#والله_أعلم | الحلقة الكاملة | 17 أغسطس 2014 | الأوهام وإتباع الأوهام المغلوطة

أهلاً بحضراتكم، ربما في العقود الأخيرة ظهرت مجموعة من الأمراض والعلل النفسية التي تحولت بدورها وأطلت برأسها على الجانب الاجتماعي وأصبحت نفسية اجتماعية. من بين هذه العلل والأمراض النفسية هي الأوهام، الوهم، الانفصام في الشخصية. هناك دراسات نفسية وطبية كثيرة تقول بأن هناك أنواعاً كثيرة وأسباباً كثيرة لهذه الأوهام بين من
يعانون هذه الأمراض النفسية هم من يسمون أو يُطلق عليهم المتوهمون الدينيون أو من يعانون من الوهم الديني. نعم، هناك هذا المفهوم، ربما صاحبه وربما نحن لا نعرف هذا المصطلح كثيراً، ولكن أهل العلم وأهل الاختصاص يعرفون معنى الوهم الديني. في حلقة هذا المساء إن شاء الله سنتحدث. مع فضيلة العالِم الجليل حول مفهوم الوهم الديني، وكثيراً ما طُلِبَ من فضيلته أن يتحدث في هذا الأمر. سنفتح هذا الموضوع للمناقشة لكي نعرف ما هو الوهم الديني، وكيف يمكن أن نواجهه، وخطورة من يُصاب بهذا الوهم الديني، وكيف يتم التعامل معه. بدايةً، أرحب بفضيلة الإمام العالِم الجليل الأستاذ. الدكتور علي جمعة: السلام عليكم يا مولانا. وعليكم السلام وحسن البركات، أهلاً وسهلاً، أهلاً وسهلاً. سؤالنا أيضاً لحضراتكم على الفيسبوك هو: كيف تواجه من يُناقَض أو يتم توجيهه بأفكار وآراء خاطئة ومغلوطة، وبالتالي
يعاني من الوهم الديني؟ بدايةً مولانا، كيف يمكن أن نعرف الوهم الديني والأوهام في الدين خاصةً أن... فضيلتك ركزت على هذه القضية مراراً وتكراراً. بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. حبا الله سبحانه وتعالى المسلمين منذ عهد الصحابة الكرام، وقد تلقوا الحقيقة من رسول الله صلى الله عليه وسلم، بأن جعلهم مدركين إدراكاً صحيحاً حقيقياً للنص. الديني للنص الديني القرآن والسنة، ولذلك كان عندهم خوف من أن يتجرأوا على كلام الله سبحانه وتعالى
أو كلام رسوله، فترى أحدهم يقف مقدساً لهذا النص. النصوص الدينية قد تكون قطعية الثبوت، سمع الصحابي هذا الكلام بأذنه من النبي صلى الله عليه وسلم، قطعي الثبوت عنده، يعني متأكد سمع الكلام. الله هذا من فم النبي صلى الله عليه وسلم، إذا فهناك قطع ولكن هناك ظن بأنه لم يسمع من رسول الله مباشرة، بأن كان قد سمع من أحدهم، وحينئذ فإنه يتثبت ويتأنى ويسأل إلى آخره. إنما كانت هناك حالة من الاحترام، من القداسة، من الوقوف عند حدود النصوص
المقدسة وعدم العدوان عليها من مظاهر هذا الاحترام أن الصحابة الكرام كان يأتيه متابع الذي لم يرَ النبي فيسأله، فيقول له: "اسأل فلاناً" وهو مجتهد وهو عالم وهو صحابي قد تربى في مدرسة النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم، ويحيله عليه فيقول له: "اسأل فلاناً" الثاني، فيحيل إلى آخر حتى يصل. في الدائرة إلى الأول كلهم يعودون في المنام من طرف إلى آخر، نعم لا يتجرؤون، لا، يدافعون، لا يدافعون، لا يتصدرون. وكثير جداً عندنا أمثلة كثيرة لا عدد لها. يقول له: سأل
ابن مسعود أبو موسى الأشعري، فيذهب يسأل ابن مسعود ويأتي، ثم ائتني فأخبرني بما قاله لك، أريد. يتعلم في حالة من الهيبة، وفي حالة حينئذ من احترام النص، ومن احترام العلماء. هؤلاء يبحثون عن الحقيقة من أجل هذه الهيبة، وليس التصدر والشهوة والتجرؤ على النصوص وعلى المصادر وعلى العلماء. نحن أمامنا الآن ابن مسعود وأمامنا أبو موسى الأشعري، أبو موسى الأشعري، فهذا هو المشهد. الأول الذي عندما جاء الخوارج - والعياذ بالله تعالى - في أيام سيدنا علي، تجرؤوا
عليه، فجاءوا إلى السنة فأنكروها بهذه السهولة، وعلى العلماء فاحتقروهم وكفروهم، وعلى النصوص فتأولوها أو اجتزؤوها. يأخذ آية واحدة ويترك سبعين، يأخذ كلمة ويطير بها. ما الفرق بين الخوارج؟ قال فيهم عبد الله بن عمر: آيات جعلها الله وأنزلها الله في المؤمنين فجعلوها في الكافرين، لا ذهبوا إلى آيات أنزلها الله في المشركين فجعلوها في المؤمنين. أخرجه البخاري. انظر الفرق بين المشهد المروي في كل كتب السنة لاحترام الصحابة للنص واحترام الصحابة للعلماء، وهو أمر يتسق
مع قداسة النص وأوامره وأننا "فاسألوا أهل..." الذكر إن كنتم لا تعلمون وأننا كذا وكذا وبيّن حال الخوارج. طيب، نهاية الخوارج ماذا؟ النزاع والقتال والدم، ونهاية الصحابة الكرام أنهم ما كانوا إلا من بناة الحضارة، دخلوا الدنيا فملؤوا الدنيا عدلاً ورحمة. هذا هو الذي حدث هكذا. إذاً فأنا عندي أول مظاهر الأوهام: الأوهام المتعلقة بالنص، وثاني مظاهر الأوهام المتعلقة بحملة النص الشريف، وثالث الأوهام هو الأوهام المتعلقة بإدراك الواقع. المتعلقة
