#والله_أعلم | الحلقة الكاملة 1 أغسطس 2015 | الحاكمية.. و ادعاءات المتطرفين

في العالم. اليوم نستكمل إن شاء الله مع فضيلة الإمام الحديث حول أو تفنيد بعض الأفكار والأسانيد الباطلة والمذاهب التي قد تستند عليها بعض الجماعات التكفيرية والمتطرفة من أجل تكفير فئات معينة في المجتمع، أو ربما يمتد بهم الباطل
ويكفرون المجتمع بأكمله، الحاكم والمحكوم، وربما يستندون في هذا الأمر بعض من الآيات أو بعض من المفاهيم أو الثوابت الإسلامية يعني على سبيل المثال بعض منهم يكفر المجتمع ويكفر الحاكم على وجه الخصوص ويستندون في فهمهم الخاطئ إلى بعض من آيات الكتاب الحكيم كإحدى آيات سورة المائدة "ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون" فببساطة يقولون أن المجتمع أو المجتمعات الإسلامية أو الدول الإسلامية حالياً تُحكم بغير ما أنزل الله فبالتالي هم من الكافرين حاكم ومحكوم. اليوم نتحدث في هذا المفهوم، مفهوم الحاكمية، مع فضيلة الإمام العالم الجليل الأستاذ الدكتور علي جمعة. أهلاً بكم فضيلتكم. أهلاً وسهلاً بكم. أهلاً بحضرتك، مرحباً. بدايةً، في الدكتور، يعني نريد أن من حضرتك مفهوم الحاكمية ماذا تعني وأيضًا ماذا يعني تفسير هذه الآية الكريمة في ضوء ما نعيش الآن في
مجتمعاتنا العربية والإسلامية؟ بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. هناك مستويان للكلام، نعم للإجابة على كل هذه الأسئلة التي طرحتها في... أول الحلقة المستوى الأول هو أن نحكي حكايات وأن نقص قصصاً، وإذن فإن هذا المستوى يبدو أنه ستأخذ منا هذه المسألة عدة حلقات وليست حلقة واحدة، وهي أقرب إلى فهم وقلب المستمعين حتى تتضح لهم الحال وينظرون إلى المآل. المستوى الثاني أن نجيب في صورة تلغرافية، نعم وأنا أفضل الحكايات. أكيد لأنه مفيد، نعم، ولأنها تقرب
ما كان بعيداً عن الناس، خاصة من لم يهتم بهذه الأمور، ثم يُفاجأ على أرض الواقع بمصائب تحدث من جراء تلك المفاهيم، ولا يستطيع أن يرد على تلك الجزئيات المتناثرة التي لا ترسم لوحة واحدة، وكما يقولون بانوراما واحدة، أي منظراً واحداً. نستطيع أن نتبين منه الرأس من القدم. أحكي لك حكاية وهي أنه في التاريخ الإسلامي ظهرت جماعة تُسمى الخوارج في سنة سبع وثلاثين للهجرة، وخرجوا ضد سيدنا علي. وعندما أراد الإمام أحمد بن حنبل أن يؤلف في مناقب الصحابة، ألَّف مجلدين كبيرين، وطُبِع هذان المجلدان فكانا قريبين من ألف صفحة.
ثلاثة أرباعها في سيدنا علي، والربع هذا من قِبَل أهل السنة وليس الشيعة، والربع في كل الصحابة. إلى هذه الدرجة السنة لديهم الكثير من الأحاديث التي وردت على لسان سيدنا صلى الله عليه وسلم في مدح سيدنا علي وفي وصف علمه وتقواه وفروسيته ونبله وأخلاقه ومكانته عند الرسول صلى عليه وسلم أخذت الثلاث أربع تقريباً سبعين في المائة ثلاثين في المائة، بقي الصحابة، بقيت الصحابة الكرام العظام الذين مدّ أحدهم أو نصف المد، هكذا، مُدٌّ عندنا مدان نصيب. لو أنه أنفق مداً واحداً من القمح وأنا أنفقت أحداً، يبقى هو أحسن مني.
خرجوا عليه الخوارج كلاب النار تحت أنه لا يفهم هذا الدين. سيدنا علي هذا، سيدنا علي رضي الله عنه وأرضاه. انتبه، سيدنا النبي يقول: "أنا مدينة العلم وعلي بابها". الله، فباب مدينة العلم وما أدخلنا إلى سيدنا رسول الله: "تركت فيكم إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبداً: كتاب الله وعترة أهل بيتي". أخرجه الترمذي. ليسَ الشيعةُ الذين أخرجوه ولا علاقة له بالشيعة الذين أخذوا ولعبوا بالدين في السياسة. فنحن على مذهب أهل السنة والجماعة. سيدنا علي هذا شخصية عظيمة جداً، كان سيدنا عمر يقول: قضية ولا أبا حسن. اللهم دُلَّنا على أبي الحسن - الذي هو سيدنا علي - ليحل لنا هذه المسألة. خرجوا عليه في سنة
سبع وثلاثين هجرية وجلسوا يقتلون المسلمين تحت هذا العنوان المتعلق بالحاكمية وأن الحكم إلا لله. فهم الأغبياء الخوارج، وهناك بعض الجماعات الإرهابية من كثرة ما قلنا لهم إنكم خوارج، قالوا: حسناً، إن الخوارج جيدون. لكن الحمد لله عرفناكم أنكم كلاب النار. عيشوا حياتكم أنتم مع أنفسكم، لكنكم هكذا كلاب النار. إن الحكم إلا لله، وإن البشر ليس لهم حكم، وأن "الحكم إلا لله" معناها أن ربنا هو الذي سيحكم. ماذا يعني هذا؟ ما هو المفهوم الصحيح وما هو المفهوم الخاطئ؟ المفهوم الصحيح هو أن الله سبحانه وتعالى أنزل لنا أشياء واضحة. قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً
أحد نهانا عن الشرك عن عبادة الأوثان أمرنا بالشهادتين شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله أمرنا بإقام الصلاة أمرنا بإيتاء الزكاة أمرنا بصيام رمضان أمرنا بالحج أمرنا بالذكر أمرنا بالدعاء أمرنا بالكفارات أمرنا بالتقوى، يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين. نهانا عن الكذب وعن الزنا وعن السرقة وعن شهادة الزور وعن القتل وعن أمرنا سبحانه وتعالى ونهانا. أليس الحكم إلا لله؟ فجماعة هؤلاء قالوا: لا، إن أي أحد من البشر يدعي أنه اسمه حاكم يكون على الله أن يكون نازلاً على الله، قلنا لهم: لا، رئيس القبيلة حاكم، والقاضي حاكم،
والذي يصلح بين الزوجين من العائلتين حاكم. وحاكم، هل أدركت كيف؟ قال: لا يا إخوان، الحاكم يأتي من البشر. يقول سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فإذا أنزلتهم فأنزلهم على شرطك ولا تنزلهم على ورسوله فلعلك تخطئ ما أراد الله ورسوله، عندما أكون في المفاوضات أقول لهم: "أنا سأتفق معكم على كذا"، فيقولون لي: "لا، قل إنني سأتفق معكم على ما أراده الله ورسوله أو على كلام الله ورسوله"، فأقول له: "لا، وما أدراني بذلك؟ أنا أجتهد، فإن أخطأت فلي أجر، نعم، وإن أصبت..." فلي أجران فأنا لا أعرف ما هو مراد الله، إنني قد أخطئ، من أنا؟ الإمام الشافعي،
الإمام أبو حنيفة، الإمام مالك، الإمام الأوزاعي، الأئمة المجتهدون الأتقياء الأنقياء الأوفياء، يمكن أن يخطئوا، ولكنهم يطبقون حكم الله، ماذا يفعلون؟ ينظرون إلى الحدود التي رسمها ربنا سبحانه وتعالى، ويبذلون جهدهم في فهم النص الأدوات هي الفرق بين المجتهدين وبين الشباب المنتمين إلى داعش وغيرها من الجماعات المتطرفة. هذا هو أن الأولين معهم الأدوات، بينما الآخرون -يا لحالهم- منهم خريج معهد إصلاح الطائرات لديه دبلوم لمدة سنتين في إصلاح الطائرات، والثالث طبيب أسنان، والرابع ليس معهم الأدوات. ليس معنى ذلك أن طبيب الأسنان سيء المختص بإصلاح الطائرات ليس سيئاً، لكن ليست لديك الأدوات التي تفهم بها، وليس ذلك مجاله، وليس الأمر متعلقاً بالأدوات، وليس ذلك مجال تخصصه. يعني بمثال: فهم النصوص أو الابتلاء وما إلى
ذلك. فعندما خرج الخوارج وهم لديهم هذا المفهوم، ذهب إليهم ابن عباس وقال لهم: تعالوا، أليس ربنا يقول: "وإن بينهما، حسناً، هذا الذي يُصلح الآن يحكم بينهم وكذا إلى آخره. حسناً، الزوجان فَحَكَمٌ من أهله وحَكَمٌ من أهلها. حسناً، يوجد حُكَّام الآن. طيب، أنت تقول إن الحكم إلا لله. أنت تعلم أنك لا تستطيع تطبيق هذه المسألة في الدنيا بالله مباشرة إلا بالنبي، يعني أنت... أريد لك نبياً، لكن النبوة قد ختمت. انظر إلى جمال الإسلام وانظر إلى فساد هؤلاء الناس، وانظر لماذا هؤلاء الفاسدون يخالفونه؟ لماذا هم كلاب النار في النهاية؟ لأنه يريد أن يأتي بدين جديد على هواه، هو يريد أن يجعل كأن النبوة مستمرة. من الذي قال لك أنك... هذا صحيح. ومن الذي قال لك أنني أنا الصحيح؟ إننا نجتهد.
أحضر لي الدليل وأنا أرد عليك، وأنت أحضر الدليل وأنا أرد عليه. فنحن في غياب النبوة في حالة اجتهاد، من يخطئ منا سينال أجراً، ومن يصيب منا سينال أجرين. حكم الحاكم يرفع الخلاف، فمن هو الحاكم؟ القاضي حَضَرَ، القاضي وهبه الله قدرة أن يكون حكمه الذي سيوفقه له الله ما دام يسير على القواعد، فهذا يرفع الخلاف بيني وبينك. أنا وأنا ذاهب إلى القاضي أظن أن الحق لي ضدك، وأنت الذي تذهب إلى القاضي أيضاً معي وتظن أن الحق لك، وإلا نكون نحن الاثنان نلعب. أي إذا كنا نظن أن هذا ليس حقنا وسنصبح ضالين، لكن الذي يذهب إلى القاضي ليس ضالاً، بل كلاهما يظنان وقد التبس عليهما الأمر: هل هذا حقي أم لا؟ حُكم الحاكم
