والله اعلم | د علي جمعة يتحدث عن الرد على المشككين في امية النبي "ص" | الحلقة الكاملة

والله اعلم | د علي جمعة يتحدث  عن الرد على المشككين في امية النبي "ص" | الحلقة الكاملة - سيدنا محمد, والله أعلم
بسم الله الرحمن الرحيم "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين" صدق الله العظيم. فمبلغ العلم فيه أنه بشر وأنه خير خلق الله كلهم. صلوا عليه وسلموا تسليمًا. أهلًا بكم في هذه الحلقة الجديدة من برنامج "والله أعلم" لنسعد بصحبة صاحب الفضيلة مولانا الإمام الأستاذ الدكتور علي جمعة وأعضاء هيئة كبار العلماء الأزهر الشريف، لنقف معه عند هذه المعجزة الباهرة والآية الساطعة عن أمية سيدنا صلى الله عليه وسلم، ولماذا يشكك المشككون في أمية سيدنا صلى الله عليه وسلم، وهل ظل أمياً
حتى وفاته؟ إذاً ما الذي حدث في صلح الحديبية؟ أسئلة كثيرة أطرحها على فضيلته مولانا الإمام. أهلاً بفضيلتكم، أهلاً وسهلاً. مرحباً بكم مولانا الإمام، لماذا بعث الله سبحانه وتعالى الرسول أمياً لا يعرف القراءة والكتابة؟ وهل معنى الأمية هي عدم معرفة القراءة والكتابة أم أن الأمية معناها أنه بعث من الأمة التي أرسل فيها؟ بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. النبي صلى الله عليه وسلم بنص الكتاب وفي أصل اللغة وما عليه الجماهير الكاسحة من العلماء أنه صلى الله عليه وسلم كان أميًا وسمي الأمي بذلك في لغة العرب لأنه على لهجة أمه من
غير تلقٍ من غيرها عن وسائل الاتصال أو التعلم أو الكتابة والقراءة أو نحو ذلك فأمه. هي التي علَّمته فربَّته فأعطته، ومن هنا انساب هذا المعنى إلى الإنجليزية في "Mother Language" لغة الأم. ولغة الأم إذا كان الإنسان قد تعلم لغة ما من أمه، فقد تعلم مفردات الحياة وكيفية التفكير والمنهج الكامل خلف هذه اللغة، لأن كل لغة وراءها منهج كامل أو نموذج معرفي كامل فيها. ولذلك كلمة "أمي" ليست كلمة جديدة في لغة العرب، بل هي كلمة قديمة ومعناها
مستقر، وربنا سبحانه وتعالى يقول: "وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك"، أي أنه لا يكتب، فهو لا يقرأ ولا يكتب، "ولا تخطه بيمينك إذًا لارتاب المبطلون" وقالوا إنه متعلم وأخذ. كيف يكون هذا الأمر وقد نال شهاداته من مختلف الأماكن، من هنا ومن هناك، وكل شخص ممن يعلو عنه في مشارق الأرض ومغاربها يتخيل أسطورة في ذهنه عن هوية المعلم، ولكن عندما يكون أمياً لا يقرأ الكتاب من قبل ولا يكتبه بيمينه، لا يرتاب المبطلون ويعلمون أن هذا
خارقة من خوارق العادات، فالنبي صلى الله عليه وسلم كانت أميته في حقه علواً وصفاءً وكمالاً يا مولانا، ومعجزة. كفى في الأمي معجزة. نعم، هل أنت منتبه؟ كيف أن هذا الأمي له معجزة أنه رباه ربه وعلمه ربه ولم يعلمه بشر، لكن الأمية في حد ذاتها وهي اقتصار الإنسان على نقص في حقنا هي معمولة هناك. قال: "لست كهيئة أحدكم، إني أبيت عند ربي فيطعمني ويسقين". كان يواصل صلى الله عليه وسلم الصيام، فرأى الصحابة أنه لم يأكل منذ ثمانية وأربعين ساعة، فقالوا: "حسناً، فلنفعل نحن أيضاً
هكذا، أليست هذه عبادة نعبد بها ربنا بهذه القوة؟" فقال لهم. لستُ كهيئةِ أحدكم، أنا أبيتُ عند ربي يُطعمني ويسقيني. يتحدثُ عن اختلافٍ في البيولوجيا، هذا الاختلاف في البيولوجيا حدث عندما شُقَّ الصدر، حدث ما هو الاستعداد يا مولانا والتهيئة التي تحدثنا عنها بالأمس. نعم، حدث عندما شقوا صدره الشريف، حيث شُقَّ ثلاث مرات وهو طفل من أجل ذلك. أن يتحمل أنوار ما قبل النبوة، ثم لما جاءت النبوة، ثم لما عُرِجَ به إلى السماء ثلاث مرات صلى الله عليه وسلم. إذن فالنبي ليس كهيئة أحدنا، شُقَّ صدره، تحمل جسده، ثم كُلِّفَ بما لم نُكلَّف به
من قيام الليل ومن عدم كتمان ما قد أوحي إليه بالأمر هكذا. وعدم تغييره وعدم استطاعته لهذا التغيير إلى آخره. "ولو تَقَوَّلَ علينا بعض الأقاويل لأخذنا منه باليمين ثم لقطعنا منه الوتين". ماذا يعني يا مولانا؟ يعني هذا الكلام موجه لسيدنا صلى الله عليه وسلم أم موجه إلينا نحن؟ في سيدنا يقول لنا: أنتم لا تعرفون من الذي معكم، هذا الذي معكم... مؤيد من عند ربه ولا يستطيع ولو أراد أن يخرج عن نطاق ما أراده ربه سبحانه وتعالى. هذه الآية موجهة إلينا نحن، تقول لنا ربه ربوه، نعم. فالنبي في حقه الأمية علو ومعجزة، ولكن في حقي أنا أكتفي بالمعلومات الخاصة بأمي. حسناً، أنا لن أتطور، حسناً، أنا لن... سأعرف طبعاً