بإدراك الواقع: الواقع أن هذا الشيء الذي أمامي قهوة، فهو يظن أنها خمر. لماذا يحدث اشتباه؟ من أين أتى الاشتباه؟ كلمة "قهوة" في لغة العرب هي خمر. الخمر لها تسعة أسماء في لغة العرب، منها "قهوة". فعندما... قلنا له إن هذا قهوة، فقال: "أعوذ بالله، كيف تشربونه؟"، قلنا له: "هو مشروب منبه"، فقال: "كيف يعني تكون القهوة منبهة؟" وبدأنا في جدل كله مبني على وهم وعلى سوء إدراك وعلى سوء إدراك الواقع، إذ إن هذا المشروب إنما هو
مشروب قهوة البن وليس القهوة الموجودة في اللغة العربية تُطلق على الخمر. جئنا في بلد من البلدان فوجدناهم يسمون الخروف خنزيراً. لكن الخروف مباح، فلا نسميه خنزيراً. غيَّرنا بناءً على هذا الحكم على الاسم وليس على الواقع، فبدأت المشكلات. جئنا برجل من علماء الدين وكل شيء، أو كان كذلك، وقلنا له: "إن هناك جماعة مسلحة"، وجماعة ثانية أخبروه وهو كبيرٌ في السن مسكين، إنهم لم يكونوا مسلحين فصدقوا الجماعة المسلحة. نتعامل معهم بطريقة تختلف عن الجماعة غير المسلحة. المتظاهرون
السلميون، عندما يكونون سلميين، يجب أن نحترمهم، لكن عندما لا يكونون سلميين ويكونون مدججين بالسلاح، فـ"قاتِلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله". هذا ما يقوله لي الدين، يا قوم. المسكين عندما أضلّه قوم ظنّ أن الأمر هكذا فيمضي فيها هكذا إلى النهاية، تأتي الأوهام وهي التي نضرب بها المثل دائماً أن شخصاً يريد أن يسافر إلى الإسكندرية، فقالوا له إنك تسافر عن طريق القطار في محطة مصر. فالحمد لله ذهب إلى محطة مصر وقطع التذاكر، وبعد ذلك اشتبه عليه هذه الإسكندرية، وأشاروا له إلى قطار الصعيد، فركب قطار الصعيد لأنه غير راضٍ أن ينزل من قطار الصعيد. عندما رأى علامة بني سويف، سيذهب إلى أسوان وسيكون في الضلال البعيد. إن استطاع أن يلحق
ببني سويف ويعد المصارف ويمشي في الطريق الصحيح، لكن عندما تكون كل عقلية قابلة للأوهام، عقلية للأوهام أنه لا يصدق إلا إخوانه ولا يصدق إلا من يضله ممن حوله، سيصبح طيب. فضيلتك، في هذه الجزئية هناك نقطة الحقيقة: هل هناك تعارض ما بين الاجتهاد أن يجتهد الإنسان فيصيب أو يخطئ وما بين الوهم؟ بمعنى أنه لو أخطأ هل يُعتقد أو يُعتبر هنا بأنه واهم ويسير؟ في الأوهام ويعاني من الأوهام الدينية إلى أن يصل إلى مرحلة الخوارج أو الذين لا يستطيعون النزول من القطار وتعديل المسار مطلقاً وأبداً، ولكن كل المجتهدين، لدينا نحو خمسة وثمانين إلى تسعين مجتهداً في الإسلام فقط، خمسة وثمانين إلى تسعين فقط، على طول الأربعة
عشر قرناً، على طول الأربعة قرنٌ لأن الاجتهاد صعبٌ ولكن ولذلك ترى الاحترام خمسة وتسعين من مائة، خمسة وثمانين إلى تسعين شخصاً يستطيعون أن يؤدوا أداءً صحيحاً بعد قراءة وتمكن من اللغة العربية ومواطن الإجماع وقراءة الكتاب والسنة إلى آخره. لم نرَ أبداً ولا شخصاً واحداً من التسعين وصل اجتهاده إلى الفساد في الأرض حاولوا أن يجتهدوا ولذلك اجتهادهم غير معتبر، ليس هذا هو الاجتهاد، ولذلك سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم تكلم عن المجتهد فقال: "فإن أخطأ فله أجر
وإن أصاب فله أجران"، ولذلك في حديث الدارقطني قال: "فإن أخطأ فله أجران" حتى في حالة الخطأ، حتى في حالة الخطأ. وأن أصاب له عشر، يعني نحن سنتبع ما قاله الدارقطني أن الحاكم إذا حكم وأخطأ فله أجران، لماذا؟ لأنه كان حريصاً على اتباع الله وعلى اتباع رسوله وهكذا، وليس هناك هوى. الشخص الثاني عندما ألّف كتابه سماه "الفصل في أهل الأهواء والملل والنحل"، فالخارجي هذا وراءه هوى ووراءه مصلحة. في الدنيا يريد أن يحصل عليها يعني سيدي النية، أي نية من يتبع هذا الوهم ليست للوصول إلى المعرفة الحقيقية واتباع هذا الحق، وإنما
ربما لهوى في نفسه أو لغاية دفينة بداخله أو لمصلحة دنيوية تُملي عليه هكذا تُملي، ولذلك يوجد خلل عنده في الأدوات ويوجد خلل عنده في مناهج وفي خلل عنده في التَّصَدُّر قبل التعلُّم والتكلُّم قبل التفهُّم، هذه مجموعة إذا جلسنا نفصِّلها تُكوِّن كتاباً عن أسباب الأوهام. في المصلحة وراء هذا تجد شخصاً من الأشخاص قد غَمَرَت عقلَه الأموالُ، فهو يسير وراء المال، لا يهتم بأن "إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى"، ولذلك دائماً من... يتبع الأوهام ننصحه لعله يرجع فإن رجع قد يبقى خطأ بسيط وقريب ينزل في بني سويف
