#والله_أعلم | الحلقة الكاملة 19 أكتوبر 2014 | مكانة المرأة في الإسلام واحكام التعامل معها

أهلاً بكم في حلقة هذا المساء، نستكمل مع فضيلة الإمام الحديث حول أمور وقضايا تتعلق بالمرأة. بالأمس وأول من أمس تحدثنا في أمور كعمليات التجميل وغيرها من الأمور التي ربما تكثر أسئلة أخواتنا وأمهاتنا وبناتنا فيها. اليوم نتحدث عن شق آخر يتعلق بما... كانت المرأة في الإسلام كيف ينظر إليها الإسلام وكذلك بما يفسر فضيلة الإمام
ربما لجوء بعض الأشخاص ممن يظهر عليهم بعض علامات الالتزام يلجؤون إلى التشدد والنظر المتشدد حيال المرأة ما يجعل المرأة تشعر وكأن بها نقيصة أو أن الإسلام به نصوص قد تنتقص من مكانة المرأة كما يقول الغرب نضع هذا الأمر المهم على مائدة النقاش أمام فضيلة الإمام العالم الجليل الأستاذ الدكتور علي جمعة. فضيلة الإمام، السلام عليكم. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أهلاً ومرحباً بكم، أهلاً بكم. سؤالنا لحضراتكم على الفيسبوك على صفحة البرنامج: ما أكثر الأمور التي تراها تنتقص مما كانت عليه المرأة ويُلصقها البعض بالدين؟ أُحيل إلى فضيلة الإمام: هل هناك في الدين سواء في القرآن أو في السنة أو مما ذكره التابعون ما قد ينتقص من مكانة المرأة أو يقلل من مكانتها قياساً بالرجل؟ بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله
وآله وصحبه ومن والاه. نحن قد وُلدنا كمسلمين. من أبوين مسلمين في بلاد مسلمة، ولكننا عندما اطلعنا على الإسلام وتعلمناه أحببناه حباً زائداً على ميراث الإسلام الذي تركه لنا الأب والأم. الإسلام دين جميل جداً لمن فهمه أو من الله عليه وفتح عليه لأن يفهمه. أنا شخصياً اطلعت على مئات من المذاهب الأخلاقية والديانات سواء كانت المنسوبة إلى السماء أو المنسوبة إلى وضع الإنسان ووجدت ما معنى التمييز ونظرت في الإسلام فإذا هو شيء لا
يكون إلا من عند الله. ملخص ذلك وما تعلمناه على يد مشايخنا قول ربنا سبحانه وتعالى: "ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف"، "ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف"، بعد ذلك هو "للرجال عليهن درجة" في نفس الآية لكي لا يدّعي أحد جاءت بالميزان "ولهن مثل الذي عليهن". فهناك حقوق وواجبات، إذاً من قال إن المرأة ليس لها حقوق في الإسلام فقد خالف هذه الآية التي هي المفتاح والأساس. الله سبحانه وتعالى عندما تكلم عن الرجل والمرأة تكلم أنهما مخلوق واحد "يا أيها الناس". اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة يا أيها الناس، والناس يدخل فيها الرجل والمرأة. اتقوا الله الذي خلقكم
من نفس واحدة وخلق منها زوجها، ليس زوجتها ولا غير ذلك، بل زوجها يعني ما يكمل به الإنسان كنفس واحدة. فإذا تأملنا في الفلسفات اليونانية القديمة وجدنا أن هذه هي دائرة أرسطو. ودائرة سقراط التي كان يقول إن الرجل والمرأة كنصف دائرة يبحث كل منهما عن الآخر، فإذا تلاقى وتوافق اكتملت الدائرة. سنجد هذه الآثار موجودة في الفكر اليوناني، ثم عند مايكل أنجلو عندما يقول: إنسان، رجل يحتضن امرأة، له قفيان، يعني هو إنسان واحد له قفيان، وعلى هذه الدائرة تم خلق. الدنيا إذا
الإسلام هذا شيء كبير جداً، هذه الفلسفة عميقة جداً أن تتكلم عن دائرة واحدة مكونة من الذكر والأنثى، ويأتي ربنا ويقول: "وما خلق الذكر والأنثى، إن سعيكم لشتى". رأينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول: "النساء شقائق الرجال"، والشقيق متساوٍ. خلاصة الأمر أننا وجدنا الإسلام وهو يكلف المرأة. بالصلاة وبالشهادتين وبالزكاة وبالصيام وبالحج وبالذكر وبالدعاء ووجدناه وهو يلزمها بالبيع الصحيح والنكاح الصحيح الزواج الصحيح وبكل ما هنالك ثم وجدنا فوارق ما بين أحكام الحاكم والمحكوم صاحب المال والعامل الرجل والمرأة الكبير والصغير وجدنا
فوارق في الأحكام مؤداها ليس هو مؤدى تمييز عندما يأتيني رئيس للدولة وتكون له أحكام متعلقة به فله أن يجيش الجيوش وأن يشرط الشرطة وأن يقر الأمن وأن يقر العدل في البلاد إلى آخره وقد لا أكون أنا قادراً على هذا كله. هذا ليس تمييزاً للرئيس عني كإنسان، إنما هذا لأمور ثلاثة وهي الخصائص والوظائف والمراكز القانونية، وهذا هو الذي بين الرجل والمرأة في دين. الإسلام لعمارة الدنيا، نعم، يأتي ويقول لك تعال هنا، ما الميزة الكبرى التي تفرق بين الرجل والمرأة؟ الميزة الكبرى هي الحمل، أن المرأة لها رحم وأن الرجل ليس له رحم، أن المرأة تخرج منها
الحياة والرجل لا يفعل ذلك، لا يحمل. لو كان الله خلق شيئاً يجعل الرجل أو الذكر يحمل. والمرأة تحمل أو شيء مثل ذلك كجنس ثالث، ما نحن عارفون مَن الذي يحمل أو مَن كذا، أو كان كل شخص أباً وأماً في نفس الوقت، لم يكن هناك مشكلة، لكانت الدنيا تغيرت وأحكامها تغيرت. لكن عندما خلق المرأة بخصائص معينة، خلقها تحمل، وخلقها ترضع، وخلقها تحب هذا الولد حباً. غير مبرر وغير معقول، وخلقها للعناية والرعاية وكذلك، وخلق جسمها بأسلوب معين وبوضع معين، وخلق الرجل بجسم آخر، فكلّف كلاً منهما بما تعمر به الحياة كي تكتمل الدائرة، كي تكتمل الدائرة. هذه هي الحكاية: خصائص، وظائف جسدية