ما أنا وهكذا ولذلك لا بد من القراءة ومن الكتابة ومن السفر ومن التلقي على يد المشايخ وكلما زادت أعداد المشايخ كلما جئنا بأفكار أكثر وهكذا كان الشيخ بخيت من علماء القرن الماضي الأسبق الذي هو التاسع عشر كان ملكياً كان حافظاً لمختصر خليل ثم ذهب وهو يتكلم مختصر خليل هذا فقط لأنه صار مختصراً. خليل الذي هو خليل بن إسحاق الجندي كان أيضاً في الأزهر وألّف مختصراً في فقه المالكية. كان من يحفظه يُعدّ من كبار العلماء. الله، فقد كان مالكياً وذهب ليحفظه لأنه كان من الصعيد والصعيد مالكي المذهب، فجاء وحفظ خليل وما إلى ذلك وبعد. فأصبح واحد من أصحابه في مجلس أنس يقول له: ماذا تريد أن تصبح يا شيخ بخيت؟ قال له: أريد أن أصبح
قاضياً. قال له: قاضٍ؟ القاضي يجب أن يكون حنفياً. قال له: يا شيخ، قال له: والله ما هذه الملكية؟ هذا مذهب وليس الذي في القضاء. قال له: حسناً. إنك نبهتني. ذهب غدًا وغيّر مذهبه الفكري وانظر إلى إتاحة الجامعة وانظر إلى الأزهر هذا كم لديه من الخبرة، وغيّر نفسه من المذهب المالكي إلى المذهب الحنفي وبدأ من جديد. فكان كتاب "مراقي الفلاح" هذا للشرنبلالي، هذا الكتاب الخاص بمراقي الفلاح في المذهب الحنفي أي في العبادات، فكانوا يحضرون عند على الشيخ محمد رضي، فقالوا له: "يا الله، هذا ليس هو، هذا مذاق الفلاح وهذا مذاق الفلاح". فكان يقول: "لكل مذاق الله طعم، لكل واحد طعم منهجه، لكل شيخ
طريقة. الله، هذه طريقته أنه يشرح لنا الأدلة ويبحث لنا في الأدلة ويناقشنا، هذه طريقته أن يشرح لنا". هذه الألفاظ مفيدة وتلك مفيدة، هذه تؤثر في النفس وتلك تؤثر تأثيراً آخر، فلا بد من تقليب هذه المعاني والكتاب واحد، والكتاب واحد، فتخرّجوا علماء متميزين وتوّاقين للجمال. وعندما تولى حضرة الشيخ رضي الله تعالى عنه منصب الإفتاء، كانت الفتوى لا تتأخر، ولا تستغرق ستة وثلاثين ساعة لتجد فيها من المبهرة ماذا على ماذا، هذا عن الشيخ بخيت قالوا، فلما يعني ترك الإفتاء، ترك الإفتاء عام ألف وتسع مائة وعشرين لأنه بلغ السن القانوني، فلما ترك الإفتاء حدث أن الفتوى أصبحت تتأخر من
ستة وثلاثين ساعة إلى أربعة أيام، خمسة أيام، وكانوا متضايقين جداً من هذه المسألة، كيف أن دار يعني ما الذي حدث الذي حصل من ستة وثلاثين ساعة إلى أربعة أو خمسة أيام مثلاً. قلت سأنتظر أو هكذا. المهم انظر، الشاهد في الكلام أنه يأتي ليقول لك ماذا؟ لكل هؤلاء العلماء، الشيخ محمد رضي شيء والشيخ البحراوي شيء آخر، فكان هؤلاء الناس الأكابر هؤلاء الناس. تعلموا وهكذا شخص في أيام السيوطي. هذا كان عالماً هنا في مصر، توفي سنة تسعمائة وإحدى عشرة للهجرة. وُلد في حي الكبش. كان يتجادل مع شاب صديقه في حي الكبش هنا الذي عند السيدة زينب، ذلك منذ سبعين عاماً. وبعد ذلك يقول له: يا فتى، من أنت ومن أي
حكاية ابنين في الزمن قالا ثمينين في مصر. سأله: "أنت ابن من يا ولد في مصر يعني؟" فقال له: "أنا أبي راعي غنم". فقال له: "إذن يعني مجرد راعي غنم، يعني لا ترفع رأسك كثيراً هكذا". قال: "أتعيرني بأبي أنه راعي غنم، وقد رعى النبي الغنم؟ ماذا تريد؟" يقول أن أباه راعي الغنم يعني رأسه برأس النبي ما هي إلا مهنة واحدة فرفعوا أمره إلى العلماء، قالوا له: هذا يُعتبر سبًا للنبي أم لا؟ فذهب السيوطي وألَّف رسالة لطيفة يجيب فيها عن هذا السؤال أسماها "تنزيه الأنبياء عن تشبيه السفهاء"، "تنزيه الأنبياء عن تشبيه السفهاء" ينزه سيد. تحدث النبي عن
هذا الرجل السفيه وقال: "يُطلب منه التوبة". ذلك الشاب الذي قال: "حسناً، إن نبينا كان راعي غنم". والنبي عليه الصلاة والسلام يُستتاب، أي يُطلب منه التوبة، فإن تاب فلا شيء عليه. ياه! ماذا فعل هذا الشاب؟ قال: شبّه النبي بالراعي. أجاب: نعم، حسناً، هو كان يرعى الغنم يرعى الغنم، قال: لا، رعاية الغنم في حق النبي تربية. ورعاية الغنم هذه معناها أنه لم يذهب إلى المدارس ولم يتعلم ولم يقرأ ولم يستفد وما إلى ذلك، وهذه وظيفة، فهذه وظيفة، فالوظيفة هذه لا تساوي هذه التربية. إياك أن تقول هكذا، إياك أن تقول أبي وأمي، والنبي أمي وأبي الغنم أبي لا أعرف قائد جيوش، والنبي كان قائد الجيوش، احذر أن تستخدم هذا التشبيه فهو في حق
