#والله_أعلم | الحلقة الكاملة | 12 يناير 2015 | فتاوى داعش و الجماعات المتطرفة حول تكفير المجتمع

أهلاً بحضراتكم في حلقة جديدة من برنامج "والله أعلم" هذا المساء مع فضيلة الإمام. نستكمل الحديث حول الجماعات التي تشكلت وظهرت مؤخراً في الإسلام، وفضيلته بالأمس تحدث أن هذا الأمر كانت بدايته ربما بما يسمى جماعة الإخوان المسلمين، وأن هذه الجماعة أرادت أن تنشئ جماعة غير جماعة المسلمين. موازية ثم اليوم سنستكمل هذا الحديث مع فضيلة
الإمام لكي نتحدث عن جماعات بعينها هي الجماعات التي تكفر المجتمع. بعض من هذه الجماعات أو الركيزة الأساسية من هذه الجماعات خرجت من التيار القطبي في منتصف الخمسينات، ولكنها وصلت إلى عدد كبير وتمددت بأشكال كثيرة. نتناول فكر التكفير لهذه الجماعات. وكيف نحصن أنفسنا وكيف نواجه هذا الفكر التكفيري في هذه الحلقة إن شاء الله مع فضيلة الإمام العالم الجليل الأستاذ الدكتور علي جمعة. فضيلة الإمام، السلام عليكم. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أهلاً وسهلاً بكم فضيلة الإمام. الآن ننتقل من فكرة الجماعة كما ذكرتم بالأمس، فكرة الجماعة أو مسمى الجماعة لأول مرة يُستحدث أو يُستخدم خارج جماعة المسلمين في جماعة الإخوان الآن. فكر التكفير من أين بدأ؟ وهل بدأ منذ الخوارج منذ عام ستة وثلاثين هجرياً في معركة صفين؟ أم أنه بدأ بعد ذلك بكثير؟ بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله والصلاة
والسلام على سيدنا رسول الله. وآله وصحبه ومن والاه. الفكر التكفيري كما يقول سيدنا عبد الله بن عمر فيما أخرجه البخاري: ذهبوا إلى آيات أنزلها الله في المشركين فجعلوها في المسلمين. فالفكر التكفيري هو أول من كفّر المسلمين، وكما ذكرنا أمس فيما أخرجه ابن حبان وغيره عن أخوف ما أخاف على أمتي أو ما... أخاف على أمتي رجلاً آتاه الله القرآن، حتى إذا ظهرت عليه أو بدت عليه بهجته، غيَّره وخرج على جاره بالسيف، ورماه بالشرك. قالوا: أيهما أحق
بها يا رسول الله، الرامي أم المرمي؟ فقال: بل الرامي. فبدأ الخوارج، والخوارج يصفهم رسول الله بالرغم من أنهم من المسلمين، لكنهم عصاة فسقة بغاة. طغاة مثل المسلم الظالم لا ينظر الله إليه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما أخرجه البزار: "الخوارج كلاب أهل النار". أمر شديد جداً، أي شيء لا يُصدَّق. خرجت الخوارج وكانت المعارك من بداية سنة سبع وثلاثين إلى سنة اثنتين وثمانين، حيث قضى عليهم الحجاج، قتلهم تقتيلاً وبنى. بعد ذلك الحضارة، الحجاج هذا كان يبني الحضارة الإسلامية في العمارة،
في الخط، في القرآن، في كل شيء بدأ. فالمهم الحاصل أن الفكر التكفيري هو فكر قديم لكنه انتهى، وانهزمت الخوارج فكرياً وواقعياً، وظل هذا إلى أن ظهر شيء يشبه التكفير ولكنه ليس تكفيراً مع ابن تيمية حيث... قُسِّم التوحيد لأول مرة في الإسلام إلى ثلاثة أقسام: توحيد الربوبية، وتوحيد الألوهية، وتوحيد الصفات، وهو الأمر الذي تبنته بعد ذلك الحركة الوهابية، وهو أمر لم يعرفه علماء المسلمين عبر القرون. لكن ابن تيمية لم يكن يكفِّر، ولكن يلزم من كلامه التكفير، أي يُفهم منه
هذا، يلزم منه. ليس عندما نقول له: ما رأيك فيمن قال لا إله إلا الله ومحمد رسول الله؟ يقول: مسلم يصلي خلفه. قال: يصلي خلفه. قال: حسناً، وإن كان فاسقاً؟ قالت: صلت الصحابة - ابن تيمية - صلت الصحابة خلف أبي عبيد وكان متهماً بالإلحاد، ومرة صلى بهم الصبح أربعاً، والتفت إليهم بعد الصلاة وقال: "والله لو استزدتموني لزدتكم، لو كنتم قلتم لي نصلي خمسة أو ستة". يعني ما هناك أكثر من ذلك من الاستهانة وقلة الديانة وقلة الأدب. صلّوا وراءه وصلّوا وراء الحجاج وهو قتّال سفّاك للدماء، فكانوا يصلون. هو يقول يعني كان في رواية الحديث بهذا النص: "الصلاة وراء كل بر في حديث منسوب أنه "صلوا وراء كل بر وفاجر" لكنه يبدو ضعيفًا.