ونفسية واجتماعية، مراكز قانونية. فقال الرجل: انتبه، أنت الذي ستدفع المهر، أنت الذي سأذهب لأحضر لكِ النفقة. المرأة تجلس في بيتها مثل السيدة المُتسيِّدة هكذا. ما معنى كلمة "ست" في لغة العرب؟ ملكت على ست جهات: أمامي، خلفي، فوقي، تحتي. ست الجهات... لدينا أربعة، وفوق وتحت، فيصبح المجموع ستة. صحيح. قال: هي الستة. نعم، تستحوذ على كل شيء. نعم، أجننت الرجال، هي الستة. طيب، بقوة بدنية أبداً، هذه مسكينة وهي مسرورة أنها كانت مسكينة، ربنا خلقها هكذا. طبعاً توجد مذاهب أخلاقية تقول لها: "لا، أنت لست مسكينة، اذهبي والعبي كمال أجسام، واذهبي لألعاب المصارعة، واذهبي لألعاب الكرة، وكوني في الصعقة وفي القوات الخاصة". لا حرج عليهم، هم أحرار أن يعيشوا حياتهم، لكن البشرية لم تكن. هكذا البشرية، السيدة
لأن ربنا خلقها بوضع معين، فربنا سبحانه وتعالى حماها بأحكام معينة وأعطاها. أين إذاً التمييز؟ هو التمييز! وما هو؟ إن النسويات الآن يقلن ماذا؟ تقول إحداهن - كاتبة، هداها الله - كتبت قصة أنها تحاكم الإله وتقول: "أنت أخطأت بأنك خلقتني فتاة". لماذا يا بنت الحلال؟ قالت له... لا، أنت جعلتنا نتحمل ووضحت أين الرجل، وهكذا خبل خبل، لا يوجد رضا بالواقع ولا بالقضاء ولا بالقدر ولا بربنا ولا بأي شيء، كفر بكل شيء ليس بالله فقط، ولذلك هؤلاء الناس يعيشون حياتهم. أقول لهم: عيشوا حياتكم، عيشوا حياتكم، لكن دعوا الناس تعيش حياتهم بالتأكيد، فمن شاء. فليؤمن ومن شاء فليكفر، إذا أنا عندي ثلاث أشياء لازم نحفظها في هذه
القضية: الخصائص والوظائف والمراكز القانونية. ثم اختلفنا في الميراث لأننا اختلفنا أيضاً في النفقات واختلفنا أيضاً في ما يجب علي أن أعطيه وفي المهر وفي كذا وكذا. إذاً هذا وضع إلهي سائق ذوي الحقول. الصحيحة السليمة إلى ما في خيره، طيب فضيلتك يا إمام، أنا سأعود إلى الآية الكريمة التي ذكرتها فضيلتك "ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف"، هذا الذي أقر نعم التكافؤ والميزان، نعم "وللرجال عليهن درجة"، هذه إدارة إذن، نعم نتحدث فيها هل هذه الدرجة هي في الخصائص أم في الوظائف أم... في المراكز القانونية في المراكز القانونية بمعنى ماذا مولانا؟ بمعنى أولاً خلقها ذات عاطفة جياشة عجيبة غريبة، فأعطى للرجل حق التطليق، قال له: إذا أردت أن تفسخ هذه المسألة فالأمر بيدك،
لأننا جعلناك على نمط معين من التفكير، ولذلك أنت هذا تشريف لكنه تكليف، مسؤولية تتحملها، مسؤولية ليست نقيصة في المرأة. ليست نقيضة في المرأة، وفي المقابل حق الخلافة صحيح. إذا أردتِ أن تنهي الحياة الزوجية، فعليكِ أن تنظري في السبب. اطلبي من القاضي التطليق إن كان هناك سبب، وإن لم يكن هناك سبب فاطلبي من القاضي الخلع. حسناً، إذاً، هذا نوع من أنواع القوامة. وما المقصود بهذه القوامة؟ النفقة، والنفقة معناها... ماذا؟ أن تجلس مستريحة في بيتها والرجل يكدح ويعمل بجد ويجلب المال ويعطيه لها. حسناً، هذه الدرجة بعض النساء ترى أن فيها تمييزاً للرجل بأن الرجل يتميز بدرجة ما على النساء، فهو له اليد العليا ونحن اليد السفلى، هم الفاعل ونحن
المفعول به، وتريد وبالتالي تريد أن تتساوى مع الرجل في كل شيء فتنفق، قد تكون هي الآن ترى أن لها ذمة مالية، وأنها ناجحة ربما أكثر من الرجل. على فكرة، ذمتها المالية هذه موجودة منذ الأزل، ليس لنا شأن بها. هي ورثت عن أبيها ملايين، والرجل ليس له شأن بها، تتصرف كيف شاءت، تذهب وتبيع وتشتري بذمتها المالية. مستقلة وهذا الذي جعلنا نقول إن الإسلام ليس فيه تمييز. القضية كلها هذه قضية إدارية. هي رفضتها، وماذا تقول في هذا الرفض؟ تقول: أنا سأتزوج الرجل، وهذا الرجل... هناك شيئان: شيء اسمه المساواة وشيء اسمه التساوي. فهي لا تريد المساواة، هي تريد التساوي. التساوي معناه أن هو... يُنفق أنا أُنفق وأن هو يعمل وأنا أعمل وهذا يتيح الفقه الإسلامي. نعم، يعني تعالي الآن نتفق أنتِ
ماذا ستفعلين لي؟ قالت: أنا أريد أن أخرج لأعمل كي أحقق ذاتي. تفضلي اعملي، أنا موافق أن أتزوجك وأنتِ تعملين، وأريد أن أكسب مالي وأنتِ تكسبين مالك، وأريد مناصفة في البيت، أنا النصف وأنتِ النصف. تفضلي ادفعي أنا النصف وأنت النصف، وأنا لي ذمة في صندوق هذا البيت، يعني كأنها شركة مساهمة من شركات الشيء. الحقيقة ليس كذلك، لكنها تريد هذا. فلتتفضل تتفق مع زوجها. حسناً، وزوجها؟ نعم، هذا في نطاق المباح، وليس في نطاق أن أعرضه كنموذج يريح المليارات من الناس. ولكن هذه حالة واحدة من بين ملايين أو مليارات الحالات الحلال. ما المرأة التي تريد ذلك، فهناك نساء يردن ذلك، ونساء قلن: "لا، أنا لا أشعر بذاتي"، وبعد ذلك يندمن عندما يُجبرن وما إلى
