#والله_أعلم | الحلقة الكاملة 15 نوفمبر 2015 | كيف يحصن الإنسان نفسه من الفتنة في الدين ؟

#والله_أعلم | الحلقة الكاملة 15 نوفمبر 2015 | كيف يحصن الإنسان نفسه من الفتنة في الدين ؟ - والله أعلم
أهلاً بحضراتكم، تحدثنا مع فضيلة الدكتور في حلقة سابقة عن سنة الابتلاء. اليوم سنتحدث مع فضيلته إن شاء الله في شيء مرتبط بها وهي سنة الابتلاء من خلال الفتنة في الدين. الفتنة في الدين هي من أكثر الأشياء التي يخشاها الإنسان أو من أكثر الأشياء التي يخشاها الإنسان أن يُفتن. في دينه أنه يعتقد أنه يفعل الصواب أو أنه على حق أو أنه يعني يفعل ما يرضي الله سبحانه وتعالى ثم تأتي النهاية بأن كل هذا أصبح هباءً منثورًا أو
أنه على العكس مما يعتقد، فبدلاً من أن يطيع ربنا سبحانه وتعالى أصبح على العكس يرتكب من المعاصي والآثام ما كل هذه الأفعال الطيبة كما كان يعتقد، أو أنه بعد أن كان ملتزماً في دينه أصبح من المفرطين. أشياء كثيرة متعلقة بمسألة الفتنة في الدين: هل لها أسباب؟ كيف نقي أنفسنا من هذا الأمر الخطير؟ وما عسى أن يكون هناك فتنة في الدين كشكل من أشكال الابتلاء؟ أرحب في البداية. بفضيلة الإمام العالم الجليل الأستاذ الدكتور علي جمعة، أهلاً بكم مولانا، مرحباً، أهلاً وسهلاً بكم مولانا. أولاً، مسألة الفتنة من الفتنة في الدين كأحد أوجه الابتلاء، ما الحكمة فيها بأن يُفتَتن الإنسان في دينه؟ بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. عليه الصلاة والسلام، القضية هي قضية رؤية كلية أرادها
الله أن يعلمنا إياها في قضية تكريم بني آدم. ﴿ولقد كرمنا بني آدم﴾، وأسجد لنا الملائكة تكريماً لبني آدم، وأبى إبليس أن يسجد لآدم، وصارت هناك عداوة ما بين هذا الإبليس وبين آدم وذريته. ﴿أفتتخذونه وذريته أولياء من دونه وهم لكم﴾. عدوٌ بئس للظالمين بدلاً، فالله سبحانه وتعالى نهانا ونبهنا على أن في الكون قوة سلبية للشر موجودة تتمثل في كثير من الأحيان في الدنيا ومفاتنها، تتمثل في غياب الرؤية الكلية، تتمثل في رغبات النفس وشهواتها التي تريد المخالفة، تتمثل في رغبة هذا الشيطان في أن يُضِلَّ عباد الله سبحانه وتعالى،
عندما تكلم الشيطان عرف حدّه وقال: "إلا عبادك منهم المخلصين"، فهو لم يستطع أن يُغويهم. وربنا سبحانه وتعالى خاطبنا بهذا المعنى - معنى الآدمية - فقال: "يا بني آدم"، ولم يقل: "يا أيها الناس"، ولم يقل: "يا أيها الذين آمنوا". ذكّرنا بقضية الفتنة هذه قائلاً: "لا يفتننكم الشيطان كما أخرج الجنة إذن، إذا كانت الفتنة هي في الحقيقة وخاصة في الدين هي من الشيطان، والسبب الرئيسي هو استعمال ذلك الشيطان لأمور منها النفس ومنها الشهوات ومنها الدنيا والهوى، "أفرأيت الذي اتخذ إلهه هواه"، والعناد الذي يتبناه بعض الناس. إذن، سؤالك كيف
تأتي هذه الفتنة؟ الإجابة: من الشيطان، من الشيطان. انتهى. الثانية: كيف نتقي هذه الفتنة؟ اتقِ هذه الأربعة: اتقِ شهوة نفسك، اتقِ الدنيا ومفاتنها، اتقِ الهوى، اتقِ هذه اللعبة التي يريد الشيطان أن يخرجك بها من التشريف إلى التخلف. حسناً يا مولانا، أليست كذلك الفتنة من قبل المولى عز وجل لعباده، حتى في الآية الكريمة: "أحسب الناس أن يتركوا أن وهم لا يُفتنون، ولقد فتنَّا الذين من قبلهم، فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين. صدق الله العظيم. هذه الآية، كلمة "الفتنة" لها عدة معانٍ في القرآن، وهذا معنى آخر، بمعنى الاختبار،
بمعنى الاختبار والابتلاء. نعم، وسُميت بذلك ليست على حقيقتها وإنما باعتبار ما سيكون، في شيء اسمه المجاز، والمجاز. أحياناً نطلق على الشيء اسماً باعتبار ما سيصبح عليه. هل لاحظت كيف نقول "ولدت المرأة رجلاً"؟ هي لم تلد رجلاً، بل ولدت طفلاً صغيراً وزنه بضعة أرطال فقط. لكن عندما كان ذكراً وسيؤول أمره عند النمو إلى الرجولة، فهذا من باب استبشار بالمستقبل، وهو ما يُعرف بإطلاق الشيء باعتبار ما نعم، شربتُ بنًا. طيب، هل أنا شربتُ بنًا أم شربتُ قهوة؟ شربتُ قهوة. طيب، لماذا سميتها بنًا إذن؟ باعتبار ما كان، أي باعتبار ما سيكون، وهذا باعتبار ما كان.