لك، انتهى الأمر ورُفِع الخلاف. لكنني ما زلت أعتقد حتى الآن أن هذا الشيء ملكي. نعم، ولكن الحاكم هو حُكْمُ الحاكمِ يُنهي الأمرَ. انظرْ، جمالَ النظامِ الإسلامي، وهو النظامُ الذي أخذه العالَمُ من واشنطن إلى طوكيو، من غانا إلى فرغانة، من طنجة إلى جاكارتا. من كلِّ العالمِ أخذَ هذا الكلامَ وصدَّقَ به وأسسَ العدالةَ. الأولى هي هكذا: حُكْمُ الحاكمِ يرفعُ الخلافَ، لكنَّ الثاني يقولُ لكَ: لا، هذه القضية... ظالم وأنا الذي على حق، لأنه يرى أن هذا القاضي لا يحكم بما أنزل الله صحيح، ولأنه ينصب نفسه نبياً، نعم وإن لم يصرح. نعم، ينصب نفسه نبياً وإن لم يصرح، كأنه احتكر العلم واحتكر المعرفة، كأنه احتكر الدين واحتكر الدين. ما الذي يخوله أن
يفعل هذا؟ أهو صاحب العصمة صلى الله عليه وسلم، لماذا؟ لأنه يوحى إليه، ولذلك كانوا يسألون: "يا رسول الله، هذا من الرأي أم مما أوحى الله إليك؟" إذا كان مما أوحى الله إليك فنحن نتبعك بلا تردد، وإذا كان من الرأي فهناك رأي آخر. قال: "بل هو من الرأي والحرب والمكيدة". قالوا: "لا، هذا فيه رأي آخر فاستمع إليه: الحاكم هو الله، معناه أنه الذي وضع لنا القواعد تعالى. أما القضية الثانية أنه "مَن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون"، نعم صحيح، هذا الحكم هل هو حكم عقائدي أم حكم تطبيقي؟ أبو مجلز تلميذ ابن عباس يروي عن ابن عباس عندما قالوا له: من هذا الذي يحكم بغير ما أنزل الله؟ قال: القاضي يرتشي. القاضي
نسي نفسه وضلّ والعياذ بالله تعالى. والحمد لله في تاريخ الإسلام كانوا قلة جداً الذين ارتشوا. القاضي - ربنا يعني حافظ القضاء كما حفظ هذه الأمة، لكن عندما تأتي لي بسبعة عشر ألف قاضٍ لا يخرج منهم... يعني واحد أو اثنان أو عشرة مرتشين يظهرون والله، وقد صنع لهم شيئاً اسمه التفتيش القضائي في وزارة العدل، وجعل لهم أن الإحالة على التقاعد يحيلونها فوراً لكي يروا في ثوبه أي أبسط غبار فيبعدوه فوراً. فالإنسان ضعيف، لا يوجد قاضٍ أي انحرف، لا يوجد قاضٍ بالعكس. في أي مهنة وفي أي مجال، نعم بالطبع، ولكنني الآن أرى أن مهنة القضاء هذه تختلف عن كل المهن
الأخرى. ولا يهمني في القضاء رئيس جمهورية ولا قائد جيوش. يعني من الممكن أن قائد الجيوش يشرب [الخمر] ودعه، لكن القاضي لا. هل تلاحظ حضرتك كيف أن قائد الجيوش ينحرف هكذا القاضي لا، لماذا؟ لأن قاضي الجيوش هذا يريد أن يحارب وينتصر ويجلب لنا النصر من فم الأسد ضد العدو، لكن هذا القاضي يحكم بين الناس وبين الخصوم. فالقاضي هذا ثوبه أبيض تماماً، وبمجرد وقوع ذرة غبار على هذا الثوب نغيره فوراً، وهو يقوم بحماية المجتمع، ولذلك له شيء يسمى الحصانة. ليس له حصانة يمكن تصورها، لكن القاضي له حصانة. قائد الجيوش ليس له سلطة قضائية، لكن القاضي له سلطة قضائية. هل انتبهت سيادتك كيف أن السلطة القضائية تمكنه من
أن يأذن للشرطة بدخول بيتك وتفتيشه؟ لماذا هذا؟ هذا يحتاج إلى تقوى. أتسمح بأن تكون معه هذه السلطة؟ إذاً الحمد لله، هؤلاء فيهم عمى في البصر والبصيرة. حسناً، تعالَ الآن، في سنة سبعة وثلاثين ظهرت هذه القضية والحاكمية. الحاكمية معناها أن أتبع الله، فذهب أبو مجلس وقال ماذا؟ قال: قال ابن عباس: "القاضي يرتشي"، فيصبح هذا حكماً تطبيقياً. والثاني ماذا؟ الثاني يقول لك: إن ربنا قال "والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما". هذا التخلف نعم! إنه يعترض على حكم الله، وهذا يُخرجه عن الإيمان، فهو ينكر حكمة هذا النص أو أنه ليس من عند
الله. والنص يقول: "الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة"، ثم يقول لك: "لا، لماذا هذه العقوبة البدنية؟ إنها محرمة أو خطأ" أو ما شابه ذلك، حسناً. إذاً هذا هو ضلال العقيدة وهذا ضلال التطبيق. أما ضلال التطبيق فإما كفر، وقد قيل عنه كفر دون كفر. انظر إلى أبي مجلز الحكيم عن ابن عباس حبر الأمة ماذا يقول: "كفر دون كفر". لا، إنه بهذا الشكل نسي نفسه، وبهذا الشكل يفعل شيئاً خاطئاً من شُعب الكفر. ككل أنواع المعصية، واحد مسلم زنى، سرق، قتل، فعل نهباً وهكذا، كل هذا من شُعَب المعاصي، كل المعاصي من شُعَب الكفر، وكل الطاعات من شُعَب الإيمان. تعال الآن إلى حالتنا، ماذا يوجد في حالتنا؟ في حالتنا أتينا في
