والله اعلم | فضيلة الدكتور علي جمعة يتحدث عن اللغة العربية وخصائصها والتشكيك بها | الحلقة الكاملة

أشعل الله أوقاتكم بكل خير، وها نحن نلتقي مجدداً في "والله أعلم" مع صاحب الفضيلة مولانا الإمام الأستاذ الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، لنكمل الحديث عن لغتنا الجميلة، هذه اللغة التي تتمايل حروفها طرباً ما بين فنين وادعين، ما بين الخط العربي وما بين البلاغة. العربية اليوم، الأسئلة كثيرة: ما أهم خصائص اللغة العربية؟ ما مخاطر التشكيك في اللغة العربية؟ كيف نحافظ عليها ونعض عليها بالنواجذ؟ مولانا
الإمام، أهلاً بفضيلتكم، أهلاً وسهلاً بكم. هذه اللغة العربية، هذا الحرف الجميل الذي يربط ما بين فنين من إبداعات الحضارة العربية، الخط العربي الذي يزيد الحق وضوحاً وبين... البلاغة التي يأتي بها الشاعر من خلال شعره وأدبه، ما أهم الخصائص التي بدأناها بالأمس عن لغتنا الجميلة. بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. تكلمنا بالأمس أن خصائص اللغة العربية جعلتها في مصاف اللغات العليا، وهذا سبب وحده كافٍ لأن بها كتاب الله، ولكن هذا شيء، وكونها في خصائصها ما يميزها عن غيرها وتتفرد به دون سائر اللغات، هذا شيء آخر. بهذا الزهو والفخر يا مولانا، طبعاً الذي يبدو في البادئ لغة
فضيلتكم الآن لأنها شيء أصيل، شيء بديع، شيء مبدع، شيء مبهر. هذه اللغة العربية، فاللغة العربية في الحقيقة... هي سليقة وكانت ملكة، وأصحاب اللغة العربية الأصيلة حددوا لها حداً في الرواية وحددوا لها حداً في النقل وحددوا لها حداً في الاعتماد بكل هذه التفاصيل والأبعاد. نعم، لأنه كان سيدنا عمر يقول: "تعلموا العربية فإنها من دينكم"، يعني العربية والدين كأنهما في تزاوج عضوي بينهما لأنك... إذا لم تفهم العربية ولم تفهم النحو ولم تفهم دلالات الألفاظ ولم تفهم خصائص اللغة وفقه
اللغة، كل ذلك جعلك لا تفهم القرآن، ثم إنك لا تفهم الحديث، وحينئذٍ تتخبط، لأننا كما قلنا إن هناك فارقًا بين النص وتفسير النص وتطبيق النص، فما الفارق بين النص وتفسير النص؟ مجموعة من القواعد أولها اللغة العربية التي نتحدث عنها الآن، فحضرتك أمس قلنا إنها بخصائصها من كون أن فيها الإضافة وفيها الحقيقة والمجاز وفيها الحذف والإضافة وفيها الاشتقاق الصغير وفيها الاشتقاق الكبير، كل ذلك جعلها في مصاف اللغات العليا. العربية إذن ليس هذا فحسب، بل فيها أيضاً أشياء عجيبة غريبة لم نرها. في أي لغة، كان
هناك خمسة آلاف لغة مرصودة حالياً، وكل واحد وعشرين يوماً تموت لغة طبقاً لليونسكو بموت آخر من ينطق بها أو آخر من يقرأ بها أو آخر من يكتب بها إلى آخره، فيضيع معه تراث كبير في الطب الشعبي والثقافة والمشاعر والخبرة الإنسانية. في التعامل مع الكون، يعني موت اللغة هذا مؤلم وخطير، فاليوم نتحدث عن خصائص اللغة في حالة الزهو بها. يعني انتبه أنك تقول "البادي لانجلش" هذه تعني تعابير الوجه ولغة الجسد التي تؤكد النشوة عندما نتحدث عن العربية. كان قديماً في الأندلس يعلي أحدهم صوته بالعربية.