نعم، عندما اختبرتك، هناك احتمال أن تنجح في الاختبار واحتمال أن تسقط في الاختبار. أريد أن أحذرك من السقوط، فسميتها فتنة، التي ستقع فيها عندما تفشل في الاختبار سُمِّي الاختبار به. هل انتبهت كيف حسب الناس أن يُتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يُفتنون، يعني وهم لا يُختبرون اختباراً قاسياً؟ دعاك رب العزة فيه إلى النجاح المؤكد حتى لا تقع في الفشل الذي هو الفتنة. عندما تفشل سيكون ذلك... فتنة فسمي الشيء باعتبار ما سيكون، نعم هذا المجاز الخاص بها. فإذا كان أمامي أن الفتنة التي هي الفشل، يمكن أن
أطلقها على بداياتي وأسبابي. أنت فشلت بمعنى ماذا؟ فشل باعتبار أنه دخل الامتحان وسقط، فسأسمي الامتحان فتنة ليس لأنه فتنة في حد ذاته وإنما لما سيؤول إليه. الأمر فيه عند الفشل إلى الفتنة التي حُذِّر منها، نعم فإذا هي الفتنة معناها الفشل. هذه الفتنة أو هذا الفشل من أين يأتي؟ يأتي - سيادتك - لأنك أنت طوعت الشيطان، طوعت نفسك، طوعت نفسك بمعنى الشهوات، طوعت هواك. قد لا تكون هناك شهوة ولا شيء، لكن عقلي أنا. هكذا طوّعت الدنيا وأحوالها ورغبتها، ويعلمون ظاهراً من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة غافلون. إذاً إذا وقعت في هذه الفتنة نعم، لكن الاختبار بالأساس الذي نسميه في النهاية
نتيجة لما قالوه إنما هو الفتنة، وهو من عند الله. هذا هو ما ربطت به بين الحلقة. خاصتنا وما قد تقدم الذي هو الابتلاء، فالابتلاء سيسمى فتنة إذا ما أردت أن أحذر من السقوط في هذا الابتلاء. نعم، طيب، ابتلاني يعني جلب لي شيئاً، يعني وضعني في وضع هل ستنجح أم لا، لو نجحت فلا تكون فتنة، ولو فشلت تكون فتنة. يعني يا مولانا مثلاً لكي أيضاً بعد إذن حضرتك، دعنا نوضح الصورة للمشاهدين. هناك من يكون ملتزماً في دينه، ولكن قد يتعرض لموقف ما، إما أن يغتنى فجأة، أو يتعرض لمشكلة كبيرة، كأن يفقد أحد أبنائه، أو يفقد ماله، أو يفقد - حفظكم الله بالخير والشر - نعم، فتنة، أجل، هو ابتلاء، شخص كان... غنيٌّ فاختار ابتلاءً، ولكن ماذا سيفعل؟ نعم، سيفشل وستكون فتنة،
ستكون فتنة. شخص كان فقيراً فأصبح غنياً، هل سيسرف ويتبجح ويتكبر ولا يؤدي واجبات هذا الغنى؟ ستكون فتنة، ستكون فتنة. إذاً، الخير والشر سيأتيان امتحاناً، وسنسمي هذا الامتحان باعتبار ما سيكون فتنة، يعني احذر أن تفشل. نعم، يعني إذا رسب في الاختبار الذي هو الابتلاء سيكون فتنة، ستكون فتنة، وإذا اجتازه فستكون منحة، ستكون منحة، أو أن معناه سيكون أن الله مع الصابرين الذي صبر في حالة السراء والضراء، هذا هو المقابل للفتنة. الأصل أن الناس تخاف يا مولانا، وتقول: حسناً، أنا في داخلي أعبد ربنا. ومطيع لربنا وكل شيء جميل جداً لكنني أخشى أن يعرضني الله لابتلاء أو موقف فأضعف فأذل. من خاف سلم، فلتبق خائفاً ولكن الخوف لا يصل
بنا إلى الوسواس، إنما يصل بنا إلى الحرص. أن أكون خائفاً من أن أذل، هذا أمر لا بأس به، وأن أخاف من هذا الخوف لكن أصبح الخوف وسواساً له قدر وله جرعة محددة، إذا تجاوزتها تتحول إلى عدم ثقة بالذات وعدم ثقة بما عند الله وتشكك، وهذا ما يدخل في الوسواس. لكن أن أخاف من ربي فلا مانع من ذلك، بل هو أمر حسن، وأسأل الله أن يوفقني. هل فهمت ما أقصد؟ لكنني أريد أن أقول إن الخوف له جرعة وله حد، وكل شيء زاد عن حده انقلب إلى ضده، ولذلك سأخاف ولكن مع الرجاء في وجهه الكريم أن يوفقني في هذا الابتلاء حتى لا أقع في الفتنة التي هي الفشل. حسناً مولانا، هل نستطيع أن نقول شخصية صاحب هذه.
