#والله_أعلم | الحلقة الكاملة ليوم 19-مارس-2014 | قضية الوافدين على الأزهر

أهلاً بحضراتكم. رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم قال في حديث شريف: "من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله له به طريقاً إلى الجنة". صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم. ومنذ أن نزلت الرسالة النبوية الشريفة وحتى الآن، الدين الإسلامي يحث دائماً على القراءة وعلى المعرفة وعلى. العلم والسعي في طلب العلم حتى أن للباحث
على العلم وفي هذا الطريق يسهل الله له بهذا الطريق طريقاً إلى الجنة في الآخرة. اليوم مشاهدينا الكرام نتحدث عن أحكام المغتربين لتحصيل العلم الذين يبحثون عن العلم في أي مكان كان على سطح الأرض وخصوصاً الذين يفدون للتعلم في منارة الإسلام. الوسطية في أزهرنا الشريف وهم بمئات الآلاف من شتى دول العالم إن لم يكونوا من جميع دول العالم. نتحدث عن أحكام المغتربين، عن فضل هؤلاء، إن كان بالتأكيد الكثير من الأشياء المفيدة، وكذلك ما يجب على المغترب للحصول على العلم أن يتحلى به في هذه الأيام. نتحدث حول كل هذه. الأمور مع فضيلة العالم الجليل الأستاذ الدكتور علي جمعة - السلام عليكم فضيلتك - وعليكم السلام، أهلاً وسهلاً بكم - مولانا، نتحدث عن هذا الأمر وهو السعي للحصول على العلم. كيف حسَّن الإسلام لهذا المسلك
والسير في هذه الطريق؟ - مولانا، بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله. وصحبه ومن والاه. الإسلام في حد ذاته هو من الأديان التي دعت إلى العلم بشدة. كثير من الأديان خاطبت الجانب الروحي ولم تهتم كثيراً بالعلم، ومن اهتم من أهلها بالعلم فمن عند نفسه وليس من داخل الدين. ولكن الإسلام جعل العلم جزءاً لا يتجزأ من منهج المسلم في إدراك الحياة. في إدراك الكون في العبادة حتى قال سبحانه وتعالى: وفوق كل ذي علم عليم، وقال سبحانه وتعالى: إنما يخشى الله من عباده العلماء، وقال سبحانه وتعالى: قل هل يستوي الذين
يعلمون والذين لا يعلمون، وقال سبحانه وتعالى: وقل رب زدني علما، فإذ به يشرح لنا طبيعة العلم ومنهج العلم أن العلم لا يعرف الكلمة الأخيرة، وأنه يجب علينا أن نسعى وأن نتأكد وأن نتثبت، ﴿قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين﴾. طلب منا سبحانه وتعالى وأمرنا أن نتعلم، حتى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "طلب العلم فريضة على كل مسلم". كلمة "كل مسلم" معناها كل مسلم ومسلمة، ولذلك بعضهم يزيد. ومسلمة لكن هي ليست في رواية الحديث، لكن في رواية الحديث "طلب العلم فريضة على كل مسلم"، فهذا شيء بديع. والحديث الذي تفضلتم به "من سلك طريقًا يطلب فيه علمًا" أو في رواية "يلتمس فيه علمًا يسر الله له
طريقًا إلى الجنة"، هذا لم يقله كل الأدباء والشعراء والمفكرون. والفلاسفة عبر التاريخ في الأرض لم يتصوروا أن طريق العلم هو طريق الجنة، هذا كلام عجيب. وطريق العلم هذا يشمل أن تشتري الكتاب، يعني وأنت ذاهب إلى معرض الكتاب كأنك ذاهب إلى الجنة؟ لا، لا، لا، لا، لا، ليس هكذا، ليس هناك في الأدبيات ما يقول ذلك. كأنك ذاهب إلى المدرسة أنت ذاهب. الجنة لماذا ستهرب منها إذن؟ لا يمكن أن تقفز من الصور ولا تهرب ولا تتزوج ولا ما شابه ذلك. قال: كأنك ذاهب، وأنت لأجل أن تقرأ على الأستاذ، كأنك ذاهب إلى الجنة. قال: وكأنك كنت جالساً لكي تخط علماً تعلمه للناس. يقول: من دخل مسجدنا هذا فليتعلم خيراً أو ليعلمه للناس، فهو كالمجاهد. في سبيل
الله يا سلام، إنها أعمال عجيبة وتصويرات بديعة في أن يجعل العلم جزءاً من هوية المسلم، جزءاً من عقليته. ثمة كلام كثير في العلم، نعم هذا صحيح، لكن أيضاً عندما اتسعت رقعة الإسلام أصبحت الرحلة في طلب العلم جزءاً لا يتجزأ من منهج التوثيق. صحيح رأينا في القرن الثاني... والثالث وفي الأول أيضاً: الرحلة في طلب العلم. كان سيدنا عبد الله بن مسعود يقول: "لو أعلم أحداً أعلم بكتاب الله مني تبلغه الإبل لأتيته"، "تبلغه الإبل" يعني مهما كان بعيداً، أينما كان. فاهتممنا بالكتب، اهتممنا بالمصحف، اهتممنا بالمكتبات، اهتممنا بالتأليف، بالتدريس، بالتبليغ، اهتممنا
بالعلم بكل أركانه. وللعلم خمسة أركان: الطالب، والأستاذ، والمنهج، والكتاب، والجو العلمي. قمنا بتوفيرها جميعاً وحوّلنا مساجدنا إلى مدارس. فعندما تدخل مسجد السلطان حسن، ستجد فيه أربع مدارس علمية. ولأننا لا ندرّس الدين فقط، بل ندرّس أيضاً أمور الدنيا، فهناك مارستان (مستشفى) وراء ذلك، لكي ترى كيفية تعلّم الطب. الجراحة كيف سيادتك قبل الإنتاج نحن يعني أخذتنا إلى نقطة غير الإهمال. البعض يقول هنا المقصد في الحديث النبوي الشريف بالعلم هو فقط العلم الشرعي يعني علوم القرآن وعلوم الحديث والتقوى والعقيدة والسيرة. يقول ابن جني، يقول ابن جني الإطلاق عندما يأتي نعم كل انظر كلما قلت القيود كثر الموجود. أجل، لم يحدد، يقول: "قل هل يستوي الذين
يعلمون"، لم يقل بماذا، لم يقل بالشريعة ولا بالسماء ولا بالقرب. صحيح العلم في لغة القرآن الكريم هو ما يوصل إلى الله. مرة واحد قال لي في ثلاث مجلدات جميلة هكذا اسمها "الطب يدعو إلى الإيمان"، نعم، عندما يرى التركيب يقول ليس... من غير الممكن أن يكون هذا الإنسان قد خُلق وحده، لأن التفاصيل الدقيقة في جسم الإنسان تثبت أن وراءه خالقاً حكيماً. فإذا كان هذا العلم الذي يملكه صاحبنا هذا هو الذي يقودني إلى الإيمان، فكيف يكون علماً؟ يعني كيف أفصله؟ ولا توجد هذه التصنيفات: علم دين وعلم دنيا، لا يوجد هذا التفصيل حتى الآية الكريمة. إنما يخشى الله من عباده العلماءُ. العلماءُ، نعم! يعني كلما تعلَّم الإنسانُ وتبحَّر في العلم، كلما ازداد إيمانُه بالخالق. وجاءت في سياق التأمل الكوني، صحيح في الجيولوجيا وفي الجغرافيا وفي كل شيء. فأنا رأيت سعيد بن
المسيب يقول: "إنني كنت لأسير الليالي الرحلة في طلب العلم والأيام في طلب". الحديث الواحد وأشياء عجيبة غريبة، وقد ألّف العلماء في الرحلة وفي أدبها، فكيف ترحل ولماذا ترحل وما إلى ذلك. ومن هنا جاءت الفكرة، كان لدينا في الأزهر أكثر من سبعين رواقًا: رواق الجبرت القادمين من الجبرت، ومن الحبشة، والسناريّة، والمغاربة، والشوام، ورواق الصين، ورواق من كل بقعة على الأرض. الجمال في الأزهر اليوم أن الله حافظ عليه، ما من أحد يستطيع أن يحافظ عليه، ما شاء الله، الله فقط هو الذي حفظه، ولذلك يوجد مائة وثلاث جنسيات منسوبة إلى مائة وثلاث دول، صحيح أن
هناك دولة فيها اثنان أو ثلاثة، لكن توجد دول فيها ثلاثة آلاف وأربعة آلاف، هذا صحيح. طوال عمرنا والجماعات من ماليزيا والجماعات من إندونيسيا، نعم، هذه جالية يمكننا أن نقول عنها بعثات ضخمة خرج منها قادة وحكام في هذه الدول يا مولانا، وفي كل مكان. نعم طبعاً، الرئيس عبد القيوم في المالديف وهكذا. المهم أن مهاتير محمد أيضاً من خارج الأزهر لو تصحح لي يا... مولانا أنا لا أعتقد، لا، لا أعتقد أن مهاتير يعرف العربية، نعم، لكن عبد القيوم يتكلم العربية كما نتكلمها، نعم. وإذا أردنا أن نصنع نكتاً أو أي شيء، فهو يشارك في إنشائها، حسناً، هو واحد منا. وهذا كان دور الأزهر أنه علّم الناس، لكن في... في... أنا قابلت... وزير التعليم في الفلبين قابلت رئيس عبد القيوم. ليس
كثيرون مثل عبد الأحد الإندونيسي وصلوا إلى الرئاسة، ولكن هذا الوافد هو الذي يطبق هذا الحديث، والذي يطبق سنة الرحلة في التاريخ الإسلامي. بالتأكيد مولانا، سأستأذن حضرتك. سنخرج لفاصل قصير، وبعد الفاصل إن شاء الله سنتحدث عن أحكام أو الصفات التي يجب أن يتحلى بها من يطلب العلم وهو خارج بلاده أو قد يكون حتى مغترباً في داخل بلاده من أجل الحصول على العلم إن شاء الله. نحن في انتظار أسئلة حضراتكم في الفاصل القادم لنطرحها على مولانا سواء في هذا الأمر أو في غيره من الأمور. وفي النصف ساعة الأخيرة إن شاء الله من الحلقة، الحلقة بعد التاسعة، سيكون الدكتور أسامة