ومع ذلك، يقرر ابن تيمية أن هذا هو عقيدة أهل السنة والجماعة، وأننا لا نكفّر أحدًا، وما إلى ذلك. لكن الأجيال المتعاقبة، كل جيل يأتي بشيء جديد، فظهرت البدايات الأولى، ولكن ابن تيمية لم يكفّر أحدًا. يلزم من كلامه أو يمكن أن نستغل كلامه في قضاء التكفير ما دمت أنت موحد توحيد ربوبية وتقول في ربنا، لكن لست موحداً توحيد ألوهية، ومن هنا أتى ألف سيد قطب وألف أبو الأعلى المودودي مصطلحات الأربعة، وسيد قطب طبعاً في كتابه "معالم في الطريق" وفي كتابه في ظلال القرآن في القرآن الكريم، عندما ظهر السيد، أصبح بالطبع سيداً، وهو كان حسن البنا يكرهه كراهية شديدة، وكان سيد قطب تلميذ من؟ وصديق مقرب جداً لعباس محمود العقاد. ومن هو
عباس محمود العقاد هذا؟ إنه رجل من الدستور، من السعديين. ومن هم هؤلاء السعديون؟ أناس انفصلوا عن الوفد. منهم فهمي النقراشي الذي قتله الإخوان، ومنهم أحمد ماهر الذي قتله الإخوان، ومنهم إبراهيم عبد الهادي الذي حاول الإخوان قتله، ومنهم حامد جودة زعيم البرلمان الذي حاول الإخوان قتله فأصابت زوجته. قصص وروايات، كلهم من السعديين، وصاحبنا عباس من السعديين، وللسعديين جريدة اسمها "الأساس"، فكان عباس العقاد يكتب. في الأساس هذه فكرة مقالة يقول فيها أن حسن البنا هذا يهودي وماسوني، وليس اسمه البنا، بل اسمه حسن عبد الرحمن السعاتي، والبنا هذا هو لقبه، وكلمة "البنا" بالإنجليزية تعني "ماسون"، و"ماسون" في الإنجليزية تعني
"بناء"، وهؤلاء هم الماسونيون، الماسونية نعم، حركة الماسونيين. وعمله كذلك رجاء النقاش - رحمه الله - كتب مقالة يقول فيها يعني بعد أربعين سنة يقول له لأنه هذه نشرها عباس العقاد ربما سنة سبعة وأربعين في الأساس في جريدة اسمها الأساس. سيد لم يكن مع الإخوان وكانت الإخوان تكرهه وكان حسن البنا يحذر منه. سافر إلى أمريكا يوم كان البنا في عام ألف وتسعمائة وتسعة وأربعين، وقتها كان في أمريكا، رأى قوماً فرحين جداً يصفقون ويبتهجون فرحاً شديداً بخبر وفاة حسن البنا. هذه السطحية والسذاجة التي تميز بها سيد قطب لم تخطر على بال أحد، فقد استنتج من فرح الأمريكيين بموت حسن البنا
أن حسن البنا على حق. حقاً، وهذا ربطٌ يُظهر سذاجة الرجل. لنفترض أن الأمريكيين غاضبون من حسن البنا لأنه يعارض مصالحهم وما إلى ذلك، فهل هذا يدل على أن حسن البنا يتبع سيدنا محمد؟ ما علاقة هذا الربط بذلك؟ وبمثل هذا الربط يا أستاذ، أصبح الإخوان المسلمون بعد ذلك بهذه الهشاشة الفكرية. هذا أمر سخيف وغير منطقي ليس له أي معنى. أناس في أمريكا لأسباب كثيرة بينها وبين الشرق وبينها وبين حسن البنا وبينها وبين أمور أخرى إلى آخره، فرحت بمقتل حسن البنا. ويكون حسن البنا على حق ورجع وبايع سنة اثنين وخمسين. بيع الإخوان المسلمين، حسن الهضيبي
جاء ومن سنة اثنين في عام اثنين وستين كان مثل خلق الله هكذا وكان يتعاون مع رجال الثورة، وبعد ذلك تغير. ما الذي جعله يتغير ويبدأ في النظر إلى الأمور بنظرة أخرى؟ نفس العقلية التي ربطت بين هذا وذاك، عقلية ربطت بين أمور معينة فاختلطت الأمور. حسناً، الفكر التكفيري من أين جاء ولماذا تحولت منذ عام اثنين وستين بدأت الستينات، وهو يدركها منذ تلك الفترة. كانت الستينات هي السبب، عام اثنين وستين تحديداً، وسأشرح لك ذلك بالتفصيل. حسناً، فضيلة الإمام، الفكر التكفيري، لماذا احتضنته هذه الجماعات؟ لماذا كانت في البداية الفكرة أن تقوم جماعات على الدعوة، إلى الله سبحانه؟
وتعالى وعلى هداية الناس، لماذا دخل الفكر التكفيري على الخط؟ لأجل السلطة. ما مشروعية أن أقوم وآخذ منك السلطة؟ أنت رجل الآن في السلطة، الملك وصاحب سلطة شرعية، فما الذي يجعلني آخذ منك السلطة؟ ما هذا؟ النبي عليه الصلاة والسلام أمرنا بلزوم جماعة المسلمين وإمامهم، وها نحن هنا. هكذا في بلد ها هو الإمام، ها هو فاروق والجماعة هي هنا، هؤلاء الناس، هذا الشعب، كيف أخرج عنه؟ لابد أن أكفره أولاً. إذن، قضايا التكفير جاءت أساساً من أجل الخروج عن الشرعية، ولذلك نسميهم خوارج. بعض الناس يستغرب ويقول: خرجوا على ماذا؟ خرجوا على الشرعية. إذا كان هذا
يشرب خمراً فنقول له لا، النبي عليه الصلاة والسلام قال: "فالزم الإمام ولو ضرب ظهرك وأخذ مالك"، يعني ظالم نعم، لكن مصلحة المجموعة ومصلحة الأمة مقدمة على المصلحة الشخصية، "ما أقاموا فيكم الصلاة". كان فاروق يصلي الجمعة اليتيمة ويصلي العيدين ويصلي كذا، وكان يريد أن يعمل نهضة في الأزهر فكان علماء الأزهر الكبار في المساجد الكبرى: الأزهر، سيدنا الحسين، السيدة زينب، السيدة نفيسة، وغيرها، ويجعلهم يتناوبون على الخطبة. أنت عليك خطبة كل ماذا؟ كل شرف. فالخطبة ارتقت لأن هؤلاء كبار العلماء، فبدأ وكان صانعاً نهضة دينية في بدايتها، فكيف يكون كافراً؟ هذا غير معقول. وحسن البنا طبعاً من عام ثمانية حتى عام ستة وأربعين وسبعة وأربعين وهو يقول له: أنت مَلِكُنا وأنت أستاذنا وأنت