الشخصية معرضة لأن يفتن في دينه نتيجة لصفات أو سلوكيات معينة فيه. الذي يقدم السبت سيجد الأحد أمامه. إخلاص النية لله، والله سبحانه وتعالى هو المطلع على تلك النيات المخلصة، ولذلك يوفقهم إلى ما يحب ويرضى، والخير فيما اختار الله. لكن إذا اطلع على شيء من الكبر والأنانية والحول. والقوة عند الإنسان فهذا يكون أقرب إلى الفتنة منه إلى النجاة. فمن هو الذي يُفتن؟ هو المتكبر. ولذلك النبي عليه الصلاة والسلام كان دقيقاً جداً عندما قال: "لا يدخل الجنة من كان في قلبه" - وجّه هكذا للكبر - "مثقال حبة من خردل من كبر". الكبر. مخيف جداً، ولذلك كانت
صدمتنا مع الجماعات الإرهابية حول هذه النقطة: أنتم تربّون أولادكم على الكِبر، أول شيء أن يظن أنه أفضل من كل الناس الذين في المسجد. لماذا؟ لأنني أحمي قضية الإسلام وهم لا يحمونها. ولكن انتهى الأمر، ضاع هكذا ضاع، وربما قلت لك عن الرجل الذي مرة... هكذا قلنا في حلقة أيضاً عن الرجل الذي مدحوه عند النبي، وبعد ذلك قال: "لا أعرفه"، فدخل فقال له: "أرى على وجهي سفعة من نار". تعجب النبي وقال لهم: "تعال، سأريك، بالله عليك وأنت داخل ألم تحدث نفسك أنك أفضل منهم؟" قال له: "أشهد الله أني قد فعلت"، النبي عليه... الصلاة والسلام يقول لي: "لا، ليس هكذا، لا تفعلوا هكذا".
ويقول العلماء: "أخفى الله ثمانية في ثمانية، منهم ولي الله في الناس". فكل الناس عندهم أفضل منك، أنت تقول لنفسك هكذا، كل الخلق إلا هؤلاء أفضل منك. أنت لا تعرف القلوب بيد الرحمن، هو الذي له الاطلاع، ولذلك وضعوا قاعدة. أنه لنا بالظاهر والله يتولى السرائر. هل تلاحظ؟ هذا ليس حديثاً لكنه قاعدة استنبطوها من الدين أننا لا نتكبر على أحد إطلاقاً. من ضمن عدم التكبر أننا نكره الفعل لا الفاعل. هذه القاعدة متعبة جداً مع تطبيقها، فالبعض ينظر إلى السارق والمرتشي والزاني. والذي كذا يا أخي الله يحفظك، لا نحن ضد الرشوة وضد السرقة وضد القبح وضد الزنا وضد
الفساد وضد كذا، لكن المسكين الذي ابتلي بشيء من هذا استر عليه والعبه بطرف ثوبك، نعم صحيح، طيب بارك الله فيكم مولانا. بعد الفاصل أسأل فضيلتك يعني ماذا نفعل لأجل إذا كان... الابتلاء هنا حق والابتلاء في الدين حق، ماذا نفعل لكي ننجو إن شاء الله إذا تعرضنا لهذا؟ سؤالنا على الفيسبوك: كيف تقي نفسك من الفتنة في الدين؟ هذا هو سؤالنا على صفحتنا. سنستعرض إن شاء الله في نهاية الحلقة بعض ما جمعناه من حضراتكم،
وأيضاً يسعدنا أن تتواصلوا معنا على أسفل الشاشة وعلى طبعاً الاسم والصفحة على الفيسبوك مولانا. نعود مرة أخرى إلى فكرة الفتنة في الدين. إذا كان الابتلاء في الدين هو أمر حتمي، فكيف نحصن أنفسنا؟ كيف من الممكن أن نستعد إن وقع هذا الابتلاء المقدر إلهياً علينا، أن ننجو بمشيئة الله؟ حديث في الترمذي لطيف جداً. هو عبارة عن دعاء، والحديث هذا نستطيع أن نجيب به على سؤال سيادتك بالتمام والكمال. الحديث النبوي الشريف - عليه الصلاة والسلام - يعلمنا أن ندعو هكذا: "اللهم إني أسألك". سيأتي الآن ما يسأله، أي ما هي الأدوات التي لو تمسكت بها وقاك الله
الفشل عند الاختبار. حسناً، هل انتبهت؟ لم أنتبه إلى هذا المعنى لكنه هو المقصود، سنرى الآن لماذا هو هذا المعنى. "اللهم إني أسألك فعل الخيرات" يعني أنك تريد النجاة عند الاختبار، فيكون دائماً "وافعلوا الخير لعلكم تفلحون". انظر، نعم انظر إلى الكلام "وافعلوا الخير لعلكم تفلحون". طوال النهار والليل يفعل الخير هكذا هو. عندما يأتي الاختبار، اجتازه. عندما يأتي الاختبار، انجح ولا تُفتن. انتبه. اللهم إني أسألك فعل الخيرات، حسناً، وترك المنكرات. فيكون الفعل والترك أن تؤدي الواجبات التي عليك وتترك المحرمات. "وما نهيتكم عن شيء
