#والله_أعلم | الحلقة الكاملة | 24 أغسطس 2014 | الزهد وأحكام التعلق بالدنيا

أهلا بحضراتكم. في حلقة سابقة كنا قد تحدثنا عن الأوهام والآراء والأفكار المغلوطة وفي بعض الأمور التي تلتبس على الناس. اليوم نتحدث عن واحدة مثلاً من هذه القضايا المختلطة وبعض أو التي تختلف فيها الآراء، هي مسألة الزهد في الدنيا والتعلق بالدنيا وهذه الأمور، وكان البعض يعتقد وكان من يعمر.
قلبه بالإيمان وبحب الله وبحب رسول الله لا بد أن يزهد في الدنيا وأن يترك الدنيا جانباً ولا يهتم بأي من شؤونها. البعض الآخر يقول: لا، الله سبحانه وتعالى يحب اليد العليا هي خير من اليد السفلى. هناك تعارض في هذه الأمور. نطرح هذه القضية على فضيلة الإمام العالم الجليل. الأستاذ الدكتور علي جمعة، السلام عليكم مولانا. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أهلاً وسهلاً بكم مولانا. هل هناك تعارض ما بين الزهد في الدنيا والإيمان؟ بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. لا بد علينا أولاً أن نحرر معنى الزهد، وقد تكلم كثيرا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الزهد حتى أن الإمام البيهقي خاتمة المحققين وخاتمة الحفاظ في القرن الخامس الهجري كتب كتابا اسمه
الزهد الكبير يعني كتاب الزهد الكبير جمع فيه ما ورد عن سيدنا صلى الله عليه وسلم في شأن الزهد وسماه الكبير لأنه كتاب ضخم كبير. وقد طبع فلا بد أولاً أن نفهم معنى الزهد لأن كثيراً من الناس يعتقد أن الزهد معناه الترك والفاقة وأن لا يكون معك مال ولا تسكن في قصر ولا تركب السيارات ولا تكن ولا تكون جميلاً في ملبسك وكذا والزهد ليس كذلك إطلاقاً. الزهد هي حالة قلبية القلب حتى نفهم. الزهد وهو ملخص دعاء الصالحين: "اللهم اجعل الدنيا في أيدينا ولا تجعلها في قلوبنا". القلب وعاء تتم
فيه مسألة تسمى "تخلية"، نخليه وننظفه من كل قبيح، ثم بعد التخلي يحدث تحلي. انظر إلى الفرق بينهما نقطة: نحليه بكل صحيح، فأصبحت التربية عنوانها هكذا: تخلية القلب من كل قبيح وتحليته بكل صحيح وأصبحت موزونة. نعم، قالوا عندما يحدث التخلي ثم التحلي يحدث التجلي. يا سلام، ما هذا التجلي! قال: قلبك ينور حقاً، قلبك يطمئن. ألا بذكر الله تطمئن القلوب. قلبك ينقطع عن تعلقه بالدنيا ويمتلئ بالأنس بالله. يعني لا حول ولا قوة إلا بالله. يعني
أنا لست معتمداً. على فلان وعلان وتركان، يعني أنا لست طامعاً بما في يد فلان وعلان وتركان. يعني أنا لا أفرح بالموجود، ربنا رزقني من وسعه. لا أفرح هو ليس هكذا، متخيلاً ومتكبراً لأنني معي آلاف الجنيهات وملايين الدنانير. لا، لا أفرح، هذه في يدي أستعملها فيما أمرني الله سبحانه وتعالى به في. يدي أداة ما وظيفتها عُمِّرت بها الأرض وأواسي بها الفقير وأدافع بها عن الحق. أجل هكذا، ولذلك ملايين الملايين أنفقها ولا يهمني. فيقول: لا تفرح بالموجود ولا تحزن على المفقود. لنفترض أن الله حكم عليّ
بضياع كل ما رزقني، ضاع سواء كان هذا الذي ضاع أموالاً أو مساكن نرضاها ومساكن ترضونها أو أبناء. أنعام مزارع أم ماذا؟ لأن علاقتي مع الله سبحانه وتعالى قوية للغاية ولا أرى في هذا الكون إلا الله. فأنا إذاً ما الذي فعلته؟ لبست نظارة، هي أي نظارة هذه؟ إنها نظارة من حب الله، ومن خلال حب الله هذا أرى الدنيا، فإن كانت فوق شكرنا، وإن كانت تحت صبرنا. فيأتي معنى الصبر والشكر في هذه المنظومة، حيث أنَّ الزهد هو أن يجعل الله الدنيا في يدك لا في قلبك، وتصل إليه بأن
تجعل الدنيا في قلبك بأن تُخلي قلبك من القبيح وتُحلِّيه بالصحيح، ونتيجة هذا أنك لا تفرح بالموجود ولا تحزن على المفقود، هذه هي القضية، لكن ليس معنى الزهد أنني أكون... فقير أو أبقى ضعيف؟ لنفترض أنني كنت فقيراً وادعيت الزهد، فأكون كاذباً. الزهد ليس هو حال الفقير، فمهمة الفقير هي الصبر، أن يصبح صبوراً، أن يصبر. لكن إذا كنت فقيراً وادعيت أنني زاهد، فأقول للناس: "إنني زاهد"، فهذا خطأ. لا بد للزاهد أن يكون في يده شيء، نعم، يزهد فيه، أو كان في يده. شيءٌ يُزهَدُ فيه، ولذلك منذ القِدَم حتى في الجاهلية يقولون: الرجل إذا سُئِل مَنْ تريد أن تتزوج؟