يفتخر بها الله، أي هو فخور هكذا، يقول لصاحبه: "حسناً، غداً إن شاء الله ستقابلني في المكان الفلاني"، حتى يعرف الناس أنهم يتحدثون العربية. أي أنهم من أصحاب المكانة، من علية القوم، من الملأ، من النبلاء. ما معنى "أزرق"؟ ما الذي يجعله يعرف العربية؟ يكون من النبلاء لماذا؟ لأنها لغة عجيبة غريبة. من ضمن هذا مثلاً، تحدثنا أمس عن قضية الاشتقاق الأكبر، ذلك الذي فيه تقليب الحروف. ليس هذا فحسب، بل لو أن هناك حرفين، هذان الحرفان يقفان أمام معنى معين بغض النظر عن الثالث، مثل ماذا؟ النون والفهم مثلاً. أي
شيء يبدأ بحرف النون، بغض النظر عن الحرف الثالث، يكون فيه معنى الخروج: نفر، نفس، نفخ، نفح، نفث، نفثا بالفاء، كما تكتب بالسين. هل فهمت؟ نفق، تعني خرجت روحه تماماً. نعم، النفق هو حفرة تخرج من ناحية أخرى لكي يصبح نفقاً. هل فهمت؟ مثل... نفق الجلاء هكذا المنافق يعني خرج عن الجماعات. انظر وتخيل العبء النفسي الذي يقع على المنافق وهو مسمى بهذا الاسم دائماً. يقول لي: "أنا لست، وأنا معك، وأنا..." يعني ماذا؟ يعني المعزول، يعني الأجرب، يعني مثل الجمل الأجرب. فالجمل الأجرب نعزله حتى لا يُعدي
غيره، نقول له: "اجلس هنا" هو. أصبح لا يعرفنا، فالمنافق يشعر في نفسه هكذا أنه ليس نظيفاً من الداخل. ياه، لكن من هذه الكلمة، ليس على رأسه أي شيء، جرح على رأسه، جرح. والمتعب نفسياً أصبح من الداخل، يعني في داخله الله أعلم به، واعلم أن الله يحول بين المرء وقلبه، يعني حتى. أيضاً هو منزعج ولا يعرف أين يوجه هذا الضيق. وأي شيء فيه نون وفاء فسيكون بمعنى ماذا؟ سيكون بمعنى الخروج، نعم. يعني سنقود بعد هذا الفاصل لنكمل هذا الحديث العذب جداً
عن لغتنا العربية. ابقوا معنا دائماً. أهلاً بحضراتكم مولانا الإمام. اسمح لي بذكر السادة المشاهدين بسؤالنا على صفحة الفيسبوك في رأيك، يحاول البعض التشكيك في اللغة العربية يا مولانا الإمام. نعود مرة أخرى إلى جماليات وخصائص اللغة العربية التي تتميز بها عن اللغات كافة. أعطيك مثالاً آخر غير "نقرة" غير نون فهم (نون الفهم)، كي لا يقول لي أحدهم أن هذا غير موجود. لا، يوجد الكثير جداً، لكن الأوقات ألِفُهُ واللهِ يكونُ معنى الشَقِّ فالِقٌ، يكونُ الحبةُ فَلَقَتْها اثنتينِ أي شَقَّتْها إلى قِسْمَيْنِ. فَلَتا يعني كان في يدي هكذا وذهب شاقٌّ يدي وخرج منها شيءٌ وأفلت. "فَلَسَ" يعني مُفْلِسٌ أي لا يوجد
فيه فُلُوسٌ، هذا يعني شَقَّ جيبَهُ حتى عَدَمِ ما فيه من دراهم. فَلَجا هذه تعني أن هناك شقاً بين الاثنين. الفلاح يشق الأرض في خطوط لكي يفلحها، لأن الفلاح يشق الأرض لكي يلقي فيها البذور. لا يكسر الحديد إلا الحديد، فمن الممكن أن يكون المقصود أن الحديد هو الوحيد الذي يقدر على الحديد في هذه الحالة. نعم، "فلل" هذه. فلل بتضعيف اللام، نعم. لا يفل الحديد إلا الحديد، يعني لا يكسر أو يشق الحديد إلا الحديد، وقس على هذا. هل رأيت لغة فيها هكذا؟ هل رأيت لغة تتكلم بهذا الشكل؟ نحن غاية المراد من رب العباد. في اللغة الإنجليزية هناك شيء يسمى السوابق وهناك
شيء يسمى اللواحق، لكن لا، إن نظام الصرف الخاص بها أيضًا، وهذه النقطة الثالثة الآن. إن صرف اللغة العربية يتكون من سوابق ولواحق ودواخل. هل تنتبه؟ يعني اللغة العربية، ماذا تعني كلمة "ضرب"؟ "ضارب" يعني وضعنا ألفًا في الوسط. هناك "فيش" و"فشر" و"صياد" وانتهى الأمر. أي شيء مثل هذا تضعه أو تدخله أو أنت سوابق ولو نحن لكن لا هذا فيها أيضاً أواسط فكما قلنا بالأمس يوجد مترادفات ويوجد مشترك ويوجد غير ذلك إلى آخره، لا بل توجد خصائص أخرى في ذات اللغة نفسها عجيبة غريبة فيما يسمى أيضاً بالفوارق، هناك أناس ادّعوا
وقالوا يا جماعة هناك فرق بين كل شيء أنتم تقولونه "فوارق فوارق" ماذا يعني؟ قال: يعني أعطني أي كلمة تقول أنها مترادفة. قلت له: سيف حسام. قال: لا، السيف هو في غمده، والحسام هو مسلول نُزع من الغمد. عندما يُنزع من الغمد يصبح حساماً. أثناء القطع هو حسام قاطع. انظر إلى جمل اللغة كيف هي، هل أنت هل هناك في الغامض هكذا فرق بين "طبّ" و"جلس" و"قعدت"؟ قال لي: نعم، الجلوس من اتكاء، لكن القعود من قيام. والكوب والكأس، أتلاحظ؟ هذه ممتلئة وهذه ليست ممتلئة. ما هذه الدقة كلها؟ قال له: هناك أدق من ذلك. هذه الفوارق اللغوية يؤلفها أبو هلال. العسكري طبعًا، ويُبيِّن لنا الآن ما هي الفوارق بين هاتين الكلمتين اللتين كنا نظن في البداية أنهما واحدة.