حبيبنا وقائدنا وعظيمنا. التكفير لماذا جاء؟ جاء من أجل إحداث شرعية للجماعة للاستباق على السلطة. ما دام النظام كافراً فأنا لي شرعية أن أستولي عليه، ولذلك سأراك وأنت كافر، لن أستطيع أن أراك إلا هكذا، حسناً. هذا أنا أصلي ما لك تدخل، حسناً أنا أصوم ما لك تدخل، حسناً هذا أنا أحج ليس هناك تدخل، حسناً هذا نحن الأذان يملأ الدنيا ما لك تدخل، هذا نحن نحتفل برمضان وبعد ذلك ما لك تدخل، هذا نحن نكثر من ذكر الله ونصلي على النبي ما لك تدخل، هذا لدينا أكبر بلد لحفظ القرآن، ما لي شأن بالتدخل، إذاً تدخلك في أي شيء؟ أنا أريد السلطة ولا يصح أن آخذها منك إلا إذا كفّرتك، فيجب علي أن أكفرك. حسناً، هل فضيلة الإمام أصبح هنا؟ الآية الكريمة في سورة
المائدة الآية الرابعة والأربعين: "ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هذه الآية هي دليل على إدانتهم، بمعنى أنهم يريدون ويقولون بأننا نحن من يحكم بما أنزل الله فنحن الأولى بالسلطة. والحقيقة، إننا نحكم بما أنزل الله في مصر. فعندما أتى محمد علي ليؤسس الدولة الحديثة، سار على المذهب الحنفي وأحضر أربعة، وهؤلاء الأربعة: واحد حنفي، واثنان حنفي، وواحد شافعي. واحد مَلَكي، فهل أُكمل أم بعد الفاصل؟ لأن حضرتك بعد الفاصل نواصل الحديث. صحيح أن الكفر في هذه الآية جُمِع مع الفاسقين وجُمِع مع الظالمين. هناك الدرجات الثلاث للذي لم يحكم بما أنزل الله، فلماذا التدرج؟ وهل الكفر هنا كفر عام أم ماذا؟ وما معنى "يحكم بما أنزل الله"؟ أستأذن الفاصل. كونوا معنا.
دار الإفتاء المصرية هي جهة منوط بها بيان الأحكام الشرعية للمسلمين في جميع أنحاء العالم بعشر لغات مختلفة. والفتاوى التي ترد إلى دار الإفتاء المصرية هي تعبر عن الحراك الحقيقي الواقع في المجتمعات، سواء تكلمنا عن المجتمع المصري أو المجتمع العالمي. وجزء كبير من هذا الحراك هو التي ترد عن هذه الفتاوى المضللة التي ترد
في أذهان الكثير من الشباب خاصة عن أشياء ما أنزل الله بها من سلطان والتي يطلق عليها تجاوزاً الفتاوى المتطرفة، هي ليست بفتاوى، بل هي أقاويل شاذة، وهذا أقل ما يقال عنها. فنتتبعها في شبكة الإنترنت بمسح شامل يتم كل ساعتين من نتتبعها في الجرائد، ونتتبعها في المواقع الإلكترونية، ونتتبعها في الكتب، ونتتبعها في اللغات المختلفة، وليس فقط اللغة العربية. هذا النتاج الذي يحدث كل يوم يدفع العلماء، علماء دار الإفتاء المصرية، ليقوموا بتحليله وإعداد الردود العلمية عليه، وعند ذلك
يتم دفعه إلى الإعلام، ويتم دفعه وتطويره ليكون في برامج التعليم. ليكون في الإعلام، ليكون في شكل تقارير يصدرها مرصد الفتوى والفضيلة. الإمام توقفنا عند الآية الكريمة "ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون". ما معنى هذه الآية وما معنى الكفر فيها، خاصة أن هذه الجماعات منذ جماعة التكفير والهجرة وغيرها من الجماعات وصولاً إلى داعش تقول بأن... الحكام في هذه المنطقة لا يحكمون بما أنزل الله، إذاً فنحن أولى بالحكم، ونكفر الحاكم، ونكفر المحكومين كذلك. سيدنا
ابن عباس فيما رواه عنه أبو مجلس يقول عندما سُئل عن هذه الآية: "كفر دون كفر"، كفر لا يُخرج عن الملة. كالقاضي يرتشي، القاضي أخذ رشوة، فيكون القاضي على ضلالة، وحكم العدل يكون حكماً بغير ما أنزل الله كفر، يعني ماذا؟ يعني كفر النعمة، لكنه كفر لا يُخرج من الملة. هذه معصية عندما يأخذ رشوة، مصيبة، وعندما يُعطي الحق لغير أهله، وعندما يحرم أهله حقهم، مصائب. كل هذه ذنوب كبائر ولكنها
لا تُخرجه عن الملة. إذن المسلم يصعب أن يخرج عن... الملة الخوارج فهموا من هذا أن الحاكم الذي لا يحكم وفق ما تقتضيه عقولهم يكون كافراً، فسيدنا ابن عباس رد عليهم وقال لهم وهو حبر الأمة وهو ترجمان القرآن وهو الذي دعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل"، وهو الذي أرسله علي. ابن أبي طالب الخوارج حتى يعودوا إلى رشدهم، كل ذلك لم يكن، ورجع معه ألفان وأربعة آلاف من الستة آلاف الذين كانوا في حروراء، لم يرجع معه سيدنا ابن عباس، ترجمان القرآن، هو الفقيه، هو المجتهد،
