#والله_أعلم | الحلقة الكاملة 1 ديسمبر 2014 | واجبات الاعلام في التربية

#والله_أعلم | الحلقة الكاملة 1 ديسمبر 2014 | واجبات الاعلام في التربية - والله أعلم
أرحب بكم مشاهدينا في مستهل حلقة جديدة من برنامج والله أعلم مع فضيلة الإمام نستكمل معه الحديث حول المؤسسات أو الوسائل التي ربما تؤثر في تربيتنا لأبنائنا سواء بالإيجاب أو بالسلب. بالأمس تحدثنا عن المساجد أو من أمس أو في الأسبوع الماضي تحدثنا عن المؤسسة التربوية والتعليمية أي المدرسة قبلها تحدثنا عن الأسرة، واليوم نستكمل الحديث ولكن
هذه المرة عن دور وسائل الإعلام، هل هو إيجابي أم سلبي في تربية النشء، في تربية الأولاد؟ هذا السؤال الذي نطرحه كذلك على حضراتكم على صفحتنا على الفيسبوك. في البداية أرحب بفضيلة الإمام العالم الجليل الأستاذ الدكتور علي جمعة، السلام عليكم مولانا. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أهلاً وسهلاً بكم، أهلاً بكم يا سيدي فضيلة الإمام. يعني اليوم الناس تنظر إلى وسائل الإعلام أو وسائل الإعلام بشكل عام وعلى رأسها التلفزيون بأنها واحدة من أكبر أو أكثر الأسباب التي أدت إلى تغيير الأخلاقيات لدى النشء، ابتداءً من أفلام الكرتون الأجنبية المستوردة والمدبلجة إلى ما يُشاهَد على بعض القنوات من قنوات إباحية أو حتى قنوات كليبات أو حتى برامج للشباب والمراهقين من غير ثقافتنا، هل تتفق فضيلتكم مع هذا الرأي؟ بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه عليه الصلاة والسلام. بداية الإعلام في العالم وقد
كانت في الغرب بداية القصد منها هو نقل الأخبار، ولذلك اشترطوا فيها الصدق واشترطوا فيها التوثيق واشترطوا فيها الإنصاف والعدل. وبعد ذلك ضُمّ إلى قضية الأخبار قضية الخدمات، إعلانات عن الشركات وما إلى ذلك، أو إعلانات عن الوفيات أو حفلات أو لقاءات وما إلى ذلك، ثم ضُمَّ إلى هذا الغرض الرأي وظل هكذا إلى عام ألف وثمان مئة وثلاثين حيث نشأت أول صحيفة فضائح في أمريكا وفي العالم ونجحت نجاحاً
باهراً واتضح أن الناس لديها رغبة في الغيبة والنميمة وسوء الأخلاق وتصديق ما لم يكن موثقاً إلى آخره وتدخل القانون وفي سنة ألف وثمان مئة وواحد يعني بعد سنة نشأت الصحيفة الثانية وبدأت معايير الإعلام تختل وأصبح هناك مدارس، وانضم إلى هذه الأغراض الثلاثة: الأخبار والخدمات والإعلان الذي هو الخدمات، الخدمات كثيرة ليست إعلاناً فقط عن سلعة، وإنما خدمات كثيرة منها البحث عن المفقودين ومنها الحفلات وغيرها، ومنها يعني هو مدفوع الأجر. فالأخبار والآراء انضم إليها رابعاً. وكان في منتهى الأهمية وهو المعلومات، نعم المعلومات هذه، وأصبحت الحرية
متدرجة، فحرية الإخبار هذه في وقت، وحرية الآراء متاحة يمكن أن تُتاح في مجتمع ديكتاتوري، نعم لكن حرية المعلومات هي التي أُضيفت واعتُمدت، كل هذا في الإعلام الغربي، وكنا حكاية صوت صدى صوت لكل هذا، فكان عندنا. مراحل الإخبار والخدمات والآراء، ثم أُتيحت حرية للآراء بعد تقييدها، ثم بعد ذلك حرية للمعلومات. صحيح أن حرية المعلومات هي التي أطاحت بنيكسون في فضيحة ووترجيت. حرية المعلومات، وأصبح هناك مصطلح وإن كان مخالفاً للمفهوم القانوني وهو مصطلح "السلطة الرابعة". لا توجد سلطة رابعة في التنظيم السياسي، لا يوجد. سلطة رابعة، لكن جعلوا الإعلام والصحافة سلطة رابعة بمعنى
أنها تراقب وتنتقد وتطور وتنبه وتساعد وتدعو إلى آخره. وأصبح الإعلام منذ ذلك الحين بهذه العناصر الأربعة: الأخبار والخدمات والآراء والمعلومات، في منتهى الخطورة لأنني سأصدقه، فإذا كذب فسأصدق الكذب. وهنا يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في حال عصر الفتن والمحن والإحن الذي نعيش فيه ثم يفشو الكذب وقد كان، وانتقلت وسائل الإعلام من الصحيفة الورقية إلى الإلكترونية إلى القنوات الفضائية إلى وسائل التواصل الاجتماعي وتطورت، لكنها فكرة واحدة: هل مهمتنا الإنارة أم الإثارة؟ نعم، فبعض الناس ركب قضية الإثارة. لماذا؟ لأنها
تجلب إعلانات، لأنها تجلب مشاهدين والمشاهد يجلب الإعلانات، والإعلانات تجلب الأموال بالطبع، وتقويمنا للدنيا والآخرة هو بالأموال، بالدينار، بالدولار، وهذا خطأ واضح يؤدي بالمجتمع البشري، ليس يؤدي بالإسلام ولا يؤدي بالديانة ولا يؤدي بالـ... لا، إنه بالمجتمع البشري. تغليب الإثارة على الإنارة نعم سيودي بالإنسان، وستكون هناك بعض فلسفات النهايات (الإندس بالانجليزية) في ماذا؟ فلسفات الاندساس هذه نهاية التاريخ نهاية الإنسان نهاية الحضارة نهاية لا أعرف ماذا نهايات كل شيء انتهى والضربة القاضية كانت لهذا النموذج العفن الذي يقدم الإثارة على الإنارة ولأننا كنا حكاية صوت ولم نستطع أن نتخلص من هذا فليس معنا تلك الأدوات التي تبدع والأدوات التي تبني من جديد فأقل
