والله اعلم | فضيلة الدكتور علي جمعة يتحدث عن حقيقة الهداية والايمان | الحلقة الكاملة

والله اعلم | فضيلة الدكتور علي جمعة يتحدث عن حقيقة الهداية والايمان | الحلقة الكاملة - والله أعلم
اصطفى ولا دنيا لمن لم يحيِ دينه. هل يزيد الإيمان وينقص؟ كيف نتخلق فنتحقق؟ كل هذه أسئلة سأسألها لصاحب الفضيلة مولانا الإمام. أهلاً بفضيلتكم، أهلاً وسهلاً بكم، مرحباً مولانا. ربما يسأل البعض حول الإيمان أسئلة كثيرة، ولكن دعنا نسأل هذا السؤال: هل هناك فارق ما بين
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه صلى الله عليه وسلم. الهداية كما عرّفها العلماء هي خلق قدرة التوفيق عند العبد، فهي الباب الذي سيلج منه الإيمان فيستقر في القلوب، وليست هي ذات الإيمان. يأتي بعد الهداية لكنه يأتي. بعد الهداية بزمن قليل جاءت الهداية فآمن، أي حدث ذلك، والتعقيب في كل شيء بحسبه، أي ليس جاءت الهداية ثم آمن،
لا. لو أردنا أن نعبر عنها بالعربية، فالفاء تفيد التعقيب، أي فوراً وبحسبه. يعني مثل المرأة عندما تتزوج اليوم، يُقال تزوجت المرأة فحملت، أي حملت في نفس الليلة. الدخول مباشرة فوراً، ولذلك بعد شهر من مضي الأمر اكتشفت أنها حامل. تزوجت المرأة فولدت بعد تسعة أشهر فقط، نعم ليست عشرة، حسناً، ليست تسعة وبعض الوقت، بل تسعة أشهر الخاصة بالمولود تماماً. ثم جاء التعقيب في كل شيء أحسبه مباشرة وخلفها فوراً هكذا. هو فهذا هدى، فمن أول لحظة مباشرة هكذا، هو جاء الإيمان مباشرة. الفرق نحن هنا أصبح، نعم الذي هو خلق قدرة الطاعة
لدى المؤمن أو لدى الإنسان، خلق قدرة الطاعة هذه له اسمها الهداية. نعم، التوفيق. فربنا هدى "إنك لا تهدي" أي لا تستطيع يا نبي الله يا... صخرة الكونين أن تخلق الهداية في قلوب الناس يعني أن تخلق قدرة للطاعة في قلب العبد لأنك لست رباً إنما أنت مبلغ، ما على الرسول إلا البلاغ. إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء. من يشاء الله كوناً، من يشاء الهداية واقعاً. وانتبه، يعني ربنا لأنه... مُطّلع على الغيب وعارف مُجمل حياتي وتفاصيلها، المُجمل والتفاصيل، فيراني وأنا أسير على
اليمين دائماً، فيكتب علي الهداية، ويشاء لي الهدايا. لماذا؟ لأنني مادة جيدة. وهناك شخص آخر يسير في طريق الشر دائماً، فيكتب عليه الضلالة. لماذا يكتب عليه الضلالة؟ أظلمه؟ لا، بل بناءً على مادته السيئة. هو غير قابل (للتعلم). كان في الماضي أسودنا وآباؤنا وغيرهم إلى آخره، يقول لك هذا فلان غير قابل للتعليم. هم علّموه فتعلّم طوال الليل ثم يصبح ناسياً. لا توجد فائدة، فهو ليست لديه قابلية للتعليم. فهذه القابلية تشبه (حالة) سيد حسن. القابلية (مثل) التراب قابل لأن يكون طيناً. كيف؟ ضع مياه وهي تصبح طيناً، عجنّا الطين القابل لأن يكون فخاراً. نُشكّله ثم نُدخله في النار
فيصبح فخاراً. طيب، والمياه قبل أن تكون فخاراً، الحقيقة لا، لأن المياه هذه سائل لطيف أكثر ما خلق الله الحاجة إليه، ولا يصلح حتى لو وضعناه في النار مثل الفخار، إذ يتبخر ويحدث شيء اسمه غير قابل لأن يكون فخاراً، غير قابل، ليس لديه قابلية، فهناك أناس هكذا يكون لديهم قابلية للخير، وهناك أناس لديهم قابلية للشر. الله من كرمه في الإنسان جعل الاثنين سوياً في الإنسان. القابلية خُلقت عنده، "وهديناه النجدين، فلا اقتحم العقبة"، فيكون ذلك من عند نفسه، أي خُلقت عنده قدرة. الخيرية، وخلق عنده أيضًا قدرة الشر، ووجَّه نبهه، قال له: "على فكرة، هذا خير ويُدخلك الجنة، وهذا شر ويُدخلك النار".