هو الحق الذي يقول "فأولئك هم الكافرون" إذا حكموا مخالفاً لحكم الله سبحانه. وتعالى عن عمدٍ وعن قصدٍ بمعنى إنكار ما أنزل الله أي الشريعة القرآن والسنة، القرآن والشريعة، إذا أنكر فيصبح إذا أنكر واستهزأ وما إلى ذلك، هنا يصبح رفضاً للإسلام، فيكون كفراً، نعم. ولكن الذي يجري الآن: أولاً، وأنت في الفتوى ترى الواقع ما الذي حدث، ما الذي حصل. أنه الخديو إسماعيل يريد أن يستقل بمصر عن الدولة العثمانية، لماذا؟ قال: لمصلحة مصر، لأن العثمانيين مضطربون وإدارتهم تتخبط في بعضها، فلابد أن نبتعد. فذهب العثمانيون حينها وقننوا
الشريعة الإسلامية في كتاب اسمه المجلة العدلية، ألف وثماني مئة مادة، وأرسلوا له نسخة، فقال: يا لها من ورطة! نحن الآن لو العدلية سنزداد ارتباطاً بها، فجمع العلماء من المذاهب الأربعة، جمع مَن؟ العلماء، علماء الدين من المذاهب الأربعة، يعني مسلم، يعني أنني أحافظ على الشريعة، وقال لهم: أنا في ورطة، أنا لا أريد أن أتبع هذه المجلة لكي أتحرر من الولاة العثمانيين، وفي نفس الوقت لا أريد أن أخرج عن الإسلام فماذا أفعل؟ فقال له أحدهم وكان اسمه قدري باشا: أنا عندي فكرة، اصنع لك مجلة ثانية. الحنفية ليسوا متفقين على كل
نقطة، فإذا رأيتهم يقولون يميناً، أقول أنا شمالاً وأنا من الحنفي أيضاً. وإذا رأيتهم يقولون شمالاً، أقول أنا يميناً وأنا من الحنفي أيضاً. وهكذا نصنع مجلة موازية لمجلته، ونحن وما خرجنا ولا شيء عن المذهب الحنفي الذي نحن معتادون عليه منذ خمسمائة سنة. قال له: والله فكرة. اشتغل قدري باشا، كان وزير العدل، يقولون عنه ناظر الحقانية. نعم وأنجز الكتب، عمل ثلاثة كتب، والكتب الطبعات. واحد آخر في الجلسة قال له: يا أفندينا، أنا عندي رأي آخر. قال له: "ما الأمر؟" قال له: "لماذا لا نأخذ المذهب المالكي؟ لماذا نحن متمسكون بالمذهب الحنفي؟ لو اتخذنا المذهب المالكي مثل المغرب، فسنحل المشكلة.
والله إذا لم نتبنَّ المذهب المالكي، فلن نستطيع تطبيق مجلتك هذه التي تعتمد على المذهب الحنفي". فقال له: "والله إنها فكرة". فعلّق أحد العلماء الحاضرين. ويعرفون أشياء جيدة قالوا له يا سيدنا، قانون فرنسا الذي جاء في عهد نابليون الأول ونابليون الثاني مجموعة ألف وثمانمائة وعشرة مأخوذة من الفقه المالكي. هذه قوانين نابليون، قوانين نابليون لأنها مأخوذة من مجموعة لويس، ولويس أخذها من الأندلس منذ زمن بعيد. ما رأيك أن تترجم لنا هذه القوانين ونقارنها نعم، وإذا وجدنا أنها مختلفة نعدلها وتصبح المادة جاهزة مباشرة تحت تصرفنا. نظر إلى رفاعة بك الطهطاوي وقال له: "يا رفاعة، هل تعرف ماذا تفعل
بهذه المسألة؟" فأجابه فوراً: "لدينا أشخاص متميزون في اللغة الفرنسية يمكنهم الترجمة"، وكلّف شخصاً اسمه مجدي باشا بهذه الترجمة، فترجمها في مجلدين. ماذا ترجم؟ ترجم لأجل ماذا؟ لأجل أن يعرضوها على أحد علماء الأزهر ليرى إذا كان هذا مالكياً أم ليس مالكياً. فأحضروا مَن؟ أحضروا الشيخ مخلوف المنياوي، وقالوا له: خذ يا سيدي الشيخ مخلوف، هذا الكلام متوافق مع المذهب المالكي أم غير متوافق؟ فبدأ مخلوف يدرس ويقول: هذه هنا موافقة، وهنا مخالفة، هنا... موافقة وهنا مخالفة، أنهى الكلام في مجلدين وسمى هذين المجلدين الشيخ مخلوف العدوي
المنياوي، الشيخ مخلوف المنياوي المالكي، "المقارنات التشريعية". وبينما كان إخواننا هؤلاء ينهون هذا الكلام كله، كان إسماعيل قد عُزل ونُفي إلى اسطنبول، وجاء بعده ابنه الخديو توفيق. فذهبوا مسرورين إلى الخديو توفيق قائلين: "لقد أنجزنا العمل"، فقال ماذا فعل؟ قالوا له: فعل كذا وكذا هو قال: لا أعرف عنه شيئاً. هل أنت منتبه؟ فالشيخ المخلوف المعداوي وضع كتابه في دار الكتب المصرية التي أسسها علي باشا مبارك، وذهبنا أنا والدكتور سراج - الدكتور إسماعيل سراج الدين، نعم - ذهبنا إلى الدار وأخذناه وأخرجناه وطبعناه
للناس من يعلمون أن هذا الكلام ليس وهماً، أجل، أي أن السبب لأنه يُقال إن قانوننا فرنسي مُطعَّم بالشريعة، هذه هي القصة، هذه ليست مجرد قصص، إنها قصص حدثت فقط. وبالتالي، هذا القانون الفرنسي تمت مضاهاته بالفقه المالكي في الأزهر لدينا، ولكن لم يحدث ذلك، نعم لم يحدث ذلك، بتعالي الشيخ. أصبحوا وضعوا قانوناً بسرعة هكذا ليسير الحال، وكتبوا أول شيء فيه: يُشترط في بنود هذا القانون ألا تخالف الشريعة الإسلامية. وظل هذا من عام ألف وتسعمائة واثنين وثمانين حتى عام ألف وتسعمائة وثمانية من ألف وثمانمائة واثنين وثمانين. وثمانين. حتى عام ألف وتسعمائة وثمانين، خمس وعشرين سنة، وبعد ذلك قالوا: يا جماعة نحن