ما يقال ارجع إلى هذه التي تقول صحة المعلومة: الإنارة قبل الإثارة، تقول أنه التوثيق والصدق، دون كذب. ارجع إلى هذا، لكن ماذا سنفعل؟ حتى لو رجعنا إليه فإننا لن نبني الإنسان إلا بما قد رسمه الله له. والإنسان ربنا رسمه أن يكون روحاً وجسداً، الإنسان ربنا رسمه للعبادة، عبادة الله، وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون وعمارة الأرض وعدم الإفساد فيها وتزكية النفس. الإنسان ربنا خلقه وفيه دنيا وآخرة، فهنا دار للعمل وهناك دار للحساب وللثواب أو العقاب. هذه هي القضية. فإذًا، وأنا أكلف الإعلام، انتبه أن هذا الإعلام في
الأصل ليس من صناعتنا ولذلك ليس لدينا إبداع فيه، ولذلك نجلس نقلّد الآخرين، ولكن حتى لا نعرف ما الذي نقلده بالضبط. إذًا، ورطتنا مركبة من أنه ليس هناك تقليد صحيح وليس هناك إبداع. ما دام هناك تقليد، ولكنه تقليد غير صحيح، فهما مصيبتان وليست مصيبة واحدة. حسنًا، فما هو المطلوب بالنسبة لأي أب وأم في المنازل ولديهم أولاد صغار، هل يتركوا الأولاد مثلاً يشاهدون بعض القنوات؟ مثل القنوات التي نستطيع أن نقول إنها قنوات أجنبية أو قنوات عربية ذات محتوى أجنبي مدبلج، حتى فيها بعض القيم وبعض السلوكيات التي تحض على العنف، وفي بعض الألفاظ - حتى وإن كانت مدبلجة - تخالف عقائدنا وتخالف سلوكنا ومعتقداتنا، هل يمنح الأولاد هذه الحرية على اعتبار أنهم صغار بهدف الاطلاع أو الانفتاح، وبما أنهم ما
زالوا في سن مبكرة. في هذه السن المبكرة يجب على الأب أو الأم أو كليهما أن يجلسوا مع الطفل، نعم، وأن يتركوه يشاهد القيم السيئة والقيم الجيدة، ثم يعلقون عليها رفضاً أو استحساناً، نعم وهذا سيكون كافياً جداً لتربية الطفل وتنمية عينه الناقدة وليست عيناً متلقية. لقد جربنا منع الطفل بالكلية، فكل ممنوع مرغوب، لكن الجلوس معه يحتاج إلى مزيد من الجهد قد يرفضه الأب أو الأم فيكونون مقصرين في هذا المجال. يجب على الأب والأم في فترة عمرية معينة أن يبدؤوا من سن سنتين إلى ما شاء الله عشرة واحد عشر واثني عشر أن يجلسوا
معه ويقولوا له: "هذا خطأ". هم لا يوجهون الكلام للطفل، بل يوجهون كلامهم للمحتوى الذي يُعرض في التلفاز. ما هذا الكلام! أنت مخطئ. هكذا فقط. والطفل يجلس يسمع الصحيح ويرى الصواب أمامه من خلال التنبيهات. من خلال التنبيهات لأنه يثق في أبوه وأمه وهم ويحبهم يتلقى منهم وهم المصدر الوحيد للمعرفة عنده، فلا بد أن يدخلوا في هذا التلقي. يعني هذا -سيدنا- أفضل من الغلق كما في بعض الأسر المحافظة؟ الغلق هذا يؤدي إلى كارثة، فيقول: "لا، أغلق التلفاز تماماً"، ويحدث كما كان في الماضي، وسيذهب ليشاهد عند الجيران وبنت الجيران وعند الضيوف الذين سيكونون، الله أعلم ماذا سيحدث. سيذهب ليشاهد عند جدته وجده، والله أعلم ماذا سيحدث هناك، وهكذا. هذا هو الانهيار، لكننا قد قدّر الله علينا أن نعيش في هذا العصر الذي يُلقى فيه الخير والشر. قد يكون الخير وحده والشر وحده، أو هما معاً. مجتمعين فيجب على المربي
أن يبذل مجهوداً أكبر في السيطرة على هذا الأمر، وكذلك قد نجح هذا. أقول لك تجربة، نعم تجارب، أن هذا الأمر انتهى. الولد والبنت يرفضون ذلك. ثانياً، لابد أن يكون هذا مقنناً بمعنى أنه خلال فترة معينة لا يشاهد في اليوم إلا نصف ساعة لأن هذا يوصل إلى الإدمان مع الأطفال يجب أن يكون مقنناً، وعندها يستجيب الولد ويكتفي بنصف ساعته المخصصة التي يطالب بها ويأخذها ويكون سعيداً، نغلق الجهاز. نعم، نغلقه تماماً لأنه بعد نصف ساعة انقضت، سيتعلم قيمة جديدة وهي الالتزام بالوقت وما إلى ذلك. النقطة الثالثة أنني عندما أتعامل مع هذا الأمر، فليست قضية مقتصرة على الأفلام وأفلام الكارتون أو البرامج الحوارية، لقد أصبح هذا موجوداً في الإعلانات أيضاً. صحيح أن الإعلانات تحتوي على قيم
رديئة، قيم ما أنزل الله بها من سلطان، قيم تدمر حتى إيمان الإنسان بربه. نفس الأغنية التي يغنيها الشاب في الإعلانات تعتبر كفراً بواحاً لنا فيه من الله سلطان. شيء مقزز في غاية القرف، والقرف هذه كلمة عربية فصحى. ما هذا القرف! إنه لأمر مقرف! هذا الشاب يقول لك: أنا سأعيشها كما أريد، بالطول وبالعرض، لا شأن لي، لا يهمني. ماذا يعني؟ هذا يعني التفلت. أتفلت وأن لا أعرف لماذا نحن هنا؟ أنت هنا يا أخي لكي تعبد ربنا، ولكي تعمر الكون، ولكي تصلح، ولكي تحقق السلام الاجتماعي. ولكي تكون إنساناً تقود هذا الكون بما فيه من حيوان ونبات وجماد إلى آخره، أصبحت الإعلانات... سيأتيك إعلان وبعد ذلك ماذا؟ لدينا عندما آكل،