آخره. لكن لا عليها، هي في حالتها الراهنة تريد أن تفعل ذلك، فلتفعل. حسناً، هل تتفق معي؟ صحيح. حسناً فضيلة الإمام، إحدى المشاهدات تقول: أنا أخرج وأعمل مثل زوجي، وأشارك معه في المصاريف، وأتحمل مع الأعباء كلها. بالعكس، أنا أنهي عملي وآتي لأعمل أيضاً عمل البيت. ولماذا تعمل عمل البيت؟ لماذا؟ الحياة ليست كافية! فلتتفق معه على أساس كان النبي صلى الله. عليه وسلم في خدمة أهله، يغسل معها، ويخيط معها. من الممكن أن نضربها إذا قالت له: "احمل معي"؟ لا، يكون هو المخطئ حينها، يكون هو المخطئ. حضرتك، أنا لا أضرب زوجتي لأنني لا أشاركها. "خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهله"، وكان في خدمة أهله. أخرجه البخاري: السيدة عائشة تقول كان في مهنة أهله (مهنة يعني خدمة، والاثنان صحيحان في اللغة)
كان في مهنة أهله أو في خدمة أهله، معناها أن يده في يدها تعمل شيئاً، يعمله معها في البيت. هذا مَن؟ اسم الله! هذا سيد الخلق! أخونا زوجها هذا قال سيفزع فيها ولا. يضربها أو لا يزورها أو نحو ذلك، هذا ليس من الإسلام. هل أنت منتبه؟ حسناً، ولماذا تزوجتها؟ إن كل شيء يمكن أن يكون بالخصام إلا الزواج فيكون بالاتفاق. تفضل، إذا أنت أيتها السيدة وجدت الرجل الذي يناسبك بهذه الثقافة فلا مانع، والله لن يغضب عليكم أبداً. ما علاقة الدين بهذه المسألة؟ هذه ثقافات، هذه أمور شائعة بين الناس. قالت: حسنًا، أنا هنا فهمت خطأً يا مولانا لفكرة الدرجة. هنا الرجل الذي يفهم الدرجة بشكل خاطئ. نحن نوضح الآن، فهذا البرنامج من أجل أن نوضح أن هذه الدرجة "وللرجال عليهن درجة" تكون بما أنفقوا من أموالهم، وبما أنفقوا من أموالهم. هذا تكليف
على الرجل لصالح المرأة. المرأة لا تريد وتقول: "أنا لا أريد هذا التكليف". حسناً، تفضلي بما تريدين. ما الذي تريدينه؟ أن أخرج لكي أحقق ذاتي؟ تفضلي أيضاً، تفضلي. إذن، كل الصحابيات كان منهن من تعمل ممرضة، ومن تعمل طبيبة، ومن تعمل. تاجرة والتي تعمل كذا إلى آخره بأساليب عصرهم، لكن السيدة خديجة كانت تاجرة، وأم عطية كانت طبيبة، وهكذا. وخرجن في الحروب وجئن ومشين وذهبن جاءن وهكذا عمرن الدنيا. إذاً ومنهن المجتهدات كالسيدة عائشة والسيدة أم سلمة، ومنهن المحدثات، ومنهن ومنهن، وعلى مر التاريخ حدث هذا. تاريخنا فيه تسعون امرأة حكمت. تسعون امرأة، نحن نعرف شجر الدر فقط، لكن تسعين امرأة
أوردتهن في كتابي. تسعون امرأة حكمت في العصر الإسلامي خلال الأربعة عشر قرناً الماضية. أمريكا حتى اليوم لم تحكمها امرأة واحدة. ستة؟ صحيح، حسناً. صحيح، إذن لدي تسعين امرأة، فأين لي بأمة فيها مثل ذلك. تسعين امرأة في الهند لن تجد إلا أنديرا غاندي، وفي باكستان لن تجد إلا بنازير بوتو. حسناً، مولانا، عفواً، للأسف المقاطعة في هذه الجزئية المهمة. أصبح دائماً عندما نقول هذا الرأي، يرد علينا أحدهم بحديث شريف "خاب قوم ولّوا أمرهم امرأة" أو كما ورد في الحديث. الحديث صحيح. نعم، قيل في بنت كسرى ما لم يُقل في كل النساء. أجل، يعني هذا كان في حالة بنت كسرى. فكسرى عندما وصله كتاب النبي، نعم عليه الصلاة والسلام، النبي أرسل إلى المقوقس، فالمقوقس رد عليه بهدية، صحيح، أرسل إلى هرقل، فهرقل أرسل رداً إليه بهدية، أرسل إلى كسرى، فقام بضرب الكتاب ورماه في الأرض. وقتل
الرسول، فالنبي عليه الصلاة والسلام دعا عليه. نعم، كسرى كان ينزع الملك من ابنه، فابنه كسرى ماذا فعل؟ أحضر وعاءً صغيراً ووضع فيه سماً وكتب عليه إكسير الحياة. وعندما جاء وقت تفتيش أغراض أبيه بعد أن قتله، وجد إكسير الحياة فشربه ومات، فقالوا: مقتول قتل قاتلاً. صحيح. اختر الولد هذا. وُلِدَتْ بنتُ كسرى، وُلِدَتْ بنتُ كسرى، فجاء الخبرُ للنبي، فقال: "لن يُفلحَ قومٌ وَلّوْا أمورَهم امرأة"، لأنهم يُعادونه، ولأنهم... أي أن الفُرس لن يُفلحوا. يعني الحديث هذا
كان في الفُرس وليس في أحدٍ آخر يا فضيلتك. لابد أن نخرج حالاً فاصلاً ونستكمل بدليل أن الرسول عليه الصلاة والسلام كثيراً في غزواته. كانت المرأة تخرج وكان لها دور إيجابي قوي جداً. لم تكن المرأة مثلما هي في الزمن الحاضر، يعني في الماضي كان من الممكن أن تمشي براحتها، أما الآن فمهما ارتدت تجد من يعاكسها ومن يعترض طريقها. كما أن المرأة الآن تنزل إلى مجال العمل فتجد أنني وأنت جالسين، أنا ورجل جالسين في مكتب. وكل زملائنا خارج ونحن عندنا ليس عمل، لن نكون وحدنا. ما الذي سيحدث يعني؟ أنا أرى أن الرجل يتكلم مع المرأة على انفراد، هذا لو كان أمام الناس، يعني لو في جامعة مثلاً وهكذا، نعم ليس عادياً، سيكونون أمام الناس، لكن بشكل فردي وهكذا، ما
رأيته أن المرأة تسلم على الرجل بيدها. عادي، نحن نتعامل كإخوة، لكن هناك بعض الناس يعني يجب أن أكون أعرفهم. إذا كان رجلاً وأنا لا أعرفه، بالطبع لا أسلم عليه. ويمكنني أن أسلم على امرأة بيدي لكن يعتمد ذلك على ما إذا كانت هي تقبل ذلك. فهناك فتيات أو سيدات يمكن - وقد حدث معي ذلك من قبل - أن آتي لأسلم عليهن فيرفضن. آسفة، لا أصافح، فهذه حرية شخصية، وقد تراها أنت أنها حرام. ليس من الواجب أن أصافح أي امرأة لأنها لا تفرض علي أن أصافحها. والله سبحانه وتعالى قال هكذا في القرآن الكريم، أي أنه محرم شرعًا، وهذا قول النبي صلى الله عليه وسلم.
