#والله_أعلم | الحلقة الكاملة 18 اغسطس 2014 | الستر وأحكامه

أهلاً بحضراتكم، حلقة جديدة من برنامج "والله أعلم". في حلقة هذا المساء سيكون الحديث حول الستر، يعني إذا رجعنا إلى حديث الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: "من ستر مسلماً ستره الله". لعل هذا الحديث نحتاجه وأن نفعله في هذه الأيام التي ربما الكثير من الناس يفضح. الآخر وربما لأسباب غاية في البساطة وغاية في الدنيا للأسف واعذروني
على هذا التعبير أيضاً. سنتحدث عن شق آخر وهو ستر الإنسان لنفسه، والذين يجاهرون بالسوء من العمل ومن القول، وهذا أيضاً كان فيه تحذير من سيدنا الحبيب سيدنا المصطفى صلى الله عليه وسلم. نتحدث في كل هذه الأمور مع فضيلة العالم الجليل الأستاذ الدكتور علي جمعة، السلام عليكم. - مولانا: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أهلاً وسهلاً بك فضيلة الإمام. - أولاً: يمكن أن نعرف ما معنى الستر والفرق بين أن نقول إن الله ستار وأن الله ستير؟ - بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه. ومن والاه، يعني سؤال حضرتك ينقسم إلى شقين. في الأول: ما معنى الستر؟ الستر في اللغة هو الحجب، هو أن شيئًا قد حجب شيئًا آخر. والستر في الشرع هو عدم الفضيحة. النبي
عليه الصلاة والسلام أمرنا وقال: "الدين النصيحة، الدين النصيحة" وليس الدين الفضيحة، الدين النصيحة. ولذلك فرق العلماء بين النصيحة والفضيحة وبينهما هو الستر. النصيحة تكون بإخلاص، تكون في السر، في الستر، في الحجاب الذي لا يراه الناس؛ لأنها نصيحة تريد التغيير لا التعيير. الفضيحة تريد التعيير، ولكن النصيحة تريد التغيير. فعندما أرى أحداً من الناس وقد ابتُلي بذنب من الذنوب، فلا تكون شهوتي أن أشهر به وأن أفضحه. وأن أعيره فإن من عير أخاه بذنب لا يلبث أن يبتلى
به، يعني لو عيرته بالذنب فأنا أتكبر عليه بطاعتي صحيح، وتتحول الطاعة التي من شأنها الأجر والثواب والمغفرة إلى لعنة، يعني لا نعير حتى العاصي، يعني من يعمل عملاً سيئاً، ولا أتكبر عليه بطاعتي، ولا أتكبر عليه بطاعتي وإلا. قد يحلُ فلعله يتوب ويقبل الله توبته. نعم، فتكفي سبعين من أهل المدينة، ويكون هو شأنه عند الله أعلى وأبر ممن عيَّره. إذاً هناك فرقٌ بين النصيحة والفضيحة، وبين التغيير والتعيير، وهو الستر. الستر هو النصيحة، وهو السر، وهو الخفاء والحجاب، وهو إرادة التغيير. إن الله لا يغير ما أقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، فإذا
أنا نصحته حتى يقلع عن هذا الذنب ويعتدل حاله، لكن الفضيحة عكس ذلك. فهذا هو الجواب الأول، والأصل في الشريعة الستر. ما رأيك؟ لا، الأصل الستر على أي مستوى، على كل المستويات، بمعنى إذا ارتكبت ذنباً فيجب أن أستره على نفسي، لأنني لو قلت أنا... ارتكبت ذنباً فماذا يحدث؟ أصبحت أجهر بالسوء. صحيح أن الله لا يحب الجهر بالسوء، فإذا كنت أفعل شيئاً يغضب ربنا سبحانه وتعالى، وماذا فعلت أيضاً؟ استهنت بالذنب. ما معنى ذلك؟ إن بعض الناس الآن من أصحاب الأفكار التحررية يقول لك: كن شفافاً وأخبرني بكل ذنوبك، أي كأنه لا. يعبأ بالذنب ولا
يؤلمه الذنب لكن المؤمن يحاول أن يغير وأن يهرب وأن يبدأ صفحة جديدة بمعنى أنه يريد أن ينسى هذه المصيبة التي وقع فيها ليس لأنها ليست مصيبة وليست ذنبا وليست معصية، لا، بل لأنه يريد صفحة جديدة، وكل ابن آدم خطاء ولكن خير الخطائين التوابون، فمع نفسي شأن. الستر واجب، ومع غيري الستر أَوْلى. وإذا كان هذا الغير قريباً يكون في صلة الرحم، وفي ابني أو أخي الذي ارتكب معصية وما إلى آخره، يكون الستر له ثوابان. ولكن لنفترض أنه كان غريباً، فيكون الستر واجباً عليّ أيضاً. وهكذا، فالستر واجب في كل الحالات وعلى جميع المستويات. كان من قام بمعصية، سواء كان قريباً أو غير
قريب، إذا كان قد تجاوز حداً من حدود الله - يعني وقع في السرقة مثلاً أو في الزنا أو في شرب الخمر - هل أستر عليه؟ نعم بالطبع أستر عليه، وأحاول أن أصحح له بقدر الإمكان، بمعنى إذا سرق أخي فأجعله يُرجع المسروق، لكن ما... لم يفضحوه وكان الصحابة يفعلون أشياء لطيفة جداً ربما بعض الناس لا تستطيع أن تتفهمها الآن، بالرغم من أنهم يسيرون في المعصية ليلاً ونهاراً. وعندما نأتي لنقول لهم هكذا، يقول لك: "الله! يعني هذه ليست معصية؟" وهم الذين يعترضون هؤلاء ليلاً ونهاراً جالسون في المعصية. ماذا؟ مثل ماذا؟ مرة واحد... جاء وخطف العمامة من فوق رأس سيدنا ابن مسعود وجرى، وكان ولدًا شقيًّا، فأصبح يجري وراءه ويقول له: "وهبتُها لك، قُل