وبعدها تنظر إليّ هكذا أقول لك: تفضل. صحيح؟ لا، إنه يخطفها ويخبئها وينزل تحت السرير حتى لا يأخذها منه أحد، إنه يعلم الأنانية. ما هذا الكرم، أتنتبه؟ إذا كان تعليم هذه القيم كلها يأتي عن طريق هذا الإعلام غير المسؤول، فهل أمتلك الآن دليلاً أو شيئاً أفضل أقول لهم فيه ماذا يفعلون وماذا لا يفعلون؟ إنهم نقلوا الأمر تماماً كما هو في الغرب. نقلوه في الشرق. لكن وضعوا كما تقول لي مدبلجاً، وضعوا صوتاً مكان صوت صحيح، والقيم واحدة والكلام واحد وكذا واحد، وكل هذا لأننا نقلد، وليتنا نُحسن التقليد. نعم، طيب فضيلة الإمام، اسمح لي بعد الفاصل أن ننتقل إلى جزئية الابتكار، لا أقول التقليد يعني، ولكن الابتكار، أين مؤسساتنا ومبدعونا؟ سواء دور المؤسسة
الدينية أو دور القنوات المحترمة ووسائل الإعلام المحترمة في مصر في إنتاج محتوى إعلامي للأطفال وللنشء كما كنا نشاهد منذ أزمنة، أين هو الآن؟ أين دور الإعلام الآن من هذا الإنتاج؟ وما الحكم على وسائل الإعلام التي تعرض بعض الأشياء الخادشة للحياء التي تحض على الرذيلة وعلى أشياء أخرى نتحدث عنها بعد ذلك. أي طفل عندما يشاهد فيلم كارتون يحاول أن يقلده عندما يشاهد أفلاماً مثلاً تحتوي على كلام سيء، فإنه يقلدها
أيضاً. في الوقت الحالي، يمسك الطفل جهاز التحكم عن بعد الخاص بالتلفاز ويغير القنوات كما يشاء دون رقابة من الأسرة عليه. فالأم تكون مشغولة في أعمال البيت أو المطبخ والأب متواجد خارج البيت بالذات عندما يكون ابني صغيراً، أعلم أن الأطفال الصغار خاصةً لديهم فضول زائد بعض الشيء، لكن هذا الفضول الزائد إذا لم يكن هناك مراقبة عليه سيكون ضرره كبيراً بالطبع. فهم يتعلمون كلاماً كثيراً مما نسمعه الآن من الشباب الجدد في هذه المرحلة. في مرحلة الطفولة هذه، الطالب ينقل له ويقلد، فطبعاً لابد إذا كنت أريد أن أبث نواحٍ تربوية معينة هكذا في الطفل، فأبث ذلك عن طريق الأدوات عن طريق برامج يشاهدها الولد. الطفل بطبيعته ذكي، يتفرج على أي منظر، أي شيء يتأثر به، يشاهد أي حوار ديني أو أي حديث طبعاً يتأثر شديد جداً فالتلفاز له فعالية شديدة جداً على الأطفال إذا كان في بيت ليس عليه رقابة وليس فيه أشخاص يهتمون بتوجيه الطفل أو الولد أو البنت قائلين "هذا عيب" و"هذا لا يصح". من المؤكد أنهم سيجلسون يشاهدون لأنهم لا يفهمون ولا يدركون
ما هو الصواب وما هو الخطأ. أهلاً بحضراتكم، فكما رأينا في التقرير، الإعلام أو التلفاز بشكل رئيسي لأن الأطفال طبعاً لن يقرأوا جرائد يعني أو مجلات ولكن الإعلام أو التلفزيون هو سلاح ذو حدين. معامل التقليد لدى الأطفال عامل خطير، وعدم الرقابة الوالدية. تعليق فضيلتكم على ما قيل. البي بي سي، هيئة الإذاعة البريطانية، أصدرت كتاب مهم للغاية في هذا المجال وهو تأثير التلفزيون السلبي على تربية الأطفال. عنوان الكتاب هكذا وهذا الكتاب. في غاية الأهمية لأنه صادر من جهة لا تتهم بتعصب ولا بممالأة، ولها معايير موضوعية،
كذلك لها مصداقيتها العالمية البي بي سي وجدت موطئ قدم ثابتاً. فالكتاب خطير جداً في تأثير التلفزيون في حد ذاته، وكيفية التعامل معه، وتسببه في تغيير معتقدات وأفكار ومفاهيم ومشاعر أعماق الناس، وكان فيه فضيحة كبيرة. موجودة، كل هذا ونحن نتحدث هذا عن الإعلام العادل المنصف وما إلى ذلك، لكن هذا هو إذا دخل في الإثارة فننحرف خطوة، لكن هناك خطوة أخرى في انحراف وسائل الإعلام وخطورتها كانت في حرب فيتنام وهو أن العين لا تدرك الصور التي هي أقل من عشرين على الثانية إذا كانت صورة خاطفة أكثر من عشرين على الثانية
فإن العين لا تدركها إلا أن المخ يدركها. العين لا تراها، فكانوا أثناء مباراة كرة مثلاً يضعون ما هو أقل من عشرين على الثانية إلى ستين على الثانية، ربما لمشروب غازي معين، فأنا وأنا جالس أشاهد كرة القدم تذهب نفسي لشرب هذا المشروب بالذات لأنني ما زلت أراه، لكنني لا أراه بعيني، بل أحسست بتأثيره التأثير وصل إلي من المخ، نعم فأذهب لأحضر منه. فيكون هذا زيادة في الإنتاج، لأنه واعتبرت المحاكم الأمريكية هذا التصرف تدخلاً في إرادة الإنسان وحكمت ضده. اكتشفوا هذه القضية. كيف اكتشفوا هذه القصة أن الإرسال انقطع من عند الله على لوحة تدعو إلى حرب فيتنام أثناء