سيدنا صلى الله عليه وسلم، كان كل ذلك معجزة. يذكرنا هذا بحديث ركانة، وكان ركانة في ذلك الوقت ضخم الجسم ومصارعًا رومانيًا، فجاء به المشركون وسلطوه عليه، وقالوا له: هذا الرجل يدعي هو يغلبك يا ركانة؟ قال: كيف يعني؟ لم يغلبني أحد في هذا الأمر، أنا دائماً الأول. قالوا له: إنه يقول. فذهب إلى محمد وقال: يا محمد، أنت نبي ويقولون عنك نبي؟ قال له: نعم. قال له: حسناً، هل تصارعني؟ فضحك النبي هكذا وفهم المقصود، وقال له: على ثلث مالك يا إذا غلبتك آخذ ثلث مالك، نعم، وهنا لأنه في دار غير المسلمين. ومن هنا أخذ الحنفية أن العقود الفاسدة حلال مع غير المسلمين في دار غير المسلمين ما داموا يجيزونها. ومن
هنا العقارات وليس العقارات فقط، نقول إنه مباح في بلاد غير بلاد المسلمين، وهذا مباح هناك لأن... يقول القانون من هذه الحادثة أو هذه الواقعة، فأمسكه وأعطاه ضربة قوية أوقعته على الأرض. فأجابه قائلاً: "لا، لقد أخذتني على حين غرة". فقال له: "تعال على الثلث فقط يا صديقي". وذهب فأوقعه على الأرض. فقالوا: "لا، الثالثة ثابتة". فقال له: "حسناً"، وذهب. أسقطه على الأرض للمرة الثالثة، ثم قال له: "أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله" لأنه لم يغلبني أحد. قال: "وأشهد وأشهد الناس". مالك؟ لك الله! وانتبه! ومن هذه الحوادث كلها تعرف أن النبي له خصوصية، وهذه الخصوصية مختلفة، لذلك كانت الأمية
في حق سيدنا. كمال: وفي حقنا نحن نقيس وسنأخذ فاصلاً ونعود إليكم، ابقوا معنا. أهلاً بحضراتكم مولانا الإمام. "وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك إذاً لارتاب المبطلون". لا يخلو عصر من هؤلاء المبطلين الذين يشككون في أمية سيدنا صلى الله عليه وسلم. وما حكم التشكيك في أميته يعني؟ اتفاق الأمة طبعاً - قصة أن النبي قرأ أو لم يقرأ - لأنه كما ذكرت في المقدمة ما ورد في حادثة معاهدة الحديبية
- كلام قديم صدر عن بعض العوام وليس العلماء. منذ بداية القرن العاشر بدأت هذه القصة تظهر: هل كان النبي عليه الصلاة والسلام أمياً في البداية ثم لأن الحادث الحديث يقول ماذا؟ يقول أنه عندما جاء سهيل بن عمرو ليتفق مع النبي، وعندما رأى النبي سهيلاً هكذا قال: "سهّل الله عليكم" لأن سهيلاً كان ماذا؟ دبلوماسياً. فعندما جاء سهيل وجلس مع النبي عليه الصلاة والسلام واتفقوا على المعاهدة، فقال: "اكتب يا علي"، فسيدنا علي والذي كان... فكتب عليه بسم الله الرحمن الرحيم، فقال: يا محمد، قومك لا يعرفون الرحمن ولا الرحيم، يعني هذا الكلام من أين أتيت به؟ إنها كلمة جديدة عليهم، وهم قريش، أي قريش نعم. قال
له: ماذا أقول؟ قال له: قل باسمك اللهم. فقال له: امحُ يا علي، وكتب باسمك اللهم، دعنا ننتهي. في المفاوضات، يتصرفون مثل الإخوة هؤلاء أبناء العم الذين بجانبي، الإسرائيليون والنصارى عادة ما يفعلون هكذا في المفاوضات، يعني يتركون لك أصل الموضوع ويرسلون لك رسالة أنك تأخرت خمس دقائق، أو هل نحن الذين تأخرنا؟ أنحن الآن في المفاوضات؟ أم نحن تأخرنا؟ أم أنتم الذين تأخرتم؟ إنهم أناس غريبون بعض لماذا تشغلني بأمورٍ فرعية هكذا؟ ليست فرعية فحسب، بل إنها تشتت انتباهك حتى يأخذ عقلك منها مساحة. هم قد درسوا هذه الأمور. فالمهم أنه قال له: "هذا ما عاهد عليه محمد بن عبد الله رسول الله". فقال سهيل بن عمرو: "لو علمنا أنك رسول الله، يعني ما اختلفنا". قالوا: "حسناً". نكتب ماذا؟ قال له:
"حسناً، اكتب محمد بن عبد الله بدلاً من محمد رسول الله". امح يا علي واكتب. قال: "والله يا رسول الله ما أنا بالذي سأمحوها، ودعها دماً". وطبعاً الصحابة كانوا في حالة حزن مما كانت تفعله قريش من انتهاب الأموال، ومن احتجاز المسلمين لديها، ومن منعهم وهم. محرومون من البيت الحرام، ومن طردوهم من ديارهم، ومن، يعني، حربهم الأولى في بدر والثانية والثالثة في أُحُد وفي الخندق، متضررين منهم بشدة، فيريدون قتله، ولكن النبي يخطط لشيء آخر تماماً وهو فك الحصار، سياسة يعلمنا إياها لأنه في الجنوب بمكة كان يوجد المشركون وفي