هذه هي القصة التي هي العلاقة بين الرب سبحانه وتعالى وبين البشر، وهم قد أُمِروا بعبادة الله، وعمارة الأرض، وتزكية النفس. مولانا، الإيمان من أركان الإيمان، بالقضاء والقدر خيره مولانا الآن أنا هذا قبل أن يكون شريراً وهذا قبل أن يكون خيراً. حسناً، البعض يسأل إذا كان مكتوباً عليَّ هكذا فلماذا يحاسبني الله سبحانه وتعالى؟ أم أنني لا بد وأن أؤمن بأن هذا هو علم الله القديم؟ لا، الموضوع ليس هكذا. ما هو إذاً؟ لا بد أن أؤمن أن... الله لا يحيط به زمان، نعم، ما معنى لا يحيط به زمان؟ جلّ جلال الله، ولله المثل الأعلى، وهو خارج نطاق التمثيل لأنه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. هذا الجهاز الذي أمامي، ما اسمه؟ لابتوب. هذا اللابتوب له
بداية هنا، وله نهاية هنا، وله طول وله عرض، ومكتوب عليه. كلام صحيح، أنا خارج. أجل، أنا خارج. وكذلك المثل الأعلى جل جلال الله، أنا خارجه. ماذا أكون بالنسبة لهذا الحاسوب المحمول؟ هل أنا بداخله؟ لا، لست بداخله. هل أنا صورة فيه؟ لا، لست صورة فيه. هل أنا من جنسه؟ هذا مجرد قطعة من البلاستيك والحديد والفوتونات وما إلى آخره. لا، هذا الكون إذاً، الله يراه الآن، نعم، الآن كله مجتمعاً يراه هكذا مثلما أرى أنا هذا الحاسوب المحمول. هل ترى هنا أم لا؟ يراه. هل ترى هنا أم لا؟ يراه. هل ترى هنا أم لا؟ يراه. وهنا أيضاً يراه. وما بالداخل أيضاً يراه.
الله هكذا، الله يرانا. في ظاهرنا وفي باطننا، في حقائقنا وما إلى ذلك، متى؟ قبل خلق الأكوان، ومتى؟ والآن، ومتى؟ نعم، هذا التوقيت الخاص بنا، نحن بعد فناء الأكوان. فربنا قبل خلق الخلق كان أمامه هذا الكون ينظر إليه هكذا، فعلم أنه في سنة ألفين وكذا ألف وكذا سيولد شخص اسمه... علي جمعة فشايفه شايفه متى؟ ليس عندما يولد، هو شايفه حيث لا زمان عنده. لو كان أنه يعرف الأشياء يوماً بيوم، فيكون في زمن معدود، فيكون الله قد مر عليه مليار سنة، مائتا مليار سنة، وهذا لا يليق به سبحانه وتعالى، سبحانه وتعالى.
لكن ليس هكذا، فلا توجد عدّادات تعد. عليه لماذا لأنه خارج الأكوان خارج الأكوان فكان ولم يكن شيء معه وهو الآن على ما عليه كان. الأكوان هي خارج الكون. سُئل ووُجد هو وسيفنى وفان هو وهو كما هو خارج الأكوان. مفارق الله ليس حالّاً في الكون ولذلك لا يوجد زمن حوله. هذه هي النقطة إذن لا تفهمها نعم، هذه هي النقطة. هذه هي النقطة التي لا يستطيع تصور أن الله ليس حوله زمن. لن يفهم أنه لا يوجد زمن، ليس لديه ماضٍ وحاضر ومستقبل. إنه لديه كون أمامه، شيءٌ قد خُلِق بالفعل، وشيءٌ سيُخلق ولم يُخلق بعد. والكل
أمامه الآن بالفعل، والكل أمامه في أي وقت. الآن التي تقصدها كانت قبل خلق الأكوان، أليس كذلك؟ ليست آننا الذي نعيشه نحن، لا، ليست التي نحن محكومون بها أبداً. ففي هذه الحلقة، الله تعالى يراها قبل خلق الخلق أنها حدثت بهذا الشكل، وهو أنني تكلمت وأنت تكلمت، وبعض الناس استمعوا إلينا واهتدوا، فيكتب لنا الثواب ويسجله في الكتاب. جمعة أخذ ثواب حسن الشاذلي، أخذ ثواباً. وأين نحن؟ نحن في عالم الضرر لم نُخلَق بعد أصلاً. إذاً هو يكتب على ماذا؟ على ما يحدث. هو يحدث، نعم، إنه يحدث بالنسبة له لأنه يراه. هل هو يحدث فعلاً أم بالقوة؟ لا، يحدث بالقوة وليس فعلاً، لكنه يراه