مباراة كرة، وحينها قالوا: "ما هذا؟ أنتم تؤثرون في عقولنا لنصبح مع حرب أمريكا في فيتنام"، وثارت ثائرتهم واشتكوا الإذاعات واشتكوا للحكومة وإلى آخره، ونجحوا وأخذوا تعويضاً لأن هذا ضد إرادة الإنسان إذن هناك أمور في غير الظاهر، هذا الكلام مكتوب وموجود ويمكن لأي شخص الرجوع إليه ومطالعته، لكن هذا يعني أن الإعلام أصبح عليه مسؤولية ضخمة جداً. والمسؤولية معناها المساءلة، أي سأسألك: هل أنت تتلاعب بي؟ هل تخونني؟ أنت تفعل كذا وكذا وهذه المسؤولية قد تؤدي إلى عقوبة. جنائية معينة أو عقوبة مدنية معينة من التعويضات وما إلى ذلك بالتأكيد. فإذا كنا
نتعامل مع آلة مهمة، دعنا نقول إنها مهمة للغاية، حيث نقول فيها وندعو فيها إلى الله، وفي نفس الوقت يُدعى فيها إلى غير ذلك، نعم، فيجب علينا إذاً أن نستمر في الأمر بالمعروف. والنهي عن المنكر والنصيحة لله ورسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم، ونقول هذا الخطأ خطأ، والصواب صواب، لأننا نريد أن يحيا الإنسان بما يسمى عندنا في كتبنا القديمة بسعادة الدارين: دار الدنيا يكون سعيدًا. أنا لا أقول إن الإنسان في الدنيا يكون كئيبًا، لا، كن سعيدًا وفي الآخرة يذهب إلى السعادة، إذن أنا أدعوه لذلك لسعادة الدارين. هكذا عقلي، وهكذا إخلاصي مع ربي، أن أدله على هذا الطريق الذي يسبب سعادة الدارين. حسناً، فضيلة الشيخ، ماذا تقول في بعض القنوات التي تبث بعض المحتويات
التي تختلف تماماً عن ثقافتنا وعن عاداتنا وتقاليدنا، فيها تعليم للرقص، وفيها دعوة لسلوكيات وأنماط حياة غربية لا نعرفها في مجتمعنا ولكنها تقوم ببث هذه الأشياء تحت مسمى أولاً أنها حرية، الرأي يعني، وثانياً أن المشاهد حر يمكنه أن يغير هذه القناة أو يأتي بقناة أخرى كما يشاء أو كما يريد، ويتناسون أن هناك أطفالاً لا يمكن السيطرة عليهم في غياب الوالدين في التحويل بين القنوات. هل هذه القنوات محقة فيما تفعل وإن كان لا. كيف أو بماذا تنصحهم فضيلة الإمام؟ ليست محقة فيما تفعل، وأنصحهم بأن يتركوا غيهم. عندما يسمعون نصيحتي الآن، أعرف ماذا سيقولون لي: "نحن نكسب من هذا الهراء، وعندما تطلب منا الجدية، هل ستعطينا مالاً؟" فأقول لهم: لا، هذا لوجه الله. فيقولون: "حسنًا،
لقد مضينا في الجدية، تسولنا سيجارة ومضينا في الكلام غير الجاد بنينا عمارة". هذا ما يقوله هؤلاء الناس. المقياس ليس هو اليوم الآخر، وليس هو حب الله ورسوله، وليس هو عمارة الأرض، ولا تربية الأولاد، ولا المصالح. هؤلاء الناس اختزلوا كل شيء. قلت لك فيما مضى كنا نقول في الدرهم والدينار، الآن قلناها في الجنيه والدولار. الدرهم والدينار، هذا كان قديماً، نعم الآن اسمه الجنيه والدولار. لماذا هذا؟ يعني هم يُحطمون أنفسهم دون أن يشعروا، لكن كل هذا لن يصل إلى قلوبهم ولا آذانهم لأنهم يسيرون على خطة واضحة من الفساد والإفساد، لكن ماذا علينا أن نفعل؟ نفعل هذا الجزء الذي يقولونه "أليس بإمكانك أن تحول (القناة)؟" نقولها الآن للناس ونجعلها ثقافة شائعة. عندما ظهرت ثقافة
الفضائح ألف وثمانمائة وثلاثين وألف وثمانمائة وواحد وثلاثين في أمريكا، اعتاد الناس على أن هذه قلة أدب وأنها قلة حياء وأنها كذب وأنها مما يُمنع، فلا يشتريها إلا المجرم والناس في مترو الأنفاق في هذا الشيء كالمترو وأمور مماثلة، يجدون شخصاً ممسكاً بهذا فيشمئزون منه هكذا. والله وأنت ما زلت هنا جالساً تقرأ الأكاذيب وتقرأ الفضائح وتقرأ قلة الأدب بحيث تكون مقاطعة. الرأي العام. نعم، دائماً الناس من حولك أصحاب الرأي العام يقولون لنا هكذا. أساتذة الرأي العام: ثمانون في المائة لا رأي لهم عَشرة معك وعَشرة ضدك، يعني الكلام الذي أقوله هذا تجد عشرة في المئة من الناس متبنينه ويريدونه، وعشرة ضدنا. فماذا على الإعلام أن يفعل؟ الإعلام الموثوق به والثقة أن يجعل
الثمانين في المئة مع العشرة هؤلاء فيصبحوا تسعين، فيصبح هناك رأي عام. لا تهمني العشرة الأخرى. العشرة الثانية هؤلاء موجودون في كل عصر، الذي هو المخالف الذي في العصر الأول، ونحن في القرن الثاني، والأئمة متوفرون، وهكذا يوجد شخص اسمه أبو نواس، ماجن معاقر للخمر وما إلى ذلك، فقال الشافعي، أبو نواس هذا كان يعني جاهلاً؟ كان عالماً جداً باللغة. قال الشافعي: "لولا مجونه لرويت عنه". الإمام الشافعي، سيدنا إمام المذهب يروي عنه، نعم لأنه عالم، ولكن عالم ضيَّعه مجونه. نعم، أبو نواس عالم كبير في اللغة، إنما ضيَّع نفسه. لماذا ضيَّع نفسه؟ لأنه اتخذ هذا الطريق الماجن، ولذلك أي شخص ينحرف