قال: لكن هناك أمر يجب أن تنتبه إليه من اتساع اللغة وجمالها ومرونتها وأدائها الدقيق. قلت له: ما هو؟ قال لي: إذا اجتمع افترق، وإذا افترق اجتمع. الله في... شيء هكذا، نعم، فعلاً. ما هذا؟ ما هذا؟ من هو الفقير والمسكين؟ نعم، إذا افترضنا أنني أكلمك هكذا وقلت لك: "نريد أن نساعد الفقراء"، هل هذا مناسب؟ فأنت رددت عليه قائلاً: "والله، فكرة مساعدة المساكين هذه يا أخي فكرة جيدة جداً وخدمة اجتماعية لطيفة، لا أحد يعترض". لماذا؟ لأن هذه جملة ثانية افترقت الكلمتان، وأخذت بالك؟ لكن عندما يقول: "إنما الصدقات للفقراء
والمساكين"، هنا اختلف المعنى. ماذا يا سيدي؟ الفقير قال: "الفقير هو الذي يملك واحدًا أو اثنين ويحتاج إلى عشرة، أي أنه يُؤدِّم". والمسكين قال لي: "لا، بل هو الذي يملك سبعة أو ثمانية ويحتاج إلى عشرة". فقلت له: بهذا المعنى يقول يعني الزكاة ليست للمعدمين فقط، بل الزكاة أيضاً تُذاق من الكفاف أي الكفاية، يعني أذق المسكين على قدر ما يحتاج، كما تقول قليلاً، نعم هو محتاج فأذقه، أعطه ما يحتاجه. هذا الكلام، حسناً بالله عليك لو لم تعرفوه، سيبقى النابتة يترنحون ويتخبطون، وفي النهاية الذكاء الذي... يجمعونها لا تذهب إلى فقير ولا مسكين، بل تذهب إلى الجماعة الضالة المضلة، هذا ما يحدث. وأصبح كل شيء
مجرد ظاهرة صوتية. اللغة العربية فيها خصائص وجماليات عجيبة الشكل، وكلما تعمقت في هذا النوع من الفقه - فقه اللغة كما سموه - مثل كتاب المزهر في فقه اللغة، وفقه اللغة كتبوا فيما يُسمّى بفقه اللغة وجعلوا اللغة فقهاً وجعلوا للغة فقهاً، ليس استنباط الفقه من اللغة، هذا معنى آخر. كان الكسائي - وهو قارئ من القرّاء العشرة وفي نفس الوقت نحويّ عظيم جداً، هل انتبهت؟ - يساوي ويناطح سيبويه، فكان يجلس عند هارون الرشيد وهكذا إلى آخره. كانت الخلافة دائماً... يُحبون العلماء حولهم هكذا لكي يستشيروهم، ولكي يتعلموا منهم، ولكي تكون الجلسة فيها سمر لكن
مفيدة. نعم، فجاء أحدهم وسأله سؤالاً عابراً، فقال له: "أنا أريد أن أفهم، كنت أسجد للسهو، والسهو هما ركعتان نؤديهما قبل السلام عندما ننسى شيئاً من الفروض فنأتي بهما". بها أو من السنن فلا نأتي بها. قوم نسجد سجدة السهو، فهو أنني أسجد سجدة السهو التي هي سجدتان، هاتان سجدتا السهو. نسيت وسجدت سجدة واحدة، فماذا أفعل؟ قال له: لا شيء، هذا المصغر لا يُصغر. نعم، المصغر، نعم، هذا المصغر لا يُصغر. هذا في اللغة. الشيء حبيب تصغيرها. حبيبٌ، طيّب، ما تصغير حبيب؟ لا يوجد. فهناك طُوَيْلِب وهو تصغير طالب. طُوَيْلِب، طيّب، ما تصغير طُوَيْلِب؟ لا
يوجد، لأن المُصَغَّر لا يُصَغَّر، والمُكَبَّر لا يُكَبَّر. ومن هنا بُنِيَ عليها حُكْمٌ فقهي. ومن هنا بُنِيَ عليها حُكْمٌ فقهي. قال له: طيّب، لو قال لزوجته: إنْ دخلتِ الدار، إنْ دخلتِ الدار، قال: تُطلَّق إذا دخلتْ لأن "أنْ" تفيد الشرط. قال له: فإن قال لها "أنْ دخلتِ الدار فأنتِ طالق"، قال: هي تُطلَّق فوراً، نعم، لأنه "أنْ دخلتِ الدار" يعني "لأنكِ دخلتِ الدار فأنتِ طالق". فيصبح أنّ "أنْ" سأستعملها بهذا الشكل في الحاضر أو الماضي، لكن "إنْ" سأستعملها في المستقبل صحيح، وقِسْ على هذا أنهم يعني وكان الجرمي يقول: أخذوا الفقه من كتاب سيبويه. فقالوا بمعنى
أنه كان محدثاً، وأنه لم يفهم الحديث حق فهمه إلا بعد قراءة كتاب سيبويه، لأن كتاب سيبويه هذا هو وكتاب غيره والعين للخليل بن أحمد وكلام الكسائي، ماذا فعلوا؟ حافظوا على الملكة وحولوها إلى قواعد. حتى لا تضيع، وحتى يُفهم بها الكلام المقدس في الكتاب والسنة، فهمَ الذين عملوا ذلك، وأصبحت علوماً يا مولانا، أصبحت عدة علوم، يعني علوم العربية هذه يقولون عنها هكذا "علوم العربية"، فأصبح هناك بيان، وأصبح هناك بديع، وأصبح هناك بلاغة تشملهم، وأصبح هناك أدب، وأصبح هناك نحو، وأصبح هناك صرف. وأصبح في وضع وأصبح في أدب بحث وأصبح في