قَبِلتُ" حتى لا يقع في الذنب، ليُزيل عنه الإثم. حقًا، هذه هي الأخوّة، هذا هو الحب. وهذا الحب على فكرة الناس يسمونه سذاجة، يسمونه ضعفًا، يسمونه لا أعرف ماذا... عليه لكن هو ذلك القلب المخموم الذي سيدخل الجنة، قل قبلت وهبتها لك، قل قبلت، هكذا كان شأنهم، لم يذهب ليبلّغ عنه، لا أبداً، سمع وكان يأتي فيما أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف، وبعض إخواننا يقول لك ضعيف وما شابه، ويتطاولون على عثمان بن عفان، وقيل لأبي بكر، وقيل لعمر، لكن عثمان بن عفان المسند يأتي له بالسارق فيقول: "أسرقت؟ قل لا"، حتى يعني يُغلق عليه الباب. الفضيل، فمن
يعني ما هي الحدود؟ إن الحدود هذه تجعل الناس تعلم أن السرقة حرام، هذه فيها قطع. الزنا حرام، هذا فيه جلد، وإذا كنت متزوجًا يكون حرامًا وخيانةً، هذا فيه رجم. إنما تُدرأ الحدود بالشبهات، فنؤمن. بها استعظاماً لهذا الذنب وكذلك نعرف أنها مانعة من الوقوع في الذنب وليست انتقاماً وتشفياً من الناس وكذلك كما يفهمها غير المسلمين ممن ينتقدون الإسلام أو من المسلمين الذين يريدون أن يقولوا لك "ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك" لابد أن يُطبق هذا وحسب، فأين شروط ذلك؟ في أيام الخير الأولى لم يُطبَّق هذا عندما جاء أربعة شهدوا على سيدنا المغيرة بن شعبة، وحاشاه أن يكون قد وقع
في هذا، حتى قال لسيدنا عمر، قال له مثل طريقة الدفاع التي نستخدمها الآن، قال له: "حسناً، انظر هل رأوني من الخلف أم من وجهي؟ انظر كيف هم..." أتعرفون هذه المرأة التي معي؟ وليست زوجتي أو ما شابه، حتى شهد ثلاثة بنعم وواحد بلا. هذا لم أرَ مثله، وهو محق. إذا كانت شهادة الزنا هذه لم تتحقق ولا في عهد النبي، فتلك شروط الاعتراف. لكن ماعز والغامدية حصل منهما الاعتراف، والنبي عليه الصلاة والسلام أراد أن هم يُصَنعُ لهم منفذ ويذهبون، وعندما رجع في الإقرار، جعل الستر هو أساس الشريعة الإسلامية. وهذا هو الجزء الأول من سؤالك. الجزء الثاني جزء عقائدي وأيضاً لغوي: ما الفرق بين "ستار" والكلمة الثانية "ستير"؟ "ستير" على وزن "فعيل"
تماماً، نعم، وليست "ستير". "ستار" على وزن "فعال"، هذه صيغة مبالغة لكن ما... كلمة "ستر" بمعنى غطاء غير موجودة لا في القرآن ولا في السنة. حسناً، ما الموجود؟ أن الله ستير. "ستير" على وزن فعيل. نعم، هل تنتبه؟ كيف عندما نعرف الوزن نعرف ما هو محفوظ أن الله ستير يحب الستر. حسناً، ما ورد هو نسبة الستر إلى الله، صحيح. قم الآن في... العقيدة نذهب لندرس في العقيدة فيقول: هل يجوز أن نشتق مما ورد في شأن الله مسنداً إليه اسماً؟ يعني ورد نسبة النصر
لله، فهل نستطيع أن نقول عليه الناصر؟ "إن تنصروا الله ينصركم"، "ينصركم" هذا فعل. فأجابوا إلى الله فقالوا: نعم، يجوز اشتقاق اسم من الوارد كفعل ومسند إلى. الله سبحانه وتعالى بشرط أن نذكر هذا أن نقول هذا من آية من اشتقاقنا نحن صحيح. ثانياً، إلا يوهم نقصاً بمعنى "يخادعون الله وهو خادعهم" لا يصح أن أقول يا خادع. و"مكروا ومكر الله والله خير الماكرين" لا يصح أن أقول يا ماكر. نعم، حاشا لله، في حين أنه يصح. أقول يا حبيب، ها يحبهم ويحبونه قوم. يبقى ناصر وحبيب تنفع. فنسأل بقى، ها يبقى إذا إلا يوهم نقصًا، وأن
يكون اسم صفة لسما، وأن تكون مادته وردت، التي هي ستير وردت. ينصر ورد، يحب ورد، قوم قالوا. طيب، ستار بقى من أي نوع؟ قال: من النوع الذي ينفع للاشتقاق. الذي هو الذي لا يظهر رقصًا، الذي ما هو ستير ورد بالضبط هكذا وستار يعني يا غافر الذنوب ويا ساتر أحوال العباد المقصرين، ويقابل العفو يا ذا الجلال والإكرام، وفعال هذه حسنة يعني وليس فيها انتقاص، هذه حسنة جيدة، إذًا هذا من النوع الذي نسميه الأسماء المشتقة. لبعض الإخوة عندما لم يجدوا هذا في الكتاب والسنة قالوا بدعة بدعة، نعم هذا لم يدرس في الأزهر ولم يذهب إلى الأزهر ولم يعرف أنه يجوز ما دامت قد وردت المادة والاشتقاق لا يوهم نقصاً وكان في الصفة لا في الاسم أن