فعلاً ولذلك. الأكوان هذه ليست قديمة ولا هذه الأكوان دائمة، وليست هذه الأكوان كذلك لأنها كانت بالقوة. كل هذا حادث يا مولانا، كله حادث. وكل ما سنُخلِف أحداً ونسميه اسماً ونفعل شيئاً وأحداثاً، ولا أعرف، والإرهابيون يقتلون ضباطنا، وكل هذا مكتوب عنده في اللوح المحفوظ كأنه صورة، أخذ صورة عندما هو. ستكون هذه هي التي تُحيّر الناس، كيف أصنع فيلماً حدث في سنة ألفين وعشرين الآن؟ نعم، أنت لا تستطيع لسبب بسيط وهو أنك داخل الزمن. هو سبحانه يستطيع لأنه خارج الزمن، فهو سبحانه وتعالى علمه لا يزيد، فعلمه وسمعه وبصره كله يراه قبل خلق
الخلق، فقد سجّل ما سيكون. لا تتدخل في إرادتي، فالله لم يخلقني هكذا. خلقني وأتيت اليوم ظهراً، ثم قلت لنفسي: "قم وصلِّ لأن الظهر قد أُذِّن"، فقال قلبي: "حسناً، لكنني متعب قليلاً ولا أريد أن أصلي الآن". فلقد مكَّنني الله من ذلك، ولم يجعل جسمي ينهض تلقائياً كالروبوت ويذهب ليتوضأ ويصلي، لا أنا. الذي سأفعل ذلك فقط، هو سجّل كل هذا. سجّل الكسلى وسجّل أصحاب الهمة وسجّل الفعل وسجّل الامتناع عن الفعل. وسجّل الفيديو، كيف يسجّل الفيديو وهو لم يُخلق بعد؟ لأن الله جعله من علمه الواسع الذي لا يزيد ولا ينقص وكتبه علينا هكذا. إذن، هل هذه الكتابة
كتابة إجبار أم كتابة علم، أمال أنا مختار أم لا؟ لم يضع أحد مسدساً في رأسك لتصلي، ولم يضع أحد مسدساً في رأسك لكي لا تصلي. أنت الذي صليت وأنت الذي تركت الصلاة، فستحاسب على هذا. إذاً، الكتابة المكتوبة: ربنا كتب علينا بعلمه، وأمرنا. بأي شيء أمرنا الله أن نصلي ونصوم ونزكي ونذكر ونعمل الخير؟ "وافعلوا الخير لعلكم تفلحون"، "فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون". إذاً، الهداية والإيمان: الهداية هي خلق قدرة الطاعة في العبد، أما الإيمان فهو التصديق بالله ورسوله وملائكته وكتبه
واليوم الآخر والقدر خيره وشره إلى آخره. والله له إرادتان. إرادة كونية لا نستطيع أن نتحكم فيها ولا نُسأل عنها. لن يسألني: لماذا وُلدت مصرياً؟ أو لماذا وُلدت ذكراً وليس أنثى؟ أو لماذا وُلدت مسلماً أو غير مسلم؟ لن يسألني عن الأمور الكونية. ما معنى أبي وأمي هؤلاء؟ لن يسألني عن ذلك. لن يقول: ما معنى أبوك وأمك؟ لماذا؟ لأنني لم أخترهم. سيسألني إذن عن ماذا؟ ليس عن تاريخ وفاتي ولا عن تاريخ ميلادي ولا عن أي شيء من ذلك، ولا عن ضيق رزقي ولا عن اتساع رزقي. سيسألني عن الأفعال الاختيارية: صليت، ظلمت، اشتهيت، زوّرت، هل قمت بالأعمال الإرهابية؟ أكان عندك علم وقمت
به بالأعمال الإرهابية أم لم تقم وجلست في بيتك وأغلقت على نفسك وخفت من الإرهابيين، خفت يا ربي. قم أعطه درجة هكذا لأنه كان مؤمناً وكان يعرف الحقيقة. لم يخف يا ربي، قم أعطه مليون درجة. أتفهم؟ يعطيه ثواباً، والآخر يعطيه مليون ثواب، ولا يظلم ربك أحداً، ولذلك الناس تقول. لي الله ما تتركك من هذه الإرهابية. أنت كلما أرى الإرهابية، لماذا أتبعهم وأتابعهم؟ إنني آخذ ثواباً من الله، آخذ ثواباً كبيراً عندما أحمي الشباب من الذهاب إلى هؤلاء، عندما نحمي ونقف هكذا واقفين مثل الرجال كما فعلنا في مصر، ونمنع حرباً أهلية محدقة، عندما نضرب بيدٍ. يدٌ من حديد على المفسدين الذين يشوهون صورة الإسلام
والذين يخالفون نهج النبي. لعل ربنا يكتب لنا الثواب. نحن أنفسنا لو ضجرنا وقلنا لا، كفى، حتى لا تغضب الإرهابية أو ترسل أحداً من تركيا لاغتيالي. هل تنتبه؟ القرضاوي أو غيره لا يعرف ماذا يفعل، يمسك العكاز هكذا. اغدوا، وهو لم يتغدَّ ولا أحد منهم تغدى نهائياً، كلهم تغدوا وأكلوا بشراهة وبسرعة وهو لم يفعل أحد منهم شيئاً. والله، كل هذا ربنا لن يتركه ولن يتركنا نحن أيضاً إذا سكتنا عن هذا الفساد العريض،
