#والله_أعلم | الحلقة الكاملة 20 - فبراير - 2014 | دور المسنين وصلة الأرحام

#والله_أعلم |  الحلقة الكاملة 20 - فبراير - 2014 | دور المسنين وصلة الأرحام - والله أعلم
والله أعلم أنا أظن أنه أجمل عنوان ممكن على الإطلاق لبرنامج يربط بين الدين والحياة، لأنه وإن كان الشيخ الجليل الذي أشرف بالحضور بين يديه كتلميذ بين يدي أستاذه الدكتور علي جمعة، وإن كانت هذه القامة الكبيرة في الفكر
الإسلامي، إلا أنه يمتلك هذا التواضع العقلي، تواضع أن يختتم كل ما يقول بهذه الجملة العبقرية والله أعلم: "كلامي صواب يحتمل الخطأ وكلام غيري خطأ يحتمل الصواب"، هذه هي الروح. ما نفع الأديان مشاهدينا الكرام إن لم تنعكس على السلوك تواضعاً من هذا النوع، إنسانية، رحمة، شفقة، براً؟ ما نفعها؟ تتحول إلى مجرد مظاهر شكلية، لحيٍ وحرصٍ على أداء. الصلوات في مواقيتها وهذه نعمة كبرى دون شك، لكنها تفرغ من معناها فوراً إذا انعزلت عن السلوك الحميد. والرسول الكريم قال: "إنما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق". مدهش! مكارم الأخلاق هي الفكرة الأساسية، أما الشكليات والقشور
والانكباب على إظهار التقوى والورع، فهذا يتناقض مع أن يكون السلوك الإنساني مع الناس في... الحياة خالية من التقوى ومن الورع ومن الإنسانية الحقيقية، مفارقة أعجز عن فهمها. في تصوري الدين الإسلامي، يعني في يقيني، الدين الإسلامي هو دين الفطرة، وفطرة الإنسان السليمة ليست بحاجة لبرامج تلفزيونية من هذا النوع لكي تقول له كن باراً بوالديك. هذه تكون مصيبة، هذا يكون ليس إنساناً، لكن للأسف. الشديد في زمننا الصعب الذي نعيشه الآن تشوهت الفطرة، الفطرة أصبحت ملوثة لبعض الناس، يعني لكي لا أسقط في فخ التعميم، فأصبحنا بحاجة إلى تذكيرهم بأن بر الوالدين صلب الدين، صلب
الدين، أصبحنا بحاجة إلى تذكيرهم بأن الإنسانية مقدمة على الشكليات والقشور والمظاهر، كن إنسانًا قبل أن تربي لحيتك، كن إنساناً ودوداً لطيفاً صاحب علاقات حميدة حسن السلوك مع الناس في البيع والشراء والأخذ والرد، حتى في الخلاف والخصومة، حتى في الخلاف والخصومة كن إنساناً محترماً، هذا هو صلب الدين، هذه هي الفِقَر المهمة. حلقتنا هذه مشاهدينا الكرام كما قلت لكم والتي نشرف بأن نكون فيها في حضرة العالم. الجليل الدكتور علي جمعة عن صلة الرحم والبر بالوالدين، ولدينا سؤال نطرحه على متابعينا على الفيسبوك. السؤال يقول: هل توافق على دخول والدك أو والدتك دور المسنين ولماذا؟ كما أنه هناك جزء من هذه الحلقة،
غالباً الجزء الأخير، سيستقبل فيه فضيلة الشيخ علي جمعة الاتصالات التي أتمنى أن تحمل أسئلة. وقالَ تحمل تعليقات ومواقف دعونا نستفيد من محضر علي جمعة من وجوده معنا نستفيد بأننا نسأله ونسمع منه الرجل الذي يختتم حديثه وهو حديث العالم العارف بـ "والله أعلم" بسم الله الرحمن الرحيم وسهلاً فضيلة الشيخ أهلاً وسهلاً بارك الله فيك دكتور علي أنا أنا فخور الحقيقة أنه أنا مع حضرتك في مكان واحد فضلاً عن أنه على الهوائية، شكراً لكم ووفقك الله سبحانه وتعالى. أنا مُحمَّل بأمرين قبل أن نذهب إلى تقريرنا الأول الفاصل وبعده تقرير. أنا مُحمَّل فقط بطلبين في الحقيقة، لم يخرج أحدهما عني لكن خرج عن أمي، قالت لك: ادعُ لنا وادعُ للبلد يا شيخ علي. هذا هو الأول، نسأل الله أن ينفع بها
ويمد في عمرها في الصالحات ويوفقها إلى ما يحب ويرضى لها ولسائر المشاهدين الذين يرون الآن. وندعو الله سبحانه وتعالى أن يعبر بمصر هذه الفترة فتخرج على أحسن حال وفي أقوى بنية وتهزم كل هذه الجيوش وهذه الأمواج التي يصر فيها أصحابها أن يغرقوا مصر وإن شاء الله. الله، مصر نراها بعين البصيرة قبل أن نراها بعين البصر. ناجية مصر محل نظر الله سبحانه وتعالى ومحل تنزل سكينته ومحل تنزل رحمته، ولذلك فهو يوفق شعبها إن شاء الله لاختيار الأولى والأوفى والأعلى والأغلى والأحلى دائماً في كل أمورها وليس في أمر واحد فقط. نحن
نسير الآن في خريطة. للطريق حققنا فيها إنجازًا هائلًا رائعًا مبهرًا في وضع الدستور والتصويت عليه، ويأتي بعد ذلك قضية الرئاسة، تأتي بعد ذلك قضية البرلمان، تأتي بعد ذلك قضية الانطلاق العلمية من التعليم. يا سلام عليك! العلم يأتي بعد ذلك. قضية أنك تتحدث عن العلم الذي هو الفيزياء والكيمياء والرياضيات، كل العلم واحد. على فكرة كل العلم واحد لأن علم الإنسان ما لم يعلمه علمه الدين وعلمه الدنيا وعلمه الكون وعلمه طرق البحث ومناهج التفكير المستقيم. علمه الصدق وأمر به، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "أيكذب المؤمن؟" قال: "لا"، بعدما أثبت له أنه يقع في المعاصي والضعف البشري.