علوم كثيرة مثل علم الدلالة، وحتى العلوم التي تُسمى العلوم العقلية تستفيد وتنطلق من اللغة العربية مثل المقولات والمنطق والتوجهات والفلسفة وهكذا. فإذاً اللغة العربية هي والفكر وجهان لعملة واحدة، وإذا أردنا أن نحسن فكرنا. وأن يكون مستقيماً فعلينا بالعربية، وإذا أردنا أن نعيش يعني نهارك سيئ وليلك نائم، كذلك في الدنيا تعيش البهائم، فلنترك العربية. مولانا الإمام، برغم هذه الأمور العظيمة والأسس الرائعة لبنية هذه اللغة والعلوم التي توارثت من خلال علماء كبار، كيف يأتي البعض اليوم ليقول إن العلم أو إن الدين... ليس
علم فاصل ونعود إليكم، ابقوا معنا. مولانا الإمام، اللغة العربية حينما تتحدث عن نفسها تقول: وسعت كتاب الله لفظاً وآيةً، وضقت عن آي به وعظاته. هذه اللغة التي رقاها الله وشرفها بحمل آياته البينة، كيف يأتي اليوم من يقول إن الدين ليس علماً بالرغم من أن تفضلت به منذ... قليل من كل هذه العلوم التي هي علوم الآلة لفهم هذا الدين، أي الغرض واضح والغرض قديم، وهو يا جماعة الخير: الدين ليس علماً، فليقل من شاء ما شاء. الدين هذا عبارة عن شيء شخصي بيني وبين ربنا، فدعوني أفهمه
كما أريد أن أفهمه. ذهبنا إلى أساتذة الجامعات الكبار لكن... أستاذ في اللغة الفرنسية، أستاذ في اللغة الإنجليزية وآدابها، أستاذ لا أعرف في الهندسة النووية، في الطب، وبعد ذلك وجدته يقول هو الأول والآخر بفتح الخاء، يعني هو ارتكب جريمة، أي بخاء مكسورة. هو الأول والآخر، فذهب قائلاً: هو الأول والآخر. مزجها هكذا يا سيدي فقط لكي يفهم الناس ما معنى ما يقولونه لأحسن المعاني هذه وراءها أشياء رأيناها وسمعناها بأعيننا. ما يقولونه عن
أنه لا يوجد علم، لا يوجد علم، وأن علم الدين هذا ليس علماً ولا شيئاً، ودعونا من اللغة العربية. نعم، هو الأول والآخر. كيف يكون ذلك؟ إنه واحد أحد فرد صمد لم يلد ولم يولد ولم. لم يكن له كفواً أحد وهذه هي الحكاية كلها، القصة كلها المتعلقة بالخلق والتوحيد. فحضرتك تجعله الآخر، حسناً، والأول هو الأول والآخر، يعني هكذا يعبد اثنين وليس واحداً. هل يعني الأمر يتوقف على فتحة وكسرة؟ هل وصل الأمر يا أصدقاء إلى مجرد
فتحة وكسرة؟ جميل، جميل جميل جميل جميل جميل جميل جميل جميل جميل جميل جميل جميل جميل جميل جمال نووية أقول له أهلاً وسهلاً سأسألك يا أخي في الهندسة النووية عندما أحتاجها ونحن الضبعة سنحضرها، ولكن ما ورد في القرآن هو الأول والآخر. وهناك أمر آخر أيضاً من الأشياء التي صادفناها، يعني نحن سنختار الأشياء التي تمس هذا الموضوع، لكن هناك أشياء كثيرة. نعم، هو الله الخالق، البارئ المصور. انظر، أنت تقولها هكذا لأن الرجل الشيخ قالها لك هكذا وسمعتها مائة مرة علم متتابع هكذا، فقال المصوّر: "حسناً، من الذي صور ربنا؟" المصوّر هذا اسم فاعل. المصوّر هذا اسم فاعل، والمصوَّر هذا اسم مفعول. يعني حضرتك جعلت الفاعل مفعولاً. وماذا يعني ذلك؟ يعني
قيل وقيل، لا، لم يقل ولم يقل. قيل وقيل هذا في العلم، هذا في العلم، هذان الوجهان والمدارس وما الممكن في العلم، لكن حضرتك تأتي لي بشيء غير ممكن، وتأتي لي بشيء سخيف، وتأتي لي بشيء يجعلني في حيرة من عقيدتي، في حيرة من صفات ربي، في حيرة يا أخي، لا حسناً، إلى من نحتكم حينما أنا والرجل الذي ركب رأسه هذا؟ لا بد أن نذهب إلى العلم، لكي نعرف أن في العلم شيئاً يُسمى الآخِر والآخَر، وأن هناك شيئاً في العلم يُسمى المصوِّر والمصوَّر، وأن هذه الكلمة ليست بالفتح وإنما بالكسر في كليهما، إلى آخره... هذا الكلام يعني أن الصحابة نبهتنا إليه أنه لا بد أن يكون هناك علم، "فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون". النبي
قالوا له: من الذي سيموت أولاً فينا هكذا؟ قال: أسرعكن لحاقاً بي أطولكن يداً. أطولكن يداً. فذهبوا يفعلون ماذا؟ تعالي يا أم المؤمنين، لنقيس يدك مع يدي. هذه أم المؤمنين وهذه أم المؤمنين. قاسوا أيديهن من هنا إلى هنا، أو من هنا إلى هنا. كلها يد على أي حال، أليس هنا إلى هنا إلى آخره، ويجلسون يلعبون مع بعضهم هكذا، ثم نسي هكذا. بعد العصر نقيس أيدينا هكذا لنرى من الذي سيموت أولاً، لأجل المسارعة في الخيرات وما إلى ذلك. وبعد ذلك أول واحدة ماتت هي السيدة زينب، فعرفنا