إذا سكتنا عن تبليغ الحق للناس. قف دون رأيك في الحياة مجاهداً، إن الحياة عقيدة. وجهاد وهكذا يقول أحمد شوقي، فاصل ونعود إليكم، ابقوا معنا. أهلاً بحضراتكم، مولانا الإمام سيدنا يقول: "لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده ومن نفسه ومن الناس أجمعين". وقال لسيدنا عمر: "الآن كمل إيمانك". هل لا يتم الإيمان ولا يكمل إلا بمحبة سيدنا صلى الله عليه وسلم؟ محبة سيدنا ركن من أركان الإيمان لأن أصل الحكاية ما هي؟ الحكاية أن الله سبحانه وتعالى متصف بصفات الكمال. نحن بالأمس قلنا إن عندنا ذاتاً وصفات وكلمة واقعة بين القديم والحادث، وهناك كون وهو حادث. فالرب رب والعبد عبد، وهناك فارق بين المخلوق والخالق. هذه الصفات الإلهية تريد أن ماذا
تعني ظهور صفة الرحمة لله وهو ليس هناك شيء يرحمه؟ ماذا تعني صفة الله الرزاق وليس هناك أحد يرزقه؟ ماذا تعني صفة الله الخالق وليس هناك خلق؟ ماذا تعني صفة الله العفو وليس هناك أحد يذنب؟ فأراد الله سبحانه وتعالى أن يتجلى بصفاته في الكون، خلق هذا الكون حتى هناك صفات ربِّه، أتلاحظ؟ قال تعالى: اتَّبعْ في القرآن، ومن آياته، ومن آياته. وأبو العتاهية يقول: "وفي كل شيء له آية تدل على أنه واحد". فحضرتك تعلم أن الله
تجلى على هذا الكون، ولما تجلى على هذا الكون ادخر واحداً هو الإنسان الكامل الذي قرن اسمه مع اسمه سبحانه. وتعالى يكون "لا إله إلا الله محمد رسول الله" لم ينزل في الديانات التي قبل ذلك "لا إله إلا الله موسى نبي الله" وهو حقاً نبي الله، لم ينزل قبل ذلك "لا إله إلا الله إبراهيم نبي الله" لم ينزل هكذا، ولكن الذي كُتب على العرش والذي واجه الله به. العالمين أنه لما خلق هذا الخلق وجعله مظهراً لصفاته أرسل من البشر واحداً هو مظهر لصفات الله سبحانه وتعالى صلى الله عليه وسلم. أليس ربنا رحيماً؟ ستجده رحيماً. أليس
ربنا غفوراً؟ ستجده هو غفوراً قائماً. أليس ربنا تواباً ويسامح؟ ستجده هو تواباً ويسامح. لماذا؟ خلاص الآية التي ظهرت الصفة التي... ظهرت في الأكوان إنما هي للاستدلال، انظر وقل سبحان الله، هذا يدل على أنه لا إله إلا الله، هو الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد إلى آخره. أما هذا البشر فلما جاء بكماله وجماله وجلاله وهيبته جاء من أجل الأفعال فيكون في... تصديق وصدقه العمل، الإيمان ما وقر في القلب وصدقه العمل. يعني
سيدنا رسول الله جاء لكي يعلمني كيف أتخلق بصفات الله. نعم، لأنه الإنسان الكامل الذي توفرت فيه كل صفات الله التي أرادها للبشر تخلقاً وتعلقاً وتصديقاً، وقام فيه كل ما أراده الله سبحانه وتعالى من الجلال والجمال والكمال وجعله. أسوة حسنة فأصبحت الأكوان دالة على الله استدلالاً، وأصبح النبي دالاً في حياتنا أفعالاً. "خذوا عني مناسككم، صلوا كما رأيتموني أصلي". وهل تنتبه؟ فدائماً أنظر إليه لأراه كإنسان الحضرة القدسية، لأنه أمام الحضرة
القدسية. فعندما أنظر إليه لأرى ماذا يفعل، فهذا هو الذي يرضي ربنا. قُلْ أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا، قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ. عِنْدَمَا رَأَيْتَ الكَوْنَ وَرَأَيْتَ الاسْتِدْلالَ الَّذِي فِيهِ فَأَحْبَبْتُمْ رَبَّنَا، فَاتَّبِعُونِي أَفْعَالاً يُحْبِبْكُمُ اللهُ. فَهَذَا مِنْ قَبِيلِ الاسْتِدْلالِ وَهَذَا مِنْ قَبِيلِ الأَفْعَالِ، إِذَنْ سَيِّدُنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُوَ المُكَافِئُ. للأكوان يكون خلق الله الكون من ناحية وخلق سيدنا النبي من ناحية الله، ولذلك يقول عندما فهم العلماء ذلك، فهموا ثم ذهبوا وقالوا له: "لولاك لولاك ما خلقت الأفلاك". وهذا ليس