فاتركوه" لأن الترك سهل. وحب المساكين، "والله لا يؤمن من بات شبعان وجاره جوعان". وهو يعلم أن قصة العمل الاجتماعي هذا الذي قد نقصّر فيه ولا نشعر بالناس في تعبهم اليومي، يجعلها خطيرة. لا، من قلبك أحبب المساكين، وعندما تأتيك البلوى والاختبار والامتحان ستنجح لأنك مجهّز، لأنك مذاكر. ماذا يقوّي فعلك؟ "اللهم إني أسألك فعل الخيرات وترك المنكرات وحب". المساكين، انظر كيف تكون هذه المسألة مهمة جداً هكذا،
وأن تغفر لي وترحمني، وأن تغفر لي وترحمني. يجب ألا تنسى الدعاء لأن الذي سيقدر - أنت تقول افترض وربنا قدَّر علي - حسناً، لا بد أن أدعوه وأطلب منه المغفرة والرحمة حتى عندما ينزل الاختبار ينزل سهلاً قليلاً، ينزل. من الأمور التي ذكرتها لكي تنجح ولا تكون فيها فتنة ولا يكون فيها شيء، انظر، قد تقول لي: "حسناً، ومن الذي أخبرك أن هؤلاء هم مثيرو الفتنة؟" بقية الحديث: "وإذا أردت بقوم فتنة"، الله! انظر كيف! حسناً، أنت أردت الآن بقوم فتنة، أنا قمت بالواجب الذي علي وتركت. المنكرات فعل الخيرات وترك المنكرات وحب المساكين والدعوة،
ولكن أنت قد قدرت عليّ أن أكون في وسط أناس أنت تنوي أن تفتنهم، فاقبضني إليك غير مفتون. أنت تعلم ما معنى هذا، أنا فعلت ما عليّ، فعلت ما عليّ، وأنت الآن أكرمني وأنقذني منهم، فالموت أحب إليّ من أن أُفتن. في دينه من أن أُفتن، هذا يدلك على ماذا؟ هذه العبارة تدل على أن ما سبق كان أدوات الوقاية من الفتنة المقدَّرة. أما أنت فسألتني عن الفتنة المقدَّرة. خلِّص بالك. نعم، هل انتبهت؟ جاءت جالسة. نعم، اللهم إني أسألك فعل الخيرات وترك المنكرات وحب المساكين وأن تغفر لي. وترحمني فإذا أردت بقوم فتنة فاقبضني إليك غير مفتون. ما هذا؟ ما
هذه القصة؟ هذا أخرجه الترمذي، هذا الحديث يلخص لك عندما تتدبر وتتأمل هذه المسألة. وبعد ذلك ماذا يقول؟ لماذا تفعل هكذا؟ لماذا تستعد للاختبار لكي تنجح وما إلى آخره؟ يقول له: أسألك حبك وحب من. أحبك. انظر إلى هذا الكلام الجميل. أسألك عن حبك، هذا الحب. نريد أن نصنع حلقة عن الحب إن شاء الله. نعم، هذا الحب شيء كبير جداً وشيء مفقود في حياتنا على جميع المستويات، وخاصة حب ما أرادنا الله أن نختبر فيه وهي الحياة وهي عمارة الدنيا. الناس لا تحب الحياة أناسٌ لا يحبون الحياة، حتى الذي يكره الجمال
فهو لا يحب الحياة، والذي يكره الناس هو لا يحب الحياة. وأسألك حبك وحب من يحبك وحب عمل يقربني إلى حبك. هذا ربنا إذاً، هناك قال لك ماذا؟ قال: "قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني"، فيصبح هنا هذا الجزء الذي يقرب. إلى حبك الذي هو اتباع سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم برنامج كامل تستطيع أن تستخرج منه عشرات الخطوات وعشرات الأفعال وغير ذلك إلى آخره لكن تحت عناوين منضبطة. اللهم إني أسألك - وسأكرر مرة أخرى - فعل الخيرات وترك المنكرات وحب المساكين. انظر ما معنى حب المساكين هذا، تبحث المساكين وأن تغفر لي وترحمني، وإذا أردت فتنة