قال: امرأةً كانت غنيةً فأدّبها الغنى، فالغنية تعرف في الاقتصاد وتعرف في استخدام الزيت وما شابه ذلك، لديها لياقة وأناقة صحيحة، ثم افتقرت فأدّبها الفقر، فلا تكون مسرفة ولا مبسوطة، وتعرف الحق وهكذا، وترضى بالقليل. وهكذا إذا أدى الغِنى أدبه ثم افتقر فأدبه الفقر، فيكون إذاً الزهد حالة أدب، وأدب مع من؟ مع الله. كبار الزاهدين المتصدرين كانوا أغنياء، سيدنا داود وسيدنا سليمان كانوا ملوكاً لكنهم كانوا أنبياء. أين إذاً؟ يعني أعلى من الزاهدين أيضاً. صحيح من الصحابة سيدنا عبد الرحمن بن عوف كانوا لا يعرفون كم يملك، فكانوا يُحضرون المجارف،
هذه المجارف الخاصة بالأرض، ويملؤونها بالذهب، بالمجارف بالمجارف، هل تفهم كيف؟ ما هذا؟ ما هذا الغنى! ولكن قلبه كان منكسراً لله، كان دائماً قلبه منكسراً لله، هو ذاك الذي جاء المدينة وليس معه قرش واحد سهل حتى. الربيع ما قال له خذ نصف المال. بل قال له: ربِّ احفظ عليك أهلك ومالك، وهكذا فقط، ودلني على السوق. لقد كان ناصحاً في الإدارة، سيدنا عبد الرحمن - رحمه الله ورضي الله تعالى عنه - وذهب إلى السوق حتى أصبح من أغنياء المسلمين. سيدنا عثمان هذا عمل... شيءٌ غريبٌ، سيدنا عثمان هذا أنفق على الجيش، الجيش هذا يعني جيشاً حقاً، نعم بالضبط،
جيش العسرة. هو أنفق عليه، وعندما أنفق على الجيش لم يبخل، أي أنه بذل أكثر مما يلزم. بمقاييسنا الآن كأنه ينفق على دولة، نعم، ينفق على جيش دولة. نعم، صحيح. فسيدنا النبي قال كلمةً عنه. الصلاة والسلام على سيدنا النبي، إنه كريم جداً وكان أجود الناس بلا حدود، وكان أجود ما يكون في رمضان. وعندما جاء في حنين وأخذ ذلك النصر في حنين، خرج يا عيني بكل شيء، بكل ممتلكات هوازن وثقيف وهكذا. فأصبحت غنيمة للمسلمين وزعها على أهل مكة حتى قال صفوان بن أمية: والله. هذا لا يكون إلا من نبي، ما هذا؟ أبو سفيان يأتي إليه ويقول له ماذا؟ "أعطني بعضاً". قال له: "حسناً، خذ
مائة من الإبل". مائة من الإبل هذه ثروة. قال له: "حسناً، وهل ستعطي شيئاً لابني يزيد؟ أنا عندي ابن اسمه عزيز". قال له: "خذ مائة أخرى". قال له: "حسناً". ومعاوية قال له: "خذ مائة أخرى". الرجل انبهر، هذا هو الذي جعل هؤلاء الناس يحبون الإسلام ويعرفون أنه نبي حقاً، لأنه قال له: "والله ما يعطي هذه العطية إلا نبي صحيح". فالمهم أن سيدنا النبي الذي هو أجود الناس يقول لعثمان: "ما ضر ابن عفان ما". فعل بعد اليوم لم يزدد عثمان إلا تقوى حتى مات على المصحف شهيداً، لم يزدد عثمان إلا رحمة. عثمان تزوج رقية ثم أم كلثوم، والنبي قال له: "والله لو كان عندي ثالثة"،
لا يتشاءم منه بأنه ماتت عنده بنتان، لا والله لو كان عندي ثالثة لزوجتك، ومن هنا يُسمى. ذو النورين صحيح، انظر إلى سيدنا عثمان، انظر إلى سيدنا عبد الرحمن بن عوف، انظر إلى سيدنا الزبير. سيدنا الزبير يعني أشياء وكل هؤلاء وكل هؤلاء كانوا معدودين في الزهد. اللهم اجعل الدنيا في أيدينا ولا تجعلها في قلوبنا. حسناً مولانا، هذا بالنسبة لي، بالنسبة لسيدنا النبي عليه الصلاة والسلام، وهذا بالنسبة للصحابة. الطيبين الطاهرين الذين عاشوا وعايشوا هذا العصر. لو طبقنا هذا الأمر علينا الآن، وأعود في هذه الجزئية للأستاذ حسن المتصل المشارك الكريم معنا دائماً في هذا البرنامج حينما توقف، أي قال: حينما جاءت آيات الزهد وآيات عدم حب الدنيا بالنسبة للرسول عليه الصلاة والسلام وبالنسبة للصحابة والذين كانوا يعيشون في شظف من العيش، أما نحن الآن لدينا كل شيء، فكيف
سنحاسب؟ كيف نتعامل مع هذا الأمر؟ أن نعيش في الصحراء كما عاشوا؟ أن نتقشف؟ كيف يكون؟ أتذكر أن الأستاذ حسن تحدث عن معنى آخر نريد أن نوضحه للمشاهد الكريم، وهو كلام سيدنا عمر: "تخشوشنوا فإن النعمة". لا تدوم يعني يا جماعة، إننا في نِعَمٍ، "وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها" ثم "لتُسألُنَّ يومئذٍ عن النعيم"، وأنتم في نعيم. هذا النعيم الذي كانوا يتحدثون عنه هو شربة الماء البارد. فنحن بالحال الذي نحن فيه هذا افتقدنا العلاقة الحاضرة مع الله سبحانه وتعالى، وحين افتقدنا العلاقة. الحاضرة في قلوبنا مع الله سبحانه وتعالى، فمتى تلقينا الأهوال
ننهزم. يعني: انقطعت الكهرباء ننهزم، شحّ البنزين أو شحّ الخبز، نقوم وننهزم. قال لهم: أنتم وبعدين؟ إنكم يجب أن تدربوا أنفسكم على أن تجعلوا القلب متعلقاً بالله في حالتي الغنى وفي حالة الفقر، حتى تصلوا إلى مرحلة الزهد الذي لا يضره. الوجود أو العدم فلا يحزن على المفروض ولا يفرح بالموجود، هذه هي التربية، وذلك لكي نصل إلى الزهد كما قلنا الآن. فنحن نقول للناس: إياكم أن تفقدوا معنى الزهد. والزهد لا نخوفكم منه لأنكم متعلقون بالدنيا فنقول لكم اتركوها، لا، بل الزهد معناه علاقة قوية مع الله سبحانه وتعالى. يستوي فيها الوجود