- وقد كانت أكرمهن - معنى كلام رسول الله في الخير في الخير في العطاء، هل تعرف العربية ذلك؟ أهو سؤال أريد منك الإجابة عليه. يا هذا، إنه ليس علم دين، بل هو تدين فقط الذي يقوم بتعديل التراث. لا، أعني أنا شيء غريب، لقد ذهبوا وأحضروا الشعر والنثر وكلام العرب ونظّموه ونظروا فيه من وجهين أو وجه واحد. وهذا حقيقة أم مجاز؟ وعمل بعمق واحترام، لكن هؤلاء الناس لا تخزنني، ليس عليهم شيء، غير محترمين ودعوتهم غير محترمة. إنهم غير محترمين لماذا؟ للخروج عن العلم وقواعده. يجب علينا
يا جماعة أن نحترم العلم ونحترم قواعد العلم ونحترم العلماء أياً كان هذا العلم. كان ينبغي أن يكون أول ما وأنهم يذهبوا ليسألوا علماءهم، وبعد ذلك نحن ليس لدينا أسرار ولا كهانة، نحن نفتح مجالسنا وعلماؤنا متاحون. تعالوا يا إخواني، تعالوا. كان جولدستهير عندما جاء إلى الأزهر أصبح يدرس في الأزهر، وكان شعره ذهبياً، فسموه الشيخ الذهبي. ومرّ الشيخ الشوني فارتج عليه في... حل مسألة ميراث. الميراث أحياناً عندنا، عندما تفك تفاصيله، تجده ستة وثلاثين ألف مسألة. فلو أنك فعلت
ذلك، قم بتوريث هذا ولا تورِّث ذاك. المهم أنه ارتج على الشيخ الشوني، فصحح له المسألة. الشيخ الذهبي هذا ليس شيخاً بل هو يهودي، ولكن الأزهر فتح ذراعيه لدراسة الجميع. صحيح يتحدث عن هذا أستاذنا رحمه الله علي عبد الواحد وافي في كتاب لطيف تاريخي الذي كتبه وألّفه، وكان يدرّس عندنا في كلية الشريعة. والغريب أنه شيخي الذي تخرجنا على يديه، وكذلك الشيخ جاد الرب رمضان الذي كنا نسميه الشافعي الصغير، درس للشيخ جاد، يعني أنا أدركت هذا الشيخ. عبد الواحد، هؤلاء الأكابر، نعم، عبد الواحد وافي، علي عبد الواحد وافي الذي درس للشيخ الذي هو جد الرجل الذي كنا نعتبره قد وصل إلى المنتهى، الشافعي الصغير، ماذا إذن؟
أتفهم؟ كذلك بحق، ولكن عندما نرجع إلى علي عبد الواحد وافي رحمه الله، نجد أنه فاهم المسألة. كلها وقال سمعت من المشايخ الكبار يعني الذين كانوا في أواخر القرن التاسع عشر أن الأزهر كانت تدرس فيه النساء. فأين النساء اللاتي تدرسن في الأزهر اليوم؟ لا يوجد. وكان وذكر قصة الذهبي هذا، الذي هو الرجل اليهودي هذا، الرجل اليهودي جولدستهير الذي أخذ يشتمنا وكل شيء، وفي الأمانة تعلم. في الأزهر تعلَّمتُ، في الأزهر فقط تعلَّمتُ، ولذلك عندما جاء كان هناك شخص رئيس قسم الدراسات الشرقية في جامعة هارفارد، وهو تلميذي، فجاء ليقرأ عليَّ الأصول، فأنا أكبرتُ فيه هذا أنه
رجل قادم من أمريكا وأستاذ في هارفارد، وهارفارد هذه من الجامعات الجيدة، لكي يُتقن علمًا ما درستُ له أصول وبعد ذلك قلت له عندما كنا نتمشى: "لماذا لا أشعر أن هذا نولدكه أو جولدستهير أو برجسترسر؟" فقال لي: "هؤلاء كانوا من الكبار، هو يشعر بتمكنهم في اللغة. يعني وليام لين، وليام لين هذا عندما جاء إلى مصر، ماذا فعل؟ عمل..." كتابان وثلاثة كتب كانت في العصر الفيكتوري طُبِعت بعد وفاته، أي أن عيني لم تَرَ كتباً جميلة. "المصريون المحدثون عاداتهم وتقاليدهم" وهذا طُبِع منه حوالي ثلاثين طبعة أو شيء من هذا
القبيل، يصف حالة مصر في القرن التاسع عشر الذي نسميه الآن الزمن الجميل، وترجمتُ ألف ليلة وليلة إلى اللغة رأيت متمكناً جاء ليدرس، جاء ليذاكر، جاء ليعرف، وترجم القاموس المحيط والقاموس الوسيط فيما ذهب من لغة العرب المتفرقة التي هي المتناثرة التي خُلطت معاً، وترجمها يا أخي - سبحان الله - في سبع مجلدات طُبعت بعد وفاته وبأمر من الملكة فكتوريا. قال: عندي هذه المجلدات السبع وعندي الطبعة الخاصة الإسلامية التي طبعوها مرة ثانية ترجمت القاموس المحيط إلى اللغة الإنجليزية وترجمة حقيقية وترجمة حقيقية وجميلة وجيدة وسهلة لكن هذه اللغة إنها إبهار. ماذا فعلت في وليام لين ليُنجذب إليها هذا الانجذاب؟ ماذا
