#والله_أعلم | الحلقة الكاملة | 19 - سبتمبر - 2014 | الحج ومتى يجب ؟ الاقتراض والتقسيط

أهلا بحضراتكم نستكمل هذا الحديث الطيب مع فضيلة الإمام حول الحج. في الأسبوع الماضي بدأنا هذا الحديث الطيب المبارك إن شاء الله، بدأت طلائع الحجاج في السفر إلى بيت الله الحرام لأداء هذا النسك وهذه الشعيرة. اليوم نستكمل هذا الحديث، نتحدث حول مفهوم الحج ولماذا فُرِض الحج وعلى من. يجب الحج وكذلك نتحدث في جزئية هامة نراها تتكرر هذه الأيام
وهي الحج ولكن بالتقسيط، نتحدث حول هذا الأمر هل به شبهات أم لا، هل هو حرام، هل هو حلال أم مقيد. هناك أمور كثيرة سنتحدث فيها مع فضيلة الإمام، وأيضاً سؤالنا لحضراتكم على صفحتنا على الفيسبوك: هل توافق على الحج بالتقسيط، ننتظر إجابات حضراتكم. في البداية أرحب بفضيلة العالم الجليل الأستاذ الدكتور علي جمعة. السلام عليكم مولانا. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، كل عام وأنتم بخير. ونرجو الله سبحانه وتعالى ونسأله ونتوسل إليه بأسمائه وصفاته العلى أن يتقبل من الحجيج، اللهم أعلم، وأن يتقبل دعاءهم وأن يوفقهم إلى أن يدعو. أحدهم وكل واحد فيهم بالدنيا والآخرة وليس بالدنيا فقط ولنفسه ولبلده وليس لنفسه فقط، ونرجو الله سبحانه وتعالى القبول، فلو
قُبِلت هذه الحجة يغير الله سبحانه وتعالى هذا الحال الذي نحن فيه إلى أحسن حال، اللهم آمين اللهم آمين. فضيلتكم في البداية نتحدث بالنسبة للحجاج الذين سيذهبون أو بالفعل خلاص. على وشك بعد أيام قلائل نتوجه لأداء الحج، ربما نود من فضيلتكم أن توضحوا معنى ومغزى الحج لكي يستحضر كل حاج هيبة وعظم هذه الشعيرة في قلبه وهو يتوجه إلى المناسك هذه الأيام. بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه. ومن والاه، الحج سُمي بالحج الأكبر، وقد جمع الله فيه كل العبادات، وذكرت مرة سابقة أن الفقهاء عندما قسّموا الفقه جعلوه قسم العبادات والمعاملات ثم الأقضية والشهادات
ثم العلاقات الدولية وكذا إلى آخره، وهذا التقسيم ترى فيه ربع العبادات، لأنه لما يكون هناك عندي أربع مجلدات أجد الربع تقريباً إنما... كان غالباً عبادات الإمام الكسائي عندما ألف بدائع الصنائع سبع العبادات، أي أن العبادات سبعة، وبقية الفقه الإسلامي ستة. سبعة العبادات كلها من أول الطهارة إلى الصلاة إلى الصيام إلى النفقة المالية مثل الزكاة إلى مناسك الحج إلى الكفارات إلى الدعاء إلى الذكر إلى قراءة القرآن وتلاوته إلى الاعتكاف إلى كل. أنواع العبادات، إلى جانب الدعاء، متضمنة في الحج،
ولذلك سُمِّي بالحج الأكبر. العمرة حج لأنها قصد إلى بيت الله الحرام، ولكنها بسيطة: الطواف والسعي والتحلل من الإحرام. أما الحج ففيه وقوف بعرفة، وفيه مبيت بمزدلفة ومِنى، ورمي الجمرات، وفيه المبيت بمِنى مرة ثانية، والطواف والسعي للإفاضة، وغير ذلك، وفيه الهدي يعني. أشياء كثيرة جداً وكلها تدور حول العبادة. بعض الناس يسأل: "ما حكمة الحد؟ أنا أصلي وأصوم وأنفق" وما إلى ذلك. أول شيء يلفت نظرنا لتميز الحد هو المكان، فهناك فرق بين المسجد والحمام. لا تأخذني في موضوع الحمام، فهو المكان الذي
يتطهر فيه المرء ويزيل النجاسات وما شابه. إلى آخره، لكن المسجد طاهر، المسجد مخصص تماماً للعبادة، يُحظر فيه البيع والشراء والمشاحنات والمظاهرات وما إلى ذلك. المسجد ملاذ وملجأ، ولذلك أجواؤه مختلفة، الجو فيه مختلف. مكة هي أم القرى، سرة العالم، مكة فيها بيت هو بيت الله الحرام الذي يحج إليه الناس، مكة فيها ذلك البيت الذي هو قبلة المسلمين. وقبلة الناس أجمعين مكة، هذه فيها في الطواف سبعون نبياً مدفونون. مكة فيها شيء آخر، مكة - سبحان الله -
ماذا يقول عنها؟ مكة وفيها جبل النور، فيها نور، فيها شيء آخر. إذاً أول أمر هام في الحج، أول أمر مهم في الحج هو المكان. إذاً هذا مكان هو محل نظر الله. النبي عليه الصلاة... والسلام مرة رأى سيدنا عمر وهو يبكي ممسكاً بأستار الكعبة فقال: "يا عمر، ها هنا تسكب العبرات، في شيء مختلف هنا، في شيء مختلف". ولذلك، والناس جربت، تجد أناساً لا يطيقون أبداً أن يبتعدوا عن البيت الحرام طوال النهار. عمر يحج، وبعدها أناس يلومونهم ويقولون لهم: "ما نعرف هذا". في شوق وجاذبية ومغناطيس موجود في هذا المكان. فأول أمر يلفت نظرنا هو المكان، الحج في
مكان. هذا المكان ما الذي يلفت نظرنا فيه؟ أنه محل نظر الله، ولذلك فهو تتنزل فيه الرحمات والسكنات، ولذلك فهو موئل لغفران الذنوب، ولذلك فهو مكان لاستجابة الدعاء، ولذلك فهو... المكان شيء غريب جداً، فيوجِدُني مكان، والمكان له أثر، له أثر على الإنسان. بعض الناس لا يعرف هذا الكلام، لكن له أثر. يحكي النبي صلى الله عليه وسلم عن رجل عاصٍ نسي نفسه فقتل مائة نفس، قتل مائة نفس أو تسعاً وتسعين نفساً، وذهب إلى شخص عابد فقال له: "قتلتُ". تسعة وتسعين نفساً، هل لي من توبة؟ قال له: توبة! ما هذا؟ تسعة وتسعون شخصاً يا