نقول يا سبّاب، ولذلك هؤلاء الشباب عندما ظهروا أحدثوا اضطراباً. الدنيا لأنه مثقف نصف نضج، يعني مثل البطيخة -المعذرة- هكذا نصف النضج هذا عندما يخرج غير ناضج، عرف شيئاً وغابت عنه أشياء. بارك الله فيكم مولانا. حسناً، الآن نتحدث أيضاً: هل يوجد اختلاف بين الفقهاء في مسألة الستر، هل هو واجب أم أنه سنة؟ الستر الذي نحن... نتحدث عنه الآن، إنه موقف أخلاقي وهو واجب الستر الذي نتحدث عنه الآن، لأنه توجد حالات أخرى. لكن الستر الذي نتحدث عنه الآن هو موقف أخلاقي. هناك فرق بين الشهامة والدناءة، فالستر من قبيل الشهامة، والفضيحة من قبيل الدناءة، ولذلك هو واجب، واجب أن
يكون المرء. شهم يا أخي وعنده مروءة، ولكن ستأتي حالات نعم نرتكب فيها عدم الستر لأنها محاطة بشروط أخرى. شخص فاجر يجلس ينشر الفساد في الأرض ويدعو إليه، حينئذ أوقفه عند حد. هذا ليس راضياً أن يسكت، هذا لا يرتكب المعصية في الستر في الخفاء وهو خائف ومتوارٍ، يعني وهو خائف. ومداري، وبعد ذلك أنا اكتشفته ليس منزعجًا بل مسرور غاية السرور، يدعو إليها ويتجاوز الحدود في دعوته. وأنا قادر على
أن... أنت الآن يا أخي تضر الآخرين. اعلم لو أنك اقتصرت على نفسك لتركتك، اعلم لو اقتصرت على نفسك لكانت نصيحتي سرية، لكن حضرتك الآن تدعو إليها، تدعو إلى الفاحشة، فيكون هنا الرد. عليه وأقدره بقدر استطاعته. من رأى منكم منكراً فليغيره، إن استطاع بيده، وإن لم يستطع فبلسانه، وإن لم يستطع فبقلبه، وهذا أضعف الإيمان. نحن مأمورون أن نتكاتف اجتماعياً ضد الفساد. ولكن مولانا، هل ينطبق على هذا المفسد والداعي للفجور وبكل إصرار أن تنطبق عليه الآية الكريمة والعقوبة الإلهية؟ أن يُقتلوا أو يُصلبوا أو يُنفوا من الأرض حسب هذا الفساد الذي هم فيه، فإذا قاتل قُوتل، وإذا سرق
عُوقب مثلاً أو قُتل، وإذا اعتدى على الأعراض وصل الأمر إلى العقوبة والنفي وكذا حسب الدرجة التي هو فيها، لكنني أتحدث ونحن في أساس الحلقة عن الستر كموقف أخلاقي، نعم شهامة. لا يوجد أبداً في العالم ما يمكن أن يضاهي الشهامة واللطافة والخفة والحب والرحمة أبداً؛ لأنه يعود على المجتمع وعلى الأفراد بالخير. أما المفسد المعلن المجاهر الفاجر الذي يريد أن يفسد في الأرض بأي نوع من أنواع الفساد، ويريد أحياناً أن يدعو إلى الفساد هكذا في نفسه، وأحياناً يعتدي على الآخرين وأحياناً أنواع كثيرة، فنحن هذا ليس من شأن الستر. نحن نتحدث عن الستر الذي هو موقف أخلاقي حُرِّمت من
أجله الغيبة والنميمة والكذب وشهادة الزور، وحُرِّم من أجله اللغو وهكذا. نعم، بارك الله فيكم مولانا. بعد الفاصل نستكمل هذا الحديث الطيب ونتعرف على معالي جميلة ومعالي. اخربي أو استري، ففي أشياء يمكننا سترها فعلاً، وفي أشياء يجب علينا ألا نستر عليها. بالعكس، علينا أن
نرى ماذا فعل هذا العمل بالضبط، ونحاول أن نفضحه أو أن نعاقبه حتى لا نكرر الخطأ الذي ارتكبه. أياً كان، يجب أن أستر عليه حتى وإن لم أعرفه، وذلك عندما... استر على أحد يستر الله عليه، إذا كان هناك شيء خاطئ فبالتأكيد سأتأكد أولاً عن حق. الشيطان الأخرس يعني أنني بالتأكيد سأقول وأنصح أولاً. إذا قرر فعل شيء خاطئ، بالتأكيد سأخبر ولي أمره. يمكنني أولاً أن أتحدث معه وأرى لماذا فعل ذلك أو ما الذي. ما الذي دفعه ليفعل هكذا معي وأنا أستطيع مساعدته في البداية؟ حسناً تماماً، لكن لا أحاول أن أفضح أمره أو ما شابه، بل أفضل أن أسعده أكثر. يعني خطوط الستر تقتضي أنني يجب أن أستر عليه في أي شيء حتى لو هو فعل. لماذا يُفترض أن أتعامل مع من لم يُحسن لي بنفس الطريقة التي سيعاملني بها؟ ستر الله موجود، لكن يجب أن أُصلح الخطأ دون أن أفضح أحداً.
مرة واحدة يحمل الذنب نقول حسناً، إن الله حليم وستار، لكن عندما يكررها ثانية فأنا عند تعليقي الأول، نعم، هناك أمور لا يُمكن سترها. لا يصح أن نستر عليها، بل يجب علينا أن نحاول فضحه حتى لا يتكرر هذا العمل مرة أخرى. فنحن أيضاً سنحمل كلامه كما قلنا، سنحمل كلامه على أنه مجاهر. طبعاً الأوقات التي تُعطى للتقارير تكون بحسب ما يتصوره السامع، فهو يتصور أن شخصاً يدعو إلى الفجور، نعم هذا الكلام.