لن يفلح قوم ولوا أمورهم امرأة، لن يفلح قوم ولوا أمورهم امرأة. هذا كان ينطبق خصيصاً على بنت كسرى، على بنت كسرى، لا على عموم النساء والمسلمين. فانهزم الفرس، فانهزموا وانتهوا، نعم، ودخلوا الإسلام، نعم. يعني حتى بعدما انتهوا دخلوا الإسلام، فلن يفلح قوم ولوا أمورهم. تلك المرأة التي جاءت بعد قتل أخيها لأبيها وهذه الأسرة المتهرئة لن يفلحوا أبداً. نعم، فذهب بعض الأئمة إلى حملها مطلقاً، يعني انتزعها من هذا وفهمها أنها مطلقة، لكن هناك أئمة آخرون قالوا: لا، هذه لها سبب، وما دام لها سبب فلابد
من مراعاة السبب الذي نسميه السياق والسباق، لكن... موجود في الكتب القديمة أن المرأة لا تتولى. نعم، جاء الطبري وقال: لا تتولى وتعمل قاضية وتتولى كل هذه الأمور. قالوا له: طيب، وعبد الرحمن بن أبي ليلى كان يرى ذلك، يرى فيه نعم. هذا الحديث خاص؟ صحيح الأئمة الأربعة وهم منهم يقولون: لا، الحديث ليس خاصاً، الحديث عام. لكن هناك مجتهدون منهم الطبري ومنهم عبد الرحمن بن أبي ليلى وغيرهم يقولون لا، هذا خاص، ولذلك المرأة تتولى الولاية العامة. قالوا: حسناً، تتولى الخلافة، الخلافة التي هي الدول السبع والخمسين التي يريدون جمعها في دولة واحدة، خلافة إسلامية، خلافة الإسلام، خلافة رسول الله عليه الصلاة والسلام
والخلافة. ظلت هذه موجودة عندنا منذ سيدنا أبي بكر حتى آخر خليفة، وكان السلطان العثماني رشاد الذي كان في عام ألف وتسعمائة وأربعة وعشرين. منذ عهد النبي حتى ألف وتسعمائة وأربعة وعشرين كانت هناك خلافة، أما الآن فلا توجد خلافة. النبي عليه الصلاة والسلام عندما جاء قال: "فإن لم يكن في الأرض خليفة". قال: "فالزم بيتك فاعتزل تلك الفرق كلها، فكن حلساً من أحلاس بيتك حتى يأتيك الموت". وإن تطابق ما قاله لهم، فإنهم لن ينشئوا الخلافة ثانية كما تقول داعش. لو كان قال ذلك لما كان علينا شيء، وكنا سنحاول، وكان سيكون هناك توفيق رباني، لكنه هنا يقول لي: "لا، لا تفعل، اعتزل تلك الفرق". كلها عليك بخاصة نفسك ودع عنك أمر العامة، إذ فأنا أمام الحديث هذا، الحديث هذا خاص وليس عاماً، والمرأة اشتغلت مجتهدة، ولنا
ما استدركته عائشة، الإصابة في ما استدركته عائشة على الصحابة، وعائشة لها اجتهادات مفردة، واتُّخِذَ فيها رسائل للماجستير والدكتوراه، فإذاً نحن أمام عدم تمييز وما هناك تمييز في أصل الإسلام إنما أصبح هذا الإسلام ممتداً من أمريكا حتى اليابان، أي أنه يشمل الأرض كلها، ثقافات مختلفة، مشارب مختلفة، عقول مختلفة، تربيات مختلفة، ولذلك: "خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين". فستأتي إذن الكلمات التي قيلت في التقرير، سنرجع إليها بكل تأكيد، يقول لك: أسلم أو لا تسلم، لا. تسلم أو لا تسلم أنت الآن، لكن أصبح هناك من جعلها حكماً شرعياً، لكنني
أقول: لا تسلم أو لا تسلم، هذا طبقاً للبيئة وطبقاً للعرف. فأنا عندما آتي إلى السعودية، يُعتبر عيباً أن تسلم على المرأة، وفي منطقة الخريج كلها في اليمن، يُعتبر عيباً أن تمد يدك لامرأة لتسلم عليها وهي أجنبية. نمشي وراء هذا. حسناً، الحديث الشريف يا مولانا، في حديث شريف ماذا هو الحديث الذي هو: "لأن يُطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له"، وهذا رواية الطبراني والبيهقي والروياني في مسنده بسند جيد. وما علاقة هذا بالمصافحة؟ فالمس هو المس. هذا الجماع واللمس بقصد الشهوة وليس المصافحة، لا لا لا، هذا المس، الجماعة، نعم الجماعة، نعم، لكن هذا اللمس، لكن، المس، "ولم يمسسني بشر ولم أك بغيا"، صدق الله العظيم، صحيح، نعم، عندما تقول السيدة مريم: "ولم
يمسسني بشر"، فكيف سأنجب؟ هل يأتي الإنجاب من المصافحة؟ تأتي من اجتماع الرجل مع المرأة، فالمس هنا معناه إذاً هو الزنا. فالمس الذي في هذا الحديث ليس اللمس العادي، بل المس الأصلي، وبعدها "لا تحل له". يعني طبعاً أي رجل ينام مع امرأة لا تحل له، نسميه زنا. لكن سيقول فضيلتكم: أليست أمه تحل له؟ أخته وابنته تحلان له، فهل يمسّهما بمعنى الحديث؟ حسناً، أنت غير راضٍ أن تفهم أن المس هو الجماع. رجل زنا بأمه، نعم يكون حراماً. رجل زنا بأختي، يكون حراماً. رجل زنا بجارتي، يكون حراماً. ما المشكلة؟ ما سؤالك؟ المس يعني جامعها، وليس المس بمعنى اللمس. صحيح، صحيح، امرأة
جامعت امرأة لا تحل له. طبعاً سواء كانت مصيبة سوداء هذه أي واحدة غير امرأة، بمعنى أصح هي ستكون مصيبة سوداء. نعم، صحيح يا مولانا. ما شأني بأمه وأخته وما شأنه هكذا؟ صحيح، نعم، نعم. لو أنه مسَّ امرأة لا تحل له بصفة مطلقة فيكون زنا صحيح، لكن لمسه يعني يده جاءت على... يد البنت هكذا، نعم، فهذا أخرجه الروياني بسند جيد، والطبراني، والبيهقي كما قلتَ، صحيح نعم، والسند الخاص به جيد، يعني هذا الحديث صحيح، لكن ما علاقته بالمصافحة؟ لا علاقة له بها، لأنه أخي وهو يقرأ خلط بين لماس التي هي اليد على اليد، وبين مس التي هي... آه من وُدِكهت. قال ماذا؟ "من قبل أن يتماسا". نعم، نعم. آه، من قبل أن ينام معها في الطلاق، هذا في الظهار. في الظهار، نعم، في الظهار. نعم، "من قبل أن يتماسا". هذه هي لغة القرآن. آه، التماس هنا بمعنى المواقعة،