الأزهري في ضيافة مولانا. نلقاكم بعد الفاصل. أهلاً بحضراتكم من جديد، والشكر بالترحيب متواصلاً بفضيلة العالم الجليل. البعض يا مولانا ربما يتناقل مقولة "اطلبوا العلم ولو في الصين" على أنها حديث شريف، أرجو من حضرتك التصحيح. هذا الأمر وعموماً على أي حال، السعي في طلب العلم لا بد أن يكون له آداب حتى إن كان في بلد غير البلد الذي أنتمي إليه، أو ثقافة غير التي أنتمي إليها. فما هي هذه الآداب وهذه الصفات؟ من ناحية حديث "اطلبوا العلم ولو في الصين" فهو غير ثابت، نعم، وإن كان وارداً في الكتب. القديمة يعني ليست من اختراعات العصر الحديث وما إلى ذلك، وهي معناها أن الصين كانت كما تقول نهاية العالم، أي اذهب إلى نهاية العالم كأن من أراد أن يكون. لكنها من ناحية الثبوت الحديثي ليست ثابتة، ليست ثابتة. ولكن الثابت مثلاً عن أبي سعيد الخدري فيما أخرجه الترمذي فيقول: جاء رجل. من قبل
المشرق طبعاً، المشرق فيها إيران من المشرق وما وراء الهند والصين، كل هذا شرق الحجاز. فجاء رجال من المشرق، فكان أبو سعيد - كان التابعي - يقول هكذا: فكان أبو سعيد إذا رآنا قال: "مرحباً بوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم"، قال رسول الله: "يأتوك" أو "يأتيكم رجال". من قبل المشرق فاستوصوا بهم خيراً، فإذا جاءوكم فاستوصوا بهم خيراً. فمرحباً بوصية رسول الله. هذا الحديث نذكره لأبنائنا من ماليزيا ومن إندونيسيا ومن الفلبين ومن تايلاند، من جنوب شرق آسيا كلها. تجدهم بأعداد جيدة كبيرة، يعني طيبين. فمرحباً بوصية رسول الله، لأنهم قادمون من الشرق، وإلى الآن بعد ألف. وأربع مائة سنة لطلب العلم نعم، فإذا كان في تنبيه في الحديث لأن
أناساً سيأتون لنا من المشرق، البخاري من المشرق طبعاً، الترمذي من المشرق، النسائي من المشرق، كل أئمة الحديث الكبار الذين حافظوا على سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم مشارقة، فإذا هؤلاء الناس مثل. ما إعجاز النبي عليه السلام حين تنبأ بأن أقواماً يأتون من الشرق وأننا نستوصي بهم خيراً؟ صفات يا مولانا من يتحلى بها، أو من هو في وضع الاغتراب في بلد يطلب العلم، سواء كان من خارج مصر وأتى إلينا أو من داخل مصر وافداً من محافظة أو من... إقليم ويسكن مثلاً في مدينة جامعات. فضّلوا الأدب على العلم، ولذلك يجب علينا أن يكون العالِم مؤدباً، وطالب العلم يجب أن يكون مؤدباً. وماذا يعني هذا الأدب؟ نحن
الناس القادمون من الشرق كانوا فعلاً أكثر أدباً من أناس آخرين قادمين من أماكن أخرى، من أوروبا مثلاً بعض الدول. التي كانت تحت السيطرة الشيوعية. نعم رأينا منهم أخلاقاً سيئة، اختبأوا مع بعضهم، ضربوا بعضهم. أرشدناهم وقلنا لهم لا يصح لطالب العلم أن يحمل سكيناً مثلاً، أو أن يمارس العنف أو ما شابه. عندما قارناهم بإخوانهم الماليزيين والإندونيسيين والتايلانديين والفلبينيين، وجدنا أن هؤلاء ملائكة، إنهم ملائكة، فتياناً وفتيات عليهم السكينة نزلت. عليهم السكينة، لديهم الجدية. إذا سمعوا بشيخ يقرأ قراءة صحيحة تجد بالمئات وليس بالعشرات يذهبون لطلب العلم.
نعم، هم هؤلاء، هذا هو الأدب. الأدب أن يكون قلبه معلقاً بالله، الأدب أن يكون لديه سكينة وخشوع، الأدب أن يحب إخوانه ويخدمهم، الأدب أنه جاء ليتعلم فيتعلم لا يأتي ليتعلم فيدخل في مهاترات أخرى، كم واحد من هؤلاء يضل؟ ربما واحد في الألف، لو كانوا أربعة آلاف ستجدهم أربعة، ستجدهم خمسة، استثناء يثبت القاعدة. لكن هو هذا الأدب، الأدب معروف، ولكن القضية "واتقوا الله ويعلمكم الله"، الأدب هذا هو التقوى، يعني الأدب جزء من التقوى، الأدب جزء من. التقوى فأنا أطالبه أن يكون قلبه معلقاً بالله فقط، سيسير على الطريق الصحيح، وإن كان لديه عيب سيختفي، وإن كان لديه خُلق غير مناسب سيتركه. فالقضية
كلها تعليق القلب بالله، علق قلبك بالله، يعني: "فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون"، هذه هي التعلقات الصحيحة. علق قلبك بالله يعني أحسن النية، "إنما الأعمال بالنيات". وإنما لكل امرئ ما نوى، العمل بالنية، نعم هكذا علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم. طيب من يأتي مثلاً للدراسة في الأزهر الشريف، وبالإضافة إلى ذلك يعمل هنا أو يعمل هناك، هل هذا يعتبر يا مولانا من قبيل جمع المال من أجل الإعانة على المعيشة وما إلى ذلك خاصة؟ في الغربة، أما أنه ربما ينتقص من فكرة أنه أتى فقط لتحصيل العلم، فمن شروط العلم التفرغ، وهذا ما يقوله الإمام الشافعي: "أخي لن تنال العلم إلا بستة، سأنبئك عن تأويلها ببيان: ذكاء، وحرص، واجتهاد، وبُلغة" - والبُلغة هي الراتب الشهري الذي يكفيك للأكل والشرب والسكن والعلاج وما شابه، فتتفرغ له. لأجل أن أعطي للعلم كل جهدي،
يعطيك العلم بعضه. يا سلام! أعطِ للعلم كلك، كلك، كلك، يمدك ببعض علمه. نعم، فوق كل ذي علم عليم. ويقول: ذكاء وحرص واجتهاد وبلاغة وإرشاد. الأستاذ الذي يقرأ من الكتب، له أحدهم وملؤوا الأرض دماء. لا نريدهم، وطوال حياته هذا التكبر. في الحقيقة، أنا قرأت المغني. في شهر لا يُمكن أن تكون نهايتُه السجن، لِمَ؟ لأنه مُفسِدٌ في الأرض. الذي قرأ "المُغني" لابن قُدامة في هذا الشهر لا يُمكن. وطوال حياته لا بد أن يختمر العلم عندك ويختمر بهذه الصفات، لن تنال العلم إلا بهذه الستة صحيح. فإذا كان لدينا صفات للعلم وآدابه وغير ذلك إلى آخره، وهذا يعني...
نحن نراه بأعيننا أنه مقدور عليه وقدرنا تطبيقه. طيب، هناك فكرة: من يأتي من داخل مصر أيضاً، هل يسري عليه حكم المغترب؟ نعم بالطبع، لأنه فارق الأوطان، سواء كان قادماً من سوهاج أو سواء كان قادماً من أفريقيا أو سواء كان قادماً من تايلاند. هي نفسها أنه ترك الأهل والأوطان. فالوافد وافد، والوافد هذا الذي هو ابن السبيل، ولذلك عندنا في مؤسسة مصر الخير وضعناه صحيح من ضمن نفقة الزكاة صحيح لأنه يجب أن أُغنيه. فالسؤال الآن: تقول لي ماذا؟ تقول لي حسنًا، هذا الرجل ضاقت عليه الحال، ماذا سيفعل؟ إنه لن يمد يده، بل سيذهب ليعمل. نعم، العمل أفضل وأهون. من التسول طبعاً، لكن هذا واجب علينا نحن. على المجتمع أن يعيننا نحن، وأن نعطيه دون
سؤال ونساعده دون سؤال. هناك بعض الأولاد، خاصة القادمين من إفريقيا السوداء، فقراء هناك، فقراء ولديهم عادات وتقاليد تجعل الإنسان أكثر فقراً. ماذا يفعل مثلاً؟ هو يعمل فيصرف على العائلة كلها، على ابن عمه وعلى عمه وعلى خاله وعلى ابن خالته وعلى ابن خالته وعلى بنت خاله، يصرف على العائلة كلها وليس الأسرة فقط. حسناً، وبعد ذلك إن شاء الله يحضر لهم أرزاً ليأكلوه مسلوقاً، لكن المهم أنه يصرف على العائلة كلها ما دام له. راتب وأجر شهيد، هذه القضية تجعل ليس هناك فرصة للناس الذين هناك أن يرسلوا أبناء أبنائهم هنا، إذن يجب عليّ أن أتحمل مسؤولية هذا الإنسان. مصر دائماً ما تتحمل مسؤولية هؤلاء الناس، ولذلك يحبونها، لأنهم لم
يمدوا أيديهم، لأننا أغنيناهم عن السؤال، لأننا في الخفاء حتى لا تعلم يميننا شمالنا. ماء فقط نعطي ونعمل وهكذا إلى آخره ولا نريد منكم جزاء ولا شكوراً، هذا هو الأدب، الأدب مع الله لأن هذا واجب علينا، ليست منا، هذا واجب علينا أن نحن طلبة العلم نعطيهم ونحميهم، هذا واجب علينا، فنحن لا نمن على أحد، لماذا؟ لأن هذا هو الصحيح لأن. نحن يجب أن نعطيه، لكن قلبه يتعلق بهذه البلاد ويحب مصر ويعود إلى بلده وهو يحب مصر بالتأكيد طبعاً. والله إن في سماحة أننا الآن هؤلاء الناس الذين يحبوننا ويعودون إلى بلادهم يخدمون مصر بمليارات. جميل، إذا كنت أنفق ملايين فهو ينفق مليارات. طبعاً طبعاً، نعم هذه
أيضاً جزئية. الحقيقة يعني ليتنا نتحدث فيها مع مولانا بعد الفاصل كيف نستطيع أن نستغل القوة والنعمة لمصر المتمثلة في أزهرنا الشريف الذي غزا القلوب، غزا قلوب طلابه وأحبائه وأبنائه من أكثر من مائة دولة حول العالم، كيف يمكن أن نستغل هذا ولكي نوطد الأواصر ما بين مصر وبين باقي هذه. نتحدث في هذا بعد الفاصل، تفضلوا بالبقاء معنا. أهلاً بحضراتكم مرة ثانية. أستاذنا وعالمنا الجليل، هل لا زالت مصر تحتفظ ربما بواحدة من أهم قواها الناعمة وربما هي الأجود والأفضل ألا وهي الأزهر الشريف؟ لماذا