ويرجع يكون خطأ قريباً لكنه إذا كان سادراً في غيه ووهمه وخيالاته المريضة سيصل إلى أسوان فيكون في ضلال بعيد إذاً نحن عندنا النص وعندنا حملة العلماء وعندنا إدراك الواقع. القضية الرابعة هي أن تتعلق بالمآلات الخيالات، تتعلق بالمآلات. ما الذي سيحدث لو فعلت كذا؟ فالنبي عليه الصلاة والسلام علَّمنا في سيرته دائماً كيف ندرك المآلات، كيف ندرك المآلات. ولي في قناة سي بي سي برنامج يُذاع كل يوم جمعة حول السيرة النبوية، نستخلص منها. ها هو، انظر إلى المشهد،
انظروا إلى رسول الله. يعلمنا كيف ندرك المآلات. وهناك ولأنه ليس هناك نية صافية، ليس هناك إخلاص، وإنما الأعمال بالنيات، فتجده ينشئ من المآلات ما يخدع به الناس. يقول لك: "لا، عندما نفعل هذا سنستولي على الحكم، وبعد أن نستولي على الحكم سنصلح البلاد ونطبق فيها الشريعة، وبعد أن نطبق فيها الشريعة..." سنقود الناس قيادة سليمة إلى الجنة، وبعد أن نقودهم قيادة سليمة إلى الجنة، يقوم ربنا سبحانه وتعالى بنشر الإسلام على أيدينا في العالم، وبعد ذلك يستمر الحال على هذا
الشكل. حسناً، بهدوء هكذا، هل هناك أحد من العلماء عبر التاريخ طلب الحكم؟ هذا العز بن عبد السلام باع المماليك الحكام خارجاً، اخرجوا خارجاً، بيعوا أنفسكم ولا تتولوا الحكم. ابن تيمية رحمه الله لم يتولَّ الحكم ولم يطلبه. النووي جاءه بيبرس وضايقوه حتى قال بيبرس: أبعدوا هذا الرجل من هنا. فقالوا له: لماذا؟ قال: إنه كأنه فحل جمل سيأكلني، فحل جمل سيأكلني. خاف منه، من الإمام النووي، الإمام النووي. كان يعاني كالألم الرصاص، لم يكن يأكل، كان صائماً كل يوم، وكان يأكل من كسرات ترسلها له أمه من نوى، ولم يكن ينام على جنبه، فمات وعمره خمسة وأربعون سنة من الإجهاد. فالإمام النووي
هذا عندما كنت تراه، لا يمكن أن تتصور أنه الإمام أصلاً. الإمام النووي كان نحيلاً هكذا. هو ضعيف جداً ارتعب منه. لماذا يُبرزه؟ لم يقل له سأجادلك على الحكم. الأوهام هذه تظل تتراكم. يعني الجماعات الإرهابية التي تعمل الآن يا أستاذ عامر، هذه الجماعات تعمل منذ سنة ألف وتسعمائة ثمانية وثلاثين بنفس عقلية الإرهاب هي وقتلوا وفعلوا، قتلوا المسلمين، قتلوا أحمد الخزندار. وقتلوا النقراشي باشا وقتلوا سليم زكي وقتلوا وثبت عليهم هذا وكان بلاءً عليهم، وهم ينكرونه لأن الكذب عبارة عن ماذا؟ والافتراء أن يقول شيئًا غير واقعي. هذه الجماعة لم ينصرها الله، لماذا؟ هذه الجماعات الإرهابية يعني لا توجد نصرة، إنه لم ينصرهم مطلقًا، بل هو يخذلهم،
لم يكن شأن النبي هكذا عليه الصلاة والسلام، فقد كان ينتصر في بدر وينتصر في الخندق وينتصر في أحد أولاً وأخيراً، حتى بعد الهزيمة جرى وراءهم ولحق بهم أو لحق بفلولهم في حمراء الأسد. تاريخٌ من الانتصارات له لأنه كان لله، ولأنه كان يدرك الواقع، ودائماً كان يُحكم الأمور. الصحابة ويعلمها ويربيها، ففي الحديبية قالوا له: "يا رسول الله، أهكذا نرجع من غير عمرة؟" ليست هذه عاطفة، فذهب وفك الحصار الذي كان مفروضاً على المدينة من ثلاث جهات: من مكة في الجنوب، ومن خيبر في الشمال، ومن نجد في الشرق. فذهب وفكك حصار مكة، ثم توجه إلى خيبر ففتحها، لم يرجع من ذلك وذهب فاتحاً نجداً ونزل
ففتح مكة، إذ إن هذا يعلمنا دروساً في المفاوضات وفي السياسة وفي العسكرية وفي أمور أخرى متعددة. الأوهام جعلتني شيئاً، دين موازٍ. أصبح لدينا الآن أوهام تتعلق بالنص، وأوهام تتعلق بالعلماء، وأوهام تتعلق بإدراك الواقع، وأوهام تتعلق بالمآلات، كل هذه الأوهام. هي التي سببت وجود هذا البلاء، طبعاً هذا البلاء عندما يتطور فإنه يضرب بعضه، ولذلك تجد الجماعات الإرهابية متضايقة من داعش. وداعش، أنت تعرف من يقتلون؟ ستتعجب، إنهم يقتلون السلفيين بالرغم من أنهم سلفيون. كنا أول ما ظهرت داعش قلنا إنهم سيقتلون الصوفية لأنهم العدو اللدود للصوفية. ذهبوا قاتلين الذين منهم قتلوا
السلفية أول ما قتلوا واستحر القتل في السلفية، إذًا هؤلاء الناس وراءهم شيء آخر. هذه الأوهام التي يمثلونها علينا وعلى المسلمين وراءهم شيء آخر. طيب أستأذن فضيلتك بعد الفاصل: كيف تقيم التصرف الذي يحدث الآن أو التعامل الذي يحدث الآن مع صاحبي ومروجي؟ هذه الأوهام، هل تكون المواجهة بالفكر أم تكون المواجهة بالقوة