بقوم فتوفني غير مفتون، اقبضني إليك غير مفتون، فتوفني غير مفتون. أسألك حبك وحب من أحبك، وحب عمل يقربني إلى حبك. انتهى البرنامج، برنامج الوقاية من الفتنة الذي طلبته في السؤال اللطيف الذي أُعجبت به، هذا هو واخذ. كيف حالك؟ انظر بعد كل ما تقول هذا البرنامج ماذا تقول؟ أخرجه الترمذي. الذين يشككون في السنة وما شابه ذلك ولا أدري ما هو، لا، إن النبي عليه الصلاة والسلام علمنا، وكان رحمة للعالمين. نعم، اللهم صل وسلم وبارك عليه. هكذا مولانا. الدعاء: اللهم لا تفتنا في ديننا واقبضنا غير مفتونين، هذا الحديث أصبح جائزاً. يعني هناك أناس يقولون: طيب لماذا هنا نتمنى الموت؟ يعني
بدلاً من أن نتعرض للفتنة ونتعرض للبلاء، لا، فالموت علينا حق، فعندما يأتي موعدنا اقبضنا غير مفتونين. هذا ليس دعاءً على النفس بالموت، بل يقول: يا رب أحيني من... غير فتنة إلى أن تحضر جيلاً كما تريد إحضاره بعد مائة سنة، بعد تسعين سنة، بعد غد. ليس لي دخل ولا فتنة في دينه ولا فتنة في هذا. فهذا لا علاقة له بالدعاء على النفس، لم يقل: يا رب خذني، إنه يقول: يا رب أحيني من غير فتنةً إلى أن تقبضني إليك، فيكون إذًا "إلى أن" هذه التي هي بيد الله، ولا أعلمها ولا أعلم متى تكون. قد تكون بعد أربعين سنة، وقد تكون بعد مائة. ليس لي تدخل في هذا الأمر. تربينا في مقابل الحديث يا مولانا، لو عكسنا ما جاء في هذا الحديث الشريف. هل بالتالي فعل المنكرات وإتيان المعاصي والتكبر
على الناس، هل كل هذا بالضرورة يؤدي في النهاية إلى الفتنة في الدين؟ ليس فقط الابتلاء وإنما الفتنة في الدين، والفشل في هذا الاختبار. بدون شك، بدون شك، بدون شك، على كل من يتصف بهذه الصفات أن ينتبه. نعم، ولكن المصيبة أنه... لا ينتبه أن المصيبة أن هناك أناسًا تربوا على الكبر، تربوا على الأنا، الكبير موجود عنده، فعندما تقول له: "أنت الأنا الكبير عندك"، سيقول لك: "أبدًا والله، أبدًا والله". "ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه"، لا، أنت هكذا، الأنا كبير عندك. إذن، وما مفتاح كل هذا؟ ما قصة "لا حول ولا قوة إلا بالله"؟ هل أنت مؤمن حقاً أن الأمر كله بيد الله على المستوى العملي، أم أنك تغفل عن هذا في مساحات كبيرة من الوقت؟
دائماً اجعل ربك نصب عينيك، دائماً! ماذا قال الله؟ "فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون". العصر الحالي الذي نعيش فيه، هل ظهور الجماعات المتشددة هذه التي أساءت للدين وشوهت صورته ولبّست الأمور على الناس، هل هذا أيضاً من الفتنة؟ من الفتنة في الدين أو من الابتلاء في الدين؟ هو ليس من الابتلاء، بل هو من الفشل. هذا نتيجة وليس امتحاناً. هذه هي النتيجة لما تقدَّم من تقصير. النبي عليه الصلاة والسلام قال لنا ماذا فيما أخرجه مسلم في مقدمة صحيحه: "كفى بالمرء كذباً أن يحدث بكل ما سمع". فلا نحن صدَّقنا كل ما سمعنا. النبي عليه الصلاة والسلام وابن مسعود، وهو من الصحابة الكرام، يقول: "اتبعوا ولا
تبتدعوا فقد كُفيتم". العلماء علمونا شيئًا اسمه واجب الوقت، فلم نهتم بواجب الوقت، فذهب وظهر شخص وقال لنا عقائد مختلفة، فالعالم الإسلامي كله ثار، كله ثار ضد هذه النابتة التي خرجت منذ مائتي سنة. ثار العالم الإسلامي كله، والعلماء الذين ثاروا هؤلاء ماتوا، وبعد مائة سنة ثار العالم الإسلامي مرة أخرى ضد هذا المتشدد وهذا الفكر الذي يريد أن يختزل الدين في مراده هو بعد ذلك بدأ الدعوة إلى الدين الموازي فأصبح هناك دينان: دين المسلمين ودين أناس يدعون إلى شيء آخر أيضاً يسمونه الإسلام. حضرتك ذكرت سابقاً أن مصطلح الجماعة