الشمال كانت توجد خيبر وهناك. كلام أن المشركين اتفقوا مع خيبر ليأتوا إلى المدينة ويهاجموها من الجنوب ومن الشمال فيحاصروا المسلمين. هل تنتبه؟ فأراد أن يفك حصار الجنوب، وعندما عاد بعد فك الحصار بالمعاهدة، فك حصار الشمال بفتح خيبر، فذهبت خطة الكماشة. هؤلاء المشركون لديهم غباء فطري لأن الغرور والتكبر والحديث عن القتل وما نفعله، الجاهلين، فأول غلطة: النبي فتح مكة وانتهت القصة وعاش الإسلام في أمان الله، بعون الله تعالى وتوفيقه. سيدنا عمر لم يفهم ذلك تماماً، وكذلك سيدنا علي لم يفهم ذلك تماماً. فكانوا يقولون: حسناً، عندما نقبل الدنية في ديننا، لماذا
سنذهب؟ فلنتركها لهم. الدم هنا لا، فالخطة مختلفة. هكذا علمنا التفاوض الحقيقي، علمنا التفاوض وعلمنا الرؤية السياسية وعلمنا قضايا المعلومات وأن نظر المعلومات القرارات، هذا تدريب، هذه شيء يعني أخي، هذه شيء غريب جداً. الحديبية، شيء غريب جداً، هذه شيء فيها تنحية للكماشة من تحت وتنحية، والكماشة هذه، يعني فنون القتال العليا تتكلم عن. هذه الكماشة ووادي الدول التي ترسم الكماشة علينا من الشرق والغرب، أتنتبه؟ فمرة يضربوننا في سيناء ومرة يضربوننا هنا. كل هذا من عمل هذه الدول، وفي يوم من الأيام ستُكتشف هذه الدول ويُذكر اسمها في القائمة السوداء للتاريخ أو في مزبلة التاريخ. سيُهزم الجمع ويولون الدبر، سيُهزم
الجمع ويولون الدبر. ونقول لهم كل شيء مكشوف ولسنا نحن الذين يُفعل معنا هكذا، خلاص. فالمهم الحاصل يا أستاذ أنه فعل هكذا، فعل معهم هكذا، فأمسك النبي الصحيفة من علي عليه السلام وذهب ومحا كلمة رسول الله وقال له: "اكتب ابن عبد الله". قالوا: "والله ما يكون هو يعرف أنه رسول الله الخاص يأتي في هذا الموضع ويقولون في هذا الفصل ويتكلمون ما هي آخر كلمتين يا سيدي دون أن يعرفوا أي شيء. النبي كان فطناً وكيساً ومن أذكى الناس في العالم، لكنه لم يكن يعرف القراءة والكتابة ولم يكن يحفظ الشعر، هل تنتبه كيف؟ وعندما كان يأتي ليقول الشعر يضطرب فيه والوزن هكذا وكان أبو بكر يقول: "سبحان من لم يعلمك الشعر يا رسول الله"،
كل شيء إلا الشعر، إلا الشعر، أتنتبه كيف؟ فالقصة هكذا والروايات والحكايات كثيرة. فإذاً سيدنا رسول الله ليس هناك أي شيء في الحديبية يدل على أنه كان يقرأ أو أي شيء، وهذه شبهة سخيفة. هل انتبه أنهما كانتا آخر كلمتين في السطر فقام بإزالتهما مولانا الإمام. إذا لم تُمحَ أمية سيدنا صلى الله عليه وسلم حتى وفاته، حتى وفاته طبعاً، حتى وفاته، لأن المعجزة مستمرة وما زال القرآن ينزل حتى وفاته. وهل كونه يتحدث بكل لسان العرب هل هذا يقدح في... أمية سيدنا صلى الله عليه وسلم، لا، هذا كان علم قريش كلها كانت هكذا لأنها كانت موئلاً لكل العرب من أجل حجهم للبيت، فكانت تفهم كل اللهجات وكانت تتكلم بكل اللهجات، والنبي عليه الصلاة والسلام كان يعرف هذا. أتعلم أن الناس الآن في مكة وفي المدينة تجد أحدهم يعرف... ست أو سبع
لغات وهو لا يستطيع قراءتها ولا كتابتها، لماذا؟ لأنه المطوف الخاص بإندونيسيا والفلبين وغيرهما، والآخر مطوف السنغال ومطوف رواندا ومطوف ساحل العاج، وكل هذه اللغات يعرفها المطوفون، سبع أو ثماني لغات، مثل المترجم الذي كان لدينا هنا في الهرم، تجد رجلاً على باب الله هكذا ومعه. سبع أو ثمان لغات لأجل السياحة، فلأن مكة موئل لهذا، ولأن النبي صلى الله عليه وسلم من علية القوم، ولأن النبي صلى الله عليه وسلم عمل بالتجارة، كل هذا هيأ له معرفة لغات العرب على اتساعها، بالإضافة إلى أن الله وفقه وأن الله علمه كما علم آدم، فالله سبحانه وتعالى الذي علّمه كل هذا، لكن ليس غريباً ولا معجزة أن يتعلم كل هذه اللغات. وكان