في القناة؟ لم أسمع أفكارًا مغلوطة عن الدين من قبل واتبعتها. عندما أسمع شيئًا يكون مثيرًا للفزع، أبحث عنه عبر الإنترنت، وأتحقق من مصدره، وأقرأ في الموضوع. بالطبع هناك أمور تبدو صادمة من أول مرة، لكن عندما تقرأ تكتشف أنها ليست حقيقية والله، أنا أتعامل مع شخص لديه أفكار موروثة أو هو غير دارس أو غير متمكن من الدين أو يبحث عن شيء لأنني لم أفهم كلامه ولكن لاحظت شيئاً أساسياً: هو شخص متشدد أصلاً وفاهم الأمر على طريقته، ولديه في عقله أفكار من الصعب تغييرها لشخص مثلاً مقتنع بفكرة وإذا وصلت معه إلى طريق مسدود، فأنا شاكر لك تأخيرك، لأنه إنسان لديه فكر متسلط. إذا كانت هناك أي أسئلة، فلنفترض أن نرجع إلى المفتي أو الأزهر، فهذا هو المرجع علينا. لكن كل هذه الأمور المغلوطة حرام، لأن الناس لم تعد تعرف ما هو الصحيح في الدين الإسلامي، وغضب الله الإعلام الذي وصل من هذه
المرحلة هو الإعلام الذي يشاهده الناس أمام التلفزيون ويستقون دينهم منه. لدي مثلاً شخص أكبر مني سناً متدين، وأبدأ باستشارته في هذه الأمور. لدي مثلاً إمكانية التوجه إلى الأزهر، فهناك عدة طرق يمكنني من خلالها أن آخذ العلم من أهل الثقة. الناس تنظر إلينا من كل جانب ولا نعرف من أين يأتون، وكل واحد يُصدر فتوى من عنده، والناس مع كل هذا الكلام تتشوش أفكارهم وتتشتت، فلا يعرفون وراء من يسيرون، ومن هو على الصواب ومن هو على الخطأ. هؤلاء الناس لهم فكر معين ولهم توجهات معينة، أي لهم فكر محدد، تؤثر عليها بعض
الناس، ويضغطون عليها راغبين في إيصال معلومات خاطئة عن الدين للشباب، ويريدون إفساد أفكار الشباب وغير ذلك. يعني من الواضح في التقرير، فضيلة الإمام، أن الناس تعتبر أن هناك مصادر أو أسباب معينة للوهم، وأن هذا الوهم يزداد ويتعقد ويصبح مركباً، من بينها ربما الإعلام. هل ترى شكله الجديد والبعض يلجأ إليه للبحث كما قال أحد المتحدثين ربما يكون سبباً أولياً أو مبدئياً لبداية طريق الوهم في الدين. دعونا نفصل ما بين الأدوات التقليدية للإعلام من جرائد وبين المقروء والمرئي والمسموع الذي هو الشكل القديم، وبين وسائل التواصل الاجتماعي أو الإعلام الاجتماعي الجديد هذا. بالنسبة للأول، تحكمهم مدارس فكرية
منها مدرسة فرانكفورت. ومدرسة فرانكفورت، لكي نلخصها للناس في دقائق أو في مثل هذا الوقت القصير، فكرتها: ما تكسب به اللعبة هو المهم. لا توجد قيم، لا توجد مبادئ، لا يوجد شيء من هذا القبيل. الشيء الذي تكسب به، العب به، سواء كان ضد الدين من المكيافيلية طبعاً، مروراً بمدرسة فرانكفورت ثم مدرسة فيينا، وهي مدارس فلسفية ظهرت وكان لها مبادئ معينة لكيفية التعامل مع هذا العالم وكيف نسير فيه. ما تكسبه تستثمره. نهاية الدولار، برنامجك هذا كم يجلب من إعلانات؟ إن كان لا يجلب شيئاً فهو فاشل. حسناً، لكنه يعلّم الناس. ليس لي تدخل، ليس لدينا تدخل في ما لا يتدخل فيه الدولار
في النهاية، ولكن أي برنامج سيجلب إعلانات، والإعلانات ستجلب دولارات، فيكون هو البرنامج الناجح. المقياس يعني ماذا؟ يعني برنامج المذيع "ألف" يجلب عشرة ملايين، وبرنامج المذيع "باء" يجلب خمسة عشر، فيكون "باء" أفضل من "ألف". الذي تكسبه العب به، حسناً، كيف؟ ألف يأتي بالعشرة مليون بالإثارة، لابد أن يصنع إثارة لكي يصبح البرنامج جذاباً، فالناس تشاهد أكثر، فالإعلانات تكون أكثر، فالأموال تكون أكثر. حسناً، أخونا الثاني هذا الذي جلب خمسة عشر ربما بالفضائح، ليس بالإثارة فقط. هذا الملتزم بالإثارة ما زال يلتزم بأن يكون جذاباً لا كذاباً، ولكن الثاني يقول وما أخي، ما الذي يحدث من الكذب
وما الذي يحدث من الفضائح؟ يا من تذهب وتكثر من الفضائح لأجل هاتين الكلمتين اللتين يعرفهما الناس. ستفهم مدرسة فرانكفورت بعمق، فيكون إذا أنا أمام هذا البلاء الذي يُتدخل فيه. على فكرة، ليس بالضرورة أن يكون ضد الدين، لأنه في بعض الأحيان يكون مع التشويش يكون مع الدين، مع الدين قليلاً هكذا، لأنه سيأتي بعد ذلك ضد الدين بشدة، ثم مع الدين بشدة، لكي يلعب مباراة كرة قدم تماماً بشكل صحيح. أي أنه ليس لوجه الله، وإنما لوجه الدولار المكتوب عليه "In God We Trust" أي "في الإله نحن نثق"، وهو يشير. على الدولار، هو إلههم. نقول لهم ونجد استجابة من كبار الإعلاميين المحترمين،