مفتري! ليس لك توبة. فقتله فأتم به المائة. نعم، يئس وذهب إلى أحد العلماء وقال له: أنا قتلت مائة نفس فهل لي من توبة؟ قال: طبعاً، وما الذي يمنعك من أن تتوب إلى الله، إنك ستتغير، وستخرج من المعصية والسوء الذي أنت فيه إلى نور طاعة من؟ من يقول هذا؟ قال له: حسنًا، الحمد لله، سأتوب. قالوا: لا، تعال، هناك شيء آخر، أراك بأرض قوم سوء. انظر إلى الكلام، المكان الذي هو مقيم فيه، هذا مكان شؤم الذي... أنت هكذا أراك بارد، قوم سوء تركوك تقتل تسعة سنين، كيف وهم ساكتون عليك؟ لماذا لم يمسكوك ويعدموك أو يحاكموك أو يفعلوا بك ما يمنعك بعد أول قتيل؟ فكيف يتركونك حتى الآن؟ إن هؤلاء الناس الذين أنت بينهم ليسوا صالحين، فسلّط الله عليهم
من أنفسهم، منهم فيهم. يعني نعم، اذهب إلى أرض كذا. هذا الكلام هو الذي له معنى، كي نقول إن الحج معناه اذهب إلى أرض كذا، فإن فيها قومًا يعبدون الله. فيكون الجار قبل الدار، فيها ناس تعبد الله. نعم، مكة من الطائفين والعاكفين والرُّكَّع السجود، صنعت طاقة شديدة، صنعت أنوارًا، فعندما يدخل المرء. في هذه الأنوار يشعر المرء بالسكينة والرحمة، يشعر بأشياء كثيرة. هذا هو معنى الحج. قل لي: لماذا الحج تحديداً؟ لأنك ذاهب إلى نور، في نور. إن كان في مكة، فمكة فيها جبل النور، وإن كان في المدينة، فهي أم النور، المدينة كلها. ولذلك ماذا سموها؟ المدينة المنورة، صحيح؟
هل أنت منتبه كيف؟ عندما استقبل الأنصار النبي في إحدى مرات عودته، قالوا: "طلع البدر علينا من ثنيات الوداع". وثنية الوداع هذه تعني مدخلاً للمدينة، كبوابة. "طلع البدر علينا من ثنيات الوداع، وجب الشكر علينا ما دعا لله داع، أيها المبعوث فينا، جئت بالأمر المطاع، جئت شرفت". المدينة لم يقولوا له نوَّرت. نعم، قالوا له: جئت، شرَّفت المدينة، مرحباً يا خير داعٍ. إنما المسلمون شعروا بالأنوار فسموها المدينة، ليست المشرفة مثل مكة المكرمة، لكن المدينة المنورة لأن أنوار سيدنا شيء آخر، عرفها من عرف وحُرمها من حُرم، لكنها موجودة، والسكينة والرحمة والشيء
الجميل جداً هذا ينبغي. علينا أن نتفهمها لأنها هي السر وراء أنه يستطيع أن نقول: الحج سره سر المكان، سره سر المكان، سر المكان. طيب مولانا، فيما يتعلق بالزمان، في الزمان هنا أسأل فضيلتك: متى فُرِضَ الحج علينا؟ وهل كان الحج مفروضًا على أمم قد سبقتنا، خاصةً وأن من رفع قواعد البيت... كان أبو الأنبياء إبراهيم عليه السلام وابنه إسماعيل عليهما السلام، والحج مستمر دائماً منذ زمن سيدنا إبراهيم، وسيدنا إبراهيم رفع البيت فتم الحج، وهو الذي هزم أبرهة الأشرم الذي جاء من اليمن ليهدم البيت، لأنه بنى كعبة من ذهب بينما كعبتنا من حجارة في الجبل. هناك جبلٌ اسمه جبل الكعبة فيه الحجر الأزرق، هذه حجرة زرقاء
وهي حجر الكعبة. فذهبوا وأحضروا الجبل وصنعوه فقط وانتهى الأمر. وعندما ينقص شيء من الكعبة أو تنهدم أو يحدث سيل، يذهبون إلى نفس هذا الجبل ويحضرون هذه القطع من نفس الحجر، نعم. فإبراهيم استغاث بما. لا أحد يجلب له، لا توجد جاذبية للمكان، لا يوجد سر عنده، لا توجد بركة المكان كما تفضلت، لا يوجد ما يستحق النظر ولا شيء. صحيح أن الكعبة منذ عهد سيدنا إبراهيم، سيدنا إبراهيم في حدود ألفين قبل الميلاد، قليلاً أكثر بقليل، ألفين ومائتين، شيء كهذا قبل الميلاد، يعني هذا. له أربعة آلاف، أربعة آلاف ونصف الآن. فسيدنا إبراهيم بعيد عن سيدنا النبي عليه الصلاة والسلام بهذه الفترة كلها، بألفين وثمانمائة، ثلاثة آلاف سنة مثلاً. خلال الثلاثة آلاف سنة هذه، كانت الكعبة
يُحج إليها، لكن لم يكن شكلها هكذا، ولكن الحج كان مستمراً، ويطوفون ويسعون بين الصفا والمروة، إن الصفا والمروة. من شعائر الله لأنهم خافوا قالوا له: نعم، لقد كنا في الجاهلية نطوف ما بين الصفا والمروة، أفلا نأتي الآن ونغير؟ فقال لهم: لا، ليس هكذا، الحق حق، الحق حق. عندما تأتي وتريد أن تغير وتزيل الحق معك تكون بلوى سوداء. إننا نأتي ونفرز لنرى ما هو صحيح. الحق ونتبعه ونستمر معه، وما هو الباطل؟ هكذا مرة عندما جاء عبد الناصر حدث شيء مثل الفوضى في العهد البائد. أي شيء يطلق عليه العهد البائد. كان عبد الناصر يحب أن يستمع
إلى أم كلثوم فيستمع إلى المذياع، إذ لم يكن هناك تلفزيون بعد. لا يجدها، أين هذه الفتاة؟ وإلى أين ذهبت أم كلثوم؟ قالوا له: لا، ما... نحن أزلناها أصلاً من العهد البائد، نعم! قالوا إنها غنت للملك. قال لهم: يا سلام! حسناً، فلماذا لا تزيلوا الأهرامات لأنها من العهد البائد؟ ولماذا لا تنظرون إلى كورنيش النيل لأنه من العهد البائد؟ هذه العقلية ما زالت موجودة إلى الآن، حيث لا يفرقون بين الفساد والصلاح. سيدنا يعلمنا الآن. إن الصفا والمروة التي كانت في وقت الجاهليين والتي كان عليها الأصنام تُعبد من دون الله والعياذ بالله تعالى من شعائر الله. هنا أفصِّل، لم يكونوا يقفون في عرفة، كانوا يقفون هنا وهم لا يعرفون الأمر، لكن عاد مرة أخرى إلى ملة إبراهيم، ملة إبراهيم حنيفاً