لا نستغل هذا الأمر الآن في أمور أحب أن أقولها لعلها تُسجل في التاريخ. عبد الناصر رحمه الله عندما قام بالثورة كان يفكر دائماً في جزئياته: كيف يطور، كيف يغير، كيف يفيد الشعب، وهكذا إلى آخره. ففي يوم فكر أن يلغي الأزهر، نعم، يلغي الأزهر. قال: "نطوره هكذا، نلغيه ونجعل مثلاً وزارة الأوقاف تقوم مقامه"، فكرة من هذا القبيل. وكان عنده أحمد سوكارنو، نعم بالطبع، وأحمد سوكارنو معروف أنه اشتراكي، يعني ليس من الإسلام السياسي ولا شيء من هذا القبيل، إنه رجل متبنٍ حتى للشيوعية كان في الموضوع. المهم أن أحمد سوكارنو كان يحب عبد الناصر وعبد الناصر يحبه في باندونغ وهذه الأمور، كلها
جميلة. فقال له بحزم: "ماذا تفعل يا جمال؟" قال له: "سأوقع اليوم قراراً مؤكداً بإلغاء الأزهر". قالوا: "كيف تلغي الأزهر؟ كيف ستلغي النيل؟ كيف ستلغي الهرم؟ نحن لا نعرفكم أصلاً إلا بالأزهر. يا سلام! هل بيننا وبينكم علاقات تجارية أو علاقات ثقافية؟ هل الحدود مشتركة؟" في هذا الأمر لا توجد أي مصالح ولا مشاكل، وإنما الذي نعرفكم به فقط هو الأزهر والطلاب الأندلسيين الذين يتعلمون في مصر. أرى أن هذا القرار أولاً خطير وثانياً خاطئ. كان عبد الناصر يستمع ويستمع جيداً، وكان قصده هو مصلحة البلد، أي أنه يفعل هكذا متخيلاً على قدر ما. عنده من المعلومات، فلما أحمد سكّره قال له هكذا: "آه"، قال له: "إذن ماذا أفعل في هذه المسألة؟" قالوا: "لا، أنت تؤكد على الأزهر، أنت تؤيد الأزهر
وتُعمِّق الأزهر". قال له: "حسناً". وكان هذا الكلام في حدود سنة تسعة وخمسين، وبدأ عبد الناصر يُحضِر سليمان حزين ويُحضر العريان. سعيد العريان لكي يصوغوا قانون مائة وثلاثة لسنة واحد وستين، ما الذي في تطوير الأزهر وكيف يصبح عالمياً، وأول بند فيه أن الأزهر هو مرجع الإسلام في العالم، سبحان الله، ليس في مصر فقط. وإذ بعبد الناصر ينشئ المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية ومجلة منبر الإسلام، وإذ عبد الناصر وكانت الطبقة. جائعة من إندونيسيا من إندونيسيا يُنشئ يُنشئ إذاعة القرآن وإذا بجمال عبد الناصر يُنشئ يعمل قانون تطوير الأزهر وإذا بعبد الناصر الله الله في أي شيء في أنه تنبه والذي نبهه صديقه أحمد سكارنو أن الأزهر هذا هو
قوة مصر في الخارج وأن لديك كل الشرق هذا ما عرفك. إلا من خلال الأزهر وهكذا صحيح وفعلاً صدر القانون، طبعاً خالفه من خالفه واتفق معه، هذا شأن الدنيا هكذا أننا نتفق ونختلف. وإن كان هذا القانون بعد مضي معه من واحد وستين لغاية الآن يُصبح خمسين سنة وقليلاً، لماذا يُراد تغييره تواؤماً مع.. بغض النظر عن تقويمه في... وقته أو ما نتج عنه أو ما أمكن تطبيقه يريد الآن أن يتغير، ولذلك فضيلة الإمام الأكبر يحضر لهذا التغيير بحيث يتواءم القانون مع الواقع ومعه دور الأزهر في القوة والنعمة التي تتحدث عنها. هذه بالتأكيد شقة أخرى يا مولانا في طلب العلم ليس فقط بأن يأتي المغترب. إلى مصر لكي يتعلم وإنما المصري الذي يسافر للخارج
لكي يحصل على العلم غالباً ما يكون في العلوم الدنيوية كالطب والهندسة وعلوم الفضاء وغيرها من الأمور، هل هو أيضاً يُعد من طلاب العلم الذين تحدثت عنهم الأحاديث النبوية الشريفة بأنهم بهذا يسلكون به طريقاً إلى الجنة؟ ماذا لو كان هذا... هذا الشخص غير ملتزم دينياً، يعني أي شخص في حالته، أي أن الأمور بالنسبة له بسيطة، وهو غير متخصص في هذه الأمور. هل ينطبق عليه "أنت غير متخصص لكن أنت ملتزم"؟ بارك الله فيكم مولانا، فأنت غير متخصص. نعم، الناس التي تخرج هذه هي التي تخرج، فنحن أحضرنا زويل. هل تلاحظ؟ فنحن الآن نرى أن هؤلاء الناس يخدمون بلدهم، وهؤلاء الناس يخدمون أيضًا دينهم، وهؤلاء الناس يخدمون أهلهم. ولذلك فإن الذين يذهبون إلى الخارج ينقسمون إلى صنفين: صنف
يفيد البلاد والعباد بسمعته واسمه، وصنف آخر يفيد بذاته ثم يعود ليفيد بذاته. وبالطبع يدخل في هذا بدون شك ما نقوله. أنه هكذا لكن أيضاً هناك شيء وهو أننا اشتركنا في جامعة في كازاخستان، ونشترك في التدريس في باكستان، ونشترك في التدريس في أمريكا، وفي النمسا. نحن موجودون في بلجيكا وفي هولندا. نحن - ولله الحمد - كأزهر موجودون ببعثات كانت تُقدَّر بستين بعثة ما شاء الله من رجال الأزهر. يعلمون الناس في العالم في ستين دولة نفس التوحيد، هذا شيء جميل. فالأزهر ليس فقط هنا، ولا فقط أنه يأخذ الوافدين. لدينا أكثر من ثلاثين ألف طالب وافد، على فكرة ثلاثين ألف طالب
من مائة وثلاث جنسيات. هؤلاء الثلاثون ألف طالب وافد يحظون بالرعاية. خاصتهم كاملة لدرجة أننا بنينا لهم شيئاً اسمه مدينة البعوث، نعم بالطبع، هنا في الدراسة المبتعثون يعني، نعم بالطبع شيء جميل يعني، نعم، وهذا الكلام من خمسين سنة صحيح، وقمنا بدورنا وما زلنا نقوم بدورنا في هذا، ثم لم نقتصر على مصر وإنما ذهبنا إليهم، ثم أيضاً الدكتور محمود. حمدي زقزوق حصل على الدكتوراه الخاصة به من ألمانيا، والدكتور محمد البهي أستاذه حصل على الدكتوراه من ألمانيا أيضاً، وهكذا الشيخ دراز رحمه الله وهو أبدع من كتب في هذا المجال وما إلى ذلك. لقد انفتحنا على العالم وتمسكنا بهذا حتى السبعينيات، وفي السبعينيات واجهنا مزاحمة، فإذا بها
لم تمض ثلاثون سنة إلا والبرجان ساقطان. في أمريكا ودخلنا في عالم آخر، نحن نمسك بهذه القصة منذ عام ألف وثمان مئة وثلاثين أيام رفاعة الطهطاوي حتى عام ألف وتسع مئة وسبعين. لم يحدث ولن يحدث -إن شاء الله- بعد ذلك. إن شاء الله ستكون الأمور دائماً في إظهار الأزهر بجهود الرجال. العالم الإسلامي في حاجة إلينا بالتأكيد. العالم العربي في حاجة إلينا، أفريقيا وآسيا، ومن ثم فإن العالم كله في حاجة إلينا. مولانا معنا، كم من الأسئلة حيات، موضوع مهم جداً طبعاً عن دور الأزهر، لكن سنتركه للدكتور سامي الأزهري لكي نناقشه مع مولانا إن شاء الله بعد قليل. ولكن أنا أتلقى اتصالات حضراتكم الآن معنا على... الهاتف الأستاذ فؤاد واعتذر لك أستاذ فؤاد على الانتظار. أفضل يا سيدي، نعم، بارك الله فيك جزيلاً. السلام عليكم. وعليكم السلام ورحمة الله. السؤال لفضيلة الإمام: هل يجوز استكمال مال الحج عن طريق الاقتراض بضمان أو أي مدخرات بضمان؟ ماذا يا سيدي؟ استكمال مال الحج. نعم، مال للحج
عن طريق. الاقتراض بضمان أو أي إدخالية، نعم بضمان أو أية إدخالات، شكراً يا سيدي، حاضر، أم محمد، أم محمد، طيب، أستاذة زهرة، السلام عليكم، وعليكم السلام يا سيدي. والله أنا أريد أن أشكر فضيلتك الشيخ، وأريد أن أقول لفضيلتك إن ربنا جعلك سبباً في أنني أنظر لأمور ديني ودنياي وحياتي بشكل آخر وأوسع. أن أتفقه إن شاء الله وأعرف أموراً كنت أجهلها، وأريد أن أقول لحضرتك أيضاً: جزاك الله خيراً عن كل ما تقدمه لنا، يا رب يجعله سبباً في ميزان حسناتك، وربنا يحفظك ويبقيك لنا. الله يشفعك. لدي سؤالان يا فضيلتك، نعم، رغم أنني يعني تعلمت. وتثقفت في أمور أخرى
كثيرة لكنني أجهل أمور الحياة اليومية فعلاً، فأنا أردت أن أسأل عن المانع الشرعي عند المرأة الذي يتمثل في توقف الصلاة والصوم. فضيلتكم، لقد مكثت سنوات طويلة جداً أصوم رمضان، وعندما يأتي المانع الشرعي كنت أتوقف عن الصيام ولكنني كنت أجهل أنني أعوض أو أن أنا... أقضي أو أننا نصوم، فأنا يعني لي سنوات طويلة، يعني طوال عمري تقريباً لم أصم في الأيام التي فاتتني، فأنا المفروض أفعل ماذا؟ هل لها كفارة أو أصومها أو يعني أفعل ماذا؟ حاضر يا أستاذي، حاضر يا فضل الأستاذة سارة، أستاذة سارة، مرحباً، أهلاً يا سيدي، تفضلي بحضرتك كنت أريد. أسأل دكتور عادي عن خدمة "سلفني شكراً" التي تقدمها الشركات. الاستفسار
هو: من المفترض أنهم يقرضون مبلغاً معيناً لكن يُسترد بزيادة، كما يُذكر في الرسالة أنني عندما أقوم بالسداد سأرده بزيادة. هل يُعتبر ذلك ربا؟ حسناً، موافق. خدمة "سلفني شكراً" تكون مقابل زيادة مادية نتيجة الخدمة، أي تقترض خمسة [وتسدد بزيادة]. جنيه يردهم سبعة جنيهات مثلاً يعني. الأستاذة: علي فضلك يا فندم. علوة: السلام عليكم. عليكم السلام مولانا. ممكن أسأل حضرتك سؤالاً؟ تفضلي. ممكن فقط أعرف الفرق بين العقاب والبلاء والظلم؟ العقاب والبلاء والظلم. حاضر يا فندم، حاضر. الأستاذ محمد: السلام عليكم. عليكم السلام. عليكم السلام.