بهذا المجون هو ماجن. لكن العبرة ما الذي نحن ندعو إليه؟ أن يكون هو الأقلية. ليست سنتمنى ذلك، نتمنى ذلك إذن نعمل دائماً على الثمانين في المائة لكي نجعلهم مع العشرة يصبحوا تسعين. حسناً، الأب أو الأم الذي يترك ابنه وابنته لهذا المحتوى سواء على الإنترنت أو الإعلام الجديد كما يسمونه، أو يتركهم أمام التلفزيون العادي والقنوات الفضائية، هل الأب أو الأم آثم بذلك بأنه لم يراع التربية السليمة لهذه الأمانة التي بين يديه؟ هو مقصر تقصيراً قد يصل إلى الإثم. مقصر، هذا لا شك فيه، هو مقصر لأنه لم يفكر كيف يتعامل مع هذه الحالة، ويكون آثماً إذا امتنعت الموانع وجاءت الدوافع ولم يفعل، فهنا يكون الإثم. فأنا لا أستطيع أن أقول هكذا ببساطة هكذا،
نعم، هذا إثم وهذا ليس إثماً، لا، وإنما أصفه بالجملة أنه مقصر، مع عذر أم مقصر من غير عذر، مقصر في أي درجة من درجات العذر، وجود ماذا؟ انتفاء الموانع ووجود الدوافع، إذا كانت موجودة، نعم يكون إثماً لأنه يكون مفرطاً، لأنه قال النبي صلى الله عليه وسلم: "كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته". حسناً، في حال مراقبة الأب والأم للمحتوى الذي يشاهده الأبناء في أي وسيلة اتصال كانت، هل يُعدّ هذا اختراقاً لخصوصية الأبناء أو تجسساً أو تطفلاً؟ "إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى". قصدي هو الإرشاد والهداية والتوجيه، وكذا إلى آخره، ثم إن الابن على مرحلتين: قبل البلوغ وهو في حضانة تربية،
وبعد البلوغ وإن كان مكلفاً إلا أنه يحتاج إلى إرشاد إلى غاية الرشد. نعم، نحن عندنا الرشد كما تحدث عنه السادة الحنفية، ويبلغ واحداً وعشرين سنة، والذي يبدأ من ثمانية عشر سنة في قانوننا المصري. مأخوذ من الفقه الحنفي، يبدأ يتاجر لكنه لا ينعقد له بيع، العقار الذي لأبيه، لا نقول له: "لا، انتظر، حتى تبلغ الواحدة والعشرين لكي تفكر جيداً، حتى لا يخدعك الناس"، وله كلام النفع التام والضرر التام وما بينهما إلى آخره، كلام بتفصيل كثير، لكن الذي نحن... ما يهمنا منه هو أنه في سن تُسمى سن الرشد، سواءً كان هذا الرشد للزواج أو للتجارة أو كان هذا الرشد للتصرف التام، ما بين البلوغ إلى الرشد يكون موقفي مختلفاً. يقال لك: أولادك اعطف عليهم
وأحببهم، سبع سنوات دلل، وسبع سنوات تربية، وسبع سنوات مصاحبة، وبعد ذلك انتهى الأمر. ألا يكون ابنك الذي يبلغ من العمر واحداً وعشرين عاماً مسؤولاً عن نفسه؟ وهنا إذا تجسست عليه فأكون فعلاً تجسست على شخص بالغ رشيد عاقل إلى آخره. فهي مراحل عمرية معينة، المقصود منها المنفعة والمصلحة. والمقصود أن أقوم في كل وقت بما يناسبه من تصرفات، فلا يُعَدُّ هذا إطلاقاً نوع من أنواع التجسس أو تقييد الحريات لأنه في نطاق التربية، وعلى فكرة هذا الكلام الذي أقوله هذا معمول به في العالم كله، ولذلك هناك ولاية على هؤلاء الناس إلى غاية سن الثامنة عشرة. هذا أحد أسباب الدعوة إلى مد سن الطفولة إلى ثمانية عشر سنة. نحن نقول لا، نحن ضد هذا الكلام. قانوننا
يقول ثمانية عشر سنة. الآن بدأنا ندخل في مفارقات أن فتى عمره سبعة عشر سنة ونصف وارتكب جريمة ولسنا قادرين على معاقبته. فالقضية كلها أننا نحاول الوصول إلى الصيغة الأحلى والأعلى والأغلى والأفضل، نصل إلى هذه الصيغة التي تقر أمن الناس. وسلامهم الاجتماعي وتحقق منافع المجتمع. مولانا، أتعتقد أنه من الصعب أن تُلزم وسائل الإعلام بميثاق إعلامي ذي مرجعية شرعية؟ لن يكون ذلك ممكناً إلا بالقانون. أصل ميثاق الشرف الإعلامي وميثاق كذا إلى آخره مسائل عرفية تدعو أهل المهنة لأن يلتزموا من قبل أنفسهم. صحيح، فعندما لم يلتزموا يصبح لازماً أن يتدخل القانون والمشرع، البرلمان، فلا بد أن يضع
شيئاً. فنحن نسمع منذ أربعين سنة، أنا شخصياً، عن موضوع ميثاق الشرف الإعلامي المصري والعربي وغيره إلى آخره. حسناً، هل هناك التزام ومن الذي يلتزم؟ وستجد أن تسعين في المائة التزموا، لكن عشرة بالمائة لم يلتزموا، وهؤلاء العشرة هم الذين يصنعون المشاكل، والذين يتصرفون مثل مجلة الفضائح هذه التي ظهرت سنة ألف وثمانمائة وثلاثين، نعم، فيعكر على التسعين صفوة عملهم وما يريدون، فيجب أن يتدخل القانون، ولذلك تدخل القانون في البلاد الأخرى التي نحن صدى صوتها هذه، وألزم مثل الجريدة التي ستخطئ وستكذب وستفضح بالتي هي أسوأ، مئتا مليون، تأتي إلى القاضي هنا لتقول له: أنا. أريد مائة ألف، فحضرة القاضي يقول لك: "لا، يكفي عشرون ألفاً". لا، نحن لا نريد مائة ألف، بل أريد مائة مليون.