يقول: ليس من المهم الصيام في السفر لشخص كهذا. اللغات المتعددة هذه كانت فيها شيء يسمى الخصائص، خصائص اللغات. يقول لك: "كشكشت بني فلان، قد جعل قبعتي تحت كرسيه"، يبدأ الحرف بحرف الكاف. المؤنث يكون شيناً، هل انتبهت؟ موجودة حتى الآن في الإمارات وفي البحرين وفي قطر في الخليج، منطقة الخليج. إلى الآن يقال لها "كيف حالتش"، هل انتبهت؟ الكاف تصبح جيماً، نعم الكاف تصبح شيناً، تصبح شيناً. فهذا الأمر سهل جداً، والله سبحانه وتعالى هو الذي علّمها مولانا الإمام يعني. التصديق بأمية سيدنا صلى الله عليه وسلم ليكون واضحاً للجميع جزء من إيمان المسلم،
لا ما هذا الشخص الذي ظهر ليقول لنا هذا الرأي الغريب العجيب لأنه اشتبه عليه دليل، لا ما هو ما زال مسلماً ولكننا نتحدث عن الواقع، يعني النبي عليه الصلاة والسلام كان أمياً فأنت الآن تقول شيئاً غير واقعي، فمن يفعل ذلك لن نُكفّره أو ما شابه. الذي سيقول أن النبي لم يكن أميّاً لن نكفّره، وإنما سننظر إليه نظرة غير علمية، أي نظرة بأنه قد تجاوز العلم إلى الخرافة. يعني ما نجده في كتبنا أنه أمي لا يعرف القراءة والكتابة، إذاً لماذا لم به الذي نجده في كتبنا أُمّيٌّ لا يعرف القراءة والكتابة، والمشركون مشركو مكة قريش، لبث فيهم رسول عمرًا وعرفوا حياته، فلماذا ثارت كل هذه الشكوك؟ من أجل
المصالح، لأنه أتى يطلب منهم الزكاة في أموالهم وهم لا يريدون، أتى من أجل أن يُبطِل الخمر وهم لا يريدون، أتى من أجل أن يبطل الدعارة وهم لا يريدون، أتى من أجل أن يبطل الربا وهم لا يريدون، أتى من أجل أن يبطل الكذب والحلف باليمين الغموس والشهادة الباطلة وسفك الدماء وهم لا يريدون، لأن الاقتصاد كان مبنياً على كل هذا، مبنياً على الربا ومبنياً على الدعارة ومبنياً على السلاح ومبنياً على. الخمر، أنت تعرف أن أمريكا عندما أعلنت في سنة ثمانية وعشرين تحريم الخمر، لم تستطع الاستمرار في ذلك لأسباب اقتصادية، لأن الخمر جزء لا يتجزأ من بناء
الاقتصاد. الرسول بولس، عندما دخل أوروبا، وجد أنه لو قال إن الخنزير محرم كما هو في الديانة اليهودية وكما هو في الديانة الإسلامية، لن يُدخِلَه المسيحية لأن الاقتصاد كله في أوروبا مبني على الخنازير وتربية الخنازير، فهنا توجد أشياء في "سمعنا وأطعنا، غفرانك ربنا وإليك المصير" في تسليم ورضا لأمر الله، وتوجد أيضاً عدم معرفة المصالح أولاً. فهؤلاء الناس استمروا في الجدال واستمروا بالرغم من أنه يعني "كيف تكفرون وأنا فيكم ما". هم يرون المعجزات ليلاً ونهاراً، ولذلك نقول شاعر، ونقول حسناً، وإنما بما أنه بشر، حسناً نقول إنه سحر، حسناً نقول مجنون، حسناً نقول يا ترى أنه أنت، ماذا أتيت به من
عندك؟ إنك كررت ما قاله السابقون من الأنبياء، اختراعات واختراعات كل هذا لأجل ماذا؟ لكي لا يُغرّوه على عدم الإيمان، كان العقاد عندما يقولون له: "رُدَّ على الشيوعية"، يقول لهم: "كيف أرد على الشيوعية؟ من هو هذا الشيوعي؟ هل يوجد شخص شيوعي؟" فيقولون: "نعم، فلان". فيقول لهم: "لا، هذا يفعل كذا ويفعل كذا ويفعل كذا ويفعل كذا". فيقولون له: "أهذا رد؟" فيجيب: "إنه يتبع هذا رد يقول: نعم، لقد انهار هذا المذهب الكاسد الفاسد الشيوعي إلا من أجل أن يتفلت أو من أجل أن يسير منحرفاً، ومن هنا يأتي العناد. أتظن أنه اقتنع بالشيوعية؟ إنه هو نفسه لا يعرف ماهية الشيوعية، لكنه يريد أن يشرب الخمر ويزني ويتعاطى المخدرات ويسرق
ويكذب وي... ويرتكب كل معصية لها سمها، فأنت ستعتبر هذا ردًّا عليه في أي شيء. انتهى الأمر، هكذا كان، هكذا يقول عن الأشياء بغض النظر عما إذا كنا نتفق أو نختلف. لكنني أريد أن أقول لك: انظر، إلى وجهة النظر هذه. وجهة النظر هذه، فهؤلاء الناس في الحقيقة ليست قضيتهم ولا دينٌ ولا تقوى ولا الله أبداً، هذه قضية مصالح حقاً، فعندما رأَوا أنها تكاثرت - كما قلتُ لك - أسلم أهل مكة، ولماذا أسلموا؟ لقد أسلموا لأنه كان يمسك العصا هكذا ويدفع الصنم المثبت بالحديد بالقضبان من الأسفل دون أن يلمسه، يدفعه بالعصا هكذا فيسقط الصنم الثقيل المثبت