حديثاً، وليس رواية، بل هذه حقيقة، ولذلك تجد المساكين قد ذهبوا وطمسوها وهي مكتوبة. على جدران المسجد النبوي مساكين لا يفهمون، جهلٌ يا صديقي الصغير. لولاك ما خُلقت الأفلاك، هذه لها معنى فافهم المعنى هداك الله. ولكن حساسيتهم من سيدنا رسول الله وهو كفء الكون، هم يخافون أن يعتبره الناس كفء الله، انظر إلى الغباء. النبي عليه الصلاة والسلام لا يمكن أن يكون... كفؤٌ لله النبي عليه الصلاة والسلام، كفؤٌ للكون وليس كفؤاً لله. ونحن لا نعبد الكون حتى نُصبح مشركين عندما نحترم محمداً.
نحن لا نعبد الكون، بل نستدل بالكون على الله، ونطيع الله برسول الله. فالنبي مكافئ للكون وكلاهما من عند الله، هذا من عالم الأمر وهذا من عالم الخلق، هذا ماذا في الوحي الذي أوحي إليه الذي هو من عالم الأمر؟ وهذا الكون فيه ماذا؟ فيه خَلْق، فيه آيات، فيه تجلٍّ لهذا الخالق الذي هو من عالم ماذا؟ من عالم الخلق. "ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين". صحيح "اقرأ باسم ربك الذي خلق" ويشير لك إلى الأكوان هكذا. وبعد ذلك قال له: "اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم، ن والقلم وما يسطرون" الذي هو الوحي. حسناً، ماذا نقول أكثر من ذلك؟ إن غرض هذه
الحياة هي العمارة والعبادة، العبادة والعمارة والتزكية. ربنا أنشأ هذا الكون لأجل هذا. من هو المثال الأتم للعمل؟ محمد. فيكون لك، لو لك. ما خُلِقَت الأفلاك لأنها لم يكن ليكون لها طعم، أنا خلقتها حتى أتجلى بها عليكم، وحتى - وقد كنت كنزاً مخفياً. سيقول لك إن هذا حديث موضوع وضعيف. أنت لا تفهم، دعك من الحديث، نحن لا نقول إنه حديث. أنت لا تفهم الحقيقة، نحن نقول لك كيف شكل الحقيقة، إنه ولم يكن شيء معه وأنه كان كنزًا لأنه غنيٌّ جدًا وعظيم جدًا لكنه مخفيًا لا يوجد أحد يراه ولا أحد تتجلى عليه صفاته، فخلق الكون فأظهر على
الكون صفاته، وخلق البشر ليعبدوه فيتأملون في هذا الكون فيتوصلون به إليه، ثم خلق لهم مثالًا أتم لأن كل الأنبياء مثال ويمتاز أيضًا. وأسوة حسنة لكن الإنسان الكامل الأتم هو سيدنا النبي، فعندما خلق سيدنا النبي، فقد خلق شيئين: خلق الأكوان وخلق سيد الإنسان المكافئ لهذا الكون، مكافئ للكون وليس لربنا، مكافئ للكون. الله واحد أحد فرد صمد، وعلى هذه الحقيقة بُنيت الأكوان، ليس لربنا يا بني آدم، منك له، هذا خلق الله تعالى الأكوان وخلق سيد الإنسان فيها. هذه حقيقة إذا تأملتَ ونظرتَ إلى
الأكوان استدللتَ على الله بصفاته، وإذا نظرتَ واتبعتَ سيد الإنسان قمتَ بالأفعال التي تُطيعه ظاهراً وباطناً والتي تكون بها في رضا الله. أي أنني عرفتُ ربي بسيدنا بالطبع، وعرفتُ ربي بالكون. لقد عرفتُ ربي بسيدنا، ولذلك... الإمام أحمد يلاحظ هذه الملاحظة من بعيد هكذا ويقول: "يا إخواننا، الذي يقوله النبي تنعقد به اليمين". قالوا له: "لماذا؟" قال: "لأنه لا يدخل الإنسان الإسلام عندما يقول أشهد أن لا إله إلا الله فقط، هو تأمل في الأكوان ووصل إلى أنه لا إله إلا الله، لا بد أن يقول اللهم صلِّ وسلم، لأنه الذي قام بالاستدلال دون الأفعال لم يفعل شيئاً على الإطلاق. هكذا آمن فقط، لكن