صحيح هكذا، ولكن لو أننا فتشنا معه كثيراً وقلنا له: طيب هذا ارتكب ذنباً وبالليل وهكذا، يقول: لا، نستره. يعني لا خلاف، يعني أريد أن أقول إن أخانا يتكلم عن الشخص المجاهر الذي نقول عنه أيضاً أنه المجاهر، والذي يتظاهر بأن فيه شفافية، والفاجر الذي ليس هم الذين يدّعون أن هذا هو الذي فضح نفسه، على فكرة، لسنا نحن الذين فضحناه. ففي التقرير كله أيضاً حكمة خفية: المرأة التي تريد ألا تفضح ولكن تربي، والرجل الذي يريد أن يغير ويناقش، والفتاة التي تريد أن تصبر ولا تعامل الناس حتى لو كانوا قد ارتكبوا خطيئة الفضيحة من قبل. في حقها هي أيضاً ألا ترد الإساءة بالإساءة، كل هذه أخلاق ومواقف من الشهامة. يعني فعلاً الشعب
المصري شعب لطيف. وأخونا الأخير الذي يقول لك "الله"، هذا بقي أنا صاب، أنت ها هو غير راضٍ، يعني صبرنا مرة والثانية والثالثة والرابعة، وهذا جالس يلتقط من هنا وهناك، وأيضاً أمام الناس المعروفة. يكون أيضاً هناك، يعني ما الذي فضح نفسه، ولكننا كما يُقال "استر أخاك بهدبة ثوبك"، أي أن تمسك طرفي ثوبك هكذا، جلباب أو شيء ما، أو العباءة التي ألبسها أنا هذه، ونستر هكذا، لكي لا يراه الناس. قال النبي عليه الصلاة والسلام: "من ستر مسلماً في الدنيا ستره الله". مَن سَتَرَ مُسْلِماً سَتَرَهُ اللهُ يَوْمَ القِيَامَةِ، وَفِي الرِّوَايَةِ أَيْضاً: سَتَرَهُ اللهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ. يَعْنِي مَسْأَلَةُ الإِشَارَةِ إِلَى المُعَامَلَةِ بِالمِثْلِ هَذِهِ، إِنْ فَضَحْتَهُ سَتُفْضَحُ، وَأَنْتَ
أَوَّلُ مَنْ سَيَكْتَوِي بِمَسْأَلَةِ أَنَّنَا نَفْضَحُ. وَمَا هِيَ نِيَّةُ الَّذِي سَيَقُولُ "مَاذَا؟" أَلَيْسَ مِنَ المُمْكِنِ أَنْ تَكُونَ نِيَّتُهُ خَيِّرَةً حَتَّى يَتَعَلَّمَ هَذَا الأَخُ وَلا يَفْعَلَ ذَلِكَ؟ ثانياً يأخذ العقاب الجيد فيتوقف عن السرقة، هو سيُحرَق الآن، هو سيُحرَق مع أن قصده كان خيراً، ينهى عن منكر، نعم، لكن هناك أصل للشريعة يأمرنا بشيء وهو موقف الشهامة هذا وهو الستر. دع التأويلات والتهرب من أصل الشريعة. أصل الشريعة الحب والرحمة. دعني أخبرك بشيء لكي يفهم الإخوة المشاهدون يعني. يكونوا معنا فيها، اعتبر هذا المذنب ابنك فلذة كبدك، ارتكب معصية، ماذا ستفعل؟ افعل هكذا، لا، أنا سأمسك به وأشد عليه وأخفي عن الناس. حسناً، افعل
هكذا مع أي واحد من إخوانك المسلمين. حتى يا مولانا لو كان العمل السيئ هذا مثلاً آذى به شخصاً ما، أرأيت؟ مثلًا إذا كان شخص يفعل شيئًا خاطئًا لكنه يؤذي نفسه فقط، كأن يشرب خمرًا أو يتعاطى مخدرات أو يفعل أي شيء يؤذي به نفسه، فيمكن أن أستر عليه. لكن إذا وجدته يفعل عملًا سيئًا يؤذي به أناسًا آخرين، فهل أيضًا أستر عليه؟ تستر عليه من ناحية، لكن تضرب على يديه من ناحية أخرى. من ناحية أخرى، فقد قال: "انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً". قالوا: "يا رسول الله، نصرناه مظلوماً، فكيف ننصره ظالماً؟" قال: "بأن تأخذ على يده من الظلم". فأنت الآن ترى الشخص يؤذي، أي يظلم الآخرين، فتمنعه من هذا بقدر استطاعتك، يعني أنت أب أو أخ أو صاحب عمل أو مدرس أو... امنع هذا الشخص ما دام لديك سلطة منعه. أنت عندما تمنعه
من الظلم فإنك بهذا الشكل تفيده. نصرته، نصرته هو، لأنك نصرته على نفسه التي كانت ستورده المهالك في الدنيا والآخرة. هذا غير أن أتحدث عنه عبر الميكروفون قائلاً: "تعالوا يا أولاده". هذا التشهير لا يكون إلا في حالات معينة، فهذا يعتبر عقوبة. شديدة جداً، عقوبة شديدة جداً. كان عندنا في الأزهر العلماء صنعوا شيئاً اسمه عقوبة التجريس. التجريس هذا آتٍ من أين؟ من الجرس. كيف إذاً؟ كان يا أبنائي أنتم تدرسون علينا، والذي يرى في نفسه أهلية وفهماً هكذا، وعرف أنه قد استوعب العلوم وأراد أن يُدرِّس، يقومون بجمع علماء الأزهر له. في مكان ويقولون غداً يا أبناء الساعة الحادية عشرة الشيخ فلان سيلقي الدرس، فالشيخ فلان يكون هو الأستاذ ويجلس على كرسي الأستاذية، والمشايخ
