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال. وأنا طلعني أقول يا ربِّ وَفِّقني فيما أقمتني فيه. ما هي وظائف وخصائص الرجل لأتبعها؟ والمرأة كذلك تكون سعيدة بأنها امرأة. حكاية الشيطنة هذه موجودة في الإسرائيليات. هل المرأة شيطان؟ لماذا هي شيطان يا سيدي؟ الإسرائيليات يعني داست علينا. مولانا، داست على الإسرائيليات. نعم، قد يكون، قد يكون داست
على الإسرائيليات. لكن المهم ألا تطعن في مصادر ديني، هو لديه دين ويرى ماهية قضيته، فيقول أن المرأة شيطان. لماذا يا سيدي الشيطان عندك في الصلاة اليهودية؟ ونحن لا نعترض على ديانة أو غيرها إلى آخره، ولكننا نتحدث عن حقائق الصلاة اليهودية وهي مثل الفاتحة عندنا هكذا. يناجي ربنا ويقول له: "الحمد لله" أول شيء، مثل "الحمد لله رب العالمين". عندي أنا في الإسلام... يقوم هو ويقول: "الحمد لله الذي خلقتني ذكراً". حسناً، ماذا تقول المرأة؟ لماذا المرأة لا تصلي؟ لماذا لا تصلي؟ بكفالة الله، الشرع هناك، والروايات تقول أن إبليس ضحك على حواء وحواء... لعبتُ على آدم
حتى أغويته، حسناً، أنا لدي ما يقول: "فأزلهما الشيطان" الاثنين، وليس واحداً فقط. "فأزلهما الشيطان عنها فأخرجهما مما كانا فيه". وعندما قال: "اهبطوا منها جميعاً"، وعندما نسب المعصية، نسبها لآدم. ما رأيك إذاً؟ "فعصى آدم ربه فغوى"، وليس "فعصى آدم زوجته"، كلا. عندما أتت المسؤولية على آدم، أصبحت على عاتقه، فهذا يعني أن هذا الفكر ليس فكرنا، بل هو فكر مستعار. وإذا كان قد دخل في ثقافات الشعوب التي أسلمت، فأنا لا آخذ من ثقافات الشعوب، بل آخذ من
الكتاب والسنة. فالكتاب والسنة يقولان: "ولهن مثل الذي عليهن"، ويقولان: "النساء شقائق الرجال"، أن المرأة مكلفة مثل الرجل تماماً ولها أحكام مثل كل أحكام الرجل، في قضية الحجاب، في قضية الحيض والنفاس، في قضية الولادة والرضاعة، في قضية الصيام والصلاة، هناك أحكام ولكن هذه تتوافق مع الخصائص والوظائف. أما هناك فرق بين التساوي والمساواة، فالمساواة حاصلة في التكليف وفي الحقوق والواجبات لكن التساوي. هذا لم يحدث ولم يقع في الكون أبداً أن تكون السماء مثل الأرض، والليل مثل النهار، والشجرة مثل البقرة. لا يوجد تساوٍ مطلق في الكون، ولا الذكر مثل الأنثى. هل أنت منتبه؟ كل شيء له خصائصه ووظائفه ومراكزه القانونية. هذا
يزيل الشك عن كثير من الناس ويعالج. كل ما شاهدناه في التقرير وكما علّمنا مولانا الإمام أن التساوي ليس هو المساواة في الزوجية، وهو يتحدث عن علم النفس، وما تفضلت به من علم النفس يؤكدون تماماً، بل إننا نضيف لعلم النفس قائلين: هذه بضاعتنا ردت إلينا. ففكرة أن الإنسان الذي يهون والخيانة ليست طبعاً في المرأة وشيء... مقلق إلى أي مدى، يعني نحن يجب أن نقدم النموذج الرائع الذي يجعل علماء النفس ينتبهون لهذا، وعلماء الاجتماع ينتبهون لهذا، أنه في النهاية مفهوم المفاهيم التربوية التي