لكن ما فائدة الكذب؟ وأنا كلما أرى هذا الكذب المختلق أتذكر حديث الاختلاق. حسناً، لا تكلفنا كلاماً. طيب، حاضر، لا عليك، سنفسر الألفاظ في الهامش. في الهامش: المختلق يعني الذي لا أساس له، يعني مثلاً أنني رأيتك في مكان فكذبت عليك أنك أتيت إلى هذا المكان لكي تفعل كذا. وكذلك في جزء من الحقيقة هو أنني رأيتك في هذا المكان، لكن عندما أقول إنني لم أذهب إلى هذا المكان إطلاقاً فهذا كذب محض، أي افتراء، أي أنه كذب من أصله. ليس هناك حدث التبس عليّ أو ظننت فيه، بل هو كذب من أصله. نعم، إنه افتراء، وأنا أيضاً أهتم ببيتكم وبالكلام. صعبٌ يا دكتور علي فنسهّله إن شاء الله، ربنا ييسّر علينا. الطلب الثاني يا دكتور، فأنا
فقط أريد أن أتحدث عن هذا الكذب لأنني أشاهد بعض القنوات. لا أعرف من أين يأتون بهذا الكذب، نعم، حتى أنهم يأتون بصور من أيام ويضعونها في أيام أخرى ويقولون لك الآن وما... فليس الآن شيء لا يتصوره عقل، أتفهم كيف؟ ليس خطأً فنياً، وليس خطأً يقع فيه شخص ليست له دربة، بل هو كذب تماماً، كذب مرتب. هل يمكن أن يكذب المرء الصالح في دينه يا دكتور؟ يعني كذب في سبيل الله؟ أنا آسف، فالجملة تبدو سيئة كما كانت. في بعض الناس عندهم أو بالأحرى لدينا -ما عليه- الغباء نوعان: غباء بسيط وغباء مُشتَّت. فكان في التاريخ الإسلامي أناس من هذا الغباء المشتت يقول لك مثلاً: "نحن لا نكذب على رسول الله، نحن نكذب له لمصلحته".