من أين أحضره؟ لكي تغلق. بالضبط. لكي توقف حقاً، وليس هذا فحسب. "وجعلناها نكالاً لما بين يديها وما خلفها وموعظة للمتقين"، حتى لا يفعل ذلك غيره، بالتأكيد. كفى، بارك الله فيكم يا سيدنا. بعد الفاصل ننتقل إلى إجابات حضراتكم على سؤالنا حول موضوع الحلقة على الفيسبوك: كيف ترى تأثير الإعلام على تربية الأبناء؟ هل هو سلبي أم إيجابي؟ بالإضافة إلى اتصالات حضراتكم الهاتفية والرسائل النصية بعد الفاصل إن شاء الله. أهلاً بحضراتكم، سنجيب على من ردودكم على سؤالنا على الفيسبوك: هل ترون أن وسائل الإعلام لها دور في تربية الأبناء؟ وهل هذا الدور إيجابي أم سلبي؟ نستعرض بعض ما
كتبتموه: نهال تقول: "سلاح ذو حدين والأسرة هي الرقيب". أما مازن فيقول: "سلبي بكل المقاييس، عبارة عن غسل أدمغة وكسب سريع، حتى المسابقات لا تحترم". عقولنا وبرامج الأطفال التي تبُث العنف ونقول إن أولادنا تغيروا. حتى اختلافات العلماء والشيوخ لا تنتهي بنقطة حاسمة حتى يتبين الخيط الأبيض من الأسود، حتى الإعلام الخاص لا نعرف مصدره، نشعر أن هناك خطة ممنهجة. حلمي داود يقول الإعلام يؤثر بشدة بكل تأكيد، وللأسف حالياً لا قيم ولا رقابة ولا عادات ولا تقاليد، أمة الله تقول سلبياته أكثر من الإيجابيات، هذا على حدِّ قول مشاهدينا الكرام. تعالوا ندخل أيضاً على بعض الأسئلة على الفيسبوك، ربما تكون الأسئلة مختلفة قليلاً عن موضوع حلقاتنا فضيلة الإمام. في بعض الأسئلة، امرأة تقول
رقمها صفر خمسة في الآخر: زوجي مسرف جداً، قررت أن أعمل تأميناً لابنتي ونيتي حتى أحفظ لها حقها وأعمل لها تأميناً، فهل هذا حرام؟ هو الآن الحمد لله يوجد التأمين التكافلي وشركاته كثيرة موجودة. كانت في البداية شركة واحدة أو اثنتين منذ أربعين سنة أو نحو ذلك، والآن الحمد لله كثرت شركاته، فيمكنك أن تعمل لها ذلك وهو يسير التي تريد أن تعملها من أنواع التأمينات والمساعدات في التعليم وفي الزواج وفي كذا وكذا، كلها موجودة بوثائق وتحت رقابة شرعية. نعم، طيب. رقم ثمانية وخمسين يقول لفضيلتك أنه يريد أن يأخذ قرضاً من البنك لكي يشتري به مستلزمات، لا عفواً، هو عنده... يقول: "أنا عندي وديعة في البنك". ولا أريد أن أكسرها، والبنك عرض عليّ أخذ قرض بضمان الوديعة، فهل هذا حرام
أم حلال؟ هي القضية في هذا المجال أن هذا مبلغ مستثمر، أصل مستثمر، يظل استثماره، وأنه يأخذ على حسابه، يعني بالضمان، كأنه رهن، يأخذ فقط لكنه لا يُسمى قرضاً، هذا ليس قرضاً، بل هو عبارة عن تمويل عملية فيها توسطت السلعة. أما القرض الاستهلاكي الذي سيأخذه ليأكل به كباباً وكفتة فهذا ممنوع لأنه قرض وجر نفع، فسيكون أيضاً تحت الإغراق في المديونية. أما إذا توسطت السلعة فلا ربا، مثل قاعدة الحنفية. هو واضح من أنه سيأخذ مالاً، سيأخذ مالاً نعم، ولكن سيشتري به سيارة فتصبح هذه السيارة، سيبني بها بيتاً، سيشتري بها شقة، فيصبح هذا نوعاً من أنواع التمويل كما هو نص القانون. نعم، بارك الله في فضيلتك. نتحول إلى الاتصالات الهاتفية. أستاذ أسامة تفضل يا سيدي. السلام عليكم سيد عمرو. وعليكم السلام يا سيدي من
فضلك، معالي الدكتور علي جمعة بارك الله فيك، أنا فقط لدي ابن كان ضابطاً استشهد، وقد فوجئت منذ وقت قريب أن هناك مؤخر صداق للتي كان متزوجاً منها. هو كان متزوجاً وفي مؤخر صداق. الوزارة عندما صرفت المكافآت لم تحسب الدين الخاص بمؤخر الصداق ووزعت الأنصبة وكان لديه. ابنة تركها عندها خمسة عشر يوماً قبل أن يستشهد، اللهم آمين، نحتسبه شهيداً عند الله سبحانه وتعالى. فأسأل فضيلة مولانا الدكتور علي جمعة: الدين الخاص بالمؤخر (الصداق)، كيف أدفعه؟ وهل نأخذ المال من جيبي الخاص أم عن طريق الأنصبة التي وُزِّعت: النصف للبنت القاصرة، والسدس والسدس للأب والأم، والثُمن للزوجة، هل نحسب هكذا ونخرج صداق، يعني نحسب كم أخذ كل واحد من ماله أصلا؟ أم أخرج