بعد ذلك المحامد التي ولاني. اتصل بي بعدها بأربعة عشر يوماً وقال لي: "نكتب لك القضية وخذها، خذ أموالها بالكامل وتعال خذ أموالك، نعم تعال خذ أموالها". أنا أدركت أنني أخذت أموالاً مرتين من الدولة، لم أدرك بخصوص الأموال من الدولة الذي هو تعويض، يعني أخذت تعويضاً، صُرف تعويض مرتين. لا، أنا أخذت المحامي الذي تولاني وكسب القضية وأعطاني الأموال. خاصتها جيدة والمحامي الثاني ربح القضية وأعطاني الأموال الخاصة بها، وغالباً الموظف الذي يعمل في الدولة هذا مخطئ وأخرج أموالاً مرة أخرى. نعم، هذا ما أقصده. حسناً، سأحضر. كيف تريد أن تقدمه حضرتك؟ نجلس. أُرجعت أموال للدولة، لو أرجعتها للدولة حصل حوالي تسعمائة جنيه. حسناً سيدي. حاضر حاضر، كيفية الرد. أصبحت مثل "بس" معنا. لدينا اتصال هاتفي من أحمد من كفر الشيخ. تفضل يا سيدي. "السلام عليكم ورحمة الله وبركاته" "وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، تفضل" "بارك الله فيك يا مولانا وشرح الله صدرك" "أهلاً يا أحمد، تفضل" "الله يحفظك يا سيدي، هل طلّق امرأته" إذا
خرجت من البيت ستكون صادقاً بالملابس، وإذا ذهبت عند أبيك فابق هناك ولا تخرج، بعد بضعة أيام تصادف فرح وجعلها لازماً أن تذهب إلى الفرح، ذهبت إليه، طيب والولد صغير، جعلها أوصلها عند أبيك في البيت، فمطلوب حل شرعي بارك الله فيك وشرح في صبرك، حاضر حاضر، أشكرك شكراً جزيلاً يا. أستاذ أحمد، تفضل يا مولانا الأستاذ فؤاد. نعم أنا. هل يجوز أن أستدين؟ هو يقول بضمان أو أي استثمارية أو غير ذلك. أنا أستدين من الناس، أحياناً أستدين من الشركة نفسها، أقول لها: سأخرج على النوتة على الحساب وخصم أجرتي وخصم أجرتي وهكذا. فكل هذا جائز، جائز نعم. الأستاذة هبة، مسألة المنع الشرعي تعوض بالصيام وستقضين. فأنت لو أن
لك ثلاثين سنة، نقول هكذا، أنا لا أعرف طبعاً كم عمر هبة، فلو لك ثلاثين سنة ولم تقضي، فثلاثون في خمسة تساوي مائة وخمسين يوماً. لو صمت الاثنين والخميس ستنتهي في سنة ونصف. رأيت كيف صيام الاثنين والخميس؟ على الفور، لكن شيء بسيط جداً، تعوَّدي على صيام الاثنين والخميس بنية القضاء يا مولانا، بنية القضاء ولا يوجد كفارة لأنها كانت تجهل الحكم، لم تكن تعرف أن هذا فيه قضاء أو شيء. نحن نترك الصلاة ولا نقضيها، ونترك الصيام ولا نقضيه، هذا منطقها هكذا. فاتضح أنه وجد الدين. يقول لها اقضي فيكون الأمر تماماً، نعم ستقضين ونقضي من الآن وهكذا. طيب قالت لي: لا، إنني كبير وتجاوزت الستين وغير قادر على الصيام، فأنا أصوم رمضان بصعوبة، فيكون عن كل يوم إطعام مسكين، والمسكين بعشرة جنيهات فقط. ستحسبينها هكذا، ستحسبينها خمسة أيام، فمنذ
أن بلغتِ تماماً، بلغت عندها خمسة. عشر سنوات وهي الآن عندها خمسة وستون سنة، فيكون قد ارتفع عنها الحد وهي في سن الخامسة والخمسين، أي منذ أربعين سنة. أربعون في خمسة بمائتين، ومائتان في عشرة بألفين. وتستطيع أن تقسطها تماماً على أجزاء، أي مجزأة. حسناً، فصار بإمكانك أن تطلب خدمة "أقرضني شكراً" وتدفع مبلغاً وهو ليس "أقرضني شكراً". انتبه جيداً لأن هذه... قطعة دقيقة قليلاً، كلّمني، شكراً. أنا لا أعرف، هل هي قالت أقرضني أم قالت كلّمني؟ شكراً، هي قالت أقرضني. حسناً، مساء الخير، لأن القضية أن هذه خدمة، نعم، والخدمة يأخذ فيها زيادة، لكن فيقول ماذا؟ أنا سأعطيك مائة دقيقة، فأنا الذي أستغل المائة دقيقة صحيح. التي هي في الجدول بخمسة جنيهات وفي السداد بسبعة جنيهات، خلاص
فهذه ليست خمسة مقابل سبعة، لا هذه مائة بخمسين قرشاً هنا وبسبعين قرشاً هنا، يعني هذه خدمة نظير خدمة، نظير خدمة. لا ينطبق على هذه الكلمة السؤال عن العقاب والبلاء والظلم يا مولانا، ما الفرق؟ الظلم هو التصرف في... ملك الخير وليس الظلم أن أنا أوقع شيئاً على إنسان فهذا ظلم، ولذلك لا يتصور الظلم في حقه تعالى "ولا يظلم ربك أحداً" و"ما ربك بظلام للعبيد" أبداً. لماذا؟ لأنه ملكه يتصرف فيه كيف يشاء. هذا البلاء ينزل لرفع الدرجات. أنا لم أفعل شيئاً وأنا سائر على الطريق السليم مائة في المائة ثم... ابني مات، أجل، هذا بلاء، والبلاء وظيفته الصبر، وظيفته الصبر. لكن عندما أرتكب إثماً، فإذا بالله
سبحانه وتعالى من رأفته بي ينبهني ويجعلني وأنا سائر أتعثر وتُجرح رجلي، أو لا لا لا لا، لو كنت سائراً في طريق خاطئ، يبدو أنني كنت سائراً في طريق خاطئ، فتكون هذه... رحمةٌ من عند الله أنه منعني أو نبَّهني أو أمرني أن أستغفر ربنا، ووظيفة العقاب هي الاستغفار. فإذا كانت وظيفة البلاء هي الصبر، ووظيفة العقاب هي الاستغفار، فما الفرق؟ إن في البلاء أنا لم أفعل شيئاً، إنه اختبار، اختبار، والنبي عليه الصلاة والسلام قال: "أشد الناس بلاءً الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل". بالنسبة لمحمد الذي كرر التعويض، ستعيد المال إلى الدولة. لقد أخذت التعويض مرتين. يقول لك: أنا سأتكلف تسعمائة جنيه كما تكلفت. أعانك الله يا محمد، فأنت قد أخذت التعويض من قبل، ثم لماذا فعلت ذلك؟ ولماذا أخذته
هكذا؟ هذا خطأ وقعنا فيه سواء كان الموظف الذي كرر الصرف أو سواء... كان محمد، وسواء كان، وبعد ذلك، النقطة الثانية، أنت ذاهب إلى المحامي "ألف" لكي يرفع لك قضية. ذهبت إلى المحامي "باء"، لماذا أنت ذهبت إلى المحامي "ألف"؟ دعه يرفع قضية في دائرة، والمحامي "باء" رفع قضية في دائرة ثانية. بالتأكيد، بالتأكيد، ونحن لم نتمكن بعد من الشبكة، من هذا الربط، فعليك يا محمد أن... مهما كانت... نعم مهما كانت التفريعات. أستأذن حضرتك، يسأل الآن عن مسألة اليمين والحلف باليمين وبالطلاق وما شابه. لدينا في الفقه مخرج يُسمى "يمين الفور". يمين الفور يقول فيه ماذا؟ "تكونين طالقاً لو ذهبتِ إلى أبيكِ"، يعني اليوم، الآن. مر السبت وانقضى، خلاص مضى، انتهى الأمر لأنها لم تذهب. الفكرة في النية، أي أن مولانا يعني لو ذهبتُ...