لم يظهر من قبل في تاريخ الإسلام بهذا الشكل. قبل ثمانية وعشرين، هذا هو هذا، لا يوجد شيء اسمه جماعة، هل تفهم؟ إما أن تكون فرقة وإما... لكن هذا أصبح ماذا؟ التلبيس. حسناً، فعليكم بجماعة المسلمين وإمامهم. إذن نأخذ لفظ الجماعة هذا ونسرقه. بدأت التمثيلية، فبدأ إنشاء ما يسمى بالدين الموازي. هذا الدين الموازي مصيبة بعض العلماء. أصبح واقفاً ضده وبعض العلماء كل الوقت وأصبح يسير معه لماذا؟ إنها فتنة لا يزال الحليم فيها حيران، لقد بدأت الأمور تختلط وتضطرب وظل هذا الأمر يزداد سوءاً من الناحيتين، الجماعة تزداد سوءاً وانحرافاً فيما يسمى بالأجيال
المتتالية، والعلماء يزدادون حيرة فيما هو واقع ويريدون أن يخرجوا من هذه المشاكل لا يعرفون حلها فأصبحت المسائل أكثر تعقيداً حتى فوجئنا بالدم يجري على الأرض. هذا ما حدث، لكن عندما ترجع إلى كلام الإمام الجويني وكلام الإمام الماوردي وكلام الإمام القرطبي وكلام الإمام القاضي عياض وكلام الإمام الشافعي قبلهم ومالك وأبي حنيفة وغيرهم، تجد أن المسألة واضحة تماماً، أوضح من هذا ولكن التأويل وإرادة الخلط ما بين ما هو سياسي وما هو زمني وما هو إلهي - عفواً - كل هذه المسألة هي التي سببت هذه التراكمات فيما يسمى
بالدين الموازي والهرب المقلوب والأجيال المتتالية، وهذه الظاهرة القبيحة التي ولدتها مخالفة أبي القاسم صلى الله عليه وسلم. أبو القاسم تركنا البيضاء وهم قد خالفوا هذه المحجة البيضاء. طيب مولانا، اسمح لي أيضاً أن أعود إلى فكرة الفتنة أو مفهوم الفتنة في حد ذاته. يعني لو رجعنا إلى الآية الكريمة في سورة طه "وقتلت نفساً فنجيناك من الغم وفتناك فتوناً"، هنا الحديث موجه إلى سيدنا موسى من المولى عز وجل. كلمة "وفتناك فتونة" ممكن لنبي أو ما دون ذلك من الصالحين أن يُفتن بمعنى الاختبار، بمعنى الاختبار فقط. أما الرسوب فليس معناه أبداً، ليس معنى الرسوب، لم يرسب، بل نجح نجاحاً بالغاً، لأنه عندما فُتِن ماذا فعل؟ هرب. عندما امتُحِن
لم يصطدم بل هرب. عندما جاؤوا يريدون قتله لأن... هو قتل واحداً من القوم فهكذا فعل به موسى فقضى عليه. هو لم يفعل شيئاً، فذلك كان قتلاً خطأً. كان واقفاً على المصري، وكان موسى ما شاء الله قوي البنية وطويلاً وما إلى ذلك. أراد فظن الولد أنه سيقتله، فهكذا فعل به موسى وقال له: "يا أخي اذهب هكذا"، فذهب فهذا اسمه قتل الخطأ، وقتل الخطأ لا إثم فيه أصلاً. فلم يذهب إلى بني إسرائيل وقال لهم: هيا نجتمع كي لا يقبضوا علينا ونُصَاب مثل الخراف، وبعدها نترك فرعون هكذا منتصراً. لا، بل شعر بأنه ارتكب شيئاً يُؤاخذ عليه، فانسحب. إذاً هو
نجح في... الاختبار هو فتنة بمعنى أنه اختُبر وجرى على يديه هذا القتل، قتل الإنسان الذي هو محرم والذي هو خطأ وكذلك إذا كان على سبيل الخطيئة، لكنه كان على سبيل الخطأ، فانسحب وسافر إلى مدين وحدث ذلك. فلا تقل لي إن موسى فشل، فهذه فتنة بمعنى أنه قد فُتن في دينه، هو اختُبر في دينه، وهذا يعني يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون. أي يريد أن يكون دائماً على الإسلام ودائماً على هذا. أحسب الناس أن يُتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا
يُفتنون، ولقد فتنّا الذين من قبلهم فليعلمنّ الله الذين إلى آخره، وليعلمنّ نعم، فإذا نحن أمام حقيقة أن ربنا سبحانه وتعالى يختبرنا، فكل هذه الأمور بمعنى الاختبار، ومنها آية سيدنا موسى. حسناً، بعد الفاصل إن شاء الله سنقرأ تعليقات حضراتكم على سؤالنا: كيف تقي نفسك؟ أسئلة حضراتكم لفضيلة الدكتور، والبداية مع السيدة هدى. تفضلي يا سيدتي. السلام عليكم.