سنة ألف وتسع مئة وثمانية وقلنا: يا إخواننا نحن نريد نكتب قوانين حديثة تُدخلنا في نطاق الأمم المتطورة ولا تُخرجنا عن هويتنا. اسمع الكلام وانظر ماذا يقول آباؤنا وأجدادنا. في سنة ألف وتسعمائة وثمانية قالوا: ماذا نفعل؟ قالوا: نريد أن نكتب القوانين وأن يكتبها أناسٌ من عندنا. وبدأوا يُشكِّلون اللجان، واستمروا في تشكيل اللجان ومحاولة ضبط الأمور وما إلى ذلك سنة ستة وثلاثين إلى ألف وتسع مئة ستة وثلاثين، كم سنة هذه؟ أربعة وعشرون سنة، أربعة وعشرون سنة، ها... أربعة وعشرون سنة أم ثمانية وعشرون؟
من ثمانية إلى ستة وثلاثين ثمانية وعشرون سنة، ثمانية وعشرون سنة ونحن جالسون نرتب ونهيئ، نرتب ونهيئ. ماذا نرتب وماذا نهيئ؟ نرتب قوانين تتناسب مع العالمية ولا تخرج عن هويتنا. ما هي هويتنا هذه؟ إنها شيئان: العروبة والإسلام. حسناً، نحن لدينا يهود ولدينا مسيحيون، لكنهم مندرجون تحت الحضارة الإسلامية وموافقون عندما رأوا معيشتنا وعاشوا معنا، وهم موافقون على أن تكون الحضارة الإسلامية هي السائدة. حسناً، وماذا عن العروبة؟ هل هناك أحد مسيحي ليس أريد أن أتحدث العربية وليس اليهودي الذي يريد أن يتحدث العبرية داخل مصر أبداً، ولذلك العروبة والإسلام هما الهوية المصرية. صحيح أن الإسلام هنا ليس
بمعنى الدين بل بمعنى الحضارة. حسناً، اتفقنا على هذا وعملنا دستوراً. هذا الدستور بحثنا في دساتير العالم عن الدستور المناسب لهذه القضية، فنحن لا نريد فوجدنا الدستور البلجيكي فذهبنا لنسترشد به، وكان عندما يتخاصم الوفد مع القصر، يأتون بالسفير البلجيكي ليفسر لهم الكلام الموجود في الدستور. دستورنا، الذي هو مستقى ومأخوذ من الدستور البلجيكي، وكان العجيب أن الطرفين يرضيان بذلك. السفير البلجيكي ليس محتلاً لنا، إنه مجرد سفير. هذا البلجيكي ضيف عندنا وما إلى ذلك. السفير البلجيكي ليس متحيزاً لأحد الأطراف وما إلى ذلك، لكن ماذا كنتم تفعلون في بلجيكا؟ قل لي هكذا، لماذا بلجيكا بالتحديد؟ فبلجيكا هي التي أنشأت
الكورنيش، وبلجيكا هي التي أنشأت دار القضاء العالي الذي هو خاصتنا هذا، وهكذا. لماذا بلجيكا بالتحديد؟ لأنها... دولة غير علمانية، وحينئذ نحن لا نريد أن نكون علمانيين، فاخترع العقل المصري قضية الدولة المدنية التي كثير من الناس لا يعرفون معناها أصلاً. وعندما نأتي إلى كلمة "مدنية"، فهي غير موجودة في اللغة الإنجليزية ولا في الفرنسية ولا في أي لغة أخرى. فهناك "سيكولارزم" أي علمانية، وهناك "ثيوقراطي" أي... الثيوقراطي الذي هو الديني، حسناً، ما هي إذن كلمة "سيفيلايزيشن"؟ إنها حضارة المدنية، أو الدولة المدنية، لا، هذا غير موجود، لا يوجد شيء اسمه الدولة. وعندما يأتون، يا عزيزي، ليترجموا، يقولون لك الدولة المدنية، فيترجمها إلى
العلمانية، لا، المدنية غير العلمانية، وليست هذه المدنية موجودة، وليس هناك شيء اسمه "ساتوف". سيفيل أو كذا في سيفيل سوسايتي (الحاجة المدنية)، مجتمع مدني، هذا المجتمع. فنحن قلنا له: مجتمع مدني يعني ماذا؟ يعني أنه لا يوجد تسلط لرجال الدين. نعم، ليس لدينا تسلط لرجال الدين، هذا اجتهاد، هذا حكم الحاكم يرفع الخلافة، هذا كذا وكذا. شيء وتجربة مصرية رائعة استطعنا أن... نحن نخترعها اختراعاً لكي نحافظ على هويتنا فنكون كفاراً، لا، لسنا كفاراً. جاء السنهوري باشا ووضعوا القانون الجنائي، وحصل منهم صبر أبو علم وشارك في بعضه أحمد بك أمين وكان أستاذاً كبيراً في كذا إلى آخره، ووضعوا القانون الجنائي. متى انتهوا منه؟ قعد السنهوري باشا اثني عشر. سنة وهو يعمل في
القانون المدني والآخر قضى اثني عشر سنة وهم يعملون كلجنة في القانون الجنائي وعرضوا على البرلمان والبرلمان وجدوه ممتازاً وجاءت مسألة قطع يد السارق وإقامة الحدود الخمسة التي موجودة في الشريعة الإسلامية لم ينكرها أحد، لم ينكرها أحد، لم ينكرها أحد، قالوا هل الشريعة تأمرنا به أو الدنيا تغيرت في الإثبات، نحن كم مليون حينئذ؟ كنا سبعة عشر أو ثمانية عشر مليوناً. ما حال الشهود؟ لا، حال الشهود تغير. كان في ذلك الوقت سنة تسع وأربعين يوجد شهود تجدهم عند المحاكم يزورون ويأخذون الشاهد ويلقنونه ماذا يقول أمام القاضي. هل أنت منتبه؟ قال: حسناً.