المواقعة. آه، معناها الدخول بها، يعني الدخول. بها الجماع، الجماع يعني، نعم، الوطء، سمِّه كما تشاء، حسناً. يبقى هنا عندما يفعل ذلك مع من لا تحل له، ماذا يكون؟ يكون زنا. أكان ذلك ما تقصده ببقية من حديد؟ نعم، يكون زنا. فهذا في تحريم الزنا وليس في تحريم اللمس والمصافحة. ما علاقتها باللمس والمصافحة؟ لا شيء عليه يا... مولانا ليس عليه حرج، حضرتك الآن تضبط لنا هكذا، ما هذا؟ الزوايا ليست مضبوطة لدينا. حسناً، جميل، حسناً. الآن، الآن، لا، نحن في مصيبة كبرى، نعم الحقيقة يعني الآن هذه المصافحة تختلف باختلاف الزمان. في زمن كان لدينا المصافحة عيباً، حسناً، المصافحة المعيبة هذه تصبح حراماً. ما الذي يجعلك تهين؟ المرأة وتمد لها يدك، الله، هذا البعيد وقح. زمن آخر ومكان آخر مثل الأمريكان. يريدون أن يدخلوا الإسلام،
أقول له: لا تسلم على المرأة. فيقول لي: ماذا؟ أسلم على من؟ إن الرجال يسلمون على النساء كنوع من أنواع التهذيب. فقلت له: نعم، فالمصافحة لها أصل. الدين ماذا؟ وما الآداب التي كان سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يسير عليها؟ أنه لا يصافح النساء، أخرجه النسائي، قال: "إني لا أصافح النساء، كلامي لامرأة ككلامي لمائة امرأة". نعم هذا هو. وماذا عن أبي بكر؟ أبو بكر سلم على عجوز في خلافته. وماذا عن عمر؟ عمر عندما جاء مرة ليسلموا على... رفض النبي وقال لهم: "لا، لا بأس عليه، أنا لا أصافح النساء". صافحهن عمر. حسناً، هذا يعني إذا كان هذا عُرفاً فهو ليس شيئاً ثابتاً في كل وقت ولكل شخص ولكل موقف وما إلى ذلك. هذا من آداب السلوك،
فلو اتفقنا جميعاً في بلد معين على أننا لا نتبادل السلام بقول "مرحباً"، فهذا أمر جيد جداً، فليكن هذا هو المتبع. إتيكيت، هذا أدب، هذا لياقة، هذا لباقة، لكن لو اتفقنا على أننا نسلم، خلاص عقلي لن يكون فيه شيء. المرأة تقول ماذا عندما يكون من بلدي؟ المرأة خطر في ذهنها في التقرير هكذا: "الله، والد فلان الذي بجوارنا، صحيح الذي تربينا معاً، جاء يسلم علي"، يقول له: "لا". ما هذا الوضع؟ لا أصدقه! أخرج مسلم أن نساء الأشعريين كن يفلين رأس أبي موسى الأشعري في الحج. كانوا يطيلون شعرهم، نعم، يضع رأسه عند المرأة هكذا، وتجلس تبحث في رأسه لتخرج إذا كان هناك شيء غير نظيف أو شيء ما، وتنظف له رأسه، فنساء...
الأشعريين أخرجه مسلم. أليست هي لامسته؟ وكان سيدنا صلى الله عليه وسلم يضع رأسه في حجر أم حرام بنت ملحان. أليست أم حرام بنت ملحان لا تكون من محارمه؟ صحيح أنها كانت تفلي رأسه أيضاً. وكان الزبير بن العوام - أخرجه ابن أبي شيبة - يأتي بامرأة تدلك له. تدليك رجله أو المساج لأنه متعب، فقد كَبِرَ في السن ورجله متعبة، فأصبح يعني... إذا كانت هذه المسألة ليست كذلك، ولكن إن كانت ستفتح باباً للشهوة فلنغلقها، نعم، فالعفاف هو الأساس، أساس طبعاً طبعاً طبعاً. حسناً، لو الآن وجدنا مثلاً العكس عندما توجد امرأة... يصافح شخصاً فتقول له أهلاً وسهلاً بحضرتك ويبدأ تصبح يده هل هنا وهو
ملتزم هل يصافح المرأة بعد أن مدت يدها أم لا يصافحها؟ الذي نتبعه من مشايخنا أننا نصافح المرأة إذا مدت يدها نصافحها، إذا مدت يدها، إذا مدت يدها لأن معنا دليلين كبيرين دليل أمه. حرام بنت ملحان ودليل الأشعريات، وإن الحديث "إني لا أصافح النساء" خاص، وإن هذا الحديث الذي تفضلت به إنما فيه المسّ وليس اللمس. صحيح في حديث آخر ضعيف جداً، فيه إيذاء، كل هذا أخرجه أبو نعيم في الحلية "لأن يضع أحدكم يده على يد امرأة لا تحل له في...". بداية الحديث يقول خير له من أن يمرغ نفسه في خنزير، كلام هكذا شكله لا يصلح، ما هذه المرأة وما هذا
الخنزير؟ لنبحث في سنده، سنجد أنه ضعيف جداً، يعني جداً، نعم نعم نعم. لو كان هكذا، فهذا ما كان يصلح للتحريم صحيح، لكنه تبين لو كان. صحيح، نعم لو كان صحيحًا لكن لا يصح، نعم نعم. فإذا كان لدي الأحاديث الصحيحة المريحة وما إلى آخره، تفعل هكذا. يوجد أناس من الأئمة الأربعة من الفقهاء الأربعة بناءً على الأعراف السائدة في بلادهم وفي زمانهم قالوا إن القاعدة ماذا؟ إن الأبضاع - يعني الأعراض - يعني النساء، الأصل... فيها الحرمة، الأصل فيها الحرمة. الحرمة طيب، يعني إذا كانت هناك امرأة تمشي في الشارع هكذا، ولا أعرف إن كانت هي زوجتي أم ليست زوجتي، فأتحرج، ولا أذهب وأهجم عليها على أنها زوجتي، لا، الأصل فيها الحرمة. فقالوا: إذا لم يكن هناك دليل على
أن الصفحة حلال، هات لي دليلاً وأنا... أقول إنهم أخرجوا لهم حديث أبي موسى الأشعري في صحيح مسلم وحديث أم حرام بنت ملحان، نعم لكي يحتجوا به على أين الدليل الذي سنجيز به، وحديث عمر الذي كان يصفها كذا، وحديث كذا وهكذا. ومن ضمن الأحاديث التي أحضروها أنه كانت هناك جارية، والجارية تعني فتاة عمرها خمسة عشر عاماً. عشر سنوات تقريباً يأكلان هي وعمر وسيدنا في الإناء تختلط فيه أيديهم، أيديهم تلامس بعضها. إذاً القصة ليست وهمية هكذا كما صوروها، لكنني أؤكد أن ما هو موجود في الكتب كله صحيح في زمنه، وهذا ما نسميه الأحكام الزمنية، نعم نعم، لكن أصل الشريعة لم تحرم لم. لم تحرم البعض الذي يقول لا، هذا لو لو صافحت امرأة انتقض وضوئي، هذه قضية