السلام ورحمة الله بإذنك حضرتك، أنا كنت فقط أريد أن أسأل، أنا حامل في بداية الشهر الثامن، وكان الحمل جيداً وسليماً وكل شيء. وفي بداية الشهر الثامن عندما ذهبت إلى الطبيب قال لي أن الجنين في حالة سيئة جداً وحدث شيء مثل تشوهات أو ما شابه، وأصبح حجم الجنين سيئاً، ونصحني أن... ماذا في غضون أسبوعين وبعد ذلك سيموت في بطنك وحده، أو إذا أردت إنزاله سنقوم بإجراء عملية ونخرجه. أنا الآن خائفة. هل أنت في الشهر الثاني أم في الشهر الثامن؟ أنا في الشهر الثامن، في بداية الشهر الثامن. أنا الآن في أوائل أيام الشهر الثامن، نعم فهذا الموقف سيء جداً، الدكتور نفسه يقول إنه انتهى حتى نموه متوقف خلال هذا الأسبوع السابع كله. المفترض أنه لا يتغذى إطلاقاً، سوى مائة وخمسين جراماً فقط. فهو منحني خياراً أن أصبر
هذين الأسبوعين المتبقيين، وقد يموت خلالهما، أو أن أجري عملية وأُنزله الآن. فهل إذا أنزلته الآن أكون أنا... يعني مثلاً أنا الذي حُكم عليّ أن أموت الآن، وهو قال لحضرتك أنه خلال الشهر السابع لم ينمو تقريباً، يعني نعم خلال الشهر السابع هذا بالضبط، كله لا يوجد مجبر، تمام، طيب، وحالة القلب صعبة، حالة الرئة صعبة، ما يعني لا يوجد، طيب هو الطبيب يرجح ماذا، هل يوجد؟ خيار إما أن تنتظري أسبوعين أو نجريها فوراً. هو يرجح ماذا؟ هو ترك لي هذا الخيار، ترك لك الخيار، لكن ماذا يرجح هو؟ فهناك خيار وهناك ترجيح. ما هو الأفضل عنده؟ ما الذي يراه أفضل؟ هناك طبيبة قالت لي: "اذهبي الآن إلى المستشفى وسيعطونك طلقاً صناعياً". وسينزل والدكتور
الخاص بي أيضاً قال لي: "لنصبر، أنا لا أعطيك فرصة أسبوع، لنصبر ونرى ماذا سيحدث هذا الأسبوع". وهكذا حتى لو استمر سينزل في الحضانة وسيموت أيضاً، يعني حتى لو بقي بضعة أيام في الحضانة فهو سيموت أيضاً. يعني واضح من الكلام أنه يجوز لك أن... أنت تُنزِليه فوراً كي لا يُصيبه شيء. حسناً، السيدة أم عمر، تفضلي يا سيدتي. السلام عليكم ورحمة الله. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته يا أستاذ عمر. أهلاً بك يا سيدي. أنا مريض بالضغط، وأيضاً لا أستطيع اللحاق بالوضوء، يعني لا أسمع الأذان. الوضوء... أحد أبنائي قليلاً... أتوضأ. نعم، وأيضاً عندما... يعني عندما آتي وقد صليت ووضعك سيئ هكذا، ينزل مني ماء قليل، فهل يجوز لي أن أصلي كاملة أم أتوضأ؟ ما رأيك مولانا؟ بالله عليك ابقَ معي، ابقَ معي سيدنا محمد. أنا لست في
مستوى الضغط المرتفع يا سيدنا عمر، فهناك ماء ينزل مني، فهل أصلي وأذهب لأتوضأ؟ لا، هذه صاحبة عذر دائم، ولذلك فهي تتوضأ وتصلي فقط، نزل أو لم ينزل لا شأن لها بذلك، حسناً تماماً، خلاص الوضوء لكل الصلاة تماماً. السيدة نجلاء، تفضلي يا سيدتي. نعم، السلام عليكم. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. من فضلك عن سؤال الميراث، والدي توفي منذ أربعة عشر عاماً وترك مرسيدس موديل الصلاة خاصتها، نحن الأم هو البتة وبنتان وولد. الولد بعد الوفاة قال لحافظ العربية وحُسِب لكم أنتم الشقة. عزيزتي، الاثنتان كان سعرهما تقريباً متقابلاً، يعني الآن نحن بعنا الشقة هذه الأيام ونريد أن نعرف نصيب الأم ما هو ونصيب
البنتين ما هو. حاضر يا سيدي، طيب أيضاً ابقي الذي حدث أنه أخذ السيارة وترك الباقي، هذا الباقي فيه ثُمن للزوجة التي هي الأم، ثُمن والباقي يوزع عليهما على البنتين مناصفة. فنحن مثلاً لنفترض أننا بعنا الشقة بثمانمائة ألف جنيه، فستأخذ الأم مائة وكل بنت ستأخذ ثلاثمائة. ثلاثمائة. مائة وخمسين مثلاً، يعني طبعاً تقول لي: "حسناً، نحن بعناها بأربعمائة"، فيكون نصيب الأم خمسين مثلاً، ويكون الآخران نصفاً من هذا، ونصف الباقي، ونمضي على ذلك تماماً. فيكون بأي سعر بيعت بالشقة، تأخذ الأم ثمنها، والباقي يكون ثمن الشقة يُقسم على البنتين. لا، يعني