هذا لا بد من إيمان يستقر في القلب ويصدقه العمل. الذين آمنوا وعملوا الصالحات، كيف أعمل الصالحات؟ "لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر". شفاه ربنا هو وذكر الله كثيراً، كيف أفعلها؟ "وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا"، كيف أفعلها؟ "قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله"، كيف أفعلها؟ إذاً هذه أسوة حسنة. الأسوة الحسنة هي الإنسان الكامل والمكافئ، هذا أظهر الله عليه. ربنا يحتاج، يعني ربنا سبحانه وتعالى يريد ماذا؟ من الإنسان، ربنا يريد من الإنسان الثلاثة هذه: العبادة "وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ"، والعمارة
"هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا"، والتزكية "قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا". وسنستمر في الحديث عن هذا الكلام حتى يُحفظ. حسناً، من سيد هذه الثلاثة؟ من سيد المُعَمِّرين؟ من الذي معه... المفاتيح في الأفعال رسول الله ومن الذي معه الاستدلال بالأكوان. إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات، التي هي علامات، على ماذا؟ على الله. أتنتبه؟ نعم، فتكون إذاً هذه القضية المتعلقة بالابتداء، يقول لك: الهداية والإيمان، وها هو الإيمان بتفاصيله، ويبقى كلام من ذلك. يقول لك هل الإيمان يزيد وينقص أم لا يزيد؟ لقد سألتني هذا السؤال:
هل يزيد الإيمان أو ينقص؟ وكيف أحافظ على هذا الإيمان؟ كيف أظل مؤمناً بدرجة عالية من درجات الإيمان؟ باعتبار الإيمان أنه تصديق فإنه لا يزيد ولا ينقص، وإنما باعتبار الوضوح والجلاء يقولون هكذا الوضوح. والجلاء والخبوت والفطور في هِمَّة وليس في فتور، يعني فطور هكذا كسل قليل، كسل يزيد وينقص، فيكون الإيمان يزيد وينقص من خارجه وليس في حقيقته. هي موجودة، مثلك مثال لطيف: جذوة
النار هي النار، هي النار وموجودة هنا، والحرارة الخاصة بها عليها، لو أحضرت مروحة هكذا وسلطتها عليها مثل... الكبابجي انتبه جيداً، ستجد النار تشتعل، نعم تشتعل. حسناً، عندما أخبره أن هناك رماداً يغطي الخشب أو يغطي الفحم أو يغطي الوقود ويجعلها تخبو وتظل تأكل نفسها من الداخل حتى تنتهي، فما هي هذه المروحة التي في يد الكبابجي؟ ما هي في مثال الإيمان؟ إنها الأعمال. نعم، سأصلي أكثر، فالإيمان يزداد أكثر. سأذكر الله أكثر، فالإيمان يزداد أكثر.
هكذا هو الأمر. سأقرأ القرآن أكثر، فالإيمان يزداد أكثر. هكذا هو الأمر. سأحفظ القرآن وأمشي أتلوه وأنا في الشارع، هكذا هو الأمر، فالإيمان يزداد أكثر. فعل الخيرات يا مولانا، أي فعل الخيرات وفعل الطاعات والابتعاد عن المنكرات، كل ما هي الأمور التي تؤثر على الإيمان حتى تهب على جذوة الإيمان، على جذوة الإيمان حتى يكون لها حضور، يكون لها زيادة، فيصبح إذن الأمر هكذا: الإيمان يزيد وينقص بزيادة الأعمال وقلتها، ينقص بقلتها ويزيد بها. وليس بالضرورة أن تكون الأعمال مُجهدة، لا، بل من الممكن جداً أن تجد قلبك عمل غير مُجهد ولا شيء مثل الذكر، فمثلاً يمكن لأناس أن تجد قلبها في الصيام، ويمكن أن يجد البعض نفسه في الركوع،
وآخرون في السجود، وآخرون في القيام وقراءة القرآن يجد القلب راحته فيها. فلكل شخص شيء يعتبر مفتاحه الخاص الذي يمنحنا سعة في هذا المجال، لكن في النهاية سيزيد الأعمال سيخبو الإيمان ويضعف بضعف الأعمال وخبوها آتٍ إلى المنهج. يا مولانا، ماذا يحدث لنا كأمة إذا تخلقنا بأخلاق سيدنا وتحققنا بالإيمان؟ ما الذي سيحدث في حياتنا؟ ماذا سيحدث من نقلة نوعية في حياتنا؟ كيف سنكون أمة تعبر عن إسلامنا الجميل؟ سيدنا عندما ترك لنا المحجة البيضاء تركها لنا كأمر جداً سبحانه منهج داخلي نعم يعرفه العارفون ويتأمله المتأملون ويدركه العلماء المجتهدون