أخرى تماماً. هذه قضية، أنا لو صافحت زوجتي، الشافعي يقول أذهب وأتوضأ، هذه قضية أخرى تماماً، ملف آخر لا علاقة له، لا علاقة له بالحرمة، انتبه، وهي أيضاً سينتقض وضوؤها. الشافعي الذي... يقول إن تلامس الرجل والمرأة ينقض الوضوء، هذا ليس له علاقة بالمصافحة في حلها وحرمتها. هذه زوجتي، الآن سلمت عليها وهذا حلال، لكن انتقض وضوئي عند الشافعي وانتقض وضوؤها عند الشافعي، أما عند أبي حنيفة فلا. فإذا أنا الآن وأنا أسلم على هذه السيدة سأتبع مذهب أبي حنيفة، فأنا متوضئ. وخارج من بيتي متوضئاً وسأظل متوضئاً وسأقلد أبا حنيفة، هذه هي الحكاية. فهذا ملف وهذا ملف، حسناً تماماً. بعض النساء غاضبات، يقلن إنهن ناقصات عقل ودين، ودائماً الرجال يرددون هذا الحديث، وأيضاً أنهن يكفرن العشير، وأنهن من أكثر أهل النار في الحديث الشريف، فيرون
أن في هذا يعني أنهن في وضعٌ غير مريح بالنسبة للرسول، يذكِّرونني بأبي نواس. أبو نواس يقول للناس ماذا؟ ما قال ربك ويل للسُكارى، ولكن قال ويل للمصلين. صحيح، ربنا قال "فويل للمصلين"، لكن لم يقل "فويل للسُكارى" أو للذين يسكرون. أبو نواس كان ناسياً نفسه قليلاً ومتعلقاً بالكأس، يعني لا نحارب. ماجد، نعم، فهؤلاء يفعلون هكذا. النبي عليه الصلاة والسلام كان يمزح مع النساء ويدللهن ويقول لهن: "لو تخليتن عن بعض الصفات فيكن، يا سلام لو أنكن تجنبتنها"، من ضمنها الغيرة، ومن ضمنها أنكن تكفرن العشير. فقلن له: أنكفر بالله؟ قال لهن: "لا، ألستن منتبهات أم ماذا؟ العشير هو الزوج". يعمل كل ما في استطاعته،
وبعد ذلك أنتم أيضاً لا تستطيعون تقدير هذا وتقولون له: "أنت لم أرَ منك خيراً قط". هذا هو الحل الوسط، لا تكوني متطرفة هكذا. المرأة هكذا، المرأة لكي تحمي بيتها وتحمي أولادها يجب أن تكون متطرفة، فالنبي عليه الصلاة والسلام يقول لها ماذا؟ امسكي التطرف. ذاك الخاص بك قليلاً يصبح قليلاً كما يقول الإنجليز مبالغ قليلاً، فيقول لها: لا، حسناً. وهذا يجلب التعليم الذي لم يكن موجوداً قديماً، لا من أيام النبي ولا عبر التاريخ. المرأة تعلَّمت هكذا، المرأة الآن تعلَّمت، ولذلك تجدها حتى لا تفهم ماذا تقولون. من هذه المرأة التي تصفونها؟ المرأة غير متعلمة، فهل "ناقصات عقل ودين" تنطبق على أي نساء؟ النبي عليه الصلاة والسلام في نفس الموقف في الصرة في نفس الحديث: "أنتن ترون أن شهادتكن نصف شهادة
الرجل حينما تأتي في الأمر"، قلن: "نعم"، قال: "هذا نقص عقلها، وأنتن لا تصلين ولا تصمن أيام الحيض"، قلن له. نعم، أنا أقصد هذا يعني أنها حالة كتبها الله عليها، فهي ليس لها شأن بها، فليس النقص هنا أنها أقل عقلاً منها، لا، إنه نقص في أداء الوظائف تخفيفاً عليها. يعني امرأة يقول لها الله سبحانه وتعالى: عندما يكون لديك الحيض لا تصلي، لماذا؟ لأن الحيض يُحدث شيئاً في الجسم. اسمها الحدث، والحدث هذا يمنع من صحة الصلاة والصيام. فلو سمحت لا تصلِّ وأنت هكذا ولا تصم وأنت هكذا. هذا من عند من؟ الذي قال لها هكذا هو الله سبحانه وتعالى. وما سببه؟ التخفيف وليس التمييز. نعم، "ناقصة عقل ودين" هنا تُستخدم في غير موضعها تماماً، ولو قرأت الحديث الذي في صحيح البخاري يتضح أنه كان يداعبهن، نعم نعم، لأنه كان في
يوم عيد. فجاء وأول الحديث يقول ماذا؟ آه منكم أنتم، ما شاء الله، النساء تصدقن وأكثرن وأكثرن من... لا، هذا يقول ماذا؟ لم أرَ واحدة هكذا، فسيفسة هكذا، هي تطير عقل الرجل منكم، نعم. فذهبن ضاحكات هكذا ومسرورات أنهم... بالرغم من ضعفهن الجسدي لكن لهن وجود ولهن دلال على الرجل، فانبسطن كثيراً. فالنبي عليه الصلاة والسلام يكمل الكلام ويقول لهن: "تصدقن وافعلن كذا" لأنكن ناقصات عقل، كما قيل: "أكملوا يا أبناء هكذا، تصدقوا". فبدأن يأخذنها بجدية بدلاً مما كان يدللهن به، فبدأ يفسر لو قرأت الحديث. من أوله الحديث الطويل في البخاري ستجد أنه هكذا يُشيب الرجل كله، ويمسك ناقصات عقل ودين، هل أنت منتبه؟ ويجلسون ليتسامروا ويصنعون النكات وما إلى
ذلك. مَلأ الإسلام بهذه الأشياء. يقول لك أحدهم: شيخ ركب حافلة، فقالت له امرأة: "ألستم يا مولانا الذين تقولون لنا ناقصات عقل ودين؟" قال: لا يا بنتي، هذا كان في عهد النبي، لكن في عصركم أنتم لا عقل ولا دين. تريد عقوبة أكثر من هذا يا مولانا؟ ما علاقة هذا بالإسلام؟ نعم، نحن سنحولها إلى... لا، نحن نريد أن نقرأ النصوص مجتمعة، ونريد أن ندخل من المداخل الصحيحة، والمداخل الصحيحة هي أن الرجال شقائق النساء، والنساء شقائق الرجال. ولهن مثل الذي عليهن من معروف وأنها دائرة واحدة إلى آخره بارك الله فيكم. وسيتحدث الإمام بعد الفاصل إن شاء الله في كثير أيضا من الأمور المتشابهة أو المشتبه فيها فيما يتعلق بالتعامل مع النساء.