وما كان من المشركين. إذا مولانا نحن نحج على ملة إبراهيم عليها سيدنا صلى الله عليه الصلاة والسلام وقال لكي لا يُقال إننا كنا نفعل هكذا ولم نكن نفعل هكذا، نفعل أو لا نفعل: "خذوا عني مناسككم"، انظروا ماذا أفعل أنا. ولأنه بوحي، نعم، "خذوا عني مناسككم"، ويعلمهم القواعد في هذه المسألة، يقول... ماذا قالوا له؟ "أنبدأ بالصفا أم بالمروة؟" فهو كل شيء انتهى وقد تشوشنا. فقال لهم: "لا، ابدؤوا بما بدأ الله به". ماذا يقول ربنا؟ "إن الصفا والمروة من شعائر الله". لم يقل "إن المروة والصفا"، بل قال "إن الصفا والمروة"، فقال: "ابدؤوا بما بدأ الله به". فعلمنا حكاية جديدة. اعتمدنا عليها بعد ذلك عندما قلنا الذين يكنزون الذهب والفضة، بدأ بالذهب فهو المعيار الأساسي للفضة. هل تدرك كيف؟ ومن أين أتى
بها؟ "ابدؤوا بما بدأ الله به"، هذه في الحج. نعم، إنه يعلمنا كيفية التفكير. نعم، يعلمنا، فليست القضية هكذا، بل هو يعلمنا كيفية التفكير وكيفية التعامل. مع النص، طيب مولانا، لماذا فُرِضَ الحج مرة واحدة في العمر وليس أكثر من مرة، يعني كباقي الفروض، أو حتى أركان الإسلام؟ للصعوبة، للمشقة، لأنه يحتاج إلى غربة وإلى سفر وإلى مشقة بالغة حتى يُشبهها بالجهاد. فإذاً نعم، هو مرة واحدة في العمر. لما سُئل النبي عليه الصلاة. والسلام، السؤال هذا هو: قالوا يا رسول الله أمرة أو كل سنة؟ هو صلى الله عليه وسلم يعني حصل له ماذا؟ يعني جلال من عند الله سبحانه وتعالى، وقال: "لو قلت كل عام لفرضت عليكم". صحيح، صحيح،
وهو رحيم بالأمة، أنه كل عام، كل عام، كيف؟ طيب ما هو هكذا. بهذا الشكل كل عام معناه أن المليار ونصف كلهم سيجتمعون في مكان واحد، سيجتمعون يعني هذا أمر غير ممكن حقًا، ولذلك - سبحان الله - ولذلك الناس يقولون لك: "ما الحج فرضته لازم أرضه"، هذا كلام الناس هكذا، لماذا؟ بسبب المشقة البالغة. الأفلام القديمة في أيام السينما الأولى في بداية القرن العشرين صوّرت رحلة الحج. صحيح شاهدنا الرحلة، صحيح انتبهت، وصوَّرت نفس هذا الشخص الذي جاء من باكستان ماشياً على قدميه وما إلى ذلك، وهو يبكي مر البكاء وهو يغادر عزيزاً عليه. أولياء الله وأهل الله كانوا يقولون إن هذا من علامات قرب الساعة يا جماعة: تيسير ثلاثة أشياء، ما هي؟ تيسير العلم وليس... هناك علماء العلم
متاح سبحان الله، عندما جاءت الكهرباء، وعندما جاء القلم والحبر، وعندما جاءت المطبعة، قال الناس: انظر انظر انظر كلام أولياء الله الصالحين. لم يروا الآن الإنترنت والحاسوب وهذه الأمور. هم لم يروا الأجهزة الإلكترونية التي تيسر العلم وتمكنك من استخراج أي حديث في أي وقت بكل سند وكل الأسانيد وكل. أين مكانة العالم إذاً؟ عندما حج والداي رحمهما الله، وصلوا إلى جدة قبل أن أصل إلى البيت. يعني تركتهم في المطار وأقلعت الطائرة ومضت، وازدحام الطريق منعني من الوصول إلى البيت. عندما وصلت إلى البيت اتصلت بهم فقالوا: "الحمد لله وصلنا جدة". نعم، هذا الكلام كان منذ مدة. وسبعين مثلاً
والدنيا مزدحمة وليس هناك طرق ولا كباري ولا أنفاق ولا ما شابه ذلك إلى آخره، اعتبروه بلاءً. ولكن انظر كيف تم تيسير الحج. أصبحنا نذهب في شيء يسمى الحج السياحي والحج السريع. ما هو الحج السريع هذا؟ تذهب قبلها بيوم وتعود بعد أن ترمي مباشرةً، يعني تمكث لك ثلاثة أو أربعة أيام، أربعة. أيام على أقصى تقدير، أتنتبه؟ وإلا يخاصموا ويخاصم الشركة التي تخصه. والنقطة الثالثة وهي شيء طريف، والولاية... والولاية... آه، عبد القادر البغدادي يقولون له: "متى نصل إلى الولاية هكذا؟" الولاية الخاصة هذه التي تعني أنني أدعو فيُستجاب لي، أي بمعنى الولي. الولي إذن. نعم، نعم، قال. له يعني الله، الله أعلم، لكن يعني تأخذ لها ثلاثين سنة عبادة وغير ذلك مما لا نعرفه. لا، الآن يمكن أن تأخذ لها
ثلاثين ساعة. كيف ذلك يا مولانا؟ أن يخلص النية لله، أن يخلص دينه لله، أن يوحد الله سبحانه وتعالى في قلبه، ويعلق قلبه بالله، ويخرج الدنيا من قلبه. حسناً. أين هذا إذن؟ يعني لو فعلت أنت هكذا سيعطيك قيمة الذي عمل ثلاثين سنة. مع كثرة الأشياء التي تلهي الآن في العصر الذي نحن فيه، فعلت هكذا لتأخذ الولاية. حسناً، أين هو؟ ولا أحد راضٍ بالولاية ولا أي شيء. الحج تيسر، والحج المقبول قليل من كثرة تعلق الناس، فيصبح... يطوف يا أخي حول البيت الحرام ويجلس يصور. الله! هذا غافل أنت يا أخانا الذي تصور، وبعد ذلك يتصل بهاتفه: "يا أبا فلان، إنني أطوف حول البيت الآن، سأحضر لك صورة"، ويفعل لا أعرف الشيء هكذا لكي يلتقط صورة سيلفي. سيلفي مع من؟ مع البيت الحرام! أي تاريخ