والعدم، يستوي فيها الفقر والغنى، يستوي فيها ما كان في يدك وما فُقِد من يدك. هذه العلاقة يجب أن تُبنى أولاً، وإذا لم تُبنَ فإنك عند فقدان الموجود ستحزن وتغضب حتى تغضب على الله والعياذ بالله تعالى، فتكون من الخاسرين. وعندما يعطيك ستفرح مثل المتكبرين، ونحن لا نريدك. لهذا ولا ذاك نحن نريدك أن تبني علاقة الزهد أولاً، أن تبنيها مع الله بأن تلبس نظارة حب الله، ثم إذا أتاك شيء فلتشكر، ثم إذا نُزع منك الشيء فلتصبر. ولذلك إذا لم تكن هذه العلاقة التي نشرحها منذ بداية البرنامج موجودة، فأنت على خطر
عظيم. يبقى هذا هو الأساس الذي يجب على الإنسان أن يتحلى به في علاقته مع ربنا: التوكل على الله والشكر والصبر في هذه الحلقات، ولذلك بعض أبنائنا في طريق إلى الله يأتي ويقول: أنا أريد أن أقطع علاقتي مع الدنيا، يعني كأنه يريد أن يتظاهر، لماذا تتظاهر؟ ابقَ كما أنت، فالقضية هي العلاقة بين قلبك. وبيّن الله حقيقة أنّ القضية ليست أن ترتدي جيداً أو أن يكون معك مال أو لا يكون معك مال، ليست هذه هي القضية، ولا أن تكون النعم متتالية أو غير متتالية. لا تشغل نفسك بكل ذلك، فهذا سيوضع في الإناء. نحن الآن في مرحلة بناء الإناء، بناء الإناء صحيح. ابنِ لي الذهن. ابنِ لي المفهوم، ثم تأمل في نفسك هكذا: معك مال؟ نعم والله. قل إنه كثير، قل إنه كثير. الحمد لله، الدنيا تسير. وهل معك أبناء؟ نعم.
أو ليس معك؟ ليس معي. والاثنان كلاهما استويا عنده. صحيح، فعندما يرزقه الله بالولد، لا يتعلق قلبه به تماماً، وإنما يشكر الله سبحانه وتعالى. ويحبه يقول لا أحب ابني ولا لا أحبه، حبه تمام. حسناً، هذا مات فبكى. كما أن النبي بكى عندما فقد إبراهيم، لكن من قلب زاهد: إن العين تدمع وإن القلب يحزن ولا نقول ما يغضب الرب أو ما يغضب الله. هكذا يكون إذا أردت بناء علاقة الزهد بين. القلب المؤمن وبين الله سبحانه وتعالى أولاً ثم سيمتلئ بعد ذلك بالعطاء أو بالمنع بالكثرة أو بالقلة فتلقى قلباً شاكراً صابراً لأنه متعلق بالله لا يرى مثل هذه الأشياء أنها هي الأساس بل يرى أن هذه العلاقة هي الأساس. طيب أستاذي فضيلتك بعد الفاصل نتحدث
أكثر في هذه القضية ونحاول. أن نطبق المزيد علينا نحن الآن ونضع الأساس، وحضرتك ذكرت بأن يستوي العطاء ويستوي المنع، وأن نحمد الله سبحانه وتعالى ونشكره في السراء وفي الضراء. كيف نربي أنفسنا من الآن؟ وكيف للوالدين أن يعلموا أبناءهم هذا الأمر؟ ربما نحن في هذه الأيام نستجيب كلنا على قدره وعلى قدر طاقته نستجيب. له لأبنائنا وهو أن يتعود الأولاد دائماً على المزيد والمزيد والمزيد، هل نحن
بهذا الشكل في التربية ننشئ أو نخرج للمجتمع أناساً لا يعرفون الشكر لله ولا يصبرون عند الضراء وبالتالي لا يعرفون الزهد؟ كان الإمام أحمد بن حنبل، وعلى فكرة الإمام أحمد بن حنبل يحتاج إلى دراسة تربوية فيما تركه من نصائح للتربية خاصة تربية الناشئ، وكان الإمام أحمد بن حنبل يرى أنه إذا أردنا أن نسير في طريق الزهد لا بد أن نعلم أبناءنا أولاً ترك الحرام. كان يربط رابطاً عجيباً جداً بين أن أترك الحرام وأن أبني هذه العلاقة القلبية التي تكلمنا عنها، بالتأكيد لأن... كل الأئمة يقولون ماذا يا سيد عمرو؟ يقولون: الزهد هو سفر القلب من الدنيا إلى الآخرة،
يعني القلب سافر إلى الآخرة واشتاق إلى دار المحبوب، فهذا السفر بالقلب إلى الآخرة هو الذي يهون علينا أمر الدنيا. حسناً، ما هو أمر الدنيا إذاً؟ فالإمام أحمد كان دائماً يقول: "ترك الحرام". تريد أن تدخل... في الزهد وبناء هذه العلاقة، عوّد ابنك على ترك الحرام وعلمه. طبعاً أنا لن أعلم ابني ترك الحرام إلا إذا كنت أنا تركته بالتأكيد. كان الزاهدون عندما يأتي أحدهم ليكلم ابنه يقول له: "انظر يا بني، لم تدخل فمك لقمة حرام". بهذا الشكل يكون قلبك منوراً من الله سبحانه وتعالى، ولذلك. قلبك اترك لي فيه الذِّهْن معك مال أم ليس معك، معك الدنيا أم ليس معك، فإذا