عندما نجلس للتحقيق في المسألة، نكتشف أنه أصلاً ليس لديه نية، فهو يريد أن يغيظها، يريد أن يأمرها، يريد أن يشاكسها. هذا حال أغلب الناس. فحضرتك، اليمين الفوري هذا معناه أنه فوراً فوراً. هي لم تذهب ثم جاءت بعد ذلك، والدليل على أنه... يَمين فور! إنه يقول: "وهذا الولد لأبيك". نعم، حسناً. ألست أنت الذي قلت: "لن أذهب له"؟ أقصد "لا تذهب له" ساعتها. هذا هو بالضبط. هل أنت منتبه؟ أقصد أنك لا تذهب له في ذلك الوقت. فالكلمة هذه كشفت نيته. صحيح، عندما نأتي لنتكلم مع الناس، لا نعرف النية ولا نعرف. هذا أو ذاك؟ فنحن نقول إن المخرج هنا هو يمين الفور، فهذا لا يعد يميناً ولا يعد شيئاً وليس فيه طلاق ولا شيء، لكننا نقول لأحمد ألا يفعل هكذا مرة أخرى. لا أعرف إن كان أحمد هذا هو الزوج أم هو الأب أم غير ذلك إلى آخره، بناءً على الموقف الذي حدث معها. تذهب
لتأخذ الولد وتذهب إلى الفرح وتفعل كذا، ويكون هذا يمين. فور ما هي العقبات التي تعقدها على نفسها يا مولانا؟ والله الحياة بسيطة، يعني الحياة السابقة، الدين يسر، الدين يسر، والدين جميل وفيه أشياء كثيرة، ولكن هيا واحدة واحدة إلى أن يتعلم الناس. طيب، بارك الله فيكم يا مولانا. هناك مشاركات كثيرة. على الفيسبوك وعلى تويتر وعلى الاسماكس سنتناول بعضها إن شاء الله، الآن نبدأ بسؤالنا الذي كان على الفيسبوك، كان يقول: ما أهم سؤال تريد طرحه حول الاغتراب لتحصيل العلم لمعرفة رأي الدين فيه؟ هناك الكثير من المشاركات لكن سأقرأ بعضها. الأستاذ محمود حماد يقول: من المعروف أن أغلب المغتربين لطلب طلاب العلم يلتحقون بإجبار مكاتب التنسيق وقد تغيب عن أكثرهم النية، إلا أنهم يغتربون لتحصيل الشهادة، فما الحكم؟ هل يلزمهم إعادة النية؟ سؤال الحياة مهم جداً. بدر الأزهري يقول: هل عندما يخرج الشخص من بيته فهو كمجاهد في سبيل الله؟ وهل هناك حرمة في تخريب الأماكن المخصصة للعلم؟
أيضاً سؤال هام. يقول أبو القاسم حمدي: ما هي أفضل طريقة للتعلم على المنهج الأزهري الأصيل، وماذا يفعل من يصعب عليه الذهاب إلى الجامع الأزهر الشريف مع الشوق إليه؟ أيضاً سؤال مهم: أأبدأ مع حضرتك بالأستاذ محمود في مكتب التنسيق، وهذا بدلاً من أن يجلس في طنطا، لا بل في المنيا، نعم، وبذلك يصبح مغترباً. نعم، محكوم عليه بالرحلة، ربنا حكم عليه بالرحلة، ولذلك فهو مغترب. نعم، لا يوجد تجديد نية، نعم لا يوجد تجديد نية أن أحتسب هذا إلى الله. وانتهى الأمر، فالإنسان يجب أن يكون لديه ذكاء في التعامل مع الله، عندما أكون ذاهباً، ذاهباً، انتهى الأمر، أحتسبها. احتسبها كلَّ عملٍ يحتسبه، أجل! لا يتذمر، يرضى ويسلم. جميل. الأستاذ بدر الأزهري يقول: "الشخص الذي يخرج من بيته فهو كالمجاهد في سبيل الله". فبالتالي ما هي حرمة تخريب الأماكن الخاصة بدور العلم، وما أكثر ما نعاني من فساد، والله لا يحب الفساد. طيب فكرة
طريق إلى الجامع الأزهر الشريف. مع ما أننا الآن، إن الله تعالى قد استبدل - أي وضع لنا - فيسبوك والمواقع وما شابه ذلك إلى آخره. كل هذه الأشياء يمكن عن طريق الإنترنت وعن طريق هذا أن يتواصل مع المشايخ الذين في الأزهر، يسمع محاضراتهم ويقرأ كتبهم ويتواصل. حسناً، توجد أسئلة على الرسائل النصية القصيرة، يوجد سؤال هل... إزالة الشعر الزائد من الحاجب هو النمص، وما حكم الشرع فيه لو كان بناءً على طلب من الزوج؟ الشافعية والحنفية يرون أنه ما دام بإذن الزوج فهو جائز. إذا كان بإذن الزوج، نعم، وهو فعلاً الخاص بالحاجبين اسمه النمص، فهذا النمص بإذن الزوج يكون جائزاً، لكن هل طاعة لمخلوق في... معصية الخالق إذا كان هو بالأساس محرماً يا مولانا، هل هو الحكم
محرم لعلة أم محرم في ذاته؟ نعم، أكيد لعلة، أكيد لعلة. حسناً، حسناً. خلاص حسناً. أكيد لعلة. ما هي العلة؟ التدليس على الزوج. التدليس على الزوج. فإذا كان الزوج موافقاً فلا توجد العلة. تماماً، يصبح حلالاً. نعم يصبح. إذا كان الشافعي يفكر هكذا، وأبو حنيفة يفكر هكذا، فإنه يقول أول شيء: هل هذا معلل بعلة أم ليس له علة؟ فقال: لا، له علة. ما هي علته؟ قال: أن لا ندلس على الزوج، وهذا موجود في الحديث أنه تدليس على الزوج. حسناً، ما دام أنه تدليس على الزوج، فالزوج... موافق. قال: يكون خلاص حلال. يكون إذا الناس وهي تقول هم يقولون عن علم. نعم، صحيح. يقولون، يقولون بعد تمحيص الأمور عندهم شيء
اسمه الحديث التعبدي والحديث المعلل، والحديث المعلل هذا يبحثون عن علته ويبحث عن علته بتسع وسائل. أكيد، انظر كيف العمق طبعاً. فإذا هؤلاء الناس ما هو نحن. نقول لهم هكذا: دعوا التشدد يا جماعة الخير في الفتاوى وفي غيرها إلى آخره، لأن وراء هذا الكلام علماً كبيراً جداً، وهؤلاء الناس كانوا مؤتمنين على هذا الدين، وكانوا أتقياء أنقياء لم يخافوا في الله لومة لائم. حسناً، في الحقيقة لدي سؤال مهم قبل أن نأخذ الاتصال الهاتفي من الأستاذة ليلى. جد الله الحقيقة تقول ما عليها سؤال مستعجل لو سمحتم أنا موظفة ومدخرات العمر هل يمكن أن أضعها في البنك وآخذ أرباحها؟ هل الأرباح حلال أم حرام؟ يعني واضح أنها مسألة لا علة فيها يعني لها سبب حلال. حلال؟ طيب معنا هاتف الأستاذ الرحابد. تفضل يا سيدي. نعم سيدي. السلام. السلام عليكم، أحب أن أرحب بشيخي وأستاذي وشيخي ومعلمي فضيلتك بكر علي جمعة. الله يحفظك. أهلاً وسهلاً يا
بنتي. حضرتك، والدي اشترى قطعة أرض زراعية ولم يحصد أشجارها منذ سنة ونصف، فما حكم الزكاة فيها؟ وأيضاً، والدتي سبب رؤيتي بعد الله عز وجل طبعاً، ترجو أن تدعو لها بالشفاء. ونسينا. قبل أن أسلم على حضرتك، كيف حالك؟ حاضر، ندعو لك بالشفاء وإن شاء الله ربنا يقدر هذا اللقاء. إن شاء الله تفضل يا مولانا. فكرة هذا الاتصال الحقيقة حتى الآن يعني: الأرض زكاتها في المرتبة الأولى عند الشافعية على الحبوب. يعني افترض أن هذه الأرض قمت بزراعتها موزاً، أو زرعتها برتقالاً، أو زرعتها... مانجا نُخرِجُ عليها الزكاة عند الحنفية، عند كل ما خرج من الأرض عليه الزكاة. وبعد ذلك رقم اثنين، يوجد نصاب للمحصول، هذا النصاب قيمته ستمائة وخمسون كيلوجراماً. خمسة أوسق هي الستمائة والخمسون كيلوجراماً،
سواء كانت قمحاً أو ذرة أو فولاً أو أي شيء مثل ذلك، تجب عليه الزكاة، وأقل من ذلك لا تجب. ما عليه، الذكاء والذكاء أنا أقوم بها بالآلة، بالطنبور أو بالثقيلة أو بغيرها إلى آخره، فيصبح خمسة في المائة بالمطر، وهذا ليس موجوداً عندنا إلا ربما في أماكن في مرسى مطروح أو سيناء أو نحو ذلك، فيصبح عشرة في المائة من الستمائة وخمسين، جميل، وآتوا حقه يوم حصاده، طيب والأرض؟ نفسها أنا اشتريت هذه الأرض بمائتين ألف جنيه وأصبحت بأربعمائة الآن، وليس عليها زكاة. الزكاة على الثمرة، على الثمر، وهذه الثمرة إما أن يكون الناتج منها المحصول حبوباً بأنواعها المختلفة، وإما أن تكون تمراً أو عنباً، فقط هؤلاء هم الذين عليهم الزكاة عند الشافعية. قال أبو حنيفة: "لا، البرسيم عليه ذكاة". كيف يمكن أن ستمائة وخمسين
كيلوجراماً من البرسيم تُفرض عليها خمسة في المائة إذا كانت تُسقى كما نسقي نحن هكذا بالآلة؟ هناك جهد وعامل أحضره وأدفع تكلفته، فتُخصم وتصبح عليها خمسة في المائة عند الحصاد. في اتصال من الأستاذ محمد، تفضل يا... سيدي، مرحباً، تفضل يا سيدنا محمد. السلام عليكم. وعليكم السلام. الله، لا تتعجل، فلدي سؤال عن الدكتور. تفضل. ملاحظة لطيفة هكذا، السؤال الأول هو أنني كنت أعمل ثم أُحلت إلى التقاعد وأخذت مبلغاً ووضعته في البنك بفائدة لكي أعوض المعاش الضعيف، فهل أدفع زكاة عن هذا المبلغ؟ كل العائد ولا أعمل به، هذا شيء. الشيء الثاني: جملة ملاكه العدل الشرعي للسيدة خمسة أيام في الشهر. في الثانية باثني عشر، خمسة وستون بستين.