ونجد مقاومة لمدرسة فرانكفورت التي ربما كثير من الإعلاميين لا يعرفونها. ما معنى مدرسة فرانكفورت وما علاقتها بهذا الكلام؟ لأن هذا يُدرس في الفلسفة وليس في الإعلام، لكن وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت قضية أخرى. فيها الفضيحة قبل النصيحة، فيها أيضاً عنوان آخر اسمه الفضيحة قبل النصيحة، والكذب قبل الجاذبية. وفيها شيء غريب جداً سيؤدي إلى انهيار البشرية إذا لم تتماسك هذه البشرية ضده. يقول لك ماذا؟ يقول لك ليس هناك حق وباطل، فماذا يوجد إذن؟ ولا خطأ وصواب، ولا يوجد أي شيء الذي... نحن نريده أن نفعله، وهذا ما عبّر عنه آدم سميث قديماً في مدرسة التجاريين للسيبا
(دعه يعمل، دعه يمر). اترك كل شيء، والتي هي "الكريتيف كيوس" التي تدعو إليها الفوضى الخلاقة. إذاً، ما معنى "دعه يعمل، دعه يمر"؟ هذا يعني أنك لكي تعرف الحق من الباطل، لا تذهب لتراجع الكتاب. والسُّنة، ولا تراجع الديانات، ولا تراجع كذلك. لا تسأل الناس. حسنًا، قل لهم: هل الكذب صحيح أم خطأ؟ فإذا وجدت سبعين في المائة يقولون صحيح، إذًا يكون صحيحًا. وإذا وجدت سبعين في المائة يقولون لا، الكذب خطأ، إذًا يكون خطأ. حسنًا، ونسألهم مرة أخرى بعد عشر سنوات: هل الكذب إذا لم يكن هناك مطلق، فلا توجد أخلاق، ولا توجد قيم، ولا يوجد شيء على الإطلاق. نحن ضد هذا وسنظل نقول لأولادنا وأحفادنا الذين لم يسمعونا بعد، ربما يسمعوننا، أن هذا خطأ، وأن تماسكنا كمجتمع
يأتي من رفضنا للفوضى الإبداعية ولمعيارية الحقل. حسناً، البعض أيضاً في التقرير تحدث عن ربما يجد أمراً صعباً أمراً شائكاً بالنسبة له يلجأ إلى أهل الدين أو أهل الاختصاص ويحاول أن يسأل. هنا التدقيق، في مَن نسأل هو أيضاً باب من أبواب سد الطريق على الدخول في الوهم. ربنا قال "فاسألوا أهل الذكر" ولم يقل لهم فاسألوا الدجالين والمتصدرين، لكن يوجد أيضاً الصهر. والتقرير ممتاز، ولكن هناك أخت في التقرير قالت: "هل يمكنني أن أسأل شخصاً أكبر مني خبرةً لأعرف هذا المعنى؟" أي أنه يعمل مثل طبيب الأسرة، الذي عندما أذهب إليه وأسأله: "إلى مَن أذهب؟"، يقول لي: "هذه الحالة تستدعي الذهاب إلى طبيب الجلدية"، أو "هذه الحالة تستدعي الذهاب إلى الجراح"، أو هو طبيب شامل مثل دفتر الملاحظات اسمه المهني "طبيب العائلة"، يوجهني. فهذا هو دور الفتاة الصغيرة مع الشخص الكبير، فيوجهها قائلاً
لها: "لا، هكذا تسألين دار الإفتاء"، "هكذا تذهبين إلى عالم أزهري"، "هكذا تذهبين إلى شيخ المسجد" وهكذا. حسناً، كيف نستطيع أن نواجه هذه الأوهام الدينية؟ الأوهام الدينية تحتاج إلى وقد وصلنا إلى حد الإرهاب، نريد أن ننشئ مفوضية ضد الإرهاب، مفوضية تذهب لتبحث عن السبب، أين الأدبيات التي صدرت من هؤلاء المجرمين؟ الأدبيات والفكر، كيف نواجهها في مناهج التعليم؟ كيف نواجهها من خلال الإعلام؟ كيف نواجهها من خلال الدراما؟ كيف نواجهها من خلال الخطاب الديني؟ كيف نواجهها؟ كيف نواجهها؟ كيف نواجهها؟ هذه تحتاج إلى مفوضية تجلس خمس سنوات هكذا وتدرس لنا هذه المسألة وتقضي عليها، وهي قادرة على أن تقضي عليها. هذه المفوضيات
نشأت في الدول مثل نيجيريا على سبيل المثال، نشأت فيها مفوضية ضد الفساد، ضد الرشوة والانهيار الإداري وما إلى ذلك، ونجحت. وفي جنوب أفريقيا العنصرية المفوضية تكون مجموعة من العلماء وليس الأمن فقط. الأمن الله يكون في عونه يقوم بالواجب الذي عليه، وهذا جانب من الجوانب فقط، جانب وستتكرر هذه القضية كل عشر أو خمس عشرة سنة بالتأكيد، لأن الطفل الذي عمره عشر سنوات الذي تركناه في أيدي الإرهابيين سيصبح عمره عشرين سنة ويريد نفسه، ولذلك هذه المفوضيات تدخل في عمق المشكلة ويكون لديها اتساع في الرؤية، فتستعمل التعليم وتستعمل الإعلام وتستعمل الخطاب الديني وتستعمل الثقافة السائدة وتستعمل وسائل الاتصال المختلفة مثل الدراما ومثل غيرها إلى آخره، وتستعمل إشاعة القيم في المجتمع، ثم بعد ذلك تخرج لنا في النهاية بأنها تقي أبناءنا وأحفادنا