هذا؟! كلام لا يرضي ربنا، أين قلبك؟ أين الذكر؟ وأين العبادة؟ أين الخشوع؟ أين الخبء؟ وأين هاهنا تُسكب العبرات؟ أنت تنشغل بالهاتف المحمول وتصور وتفعل هكذا، هذا غافل. فيجب علينا أن نتوب من هذا وأن ننبه الناس، ربما هذا من طيبته، لكنها طيبة مقدوحة لا ممدوحة، لازم ننهى عنها. فأين الإنسان؟ الحج المقبول هو أن تهدي نفسك فقط هكذا وتعلق قلبك بالله وتجعل لسانك ذاكراً لله وتهدي نفسك، تهدي نفسك، وتجعل علاقة بينك وبين الله، هو هذا. نعم، بارك الله فيكم مولانا. من أجل هذا نتحدث اليوم قبل أن يذهب الحجاج إلى بيت الله الحرام، نستحضر مع فضيلة الإمام هذه المعاني السامية. وهذه الأحاسيس التي دائماً ما لا بد وأن تربطها دائماً ببيت الله الحرام
وأن نستحضر هذا الموقف الجلل الذي نحن فيه وهذا الموقف الهام ونحن أمام بيت الله الحرام. بعد الفاصل سنتحدث مع فضيلة الإمام حول أنواع النسك، نسك الإحرام بالنسبة للحج، ما هي؟ سنتعرف عليها بعد الفاصل. ابقوا معنا. اللهم لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك. فكرة الاقتراب من أجل الحج هذه، أنا لا أعتقد أن الفكرة سليمة، بالدليل يعني على أساس أن الحج تم فرضه على القادر مادياً وصحياً
وجسدياً، ولم يتم فرضه على أي شخص. يعني أنت عندما تكون متعباً في أموالك وفعلت ما عليك بالتأكيد يمكن أن تهدي الحج هذا مثلاً لابنك أو والدتك أو لنفسك. كما أنه يكون مختلفاً تماماً، بمعنى أنك تشعر بأنك أديت فريضة الحج بشكل رسمي جداً وترضي الله تعالى أولاً وأخيراً. هذه الأمور من مالك الخاص، لكن إذا لم يتيسر ذلك فيكون من قرض. من البنك أصبح خلاصاً يعني ماذا سيفعل؟ يعني رأيي من حر ماله لأنه لمن استطاع إليه سبيلاً، الذي يجوز أن يقترض قرضاً لكي يذهب للحج به. سيأخذ قرضاً بفوائد لكي يذهب للحج به، ألا يكون أن يقترض مثلاً من أي أحد أو يستلفه من أي صديق، ليس حراماً. أن يَخرُج ليحُجَّ مثلاً، فيه حجُّ البيت لمن استطاع إليه سبيلا، فهنا فرضٌ أساسي أو شرطٌ أساسي وهو الاستطاعة. وهذه الاستطاعة تشتمل على عنصرين: الاستطاعة البدنية، أن يكون لديه القدرة البدنية، والاستطاعة المادية. لا يصح أن أقترض من أجل أن أؤدي فريضة الحج، فلو حدث لي شيء لما استطعت. أسدد الدين بممتون علي ديون نهبيك لا على الذي
فتكتبيت إن الحمد والنعمة لك والقلب لنا وزيد. واضح فضيلة الإمام أن جزءًا كبيرًا من الناس يرفض فكرة الحج بالتقسيط أو بقرض للحج، لأنهم فهموا أن القرض فرض، وفهموا أن القرض بفائدة، وفهموا أن القرض ممن لا... يستطيع أن يوفي بالقرض والأمر ليس كذلك، القضية هي أن الاستطاعة صحيح هي التي تفرض الحج، فالحج هذا ليس مفروضاً عليه أصلاً، لكننا لسنا نسأل هكذا، نحن نسأل: هل إذا ذهب واستلف، هل حجه مقبول أم لا؟ يعني نحن لا نسأل أتستلف أم لا تستلف، ليس هذا
هو السؤال، لا تستلف. لا تستلف، لا تستلف، أنت حر، الحج ليس فرضًا عليك، فكل كلامهم صحيح، لكن المشكلة ليست هكذا. المشكلة أنه يأتي إليّ ويقول لي: "أنا لدي موسم (عمل) الآن، والاثنين سيجلب لي مبلغًا، لكن الاثنين ليس الآن، فأنا أريد أن أستلف من ابن خالتي بدون فوائد، أو من شركة تقدم قروضًا بالتقسيط، وعندما يأتي..." الآن سأسدد، أتفهم كيف جاء السؤال؟ إنه السؤال المتعلق بالفقه، وليس هل تستلف أم لا. أنا أريد معرفة ما يقوله الفقه: هل يجوز أن أستلف وأذهب؟ نعم، يجوز إذا كان لديه أصل ثابت، ربما يقصد أن مؤجله سيسدد مبلغ الحاجة، ففي هذه الحالة يمكن مثلاً، أو شركة تقصد. لماذا لديّ عندك دين؟ نعم، خمسون
ألف جنيه. أذهب لأستلف أو أذهب إلى شركات التقسيط هذه، وأقول لها بكم تبيعه؟ قالوا لي بخمسين ألف جنيه. قلت: "عمر مليء وسيسدد"، فذهبت بحيث تكون أنت من يسدد لهم، وأعطيك فرصة. هم يريدون فرصة سنة، وأنا أعطيك أيضاً بدلاً منه. حلّ عليك الآن وأنت مُضيّق، أعطيك فرصة سنة لكي تسدد، دون فوائد ولا زيادة ولا شيء من هذا القبيل. طيب مولانا، لو قال أحدٌ مثلاً: أنا ليس معي خمسين ألف للحج هؤلاء، ولست قادراً على ادخارها، فهل من الممكن أن أذهب إلى البنك وآخذ قرضاً شخصياً وآخذ الخمسين؟ ألف واحد بهم وسد. أنا مع البنك منذ سنتين أو ثلاث سنوات حسب راحتي على أقساط شهرية. ألا يمكنني أن آخذ مبلغاً من المال كاملاً تحت يدي لكي أسقط الفرض؟ لا أستطيع أن أدخر خمسين ألفاً. ويوجد ناس كثيرون لا يعني، لا بأس عليك، لأنك أنت لا بأس عليك. سألتني سؤالين، فلنأخذها واحداً واحداً. تقول
لي أن معي خمسين ألفاً، لا، ليس معي، ليس معك خمسين ألفاً. ليس معي خمسين ألفاً. الذي ليس معه لا يلزمه، الذي ليس معه لا يلزمه. حسناً، حتى لو اقتصدت، لكننا نتحدث ولو هكذا. نعم، اقتصدت أو لم تقتصد للشركة. الشركة تقول لك ماذا؟ أنا أخرج بخمسة وثلاثين، أنا. أُطلعك بخمسين وسدد لي ثلاثة آلاف جنيه أو أربعة آلاف جنيه كل شهر. شكراً حاضر. وطلعت معه. السؤال: هل هذا الحج مقبول أم لا؟ وهل يسقط به الفرض أم لا؟ نعم مقبول، ونعم يسقط به الفرض. هذه هي الصورة، لكن هل أذهب وأدين نفسي للبنك بخمسين ليأخذ مني ستين؟ لماذا؟ هذا؟ لماذا هكذا؟ يصبح كلام الإخوة هذا كله صحيحاً. نعم، فيما يتعلق بأنني أذهب لآخذ قرضاً شخصياً من البنك وأسدده بنفسي، فهذا لا يجوز بارك الله فيك. لكن نعم، الذي يجوز أن هناك شركات موجودة فعلاً، ليست على وشك أن توجد، تقول لي أن