الكبار الأساتذة الكبار يجلسون تحت وهم متطلبون، وبعد ذلك ماذا يحدث؟ يلقي الدرس، وبعدها الناس التي تحته هذه بعدما انتهى الدرس يسألونه: الكلمة هذه ما معناها؟ هذه الكلمة ما إعرابها؟ حسناً، ماذا نفعل في الإشكال الفلاني من كلامك؟ حسناً، أنت ناقشوه كما تُناقش رسالة الدكتوراة، فوجدوا أنه لا يصلح من جميع النواحي، فيقول له: "لا يا بني، أنت لا تصلح، ارجع مرة أخرى إلى صفوف الدراسة". فيرجع، لكن بعضهم عنيد ولم يرجع، وذهب وجلس فوجدوه في الصباح. جالسٌ في مكانه. "سأعطي الدرس مهما كان، سأفرض نفسي بالقوة". يعني أنت لم تحصل على الشهادة! قال: "لا، سأعطي الدرس، ليس لأحد عندي شيء". وهنا مع هذا الطغيان الذي هو هذا التصدر الذي نشكو منه الآن، من أن كل
شخص لديه شهوة الكلام، أمسكوه الآن. ويعاقبونه بالتجريس كيف؟ يُركِبونه على حمار من الخلف -أعتذر عن التعبير- بمعنى وجهه هكذا ووجه الحمار هكذا، ويسوّدون وجهه بالسناج والهباب، ويسير وأمامه شخص يقرع الجرس ويقول: "هذا الذي أراد أن يهين العلم الشريف". أي أصبحت قضية مجتمعية، أصبحت قضية أمن مجتمعي. "هذا الذي يريد أن يهين العلم الشريف". هذا هو التجريس. عندما جاء كما تقول تعدى الحدود ودخل في منطقة ستخرب البيت وتسكب الزيت، نعم هذا يستحق العقوبة. فالتجريس مشتق من الجرس الذي يمسكه المنادي، ويا
ويلي يسير معه هكذا ويطوفون به في البلدة والناس تتفرج عليه. الله يخرب عليك، هذا أمر غير مقبول، ثم يمنع من الدروزي تريفز. أصبح من الجامعة فقط يكون درسًا قاسيًا ولم يُنسَ، لكن انتبه جيدًا، هذا ليس درسًا قاسيًا له وللذي يشاهده أيضًا. لا أحد يفعلها وإلا سيحدث كذا، ولذلك كان هذا التجريس لا يتم إلا كل مائة سنة مثلًا. يعني في المائة سنة، أنا عندما وُلدت لم أشاهد، أنا سمعت. الناس تحكي لأحفادها وأحفاد أحفادها فهذه حكاية، فأجرب هكذا فيُعاقب، وأول ما يُعاقب مائة سنة أمامه لن يفعل شيئاً، وهذه هي مهمة العقوبة، ليست التشفي وليست الانتقام، وإنما ما أسماه الله سبحانه وتعالى النكال: "فجعلناها نكالاً لما بين يديها وما خلفها وموعظة للمتقين"، يعني أي شخص تقي سيرى هذه العقوبة ويتعلم منها. هذه هي
الحكاية؛ فنحن لسنا أهل انتقام، ولسنا أهل تشفٍّ وغلٍّ وحقدٍ وحسدٍ وتصفية حسابات. نحن أهل رحمة وحب وود وتآلف بين الناس وستر. وهكذا، طيب مولانا، هذا شق مهم جداً، وكان هو شق العبد الذي يستر على أخيه لكي يستر الله سبحانه وتعالى عليه يوم القيامة. ولكن اسمح لي مولانا بعد الفاصل نتحدث عن شق آخر الذي لا يستر نفسه، يعني نرى كثيراً في هذه الأيام أناساً يتفاخرون بالمعصية وبالكوارث وبالكبائر يتباهون بها، يعني إلى حد التباهي، أناس يكتبونها في الجرائد، فهل تأذن فضيلتك ما حكم هذا الشخص؟ كيف ننبه إلى خطورة هذا الأمر؟ وكيف نبهنا الله ورسوله إلى خطورة مجاهرة الإنسان فقط
بمن يتفاخر ويتباهى بذنوبه التي قد تصل إلى حد الكبائر، ما هو قول الشرع في هذا الشخص؟ وهل نستره إذا سمعنا عنه شيئاً؟ هل نستره؟ النبي صلى الله عليه وسلم علمنا في هذا الشأن أولاً سماه بالمجاهر فقال: "يغفر الله..." للجميع إلا للمجاهرين، هذه مصيبة سوداء. يعني أن المرء يعتمد على
أن الله يغفر له خطاياه، فعندما يعلم أنه لن يغفر له، هذا يعني اليأس من رحمة الله والعياذ بالله. يغفر الله للجميع إلا المجاهر. قالوا: من المجاهر يا رسول الله؟ يعني هذه بلوى، من المجاهر؟ قال الرجل يفعل الذنب بالليل يستره الله ما شاء الله فيصبح فيقول فعلت كذا وفعلت كذا الذي هو صاحبنا الذي أنت تصفه هذا بالصحة، فهذا ونحن نربيه عن طريق مناهج التعليم، عن طريق الموعظة التي تكون في الخطاب الديني، عن طريق شيوع الثقافة العامة في المجتمعات، وهذا دور الإعلام عن طريق بناء العقلية وكل مجتمع له عقليته الجماعية. هذه الأمور كلها تساعد فيها
الأسرة والمدرسة والتلفاز أو تقوم بتنشيطها. نقول له: إياك أن تكون مجاهرًا، والجهر هذا ليس شفافية كما يسميه بعض الناس، بل هو معصية. وهذا يعني أنك تستهين بالذنب وأنك تشيع الفاحشة في الذين آمنوا وأنك... أنت تفسد المجتمع، عليك أن تتعلم أن المجاهرة أثم ذنب ومعصية، ويجب الستر والاستحياء من الذنوب. هذا الشخص ليس لديه حياء، إنه يتفاخر بدلاً من أن يكون حييًا. إن الله حيي ستير يحب الستر، أما أنت فلست حييًا ولا ستيرًا ولا شيء، أنت فاضح. وعلى فكرة بالنسبة