هو الآن، الأمر أصله هو ما الذي حدث؟ الذي حدث أنه عندما أخذ السيارة، أخذها أمام الجميع. يعني هو حسب المفترض، هي قالت شيئاً فيه إشكالية بعض الشيء، وهو أن السيارة بثمن الشقة، بثمن الشقة. هذا لا ينبغي أن يكون هكذا، وينبغي أن تكون السيارة بثمن الشقة أكثر. من ثمن الشقة بثمن ثمن، أي إنه إذا كانت مثلاً العربية بمليون، فيكون مليون الذي مائة، فتصبح الشقة بتسعمائة، لكن لأن المليون هذه ستأخذ منهم مائة وخمسة وعشرين. فعندما تُباع بالتسعمائة، تأخذ منهم مائة وخمسة وعشرين، والباقي يتوزع على البنتين. فهو لم يفعل ذلك، هو ملكهم وهم. رضوا
خلاصًا، هم رضوا بهذا. فهل الثمن هذا هو ثمن المتبقي أم ثمن التركة كلها؟ ثمن المتبقي خلاصًا، فيكون في العربية نعم. أنا أقول على ذلك، ولذلك الذي أقوله الآن هو أن هذا ثمن المتبقي لأنه عمل شيئًا مثل المفاصلة، يعني مفاصلة ما بين ولكن المسألة. هذه ستختلف فيها وجهات النظر، ستختلف فيها وجهات النظر. هل هي ثمن المتبقي أم ثمن الكل بعد اتفاقهم أنهم يجعلوا هذا حصصاً وأن هذا هو نصيبهم جميعاً؟ إذاً خلاص، إذاً هو ثمن هذا الخاص بالمتبقي. نعم، ثمن متبقي. نعم، طيب حضرتك يعني تفضل أن يُعاد ثانيةً تقسيم التركة بحيث أن دخلت وستدخل في المشاكل، ستدخل في المشاكل، نعم لأن السيارة بعد هذا الاستهلاك كله أربعة عشر عاماً، وأيضاً المشكلات زادت في الأربعة عشر عاماً، يعني سندخل في مشاكل، تقديرات كثيرة
جداً، نعم. حسناً، لنرَ بعضاً من أسئلة حضراتكم على الاسم، اسم رقم آخر ثمانية وسبعين يقول: هل كان العزيز في... قصة سيدنا يوسف عليه السلام كان من الفراعنة، نعم كان من الفراعنة، لكن أي فراعنة؟ فراعنة بمعنى ملوك مصر، أي أنه كان ملكًا في ذلك الوقت. ولكن التاريخ يقول أن هذه الفترة التي كان موجودًا فيها سيدنا يوسف كانت فترة الهكسوس. صحيح، والهكسوس مكثوا كثيرًا. لا، ليس هو العزيز ذاك. كان مثل رئيس وزراء مصر، لكن القضية أني أفهم سؤاله أنه هل كان مصري الأصل أم كان أجنبياً. هو في الحقيقة كان أجنبياً، كان من الهكسوس، بمعنى أن عرقه ليس من العرق
المصري. حسناً، لكن مصر طوال عمرها هكذا، احتُلَّت مصر من الهكسوس ثم... احتلت بعد ذلك من اليونان ثم احتلت بعد ذلك من الرومان ثم احتلت وهكذا فهي في حال وجاء ودخل المسلمون العرب فهل المسلمون العرب أجانب؟ محمد علي جاء من ألبانيا وحكمنا، وأصبح لدينا الآن أسرة مالكة، أليس هؤلاء مصريين؟ إذن من هو المصري؟ الذي يسكن في بلد أكثر من أربع سنوات واستوطنها صار منها، فالهكسوس هؤلاء أصبحوا مصريين لأنهم ظلوا يحكمون أربعمائة سنة، أربعمائة سنة تعني أنهم خلاص وُلدوا في مصر وعاشوا في مصر وأحبوا مصر إلى آخره، فالعزيز بأصل النسب ليس مصرياً،
الذي هو أن ابحث لي. انظر إلى نسبك، من أين يأتي هذا النسب، وبمعنى المواطنة، فهو ليس مصرياً بمعنى المواطنة مثل عائلة محمد علي. فعائلة محمد علي مصريون، إذن من هم المصريون؟ هل تنتبه؟ وهذا نقاء الدم الذي نحن، يعني يقول لك: أنا أريد شخصاً مصرياً يكون من أيام رمسيس حتى الآن. غير موجود لأنه تتابعت الشعوب ومصر مفتوحة، مصر بلد على بحرين فهي مفتوحة للناس، لكن الذي يحب مصر والذي يسكن في مصر وما إلى ذلك يُنسب إلى مصر. فالعزيز هو منسوب إلى مصر مواطنةً لكنه ليس من أصول مصرية عريقة، وهكذا. طيب، سؤال أخير: كيف تكون ساجدت؟ سجدة السهو
عند الشافعية أمر بسيط جداً، حيث أسجد سجدتين ثم أسلّم، وذلك قبل السلام، أي بعد أن أنتهي من التحيات والتشهد الأخير، فأسجد سجدتين أقول فيهما سبحان ربي الأعلى وما إلى ذلك، ثم أسلّم مباشرة. فتكون في حالة الزيادة أو النقصان مباشرة قبل السلام، وهما سجدتان، ونحفظ هذا، نعم بارك الله فيكم، أهلاً وسهلاً، جزاكم الله خيراً، مرحباً، شكراً جزيلاً يا سيدي، نراكم إن شاء الله في
حلقة قادمة بإذن الله، إلى اللقاء، اشتركوا في