أخرج، تخرج معي، تقول اخرج. قال لي: "ادفع على الطاولة خمسة وثلاثين ألفاً". قلت: "ليس معي". قال لي: "يمكنني تقسيطها لك، ولن تدفع دفعة أولى، بل تدفع أربعة آلاف كل شهر". قلت له: "هذا جميل جداً، فأنا دخلي عشرة آلاف في الشهر، وأن أدفع منها أربعة فهذا حسن". وهكذا - أتفهم؟ - يكون هذا هو التقسيط الذي هو... شركات التقسيط يجوز. شركات التقسيط عندنا في مصر لم تنتشر هذه المسألة كثيراً بعد، لكن توجد فيها شركات تقسيط. يوجد أيضاً شيء في مصر لم يُفعل حتى الآن وهو وثيقة تأمين الحج. وثيقة تأمين الحج هذه، عندما يولد ابني أذهب لأعمل له مثل وثيقة التعليم، نعم، ووثيقة الزواج، أذهب. أُجهّز له وثيقة الحج عندما يكبر
ويصل إلى سن الحج ليستطيع أخذ ثمن الواسطة، ونجعلها ستة وثلاثين سنة. ماذا سيختلف أن بعثتي ستكون كلها من الشباب؟ نعم، في سن السادسة والثلاثين يؤدي الفريضة وهو شاب قوي قادر على المشي وقادر على الذهاب وقادر على تحمل الحر والمجهود والجهاد. فهذه لم تُنجَز بعد، بل أُنجزت. في ماليزيا وتعلمت في دول أخرى كثيرة، وهذه يمكن أن تتحول إلى مشروع قومي لحج الناس جميعهم، لحج كل البلد، ولكن بترتيب معين، وتحل لنا أموراً كثيرة في مسألة المرضى والذي سيموت والذي كذا إلى آخره، وتقلل من هذه الظاهرة وتعالج هذه الفجوات. طيب مولانا، هكذا أصبح هذا الأمر. فيما يتعلق بالحج بالتقسيط أو بالبنك، أصبحت هذه الأمور واضحة، ولكن الذي عليه دين وذاهب للحج، هو لم يستغرق خلاصاً لأجل خطة الحج، ولكن الذي عليه
دين لشخص، أو مدين لبنك، أو مدين في قرض، أو مدين في تمويل، هل يذهب للحج أم يسدد دينه أولاً قبل أن يحج؟ أيهما أفضل؟ أرجو التوضيح. أن يسدد الدين الأول، لكن أتته فرصة الحج. أصل الحج لم يعد متعلقاً فقط بالتمويل، نعم، أصبح هناك أيضاً تأشيرة وترتيبات للرحلة وهكذا. فحصلت له هذه الترتيبات والتأشيرة جاءت وما إلى ذلك، وأنا على يديه استأذن من الدائن فقط لا غير إذا. كان الدائن شخصية معنوية طبيعية، نعم، نعم، أحد أبناء خالتي أو أبناء عمتي، مستدين منه مالاً، وسأمهله قليلاً لأنني سأذهب إلى الحج، أو لم يحن موعده بعد. قد يكون فأستأذن: يا فلان، أنا ذاهب إلى الحج هذا العام، طيب بالسلامة، ادعُ
لنا وما إلى ذلك، ولا أدري. خلاص، استأذنوا هكذا. إذا كانت معنوية مثل الشركات أو البنك. مثل شيء فيكون خلاص يذهب للحج، والمعنوية هذه لا نسألها ولا نفعلها لأنها تكون قد أخذت ضماناتها وأشياءها وتمام. بعض الفتاوى تقول بأنه إذا مات الحاج وعليه دَين فإنه يُحبس عن الجنة لأنه مات مديناً. ما مدى صحة هذا الرأي؟ كان النبي عليه الصلاة والسلام إذا أُتي بجنازة... سأل: "أعلى صاحبكم دَين؟" فيقولون: "نعم"، فيقول: "صلوا على صاحبكم". [ثم يسأل]: "أعلى صاحبكم دَين؟" [فيقولون]: "لا"، فيصلي عليه. فيبقى إذا الدَين يعطل صلاة النبي عليه، لكن جاء في آخر حياته ولما كثرت الأموال بعد فتح مكة وبعد حنين وبعد ذلك، كان يقول:
"أعلى صاحبكم دَين؟" فيقولون: "نعم"، فيقول: "دَينه عليّ". من بيت من المسلمين وقتها، لا منه هو شخصياً عليه الصلاة والسلام، "أنا منكم مثل الوالد للولد". فطبعاً الدين ليس لطيفاً ولا بد من أدائه، والنبي يقول للبنت عندما جاءت تسأله، قال لها: "أرأيت لو أن أباك عليه دين أكنت قاضيته؟" قالت: "نعم". إذن هم معتادون على شهامة العرب. أنه عندما يموت لا نتركه هكذا، بل نسدد الدين الذي عليه. نعم مولانا، بعض المشاهدين قد يكونون من أصحاب التجارة، وفي التجارة دائماً مسألة الدين هذا أمر متكرر في المعاملات ما بين التجار. هل تنطبق أو ينطبق هذا الرأي كذلك على الديون الخاصة بالتجارة أو المعاملات التجارية فيما
بينهم؟ البعض لا لا لأن في التجارة شأن آخر، ولذلك عملنا قانوناً منفصلاً اسمه القانون التجاري غير القانون المدني، لأن التجارة تحتاج إلى سرعة واستمرارية، وأنا دائماً دائن ومدين صحيح. ولذلك لا التاجر يذهب ليحج في أمان الله، وربنا سبحانه وتعالى يوفقه ويسهل له الأمور إن شاء الله إن شاء الله. هنا تحدثنا عن جزئية الدين، نعود مرة أخرى إلى مفاهيم الحج والمفاهيم المرتبطة به، ونتحدث ربما في هذه الجزئية. حضرتك كنت أثرت قبل الفاصل الأول جزئية أنه عدم التصوير بالهاتف المحمول أو أخذ الصور الشخصية أمام الكعبة أو أمام قبر سيدنا النبي عليه الصلاة والسلام، فربما من يفعل هذا الأمر لكي يحتفظ بهذه الصورة له لا لينشرها ولا ليتفاخر ولا ليتباهى، هل هي أيضاً مكروهة؟ وهل ربما إذا أقدم عليها، هل تنقص من الأجر شيئاً؟ أنا لا أتكلم فقط