وأحفاد. أحفادنا من مثل هذا البلاء وتقضي على الإرهاب وهذا فعله المسلمون بأساليب عصرهم حتى قضوا على الخوارج حتى ظهروا في هذا العصر. حسناً، السؤال الأخير في هذه الجزئية يا مولانا: البعض يعوّل على الأزهر الشريف بأنه هو هذه المفوضية، هو يحتوي العلم ويحتوي العلماء ولديه منابر كثيرة عن طريق وزارة... لماذا لا يتبنى الأزهر الشريف هذه المفوضية وهذا التوجه وبالتالي يملأ الفراغ لكي لا تبيع هذه الجماعات الوهم لهؤلاء الشباب؟ علينا أن نعرف أين يعيش هؤلاء الشباب. هناك مناطق جغرافية ومناطق سكانية واجتماعية هي بالفعل تستقبل هذا الوهم. المفوضية تحتاج إلى قانون لأننا لا بد أن نعيش. في الحقيقة، القانون الذي يحكم الأزهر غير موجود، لكن الأزهر هو الدعوة، وهو مستعد للدخول في تلك المفوضية، بشرط أن يُصنع له قانون يمنحه سلطة. السلطة والمسؤولية تجعلان عمله واحداً، ولا يوجد مانع من ذلك. وعلى فكرة، هم يعملون الآن، لكن
هذا العمل أيضاً مثل عمل الأمن، فالأمن يعمل ولكن منفصلة عن الفكر في جزيرة منفصلة عن العلم في جزيرة منفصلة عن الإعلام هو ما كل الناس تعمل به، لكن هذا لن ينتج إلا بمفوضية. تريد أن تجعل الأزهر مفوضية أو المفوضية تصبح هذه المفوضية. ما شكلها القانوني؟ هذه فكرة يجب التفكير فيها، والأزهر ليس لديه مانع لأنه يقوم بدوره نحن نريد تأثيراً في المجتمع. التأثير في المجتمع لا بد أن يكون شاملاً. لكي تجعل الأزهر له سلطة، تجعله مسؤولاً، إذا أردت أن تجعله مسؤولاً فلا بد أن تمنحه سلطة. فإذا لم يكن هناك قانون يمنح الأزهر هذا، فلن يستطيع التحرك، وكلما تحرك، فإن كثيراً جداً من الجهات ستعترض عليه سلطة الأزهر لا تكون لديه سلطة دينية، لكننا مستعدون لبذل الجهد، ومع هذا فإن بذل هذا الجهد إذا أعطتني سلطة فسأحترمها وأنفذها. إذا لم تعطني
السلطة فدعني أشارك معك أيها المجتمع في مفوضية، ويكون لها مدة خمس سنوات تقضي على الإرهاب. بالتأكيد فكرة جيدة جداً، يعني نشكر فضيلتك على... هذا الطرح شكراً جزيلاً. الآن نحن ندعو حضراتكم في طرح أسئلتكم سواء حول الوهم وتشاركوا معنا في سؤالنا على الفيسبوك: كيف نواجه من ينقاد وراء الأفكار الخاطئة والمغلوطة ويُباع له الوهم بسهولة؟ ننتظر إجابات حضراتكم على صفحتنا على الفيسبوك، والسؤال كان
يقول: كيف نواجه من ينقاد وراء الأفكار والآراء؟ بعض من هذه الإجابات كانت إجابة خاطئة ومغلوطة. الأستاذ أحمد رجب يقول: ليست مواجهة بمعنى الصدام، وإنما محاولة علاج سبب انقياده وراء هذه الأفكار المغلوطة بإرشاده للمنهج القويم ذي السند المتصل، والبعد عما شذ عنه من ظواهر متناقضة كالتشدد أو الإلحاد. الأستاذ محمد سلامة يقول: لا تجادل أحمقاً فقد يخطئ. المشاهدون في التمييز بينكما، أحمد طارئ يقول: تصحيح معلوماته وتوضيح له الأمر بشكل هادئ من غير أي تشاجر. عبير محمد تقول: أصحح المعلومة الخاطئة بالمعلومة الصحيحة بأسلوب لائق وهادئ بدون أي تعنف أو عنف في الكلام. يمنى ياسر تقول: الناس اليوم متمسكة جداً بآرائها ومقتنعة بها ومن المستحيل أن تغيرها. لذلك لا أحاول فرض رأيي، بل أوضح وجهة نظري فقط. الطارق الطبجي أو
الطبشي - عفواً - يقول: بالصبر والحكمة والعلم المحقق الدامغ للباطل، ويكون قبول الشخص ومساعدته بحسن المعاملة وبالأدب. مولانا، هناك مدرستان في مواجهة هذا الشخص المتوهم خاصة في الدين: إما أن أواجهه بهذا الأمر... وأما أن أتركه هو، فالاثنان موجودان، لأن المتوهم له درجات. في إحداها أخذوه إلى المسجد وهو في العاشرة من عمره، وربّوه على التميّز، وقالوا له: "أنت أفضل من الناس". فبدأ الكِبر ينمو في قلبه، فأصبح في قلبه كِبر. "أنت حافظ، أنت تصلي، أنت جيد"، فيتكبر ويتعالى على الناس، وفي نفس يجب أن يرسم قناعاً، يجب أن يرسم
وجهاً للناس بالتواضع، نعم، فقد تعلم شيئاً كبيراً من الكذب ومن النفاق منذ سن العاشرة، وهو الآن عمره ثلاثون سنة. أصبح هذا شعوراً في أعماقه، ولذلك هو يرى أن كل الناس على خطأ وأنه الوحيد الصواب، وأنه متكامل، وأنه متكامل في كل شيء، سيصدق عليه أنه لا توجد فائدة، لكن هناك أناس آخرون منبهرون بهؤلاء الذين لم يتربوا على هذا الكِبر، إنما هم يرون هؤلاء الناس على صواب لأنهم يقولون "قال الله" و"قال الرسول"، ويدعون يا أخي إلى قيام الخلافة الإسلامية. يا أخي، داعش وأبو بكر البغدادي الذي كان في جوانتنامو، والذي هو صهيونية، هذا لا يكون خليفة المسلمين، هو منبهر ولا يعرف هذه المعلومة، وهذا ما يمكننا أن نبينه له. وهكذا كان الناس، منهم من مات على