للستر والستير... أيضاً الثانية ضُبِطَتْ هكذا، لكن "سِتِّير" و"سِتِّير"، لكن هي "سِتْرَة" يعني لم يأتِ، لكن "سِتِّير" "سِتِّير" ضُبِطَ هكذا. "سِتِّير" يبقى فعل أيضاً، صيغة مبالغة. فالمهم الحاصل أننا نقول لهذا: لا تكن مجاهراً، فإن رسول الله سماك بالمجاهر. طيب مولانا، يعني سأفترض لفضيلتك مثالاً، وممكن بعض السادة المشاهدين الأفاضل بالتأكيد يجدون الأشياء. في حياتهما رجلان جالسان مع بعضهما، فقال أحدهما في إعداد حديثه: "أنا والله أفعل كذا"، وأخذ يعدد علاقاته النسائية بشكل كبير جداً. هل يمكن لأحد ممن سمعه أن يتطوع وبشكل غير مباشر لإخبار زوجة هذا الرجل بما يفعله زوجها، بما أنه قد يعود عليها بضرر، ولو كان ضرراً نفسياً؟ أو معنوي أو ضرر صحي ولا قدَّر الله، لا، نحن يعني
لا ندعو إلى الفتنة، هذه فتنة، هذه فتنة. هو أخطأ في حق ربه أولاً بالمعصية، وأخطأ في حق نفسه ثانياً بالمجاهرة، لكن أنا أيضاً لا أزيد الطين بلة وأذهب لأفتن بين الناس، لا لا لا، هذه غيبة، وغيبة مَن؟ حتى بمن قال فإن ما هو ما هو قال هكذا فإن كان فيه فقد اغتبته نعم وإن لم يكن فيه فقد بهته يعني أنت الآن ستفتري عليه فيكون بهتاناً ستقول الذي هو قاله بالحق هو قاله لأجل المسكينة التي لا تعرف لأجل المسكينة وانتبه كل هذه تأويلاتنا نحن. نحن لا نُفسد بين الناس، بل نُصلح بينهم. نحن نُهدئ النفوس، ولا نُشعل النفوس. بعض الشباب عندما يتفاعلون مع بعضهم هكذا، يُشعلون
النفوس. ثم يقول لك: "أنا أُهدئ النفوس". نعم، يعني يقول العكس. لا، نحن نُهدئ فعلاً النفوس، ونُصلح فعلاً بين الناس، حتى لو بالغت. فيما يجري بين الناس يكون هذا من قبيل الإصلاح، نعم، إصلاح ذات البين. وإصلاح ذات البين هذا شيء كبير جداً، فإفساد ذات البين شيء كبير جداً أيضاً لكنه سلبي وفي المعصية. فإذا اغتابك أحدهم، أي أقول لك: هذا على فكرة أخبرك اشهد أن لا، هذا اغتابك وقال كذا وكذا. هكذا يوغر الصدور، لكن عندما أقول لك إنه يحبك يا رجل، والله إنه لم يترك مكاناً إلا وهو يذكرك، وربما يكون الآخر هذا يدبر له، نعم، فهو يقول لك إنه أهانك وشتمك وانتقص منك وكل شيء، ثم يأتي ليقول لك إنه لا يوجد مكان يا أخي. في الأرض إلا وهو يذكرك يا رب، لكن أريد يا مولانا لو الشخص يقول ماذا؟ فإن الآخر الذي على غير هدى، أليس من الواجب أن أنبهه لما أمامه من حفرة قد تُحفر له،
فيجب أن أنبهه، يجب أن أقول له. فهل أنا بهذا لم أستر على أخينا الذي يدبر هو؟ انتبه إلى أننا لن ننشئ الدين إنشاءً من جديد الآن، فنحن معنا تجربة ألف وأربعمائة سنة، ومعنا تجربة للأديان منذ عهد سيدنا آدم. لم يحدث أبداً أننا فعلنا الخير فوجدنا شره، أو زرعنا الحلاوة فخرجت مرة، لم يحدث ذلك أبداً، تماماً. فحضرتك، لا، لا يحدث هكذا. تخيلات فرضية وهمية مثلما مرة مضت عملنا حلقة عن الأوهام. هذا وهم، ما يحدث أنني عندما أزرع الشوك ينبت شوكاً، وعندما أزرع العنب ينبت عنباً. صحيح، صحيح، بارك الله فيكم. ننتقل إلى المكالمات الهاتفية مع مشاهدينا الكرام. الأستاذ أم عمر، تفضل. السلام عليكم وحمد الله. بركاته وعليكم السلام عليكم السلام أنا أهنئ ابن الشيخ طبعا على المعلومات الجميلة التي يقولها لنا.
أهلا وسهلا جدا، الله خير. والله أنا عندي ابني عمره خمسة عشر سنة يا شيخ لا يريد أن يصلي إطلاقا. دعوته بالحسنى وباللطف وبالصراخ، لا يريد أن يصلي إطلاقا. السؤال الثاني فقط حضرتك في حديث. عن سيدنا النبي يقول: "إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث"، من ضمنها الولد الصالح الذي يدعو له. فنحن، والدنا في ضيق شديد وعسر شديد، فهل يجوز أن أتصدق وأدعو له أن يفرج الله عنه ما هو فيه وهو على قيد الحياة؟ أم أن هذا يكون عند... الوفادة طيب حاضر يا سيدي. أعتبر حضرتك الأخت اسمها السيدة أم عمر، أم عمر، أم عمر السيد عبد اللطيف. تفضلي يا سيدتي. السلام عليكم. وعليكم السلام ورحمة الله. أنا أسأل عن زكاة المال. أنا معي مبلغ من المال وضعته في البنك كشهادات هكذا يعني تماماً، وكنت... يخرج عنده اثنان وربع من العشرة، وبعد ذلك
هناك أشخاص قالوا لي: "لا، طالما أنت تستخدم جزءاً من هذا المبلغ في استكمال حاجتك الشهرية، فيخرج عليه عشرة في المائة من العائد الخاص به فقط". فهل هذا الكلام صحيح؟ حاضر، تحت أمر حضرتك. صحيح يا أستاذ. تفضلي يا... أهلاً وسهلاً عليكم وعليكم السلام، لو سمحت، أنا أريد أن أسأل فضيلة الشيخ. أفيدوني يا فضيلة الشيخ. الحمد لله، أنا موجودة في السعودية ومتربية هناك، وأديت العمرة كثيراً، وحججت مرتين، وأنا عمري ستة وعشرون عاماً، ومتزوجة ولدي ابن. حسناً، لكن أحياناً كلما تذكرت الموت وما شابه ذلك أخاف كثيراً جداً جداً. أي أنني أخاف من الإبر وأخاف من هذه الأشياء لأن إحدى صديقاتي مشلولة بشكل متواصل وهي في عافية شبابها وهذا