هذه واحدة بسيطة هكذا مع التأدب مع العالم الكبير الدكتور عليها. نعم، إنها فكرة الحساب فقط يقول: خمسة في اثنين خمسة أيام في... سنتكلم. عن الصيام، صيام شهر رمضان فقط. نعم بالضبط سيدي، نحن لا نصوم الاثني عشر شهراً. صحيح، نحن نصوم رمضان فقط، شهراً واحداً في السنة. بالضبط فخمسة في عدد السنين فقط، يعني في عدد السنين وليس خمسة في السنة، لأننا نصوم رمضان فقط بالتأكيد. بالضبط، إذاً الحكم يصبح عشرة. عشرة في المائة على العائد، وهذه فتوى الشيخ عبد الله المشد رحمه الله تعالى، أستاذنا ورئيس لجنة الفتوى وعضو مجمع البحوث. نعم مولانا الكريم، تشرفت بلقاء حضرتك في هذا الوقت، شكراً جزيلاً، جزاكم الله خيراً. ومشاهدينا الكرام، بعد
الفاصل الدكتور أسامة الأزهري يكون في ضيافة في... حضرة مولانا الشيخ، وإن شاء الله يكون الحديث سريعًا. سنستمتع به بعد الفاصل إن شاء الله، ابقوا معنا. الأزهر هي مؤسسة إسلامية وتربي الأجيال الإسلامية على منهج الوسطية حتى لا يخرج من المسلمين إنسان متطرف أو متعصب عن الدين. أريد أن أدرس هنا وأتخرج من الأزهر وأعمل بمنهج الأزهر لكي أنشر. وأدرس العلوم الشرعية والعلوم العصرية. أتيت إلى الأزهر الشريف لأتمكن من الرد على الشبهات التي توجه
إلى الإسلام التي الإسلام منها بريء. الصعوبات التي واجهناها أحياناً تكون الصعوبات العادية التي يواجهها أي إنسان غريب عندما يسافر إلى بلد لم يكن ملماً بثقافتهم أو لم يكن متعوداً على تقاليدهم. الصعوبة في مصر... بسم الله والصلاة والسلام على سيدنا
رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه واتبعه، ثم أما بعد، الأسرة المصرية الكريمة، السادة المشاهدون الكرام، تحياتي إليكم، وأجدد الترحيب بأستاذنا وإمامنا وشيخنا السيد الشيخ علي جمعة حفظه الله. أهلاً وسهلاً بكم، مرحباً بك يا مولانا. حضرتك في تأمل في قضية مجيء الوافدين للأزهر الشريف أحب أن أطرحه على فضيلتك، نحن أدركنا فجأة نتيجة حصلت وتراكمت على مدى قرون. فوجئنا بأنه لدينا ثلاثين أو أربعين ألفاً، وقبل ذلك كانوا أكثر من الوافدين من دول مختلفة، العمق الأفريقي والعمق الآسيوي وشمال وأواخر أوروبا وغيرها. لحظة
البداية كيف حصلت وما هي؟ الذي حدث عندما بدأت هذه الأجيال تأتي وتُفاجأ بصنعة علمية متقنة ومنتج علمي عالي الجودة ويرجع إلى أهله فيجدون له أثراً رشيداً وحميداً، فتتحرك الهمم أن يرسلوا أولادهم. كيف حصلت البداية؟ الحقيقة أن اتصال العالم بهذه المنطقة، منطقة الحجاز ومنطقة مصر، بدأت من عصر النبي صلى الله عليه وسلم. الصلاة والسلام. وهناك عام بعد العام السابع الهجري سُمي بعام الوفود. نعم، جاءته الوفود من كل مكان. نعم، ورأينا في كتب الصين أن وفداً من ملك الصين، إمبراطور الصين، جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى قيل في بعض الكتب المهتمة بتاريخ الفن أن هذا الوفد رسم رسول. الله صلى الله عليه الصلاة والسلام عندما
تبحث في قصة صورة رسول الله صلى الله عليه وسلم، الوفد جاء وذهب راسماً سيدنا رسول الله هكذا لكي يريها للإمبراطور الخاص به. عندما بحثنا في الصين عن هذا الخبر وجدنا أنه غير موجود في المصادر لكنه موجود عندنا نحن في تاريخ الفنون. يشير تاريخنا وتاريخ الفنون الغربية إلى أن هناك من رسم رسول الله، وطبعًا لا يخفى على علمكم الشريف قصة هرقل وأنه كان يحتفظ بصور الأنبياء في خزانته على حرير أسود، إلى آخر الكلام الوارد الذي أورده ابن كثير في تفسيره والبيهقي في دلائل النبوة وكذلك غيرهما، فهذا هو. نعم نعم، جاءت الوفود. من ضمن ذلك كان هناك شخص اسمه السيد إسماعيل من المجر، كان قد ألقى محاضرة عندنا في
الأزهر في سنة أربعة وستين، وبيّن فيها أن أصول المجريين المسلمين كانت من وفد من مائة شخص إلى رسول الله، وأنهم أسلموا على يديه. يعني كان... هذا فيه من الصحابة إذا حضرتك عام الوفود لم يكن فقط وفوداً من قبيلة من جزيرة العرب أبداً، هذا كان من كل الدنيا. لذلك حضرتك في كتب السيرة عندما يذكرون أسماء قبائل العرب التي جاءت، يُعقبون بأنه ثم جاءت وفود كثيرة مطلقة، ثم جاءت وفود كثيرة، لأنهم لا يعرفونهم. ولا يعرفون حتى لغتهم وكانوا يأتون معهم مترجم أو شيء من هذا القبيل، ولذلك استمرت فكرة الوفادة هذه، ثم بعد ذلك جاء الإسلام فخرج من جزيرة العرب ودخل من الأندلس حتى الهند، بعد ذلك نشأ في
مصر علم معتبر، وهذا العلم المعتبر وجد معهدًا قويًا وهو الأزهر، نعم فكمن فيه، نعم دخلوا. عوامل جذب العلم وصنع خدمة الصناعة العلمية كانت متوفرة. كان سيدنا الشيخ عبد الله يقول: "لقد كان الناس يتركون الحرمين ويأتون إلى الأزهر من أجل العلم". انجذب إليه علماء كبار. نلاحظ مثلاً الواحد مثل الشيخ أحمد بن الصديق الغماري المغربي، الحافظ، هذا الرجل يأتي إلى مصر وهو ابن عشرين سنة فيرى. فيها مفتي الديار محمد بخيت المطيعي فيسأله عن حكم التصوير الفوتوغرافي، يسأله لماذا أبوه السيد محمد بن الصديق يرى حرمة التصوير وهو غير راضٍ أن يتصور
لدرجة أنه عندما جاء، كان في مؤتمر هنا بعد انهيار الخلافة العثمانية اسمه الخلافة الإسلامية، هذا كان في أي سنة فضيلتك تقريباً؟ حضرتك، نحن الخلافة... انهارت في السادس من مارس سنة ألف وتسعمائة وأربعة وعشرين، نعم، دع السنة، في أواخر خمسة وعشرين وستة وعشرين كان المؤتمر. تأتي لمؤتمر إحياء الخلافة على آخره هكذا. الشيخ محمد بن الصديق هذا إمام كبير الذي هو أبو أحمد، نعم، وأبو عبد الله وأبو الجماعة الغمرية، نعم. يريد أن يسافر فذهب إلى السلطات الفرنسية. وقال لهم: "أنا لِمَ أضع صورتي على هذا الشيء؟". قال: "الصورة ليست ممنوعة، تنزَّه عنها". فعملوا له استمارة خاصة باسمه دون صورته، وجاء إلى هنا. الشيخ أحمد، كما تقول، اغتاظ، يعني أنت يا أبا... يعني تعاملت الناس معك
كما تعاملنا. فذهب وسأل بخيت المفتي، مفتي الديار، مفتي الديار. نحن نتحدث الآن في سنة عشرين، الرجل القادم أحمد بن الصديق مولود ألف وتسعمائة، عنده عشرون سنة، ألف وثمانية وآخرين هجري. انظر الآن، انظر إلى العلم المصري، أصبح العلم المصري الذي قلده الناس بعد ثمانين سنة، ألف وتسعمائة وثمانين قلدوه، ولم يقل أين أيضاً لأن ما زال أقوام يقولون. بحرمة الصورة الفوتوغرافية، الشيخ أصبح بخيت كان بعيد النظر حضرتك، يعني مستشرف للأفق. سألني ابني الشاب أحمد بن الصديق في أول تأليف عن التصوير اسمه "جوابي الشافي في إباحة التصوير الفوتوغرافي". كانوا يحبون السجع هكذا. ما القصة؟ قال: "إنه حرام". كيف هذا؟ أنت واحد وقفت مقابل... المرآة في المرآة حبست صورتك وأنت مشيت،
لكن هذه حقيقة التصوير. خلاص، يبقى إذا هذه ليست الصورة بمعنى التمثال المعبود، الهبل وظفر وزحل وكل هذا الكلام، ليس لنا شأن به، فهذا شيء آخر تماماً. هذه العقلية الراجحة المتفتحة المدركة لحقائق الأشياء. نعم، لا، كان هذا شيئاً مبهراً حقاً، الجواب الشافي في... إباحة التصوير الفوتوغرافي. فكان مرة أحد من أولياء الله الكبار سمع أن السكر يتبيض، أي يصبح أبيض، وهو السكر لونه أسمر بني، وبعد ذلك بالعظام، وهذه العظام ميتة، فيكون حراماً. هو فكر هكذا، فكتب "رد المنكر على من حرم السكر". لا لا، هذا العلم، ولذلك نحن لم
نقع أبداً في... مثل هذه المطبات يوجد أناس حرَّموا الساعة وحرَّموا الراديو وحرَّموا الدراجة والملعقة والشوكة وهكذا. هؤلاء الناس، نحن لم نقع في مثل هذا، لماذا؟ لأننا ندرك الواقع. نقطة أخرى، أننا نحيا حياة النبي لا عصره عليه الصلاة والسلام. بمعنى ماذا يا سيدنا؟ حياة النبي وليس عصره. عصره كان له أدواته. منها أنه لا توجد ملعقة ولا شوكة ولا أي شيء، لا يوجد أناس يريدون أن يعيشوا عصر النبي. حسناً، سنأتي بها، سنأتي بها. فيعود حضرتك لتهدر تطور البشرية على مدى قرن بما تراكم فيها من أدوات وسبل معيشة وانبساط، فيصبح الإسلام غير صالح لكل زمان ومكان. محبوسٌ في قرنٍ معين، فنعم، وبعد ذلك يستسلم عندما تضغط عليه الحكاية. مرةً واحدٌ من هؤلاء كان يُحرّم الراديو،