الشرك، أبو جهل مات على الشرك وأبو لهب مات على الشرك، وهكذا ماتوا على الشرك، حتى إن هناك أناساً طيبين ماتوا على الشرك. ولم ترضَ أن تؤمن حقاً، فإذاً نحن لدينا النوعين: لدينا من قد يئسنا من صلاحه، وهذا سيصطدم مع حائط القدر، ولدينا من يجب علينا [رعايته]. ولدينا أيضاً نوع ثالث وهو الوقاية. نعم، تسعون في المائة من المجتمع لم يدخلوا في هذه القضية، فيجب علينا أن نهتم بهم ونقدم لهم الحقائق بها التمييز بين الفاسد وبين الصالح. طيب، أستأذن فضيلتك لننتقل إلى بعض الاتصالات الهاتفية. الأستاذة سارة، تفضلي. نعم. السلام عليكم. وعليكم السلام، وليغفر الله لنا. السلام على المسلمين وأشرف المرسلين. كان عندي رؤيا أريد أن أقصها على فضيلة الشيخ بعد إذن فضيلتك. تفضلي. نعم. السلام عليكم. كما
تفضلت حضرتك. وعليكم تفضَّلي يا ابنتي، لقد حلمتُ منذ فترة بعد صلاة الفجر أن الله سبحانه وتعالى يحاسبني. لم أرَه، لم أشاهد ربنا ولم أعرف شكله، لكن الحساب كان يسيراً وقال لي: "أنت ستدخل الجنة". وبعد ذلك عندما دخلتُ الجنة أنا وأخي، فالله سبحانه وتعالى... من وراء حجاب قال شيئاً، فقالها شخص آخر، الذي هو أنا وأخي محمد. ليس لنا المزيد، فأنا بعد إذنكم أستأذن. لكن أعطاك يا عز وجل جميل الرؤية. حاضر يا سيدي، حاضر أستاذ عمر. تفضل يا سيدي. السلام عليكم. وعليكم السلام. أحب أن أرحب كثيراً بالأستاذ علي جمعة، وأرحب بحضرتك كثيراً أريد أن أسألك سؤالين فقط من فضلك. السؤال الأول: اشرح الآية الرابعة من سورة
المائدة. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم: "يسألونك ماذا أحل لهم قل أحل لكم الطيبات وما علمتم من الجوارح مكلبين تعلمونهن مما علمكم الله فكلوا مما أمسكن عليكم واذكروا". بسم الله عليه واتقوا الله إن الله سريع الحساب. حاضر يا سيدي، صدق الله العظيم. حاضر تفضل. أولاً تفضل يا سيدي السؤال الثاني. أنا كنت أريد أن أعرف ما الفرق، أنا ألاحظ كما يركز الناس على ختم القرآن في شهر رمضان، فما الفرق بين ختم القرآن في هذا الشهر وباقي تحية طيبة وشهر رمضان تمام. حاضر يا سيدي، أشكر حضرتك يا سيدة عمر شكراً جزيلاً. سيدة أم سواحل، تفضلي يا سيدتي. سيد أم سباحة عليه الصلاة والسلام. وعليكم السلام، تفضل بارك الله فيك ويحفظك. تفضلي سيدتي بالسؤال، تحت أمرك. هل يمكن يا
عم أن ترى؟ لقد طلع. نحن نرى، بحاجة أن نسمع ماذا طيب؟ سأهزأ لك لكن في أمر يعني ممكن بسرعة لأن هناك أيضاً أفاضل مستمعين أيضاً يشاهدون. تفضل يا سيدي. حضرتك عندما أجلس، بعض الناس متقبلون شيئاً من عبث سياسة مسابق إيذاء طلابي وأنا جالسة في الشارع مع عواني. نعم لأنه لا يطالب مطلقاً. مرة نريده فيها لأجل أن آخذ شيئًا من أربعة دولارات، حسنًا، موافق. هل يمكنني أن أستأذنك؟ حسنًا، سيتواصل الكونترول مع حضرتك وسنأخذ رقم هاتفك وسنتواصل مع بعضنا بشكل مباشر. سأستأذنك يعني حضرتك. استموس أنا تحت أمرك أستاذ عبد المنعم. تفضل يا سيدي. السلام عليكم. وعليكم السلام أستاذ. تفضل دكتور علي، انتظر قليلًا، تفضل. أستاذ علي، ربنا سبحانه وتعالى بعث الأمانة على مواصلة مصر الخير، ومصر خير مشكورة. كلف الناس بتوصيلها لي، لكن ما وصلتها. لماذا لم توصلها؟ يعني الأموال تسير على عاملين، مياه غائظة إلى هذا الوقت. لا أعلم متى ستصل، مائة لم تصل. العملية فيها مشكلة، غداً
سأشتكي إلى المسؤولين عندما هاتفك ويتصل بك فوراً أستاذ الرشد. تفضلي يا فندا. السلام عليكم. وعليكم السلام. بعد إذنك أنا أريد أن أسأل الدكتور علي عن أن هناك قنوات كثيرة تتحدث عن المهدي المنتظر. أريد أن أعرف ما حقيقة هذا الأمر وهل يوجد دليل عليه من السنة وهل سيدنا النبي بشر به أم لا؟ أريد أن أسأل: زوجي منعني من التحدث مع أبي وأمي، وأنا ألححت عليه ثم كلمتهم من وراء ظهره، فهل علي ذنب في ذلك؟ وسؤال آخر: هل قراءة الأوراد أو الأذكار أمام التلفزيون حرام أم حلال؟ أو مقبول أم لا؟ أو خطأ أم صحيح؟ إذا كانت المرأة تقرأ الورد وهي تشاهد حرام أو حلال؟ أولاً نجد السؤال الذي قبله، الذي قبله زوجها نهاها عن الاتصال بأبيها وأمها، لكنها تواصلت معهم من وراء ظهره. أليس كذلك أيضاً يا فضيلة؟ رشا: نعم، تماماً، تحت أمر حضرتك. أنا هكذا على أي ذنب أم لا؟ يعني حاضر، يا سيدي، تحت أمر حضرتك. حسناً،
أولاً، الأستاذة سارة ورؤياها عن الحساب هذه إن شاء الله تكون بشرى، حيث إن النبي عليه الصلاة والسلام بيّن لنا أن الرؤى دائماً بشرى. فهي رأت أن الله سبحانه وتعالى حاسبها حساباً يسيراً، إذاً فالحساب اليسير معناه أنها مقبولة وسائرة في الطريق الصحيح. البشرى لا نعتمد عليها، لكن... نفرح بها، نفرح بها، لكن ليس معنى ذلك أن نفعل ما نشاء. فهذه البشرى اجعلها تزيدك التزاماً وأكثر حباً لله سبحانه وتعالى. وبعد ذلك دخول الجنة بشرى ثانية، يعني الرؤية فيها بشارتان: الحساب اليسير، والثانية الجنة. وبعد ذلك قال يعني سارة وأخوها محمد ليس لهما مزيد، ليس لهما مزيد،