ظلم كبير من ربنا، وأحياناً من شدة خوفي هذا أقول: أقسم بالله العظيم يا رب أتمنى ألا يكون هناك يوم قيامة ولا بعث، وأقسم بالله العظيم طبعاً، أي أن هذا من. كثرة الخوف تعني عندما يصل الخوف إلى درجة شديدة جدًا، فإنني وصلت إلى هذه المرحلة وأصبح عادة لدي تخيل أنني في القبر ونحو ذلك. حضرتك، أريد نصيحة من فضيلة الإمام. أريد أن أفهم ماذا سيحدث، أو ما الذي فعله هذا الخوف بي. والحمد لله. أصلي وأقوم ويعني وأرد على والدي ووالدتي، الحمد لله يعني، وملابسي جيدة، محجبة وكل شيء، لكنني أخاف كثيراً، يعني لا أعرف، يعني يعني أعتقد بعض الأولى، يعني أخاف منك يا ربنا لا تعذبنا، ليس لدي شيء فعلته، يعني حاضر حاضر يا أستاذة عبير، وصلت الفكرة وحاضر إن شاء الله فضيلتك. سيرد عليك حالاً بإذن الله يا سيدة أم كريم، تفضلي. السلام
عليكم. وعليكم السلام. لو سمحتِ، أنا أسأل سؤالاً في الميراث. تفضلي. الزوج توفي وليس لديه أولاد، ولديه زوجة، ولديه أخوات (بنتان وولد أشقاء)، ولديه بنت غير شقيقة، هل ترث فيه أم لا ترث البنت؟ الأم البنت من الأم. نعم، ترث فيه أو لا ترث. نعم، حاضر حاضر. بارك الله فيك سيدة أم كريمة. شكراً جزيلاً مولانا. السيدة أم عمر واضح. لا أعرف هل هو عمر أصبح أم ماذا الذي يصعب عليها قليلاً. قد يكون عمر وقد يكون أخي. نعم يمكن أن يكون إلا الاستمرار في التربية وفي. النصيحة بكل الوسائل: عندنا في البداية الترغيب، بأن نُرغِّب الولد في الصلاة، ونأخذه معنا إلى المسجد،
ونقول له: "تعال صلِّ معي". فيقوم الولد ويكون فرحاً، أو يكون هو إمام أمه أو ما شابه ذلك، إلى آخره. وبعد ذلك يترك الصلاة، فبعد أن يصلي الظهر لا يصلي العصر بعدها. ما يصلي بها المغرب نزل مع أصحابه والعشاء يعني فات. نستمر في الترغيب وفي الترهيب أيضاً يعني الترغيب ثم الترهيب ولكن بالاستمرار فهو مغلبها. نعم هو مغلبها لكن هذه هي وظائف الأم والأب أن يصبروا على أبنائهم حتى يهديهم الله. هذه نقطة واحدة، النقطة الثانية الدعاء، الناس لا تأخذ بنا من الدعاء، لابد أن تدعو له: يا رب اهده، يا رب وفقه، يا رب كذا إلى آخره. ولا تخف عليه، سيهديه الله
لأن دعاء الأم مستجاب، فسيستجيب وسترى هي بعينيها أثر هذا الدعاء. وقال ربكم: "ادعوني أستجب لكم". في بعض الأوقات يكون للأم أو الأب شعور بالقوة. والقوة أن أهرب الولد وسأقول وسأقنع وسأفعل، لا، أعطِ الشيء لصاحبه. صاحب هذا الولد هو ربنا، ليس أنت، ليس أنت مالكه، ليس لك، هذا الذي خلقه من خلالك وأخرجه من بطنك هو الله سبحانه وتعالى. ولذلك يجب عليك وأنت تعامل ابنك أن تعرف أن هذا ليس ملكك، هذا ملك الله. صحيح، وما دام مُلْك الله، الله جَلَّ في عُلاه وهو يهديك، تقول ولد صالح يدعو له. أنا يعني أريد أن أدعو لأبي. طبعاً ادعُ
لأبيك، كما أن دعاء الوالدين للابن وللبنت مستجاب، فدعاؤك أنت لأبيك حياً أو منتقلاً أيضاً هو مستجاب إن شاء الله. الأخ عبد اللطيف نقول له: نعم، صحيح الذي... قالوا لك إنه يصلح أن تُخرج عشرة في المائة من العائد أو الربح حتى لا تُفسد الوديعة التي تأكل منها وتكمل بها المعيشة. عبير تقول: "أنا أخاف خوفاً مُفزعاً"، هذا الخوف المُفزع يجعلها تطرد الخوف، فتطرد فكرة أنه لا يوجد يوم قيامة ولا نار، وهي تصلي وتفعل كل شيء، ولكن هذه الخواطر نقول. لها يا عبير هذا يأتي، ما هو بالذكر ولا تجلسي، إذ يبدو والله أعلم أن عبير تعطي لنفسها جرعة كبيرة في الوقت مما يسمى عند أهل
الله بالموت الاختياري، والموت الاختياري هذا معناه أنها تتصور نفسها في القبر وتتصور نفسها ماتت وتتصور نفسها بُعثت يوم القيامة وتتصور نفسها أنها تحت. الحساب والعقاب وهذه جرعة كبيرة هكذا فينشأ منها هذا الخوف. أقول لها: "لا، دعكِ من الحجاب، انسي هذا الكلام، انسيه". "كيف ننساه؟ تذكَّري دائماً ولسانك يلهج بها: يا لطيف، قل يا لطيف". هذه تخفف، تكون مثل الماء عندما ينزل على النار هكذا، يخفف عليها. فنحن الورد. خاصتنا منذ أن نستيقظ في الصباح أو عندما تهجم علينا الخواطر نقول: يا لطيف يا لطيف يا لطيف، ونتأمل معناه أن الله لطيف بعباده وهو اللطيف الخبير، فلا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير.