ابقوا معنا. أهلا بحضراتكم مرة أخرى ونستمر في التعلم من فضيلة الإمام بعد. التحية والترحيب من جديد فضيلة الإمام، ما صحة الحديث أن المرأة كلها عورة إلا وجهها في الصلاة؟ كذلك الحديث القائل: "المرأة عورة، فإذا خرجت استشرفها الشيطان، وأقرب ما تكون من ربها وهي في قعر بيتها". الحديث هذا غريب، يعني الأخير أخرجه، أما الأول فأنا لا أعرفه، نعم. لا هو إلا وجهه في الصلاة، هذا موجود في بعض كتب الفقه لكن ليس موجوداً في كتب الحديث. لكن الثاني هذا أخرجه التلميذي وقال غريب. أخرجه هو وقال غريب: "المرأة عورة، فإذا خرجت من بيتها استشرفها الشيطان". نعم، نعم، وهو لو صح يكون
معناه أنه يُؤمر. نساء المؤمنين بالعفاف، يعني انتبهي أنكِ قد تكونين مطمعاً، فلا تزيديها، ولا تخرجي دون سبب، ولا تخرجي بصورة غير لائقة أو بهيئة غير مناسبة، لأنكِ أول ما تخرجين سيتهافت الناس عليكِ. أنتِ مرغوب فيكِ، لا تنسي هذه النقطة أنكِ مرغوب فيكِ. الفقهاء قالوا إن المرأة سُنَّتها الخَلْقِيَّة أنها تتزين وتتجمل وما إلى ذلك وتكون مرغوبة، هذه سُنَّتها الكونية، وهذا الموافق لنفسيتها. وها نحن نرى المليارات التي تُنفق في مجال التجميل في العالم كله، يعني المرأة هي المرأة، هي تحب هكذا، تحب التجمل، وكل واحدة تشعر في نفسها بهذا التجمل، ووصل اهتمام المرأة.
بنفسها إلى درجة أثّرت على حياتها نفسها بالبطلان، وفي كثير جداً من القصص والأمور هذه، ولذلك قديماً يقال لك: "لا تتزوج الشداقة ولا الحداقة ولا البراقة". ما هي الشداقة؟ هي الثرثارة التي طوال النهار تتحدث، فيأتي الزوج فلا يجد شيئاً من شؤون البيت قد أُنجز، ولا في تربية للأطفال، ولا أي شيء، وطوال النهار ثرثرة. وما هي الحذاقة؟ جارة اشترت تلفزيوناً، فيريدون أن يشتروا تلفزيوناً بقياس أربعة وستين بوصة، ويريدون أن يشتروا مائة وثمانية وعشرين بوصة، وهكذا. الحذاقة أن تنظر إلى غيرك ولا تنظر إلى حالك وتأخذ بالمقارنة. تنظر إلى ما عند غيرك البراق. البراق طوال النهار،
تلك الحذاقة التي هي النظر إلى ما عند غيرك البراق الذي طوال النهار. أنا أقول لك الآن. بعض النساء عفيفات والحمد لله رب العالمين، ووجوههن منيرة وتظل منيرة عند الكبر. أقول لك هذا: انظر إلى النساء المسلمات وهن كبيرات في السن، ستجد وجوههن منيرة من القرآن ومن الذكر ومن العفاف. ليس منيراً لأنها عجوز وتجاوزت سن كذا وكذا، لكن وجهها فيه سماحة وفيه رضا. نعم، فنحن لا نريد أن نفقد الإنسانية. هذا صحيح، فإذاً هذه الأحاديث
وأمثالها هي في إطار وفي نطاق الأمر بالعفاف. طيب، سؤال أخير وعلى عجل لأنك فضيلتك، يعني فضيلة الإمام: في بعض الأشخاص في المواصلات العامة نجدهم يقولون، يعني عندما تجد امرأة قامت من على الكرسي، لماذا لا تجلس؟ يقول: هذا منهي عنه إلى حد... عندما يمر على الكرسي دقيقة أو نصف دقيقة ثم أجلس عليه، هل لهذا أصل شرعي أو عرفي أو أي شيء؟ هذا كلام جديد، وأعتقد والله أعلم أنه لا يوجد أحد قال هكذا. ولا يُقال أن المكان فيه دفق فيجب أن يترك بعض الوقت، لا أعتقد ذلك. أن في أحد قال هكذا أنا لم أطّلع على أن أحد حتى لا تُثار الشهوة أو ما إلى ذلك، أنا لا أعتقد، أنا أعتقد أن هذا فيه شخص يسخر من العقليات بهذا الكلام كوهم يعني، لكن ليس مثل حكاية مثلاً ماذا أن رجلاً قال لفقيه في كلب بال على قال
له الحائط: اهدمه سبع مرات وابنه. فقال له: هذا الجدار الذي بيني وبينك يا مولانا. فقال له: قليل من الماء يكفيه. هذا الكلام غير موجود وليس له علاقة بالدين، إنما هي أشياء مثل الفلكلور الشعبي. حضرتك تصحح، وما تقوله هو من باب الفلكلور الشعبي عندما مَلَّ الناس من... التشدد فيظهر هذه الأمور. هناك شخص يقول "صحيح"، وقد يكون أحد المتصدرين كان يعمل في مهنة أخرى، عامل نظافة مثلاً، ثم تصدر وجعل نفسه مهماً، ربما الله أعلم. نحن لن نرحل، لكن هذا الكلام يبدو هكذا. في الكلور علاجه، من العبقرية المصرية على التشدد. بارك الله فيكم مولانا، وننتقل إلى الاتصالات. الهاتفية الأستاذة أيا تفضلي سيدتي، مرحباً، تفضلي سيدتي، لدي سؤال لو سمحتِ، تفضلي
سيدتي. أنا كنت منذ فترة طويلة هكذا أصبحت قلقة، وبعدها أصابتني حالة لا أعرف ما هي. مضى عليّ ثانية فيها دائماً شعور بأنني سأموت قريباً وسأترك أولادي، وأنا خائفة من كل شيء، ومرت عليّ فترة أخاف فيها. حتى صلاتي، أخاف من أي شيء له علاقة بالدين، أو إذا توفي أحد أصبحت مرعوبًا وتأتيني حالات نفسية. هذا بعد وفاة والدك يعني. نعم، هذا بعد وفاته بقليل. حسنًا، والموضوع أصبح كبيرًا جدًا، وأصبح كثيرًا للغاية. أتعالج ولا أعرف ماذا أفعل، أشعر أن حياتي كلها تضيع. لا أعرف لماذا نعيش، وأفكر في أشياء غير جيدة، وأخاف من الموت كثيراً، وبعدها أحلم أحلاماً لها علاقة بالموضوع، وأستيقظ مكتئباً، وأريد أن أبكي، وعندما أنظر إلى أولادي أقول سأترككم، ولا أعرف ماذا أفعل. وهناك سؤال آخر يا سيدي، لا هو هذا، أشكرك شكراً جزيلاً، واستأذنك باسمك فضيلة. يا سيدي، شكراً شكراً يا سيدي.