عن التصوير، بل عن دخوله على سيدنا النبي عليه الصلاة والسلام وبدأ ما يشغل نفسه بأنه قد قدم الآن. على خير البشر، على المصطفى، على المجتبى، وأنه حي في قبره، وأنه بهذه المهابة يتصل ببنت خالته أو ابن خالته وهو في الطريق، يعني هو دخل من باب السلام أو شيء من هذا القبيل، نعم، نعم، قالوا: إنني الآن عند النبي، حسناً، سلّم لنا عليه. ما هذه قلة الأدب يا... إخواننا ليس هكذا، يجب أن تتعلق قلوبكم بالله، نعم نعم، ليس فقط على التصوير ولا المحادثة الهاتفية ولا أن يشغل نفسه بالنظر إلى زخرفة السجاد أو زخرفة كذا. إنني أتحدث عن القلب، فلا نختزلها في التصوير ولا في
المكالمة ولا في أن أرى هو. كم عمود ليس هذا وقته، كم عمود وكيف صُنعوا؟ طالب سيء يتطلع من الفتحة أو الفتحة الشريفة لكي يرى ما بداخل المقام ويخرج ليصف ما بداخله. حسناً، سألت بعض أهل المدينة: "هل دخلتم إلى الداخل؟" فقالوا: "نعوذ بالله، كيف نفعل ذلك؟ من القداسة، من الاحترام، من المبالغة يعني". الهدوء النفسي، تعظيم سيدنا النبي، إلى ماذا تنظر؟ هل أُجبرت على أن تأتي لتصف لنا؟ أم السماودي؟ لا أنت أُجبرت ولا أنت السماوات. اذهب بأدبك حتى يغفر الله لك. أصل القضية، القضية هي القلب اللاهي الغافل، وليست مظاهر هذا القلب اللاهي الغافل. مظاهره كثيرة، فأنا واقف في الروضة. في الحرم الشريف أدعو الله سبحانه
وتعالى، فجاء أناس ووقفوا بجانبي ووجدت فلاشاً في وجهي. ما هذا؟ هذا قلة أدب، فلا يصح هذا الكلام كله. نتحدث الآن عن النسك. الآن الحاج في يوم سفره يغتسل ويتطيب ويلبس ملابس الإحرام ويصلي ركعتين ويدعو هنا أو... أنه هنا كيف. نوضح له أن الناس ربما لا تستطيع أن تفرق تحديدًا بين أنواع الحج: المفرد والقارن والمتمتع. نرجو من فضيلتك إيضاح هذا الأمر، وكيف يلبي المحرم؟ هل يلبي بعمرة أو يلبي بعمرة وحج أم يلبي بحج؟ حضرتك، عندي قسمان: القسم الأول تهيئة للإحرام، سأغتسل وألبس ثياب الإحرام وأصلي ركعتي الإحرام. وكل هذا أنا لم أحرم، فيكون هذا هو التهيئة. التهيئة مثل أنني متوضئ
الآن ولا أستطيع أن أصلي المغرب لأن المغرب لم يؤذن بعد. حسناً، أنا متوضئ للمغرب لكن المغرب لم يؤذن بعد، وأصبحت متهيئاً للصلاة صحيح لكنني لم أصلِّ بعد. إذاً متى أصلي؟ رقم واحد: عندما يدخل الوقت. النقطة الثانية: عندما أقول "الله أكبر"، في تلك اللحظة أكون قد دخلت في الصلاة. قبل قول "الله أكبر" كنتُ أتحدث معك، وبعد أن قلتُ "الله أكبر" وجدتني صامتاً. هذه التهيئة ليست إحراماً، فنحن سنقوم بهذا الأمر في البيت، وسنركب السيارة ونحن لم نُحرم بعد، وسنذهب إلى المطار ونحن لم نُحرم بعد، بالرغم من أن... أنا ارتديت زي الإحرام وذهبت إلى المطار وركبت وبقينا ساعتين وثلاثة، ثم ألغيت الطائرة، فقالوا لنا: اذهبوا وتعالوا غداً. لم أحرم بعد، فعدت إلى البيت وارتديت ملابسي. وفي
اليوم التالي اغتسلت وصليت وارتديت الإحرام، وكل هذا ولم أحرم بعد، كل هذا مجرد تهيئة. ركبت الطائرة ولم أحرم بعد، فقال: إن الميقات قد اقترب يا. أولاد، حسناً، سنقول "لبيك اللهم لبيك" بالنقاط التي سنذكرها، وهي هذه الثلاثة: إما مفرد، أو متمتع، أو قارن. حسناً يا مولانا، قبل ذلك، هنا عند الدعاء بعد أن أصلي ركعتي الإحرام في المنزل، أقول: "لبيك اللهم عمرة" بما أنني متمتع، فهل هنا بما أنني قلت لبيك؟ اللهم عمرة أو لبيك اللهم عمرة وحج. هل هنا أصبحت محرماً؟ إذا نويت الإحرام ستصبح محرماً. نعم، إذا قلت هذا الدعاء بعد الصلاة في المنزل فأنا محرم. ستصبح محرماً نعم بالنية وباللفظ. نعم، "لبيك اللهم بعمرة" وأنت في البيت بدأنا الإحرام، فإذا ذهبت والطائرة تأخرت، نعم، ورجعت لازم. تظل محرماً، أفضل محرماً، حسناً، لا
تحلق، ولا أي شيء، أنت محرم هكذا، وقعنا في ورطة، لو أن الطائرة اختُطفت، أنت ما زلت محرماً، يعني محرم بقيت، شه، قليلاً من العمل وتُحل الأزمة، ولذلك ونحن نقول في الطائرة وليس هنا في الدعاء: يا رب تقبل مني يا رب. استرها معي يا رب، وأتمم بالخير يا رب، وكذا وكذا من الدعاء. ارزقني، اهدني، تقبل مني. لا تظل تدعو في البيت "لبيك اللهم بعمرة". لا، لا، لا. "لبيك اللهم بعمرة" هذه تقال في الطائرة، في الطائرة، لأن هذا هو الإحرام. هذا هو. الله أكبر الخاصة بالصلاة. نعم، نعم، أنا ركبت. الطائرة طبعاً إذا لم أقل هكذا خلاص وقلت في الطائرة لبيك اللهم بعمرة متمتعاً بها إلى الحج أو لبيك اللهم بحج مفرد أو لبيك اللهم بعمرة قارناً الحج بالحج
أو مقرونة بالحج وإن حُلَّ المحل حيث حبستني، هذا عقد بيني وبين الله وإن حُلَّ المحل حيث حبستني، وبعد قليل وجدنا الطائرة قد اختُطِفت. أين راحة لندن؟ فلتنزل في لندن وارتدِ ملابسي. بذلك تكون الحجة قد احتُسبت، لا، لم تُحتسب. حسناً، ولكن ماذا أفعل في الإحرام الذي أنا فيه؟ اتصل بصديقي في مكة ليشتري لي، صدقاً، ماذا؟ هدياً لأنني أُحصرت بالمطر، فأفك الإحرام، وسيُذبح لي في مكة، ولابد أن يكون الذبح. في مكة، إذا الحج هذا صعبٌ جداً، ومن رأفة ربنا بنا أنه لا يرسلنا إلى هذه المهالك وهذه المسالك.