هذا فاسق في ديانته. طيب، الشهادة قديماً كيف كانت؟ ارجع إلى التنوخي في "نشوار المحاضرة"، يقول لك: كنا ندخل القرية فنجد أربعين شاهداً. كانت الشهادة هذه مؤسسة تعمل مثل الشهر العقاري، نعم، الشهر العقاري الرسمي الذي لدينا الآن. فكنت أعيّن الشهود أنا كقاضٍ، أعيّن الشهود الذين سيحضرون الوثائق. الزواج والبيع والشهرة والطلاق وكل هذا ويأتون ليشهدوا على هذه، فهذه مؤسسة الشهادة في الإسلام، وليس الناس أهل الزور هؤلاء. طيب، لدينا هذا الآن، قال: لا، يبقى لم أستطع الجلد ولا التعييد ولا الرجم، يمكنكم أن تؤجلوا وتعلقوا الحدود. وقرر البرلمان المصري في سنة تسعة وأربعين أن يعلق الحدود، وليس ينكر الحدود خوفاً من تجاوز البعض في الإثبات والاعتماد
على شهود الزور حتى لا تُقطع يد بريء أو لا يُقتل ولا يُجلد بريء. من الذي قال لنا ذلك؟ الشريعة [تدرأ] الحدود بالشبهات. نعم، مولانا، بارك الله فيكم. إذاً نحن أمام... تطبيق للشريعة يتناسب مع النهج الذي تركه لنا أبو القاسم صلى الله عليه وسلم. فإذا بالضجة يا أخي، سبحان الله! من أجل أمور سياسية تقول إننا لا نطبق حكم الله وأننا لا نطبق شرع الله، إلى آخر هذا الهراء. وشرع الله سبحانه وتعالى منصوص عندنا في الدساتير. القوانين وهو الدستور في المادة الثانية أن مبادئ الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع. هذا الكلام كان موجوداً في القانون الخاص في الدستور واحد وعشرين، ثم في المادة مائة وستة وأربعين، وبعد ذلك أصبح في المادة تسعة وثلاثين،
وبعد ذلك أصبح في مادة لا أعرف كذا، حتى في القوانين المؤقتة لعام ستة وخمسين وجاء هذا، وفي سبعين كذلك الذي نحن فيه الآن، كذلك لا يوجد دستور في مصر خلا من هذا المدخل أننا نحافظ على هويتنا العربية الإسلامية حتى نكون مصريين، والإسلام هنا دين وحضارة، وأننا في هذه المظلة نحكم بما أنزل الله. نعم، هذه هي الحكاية، نعم، لكن يقول لي: "إنكم لا تحكمون بما أنزل الله، فأنتم خوارج مباشرة ولا تطبقون الحدود، وبالتالي أنتم تكفيريون". حسناً، أنتم أنفسكم خوارج الزمن الحاضر، ولا تفهمون اليمين من الشمال، وأنتم خوارج. طيب، فضيلة الدكتور، أستأذن حضرتك
بعد الفاصل لنتحدث في جزئية أخرى بأن هذه الآيات أساساً لم تأتِ في المسلمين، وهناك... بعض الآراء التي تقول هذا الرأي ولكن بعد الفاصل إن شاء الله ابقوا معنا. كلابون يقول إن مصر غير مسلمة، لكن مصر دولة إسلامية بطبيعتها، دولة تحب دينها جداً الشريعة الإسلامية هي الدين والحكم والسياسة. الدين غير الشريعة بالنسبة لهم في الخارج حيث يقطعون اليد ويقطعون الرجل وهكذا، بالنسبة لهم لا طبعاً، فالشريعة تحتم أن كل مسلم منا يجب أن يلتزم بقواعد دينه وأن يتعامل بسماحة مع الناس جميعاً دون تطرف ودون عنف. أصلاً نحن لدينا دستور، وهذا الدستور ينص على الشريعة الإسلامية لكنه لا ينص على المتاجرة بالدين. جميع قوانيننا تُعرض على الأزهر والأزهر يقول
إنه يوافق. إذا كانت تتطابق مع الشريعة الإسلامية أو تتنافى مع الشريعة الإسلامية، كما يقول لك: "إن مصر إسلامية"، حسناً، إن مصر الإسلامية ظلت هكذا طوال عمرها وما زالت إسلامية، وإن شاء الله ستظل إسلامية إلى يوم الدين. ما الجديد يعني؟ ببساطة هكذا، الناس تأتي بالخلاصة وتأتي بالأمر مباشرة، حضرتك. نعم، مصريون عاشوا هكذا، آباؤنا هكذا، هذا هكذا. هؤلاء الذين خرجوا هم الذين أنجبوا الخوارج. استمرت من سنة سبع وثلاثين إلى سنة اثنتين وثمانين، حتى قُضي عليهم. خمس وأربعين سنة وهم يزعجوننا بهذا الإزعاج. لكن إن شاء الله، خوارج العصر الحديث أعطهم ثمانين سنة هم، فنحن... الحمد لله، كفت ثمانون سنة أو أكثر، وقُضِيَ عليهم تماماً، بحيث يقول لك: إقصاء؟ ليس إقصاءً، لا،
المسألة ليست إقصاءً، بل هو قضاء. الفكرة هي القضاء على هذه الفكرة تماماً، فهي تخالف الدين بالأساس، وتخالف القانون، وتخالف الطبيعة، وتخالف الناس، وتخالف الدنيا كلها. لقد صدوا عن سبيل الله. بغير علم كانوا حجاباً بين الخالق وخلقه، يعني آذوا الإسلام والمسلمين وغير المسلمين وأفسدوا في الأرض وأراقوا الدماء. لكن على كل حال، قضية الحاكمية قضية جاءت في محاكم الثورة وأمسكوا واحداً كان قائداً للجماعة هذه اسمه حسن الهضيبي. حسن الهضيبي هذا كان قاضياً في محكمة النقض وهو الذي كان أول... المرشد بعد حسن البنا، الذي هو أول مرشد بعد حسن البنا، فيسألونه - أظن ربما