بالحديد. بحديد مثل الذي لصدام هكذا الذي نراه في الصورة، نرى هذه الصورة حتى عندما مال هكذا لم يسقط مرة واحدة، نعم لأنه بالأسياخ، هناك أسياخ تحته مسلحة يعني، فهم رأوا ثلاثمائة وستين معجزة فقالوا لا هذه المسألة، وأيضاً بركة سيدنا النبي، أبو محذورة كان يمشي وراءه وبعد ذلك يقلد الأذان الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر، فالنبي اتصل به وقال له: ماذا تقول يا أبا محذورة؟ قال له: لا أقول شيئاً. قال له: حسناً، تعال، فإني أرى صوتك جميلاً. كان أبو محذورة صوته قوياً وجميلاً مثلك، وعلّمه الأذان. قال أبو محذورة: فوضع يده على صدري فصار أحب الناس إليك هذا من عند الله، صلى الله عليه وسلم، عليه الصلاة والسلام، وعلمه الأذان
وجعله... انظر الثقة وانظر أنه ما زال يسخر من الإسلام والمسلمين والأذان. عينوا مؤذن مكة، الناس أعطوا للشاب ابن أسيد، ابن أسيد هذا شيء أحضر خنجراً ويريد أن يطعن النبي، فنظر إليه وقال له. عتاب: ماذا تريد؟ قال: لا أريد شيئاً. فوضع يده على صدره فأسلم. وكف المصطفى، وانظر ما فعله عندما أسلم، فجعله والياً لمكة، أي جعله على مكة. الله أمين، عيّنه محافظاً، الله جعله السيد المحافظ. المحافظات فيها محافظون، كأنه يقول لك إنه رئيس جمهوريتنا، فعيّن عتاب بن أسيد على... هذا المنصب الجليل وهو ما زال سيحاول اغتياله، لا
سيدنا كان واسع الرحمة، وإذا رحمت فأنت أم أو أب، هذان في الدنيا هم الرحماء، وصلوا عليه وسلموا تسليما. فاصل ونعود. أهلاً بحضراتكم، مولانا أريد الترحيب بفضيلتك وتذكير السادة المشاهدين بسرعة بصفحة الفيسبوك. ما رأيك في إنكار أمية صلى الله عليه وسلم مولانا، هناك سؤال محوري. أول ما نزل الوحي به على سيدنا "اقرأ" ونُودي "اقرأ"، قال الله تعالى. وهما لم تكن قد قيلت قبل ذلك بفمي أمي. "اقرأ" الآن، هل تركت منهج القراءة فتخلفت؟ لأقرأ أكثر وأكثر في المنهج الإصلاحي والرؤية الإصلاحية لفضيلتك. رؤيتنا أن هذا... الكون وهذا العالم كالمرآة، وإن في كتاب الله المسطور وهو القرآن
الوحي، وهناك كتاب الله المنظور وهو الكون فيما حولنا. وإن القراءة إنما أُمرنا فيها بقراءة الأمرين معاً لأن كلاً منهما من عند الله. هذه هي رؤيتنا. لم يقل اقرأ مرة واحدة، بل قال اقرأ مرتين: "اقرأ باسم ربك الذي أي أنك تلفت نفسك للكون: للسماء والأرض والبحار والجبال وما فيها من مدركات العلوم، هذا هو المنظور يا مولانا. نعم، المنظور "اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم". فهناك قراءة ثانية إذن: القراءة الأولى للكون، والقراءة الثانية لما علم بالقلم وهو القرآن "ن والقلم وما يسطرون". فهذا كتاب الله المسطور. الرحمن القرآن خلق الإنسان علمه
البيان، يبقى في العالمين إلا له الخلق، وهذا العالم من عالم الخلق، إنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون، والأمر والقرآن إنما هو من أمر ربي، يسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً، كلاهما من عند الله فتبارك الله رب العالمين، أنا مأمور بالقراءتين: أن أذهب وأقرأ الكون وأقرأ القرآن، وأعلم أنه ليس بينهما تناقض. ولذلك عندما جاء بعض إخواننا يقولون: تعال، نحن عندنا
نص وتفسير للنص وتطبيق للنص. قالوا: تعال، أنت كما تقول إن الأرض تدور حول هذا الدوران، هي الشمس هي التي تدور حولها يقول: "والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم". قلت له: لا، أنت لا تستطيع أن تفهم القرآن إلا إذا فهمت الأكوان. انتبه، وأنا عندما رأيت الأكوان رأيت بالحساب والهندسة أن القمر تدور حوله الأرض لأنه قطعة صغيرة هكذا، كتلة صغيرة من الأرض، لكن الأرض هي التي تدور. حول الشمس لأن الشمس هذه أكبر بملايين المرات حجماً من الأرض، فلا تستطيع من الناحية الحسابية ولا
الواقعية ولا الهندسية أن الجرم الصغير الذي يُسمى الأرض يُحرك الجرم الكبير الذي يفوقه بملايين المرات والذي يُسمى الشمس. قال لي: ما شأني بكل هذا العلم؟ لم أتعلمه أنا. أريد أن الشمس تجري. له ما هي تجري يا ابن آدم ولكن تجري في السماء نحو نجم فيجي تجري هي تجري بسرعة اثني عشر ثانية اثني عشر كيلو في الثانية اثني عشر كيلومتر في الثانية الواحدة يعني اضرب في ستين لكي تحصل على الدقيقة ثم اضرب في ستين مرة أخرى للحصول على الساعة. اضرب في أربعة وعشرين لكي تحصل على الناتج في اليوم الواحد، وفي السنة ماذا سيكون؟ هذه المساحات الهائلة، من قال لك أن الشمس لا تجري؟ الشمس تجري لمستقر لها، والله في يوم من أيام القيامة ستصطدم مع