الأمر الأول هو ترك الحرام، هذا برنامج عملي لكنه صعب قليلاً على كثير من الناس، هذا فقط من الأساسيات لكنه قد يصعب عليه، يعني أنا قرأت في جريدة أظن الوطن أن شخصاً ربما يستمع إلى البرامج وما إلى ذلك، وعرف أن الرشوة حرام، فيقول لعميلة أو امرأة: "هاتي رشوة"، فأعطته الرشوة، قال: "لا، سامحيني فيها، سامحيني فيها"، لأنها تصبح أي شيء، فهو محتار وغير قادر على ألا يأخذ الرشوة، ويا مسكين، وخائف من ربنا أو شيء ما، إنها حالة التناقض. هذه التي يعيش فيها كثير من الناس تمنعهم من الزهد، لأنني أريد أن يتجنب الحرام ولا يطعم ابنه حراماً، ويعلم
ابنه أنه يأكل حلالاً، وإياك إياك، لأن كل جسم نبت من حرام فالنار أولى به، وأن هذا الحرام يمنع استجابة الدعاء ويظلم القلب. وإلى آخره، فهذه كانت المرحلة الأولى التي يقول عنها أحمد بن حنبل وهي ترك الحرام. أما المرحلة الثانية فهي ترك الفضول من الحلال. تركنا الحرام، خلاص انتهت. لا تأكل كثيراً، وهو كلام النبي: "بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه". كان السلف الصالح يفعلون أشياء قد تكون ثقيلة بعض الشيء. أن يكون نوعاً واحداً فقط، فهو لم يبنِ بعد طريقاً للتدريب على الزهد. كل نوع واحد يعني لا تجمع بين الماكرونة
والخبز وما شابه ذلك، كموائد السفرة الرمضانية في بيوتنا هذه، مثل فؤاد المهندس وهو يريد كل شيء، وبعد ذلك لا توجد فائدة، فهو يأخذ. الفلك الحكاية هذه أنا لا يعني كل شيء واحد فقط ومتاع تدريب فقط هذا الذي أريد، الذي أريد يعني بحسب ابن آدم لقيمات يقمن الصلب الذي هو ترك الفضول من الطعام. النقطة الثالثة عند أحمد بن حنبل لكي تصل إلى النهاية هو ترك ما سوى الله يعني لا تعتمد. بقلبك إلا على الله لا تتوكل، لا ترضَ، لا تسالم. الله الله الله. لها النظارة التي أخبرتك عنها. لا يخاف أن رزقه عند أحد فيتقرب من ذلك الأحد ويظهر خضوعه لأجله. دع هذا، فإنك لن تحصل إلا على ما كُتب لك،
لكن بأسلوب جميل في طلبه، يعني لا... لا تتخاصموا على الدنيا، واجعلوا مرادكم هو الله سبحانه وتعالى، واعتمادكم على الله سبحانه وتعالى. حسناً، لقد وضعت لحضرتك وصفة جميلة جداً من ثلاثة أمور حتى نصل إلى مرحلة الزيادة، أي أن نضع في أنفسنا الآية التي هي الأساس، هكذا البرنامج. البرنامج نعم، عدم أكل الحرام هذه رقم واحد، رقم واحد ترك. الفضول من الطعام من الحلال عفواً عدم الإسراف في الحلال وترك التوكل على الله أي الاعتماد على الله. نعم أسأل حضرتك، نحن طبعاً تكلمنا عن عدم أكل الحرام ولكن ربما في هذه الجزئية من لا يأكل الحرام ولكن يُطعم من الحرام، هل بالتالي يسري عليه هذا الأمر ويكون نقيصة في؟ تحوُّله إلى الزهد وهو يعلم مثلاً أن أباه هو العائل الوحيد له، وأنه لا يأكل إلا مما يأتي به أبوه وهو لا يزال صغيراً، لكنه يعرف أن أباه يحصل على هذه الأموال من الرشوة، أو من أكل مال هذا، أو من
سرقة ذاك. فماذا يفعل؟ نحن لدينا الشخص الذي يأتي بهذا، على فكرة يعني هو... الأب الذي يكسب من الحرام هو مكلف برعاية ابنه، فابنه يأكل منه، وهو يأكل حلالاً. نعم، الابن هنا يأكل حلالاً. نعم، الابن يأكل حلالاً، فالإثم على هذا الأب. الأمر الثاني أننا بالتتبع لم نرَ شخصاً محض حرام، يعني كل حياته حرام فحرام، لا، هو يكون يعمل ويكسب. له مال ثم أنه يزيد هذا المال من الحرام صحيح، فإذاً هذا الخطاب ليس موجهاً للولد، هذا الخطاب مع الأب الذي نقول له صحِّح مسارك. أما الولد فهو يعيش من النفقة التي يعيش بها، وهذه علاقة الحرام. ولذلك العلماء
قالوا أشياء غريبة جداً وهي أن المال الموروث يطهر بالموت. نعم. يطهر بموت من اقترح هذا المجرم الذي مضى والثاني الوارث له أن يأخذ هذا. جاء الحارث المحاسبي وكان يشك في أموال أبيه فزهد فيها أو تنزه عنها، فالعلماء قالوا له: انظر، لقد ترك الحلال، ترك الحلال. نعم، فإذا كان هذا الميراث حلالاً بالرغم من الحرمة الأولى، نعم بالضبط. فترك الحلال ورعاً وزهداً وكذا إلى آخره وعدوها من مناقب الحارث رضي الله تعالى عنه. نعم، الشيء الثاني ترك الفضول من الحلال. هنا في هذه الجزئية يا مولانا، كلنا في الحقيقة، يعني كل على قدر طاقته، يحب
أن يكون في أحسن معيشة وأن يكون بأحسن مظهر. يعيش أهله وأولاده في أفضل وضع، يعني هل هذا يناقض ترك الفضول من الحلال؟ دعنا نقول أن هناك فرقاً بين الحرص وبين البخل، وهذا ما نقع فيه في هذه الأيام. أنا عندما أكون في البيت دائماً أكون حريصاً على أن أغلق النور، لا أترك الأمور هكذا، أهذا بخل أم لا؟ ماذا؟ لا، هذا حرص لأننا نعتبر هذا النور مثل الدم تماماً. نعم، إنها نعمة، ومثل الدم لماذا أتركه ينزف هكذا؟ أستخدمه على قدر الحاجة. لم أشاهد في حياتي صنبوراً يقطر وأبقى هادئ البال