جمال سالم أو صلاح سالم - يقولون: "الله، طيب أنت الآن رجل تدّعي أننا لسنا مسلمين أو شيئاً من هذا القبيل، فكيف كنت تحكم بقانون الكفر هذا؟" فأجابهم: "لا، إنه ليس كفراً ولا..." شيء، من هذا حسن الوظيفي؟ حسن الوظيفي كان معترضاً على فكرة القانون أساساً، ففي سنة ثمانية وأربعين، وبعد اثني عشر سنة (من سنة ستة وثلاثين إلى ثمانية وأربعين)، وضع السنهوري واللجان التابعة له القوانين الجنائية وسلمها للبرلمان. البرلمان جلس يدرسها ولم يجد أي خطأ عند السنهوري، فسمع بوجود مستشار اسمه كان في محكمة النقض وكان يعترض على القانون، قال: "الحمد لله، ليس من المعقول أن يكون القانون بهذا الشكل الكامل". فناداه حسن الهضيمي: "تعال يا
مساعد المستشار، قل لنا ما هي انتقاداتك على هذا القانون". فقال لهم: "أنا لم أقرأه". فسألوه: "إذن على ماذا تعترض؟". أجاب: "أعترض على فكرة وجود أريد ما نوشي، آه سبحان الله، سذاجة فكرية، ومن أجل ذلك عينه حسن البنا مرشده. جاء بعد ذلك في المحاكمات وقال: "لا، أنا قرأت القانون وطبقته فوجدته ممتازاً وليس فيه شيء إلا شيء واحد فقط، وهو المادة التي تتيح الفوائد للديون المتأخرة عندما تذهب أنا أعرف." أن تعرف الإنجليزية جيداً. أنا أجد صعوبة في اللغة الإنجليزية. هناك فرق كبير بين "Interest" وبين "Usury". هو ما يُعرف بالربا. الربا، نعم بالطبع، هو شيء مختلف تماماً. لا، هو الذي يتعلق بشايلوك اليهودي، شايلوك الذي ظهر في مسرحية تاجر البندقية، في
مسرحية تاجر البندقية. لكن "Interest" هو عبارة المال (رأس المال) فإذا فهمت ذلك، فإن السنهوري كتب أنه لا يجوز أن تزيد (الفائدة) عن خمسة في المائة، وإذا زادت عن خمسة في المائة فلا يصح ذلك، ولا تصح الفائدة المركبة لأنها تدخلنا في الاستغلال الذي هو محرم للعلم في جميع أنظمة العالم بما فيها الإسلام وغيره، فالربا حرام طبعاً هو حرام في حكم الأديان والشرائع والقوانين، لكن مفهوم الفائدة (الإنترست) هذا مفهوم آخر. من أجل هذا ألَّفَ السنهوري باشا ستة مجلدات سمَّاها "مصادر الحق" لكي يزيل هذا اللبس. وأوضح أن الربا المحرم عنده هو ربا الجاهلية. نعم، قد اختلفتُ أنا معه كعالم أو كأزهري. ولا كهذا وهكذا نختلف معه أو نتفق. كان بعض أساتذتنا في كلية الشريعة اتفقوا معه. محمد
عبد الله حسين التيدي كان مختلفاً مع هذا وقال: "لا، نحن لدينا صياغة أخرى". حسناً، لكن عمره ما كفّر، عمرنا ما سمعنا عن هذا التكفير من العلماء، ولكن جاء حسن الهضيبي واعترف بشرعية. القوانين من كلام سيد قطب ومن كلام أبي الأعلى المودودي الذي كفَّر المسلمين وغير المسلمين، أي أنها تشمل الجميع في المصطلحات الأربعة. وكذلك سيد قطب أيضاً وقع في هذا الأمر، وقد رد عليهم أبو الحسن الندوي وهو يكاد يكون واحداً منهم، إلا أنه رد عليه، كما رد عليه مجموعة من هو الكتاب الذي صدر بعد ذلك تحت عنوان "حسن الهضيبي" من حسن الهضيبي اسمه "دعاة لا قضاة" يرد على فكر سيد قطب، يعني هم
يردون على بعضهم. بذرة التكفير والحاكمية إنما الحاكمية جاءت مع سيد قطب نقلاً عن الأعجمي أبي الأعلى المودودي. طيب سيد قطب هو يقول هكذا الحاكمية وكذا في النهاية يريد تكفير العالم كله، ويقول أن الإسلام لا يوجد له وجود في العالم كله. حسناً، السعودية تطبق الحدود، أهي أيضاً كافرة؟ لماذا تدّعون الآن أن مصر كافرة بسبب الحدود التي علقتها كما علقها عمر بن الخطاب في عام الرمادة عندما وجد أن الشرط مفقود وهو انعدام الشبهة؟ هو دَرْء الحدود بالشبهات، طيب هناك شبهة قائمة اسمها شبهة العصر، ماذا نفعل؟ أنوقف الحدود؟ طيب، رأيي مختلف وأن الشبهة غير موجودة مثلاً، فيكون الأمر خلافاً في الرأي وليس كفراً وإيماناً. أنا لم
أنكر، ليس عندي إنكار للحاكمية كعقيدة، بل أنا توقفت مجتهداً أن هذا الذي أصنعه. هو من الدين والدين هو الذي أمرني به، فإذا أنا فعلت الصواب وعملت به، فلماذا تُكفِّرني إذن؟ حسناً، في موضع آخر سأكشف أمرك: لماذا تُكفِّر السعودية وهي تُقيم الحدود؟ ولماذا تُكفِّر باكستان وهي تُطبِّق نصف الحدود؟ ولماذا تُكفِّر السودان وهم ينصون على الحدود؟ ولماذا [تُكفِّر] إيران وهي تنص على [الحدود]؟ الحدود، اعلم أن إيران أصبحت؛ انظر إلى التجربة المصرية والتجربة الإيرانية. إيران تنص على الحدود وتقول لك ماذا ولا تطبق. أي أنها تنص على أن السارق تُقطع يده، وأن الزاني يُجلد، وما إلى ذلك، ولكنها لا تطبق