نريد أن نصنع شيئاً مصرياً مائة في المائة، فدعوا إلى ما يسمى بتمصير القوانين. كل هذا ساعد على الإشاعة التي أطلقوها بعد ذلك أنه فرنسي، ليس فرنسياً، جاء وقالوا: حسناً، لقد مضى علينا خمسة وعشرون سنة، أعطونا خمسةً وعشرين سنة، وخلال هذه الخمسة والعشرين سنة لم يعترض شخص واحد على مادة واحدة ولا كلمة واحدة في هذا القانون. اعتبروها مسلَّمة تماماً، وأن القانون تم تجربته لمدة ربع قرن فلم يعترض عليه أحد في سنة ستة وثلاثين. ومن الدعوة المستمرة لتجديد القوانين وأن تكون قوانين راسخة. في العالم أنشأوا لجنة لوضع القانون المدني والجنائي، فَفَشِلَت
اللجنة. فظهر لهم عبد الرزاق باشا السنهوري، ذلك البطل العالم الكبير، وقال لهم: "أنا أضع القانون بمفردي". وجلس اثنتي عشرة سنة يضع القانون من عام ستة وثلاثين إلى ثمانية وأربعين، وخلال هذه السنوات الاثنتي عشرة أتقن عمله وكتب له مذكرة جيدة. جداً وصنعوا محرراً جداً وعرضوه على البرلمان سنة ثمانية وأربعين والبرلمان عبد الرزاق الباشا السنهوري عندما وصلتنا أوراقه وعندما حصل على الدكتوراه الخاصة به وجدناه رجلاً مسلماً متديناً وليس كافراً، وما علاقة ذلك بالموضوع، وقال في كتاب الوسيط الذي شرح فيه القانون المدني: أنا وضعت هذا القانون مستلهماً عشرين
قانوناً. في العالم لكي يصلح أن يعبر عنا في المحافل الدولية وأنا مقيد بالفقه الإسلامي ونحن نحتاج إلى تطوير القانون الذي وضعته هذا في خطوة ثانية وثالثة حتى يكون خالياً من الفقه الإسلامي. هذا عمل المجتهدين العظام كله معتمد بشكل كامل مئة بالمئة على الفقه الإسلامي. نعم، فجاءت مادة فيه تقول أن الدين المدني الذي بيني وبينك يكون فيه فوائد خمسة في المائة أتثبّت حرامي. نعم، هذه هي المادة سيئة، هذا ربا. فألّف ستة مجلدات أسموها مصادر الحق، يُجيب على وجهة نظره في المسألة وهي وجهة نظر قديمة موجودة في العالم. الفرق بين الانترست
واليوزوري، اليوزوري هو الذي ربا الذي... هو الربا الذي يتناوله شكسبير في مسرحية تاجر البندقية الذي هو أضعاف مضاعفة، ويريد أن يقطع الرجل ويبيع ويفعل خمسة في المائة، هذا هو المقابل لعناصر الإنتاج الأربعة التي عند ريكاردو والتي عند آدم سميث وعند الاقتصاديين في العالم كله. عناصر الإنتاج هي: الأرض، ورأس المال، والتنظيم، والعمل. فالعمل يقابله ربح الذي رأس المال مقابله فائدة (الفائدة) والأرض مقابلها إيجار فهذه تكلفة هذه العناصر الأربعة ولا علاقة لها بالربا. الربا هذا هو ربا الجاهلية. هو يقول هكذا ووجهة نظره هكذا، تختلف أو تتفق لا يهم.
ربا الجاهلية فنحن نحكم بما أنزل الله في كل شيء حتى في هذه المادة. هو وأنا رجل لا أكذب، أنا رجل مسلم ومتمسك وكل شيء موجود هكذا. طيب، تم عرضه على البرلمان، والبرلمان درسه ولم يجد فيه أي خطأ. إنه من النادر ألا تجد في عمل بشري أي خطأ. غضبوا عندما سمعوا أن هناك قاضياً كبيراً في محكمة النقض يقول أن هذا القانون. بعد ذلك قالوا: أحضروه. فأحضروه، فوجدوا حسن الهضيبي. قالوا: الحسن الهضيبي، يا حسن الهضيبي، ما الذي يميزك؟ أنت ستنقذنا لأن سمعتنا قد تضررت مع عبد الرزاق السنهوري، ولا خطأ. قال: أنا لم أقرأه عقلية سيدنا، نعم. قالوا له: كيف لم تقرأها؟ يا للعجب! أنت مستشار، فلماذا تعترض إذن؟ على أي شيء قال إنه لا يعترض
عليه، الأمر كله هكذا من أصله، من بدايته، أي من أساسه. فسمع حسن البنا بهذه القصة، فأحضروه وجعلوه المرشد الخفي الذي سيتولى فيما بعد. هل انتبهت سيادتك؟ وطبعاً الإخوان سيكذبون وكل شيء لا عليهم ولا لي، لا أتدخل. ما حدث هكذا، ما حدث جاء المدني للحاكم سنة أربعة وخمسين على الفتنة التي أحدثوها بمحاولة اغتيال عبد الناصر عن طريق محمود عبد اللطيف والداوودي، وأحد أبناء سالم (صلاح سالم أو جمال سالم) قال له: "حسناً يا حضرة المستشار، أنت رجل الآن مستشار وقاضٍ، لماذا تمارس القضاء بينما نحن نحكم؟" بغير ما أنزل الله قال: "لا، إن هذا القانون سليم مائة في المائة لأنه قرأه". فقال له: "حسنًا، والفائدة التي أنتم تثيرون
حولها ضجة؟" قال له: "كنت آتي". انظر إلى البساطة، انظر إلى السذاجة، انظر إلى الهشاشة، انظر إلى الفرق بين هذا وبين علماء المنهج العلماء. قال له: "كنت آتي وقل لهم والله إنك تترك هذا الدين، فلا تأخذ عليه خمسة في المائة. قالوا: هل كانوا يستجيبون لك؟ قال: نعم، كثيرون كانوا يستجيبون. قال: حسناً، وافترض أن أحداً لم يستجب. قال: كنت آخذها إلى القاضي الثاني. قال له: لماذا تأخذها إلى القاضي الثاني يا مسكين؟ يعني أنت تُورِّط القاضي الثاني هذا مجون ومطبوع في محاكمات الثورة مع هذه الجماعة، فأنا أريد أن أقول لك إننا واقعنا أننا نحكم بما أنزل الله. كيف؟ دستورنا منذ أن وُضع في سنة واحد وعشرين وهو يقول أن هذه دولة إسلامية وأن الشريعة الإسلامية ومبادئ الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيس للتشريع عندنا.