نذهب، افترض أنني مُنعت في جدة، قالوا لي: "أنت تأشيرتك هذه -سبحان الخالق- مزورة". قلت لهم: "لاحقاً، أنا لا أدخل. هذا أنت المزور". قلت لهم: "والله لا أعرف". قالوا... أنت ماشٍ صادق، لكن لن ندخلك، فتكون قد أُحصِرت. افترض أنه - لا قدّر الله - حدثت حادثة، فتكون قد أُحصِرت، وهكذا. إذن تعرف ماذا سأفعل؟ سأبقى مُحرمًا؟ يا لها من صعوبة شديدة! سأبقى مُحرمًا إلى أن أذبح في مكة. حسناً، أنا لا أعرف أحداً في مكة، فهل سأبقى مُحرماً؟ ما هذا؟ كيف يكون الحج هكذا؟ صعبٌ جداً ومُجهِدٌ جداً، إنه ليس رحلة سياحية
ولا رحلة ترفيهية ولا إثبات حالة، بل هو عبادة من أصعب العبادات، لكن ربنا يسترها معنا. لم نسمع عن طائرة ذاهبة إلى الحج تم اختطافها، ليس هناك. ها قد مر علينا بضع سنوات من الطيران، ها قد مر علينا مائة سنة وأكثر، مائة وثلاثون سنة ونحن نطير، وليس هناك ما يعيق، هذا من فضل ربنا. سمعت عن اختطاف كثير للطائرات لكن الحج لا، والحمد لله. الله لا يُبعد نظرك عن هذا الشيء، فإذا كنا في سعة من نعمة الله وفضله ومنته، فالحمد لله رب العالمين. لكن الحج أحكامه صعبة، وأنا ذاهب وأقول: يا رب استر، وأقول هذه الكلمة: لبيك اللهم بعمرة المتمتع بها. إلى الحج واجعل محلي حيث حبستني بحيث أنه عندما يحدث الواقع النادر جداً، أي إكمال
الرحلة لمكة، فإنني أحل من إحرامي، ثم أقوم بعمل هدي في مكة. نعم، وتكون بالتالي الحجة لم تتم ولكنني تحللت من الإحرام فعلاً. نعم، لأن الدخول في الإحرام مشكلة. نعم، يجب أن أخرج منه بشروط، بشروط، بطريقة. لخلع الإزار والرداء والجلابية والثوب المُحرَم له طريقة. نعم، بارك الله فيكم مولانا. إن شاء الله الحديث الطيب مع فضيلة الإمام حول الحج بالمناسك بكل هذه الأمور، يوماً بيوم ولحظة بلحظة في أيام الحج، سنتناولها إن شاء الله في قادم الأيام. نستكمل مع حضراتكم وننتقل إلى الاتصالات الهاتفية.
السيدة أم جنة، تفضلي. السلام عليكم. وعليكم السلام
ورحمة الله وبركاته. الحلقة بخير يا سيدتي. الجواب بخير يا سيدتي. والله، والدتي - رحمة الله عليها - كانت قبل أن تُتوفى قد أدت العمرة وكانت بصحة جيدة، ثم بعدها بفترة أصابها مرض السرطان. شاخت السيدة وتطورت معها الأمراض ووصلت إلى عظامها، وأنا لم أكن أخبرها أن المرض وصل إلى عظامها وأن كل ذلك مجرد روماتيزم. في هذه الفترة أرادت أن تؤدي عمرة ثانية وذهبت إلى شركة السياحة، وجعلتني أتحدث مع صاحب شركة السياحة، فسألني عن الأوراق المطلوبة. كنت أعلم أنها إذا سافرت سيكون الأمر صعباً. عليها وأضافت تعباً أكثر لأن الزكاة كانوا قائلين إنها يعني خلال فترة وجهها حتى قد يبرق قليلاً أو حتى ينقطع تماماً، فأنا لم أكن أريد أن أجعلها تتطور، وأنا لم أُحلِّفها أن تؤدي عمرة ثانية لكي أعرف حالتها هذه المرة، فهنا عليَّ وزر وأنا أشعر بالذنب الذي لم أغفره. وشأنُك أنت لم تفعل، أنا لم أعتمر ولا حججت، لا يوجد مكان هنا في وزر علي أني حرمتها من شيء
قبل أن تموت، سنفتحها حاضر يا فندم. مع العلم أنها بعد هذا الوضع يعني شهري موت واختيار. نعم نعم، شكراً جزيلاً، أشكر حضرتك، شكراً جزيلاً فضيلة الإمام بالنسبة للسيدة. أم جمع يعني طيب أنا أسفل أعتذر لفضيلتك مع الأستاذة منى تفضل عفواً أستاذة منى تفضلي وعليكم السلام أستاذ عمرو كيف حالك أهلاً يا فندم أهلاً بعد إذنك دعنا نتكلم فضيلة الإمام طبعاً فضيلة إمامي السلام عليكم إذا سمحت فضيلتك أهلاً وسهلاً وعليكم السلام أضاءت لنا الدنيا بحضرتك نلقى رسول اللهَ بك نلقى، يعني أملنا أن نلقى رسول الله بك يا رب. فضلي أولاً أنا بأصلي، يعني نتشرف بحضرتك، ورأينا في الرؤيا أننا رأيناك في مدينة رسول الله بالقرب من بيتي في مدينة رسول الله. مررنا فشربنا من ماء كان. جئنا في حضرتك وفرحنا بك في الدنيا، وفي الجنة نلقاك. في