للملاءمة الدولية وللمواثيق، وللدولة التي تضيع عليها في مجال حقوق الإنسان. يا للعجب! هذه مصر تقول لك: الشريعة هي التي أتاحت لي هذا عند فقد الشرط، لكنك تقول أنا خائف من الآخرين حتى لا يقاطعوني، ولماذا لا يعاملونني بشكل صحيح؟ يا سيدي، نحن لسنا غير مسلمين، بل نحن مسلمون حتى النخاع، هذا بلد طيب مسلم وسيظل إن شاء الله هكذا إلى... يوم الدين هذا، فكرة الدولة المدنية وفكرة إيقاف الحدود فكرة عبقرية من الشريعة الإسلامية، وليس لأنه لماذا أصبحت الدولة الثيوقراطية الدينية لابد لها من نبي لكي يأتي ويحكم فينا، يميناً شمالاً حسناً، ومن هذا الذي هو معصوم؟ إنه النبي. حسناً، وهل لديك نبي؟ لا، لديه مرشد؟ لا. لديه مرشد يريد الدين الموازي،
نعم صحيح، ولكن الإسلام يقول له: لا، توجد دولة دينية ولا علمانية. نعم، بالطبع لا ننكر الدين، العلمانية شاملة وما إلى ذلك. حسناً، فماذا أنتم إذاً؟ مدنية. وما هي ملامح المدنية؟ أن يكون فيها فصل بين السلطات الثلاث، لدينا في الدستور. في قوانين، وفي برلمان يُنتخب، وفي حرية، وفي تداول للسلطة، وفي مسؤولية ومحاسبة، وفي مشاركة سياسية. نعم، كل هذا موجود لدينا، كل هذا لدينا. ماذا تريدون أكثر من ذلك؟ حسناً، هناك أمر ما يا سيدي عمرو، لا عفواً يا مولانا أيضاً. أنا في الأصل أعرف - مثلما تعرف أنت - النهاوو المعرفة الإقليمية تعني هذا ما يقوله أوباما وكل الناس، فالديمقراطية التي تمتلكها أمريكا
والتي فيها نسبة التعليم مائة في المئة ليست كالديمقراطية عندما تُطبق في مصر التي فيها نسبة ستة وخمسين في المئة. يجب علينا تطبيق الديمقراطية ولكن بما يتناسب مع بيئتها حتى نصل إلى الأهداف. لكي لا تحدث فتن، لكي لا يحدث خداع، لكي لا يحدث استغلال، لأن كل هذه الألفاظ سيئة وسلبية ونحن نريد كذا، إذًا فالحاكمية إنما هي لله. نعم، المفاجأة للخوارج أننا في حاكمية الله إلى يوم الدين، نحن ما زلنا في حاكمية الله. هم يريدون أن الحكم إلا لله، فذهب سيدنا. قال لهم علي كلمة حق، انظر الكلام، كلمة حق أُريد بها باطل. كلمة حق هو يريدني أن أقول لا، توجد حاكمية لله، فيقول
الحاقه هذا كفر. لا يا حبيبي، كلمة حق نعم أُريد بها باطل، يا ضال. انظر الكلام، انظر العلم، انظر مدينة العلم، ماذا يقول لي. نعم، كلمة حق يُراد بها باطل. فهذه العبارة نريد أن نصورها ونعلقها على البيوت هكذا: "كلمة حق يُراد بها باطل". حسناً، مولانا، أنا أشكر حضرتك جزيل الشكر على إيضاح مفهوم الحاكمية والأمور المتعلقة بها حتى وصلنا إلى هذا الجزء. إن شاء الله، أستأذن فضيلتك، وبإذن الله غداً نستكمل. هذا الجزء وربما يأخذنا الحديث إلى نقاط أخرى غاية في الأهمية كالحاكم المسلم الذي يعترف بالشريعة وبحكم الله ولكنه يعطل هذا الحكم لسبب ما، وكذلك هل يختلف جزاؤه عن جزاء من ينكر بالأساس أن الحكم إلا لله وأن هناك شريعة، هل يختلف الأمران؟ كذلك هل تأتي هذه الآيات في أمم. هل وردت كلمة "غيرنا" في المسيحية واليهودية ولم ترد هنا في الإسلام
والمسلمين؟ إن شاء الله مولانا أستاذي فضيلتك. ولكن أردنا أن نخلق حالة من التشويق للسادة المشاهدين. دعونا أولاً نعرض عليكم سؤالنا على الفيسبوك، وبعد لحظات وبعد الفاصل إن شاء الله سنستعرض إجاباتكم. لدينا سؤال على صفحتنا يقول: كيف ترى من يكفرون المجتمع تحت تطبيق مفهوم الحاكمية؟ بعد قليل إن شاء الله. حضراتكم، كان
طارق يقول: هم الخوارج بعين فعلهم، وعلى الجميع أن يحارب فكرهم، وليعلموا أن الحكم لله عالم الغيب والشهادة، وأنه لا شريك له عز وجل في الحكم على الناس، هو عالِمُ الغيبِ وما تُخفي الصدورُ. هدى عبد الرحمن تقولُ: مَن يُكفِّرُ الناسَ جاهلٌ، وكما قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "إذا رمى مسلمٌ أخاهُ بالكفرِ فقد باءَ بها أحدُهُما". ولكن ما هو مفهومُ الحاكميةِ؟ أعتقدُ أنَّ الدكتورَ وضَّحَ هذا المفهومَ. أحمد فراج يقولُ: هذه ادعاءاتٌ. كذبة ممن يريدون تدمير البلاد وزعزعة استقرارها. بوسي أحمد تقول هذا ظل أو هؤلاء قطبيون أو قطبي مثل البنا وسيد قطب يفسرون دين الله على أهوائهم، والله ورسوله براء منهم، وحسبي ربي فيهم. طيب برنسيسة ميرو تقول ناقصات عقل ودين. فضيلتك معاذ التعقيد حضرتك، يعني
واضح أن الناس هنا. يأخذون فكر تكفير المجتمعات من مفهوم الحاكمية. اثنان أو ثلاثة على الأقل ربطوا هذا بالإخوان، على الأقل من خمسة. طبعاً الإخوان جماعة لها بداية ولها وسط ولها نهاية، وإن شاء الله تكون قد بلغت إلى نهايتها. فبدايتها كانت مع حسن البنا حينما ربّى الناس على الوظيفة الزروقية التي سمّاها المأثورات وكان يسمي هذا بعهد المأثورات. نعم، إلى أن اتصل بهتلر ووقّع معه أشياءَ خرجت تماماً في الملف السري الألماني الذي كُشف عنه بعد مضي المدة. حضرتك قلت كتاب مسجد في ميونخ، بالفعل لا، مسجد في ميونخ هذا