محكمة تعمل بالآلية. القرضاوي المسكين ألف كتاباً يشتمني أنا وشيخ الأزهر، واصفاً إياي بمفتي العسكر. ماذا كتب في هذا الكتاب؟ كتب فيه: "أنت تدعي أنكم تحكمون بما أنزل الله". هل نحن ندعي ذلك يا قرضاوي؟ فأنت تعلم أن هناك مادة في القانون الجنائي تنص على أنه لا تُرفع دعوى الزنا هل هذا شرع الله يا قرضاوي؟ هناك فرق بين هشاشة عقلك والجماعة التي أنت منتمٍ إليها وبين الدولة التي لديها محكمة دستورية عليا ولديها قضاء. ولو أردنا أن نعترض على مثل هذا، لنفترض أن هذه المادة
لا تعجبني، فماذا أفعل؟ أذهب إلى حضرة القاضي وحضرة القاضي يرفعها إلى المحكمة. الدستورية العليا تدرس القوانين وتتحقق من موافقتها للشريعة الإسلامية أو عدم موافقتها لها. الشريعة ليست ملكاً خاصاً لك أيها القرضاوي، ولم تصبح حكراً عليك. إن الشريعة لها مبادئ وأسس لم تتعلمها أنت، لأنك في الأساس خريج كلية أصول الدين ولست خريج كلية الشريعة، ولم تدرس أصول الفقه ولا أصول فأنت مسكين، فتذهب من القاضي إلى حضرة المحكمة الدستورية العليا، ومن حضرة المحكمة الدستورية العليا تذهب وتتقدم، ويُغير ويقول لك: "نعم، هذه مخالفة ألغوها". فهل نحن مسلمون أم لا؟ انظر إلى الفرق بين الغباء المتفاقم الذي في هذه الجماعات وتفاهة الفكر وهشاشة التفكير، وانظر إلى الفرق.
بين الدول وأنظمتها وحاجاتها، النقطة الثالثة هي الخطاب السياسي. تجد الرئيس من الدول سواء كان عبد الناصر أو السادات أو حسني أو عدلي منصور أو السيسي أو غيرهم يخاطبون الناس في ليلة القدر ويخاطبون الناس في مولد النبي. وفي النقطة الرابعة، الواقع: هذه المآذن كلها وهؤلاء الناس جميعهم وهذه الصلاة والأزهر والذين فيه وكذا إلى آخره رقم خمسة. التاريخ كله هذا تريد تكفيرنا وتتغاضى عنه يا صاحب الهشاشة. إذا كان هذا الرجل وحسن الهضيبي المسكين وقع في موقف صعب، لم يستطع الرد على صلاح سالم في النهاية. وطبعاً سيقول لك لأنه تحت المظلومية وتحت القهرية وتحت كذا إلى آخره، لا لكن نحن نجرد
الأمور، نعم نحن نحكم بما أنزل الله، والنساء العاريات اللاتي يمشين في الشارع، نعم نحن لا نربي منافقين، نحن في الليل والنهار نقول إن الحجاب فرض على المرأة المسلمة، والمرأة المسلمة بعد ذلك ربنا يهديها فتلبس أو لا، لكن عندما أذهب إلى بلد من البلدان وأجد المرأة راكبة معنا الآن واحدة ما شاء الله لا أرى وجهها، فهي مستورة تماماً. أمشي وأنظر فلا أجدها، بل أجد لباس راقصات! أين السيدة التي كانت هنا؟ إنها هي. انظر إلى النفاق! يعني كانت ترتدي خارج الطائرة شيئاً آخر. ما هذا الكلام الفارغ؟ نحن نربي منافقين ليدخلوا الدرك الأسفل من النار. ما هذا يا فضيلة الإمام؟ أسأل فضيلتك بعد الفاصل، هل لأي أسباب قد يختلف
مع هذا الشخص الذي ربما يكون قد وجد ضالته في هذا التفكير، هل له أن ينأى بنفسه عن المجتمع، أن يهاجر بعد أن كفَّر، أن يهاجر المجتمع، أن يهجر المجتمع ويعمل على إنشاء مجتمع مسلم؟ وأود أن أسأل فضيلتكم بعد إذنكم عن التكفير والهجرة، هذه الجماعة - فضيلة الإمام - كانت قد كفَّرت المجتمع لأسباب كثيرة. فضيلتكم رددتم على هذا الفكر، ولكن في النهاية قرروا أن يهاجروا، إلى عالم آخر، إلى مجتمع إسلامي آخر ينشئونه وفقاً
لأفكارهم أو لقواعدهم. هل هذا الفكر يعني مرحب فكرة مقبولة، ليست مجرد مسألة مرحب بها. في الإسلام هناك حكم يسمى "الافتيات على الإمام". فمثلاً، لنفترض أنني تجاوزت إشارة مرور، ما الحرام في ذلك؟ الشريعة لم تأتِ لتقول لي: سِرْ الآن أو توقف الآن. لا، ولكن الذي قال لي هو الإمام عندما أخبرني: حين أجعلها حمراء، لا تسر، وعندما... أجعلها خضراء، أمشي. فجئت أنا خالفت الإمام، فهذا اسمه الافتيات على الإمام وهو إثم. فالذي يحدث أن شخصاً تولدت لديه فكرة أن هذا المجتمع مظلم وأنه كثير المعاصي وأنه مليء بالآثام وأنه ينبغي عليه أن يعتزل. هذا شأنه وهو حر، وبدلاً من حاجته في المدينة لثلاجة وغسالة