الدنيا وفي الجنة رأيناك بالقرب من بيتي في مدينة رسول الله، فمكثت هناك وإذا بحضرتك تجلس على الأرض بالقرب من البيت، وطلبت مني الماء فذهبت. ربما أنا متخرج حديثاً من الجامعة، ولكن تضيء لنا الدنيا بوجودك، وتنير الأرض بحضرتك، بل ترمقه في. عمرك ونفعنا بذلك. شكراً يا مولانا، شكراً سيدنا. سامحنا يا ربنا. أستاذ كريم تفضل. فجأة أستاذ كريم، أهلاً وسهلاً. عليكم السلام ورحمة الله وبركاته. كيف حالك؟ أهلاً وسهلاً. كنت أريد تفسيراً فقط. أنا إن شاء الله بإذن الله ذاهب إلى الحج أنا ووالدتي، فكنت أريد أن أقرأ مناسك أو... اقرأ شيئاً من كتاب. لماذا تشوشني يا حضرتك؟ أو في كتاب جيد، حسناً، حاضر حاضر يا أستاذ كريم. تحت أمرك يا سيدي. حسناً، لنعد
مرة أخرى للسيدة أم جمع والميراث. مشكلة كبيرة أن الأولاد يظنون أنهم يرثون أهاليهم قبل الموت. مشكلة كبيرة. الميراث للتركة مالي، ونعايش ملكي، ليس تركة لأن كلمة... تركة آتية من ماذا؟ من أنني تركته، نعم. بعت بيتاً لابني، أنا حر والبيت حلال. يا أم جنة، الذين حماوكِ كتبوا لزوجك وليس في أي شيء. الأخت تقول أنا فيها لخفيها، هي حرة تعيش حياتها مع نفسها. الشرع الشريف ليس له علاقة بها، فهي تريد أن تأخذ كل مال أبيها المتبقي. ووالدها لا يريد ذلك، بل يريد أن يقسمه بينها وبينه وهو على
قيد الحياة، فليخصصه للزمن ويفعل به ما يشاء. الأب الذي ما زال حياً هو حر التصرف، ولا يجوز إطلاقاً أن نرثه وهو حي، ولا أن نطالبه بشيء فوق طاقته. فالكلام واضح وبيّن. يعني فضيلتك، يا مُفتي، في بعض الحالات مثلاً ما بين الإخوة تكون هناك مشكلة. أن يقول أحدهم بعد الوفاة: "والله إن الأم أو الأب رحمهم الله قد كتبوا لي عقداً ابتدائياً"، ويُظهر العقد الابتدائي، ويقول: "هذا والله يوم كتبوا لي هذا البيت"، حسناً، وهل هذا البيت لا يدخل في الميراث؟ وتحدث مشاكل أو لا تحدث مشاكل؟ هل العقد صحيح أم لا؟ هل هذا التوقيع توقيع أبيهم أم لا؟ إذا كان توقيع أبيهم فهذا يعني أن الأمر قد نُفِذ، وإذا كان توقيع أبيهم فهذا يعني أن هذا الأمر صحيح، وإذا لم يكن توقيع أبيهم وكان مزوراً فهذا يعني أن هذا الولد مجرم يريد أن
يأخذ ما ليس من حقه، وهكذا. فالأمر إما أن يكون صحيحاً أو غير صحيح، فإذا كان غير صحيح فالولد مجرم، وإذا كان صحيحاً ونُفِذ فهذه. كانت الهبة في حياة الأب أو الأم وهي واجبة تخرج خارج الميراث، طبعاً تُنفذ على الفور. الأخت شمس خائفة أن تكون حرمت أمها من العمرة، لكنها لم تحرمها من أي شيء. السيدة عندما كانت بصحة جيدة اعتمرت، لكن عندما أصابها المرض، وهي من شفقتها أخفت عنها هذا المرض، فمنعها من العمرة الثانية. لا يحدث شيء، الأخ كريم يطلب كتاباً للحج والمناسك، فيوجد كتابان جيدان حالياً فيهما ملخص ما هنالك. الكتاب الأول كتاب حديث وهو الكتاب الصادر عن دار الإفتاء المصرية، وهو موجود في كل مكان يستطيع الحصول عليه، وفيه بالتفصيل ماذا يفعل وما لا بد منه من أركان الحج أو الواجبات. أو موجبات الدم أو غير ذلك
إلى آخره، نعم. والكتاب الثاني قديم خاص بالإمام النووي، وهو كتبه لهذا واسمه "الإيضاح"، "الإيضاح". ولكن للتبسيط فضيلتك، للتبسيط، تعال نرى ماذا قلتم حضراتكم. الأستاذ حمد مختار يقول: أوافق إذا كان هناك ما يضمن السداد، مثل الراتب أو المعاش أو مستحقات أخرى يمكن السداد منها. في حال التعثر لا قدر الله هناك استعتاب يقول: ربنا سبحانه وتعالى قال الحج لمن استطاع إليه سبيلاً، يعني الذي معه قادر أن يحج، أما الذي ليس معه فلا يرهق نفسه. الأستاذة رشا تقول: أوافق في حالة وجود دخل ثابت أو وجود أراضٍ تدر دخلاً. ملكة البستان تقول: لا طبعاً. الأستاذة سندس تقول: لا.
لأن الحج مشروط بالاستطاعة، فضيلة الإمام يعني بتأكيد واضح هنا أن هناك أموراً كثيرة متعلقة بهذا القبيل، ولكن في وجهها ما حكم الحج من فوائد البنك؟ هل يجوز؟ البنك يعطي فوائد مقابل تمويل، وهذا التمويل إنما هو للاستثمار فهو حلال، نعم. والذي لا يفهم البنك ولا يفهم النقود يكيف بطريقة. أخرى ولكن البنك فوائده وعوائده حلال من أجل أنها ناتجة من الاستثمار الذي أباحه الله سبحانه وتعالى في طلب الثمر وتشغيل الناس وعمل الخير، فيحج منها. بارك الله فيكم مولانا، جزاكم الله
خيراً. كل سنة وأنتم طيبون، شكراً لكم، شكراً لحضراتكم. نراكم غداً بإذن الله، إلى اللقاء.
شكراً