يؤرخ لتاريخ العلاقة وكيف أن فون ماندا فعل وصنع وترك، لكن آخر لم يذكرها أن جونسون في مسجد في ميونخ، إنما هذه ملفات في شيء اسمه خريف الإخوان مثل خريف الغضب. يعني خريف الإخوان هو تقرير من ألف صفحة صدر من الجهات الألمانية بالوثائق والصور وما إلى ذلك، وهو الآن الذي سبب نشره ووصوله كاميرون رئيس الوزراء ديفيد كاميرون عندما أحال... الأمر هذا إلى التحقيق، نعم، فعملوا له ملفاً وقالوا له: خذ الإخوان، ها هم. ينقسم الملف هذا إلى قسمين: قسم لأحوالهم في كندا وأمريكا وغرب أوروبا، والقسم الأول هو في تاريخ هذه العلاقة التي كان فيها حسن البنا. هذا كان هو الذي عمل الجهاز الخاص وتدرب أناس من حسن عند... حسن البنا وهناك كثير من المصريين الذين
ماتوا في فلسطين على يد النازيين، وهناك من ماتوا في العلمين على يد النازيين أيضاً. هؤلاء هم الذين كانوا سيكشفون لنا لو كانوا أحياء أشياء كثيرة جداً. حسناً، فلننتقل إلى اتصالات حضراتكم. الأستاذة منار، تفضلي. ليست هنا الأستاذة منار؟ أهلاً، تفضلي. السلام عليكم. أنا كنت أريد أن أسأل فضيلة الإمام علي جمعة، تفضل. زوجي يعمل في شركة أدوية، وكثيراً ما يطلبون منه أن يشتري بعض المستلزمات ويدفع ثمنها لاحقاً. هو يدفع أولاً من حسابه الخاص ثم يقومون بتسديد ثمنها له. فهو كثيراً ما يسحب من أمواله المدخرة في البنك المبالغ التي ينفقها ويودعها. كثير المشتري لهذه الأشياء، جيد،
حسناً، حاضر، تفضل يا سيدي، نعم فضيلتك يا دكتور، بعد إذن حضرتك، في سورة الكهف: "قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا"، أي المبارزة. هذه الآية تخيفني كثيراً، لا أعرف، ربما نستطيع معرفة كيف. إننا لسنا من الذين يظنون أنهم يحسنون صنعًا، ولكم منا جزيل الشكر. حاضر يا سيدي، شكرًا جزيلًا لحضرتك أستاذة أميمة. تفضل يا سيدي. نعم، مساء الخير بفضيلتك، أنا كنت أريد أن أسأل الدكتور علي بالنسبة للمطلقة: إذا حتى اليوم، بعد سنتين، زوجها لم يدفع لها الدفعة، المطلقة لم تأخذ شيئًا. لها التي هي النفقة خاصتها أو لم يجهز لها شقة بحيث أنها حاضنة لطفلين عمرهما ثماني
سنوات وأربع سنوات، ما حكم ذلك بالنسبة للشرع وبالنسبة للقانون؟ وأيضاً إذا كان مستواه المادي مرتفع وأولاده في مدارس محترمة جداً وهكذا، كيف سيكون الوضع؟ يعني هذا هو السؤال لحضرتك فقط، أنا أريدها. من ناحية، ليس لأنه مختلف من الناحية القانونية والشرعية. حاضر يا سيدي. الدكتور يسأل: زوجها يضع الأموال في البنك ويسحبها للعمل ثم يعيدها، فكيف يحسبون الزكاة؟ من شروط الزكاة الملك التام، فأنا الآن مثلاً، هي تُخرج زكاتها في شهر رمضان مثلاً، يعني كثير من الناس يخرجونها في رمضان. أنظر إلى رصيدي في البنك فيظهر لدي خلاص، حسناً، أنا لدي الآن خمسة عشر كنت أمتلكهم وعشرون كنت أمتلكهم ولم يأتوا بعد، حسناً، لن تُحسب عليهم زكاة لأنها ليست في ملكي. التأمل: ما دام الرصيد ليس معي، فالذي معي هو رصيدي، فأنا كنت قد وضعت في البنك مائتي ألف جنيه المائتا
ألف جنيه هذه خمسة وثلاثون ألفاً، خمسة عشر في عشرين أعطتهم الشركة ريثما يسدد الناس، فأنا سأخرج الزكاة على المائة وخمسة وستين ألفاً فقط الموجودين، الذين موجودون فقط حال عليهم الحول، وبذلك الخمسة والثلاثون ألفاً لم تُدفع عليهم زكاة. لماذا؟ لأنهم ليسوا في الملك التام، نعم. حسناً، في سورة الأخسرين أعمالاً هم الذين ضلت سعيهم في الحياة الدنيا، ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام، وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل. وهذه هي العلامة: الأخسرين أعمالاً. نقول لها: يا فاتن، أنت قتلت أحداً، أنت دبرت. إنك وضعت دلواً تحت البرج ثم ذهبت وأحرقت البيت بمن فيه، فمات الرضيع مثلما يفعل الصهاينة هؤلاء، رحمه الله عليه. لقد فعلت أشياء مثل هذا، فقد هدمت الحائط،
وذهبت وأشعلت النار في مخزن القمح الخاص بجارك. ستقول لي لا، لم أفعل كل هذا، لا تخف يا فاتح. لا تخافي لأن ربنا أعطانا العلامة وهي إهلاك الحرث والنسل، نعم. والمطلقة نفقتها ثابتة في الشرع والقانون وكل شيء مؤكد، وهذا الأمر فيه إمكانية الدفع إلى الحبس إذا رفعت المطلقة على زوجها قضية لاستيفاء حقوقها، فإنها تستطيع حبسه، نعم. سواء كان غنياً أو فقيراً، إما أن يدفع أو يُحبس، نعم أهلا وسهلا، شكراً جزيلاً لحضرتك، شكر موصول لحضراتكم. نراكم غداً إن شاء الله. إلى اللقاء.