تربّينا عليها من صورنا... الثقة بالنفس، الثقة بالنفس واحترام الآخرين، هذه قمم من القيم التي نسميها نحن الآن. في عصرنا وفي الأدبيات، القيم الناشطة - وهذا تعبير استعملته اليونسكو في بحث لها - هي القيم الإنسانية التي لا يرفضها أحد باختلاف الأجناس والأعراف والأديان، فالجميع كبني آدم متفق عليها. إحدى عشرة قيمة، إحدى عشرة قيمة هي القيم الناشطة، نعم سموها القيم الناشطة كمصطلح من المصطلحات. دراسات الحضارة والقيم النشطة هذه عندما تتأملها ستجد أنها كلها إسلامية، لأن الأخلاق الدينية ستجد فيها عشرين، والأخلاق الإسلامية ستجد فيها خمسة
وعشرين، وبعد ذلك توجد زيادات من هنا أو هناك. لكن هذه القيم يقول بها كل البشرية حتى الملحدون. ما هي القيم الناشئة هذه؟ حسناً، أن تكون صادقاً مثلاً، إياك أن تهتز ثقتك بنفسك، فإن قيمة الثقة بالنفس هذه هي قيمة التواضع. إذا وثقت في نفسك قد تتكبر، لذلك قيل لك: عليك بالتواضع، واحترام الآخرين، فلا يكون هناك تعالٍ، لأنك ستأخذ منهم وتعطيهم وتتعايش معهم وتكون في نطاق اجتماعي وإنساني وديني وفي كل شيء. لكن ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه، والجار
لدي مَن غير المسلم والمسلم، وهكذا. فإن الأخوة الإنسانية هذه التي أتى بها النبي عليه الصلاة والسلام، والتي أخذناها من القرآن: "يا أيها الناس" هذا يخاطب الجميع، و"وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين"، وهو يقول: "الحمد لله رب العالمين". فأريد أن أقول لسيادتك أن هذه منها الثقة بالنفس، وأننا علَّمنا أولادنا القيم النشطة. وهذه القيم النشطة ألَّفتُ فيها وجعلتها برنامجاً تلفزيونياً في رمضان في القناة الأولى بالتلفزيون المصري، ثم تحولت إلى كتاب وتُرجمت إلى اللغات المختلفة، وجعلناها مشروعاً اسمه "مشروع القيم". بدأنا فيه في خمس محافظات فنجح في السنة التي تليها. ابتدأنا في ثماني محافظات
أيضاً فنجح، وفي السنة التي تليها طبقناه في ثمانٍ وعشرين محافظة، كل المحافظات، وحولناه إلى برنامج للتدريب يكون فيه مدرب ومتدرب، وجعلناه برنامجاً مولداً للمبادرات. كيف تجعل نفسك... ماذا تعني الثقة بالنفس؟ فنعمل مبادرة ضد التحرش لأن المتحرش هذا يهين. الاحترام مع الآخرين هذا يهين الفتاة، والأمر الثاني هو أنه غير واثق من نفسه. هذا الإثم يخالج القلب وخفت أن يطلع عليه الناس. إنه يتصرف مثل القطة عندما تسرق قطعة طعام فتهرب، لكن لو أنت قدمت لها الطعام تجلس ساكنة بجانبك تأكل الطعام، لكن لو... خطفَتْهُ تَجْرِي لأنها غَيْرُ واثِقَةٍ في نَفْسِها، تَشْعُرُ
أنَّ على رأسِها ضَرْبَةً. فالفَتى المُحْرَجُ هذا يَشْعُرُ أنَّ على رأسِهِ ضَرْبَةً وأنَّ هناك مَنْ سَيَضْرِبُهُ، لكنَّهُ لا يَعْرِفُ مِنْ أيْنَ سَيُضْرَبُ. وهكذا فالمُبادَراتُ هذِهِ، مُبادَرَةٌ للنَّظافَةِ، مُبادَرَةٌ لِكَذا، إلى آخِرِهِ، لَها مَعْنًى في ما نَقُولُهُ، الذي هو... نحن نتمسك بالقيم النشطة حتى نصل إلى الأخلاق الراقية، وحتى نصل إلى منع التشكك الذي هو ضد الثقة بالنفس وضد احترام الآخرين وضد التواضع وضد الصدق من القيم الإحدى عشرة؛ الصدق وهكذا. نريد أن نعمل هكذا، نعمل هكذا فقط. حسناً، لقد عملنا هكذا، نعم، ومن النموذج الذي تحدثت فضيلتك عنه. قبل في المحافظات المختلفة، نعم، وقمنا بذلك. كيف نجعلها تصل إلى المدارس وتصل إلى الجامعات؟ نعم، وهكذا. هذه هي النقطة الآن. لدي حالياً حوالي مائة ألف شخص قمنا بهذا الأمر لهم، لكن لدي تسعة عشر مليوناً في التعليم.