هكذا، بل أُسرع إليه لأغلقه. وكانت هناك أغنية في التلفزيون المصري "سيدة سنية تاركة المياه تنساب بغزارة". من الحنفية، فإذا كان هذا عبارة تُعلِّم الناس على عدم الصرف، وعدم الصرف هذا هو الذي يؤدي إلى الذهن. لقد شاهدت في لندن حنفية تنقط هكذا، ففزعت الفتاة وذهبت مسرعة كأنما هناك حريق، كأنما هناك مصيبة شديدة، فذهبت وأغلقت الصنبور وعلى وجهها الرعب والفزع. لأن المياه مثل الدم، صحيح سيحدث نزيف، سيحدث. هذا هو الذهن. هل انتبهت حضرتك كيف أن المسلم عندما يعتاد على هذا إذا دخل في مرحلة الذهن الذي هو: "وكلوا واشربوا ولا تسرفوا"
لأنه لا يحب المسرفين، لا يحب المسرفين في الوضوء ولا يحب المسرفين في الاغتسال. صحيحٌ أنه لا يُحِبُّ المُسرفين في الأكل والشرب، ولا يُحِبُّ المُسرفين في النَّفَقة. إنه انظر إلى الحُكم العام: إنه لا يُحِبُّ المُسرفين. ها هو المُسرف في مقابل الزاهد تماماً. حسناً يا مولانا، في هذه الجزئية مثلاً، شخصٌ يقول لفضيلتك: ما رأيك؟ أنا يمكنني مثلاً أن أرتدي ملابساً بمائة جنيه، ويمكنني أن أرتديها بألف. جنيه يمكن أن ألبسها بعشرة آلاف جنيه، وكل هذا في نسبة الشريف المجتمع. ما المقياس أو المعيار الذي عنده لأقول هذا حد إسراف حتى نقي أنفسنا من الإسراف ونتحول إلى المرحلة الزمنية التي تربى عليها. هو الوسط الذي تربى عليه، الذي تربى عليه. نعم، الإمام أبو حنيفة لأنه من نسل الأكاسرة. هؤلاء الإيرانيون وأهل فارس كانت البدلة الخاصة
بهم تساوي الآن أربعين أو خمسين ألف جنيه. عندما نحسبها وفقاً لما هو مكتوب في الكتب، فهذا يعني أنه يرتدي بدلة بخمسين أو ستين ألف جنيه. جميل، لم يرتدِها أحد في عصره ولا في عصرنا. يعني عندما يرتدي شخص بدلة بريوني مثلاً، فبريوني ستُذهلك. بستة أو سبعة آلاف دولار، حسناً، يعني ما زال لم يتجاوز ما يرتديه أبو حنيفة. صحيح، لكنه تربى هكذا، تربى هكذا في بيت أبيه. صحيح، نشأ هكذا. إنه متصرف، إنه ارتدى المستوى الذي اعتاد الناس عليه، الذي تربى عليه، وما إلى ذلك. حسناً، وهناك شخص واحد. يرتدي بجانبه من أمه بسبعة جنيهات وليس بسبعين ألف جنيه وسترته، وهو طوال عمره هكذا والناس ترونه طوال عمره هكذا، فهذا ليس لديه مشكلة. أما إذا كان ثوبه بسبعة جنيهات ثم ارتدى ما يساوي ألف جنيه، فهنا يكون قد تحول إلى مرحلة الإسراف،
وحتى الناس سيقولون له إنك سارق. السَّرِيقَة، نعم، يعني الأمراء وما إلى ذلك، عندما يرتدي حذاءً، تجد أن هذا الحذاء بثلاثة أو أربعة آلاف جنيه، نعم لأنه متناسب معه، لأنه هكذا هو. وعلى فكرة، هذا متصرف وقد يكون زاهداً، إنما هذا شكله وتعويضه وتربيته وما إلى ذلك، لكن شخص آخر ليس له داعٍ أن يفعل هكذا، ثم... أراد أن يقلد ويمثل ما لا نعرف هذه التمثيليات. طيب أستاذنا فضيلتك، بعد الفاصل نتحدث عن مقولة "حب الدنيا رأس كل خطيئة". نفسر في هذا الأمر وكيف نقي أنفسنا
من حب الدنيا، وهل حرام أن نحب الدنيا؟ إذا سألنا أي أحد نقول له: أنت تحب الدنيا؟ يقول: نعم أحب. يحب الإنسان أن يعيش ويحب أن يبقى حتى على قيد الحياة وبصحة جيدة، هل هذا ينافي الزهد؟ لا، الزهد هو العلاقة التي سنبنيها بين قلب المؤمن وبين الله، يوضع فيها الحب، يوضع فيها الحزن، يوضع فيها الشكر، يوضع فيها الصبر، إذاً هذه العلاقة ليست هي أنني أنا... أحب هذا الطعام، أحب الصحة، أحب الجمال في الملبس، أحب الراحة في المسكن. أبداً، هذا من نعمة ابن آدم: المركب،
والزوجة الصالحة، والمسكن المريح الذي فيه مرافق، وهكذا. فهذا ليس من ضدية الذهن، إنما حب الدنيا له معنى آخر وهو أنه يغضب إذا فقد الشيء ويتعلق ويفرح. فرح التكبر إذا أتاه الشيء وكأنه لا يوجد في الدنيا إلا هو، فيكون إذن الكبر والغضب والتبرم وعدم الرضا والتسليم، الذي هو أنك تفرح بالموجود وتحزن على المفقود. وهذا الكلام هو كلام آخر غير أنني أرغب - دعنا نقول - أن حب الدنيا بمعنى الرغبة في الدنيا غير
موجود. مانع حبِّ الدنيا بمعنى الحزن والضجر وعدم التوكل والتكبر هو المنهي عنه، وهو الذي نقول ابتعدوا عنه، وهو الذي لن يتم الرضا إلا بتركه. هذا يعني أن الذي مثلاً يفقد شيئاً؛ يفقد مالاً، يفقد عملاً، يفقد صحة، يمكن أن يحزن، ولكن هناك شخص يحزن يا مولانا، وشخص يأتي إليه مكتئب قد ينتحر - ولا حول ولا قوة إلا بالله - كما نرى مثلًا. هل الحزن هنا مشروع أم ينافي الزهد؟ لأنه في النهاية بشر. الحزن خلقه الله، والحب خلقه الله، وهذه الأمور خلقها الله، والله سبحانه وتعالى لم يخلق شيئًا وينهى عنه، إنما يأمرني أن أضبطه. ماذا يقول؟ والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين. فالغيظ لن أستطيع التحكم فيه، هو موجود،