وما إلى ذلك. في النهاية سيذهب ليشتري قيراط أرض مساحته مائة وخمسة وسبعين متراً، ويجلس ليزرعه، وفي المساء يصطاد بعض الأسماك ويأكلها ويعبد ربه. لا مانع أن يفعل ذلك، لا مانع. فهذه العزلة هي نوع من أنواع القرار. نحن نقول له إن النبي عليه الصلاة والسلام فيما أخرجه البوستي في [كتاب] العزلة يقول... أنْ تخالط الناس وتصبر على أذاهم، فطالما الناس لها أذى، والإنسان خلقه الله محتاجاً للآخرين، يأكل ويشرب وينام ويلبس ويعمل ويتعالج. أن تخالط الناس وتصبر على أذاهم خير من أن تعتزلهم، لكنه أخذ الشيء الأدنى وقال: "أنا أفرّ بديني من الفتن". تفضل، فِرَّ بدينك من الفتن
هذه. بشكل فردي، بشكل فردي، بشكل فردي، ولكن إن أنشأ، عندما يأتي أن أنشأ مجموعة، أنشأ مجموعة حوله، يفتات على الإمام، يعني يفتات على الإمام. حدث في جيلنا، أنا تخرجت في الكلية سنة ثلاثة وسبعين وكانت الدنيا عندنا مضطربة هائجة، فبعض الناس كانت تفعل هكذا، ليس التكفير. والهجرة أخذ أمتعته وذهب مهاجراً لكي يعتزل، فجلس في مكان اتضح أنه منطقة عسكرية. وانتبه أننا الآن انتهينا من شهر مايو سنة ثلاثة وسبعين ولم ينته بعد. فهو خرج يوم الأحد لكي يذهب ويعتزل ومشى باتجاه
منطقة الصف، ووجد مكاناً يريد الجلوس فيه ليكفيه خيره وشره، ولا يكلمه أحد ولا جاء الناس وقالوا له: "تعالَ، أنت جاسوس يهودي". كان يُربي لحيته هكذا ويحمل عكازاً ومعه شيء مثل السندباد. حسناً، وهؤلاء من مباحث أمن الدولة في ذلك الوقت. فسألته مباحث أمن الدولة: "مَن أنت يا بني؟ مَن وراءك؟". أجاب: "ليس ورائي أحد". سألوه: "مَن تتبع؟". قال: "لا أتبع أحداً". فشكّ الرجل ففي مستشفى المجانين قالوا أن هذا الرجل عاقل فأخرجوهم وأخذوه انظر السذاجة من أين تأتي؟ تأتي من أنه دخل منطقة عسكرية دون أن
يشعر. هذا هو التخوف. وخرج أيضاً شخص وكأنه نيابة. ربنا سبحانه وتعالى أغشى بصيرته فذهب إلى المنيا وأحضر أطفالاً وجلسوا في كهف في المنطقة الشرقية ذهب إلى شرق النيل وهناك رأى كهفاً وصار معه مجموعة من الأصدقاء، فأصيب الذين معه بالبواسير -حفظك الله- لأنهم اعتادوا على استخدام الشطاف، وهنا لا يوجد إلا الاستنجاء بالحجر، فالتهبت المنطقة وأصابتهم البواسير، فاضطروا للنزول مرة أخرى. ولذلك فإن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما أرشد إلى هذا الأمر يقول: من كان له أرض، يعني أنت من أين؟ قلت له: من الأرياف. قال لي: ارجع يا أخي إلى الريف الذي تنتمي إليه، لا تزحم الدنيا هكذا، فليلحق بأرضه، ومن كان له إبل فليلحق
بإبله. إذاً يا أخي، لدينا نقطتان: النقطة الأولى أننا سنخالف الجاري وسندخل أنفسنا في... مشاكل نحن لسنا معتادين عليها صحيح، والنقطة الثانية أننا سنفتات على الإمام هذا في حالة الاعتزال الفردي، ويشتد تعقيداً في حالة الاعتزال الجماعي. هل أنت منتبه كيف؟ فلا بد أن نأخذ هنا تراخيص، فهناك أناس فعلوا ذلك في أمريكا وقالوا: يا جماعة نحن ليس لنا علاقة بالتكنولوجيا الحديثة هذه مطلقاً، من ألف وثمانمائة وثلاثين، أي اختراع قبلها سنأخذه، وبعدها لن نأخذه. فتركوا الكهرباء وتركوا السيارات والطائرات وما إلى ذلك، وفعلوا هكذا وأنشأوا قرى. لكن يجب أن أعرف فقط ما الذي يحدث هنا حقاً. تصبح أماكن معروفة وفقاً لقواعد معينة تُنظَّم. نعم،
يتكفل مع الحكومة. صحيح، بارك الله فيكم. فضيلة الإمام، يعني اليوم أبحرنا مع فضيلة الإمام في بذور الفكر التكفيري، كيف بدأت وكيف تدرجت، ومسألة الحكم بما أنزل الله. نحن هنا في مصر أو في غيرها، حقيقةً نشكر فضيلة الإمام على هذه المعلومات، وإن شاء الله يوم السبت يكون بيننا في تكملة الحديث فضيلة الإمام فيما بعد، إن لأنه في الأصل نحن لم نتحدث بعد عن هشاشة هذه الفكرة، إنها فكرة هشة جداً، أكثر من ذلك، ينبغي أن نتحدث عنها أكثر من ذلك بكثير، نعم أكثر من ذلك بكثير. حسناً، أستأذن فضيلتكم أيضاً، يوم السبت إن شاء الله سنتحدث في جزء العالم الخارجي، الدول الغربية أو الأجنبية التي هم أهل حرب ومباح لنا أن نحارب في أراضيهم وأن نقتل وأن نقاتل هناك. يعني أستأذن فضيلتك في تكفير المجتمعات الغربية. أستأذن فضيلتك، نفرد لها إن شاء الله حلقة السبت القادم. ننتقل الآن إلى أسئلة حضراتكم. تفضلي يا أخت. نعم، السلام عليكم. وعليكم السلام. عندي سؤالان. والله، الذي فضيلة