نعم، أريد أن أصل الآن إلى تسعة عشر مليوناً في التعليم إن... شاء الله حتى عن طريق الإذاعة المدرسية التي في الصباح، فذهبنا وقمنا بإعداد أشياء كهذه، مثل خمسين موضوعاً يتم تقديمه كل يوم في الإذاعة المدرسية، تؤدي إلى... لكننا نريد أيضاً أن يتحول هذا إلى مناهج، ويتحول إلى تدريب، ويتحول إلى نوادٍ اجتماعية، ويتحول إلى... وهكذا. فبمثل هذه الأنشطة نستطيع نغير الواقع ونحدث ثقافة جديدة تخرجنا من ضيق الدنيا إلى سعة رحمة الله. مولاي، اسمح لي بتوضيح أسباب الشك والغيرة بين الأزواج على الفيسبوك. بعض التفاعلات أثارت انتباه المشاهدين. الأستاذ ميدو يقول إن انعدام الثقة بين الزوجين ينتج من كثرة التجارب الزوجية غير
الناجحة في المجتمع، وأيضاً من الكذب بين أمر من أمور الحياة، الأستاذة عيشة تقول: عدم الثقة بالنفس وعدم الثقة بالطرف الآخر وعدم وجود الود والمحبة بين الطرفين. ها قد جاءت الثقة بالنفس، نعم. الأستاذ يشير للأستاذة إيمان التي تقول: عدم الثقة والزواج من أجل المظهر أو المال. الأستاذ محمد أخيراً يضيف مداخلة عن عدم الثقة بين الزوجين، عن الثقة، نعم، أعني أن الناس مدركة، الناس مدركة حقائق الأمور، لكن القضية كيف نعملها. بالتعليم، ونعملها بالإعلام، ونعملها بالمبادرات، ونعملها بالمشاريع، ونستمر هكذا حتى تصبح هي الثقافة السائدة. نحن نُعَلِّمُ أولادنا أنه لا يجوز لولد أن يضرب بنتاً، لا يوجد شيء اسمه... طفل عمره عشر سنوات
يضرب فتاة عمرها تسع سنوات مثلاً، وهي لا تلعب معه ولا شيء، هي تضربه وهو لا يرد عليها، هذه هي الرجولة، لكن في بلدنا ليس الأمر كذلك، بل إذا ضربته يضربها ضرباً مبرحاً ويقهرها. هذه الأمور يجب أن تتغير، لأننا عندما يقول سيدنا النبي عن السيدة عليها السلام، ما شأنكم وشأني؟ زهراء أشمها الله، لا، هذا أمر آخر. إذن نحن نريد مثل سيدنا النبي هكذا، فسيدنا النبي هو قدوتنا، وليس هؤلاء الصبية الذين شوهوا الصورة. لقد شوهوا الصورة وشوهوا الدين وشوهوا الدنيا. هؤلاء، جزاؤهم عند الله عسير لأنهم أرادوا دينًا آخر غير. الدين والمحجة التي تركها لنا رسول الله، أرادوا ديناً
آخر. ما هذا الدين الآخر؟ فهمهم للنصوص من غير تأهيل لغوي، ومن غير اطلاع على الإجماعات، ومن غير معرفة المقاصد، ومن غير معرفة المصالح، ومن غير معرفة المآلات. هذا منهج كامل، فهل غاب عنهم ما درسناه نحن في الأزهر هكذا؟ ما نحن وما هذا؟ إننا نجلس نفكر يا رب: هذا رجل يصلي ويصوم، ونحن نصلي ونصوم. أين الخطأ؟ أين؟ أين الشيء؟ أنَّ لدي منهجًا، ومنهجًا معروفًا، بينما هو ليس لديه، ليس مقتنعًا به، يعرف بعضه وليس عارفًا بعضه، سمع هذا الكلام لكنه غير مقتنع به عندما... نعود إلى أزهرنا، إلى مشايخنا، إلى علمائنا. نقول: هذا هو ديننا، هذا هو نبينا، هذا هو إسلامنا. مولانا الإمام الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، شكر الله لكم مولانا الإمام، أهلاً وسهلاً بكم. دمتم في رعاية الله وأمنه. إلى اللقاء.