سؤالي طويل قليلاً، صحيح الآن وقت ضيق، أستأذن لكن أرجو من حضرتك الاختصار قدر الإمكان لأن هناك متصلين آخرين منتظرين. فضيلة الشيخ، الحديث الذي يقول أو معناه أن الزوجة من المفترض أن تسجد لو كانت ستسجد لأحد بعد الله تسجد لزوجها. مواصفات الزوجة المفترض أن تسجد له، كيف يكون ذلك؟ والحل أن الزوجة عليها الطاعة العميقة دون إبداء أي رأي لأي شيء، "حاضر"، لكي ترضي ربها. هذا هو السؤال الطويل. بالطبع بسيطة، هو يريدها. لا، هناك شيء آخر، تفضل يا فضيلة الشيخ، الرأي أفتنا. سيخسر الرجل الذي... دائماً يميل الطلاق في الفينو في كل صغيرة وكبيرة، يعني لو يقول لزوجته: "إذا لم تعملي كذا في الإيطالي، إذا لم تفعلي كذا، فأنتِ طالق"، حاضر. دائماً تستسلم على الفور: "حاضر". شيء آخر، لم أعرف متى يجوز للرجل أن يهجر
زوجته في البيت ويخاصمها خصاماً، يعني الشرع، عندما تفعل كذا أو هل هذا يجوز؟ له متى أو يحصل متى؟ حاضر يا سيدي. هاجر المرأة. شكراً جزيلاً سيدتي أم أحمد. تفضلي يا سيدتي أم محمد. السيدة أم محمد، أعتذر لحضرتك يا سيدتي. السلام عليكم. وعليكم السلام. والله عند أسى السيد مشايخ، حكم الحقن التي تُخصص من التجاعيد لتحسين النفسية وليس تشبهاً لأحد مع موافقة الزوج. مع العلم أني بلغت الستين من العمر ومحجبة حاضرة تحت أمر حضرتك. شكراً يا مولانا، بارك الله فيك يا فضيلة الإمام. بماذا تنصحني الأستاذة في حالة الحزن أو الاكتئاب الشديدة هذه؟ كل يوم صباحاً ومساءً تحاول قول "إنا لله وإنا إليه راجعون" مئة مرة صباحاً هكذا، أول ما تستيقظ تمسك. السبحة وإنا لله وإنا إليه راجعون كلمة محفوظة مائة مرة هنا ومائة مرة هناك. ستجد أن
هذا الخوف من الموت سيزول منها بعد ثلاثة أو أربعة أيام هكذا. داوم عليها واستمر عليها على الدوام هكذا. بالنسبة للأخت نسمة، هل علي الطاعة العمياء للزوج؟ الطاعة تكون في اتجاهين: أمور تتعلق بالدين وأمور تتعلق بالدنيا الملابس والأكل والشرب وما إلى ذلك، نطيع الرجل ما دام في المعروف، أما الدين فله أوضاعه ولا طاعة للمخلوق في معصية الخالق. وأما الدنيا فقيادة البيت تتم بالتفاهم وما إلى ذلك، لكن يبدو أن نسمة تلمح إلى رجل كثير الغضب، كثير المشاجرة، كثير الطلاق على لسانه لو... لا بأس عليها، كانت طوال الوقت مهجورة
أيضاً، وكثير الهجر وكثير من هذه الأمور تحتاج إلى علاج. يحتاج أن يجلس معك للإرشاد والعلاج حتى يخرج من هذه الحالة، لأن هذه حالة لا علاقة لها بالدين. يعني لا تسألني نسمة ما رأيك في هذا؟ هذا شخص مضطرب وليس خيراً لأهله، والنبي عليه الصلاة. والسلام قال له لا، ابقَ خيراً لأهلك، وكن رفيقاً بالقوارير، وكن كذا وكذا وكذا. هو غير راضٍ وليس هذا الرجل الذي لولا السجود بعد الليلة لكان سكت له. ليس هو هذا، إنه ليس هو. هذا ليس الرجل الذي تشعر معه بالحنان والأمان بالتأكيد. فإذا كان هذا الرجل يخالف فإنه يحتاج. إلى إرشاد وربنا يعين على إرشاده. ربنا يهديك يا أم محمد. نعم، يجوز لك هذا الحقل ولتأخير أو القضاء على التجاعيد. نعم، في سؤال الحقيقة على الاسم اسم الرقم آخر تسعة وسبعين، تسأل فضيلتك، هي عندها واحد وثلاثين سنة وتقدم لها شاب يشرب
الخمر، لا تعرف أترفض أم تقبل الارتباط به. وتدعو له بعد ذلك بالهداية، ماذا تفعل؟ ترفض؟ ترفض؟ نعم، نعم. بماذا ستدعو له؟ نعم، ادعُ له أن يتوب الله سبحانه وتعالى عليه ويتزوج امرأة أخرى. نعم، ولكنها هكذا ستتعب معها. ترفض؟ نعم، ترفض. بارك الله فيكم فضيلة الإمام، شكراً وجزاكم الله خيراً مع السلام، شكراً موصول لحضراتكم. نراكم غداً بإذن الله، إلى اللقاء،