نجم فيجا، وعندما تصطدم مع فيجا، يمكن أن يكون ذلك نهاية العالم حقاً، اقرأ الكون واقرأ كتاب الله المسطور ولا تخترع نزاعاً بينهما، فلا يوجد تناقض يا مولانا، لا يوجد تناقض إطلاقاً. أما الذي يوجد تناقضاً فنقول له: أنت مسكين، التناقض بين تفسيرك وبين الكون، وليس بين القرآن وبين الكون. نعم، فهمك هنا هو الذي فيه مشكلة، هو فهمك. الذي فيه مشكلة وهذه نصوص الأصوليين ونصوص العلماء عبر التاريخ، ولذلك عندما ظهرت هذه النابتة تقول هذا الكلام، تصدى لها الشيخ محمد بخيت المطيعي، نعم نحن في كل مرة نتحدث قليلاً عن الذي كان مالكياً ثم تحول إلى حنفي، مفتي الديار وحامي الذمار، وقام بتأليف كتاب توفيق الرحمن بين آيات
وآيات الأكوان تعني أنه رأى أن الشمس والقمر آيات، وكذلك آيات القرآن آيات، إذ لا يوجد تعارض، ولذلك لم نعش أبداً في مجتمعنا الإسلامي عبر القرون على فكرة تنازع الدين مع العلم، لا يوجد تنازع. لماذا؟ لأن النص الخاص بنا يسمح، ولأن النص الخاص بنا محفوظ، ولأن النص الخاص بنا نصنا عجيب غريب لا يصطدم، فما الذي يصطدم إذن؟ تفسير البيضاوي، تفسير حمود التويجري، تفسير فلان وفلان، هو الذي يستر الفهم القاصر عبر الزمان والمكان، ويبقى القرآن شامخاً معجزاً مبهراً عبر القرون كأنه نبي مقيم. ماذا يعني كأنه نبي مقيم؟ يعني أن القرآن تصدر
منه معجزات يومياً. لا يُبلى من كثرة الرد ولا تنتهي عجائبه. هذه هي الحكاية، فالقراءة هنا في منهجنا ليست قراءة الوحي فقط، فمن قرأ الوحي فقط فقد صار على قدم واحدة وترك الأخرى. إنها قراءة الوحيين: القرآن كتاب الله المسطور، والأكوان كتاب الله المنظور. ومن هنا تتأتى لنا قضايا البحث العلمي، ومن هنا إن البحث العلمي هو ذلك الذي في منهجنا وفي مدرستنا، البحث العلمي لا حد له ولا حدود في إطار التجربة العلمية. جرِّب كما تريد، ابحث كما تريد، رتِّب كما تريد. فما هي القيود على الاستعمال؟ نعم، ستأتي في يوم القيامة وتخترع، لماذا
تخترع قنبلة ذرية؟ اخترع. لكن احذر أن تفعلها، احذر أن تستخدمها في هيروشيما أو في ناكازاكي. ستأتي في يومٍ من الأيام وتُجري لي استنساخاً، أجرِه لكن احذر أن تجريه في مجال البشر، احذر فهذا يكون حراماً. ستأتي لتجريه وتتوصل به إلى الأرحام البديلة، حسناً توصل إلى الأرحام البديلة لكن احذر أن تفعلها لأن فيها شرائعنا هي تهذيب التهذيب يا مولانا، يأتي من المنهج الذي تتحدث عنه حضرتك الآن. فأنا أقول له: يمكنك أن تصل وتحقق كل شيء، ولكن يجب أن يثبت ذلك. نعم، في البحث العلمي افعل ما تريد إلى آخره، مرة تفشل، ومرة تنجح، ومرة تقول: لا، هذا الطريق مسدود. في طريق آخر بحريتك،
حسناً، ونضع لهذا نوعًا من أنواع الأخلاقيات. وهذه الأخلاقيات وضعناها في بروكسل سنة ألف وتسع مائة وكذا وخمسين - لا أعرف بالضبط. أخلاقيات بروكسل معروفة لديك، كيف تبحث وما شروط البحث، حسناً. البحث العلمي، البحث العلمي وبحرية، نعم. تأتي لتطبقها، فلا يتدخل أحد ويقول لك هذا وهذا صواب وهذا حرام وهذا ممنوع وهذا فساد وهذا في هلاك وهذا وهكذا، فينبغي أن نفرق بين هذه من الرؤية أو هذه من القراءة. كتاب الله المنظور يمكنك أن تتوصل فيه إلى أي شيء، لكن ماذا تطبق؟ كتاب الله المسطور له حدود وله سقف وإلا انهار الاجتماع البشري عندما... نخالف كلمة الله، وما
الذي فعلته كلمة الله هذه في العهد القديم وفي العهد الجديد وفي العهد الأخير؟ الله يعني نحن وإخواننا المسيحيين وإخواننا اليهود. يعني كل واحدة هكذا هو، ويعني أمة واحدة، نعم أمة واحدة. "إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون"، "فاتقون". ألو، حسناً، كما أنت مُصرٌ على هذه المسألة، فالمهم أنه يعني يا أخي سبحان الله، الرؤية تتضح كل فترة، تبني لبنة في المدرسة التي تبحث عنها. من أين أتيت؟ اقرأ قراءة أول هذه الكلمة ستوصلنا إلى... انظر البناء أصبح هكذا الآن، فأكون أنا. عندما أتحدث عن حرية البحث العلمي فإنني أتحدث في مسألة القراءة، وعندما أتحدث عن الشروط الأخلاقية لهذا البحث أتحدث