فعلت فيه وهو يترجم ألف ليلة وليلة - هل تنتبه - إلى اللغة الإنجليزية؟ ماذا فعل فيه المحيط والقاموس الوسيط فيما ذهب من لغة العرب شماطيط، لكي يترجموا بهذه الترجمة لا بد أنه قد صُنع فيه شيء. هؤلاء هم الناس الذين نحترمهم. أنا لا أقول لك إن الناس الآخرين غير محترمين، لكن وليام لين محترم، وجولدتسيهر محترم وهو يشتمنا، وبرجستراس المحترم هو يشتمنا، ونولدكه محترم قدّر اللغة يا مولانا لأنه قدر العلم ولأنه بحث وعمل وهكذا هو يشتمنا ونحن أيضاً ننتقده ونقول له لا، أنت غير فاهم، هذا الأمر غاب عنك، هذا كذا... إلى آخره، لكن علم وبأركان العلم، دخل من زاوية العلم، من بوابة العلم، من زاوية العلم، ليس على الشاشة، ليس... من باب اهدم
واهرب، اضرب واهرب، صفعه على وجهه واهرب. لماذا نحترم نحن هؤلاء الناس بالرغم من أنه يشتمني ويشتم ديني؟ لأنه محترم يستحق الاحترام. لكن عندما يأتي شخص ويدور حولي ويتحايل ويدّعي بذلك التدين، وأنه يريد كذا وكذا، ثم يأتي ويتسبب بالمشاكل، فما هي المشكلة يا عزيزي مع الدنيا ها هي الدراسة والحديث عن الحق لا عن الدجل، لأنك لن تعيش أبداً. خرج أبو زيد محمد أبو زيد الدمنهوري وقال نفس هذا الكلام. أتعلم في أي سنة كان ذلك؟ سنة ألف وتسعمائة وثلاثين. ماذا حدث؟ هل سمعت عنه أبداً؟ لقد مات، فكتب عنه بيرجستراش، وكتب عنه جولدستهير،
وكتب عنه الرجل صاحب "المجددون" وتجديد الإسلام أُهمل، ثم بعد ذلك لم يلتفت إليه أحد. وظهر شخص آخر اسمه محمد نجيب، عُيّن في وزارة المواصلات المصرية ستة وعشرين يوماً، لم تسمع عنه نهائياً ولن تسمع عنه مرة أخرى. هو آخر شخص إلا على سبيل الطرفة وعلى سبيل التبادر بهذا الموضوع فقط، وهكذا وذهبوا، هناك أناس قريبون جداً بمجرد أن ماتوا لا أحد يسمع عنهم ولا يلتفت إليهم. نحن شعوب متخلفة، يقول لك: "لا، نحن لسنا شعوباً متخلفة، بل نحن شعوب أهل حضارة ونعرف كيف نميز"، وها أنا أصبحت أميز الحق من الباطل، والخير من الشر، وسفاسف الأمور عن عظائم وجلائل الأعمال. من؟ الذي قال لك هكذا، لذلك
أريد أن أسأل فضيلتك عن مقولة ربما سمعتموها، معنى أن اللغة العربية هي كنز الدين. لا، هي مفتاح الكنز. مفتاح الكنز، نعم هي مفتاح، يقولون عنها هكذا، هي مفتاح الكنز. ما هو كنز الدين؟ إنه القرآن. هذا هو المفتاح، فهذا هو المفتاح، أما الكنز فهو... القرآن هذا كنز، فهذا مفتاحه، ولذلك أنا عندما ترى في قضية الترادف وقضية الاشتراك وقضية العموم والخصوص وقضية المطلق والمقيد وقضية دلالات الألفاظ الثلاثة وقضية الحقيقة والمجاز وقضية الاشتقاق الأكبر والاشتقاق الكبير وقضية النحو والصرف وقضية عندما ترى هذه الأشياء كلها وتصبح لديك ملكة هكذا وتأتي لتقرأ لا. هذا أمر آخر، شيء مختلف تماماً. لقد كنت تسمع صوتاً، لكن الآن أنت تغوص
في بحار الأنوار، الله، بحار الأنوار. إلى هذه الدرجة، إلى هذه الدرجة من خلال لغة عربية. طبعاً، فماذا إذاً؟ ما الذي جعل المسلمين أيضاً - وهذا سؤال يطرحه الأمريكيون والغربيون وغيرهم إلى آخره - أنتم مساكين. لماذا نتمسك بهذا الدين هكذا؟ لماذا لا نتطور مع الزمن؟ مرة كنا في مؤتمر وقالوا لنا: "ألا تغيرونه؟ ألا تصنعون القرآن الكريم نسخة جديدة، مزيدة ومنقحة، وهكذا، طبعة جديدة، طبعة جديدة مزيدة ومنقحة؟" فقلنا لهم: "هذا لا يصح". حتى الطفل الصغير عندما كان الشيخ محمد صديق المنشاوي - وهو من أو الشيخ مثلاً رفعت أو الشيخ عبد الشافي أو كبار القرّاء جداً مثل الشيخ مصطفى إسماعيل والشيخ الحصري وغيرهم، يعني القرآن غالب لا مغلوب، والقارئ
حالب والسامع شارب. يقول هكذا فيفضح الكلام، فمثلاً يقول: "لَعَلَّهُمْ يَعْقِلُونَ" فينطقها "لعلاهم"، مثلاً يخطئ في النطق. بينما الصبي الصغير ذو التسع سنوات الحافظ للقرآن هكذا وهو في الأمر، الشيخ أخطأ، الشيخ أخطأ يا هذا، الشيخ أخطأ، فيسمعه الشيخ فيتنبه أنه له، فيصحح ويقرأها مرة ثانية بالشكل الصحيح، فينظر إلى زميله هكذا وهم يضحكون وكأنهم وجدوا الآية. أتلاحظ أن الشيخ يعني هم نبهوا الشيخ وأن الشيخ سها عليه، طبعاً هذا يعني ليس هناك شيء. القرآن غالب لا مغلوب وهذه لا يجري فيها شيء ولكن القضية ما هي؟ القضية هي أنه يا سيدي، لماذا الكتكوت منك؟ لن نستطيع معرفة شيء بغير القرآن لأن الأطفال يحفظونه. هذه