والحزن موجود أيضاً. ولكن العين لا تدمع والقلب لا يحزن. إن الحزن موجود لأنني بشر. قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي - صلى الله عليه وسلم. فالمشاعر القلبية موجودة ولكن... هذه المعاني القلبية لا تدفعني إلى الخروج إلى سلوك منحرف من عشق فعف فكتم فمات مات شهيداً. أنا وجدت هكذا أن الروحي هكذا أنني أعشق امرأة متزوجة مثلاً، مصيبة سوداء هذه. امرأة متزوجة، حسناً وماذا نفعل؟ هل أذهب وأشاغلها وأجعلها تطلق من زوجها لكي أتزوجها أنا؟ مصيبة سوداء! هل أذهب وأشاغلها؟ لكي نسير معاً في الحرام وفي الفاحشة
فهذه مصيبة سوداء. سأُهلك الجميع. هذه انحرافات، وماذا نفعل؟ حتى أكون عفيفاً يجب أن أكون عفيفاً. فكتمت وتأكدت. حسناً، وقلبي هذا المشتاق النار المحب لهذه المرأة هو من البلاوي، صبرت عليه، وفي النهاية لم أستطع. ارتفع ضغط الدم لدي. مت مت. شهيد، انظر إلى جمال التهذيب يعني إذا كان الشعور نفسه، ماذا أفعل به؟ حسناً، إنها بلوى وقد حصلت، لكن هذه البلوى لا تنحصر في سلوكياتك، يجب أن تبقى سلوكياتك على حد العفة. حسناً، إن كنت سأتضرر فاصبر. وإن كنت سأموت فمت ولا ترتكب الحرام. صحيح، بارك الله فيكم مولانا، بارك الله فيكم وعلى. فكرة هذا الحديث له أسانيد وصححه
الحافظ أحمد بن الصديق الغماري وألّف كتاباً لطيفاً اسمه "ضر الضعف من حديث من عشق فعف". نعم، جميل، نحتاج إلى هذا ونعرف هذا الحديث ونراه أكثر من مرة لنتعلم منه. مولانا بارك الله فيكم، وننتقل إلى اتصالات حضراتكم الهاتفية، والبداية مع الأستاذة فاطمة، تفضلي بنا. السلام عليكم، عليكم السلام ورحمة الله. مولانا الدكتور، تفضلي. بعد إذنك يا دكتور، لا عليك. يعني شيء غريب، أنا عمري اثنان وستون سنة والحاج عمره قارب الثلاثة والسبعين سنة، لكننا الآن طلبنا الانفصال ونحن منذ ثلاثة أشهر هو يسكن في شقة وأنا أسكن في شقة، والحمد لله. أنا راجعة جداً الحمد لله. هو الآن يريد أن يرجع ثانية بشرط تجنب الطرق التي تجعلني أبتعد أكثر، لكنني لا أريد أن أبتعد وأرجع ثانية يا دكتور خالصاً خالصاً خالصاً. فأريد أن أنفصل رسمياً وهو غير موافق، وقلت له دعنا من ذلك، لكن ليبقَ كل واحد في حاله وفي شأنه. فهل ينفع هكذا اسم هو؟ أوقع الطلاق أم لا، لا، لا، لا، لا، لم أوقعه، لم
يقع الطلاق. طيب، طيب. رحشق الوحي. طيب، حضرتك يا سيدي. أشكر حضرتك أستاذ محمد. تفضل يا سيدي. السلام عليكم. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. تحياتي لحضرتك يا أستاذ. بارك الله فيك يا سيدي، وتحياتي للعاملين في الكونترول والقانونية. الناس مزدحمون في القاهرة، الله يحفظك يا سيدي. حضورك أفضل. هل يمكننا التحدث فضيلة الشيخ؟ تفضل يا فتحي. السلام عليكم فضيلة الشيخ. وعليكم السلام ورحمة الله. أعاذك الله يا رب ولا أكرمك. لدي سؤالان إن سمحت فضيلتك. السؤال الأول هو: لأنني يا سيدي وضعت شهادات استثمار، والشهادات تُحقق عائداً... العائد الشهري لهذه الشهادات بنية الصدقة الجارية التي أوصى بها والدي، وقد وضعت شهادة باسم البيت وشهادة لي بنية الصدقة الجارية، ومجموعهم يتجاوز نصاب الزكاة. هل تجب عليهم الزكاة أم لا؟ وكيف تُحسب؟ هل تُحسب من وقت وضع الشهادات أم من طريق آخر؟ ما نعرفها لكن أنا شهادتي لنفسي أنا كصدقة جارية لا تبلغ النصاب وسيحدد والهدية عن نفسها كصدقة جارية لا تبلغ النصاب لكن مجموعهم يبلغ النصاب. حاضر،
طيب أستولد تالي بعد إذن حضرتك، أنا أنشأت ستة مشاريع قبل ذلك ما بين تجارية وصناعية وكلها فشلت، فأحد الأصدقاء يشير علي أن نريد أن نفتح مقهى أو ما شابه، فمن شروط هذا المقهى أن يكون فيه شيشة ولعبة طاولة أو نرد. حسناً، هل مازلت تريد الفتح، وهل هذه من دراسات الجدوى الخاصة به؟ فهل سيكون هذا حلالاً أم حراماً؟ وببركة حضرتك. جزيل الشكر يا سيدي الكريم، وبارك الله فيك، حفظك الله يا أحمد. بالتوفيق إن شاء الله، تفضلي يا فندم. السلام عليكم. وعليكم السلام. عليكم السلام. أتكلم مع فضيلة الشيخ؟ تفضلي يا فندم. كيف حالك يا فندم؟ أهلاً وسهلاً فضيلة الشيخ. أنا عندي أكثر من مشكلة وأكثر من استفسار. أطيل على حضراتكم لأن هناك بالتأكيد أسئلة كثيرة، لكنني كنت متزوجة وحدث انفصال نتيجة... أن القطب أنا، عن بنت منه نتيجة أن القط للأسف ليس إنساناً يتحمل مسؤولية، وله علاقات يريد أحداً يعني، وطلقنا بما