فيه من خلال القراءة، وعندما أتحدث عن التطبيق أتحدث في القراءة، وعندما أتكلم وهكذا مولانا... إذن من خلال هذه القراءة هي دعوة أكيدة للعمران، لبناء هذا الإنسان، وللحفاظ على هذه الحياة. حتى يرث الله الأرض ومن عليها، الثلاثة التي لا ننساها: عبادة الله، عمارة الأرض أو الكون، تزكية النفس. هذه هي الحدود الخاصة بنا، هذا هو مراد الله من خلقه. اسمح لي مولانا، يعني عندي مدخلات السادة المشاهدين عبر سؤالنا في فيسبوك، الأستاذ السحر أحمد هاشم، كان سؤالنا: ما رأيك في أمية الرسول صلى الله عليه وسلم، الأستاذ الساحر أحمد هاشم يقول: إن الأمية في الرسول صلى الله عليه وسلم شرف لأنه لم يتلق العلم من بشر، بل علمه الله، وهذا لحكمة بالغة، فليس لمخلوق له الفضل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، لأنه هو معلم البشرية عليه أفضل الصلاة تقول كثير من
الناس يجعلهم يعتقدون أن هذا من سبيل التعظيم على ما أعتقد، ولكن المفروض أن العلماء يُعرِّفوهم أن هذا قمة العلم حتى لا يتدخل في تعليمه بشر، ويكون مصدر علمه وتعليمه الوحيد هو السماء. الأستاذة هالة تقول هذا جهل بالدين، لأن الأمية هي تقصد السؤال في حده يعني الإنكار يعني هذا جهل بالدين لأن أميّة رسول الله دليل على أن القرآن من عند الله كما قال تعالى: "وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك" وما علمه بشر ولكن هو وحي يوحى. الأستاذة إمام تقول على حد علمي كلمة "أمي" لأنه من أم القرى مكة، ولكن الأمة كيف يكون أميًا حسب فهم هذه الكلمة، أقف عند هذه النقطة الأخيرة. نعم على ما هو، أقول لك ما هو: في اتفاق للعلماء من الصحابة من حال النبي الذي رأوه أنه طيب لم يكتب آية مع سهيل بن عمرو. لماذا لا ندع عليًا يكتب؟ لماذا كان؟ كان له كُتّاب الوحي وما كان
يكتب هو بيمينه، لماذا إذن؟ فهذا يخلق مشاكل كثيرة. هل لأنه من أم القرى؟ أم لأنه من الأميين؟ أم لأنه كذا؟ كل هذا كلام احتمال عقلي. والقاعدة تقول: مطلق الاحتمال العقلي لا يقدح في قطعية الدليل. يعني افترض أنني أغمضت عيني هكذا. وقلتُ: يا ربِّ، هل من الممكن أن يصنع الله كوناً بقوانين أخرى ويصبح الصدق فيه حراماً والكذب فيه واجباً؟ عمَّ تتحدث؟ عن الإمكان العقلي؟ نعم، ممكن عقلاً. وماذا عن الإمكان الشرعي؟ غير ممكن. انتبه، ليس من الممكن أن يفعل الله ذلك. نعم، يعني هو قادر. نعم قادر، لكن هل سيفعل؟ على أنه يُفنينا الآن، لكن عندما تمضي ساعة من الآن،
فهو لم يُفنِنا. يعني الاحتمال وارد في عقلي وتصوري، نعم، وبإمكانه أن يحدث، ولكن لن يحدث، لن يحدث، هل أنت منتبه؟ وتُحَلُّ الإشكالية عندما قلنا إن جماعة الفلاسفة الأمريكيين قالوا: "ما هذا؟ هذه نقطة كانت غائبة عنا". والله هذه النقطة أنه هذا عقل وهذا شرع، انظر كيف أن الترجمة تضيع على الناس المفاهيم العميقة لهذه المسألة. هذا عقل وهذا شرع، هل تحل لك المشكلة؟ لا، هذا غير ممكن شرعاً. هل من الممكن أن الله تعالى يفني الجنة والنار؟ نعم، ممكن. نعم، هو الذي خلقهما. قال سبحانه وتعالى شرعاً لا، ليس سيفنيهم. حسناً، هل يمكن أن نفني النار فقط؟ نعم، يمكن عقلياً، نعم يمكن. حسناً، هل سيفنيهم شرعاً؟
لن يفنيهم، لن يفني النار. وقس على هذا دائماً عقلياً وشرعاً، عقلياً وشرعاً. فعندما نتحدث أحياناً من ناحية عقلية، يظن الناس أنها من ناحية شرعية فيفهمون خطأً، وأحياناً عندما نقول تقول ماذا تعني أنها غير مفهومة عقلاً؟ لا، هذا شيء وهذا مجال وذاك مجال آخر. يعني هناك مجال للإمكان التصوري نسميه "السكند لايف" أي المعيشة الثانية الافتراضية أو الواقع الافتراضي، وما بينه وبين واقع الحقيقة المحسوس الذي نحن فيه. وهكذا مولانا، ماذا يجب - يعني السؤال الأخير - لكي يكون موجهة للأمة: ماذا يجب علينا نحن المسلمين في إطار السؤال المحوري "لماذا تخلفنا نحن وتقدم غيرنا؟" في إطار هذا المنهج، هل كل هذا مرور بهذا المنهج الإصلاحي، بهذه الرؤية الحقيقية، بهذه المعرفة، بالقراءة الحقيقية؟ ارجع
إلى منهج العلم تتقدم. الله مولانا. الإمام الرسول الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء شريف: شكر الله لكم مولانا، شكراً لكم، سلام الله عليكم ورحمته وبركاته.