فاللطيف تلطف، هذا هو ورد السادة الشاذلية حتى يهدأ باله ولا يصل إلى هذه الحالة. مائة وتسعة وعشرين مرة، مائة وتسعة وعشرين مرة، لكن ستقولها متتالية، متتالية، أي كلما انتهيت من مائة وتسعة وعشرين تقول في إسرائيل مائة وتسعة وعشرين ثلاث، آه يا لطيف، أتصلح هنا؟ تقول لي: طيب يا الله. لا، لا تصلح هنا يا الله، لكنها تصلح في أمور أخرى، ولذلك... ولله الأسماء الحسنى، أي أنها متنوعة وكثيرة، فكل اسم له خصائصه المجربة. ومن أين أتيت بهذا؟ أين الحديث؟ لا يوجد حديث، إنما هو من الآية، من التجربة أو من التجريب، من الكون. هذا صحيح، لأن الكون أيضاً مصدر للمعرفة الشرعية كما أقر الفقهاء. يقال لك: وهذا من الوجود، فتعبير. تعمل هكذا:
أولاً، تبتعد عن تصور القبر والموت، ثانياً، تبدأ بذكر متتالٍ "يا لطيف". السيدة أم كريم تقول: مات رجل وترك زوجة، بما أنه ليس لديه أبناء، ستستحق الزوجة الربع، ولديه أخ وأخت أشقاء، فهؤلاء سيأخذون بقية تركته، والأخت غير الشقيقة لن تأخذ شيئاً. طيب مولانا، أستأذن فضيلتك، ننتقل إلى... إجابات حضراتكم المشاهدين، بعض من إجاباتهم على صفحتنا على الفيسبوك على سؤال الحلقة: هل توافق أو توافقين على ستر شخص ارتكب ذنباً، ومتى لا توافق على الستر؟ صارت بعض من إجابات حضراتكم: الأستاذ أسامة خميس يقول: أوافق إلا إذا دُعيت للشهادة أو كان الذنب الذي ارتكبه جريمة اتُهم فيها شخص. يقول الأستاذ ممدوح
بدران: "لن تفرق الذنب بينه وبين الله، فالستر مطلوب. الستر مطلوب. نعم، لن يفرق الذنب، سيكون بينه وبين ربنا، فالستر هنا مطلوب. أما إن كان الذنب يتعلق بحق العباد كأكل أموال الناس بالباطل فلا ستر في ذلك. اللهم استرنا بسترك الجميل الذي سترت به نفسك". فلا عين تراك. محمد أسامة يقول: نعم جداً، مهما كان كِبَر الحجم ومستوى الذنب. الله سبحانه وتعالى يقول في كتابه العزيز... هذا هو حديث شريف: "من ستر مسلماً ستره الله في الدنيا والآخرة". السيد محمد طه يقول: أوافق على الستر عملاً بما ورد في الكتاب والسنة المشرفة. لكن إذا تعلق بالستر ضرر بالآخرين، لا أقول افضح، ولكن اجتهد ألا يقع ضرر في أحد. الأستاذ أحمد طالب يقول: "نعم أوافق حتى لو كان هذا الذنب من الكبائر، ولأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة". طيب مولانا، ما رأي
فضيلتك في؟ هذه الطريقة تعني أن بعضهم يقول يمكن الستر إلا إذا كان سيؤذي أحداً أو سيتعدى على شخص ما. يقول البعض حتى لو كان كبيراً سأستره، فلا بد أن نستر ما دام في الخفاء، لأن هذا هو الذي ستستقيم به أمور المجتمع. وقد ذكرت في بداية الحلقة أن الستر قد يكون على النفس. والستر قد يكون على الغير والستر قد يكون على الأجنبي، وفي كل هذه الأحوال نستر. نعم، نعم من غير محاولة للتشفي ولا الانتقام ولا تحت أي عنوان، لأنه في حالة من التستر وعدم التهتك والفجور على الاسم. أس في بعض الأسئلة سنأخذ سؤالين فقط، آسف جداً يعني لأن الوقت انتهى. تقريبًا محمد، تقول حضرتك أنها مديونة بدين كبير
لأحد الأشخاص، فهل يمكن أن تأخذ قرضًا من البنك لسداد هذا الدين؟ لكن هذا سيزيد عليها قرضًا آخر، فإذا كان عليها عشرة آلاف، ستأخذهم عشرة آلاف لتصبح اثني عشر ألفًا. أليس من الأفضل أن تقضي العشرة آلاف فقط؟ ما حكم هذا؟ الأستاذ خالد يقول: ما حكم المبالغة في شراء مستلزمات الحياة والمعيشة؟ "وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين". نعم، فالله ربنا سبحانه وتعالى أباح لنا الأكل وأباح لنا الشرب وأباح لنا التجمل والثياب ولكن من غير إسراف. الأستاذ طه يقول: في الآية الكريمة "وهزي إليك بجذع". النخلة تساقط عليك رطباً جنياً. يقول حضرتك: هل ليس الرطب والبلح يكون في شهر معين في فصل الصيف؟ والسيد المسيح وُلد في الشتاء. هذه معجزة، وهي أن السيدة الحامل التي
ستلد تهز النخلة فيتساقط الثمر. هذا أمر يُظهر معجزة، وكانت السيدة مريم عليها السلام تأتيها الفاكهة. فاكهة الصيف في الشتاء وفاكهة الشتاء في الصيف لكي يُسلي قلبها، إنها مدهوشة لأن هذا من عالم الغيب، ولذلك كلها معجزات حتى الميلاد الشريف للسيد المسيح كان معجزة. نعم، بارك الله فيكم مولانا، جزاكم الله خيراً، شكراً جزيلاً. حضرتك أيضاً، شكر موصول لحضراتكم، إلى اللقاء.