يرضي الله، وأنا قلت له لابد أن تبر ابنتك ولا تتجاهلها، وهو للأسف سافر. البنت عندها سبع سنوات ونحن طلقنا وهي عندها سنتان، لا يعرف شيئاً عنها ويبكي عندها. سبع سنين يعني سبع سنين لا يرى ابنته ولا يُرى وجهها، ولا حتى نعرف عنه أي شيء غير أنه متزوج ويعيش أيضاً بشكل جيد. أبلغ أول سؤال أي شيء. أنا لدي مشكلة أكبر الآن، أن الله أكرمني بإنسان محترم جداً جداً وتزوجت منه، هو إنسان فاضل والحمد لله يصوم. ويصلي ويعرف ربنا، الحمد لله، هذا جيد. لكن الحقيقة أنه كان متزوجاً ولديه ابنتان. فعندما تزوجنا كان ذلك في ظروف - طبعاً مشاكل ونحو ذلك. زوجته الحالية اتفقت مع أهله ومع إخوته، لأن إخوته لا يحبون أن يكون أخوهم هادئاً وأن تكون له زوجة يحبها ويحبني. الحمد لله أفضل ذلك لله، وأنا بارة جداً بأهله وطيبة. جداً جداً في وقت الشيخ معهم لأنني
إنسان غير جيد، كنت قد سألت حضرتك السؤال يا سيدي، ما المهم هنا. المهم أنهم في السؤال أنهم الآن جلسوا مع زوجته وإخوته واتفقوا أن يخربوا بيتي، وزوجته كلمته في الهاتف وقالت له إن إخوتك ووالدتك يريدون أن يخربوا بيتك، أنا ليس لي دخل في هذا الأمر. تتصل بي وتجلس بالطبع لتقول كلاماً لا داعي له، أقول أنا الآن ما حكم الدين في أن شخصاً يعمل على تخريب بيتي وأنا لم أفعل شيئاً؟ والسؤال الأول الخاص بابنتي، وحسب حضرتك تحت أمرك يا سيدي، لا يا سيدي العفو، ضع أمرك حضرتك يا أستاذ، المرأة تحت أمرك سيدي، تفضل يا... سيدي ما هذا والسلام عليكم وعليكم السلام تكلم الدكتور بالتأكيد تفضل تفضل تعني سؤال للدكتور، بالنسبة لشهادات الاستثمار التي هي خاصة بالقناة هل فيها حرمانية بالنسبة للرضا أم لا، حاضر يا سيدي ضع أمرك سيادتك شكراً أستاذ سامح، حسناً مولانا نبدأ لكن فاطمة الأستاذة فاطمة يعني
مشكلتها خفيفة قليلاً لأنه هو الرجل لم يطلق وإنما هو انفصل انفصالاً شبه جسدي، يعني هو جالس في البيت وهو ما زال زوجها، وكل واحد أصبح في حياته، اتفقوا على ذلك. فبقاؤه في البيت ليس فيه حرج شرعي لأنه زوجها، وقضية أنها خلاص لا تريد هذه العلاقة الزوجية ومتفقين. هما الاثنان على هذا، وإن هو أراد هذا الانفصال فهذا جائز، لأنه ليس من شروط الزواج العلاقة بين الزوجين، خاصةً يحدث هذا في السن الكبير، اثنين وستين وثلاثة وسبعين وأشياء مثل هذا، فلا يوجد، ولذلك هذا في الحقيقة أنني أريد أن أقول إن هذه الحالة أهون من الطلاق لأنه
عندما يُطلِّق يجب عليه أن يغادر أو يذهب وما إلى ذلك، فقد تكون هناك مشقة، ومشقة بديهية جدًا، ويكون هناك أسرة وأولاد وهكذا. فالحالة هذه تكون أهون من الطلاق وتكون مقدورًا عليها أيضًا، فهي نوع من أنواع التعامل الرفيق مع الأحوال. بالتأكيد الأخ محمد يقول في شهادات هو. أجعلها صدقة جارية، وصدقة جارية معناها أن هذه الشهادات كلها، كل نتاجها لله، كل نتاجها وليس بعضه، كله لله. من أين ستخرج الزكاة؟ نعم، بالضبط، هو يخرج كله لله كصدقة جارية فعلاً على روح والده كصدقة جارية، ولذلك نص الفقهاء على أن الوقف لا زكاة عليه، يعني أنا... لدي مزرعة وهذه
المزرعة جعلتها تُنتج كل محصولها، والمحصول كم؟ طنان من الفاكهة أو طنان من التمر أو طنان من أي شيء، الطنان كلهم لله. ما هي الزكاة التي تخرج إذن؟ زروعها لا تُخرج شيئاً، فكل شيء خرج لله، لكن أصل المال زاد وتجاوز النصاب وليس فقد العائد. أصل المال زاد وهو ليس في ملكه التام، هو في ملك الله لأنه جعله صدقة جارية، ولذلك هو لن يرجع في ذلك. النصاب الآن خمسة وثمانون جراماً من الذهب، بمعنى حوالي ثمانية وعشرين أو سبعة وعشرين ألف جنيه. فهو له عشرة آلاف، وأمه