فلا يدخل عندنا هذا الراديو أبدًا، وبعد ذلك بعد أربعين سنة من تحريمه للراديو، أحضر الراديو رغمًا عنه في جهاز ابنه، لكنه هو لا، أما ابنه فنعم، يستسلم له، قهره الزمن يعني. قهره الزمن، نعم، نعم. علماء الأزهر يعرفون الفرق بين حياة النبي وعصر النبي، ولم يتوقفوا أبداً عند عصر النبي، ولذلك تجد المنابر عالية هكذا، بينما في الجانب الآخر يقول: لا، أنا أريد ثلاث درجات كما كانت منبر النبي. حسناً، النبي عليه الصلاة والسلام لم يكن... هناك مئذنة، لم يكن هناك محراب مجوف، لم تكن الأرض مفروشة بالسجاد. هل تريد أن نعيش عصر النبي أم تريد أن نعيش حياة النبي؟ ما هي حياة النبي إذاً؟
أنه كان جميلاً، أنه كان نظيفاً، أنه في الترمذي يقول أن الله نظيف يحب النظافة، وهناك قال أن الله جميل يحب الجمال. هذه هي الحياة. النبي ومنهج النبي، أنا مولانا أذكر طرفة من الطرف التي ذكرها ابن الجوزي في كتاب الأذكياء، يقول أن شخصاً جلس مع هارون الرشيد، فهارون يقول: أنا غاضب من سيدنا عثمان بن عفان. سيدنا أبو بكر الصديق نزل درجة عن درجة سيدنا رسول الله في المنبر احتراماً للجانب النبوي، سيدنا عمر... هذه هي حكاية العصر وحكاية الحياة، سيدنا عثمان استحدث الأذان الثاني للجمعة وجعله في الزوراء لأن الناس كثرت. وعندما
كثر الناس، رفعوا المنبر حتى يصل الصوت، أي أنها عمليات وظيفية. أذكر أن فضيلتك كنت تصوغ هذا المعنى سابقاً فتقول إنها مناهج أئمة العلم ومناهج الصحابة والمنهج النبوي الشريف، أننا نأخذ... المنهج ولا نقف عند المسائل هل هو هذا نفس التعبير عن لا لا هذه قضية ثانية قضية لكنها شبيهة بها وهي التجريد يعني الذي يتفق مع هذا مع هذا هو التجريد. الحياة والعصر هذه تدخل على الفور في معنى البدعة وتصدم عقل من لم يفقه نسق الشرع بأنه هذا. منقطع عن الشريعة فيظن البدعة هذه ليست بدعة، كل هذه الأشياء ليست بدعة لأنها متعلقة بالأدوات لا بالأفعال. نعم، لكن الثاني هذا يأتي إلى المناهج والمسائل، شيء مثل سيدنا أحمد بن حنبل، ما هو منهجه في مقاومة مسألة
"القرآن مخلوق" هذه؟ نعم، هذا منهج. ماذا فعل؟ أول شيء أنه لم يتكلم. احتمى بمصطلحاته، يقولون له: "القرآن مخلوق أم غير مخلوق؟"، فقال: "ليس لي شأن، هو كتاب الله"، "أهو مخلوق أم غير مخلوق؟"، "إنه كتاب الله"، ومضى في ذلك. عندما وجد أن المسألة قد انتشرت قال: "لا، القرآن مخلوق"، ما معنى مخلوق؟ يعني هذا الدال الذي لنا، هذا المصحف، هو صفحات المصحف والمداد والحبر. قالوا: "نعم، هذا مخلوق". يعني هذا معناه قيام الحوادث في الله تعالى، ومعناه تاريخية القرآن، فالقرآن زمني محصور في عصر. قال لهم: لا، يبقى غير مخلوق. أنت منتبه؟ المنهج - حضرتك - لو تتبعنا طبقات لأبي يعلم، سنجد الثلاث مراحل. هذا هو المنهج اليوم، ما من أحد يسأل إن كان القرآن مخلوقاً أم غير مخلوق، لكن... في شيء يُسمى ماهية الحداثة
وما بعد الحداثة التي تحاول الوصول مجدداً إلى تاريخانية القرآن من ناحية أخرى، فأنا آخذ هذا المنهج عندما أجد شيئاً لا يزال في بداياته وشخص واحد فقط هو من يقوله، فأتركه وأتجاهله. نعم، عندما تنتشر قليلاً أدخل في تدبير آخر وإجراء آخر عندما أجد أن كلامي سيترتب عليه أثر. عليه فهم خاطئ أغيره. أعطي المنهج، فتصبح هذه عقلية منظمة لديها تدابير وإجراءات كثيرة، تقدر كل خطوة وكل أمر مستحدث بالقدر الذي يناسبه، وتبرز لكل مرحلة جزئية من المنهج ما يلائمها. هذا فعلاً هو المنهج، يعني هذا عقل منظم، هو هكذا الترتيب. نعم نعم، مولانا عود على بدء كان. كان أحد علماء حلب اسمه الشيخ محمد جميل العقاد، وقد درس في الأزهر في نفس الطبقة التي درس فيها الشيخ أحمد الصديق، كما درس على يد الشيخ بخيت والشيخ يوسف الدجوي. ويبدو أن هؤلاء الناس يا مولانا، يعني كما تعودنا وتعلمنا على ذكركم،
كنتم - أي ذلك الجيل من علماء الأزهر - تتركون. مسحة من الجلال والوقار وسعة العلم في نفس الطلاب، فلما رجع الشيخ جميل العقاد إلى حلب كان لا يغادر مجلسًا أبدًا إلا يذكر جلال شيوخه من الأزهريين، حتى أنه تلميذ الشيخ فوز فيض الله يقول: رُزق الشيخ ببنت فسماها أزهرية لشدة حبه للأزهر. هل هو هذا الأثر والصيت والسمعة العلمية؟ التي كانت تطير إلى الآفاق وتنتشر للأزهر الشريف فتحرك الهمم عند الأسر والشعوب أن يرسلوا أبناءهم فتنشأ ظاهرة المبعوثين. هل أستطيع أن أقول هكذا؟ لقد انبهروا، نعم، العالم كله انبهر لأن الحقيقة أن علماء الأزهر عندهم رصانة وأخذوا العلم على ما هو أنه علم، ولذلك تراهم مثلاً أول شيء في... هذه المتون في
النحو تجد حافظ الألفية، وفي الميراث تجد حافظ الرحبية، وفي المنطق تجد حافظ السلم. هذه الأمور الصغيرة الأولية، ولكن منهم من كان يحفظ جمع الجوامع في الأصول أو منهاج الأصول وهكذا. أنا أدركت الشيخ محمد أبو النور زهير رحمه الله تعالى، وكان يحفظ منهاج البيضاوي. في الأصول - في الأصول - وعنده أربع مجلدات أملاها من ذهنه، أربع مجلدات خاصة بالشيخ محمد بن نور زهير. طبعاً حضرتك، مع أربعين أو خمسين سنة وهو يدرس نفس هذا العلم، فانحفرت المسائل في ذهنه. والله إنه أملاهم قبل الأربعين والخمسين، نعم. وكان الشيخ نابغة من الشيخ مأمون الشناوي شيخ الجامع. شيخ الأزهر أي شيخ الأزهر هو الذي أرشده وقال له: "على فكرة، أنت جيد في الأصول، اكتب حاشية على الإثناوي". كانوا يشجعونهم، وكان هؤلاء العلماء - نحن نحمد ربنا
أننا أدركنا بعضهم - الله الله! أنا أدركت الشيخ الخرنشاوي، وكان يشرح لنا حاشية العضد على ابن الحاجب في باب القياس. فجاءت عبارة فالشيخ شرحها على هيئات معينة وبعد ذلك قلت له: "يا مولانا، إنني أفهمها بطريقة أخرى". فقال لي: "ما هي؟ كيف تفهمها؟" فذكرت له ما عندي، فقال لي: "ماذا تعني؟ يعني ما ذهبت إليه أنت هكذا معقول المعنى، ولكن نبحث". يا سلام! نعم والله نبحث لأن كلامك هذا معقول. لكن لننتظر ديننا، فرغم أنه وجد حضرتك أن المعنى قابل لأن ينتسب إلى العلم، لكن أيضاً أمهل نفسه لمزيد من البحث. ثم إنه من هو الشيخ القرنشاوي؟ الشيخ القرنشاوي هذا إمام الأئمة وبدر التتمة وشمس
الدنيا. فوجه، انظر كيف يبني تلميذه، انظر كيف يشجعه. في المرة التي تلتها قال لي: "يا علي، كلامك ظهر صحيحاً، يا سلام يا سلام!" لا تتصور كم فرحتُ أن كلامي ظهر صحيحاً، وكنت كالكتكوت الصغير بين الديوك، يعني شيء مثل زغب من كتكوت، لكنه جميل. الشيخ عاد إلى رمضان، وعاد إلى فضيلتك بعد كم من الوقت. وقت المحاضرة التي تليها مباشرة، المحاضرة التي بعدها بأسبوع مثلاً، نعم. وقال لي: من الذي قال هكذا وكذا إلى آخره. يعني شغلتُ ذهنه، ورجع حضرتك، وعمل عشاً في ذهنه، ودار وفكر وعاش فيها. نعم، لأنه هو صاحب ابن الحاجب، يعني أدوات صناعة العلم يمتلكها جيداً. طالما أنه طبقها على المادة التي ذكرتها حضرتك، فأنا الآن في هذا الوقت كان عندي مثلاً
ثلاثين سنة وهو عنده ثمانين أو سبعين سنة، فهناك نصف قرن تقريباً بيني وبينه، وهو في الأصل ليس محتاجاً إلى مدح ونحو ذلك، فهو إمام كبير جداً على الإطلاق. لكنني أرى كيف رباني، أي كيف شجعني وأعطاني الأمل بأنني أفهم، وفتح لي. وشيء آخر، شيء جميل وجيد جداً: الشيخ جهد الرب رمضان كان يدرّس لنا الأشباه والنظائر، ثم جاءت مسألة صعبة، فقلنا له: "يا مولانا، هذه صعبة جداً: النذر، هل يُسلك به مسلك الواجب؟" قلنا له صعبة مستعصية قال أنا لا آتي في الامتحان إلا بما يطاق أنا لا آتي
في الامتحان إلا بما يطاق ففهمنا منها أنه لن يأتي بهذه المسألة، حسناً، فلم نحفظها جيداً، فأتى بها، فكان نصيبي السقوط. سقطت في الامتحان وبعد ذلك، بعدما سقطت في الامتحان قابلني وقال لي لعل. الله أن يؤخرك ليقدمك. الله الله تدعو إليه. الله يعني يرسل الأمل. فقط سقطنا. نعم، الحق عند القانون. لم يأتنا تدخل. نعم، لم تجب على هذه، إذاً تسقط. سقطت، نعم. وجاء بالطبع. حفظتها وحفظت. أنا أحفظ كل المسائل إلا هذه، فحفظتها. فلما حفظتها جاء الدور الثاني ولم يأتِ بها بعد أن حفظتها. فإذا ما الذي فعله بي؟ قال لي: مَن الذي قلتُ أنني لن أحضرها؟ لا، يجب عليك أن تحلل