ستصبح مجرد كلام. أين أنت الآن؟ كنت مفتي الديار وهيئة كبار العلماء وما إلى ذلك، لا أعرف ماذا. قلت شيءٌ غريبٌ جداً، إذن مَن الذي له سلطان؟ نحن عندنا الرجل الكبير لدينا له سلطان يفعل ما يشاء ويُحِلُّ لمن يشاء ما يشاء ويُحرِّم ما يشاء. قلتُ له: لكن عندنا ليس هكذا يا سيدي. قال: هل أنتم ديمقراطيون أم ماذا؟ قلتُ له: لا، نحن من أهل الشورى "وأمرهم شورى بينهم". ومن أهل العلم الذين يقولون الحق ولا يتزيفون فيه، فأنت سيادتك لم تنتبه إلى هذه المناهج وتقول لي "غير غير". أغير أي شيء لا يعجبك أنت؟ لا، لها طريقة أخرى وهي أن نفهمها فهماً صحيحاً من أجل عبادة الله وعمارة الأرض وتزكية النفس، ولدينا قواعد للتفسير. بحيث
نجعل كل آيات القرآن والحديث تؤدي هذه الغاية الربانية المعتبرة، ولدينا أيضاً قواعد نطبقها في الواقع فنرتكب بها أخف الضررين، والعرف معتبر، والمصالح والمقاصد والمآلات معتبرة، والضرر يُزال، والضرورة تُقدر بقدرها، ولدينا كذلك حوالي خمسين قاعدة نطبق بها، فعرفت إذن أنه علم، وعرفت أن سيادتك. لن تلحق به وأن رأيك لن يُحدث شيئاً إلا أن يجلب علينا غضب الله سبحانه وتعالى، هذه هي الحكاية. فنحن ندعو الناس أجمعين لأن يؤمنوا بهذه العقيدة الجليلة وهي أن هناك فارقاً بين الدين والتدين،
وأن الدين إنما هو من قبيل العلم الذي له شيوخه وله قواعده وله كتبه المعتمدة مصطلحاته المستقرة وله نقله الشريف وله ملكاته وله استنباطاته وله تطوره وله علم، أما التدين فهو سلوك وهو التزام، ولذلك قد تكون أنت أيها المتدين سابقي في الصلاة وفي الصوم وفي الذكر وفي الدعاء وفي كل شيء، لكنني أعلم منك بما لم تعلمه ولا تتعلمه، ومن هنا قالوا خذ بفتواه. ولا تعمل بتقواه يعني أنت أفضل مني، لكن أنا يجب أن أرشدك، وهذا مثل الطبيب. من الممكن أن يقول لي الطبيب لا تدخن بينما هو يدخن وينفث الدخان في وجهي. لماذا إذن؟ أأنت
كاذب أم لا؟ الطب يقول له: في هذه الحالة لا تدخن، أما هو فيختار أن يدخن أو ماذا يفعل المدخن؟ هذا بينه وبين ربه. هناك فرق كبير بين العلم والسلوك. مولانا الإمام، نأتي إلى الإجابة على السؤال الملح والمهم من خلال هذا المنهج، منهج فضيلتك في التجديد والإصلاح: كيف نجعل اللغة العربية لغة قريبة من الطفل، من الشارع، من البيت، لكي تكون لغة في داخلنا نستطيع أن بها عمق هذا الجمال والروعة، لدينا تجربة تاريخية، نعم جذابة، ولنا يعني تجربة تاريخية ألف وأربع مئة سنة ونحن نعمل بتجربة تاريخية. أول شيء تريد أن تجعل الولد يعرف العربية كما ينبغي، حفِّظوه
القرآن. فيه حوالي ستة وستين ألف كلمة، والولد عندما يكون لديه عشرون ألف كلمة يصبح... من العباقرة هذا فيه ستة وستين ألف كلمة ولا تحدث إلا مع القرآن فقط يا مولانا، بمعنى أن هذا الكنز الذي يتكون عند الولد وهو صغير لا يحدث إلا لمن حفظ القرآن الكريم. إن القرآن الكريم فيه خاصية عجيبة غريبة وهي شريدة وحيدة فريدة وهي أنه قابل للحفظ من الجميع لكن عندما أذهب لأقول له حسناً، محمود تيمور بن أحمد باشا تيمور كان وهو في الصف السادس الابتدائي يحفظ المعلقات السبع، ولكن بالرغم من ذلك ليس كل الناس تستطيع أن تحفظ المعلقات السبع
فهي صعبة جداً، هل تنتبه؟ لكن سبحان الله يقرأ القرآن ويحفظه وهو تركي ماليزي إفريقي وهو ماذا يقول وينهض بالناس في رمضان وهو لا يدري ما يقول؟ لا، ليس إلى هذه الدرجة. يمكن أن يفعلها في صفحة من أغنية أو صفحتين من أغنية، شيء كهذا فقط، يعني "غاية المراد من رب العباد" مثل تلك المغنية، لكن أن يحفظ كل هذا الكم الهائل وهو... لا أعرف معناه، إنما ليس هناك إلا القرآن. بعد ذلك المرحلة التي تليها أنه يفهم معناه، يفهم هذا المعنى. القرآن في ستة وستين ألف كلمة، ولكن في الحقيقة هو مبني كله على ألف ثمانمائة... شهر