لها عشرون، هم يقولون العشرون... هذه ليست ملكنا أبداً، هذه ملك ربنا، والعشرة هذه ليست ملكنا أبداً، ليست ملك ربنا. من أين سيخرج الزكاة؟ لقد انتهى ملكه لها، هذه الأموال ليست ملكه، بل هي ملك الله سبحانه وتعالى. الثلاثون ألفاً كلها، كل الثلاثين ألفاً تُخرج ثلاثة آلاف، فالثلاثة آلاف ذاهبة لوجه الله، أليس كذلك صحيحاً؟ إذن إذا لم يكن... زكاة ولكن لو أراد أن يسحب الثلاثين ألفاً غداً فلن يستطيع السحب، فيكون قد رجع في وقفه، فيكون حراماً عليه، فيكون باطلاً. فهي معلقة بأنها ناتج صدقة جارية. تُخرج الزكاة على الأصل، خلاص خرجت صدقة جارية، معناها خرجت من ذمته تماماً لله، لله بأصلها، بأصلها، بكل شيء، بأصلها. فلو رجع سيكون قد رجع في... هذه الصدقة كأنه رجع في ما تبرع به أولاً لله. نعم، بارك الله فيكم. القهوة لكي يقدم
فيها الشيشة والمساكين إلى آخره. نحن نقول بحرمة الدخان، نعم، وهذه هي الفتاوى التي استقرت معنا الآن. يعني لا يقيم المشروع هذا، أو يقيمه من غير هذه الأمور، وتوجد مقاهٍ كثيرة. جداً يعملون إنترنت ويعملون لا أعرف لها زخرفوها ولها كذا مضبوط، الأخت منا تعمل شيئاً اجتماعياً بحتاً وهو أن عندها بنتاً وأبوها متساهل فيها، هل هذا حرام أم حلال؟ حرام، لكن ماذا نفعل؟ يجب أن نتعامل مع هذا الأب الذي سافر وترك ابنته ولا يسأل عنها ولا ينفق عليها ولا. يتابعها وهو يرتكب إثماً، ولكن أنت الآن كم تريدين؟ حسناً، في النهاية يرتكب إثماً. قولوا لي أن
هذا هو الإثم، نعم هذا إثم. حسناً، ماذا تفعلين في البنت؟ إياكِ أن تجعليها تكره أباها. عندما يأتي أبوها لا تمنعيها منه، عندما يأتي أبوها وهو نادم على ما مضى من من أعمال ما لا تفعليها قد تدركين الخطأ مستقبلاً، يعني هناك أناس يعملون على خراب بيوتهم. يعني أسئلة الحقيقة ليست محتاجة لكل مؤذٍ، ربنا سبحانه وتعالى سيحاسبه. نعم، خاصة في من يفرّق كما ورد في الحديث بين الرجل وزوجته، يفرّق يعني يوقع بين الرجل وزوجته لكي يخرب البيت. أخونا يسأل. عن شهادات استثمار قناة السويس، شهادات استثمار القناة حلال وليست حراماً. إن شهادات استثمار القناة وشهادات استثمار
غيرها حلال. ولماذا شهادات الاستثمار حلال؟ لأن هذه الأوعية يأخذونها ويعملون بها في التجارة والصناعة والزراعة والخدمات. هذه المجالات الأربعة، والخدمات هي المشاريع التي ستحدث. سيحدث أن حفر هذه القناة لم يعد كالسخرية كما في أيام دلسيبس، بل أصبح استثماراً تجارياً، أصبح استثماراً مشتركاً فيه عدد من الشركات، اثنتان وأربعون شركة حتى اليوم. ماذا ستفعل هذه الشركات؟ ستجلب العمالة وتدفع لها الأموال وسيعملون في الحفر وما إلى ذلك. أنشأنا القناة، وهذه القناة ستجلب إيراداً، واستفادت هذه الشركات. استفادت أنها أخذت أموالاً من أين؟ من الذي ستدفعه أنت، فأصبحت أنت ماذا؟ أصبحت مساهماً في تلك القناة التي ستجلب كم؟ إذا كانت هذه تجلب عشرة وهذه تجلب خمسة عشر، فسيجلب لك
خمسة عشر مليار دولار. ماذا سيفعلون بهم؟ الخمسة عشر مليار دولار سيعطيك حاجتك بعائدها بشكل صحيح. إذاً أنت فعلت ماذا؟ فعلت عملاً في مجال المقاولات. سيقول لك حضرتك إن التثبيت العائد الاثني عشر في المائة مثلاً في مشروع قناة السويس أو في عائد البنوك العادية يقول لك تسعة أو تسعة ونصف، كل هذا جائز مع الأوراق النقدية الجارية الآن التي ليس لها غطاء من الذهب. لماذا هو جائز؟ لأنه في... شيء اسمه التضخم، بمعنى أنه يعطيني اثني عشر ونصف في المائة الآن، وسيعطيني إياها كل ثلاثة أشهر. ما رأيك؟ هذه النسبة البالغة اثني عشر ونصف في المائة، بعد سنتين لن تظل اثني عشر ونصفاً، بل ستصبح ثمانية. لماذا؟ لأنه يعطيني اثني عشر ونصفاً، لكن القيمة الشرائية لما وضعته... انخفضت قليلاً عشرة آلاف جنيه كل ثلاثة أشهر. الذين سيشترون به اليوم ليس كالذين سيشترون به بعد بضع
سنوات. ما هذه المسألة المتغيرة؟ من أين تأتي؟ تأتي من أننا نملك ورقة، ليست هي المائة جنيه، نعم، المائة دولار هذه مجرد قطعة ورق، ليست ذهباً وفضة مثل الدنانير والدراهم. الناس لم تنتبه إلى هذه النقطة: هناك فرق بين الأوراق التي يقول الشافعي فيها "لا ربا في الفلوس ولو راجت رواج النقدين" - ما هي الفلوس؟ لا، هذه الأوراق - وبين الذهب والفضة. نعم، أخيراً في عناصره بعض من إجابات حضراتكم على سؤالنا على الفيسبوك: ما سبب تعلق الإنسان بحب الدنيا وكيف يزهد؟ فيها بعض من إجابات حضراتكم: ستار يقول عدم معرفته بالله والآخرة وجهله أن الدنيا فانية. إياد يقول لأن الإنسان لا يعلم قيمة الدنيا الحقيقية ويحسبها المتاع الأكبر. صلي محمد يقول لأن الدنيا هي التي ملموسة فتشغل وتلهي أكثر من الغيب. مولانا الإمام
شكراً جزيلاً لحضرتك، أهلاً وسهلاً على هذه الحلقة. شكراً جزيلاً ومرحباً بكم، الشكر موصول لحضراتكم، إلى اللقاء.