النصوص ويجب أن تكون واعياً للكلام. نعم، هذا درس بكل الدراسات وبكل العلم وبكل شيء. هذا حضرتك تدريب، يعني هذا تدريب عملي، نعم جداً. المهم عندما فعل ذلك، قام بماذا؟ أصبحت أنا قد أجبت وأحسنت في الإجابة، فقابلني وأمام بعض الإخوة قال لي: "يا شيخ علي، قلمك خير من قلمي"، الله الله الله، هذه لا تخرج من الشيخ إلا على سبيل التربية، إلا على سبيل البناء، يريدون أحداً يحمل من بعدهم وهكذا إلى آخره، "قلمك خير من قلمي"، يا سلام! يا سلام! هذه كبيرة جداً، هذا هو التشجيع، هذا فتح أبواب، هذا أسقطني في التربية وهذا لا ينافي أنه نجّحني في التربية. الله الله! ومدحني في التربية، وأخذ بخاطري
في التربية. هذه هي النتيجة، هذه هي التربية، هذا هو المنهج. ولذلك فالشيخ جزء لا يتجزأ من قضية العلم. حسناً، فهؤلاء الناس أبهروا العالم، رضي الله عنه. هؤلاء الناس أبهروا العالم. فقد حكى لي مرة الدكتور مبارك المبارك، المتخصص في الأدب، أنه عندما جاء لم يكن معتاداً على الطريقة الأزهرية. الطريقة الأزهرية فيها أسلوب أبوي، فالشيخ كالأب، فيقول مثلاً: "يا ولد أنت". نعم، هو لم يكن معتاداً على أن يناديه أحد "يا ولد"، فلم يعتد على ذلك. التعبير هذا، كيف يعني؟ أنا طالب علم متحير. فقال: أنا اتخذت... أنت وهو تشتموننا أم ماذا هذا؟ وبعد ذلك عندما جلسنا عرفت أن هذا هو الأب الرحيم، وهو يقول لي إن هذا عين المحبة وإن هذا كذا وكذا إلى آخره، وعرفنا أن
هذه قضية أخرى يا فتى. وهو في مقابلها فضلٌ من عطاء الله الله وفضلٌ من العلم وفضلٌ من كذا إلى آخره. الشيخ عبد الغني عبد الخالق كان يأخذ التلاميذ معه ويغديهم في بيته، نعم نعم، وعندما تُشكِل عليهم العبارة، أم الشيخ - الشيخ عبد الغني - هذا الشيخ عبد الغني هو أعلم مَن في الأرض المحيطة، يقوم ويقول. للطالب: "تعال نصعد إلى الشيخ مصطفى لكي يحل لنا العبارة، أو ننزل. لا أعرف إن كان الشيخ عبد الغني في الأعلى، هذا أخوه الشيخ مصطفى عبد الخالق، نعم. هم بيت يسكن فيه الشيخ أحمد والشيخ مصطفى والشيخ عبد الغني، أو الأسرة العلمية هذه، الأسرة العلمية بجوار السيدة نفيسة". وينزل بالطالب إلى الشيخ مصطفى لكي يحل لهم العبارة. الشيخ مصطفى هذا أصبح الذي لم تقف أمامه عبارة. من هو الشيخ مصطفى؟ الشيخ مصطفى لم يؤلف أي كتاب أبداً. ألّف
فصلاً واحداً من كتاب عندما أرغمهم الشيخ محمد محمد المدني عميد كلية الشريعة على ذلك، فبالكاد استطاع أن يُخرجه. ما ألزم فيه، وكان يقول: "سُرقوا أولاد الناس! يا سلام!" الكتب موجودة، والعلم يمكنكم دراسته. أما زلنا سنعمل مذكرات وسنفعل العجائب؟ حسناً، يعني هذا أيضاً تقوى وعدم حب للشهرة، ولكنه ترفُّع. كان الطلبة دائماً يقولون له: "يا مولانا"، وكانوا يقولون للشيخ مصطفى هكذا: "أنت المجتهد، أنت مجتهد مجتهد". بدون كلام، يعني جامع لشروط الاجتهاد والأدوات العلمية، ليس ممكناً، لا، إنه مجتهد بدون كلام. فهؤلاء الناس أبهروا العالم لأنهم وجدوا علماً حقيقياً، وجدوا علم. من الذي كان يقول له أنت مجتهد بدون كلام؟ شخص تركي حنفي. انتبه كيف يقول أن
الاجتهاد انتهى، لم يعد هناك اجتهاد، وبعد ذلك عندما رأى. الشيخ مصطفى قال: "لا، لا يوجد اجتهاد، لا لا لا يوجد اجتهاد هكذا. أنت مجتهد بلا كلام". وكان هذا الشيخ متواضعاً ولا يحب الافتخار ولا الزهو ولا ما شابه ذلك، ويقول: "أنا أسرق أولاد الناس". يا سلام! أبهروا العالم، أبهروا العالم بأخلاقهم، أبهروا العالم بعلمهم، أبهروا العالم بتصرفاتهم ومواقفهم، أبهروا العالم في... علاقتهم مع هؤلاء الناس الوافدين كانوا يتبنونهم وكانوا يعتبرون أنهم من أبناء السبيل الذين يستحقون في أعناقهم واجباً، ليس منّا ولا كذا، بل في سبيل ماذا؟ يقول له: "يا ولد، تعال يا ولد هنا، يا ولد"، يدلله. نعم، هذه دلالة، نعم طريقة مصرية لطيفة جميلة. الرجل اعترف بها، لكن الصدمة. الأولى هي التي صنعته، ولكن بعد ذلك
ماذا حدث؟ خلاص يعني كلهم أحبوا هذا النمط من التصرفات وهذا النمط من العلم وهذا النمط من التقوى ومن الإتقان، والحمد لله رب العالمين. مولانا، أذكر أن هواري بومدين الرئيس الجزائري، اسمه محمد بوخروبة، وقبل اشتغاله بالسياسة كان حافظاً للقرآن وتعلق. بالعلم فبدأ يسأل ما هي أبرز وأكبر مدرسة علمية تُشد إليها الرحال؟ الأزهر. وكان فقيراً فباع بيته وقال إن النقود التي معي إما أن تكفيني للسفر أو للإقامة هناك، وليس حتى لجمع ما بين الأمرين. فقرر أن يسافر مشياً من الجزائر إلى الأزهر الشريف، وكان معه أربعة من رفاقه منهم. اثنان عادا من الصحراء التونسية، واحد فقط أكمل معه اسمه محمد الصالح شيروف، هو الذي كتب هذه القصة في كتاب اسمه "رحلة أمل". حضرتك، الصحراء الليبية التي تمتد تسعمائة كيلومتر، يقول أن درجة الحرارة في
جوف الليل تزيد على الأربعين، فيختبئ في وسط الرمال فيجدون العقارب هاجمتهم مرة. ذئب ونهشهم ونال منهم، فتذكر هواري بومدين أنه كان يقرأ في كتاب الحيوان للجاحظ أنه إذا أشعل الشمعة في وجه الذئب ولَّى هارباً، ففعل ذلك فهرب حتى وصل بهذه الرحلة الشاقة إلى السلوم، ومنها مشياً إلى الأزهر الشريف. هل هذه الهمم يا مولانا؟ أنا أُكبِر هذه الهمة والنموذج البشري. الصبور الذي يتحمل لكي يستطيع أن يوصل الأزهر إلى هذه الدرجة، حفروا في نفوسهم الذي تتحدث عنه فعلاً، يعني يفتح الباب فعلاً. هؤلاء الناس، هذه الأجيال نجحت في أن تصنع سمعة راقية لمصر وللأزهر، وأن تُشرق شمس العلم في العالم، وأن كل شخص يفكر في العلم الشرعي تتجه. الإشارة إلى الأزهر الشريف تعني كيف نحافظ وكيف تستمر، ما تعليق حضرتك على أن التعمق
في المصرية يؤدي إلى العالمية؟ بمعنى أن المصريين لهم منهج ولهم طريقة، والحفاظ عليها والتعمق فيها يجعلك رجلاً عالمياً. فالعالمية ليست بالتفلت من الخصوصية المصرية، ولا بالالتفات يميناً وشمالاً وشرقاً وغرباً، هذا أنت. معك كنزٌ هنا، هذا الكنز مصري. فكلما توغلت في المصرية، كلما اكتسبت الأصالة والسطوع العالمي. حقق العالمية، فهذا هو، هكذا. الهمة التي عند هواري بومدين والهمة التي عند صاحبه محمد الصالح، وكذلك هي همة عصر،
والعصر كان هكذا. الجو العام كان، نعم يعني نحن لغاية الخمسينيات والستينيات. كان هناك من يحج ماشياً من مصر لا من ماليزيا من الهند من تايلاند من كذا. لا، هي ظاهرة عالمية، ظاهرة عالمية. كان العصر هكذا، نعم. نحن يعني بعد الخمسينيات، آخرنا كان ستة وخمسين، تسعة وخمسين، يعني حتى الأفلام التي عن من حج ماشياً تجد أنه إلى غاية أواخر في. أفلام الحج الوثائقية... قديماً كان الحاج عندما يذهب يبكي بكاءً مريراً، لماذا؟ لأنه يتعب فيها كثيراً. أما الذي يركب الطائرة ويذهب ويطوف حول البيت ويقف في المناسك ثم يركب الطائرة ثانيةً، فقد أصبحت مسألة خفيفة. يعني نعم، يعني اثنتا عشرة ساعة أو ستة
وثلاثون ساعة ويحج ويقول: "أنا حججت" وانتهى الأمر وهو... سئمتُ من تقديم إثبات حالة في العصر، كان هكذا العصر، كان هكذا. لكن ما المغناطيس الجاذب؟ المغناطيس الجاذب هو أن النموذج المصري كلما توغل في المحلية ستصل إلى العالمية. طبعاً الأزهر جزء من المحلية، ما الذي جعل نجيب محفوظ - رحمه الله، رحمه الله - يحصل على جائزة نوبل؟ أنه أوغل في المحلية في المسلسلة. حارته المصرية والفتوات والنباتيت والحرافيش وما إلى آخره، تعمق فيها ودخل في أعماقها وأصلح فيها حتى قالوا إنه هو كمال. هل أنت منتبه في هذه الثلاثية؟ ماذا فعل الرجل؟ عاش بداخلها ورأى كيف كانت العلاقات، فنجح في أن يقدم للعالم شيئاً عذباً ومبهراً جداً، نعم، ووصل إلى العالمية. فالتعمق
في... المحلية توصل إلى مولانا أي محلية من خصائص المصرية على وجه الخصوص لأجل عبقرية المكان، لا هذا ليس المكان فقط، بل المكان والسكان والزمان، جميل الزمان والمكان والسكان. مولانا، كلمة أخيرة حضرتك توجهها كعالم وإمام أزهري لأبنائك الوافدين من أنحاء العالم إلى الأزهر الشريف، انقل لهم ماذا؟ أقول لهم: ربنا يبارك فيكم. استمروا في طلب العلم وكونوا جادين، فمن حفظ المتون حاز الفنون. أحسِن واجعل فترة بقائك في مصر لتحسين اللغة العربية، فاللغة العربية وحفظ القرآن الكريم هما المفتاح لك، ليس لإنشاء مجدك فقط،
وليس لمستقبلك فقط، بل لنفع بلادك ووطنك وشعبك وأهلك، بل ولدينك. أشكرك يا أستاذنا الجليل، ونلقاك إن شاء الله. على خير مساء الأربعاء القادم، وخالص المودة والتقدير، وخالص المودة للسادة المشاهدين. نلقاكم على خير مساء الأربعاء المقبل إن شاء الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.