منهج وسبحانه في صورة افعل ولا تفعل وافعل ولا تفعل هذه قسمها العلماء إلى خمسة أقسام نعم الواجب والمندوب والحرام والمكروه والمباح بعض الناس مساكين ساروا على هذا الظاهر فقط فأحياناً يعاكسهم الزمان وهم ليسوا منتبهين أن المحجة ليست في الظاهر فقط، بل هي في الظاهر مع المنهج، وأنهم لا بد عليهم أن يدركوا المنهج حتى يحيوا حياة النبي لا زمن النبي، وهذا من منهجنا والفوارق التي نخاطب بها العالمين. هذا الكلام يقوله كل أحد، ولكن بهذه الصياغات، وهي صياغات
عصرية أتينا بها نحن، وهذا هو التجديد. الدين دائماً يُفهم الناس أن هناك فارقاً بين حياة النبي وزمن النبي. حياة النبي هي المنهج؛ فالنبي عليه الصلاة والسلام منهجه أن يكون صادقاً، ومنهجه أن يكون مفاوضاً، ومنهجه أن يكون قوياً، ومنهجه أن يعمر الأرض، ومنهجه سعادة الدارين. هذا هو المنهج، فكيف نصل إليه؟ نصل إليه بالفهم ثم بالعمل. حسناً، وفي زمن النبي كانوا يرتدون الجلباب وليس البدلة، وكانوا يحاربون بالسيف وليس بالدبابة. كانت لديهم أرض غاية المراد من رب العباد أن تكون ترابية، لكنهم لم يكونوا يعرفون الإسفلت. وعندما
كانوا يبنون المباني، كانوا يبنون طابقاً أو طابقين لأنها كانت بالبغدادلي، وربما كان هذا البغدادلي موجوداً عند كسرى أو من عاداته هكذا، من عاداته أنه كان يحب النظافة كثيراً، فماذا فعل؟ صنع أدوات من عاداته: الماء، السواك، العطر. حسناً، أنا نظافتي أصبحت لها أدوات مختلفة، أدوات مختلفة، لكنه يحب النظافة، يعني يجب أن أكون نظيفاً. نحافظ على المنهج، أصبح منهجه في النظافة. المنهج والأدوات تختلف يا مولانا، الأدوات تختلف. لكن كان هناك شخص، الشيخ حمود التويجري رحمه الله، يحرم ارتداء الساعة هكذا. فهو يقول لك إن هذا تشبه بالكفار. يا شيخ حمود، عيب! فالشيخ حمود هذا أيضاً هو الذي قال لك إن الأرض لا تدور، وظل مصراً على ذلك
حتى ألف فيها كتباً عديدة، كتاباً اسمه الصواعق. الشديدة على أهل الهيئة الجديدة وكتاب ثانٍ اسمه ذيل الصواعق المحرقة على أهل الهيئة المتصدقة. هذا امتداد للكتاب الأول. انظر إذا قارنت الشيخ حمود - وأنا قابلته وصليت معه وكان يدعونا إلى بيته لتناول الغداء يوم الجمعة وغير ذلك - ولكن قارن بين هذا إذن وبين محمد بخيت المطيعي، طبعاً أنت تدرك أنه "الجواب الشافي في إباحة التصوير الفوتوغرافي". هذا هو الفهم. انظر إلى التجديد هنا، أتدرك عندما يكون توفيق الرحمن بين آيات القرآن وحقائق الأكوان؟ الله عز وجل يقول لك: "والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم". أين الخطأ
في ذلك؟ الشيخ حمود رحمه الله تعالى وأسكنه فسيح جناته آمين يا رب، كان مخلصاً، كان رجلاً طيباً ورجلاً يتورع عن أفعالٍ ليست صحيحة، فهو رجل يأكل من كسب يده. والخطأ فيه أنه لم يفرق بين النص وبين تفسير النص وبين تطبيق النص، التي هي أصول الفقه، ثلاثة مستويات مهمة. هذه المستويات المهمة التي نؤكد عليها لأنه سار وراء النص بمفهومه. هو تتلمذ على ابن عتيق - أتنتبه؟ - لكن هذه التلمذة كانت تلمذة تحب أن تجر زمن النبي إلى زمننا، بحيث أنه عندما يأتي مثلاً ليحج، يقوم بالحج على الإبل وليس بالسيارات وهكذا،