أنا من مالي الشخصي؟ بارك الله فيه لو جاوبني فضيلة الشيخ. "تحت أمرك يا سيدي، شكراً جزيلاً لحضرتك الأستاذ عصام: اتفضل حضرتك يا سيدي، السلام عليكم ورحمة الله". "عليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أنا سأتكلم وسؤالي حول موضوع الحلقة، كنت قد قرأت في بعض كتب التفاسير أنه في بداية الدعوة الإسلامية كان الرجل يدخل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ويسمع منه، وعندما يخرج من هنا يقابل شخصاً ذُكر اسمه في كتب التفاسير لكنني نسيته. هذا الشخص قد نصب خيمة كبيرة جداً وجلس فيها مع المغنيات والراقصات. كان الرجل يخرج من عند رسول الله من هنا فيقول له دع عنك هذا، فهو يتحدث عن أساطير الأولين، تعال ونحن نحكي لك الأشياء الجيدة، نحكي لك كليلة ودمنة وروايات الفرس. حسنًا، فهذا يمثل الإعلام المعارض المغرض الذي كان يواجهه سيدنا
محمد صلى الله عليه وسلم. سؤالي... أين القاطرة التي تمثل رسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم أصلاً، التي تجذبنا جميعاً في المجتمع المصري؟ القاطرة السليمة التي تجذب من المجتمع المصري وتشكل الكتلة الكبيرة تماماً، أين هذه القاطرة؟ هي التي سترد على الإعلام وتسكته. أشكر سيادتك يا فندم شكراً جزيلاً، مشاركة أستاذ عصام أستاذة نشوى تفضلي يا فندم. تحت أمرك سيدي. تفضل. السلام عليكم. وعليكم السلام. بإمكاني أن أسأل سيدنا الشيخ؟ تفضلي سيدتي. أنا عندي سؤالين لحضرتك. أول سؤال: أنا مريضة بمرض السرطان منذ أربعة عشر عاماً، وكنت في الحج فصادفت شيخاً هناك يلقي محاضرة للناس، فنصحني أن أحضر زجاجة مياه، أقرأ على الماء سورة الفاتحة واحداً وأربعين مرة، وأقرأ "لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين".
واحداً وأربعين مرة، ثم أقرأ "قل هو الله أحد" والمعوذتين ثلاث مرات. أشرب من الماء بعد ذلك وأسكبها على نفسي، سؤالي: هل يمكنني فعل هذا؟ وهل يمكن أن يكون له تأثير علي؟ إذا تخلصت من الماء، أين نضعه؟ في الغرفة أم نسكبها في الحمام أم حرام أن نسكبها في الحمام فقط. أما السؤال الثاني، هناك مشكلة بين والدتي وعمتي، والدتي غاضبة أنا بصراحة أشعر بالحيرة. إلا الله وبركاته. نعيش منها وأنا من أجل صلة الرحم، لازم نسأل أكلمها. لا أريد أن أغضب أمي وهي عمتي لا أعرف ماذا أفعل. أنظر حضرتك بماذا تنصحني في هذا الموضوع، حاضر تحت أمر حضرتك. أستاذة سهير، تفضلي. السلام
عليكم. وعليكم السلام. أولاً سأجيب عن سؤال حضرتك، طبعاً الإعلام له تأثير قوي جداً، جداً، وسأقدم لحضرتك دليلاً واحداً فقط. القنوات المثيرة للفتنة التي ضيعت عقول شبابنا التي كانت تملأ الفضائيات وموجودة منذ خمس عشرة سنة التي تُسمى دينية كانت كارثة. وصراحةً لست أعرف أين كان الأزهر، كان غائباً تماماً. حسناً، هناك سؤال أود أن أسأله فضيلة الشيخ، وأتمنى أن يتحملني. تفضل. الحمد لله رب العالمين ربنا قد حمى الأزهر بعلماء ما شاء الله، يعني ربنا لا يحرمنا منهم. لماذا لا ينقي العلماء الفتاوى التي تحتوي على فتنة بين المسلمين؟ لماذا هم خائفون؟ إن هذا سيأخذ أجراً بل أجرين سواء أصاب أم لم يصب. لماذا يخاف العلماء من تنقية كل الفتاوى أياً كان الإمام الذي أفتى بها؟ هذا السؤال أسأله لنفسي، لماذا حتى لا نكون ضائعين؟ شكراً والسلام. عليكم ورحمة الله عليكم وسلام، أشكرك شكراً جزيلاً لحضرتك يا سيدتي الفاضلة. بالنسبة للأستاذ أسامة، إبنه الشهيد رحمه الله، فإننا أولاً نهنئه، نعم، لا نعزيه، نعم في
هذا الشهيد الذي سبقه إلى الله وسبقنا، نعم. ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يأخذ بيده ويد أمه إلى الجنة، اللهم آمين. فهنيئاً لهذا الشهيد الذي ضحى بحياته من أجل هذا الوطن ومن أجل الله سبحانه وتعالى ومن أجل فتنة الخوارج التي ملأت الدنيا. مؤخر الصداق دين عليه يُؤخذ من المكافأة قبل توزيعها، ثم يجري التوزيع بعد ذلك الدين. فنفترض أن مؤخر الصداق خمسون ألفاً والمكافأة عبارة عن مائتين. ألف، نستبعد منهم الخمسين الأولى والمائة وخمسين نقسمها: السدس للأب والسدس