كله هكذا. هو يجعل القرآن الكريم قابلاً لإزالة الأمية، قابلاً... لاستقامة الفكر قابلاً للحفظ من أي أحد سواء كان عربياً أو غير عربي، وهكذا القرآن الكريم له قداسة، ولذلك الطفل عندما يحفظه يشعر أنه يقوم بعمل يتعلق بالله، لكن عندما يحفظ "قفا
نبكِ من ذكرى حبيبٍ ومنزلِ بسقط اللوى بين الدخول فحوملِ فتوضح فالمقراة لم يعف رسمها" ليس... سيشعر بأي شيء؟ قفا نبكي، قال: بكى واستبكى ووقف واستوقف وذكر الحبيب والدار في شطر بيت. قلنا له: حسناً، والشطر الثاني لم يذكر شيئاً؟ قال: المرور على المهندسين على العجوزة. ما هو المرور على المهندسين على العجوزة يعني؟ ما هي إلا أماكن كلها. قفا، وقف واستوقف، نبكي، بكى واستبكى من ذكرى حبيبنا ومنزلنا، فذكر الحبيب والدار ست أشياء. بعد ذلك الشطر الثاني آه بسقط اللوى. الدقي مكان المكان مثل الدقي هكذا بسقط اللوى بين الدخول العجوزة وحومل الجيزة. والدقي يقع بين العجوزة والجيزة. حسناً، ماذا فعلنا يعني؟ ماذا يعني
الدقي وقع بين العجوزة وهكذا لكي يكمل الموضوع أما أنا... أعطيناك الكوثر فصل لربك وانحر إن شانئك هو الأبتر. هذه كل كلمة تعيش فيها تجدها محلقة. "إنا أعطيناك الكوثر" بمفردها، "إن شانئك هو الأبتر" بمفردها، "فصل لربك" التي في الوسط هذه و"انحر" بمفردها قصة وحكاية. فنحن إذاً أمام شيء فعلاً ليس من كلام البشر، وفعلاً له فوائد، وفعلاً فوائده عظيمة. مُجرّبة، كيف تحفظها؟ في حلقة أخرى إن شاء الله تسألني هذا السؤال وتقول لي ما هو الدار كنار؟ وأنا أجلس أشرحه لك وأشرحه للسادة المشاهدين. كيف توصلنا إلى طرق عجيبة غريبة في حفظ القرآن وفي كتابة القرآن وفي مراجعة القرآن
وفي الالتصاق بالقرآن وفي أن نحيا القرآن وأن نحيا بالقرآن. وأن يحيا القرآن فينا اللهَ. واسمح لنا أن نحلق في الآفاق مع فضيلتك، ولنغوص في الأعماق لنكتشف هذه اللآلئ والمعارف. اسمح لي مداخلة، السادة المشاهدين، على سؤالنا: لماذا يحاول البعض التشكيك في اللغة العربية؟ الأستاذ إحسان علي يقول: واللغة العربية لغة القرآن، والواضح أن الإسلام يُهاجَم الآن في الثوابت أولاً. البخاري بعد اللغة وصولاً إلى القرآن، الأستاذة وهيبة تقول: "الإنسان عدو ما يجهل". الأزهري محمود لبيب: "فقدان الهوية والحضارة وغياب الفكر المستقيم، فلغتنا تعني هويتنا وديننا". الأستاذ محمد شعبان يقول: "معاداة اللغة هي بداية عدم فهم القرآن، لأن القرآن نزل باللغة العربية، ونحن الآن لا نعقل اللغة ولا
نعرفها جيداً". فضيلتك على هذه التعليقات المُدخلة حالاً هكذا يا مولانا، تعليقات جيدة وتُبيّن أن المتابعين لنا والمتفاعلين معنا على الخط، هل أنت منتبه؟ نعم، وكاشفين هذه الدعاوى والدعوة الغريبة العجيبة، والحكاية كلها طبعاً، هناك أناس تحزنني كثيراً ويضيق صدري ولا ينطلق لساني، "فأرسل إلى هارون"، وبعدها عندما أرسل إلى هارون. لم يتكلم هارون ولا كلمة واحدة، يا سلام! مطلقاً! هل رأيت في القرآن هارون يتكلم شيئاً؟ لقد تكلم كلمتين فقط مع أخيه: "يا ابن أم لا تأخذ بلحيتي" وكان ذلك مع أخيه فقط، ولا شيء غير ذلك، "إني خشيته". لكن سيدنا موسى هو الذي قام بالدور كله، لذلك قال: "ويضيق
لساني، الحكاية مؤلمة جداً، فنحن نواجه أناساً كثيرين جداً يقولون لي هكذا. يقولون ما هذا الكلام، وأحياناً يُحمّلوننا ما لا نطيق، ويقولون لك: "أنتم تاركونهم لماذا؟" يعني ماذا نريد أن نفعل؟ نحن ليس في أيدينا لا سلطة قضائية ولا سلطة تشريعية، ونحن على باب الله مثلك تماماً، نقول عِلم. لا تتركونا هكذا لهؤلاء الناس. متضايقة، هو يظن أنه عندما يقول هكذا سيغير الذهنية. لا حبيبي، أنت تهلك نفسك. لذلك علمتنا يا مولانا أن نكون دائماً، من خلال لسان حال العلماء، هداةً لا قضاة، دعاةً ولسنا أوصياء. بارك الله لنا فيكم مولانا الإمام الدكتور. علي جمعة عضو هيئتي كبار العلماء والإفتاء
بالأزهر الشريف، ونلقاكم دائماً على هذا الخير، شكراً.