لأن النبي لم يركب. سيارة الله بعد ذلك اضطروا أن يتركوه وبدأ يملك سيارة ويذهب بالسيارة وهكذا، لكن عندما حج أول مرة حج على الإبل. فلماذا تنظر إلى زمن النبي؟ أنا لا أنظر إلى زمن النبي بل إلى منهج النبي، هل تفهم؟ لكنه ينظر إلى زمن النبي، ولذلك يريد أن يحرم هذا ويحرم ذاك من هذا المنهج، كان شخص في أفريقيا قد كتب عن نزول المحن والإحن والصواعق على من أكل بالشوك والملاعق. لا يصلح هذا الكلام معنا، لماذا؟ لأن النبي عليه الصلاة والسلام جاء بدين عالمي لا بد أن يصل إلى العالمين، وأنت بهذا الشكل جعلت الشوكة والملعقة
مما ينزل المحن والصواعق والقحط حسناً، وبعد ذلك إذا كانت هذه أزمة النص وتفسير النص وتطبيق النص، ولكن الإيمان يزيد وينقص، يزيد بالأعمال وينقص بتركها. ولكن الله في ذاته وصفاته وفي كلمته وكونه، يجب أن نقسم هذه الأربعة ونأخذ بعضها. فهمنا الفرق بين القديم والحادث، ولكن الله لا يحيط به زمان ولا مكان ولا يحل أشخاصٌ ولا منزَّهٌ هو عن الحلول والاتحاد، ولكن لله الصفات والأسماء العُلى، ولله الأسماء
الحسنى وهي كثيرة، عددنا منها مائتين وعشرين. حدث أن تجلى على هذا الكون بها، فأصبح في كل شيء له آية تدل على أنه واحد، ثم إنه تجلى على سيد الخلق بمجموعها حتى يكون هذا الكون من. قبيل الاستدلال وهذا النبي من قبيل الأفعال وبهما نصل إلى الله فنعمر الكون ونزكي النفس من خلال عبادة الله سبحانه وتعالى. نحن نفهم عن الله وهناك فرق بين النص وتفسير النص وتطبيق النص. نحن نفهم عن الله سبحانه وتعالى بقدر المستطاع، إن اجتهدنا فأخطأنا فلنا أجر، وإن أصبنا فلنا أجران. أو كما أخرج الدارقطني أن من اجتهد فأخطأ فله أجران
وإن أصاب فله عشرة، فنحن مع رواية الدارقطني لكي نأخذ العشرة إن أصبنا، والأجر سيكون علينا بفضل الله وكرمه طبعاً، فضله سبحانه وتعالى مولانا واسع. أحياناً يرغب المرء أن ينظر في المرآة ويقول: هل للإيمان علامات؟ أشعر بأن الإيمان... الحمد لله رب العالمين، أنا مطمئن هكذا وهادئ. أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل. انظر إلى أعمالك، هل ما زلت محافظاً على الصلاة؟ هل ما زلت كذلك؟ فهذا يعني أنك في رضا الله. أم أنك بدأت تصلي صلاة وتترك أخرى؟ فهذا يعني أنك في غضب الله والعياذ بالله تعالى. نحن أخطأنا ونعود مرة أخرى إلى الصلاة لأن الصلاة هي عمود الدين وذروة السلام. في نهاية هذه الحلقة، عندما قُرئت الآيات "إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات"، الإيمان قرنه الله سبحانه وتعالى بعمل
الصالحات. كيف أحافظ على هذه المعادلة في حياتي وأستمر في الديمومة؟ هذا لأن أحب الأعمال إلى الله أدومها يجب عليَّ أن أصلي حتى لو لم أكن خاشعاً. بعض الناس عندما يجد نفسه غير خاشع يقول لك: "ما فائدتها إذاً؟" لا، بل لها فائدة كبيرة. كيف يا مولانا؟ إن هذه المداومة تجعلك تحافظ عليها، فإذا ما انتبهت من غفلتك وغفوتك وجدت وعاءً تضع فيه الرجوع والتوبة، لكن لو... إنّك تركت الصلاة فلن تجد الإناء، أنت الآن، الماء قد أتى، فأين الإناء ليوضع فيه الماء؟ لا يوجد، فأصبحت مثل الكوز المثقوب، إذاً لن ينفع. ولكن علينا دائماً المداومة على الأعمال والزيادة فيها كل يوم، زيادة تلو زيادة، فهذا يعني رضاً عظيماً في الأرض. لا توجد زيادة، فأنت لا تزال واقفاً على الرضا،
لكن إن كان هناك نقص فينبغي أن تحاسب نفسك، وحاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا. ومازال الحديث عن الإمام مولانا الإمام الأستاذ الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء، بالله أسأل شكر الله لكم مولانا، شكراً لكم، سلام الله عليكم ورحمته وبركاته. اللقاء،
اشتركوا في