أي الأخيرة أي الدرجة النهائية، فمن حصل على مائة في المائة سيأتي بأكثر من ذلك. وانتبه لا نقوم بالمزيد. بشرى ثالثة تدفعنا إلى الحب، حب الله ورسوله، إلى مزيد من العمل، إلى مزيد من التقوى، مزيد من الجمال وهكذا إلى آخره، ودائماً نحوّل الرؤى إلى مزيد من الطمأنينة والأمن. في قلب الإنسان، الأستاذ عمر يقول إنه يريد أن يعرف الآية رقم أربعة: "يسألونك ماذا أحل لهم قل أحل لكم الطيبات"، فربنا سبحانه وتعالى أحل لنا الطيبات وحرم علينا الخبائث، وجعل من الخبائث الخمر، جعل من الخبائث الميتة، جعل من الخبائث الخنزير، جعل من الخبائث
كل ما حصن عليه من... غير وجهه بالسرقة، بالرشوة، بكذا إلى آخره. الله سبحانه وتعالى أحلّ لنا الطيبات. فهذا أولاً، "وما علمتم من الجوارح مكلبين". الجوارح التي هي ماذا؟ التي هي الصقر والشاهين والنسر. الشاهين هذا نوع من أنواع الصقور، والكلاب، كلاب الصيد. فمكلبين هنا يعني علمتموهم كيف يصيدون، كيف يتحولون. هذه الجوارح، هذه أنا أرسلها على الفريسة التي أصطادها. الفريسة بعيدة عني، غزال أو ريم أو أي شيء بعيد هكذا عني، فأرسل عليه الشاهين أو النسر
أو غيره، فيأخذها ويحضرها لي. فربنا أحلّ لي أن آكل هذه الفريسة، نعم، التي يتم اصطيادها، التي يتم اصطيادها بهذه الطريقة. الصَّقْر أو الجوارح، نعم والمُكَلَّبين الذي يسأل عنها، يعني مثل كلاب الصيد. يعني إذا، هذه أيضاً هي من الطيبات، لأن بعض الناس يقول لك: "هل هذه ميتة؟" أو "ماذا سنفعل؟" قال لي: "لا، هذه التي صدتها على الحاجة المُعَلَّمة"، يعني الكلب الذي يصطاده ويأتي. يخبرني المعلم أن لدي كلبًا غير مدرب، فهو يذهب إلى الفريسة بعد أن أصطادها بالسهم، ثم يقتلها لأنه غير مدرب. نعم، عندما يكون الكلب مدربًا، فإنه يذهب ويمسك بالفريسة في الهواء ولا يقتلها. كيف يعرف الصياد ذلك؟ كيف يميز ذلك؟ لو أن الكلب قتل الفريسة، فإن الإنسان هو الذي يذبحها فهما مطلبان وهما معلمة، نعم، هل انتبهت؟ كيف؟ فهو
يقول "ختم القرآن"، لماذا خصص في رمضان؟ لا، ختم القرآن ليس مختصاً برمضان، نختم القرآن في أي وقت. وكن في الحال المرتحل، كلما ننتهي من القرآن، منا من ينتهي في شهر، ومنا من ينتهي في عشرة أيام. تمر علينا ننهيها في ثلاثة أيام، والنبي قال لنا لا تنهوها في أكثر من ثلاثة أيام لكي تتدبروا فقط، وهكذا فأقصى مدة هي العشرة أيام. فيكون إذا ختم القرآن فقط لأن شهر رمضان هو شهر القرآن، فالناس حريصة على أن تقرأ القرآن مرة واثنتين وثلاثًا، وهذا ممكن يا أستاذة. رشا تتحدث عن موضوع يمكن أن نجعل له حلقة وهو المهدي المنتظر. أولاً، أهل السنة لا يسمونه "المنتظر"، بل "المهدي" فقط. نعم، الشيعة يقولون "المهدي المنتظر" لأنهم ينتظرون شخصاً بعينه، هو
المهدي عندهم، وقد دخل السرداب منذ ألف سنة، ويطلقون عليه "الإمام الغائب" وما شابه ذلك. لكن أهل السنة يقولون... لا، المهدي هذا عبارة عن حاكم عادل تقي، سيؤيده الله، وليس موحى إليه، وليس نبياً، وليس كذلك، وإنما يخرج ليجمع شمل المسلمين الذي تفرق منذ زمن طويل، ولينطلق بهم. وأما هي فزوجها نهاها عن زيارة أبيها وأمها، فماذا تفعل المرأة؟ تطيع زوجها وليس عليها أي إثم، فهي تسأل سؤالاً آخر. تقول لها: لكنني لم أُطعه، اتصلت بهم سراً. حسناً، هذا من باب البر، لكن حاولي أن تطيعي زوجك بالرغم من أننا ننصح الزوج بألا يفعل هكذا. لكنها هي من بدأت بقطع رحمها، قطعت رحمها وهذا أبوه وأمه. إذا تعارض أمر الزوج مع هذا فلا تعدي. مَن قطعته الرحم
حتى لو كان الزوج مخطئاً أو متعدياً، فسيكون الإثم عليه هو، نعم. ولذلك هي بريئة من هذا حتى تستقيم الأمور. فالمركب التي لها رئيسان تغرق، والرئيس هنا هو الزوج وليس الأب والأم. نعم، الزوج، تماماً، لكي تسير الأمور. وبعد ذلك تقول... وأنا جالسةٌ أمامك ممسكةً بالسبحة وأُسبّح وهكذا، لا مانع، لا مانع، ولكن الورد الأساسي عندنا ينبغي أن يكون بعيداً عن الضجيج لأن القلب يحتاج أن يتربى وهكذا، أما ذكر اللسان فهو في كل وقت وحين، لا مانع، فهذا يقي الإنسان شروراً كثيرة، بارك الله فيكم مولانا. جزاكم الله خيراً، شكراً موصولاً لحضراتكم على متابعة الحلقة. نلقاكم غداً بإذن الله في حلقة جديدة،