الشيخ... تفضل يا فضيلة. سؤال أول: بالنسبة لزكاة المبلغ الموضوع في البنك، لكن الحقيقة هو نظام اليوم بيوم ويُوضع على المبلغ، فكيف تكون زكاة المال الخاص به؟ هذا هو السؤال الأول. السؤال الثاني: زوج متزوج من امرأة أجنبية مسيحية، هو مسلم وهي أجنبية مسيحية، ولديه ابنتان منها. فإذا الزوجة توفيت فإنها تورث، وإذا هي توفيت فإنهم يرثون، ولا أفضل. حاضر يا سيدي، أشكر حضرتك أستاذ مجدي. تفضل يا سيدي أستاذ مجدي، لو تكرمت، هل يمكن لحضرتك أن تتواصل مع التلفزيون؟ وعليكم السلام. هل يمكن لحضرتك فقط أن تتواصل مع التلفزيون يا أستاذ مجدي إذا تكرمت؟ حاضر، يبقيك لتتفضل وما إلى ذلك، ما عندي، الذي سمحت، أنا قادم، يا صديقي مرة أخرى،
ويائس من ليبيا، أخذت بالك، حديثك يا صديقي مرة أخرى ويائس من ليبيا، ولده اشتغل في المعروف هناك، يعني في سام الناس الذي هو الذي هو الذي معه حضرتك، لأنه يعني لديه شواله في السنة يشغلني حضرتك فأنا يعني أقل قط ماله أخو قرضي من بك لا هؤلاء ماله لي معه في وسيط يعني حاضر يا أستاذ مجدي أستاذ هيلي تفضلي فندم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وعليكم السلام وبركاته ربنا يحفظه يا رب ويزيده علماً ويبقيه لنا وأنا أحبه جداً ربنا يطيل لنا في عمره يا رب. تفضلي يا أستاذة. هذه الحاجة الثانية لو تكرمت. لدي ابني متوفى في حادث سيارة، وهو كان في عمله، وهو مهندس، وتوفاه الله.
أدعو له في كل صلاة وكل شيء. أنا أريد مولانا أن يتكرم علي ويطمئن قلبي. جزاكم الله خيراً، شكراً. سيدي، لحضرتك، أستاذة حلها فضيلة الإمام. بالنسبة للأستاذة عفاف، سنأتي في نهاية السنة والشيء يُضاف يوماً بيوم، وسنرى قيمة الفرق. أنا وضعت مائة ألف، فأصبح مائة وعشرة، سأخرج عشرة في المائة على هذه الزيادة العشرة. المسلم لا يرث من زوجته المسيحية ولا زوجته ترث منه، وكذلك إذا كان... في حالة وجود شخص مسلم وأبوه غير مسلم، سواء كان مسيحياً أو يهودياً أو غير ذلك، وكذلك إذا كان الأب مسلماً والأولاد غير مسلمين،
فلا يوجد توارث بينهما في كلا الاتجاهين. من العدالة هنا أنه أيضاً لن يرث منها ولن ترث منه. حسناً، أنا الآن متزوج من امرأة مسيحية ونحن بعضهم عشرة، فماذا نفعل إذا كان القانون يقول لي أنه لا يصح أن ترث؟ فليوصِ لها. نعم، الوصية. نعم، فليوصِ هو لها وهي توصي له. نعم، فهي أيضاً فيها حرمان له من أموالها صحيح، فهو يوصي لها وهذا جائز، أو يكتب لها شيئاً، صحيح، فهذا. جائز، حسناً، بناتها المسلمات سيرثون منه ويرثون ما يرث، وهو أيضاً لن يرث منها، لا، ستذهب كلها لأهلها، لإخوتها، لأمها، وهكذا إلى آخره. نعم، هذا كان في الحقيقة، الناس كانت معجبة جداً قديماً، نعم، بهذه القضية لأنه يقول لك:
ما هذا؟ أنتم هكذا لستم من أهل الدنيا. أصبح هذا! أنتم تركتم الدنيا لأهلها. ها هو ليس متزوجاً من أجل أموالها، أي ليس متزوجاً من أجل أموالها، بل على العكس. وهكذا السيد مجدي يقول: هل يقترض من البنك؟ حسناً، وكيف سيسدد القرض إذا لم يكن هناك إيراد وهكذا؟ فلا بد من العمل، أو لا تقترض يا سيدة هالة. المقبولين ومن الشهداء له أجر الشهيد ودعاؤك يصل إليه وكفى أنك راضٍ عنه، وأنت تُبشرين، البشرى لكِ أيضاً أن ابنك سيأخذ بيديكِ يوم القيامة ويُدخلك الجنة إن شاء الله. إن شاء الله سيظل تماماً. جزاكم الله خيراً، شكراً لك، شكراً لحضرتك، شكر موصول لحضراتكم، وغداً إن شاء الله.
حلقتكم ساعة على الهواء، كل أسئلتكم في القناة