للأم والنصف للبنت التي تركها وعمرها خمسة عشر يوماً والثمن للزوجة إلى آخره. فيكون إذاً أول أمر هام هو سداد الديون وإنفاذ الوصايا والمتبقي نعم هو الذي سيُطبَّق عليه السدس نعم وهو الذي سيُطبَّق عليه النصف وسيُطبَّق عليه الثمن، هو هذا المائة وخمسون. حسناً، لو لم تكفِ، مثلاً لو كان المؤخر أعلى من المكافأة، فهل يُكمِّل الأب من جيبه أم كيف تكون الحالة؟ لا، يكون لم يترك تركة. يعني لنفترض أن المؤخر خمسون وهو أخذ مكافأة أربعين مثلاً، خلاص ستسدد الدين ويكون لم يترك شيئاً. شخص مات. ولم يترك شيئًا من حطام الدنيا. أتنتبه سيظل هناك فارق يقدر بعشرة آلاف، أهو دَينٌ أصبح عليه؟ الفارق لا، ليس واجبًا عليه أن يؤديه، فإن أدّاه فبها ونعمت. نعم، النقطة الثانية: هل لم يترك أي شيء؟ شيء في البنك؟ شيء في النقود؟ سيارة مثلًا؟ سيارة كذا إلى
آخره، فيسدد. منها الدين أولاً، نعم، لكن لو أنه لم يترك شيئاً ولم يتبق شيء. افترض أنه مات وعليه هذا الدين ولا توجد مكافأة، فحينها يكون هذا الدين قد سقط عنه بموته. بالتأكيد، نعم. حسناً، الأستاذ عصام يسأل: أين قاطرة الدعوة الآن؟ من يتبنى قاطرة الدعوة لمواجهة هذا الإعلام كما يقول الأستاذ عصام يجب أن يرى المعارك الأدبية الحادثة بين الجهات المختلفة والتي يتولاها الأزهر. هناك أساتذة من الأزهر يعملون ليل نهار أمامنا، ولكنني لا أعرف لماذا يأتي الناس عند هذا ويتناسون ذاك. أتعرف لماذا؟ لأنهم يريدون ألا يتكلم أحد أصلاً، فلماذا يتحدث هذا؟ لكننا رأينا
الدكتور عباس شومان ورأينا الدكتور محمد مهنا ورأينا، نعم رأينا أناساً كثيرين يكتبون ويردون وغير ذلك إلى آخره، يعني هناك من يفعل هذا بقيادة الأزهر الشريف، نعم ونرى فضيلة المفتي وهو يكتب، يعني هو يكتب دائماً في الصحافة عموداً ثابتاً، وفضيلة وكيل الأزهر وفضيلة. وزير الأوقاف، أي ها هو موجود، أتفهم؟ بالإضافة إلى البرامج الدينية التي موجودة لديكم هنا في قناة سي بي سي، يظهر الشيخ أسامة الأزهري بالفعل وهو في المجلس الاستشاري لرئيس الدولة بالفعل. يعني، والله هناك عمل قائم، وبعد ذلك يوجد برنامج "والله أعلم". نعم بالطبع، يعني هناك عمل الآن، هل أنت منتبه؟ وعمرو خليل وآخرون موجودون يا سيد عصام، لكن نحن برنامج حديث الجمعة. مولانا كما يقولون لي، وحديث الجمعة، لكننا لا
نستكثر هذا، بل نستقله ونقول نعم نحن نريد أن نعمل أكثر وأكثر. حاضر، أيدينا في أيدي بعضنا البعض لأن البلوى بلوى أمة. وليست بلوى مؤسسة، بلوى بلد، وليست بلوى أشخاص، ولذلك يجب أن نتعاون جميعاً في درء هذا الفساد. السيدة نشوى تقول إنها وصف لها واصفٌ أنها تقرأ على المياه، خاصة زمزم مثلاً، أو كذا وكذا النبي عليه الصلاة والسلام يقول: "من استطاع منكم أن ينفع أخاه بشيء فليفعل"، ولمّا ذهب الرجل ليرقي الملدوغ بالفاتحة، سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "وما أدراك أنها رقية"، إنه فتح من عند ربنا، فمن الممكن أن يعلم الله إنساناً شيئاً. "اللهم إني أسألك بكل اسم هو لك أنزلته في كتابك
أو علمته أحداً من خلقك"، لم يقل أنبياء ولا أولياء، بل قال: من خلقكَ فمن استطاع منكم أن ينفع أخاه بشيء فليفعل، ولذلك يا سيدة نشوى إقرأي هذه الأشياء وجرّبيها، فإذا نفعت فالحمد لله، ويكون هذا الدال على الخير كفاعله. هناك خلاف بين أمها وعمتها، الحل هو الحيلة، أن تتصلي بعمتك ولا تخبري أمك، يحدث شيء وستنتهي هذه المشكلة. السيدة سهير أيضاً في دار الإفتاء المصرية بند للرد على هذه الفتاوى، ادخلي على موقع الدار، وإذا لم تجدي، قولي: "أنا سمعت فتوى تقول هكذا"، أخبرينا وسيرسلون لك مباشرة. وكل هذا جاهز. وعلى كل حال، هناك قسم للرد على هذه الفتاوى الباطلة الماجنة، لأنه يوجد شيء يسمى الفقير الماجن أيضاً في هذا.
المجال بارك الله فيكم فضيلة الإمام جزاكم الله خيراً، أهلاً وسهلاً بكم، شكراً لحضراتكم. نذكركم أنه غداً إن شاء الله ستكون الحلقة المفتوحة ساعة كاملة، لا يوجد موضوع محدد للحلقة، وأسئلة حضراتكم يكون مرحباً بها منذ البداية وحتى النهاية. إلى اللقاء،