يعني يا سيدي، نحن لا نريدك أن تكذب عليه ولا تكذب. له لأن كونك تكذب للشيء ولو كان هذا الشيء هو الدين أو الله أو رسوله تفقد الثقة عبر القرون بالمصدر. وبشرح أين "الحرب خدعة"؟ "الحرب خدعة" هذه حالة الحرب. خدعة ليست منهاجاً. هذه نقطة أولى، ونقطة ثانية هي: كم تستمر الحرب؟ وكم يستمر سلام الناس؟ هذه هي الحرب. تجلس لحظة أو لحظتين، شهر أو شهرين، يعني هذا ينطبق على الميدان فقط يا دكتور علي؟ نعم طبعاً، لا وفي العمليات وعندما أيضاً يقصّرني. نعم نعم، أنا سأكذب عليه متى؟ عندما يقصّرني ويقول لي جيشك كم قوته، قم اكذب اكذب. هو أين؟ طيب وأنت... ما هو هذا ليس محققاً، هي هذه. الحرب خدعة. هل هذه هي الحرب خدعة؟ لكن يتصور أنه في حرب مع المسلمين إخوانه المسلمين دائماً؟
هذا كلام فارغ وكلام أوهام وكذب قط قط، يعني لا أصل له ومرتب. لقد تعلمنا منك مفردة لطيفة جداً يا دكتور علي. الطلب الثاني سؤال من أحد أصدقائي الكرام على تويتر لأنني طرحت. موضوع الحلقة وأنني سأشرف بالجلوس في محضركم على الهواء، فقال لي والسؤال لفت انتباهي جداً: ماذا لو أن المرأة أو الأب أو الأم لديه أو لديها انحراف أخلاقي، ترتكب جرائم، إرهابي أو إرهابية يا أخي، ماذا يعمل؟ أين إذاً، أين يكون البر وأين تكون الإنسانية والوطنية؟ يعني كيف؟ يستطيع أن يوازن بين هذا التعارض بين هذه الأمور المتعارضة الأليمة. نعم، في قضايا أساسية كبرى نتعرض لها في الحلقة ونؤسس
الأب ومن هذه الأم. لا، بل أنا أريد إجابة يا دكتور علي، أريد إجابة شافية. يبلغ عنهم أم لا يبلغ؟ يبلغ والله العظيم. نعم، وهذا ليس عقوقاً، لا ليس. عقوق لأنه هذه خيانة للوطن والوقوع في الفساد والإرهاب أعلى من المبادئ العليا التي إذا خالفها الشخص ضاع تاريخه وضاعت كينونته وما إلى ذلك. فعندما قالت المرأة الأم له: "والله لو هاجرت مع الرجل محمد هذا، لن آكل ولن أستظل"، فصبرت عليه وقالت: "أين قول الله في بر الوالدين؟" فالنبي عليه الصلاة والسلام قال له: اهدِ نفسك، لو جعت لأكلت، ولو حرت لاستظللت. دع عنك الكلام المشوش، لأن هذا هو ما يمثل
المبادئ العليا. عندما يأتي أب يريد أن يكون ظالماً أو ظالمة، عندما يأتي ويريد أن يكون كافراً أو مشركاً، قوم تعلقت به تنتقل من... دائرة الود والبر والعطف وكذلك إلى دائرة البر فقط. ما هو البر فقط؟ هذا أبسط من ذلك. فلنفترض أن شخصاً ابتُلي بابن نشّال يا دكتور، يبلّغ عنه الشرطة. أو تاجر مخدرات، نعم يبلّغ عنه الشرطة. وهذا شيء وهذا شيء آخر. نعم، يبلّغ عنه الشرطة ويسلّم المسروقات وهكذا إلى آخره ويُطمئن. عليه وهو في السجن بالكلاب البوليسية، الكلاب السلوقية، يعطي له الأكل والشرب والدواء، ويعذبونه ويصلون، ويعذبونه
ويصلون، وهكذا، يا سلام يا سلام. وإذا كان هو من مُنفذي الأحكام يُعدِمه في مهنة كهذه، فأنا بعد أن صدرت عليه الأحكام، فمن الممكن جداً أن أُعدِمه، وأنا حين أُعدِمه أبكي، نعم نعم ومرة. واحدٌ من أهل مكة من أهل البيت، فأهل البيت لهم علينا حق. فضبطوا الولد، نسي نفسه فشرب خمراً، وضبطوه وهو يشرب الخمر. فجاءه حاكم مكة، كان ذلك في أيام الشريف من أهل بيت الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام. طيب، أنت من أهل البيت؟ نعم، وعلى عيوننا. فجاءه وكان الشيء أنه يضربه أربعين جلدة على رجله، أربعين ضربة بالعصا. فهو يضربه ويقول
له: "سامحني يا سيدي" [ضربة] "سامحني والنبي يا سيدي" [ضربة] "والنبي سامحني يا سيدي". وهو يضربه وهو يبكي، ويضربه قائلاً: "هذا العقاب من الله وليس مني أنا. لو سرقت فاطمة بنت محمد لقطع محمد يدها" وفي نفس الوقت... في الحقيقة نعم، وكان سيبكي وهو يقطع اليد. طبعاً طبعاً ننزّه السيدة فاطمة مثلاً، ولكن على كل حال نحن هنا نفهم الأحكام كيف تكون. فسيضرب ويبكي ويقول له سامحني يا سيدي، فهذه قضية وتلك قضية. ولذلك يقول الإمام الزركشي أنه إذا ابتلي أحدهم بأن أمه تزني وليست راضية أن تتوقف. قال: "احبسها". قالوا له: "إنها تهرب". قال: "يشدد عليها في الحراسة". قال له: "طيب، وبعد ذلك؟ فإذا أصبح الرجل يأتي بدلاً من أن تذهب هي إليه، أي أن
عشيقها يأتي". قال: "يضربها ويستغفر الله". لكن في الاحترام للإمام الجليل، لكن في هذه النقطة انتقل دور إيقاع العقوبة أياً كانت إلى ولي الأمر. الدكتور يعني هو لا يستطيع أن يضربها هو الابن حتى ولو كان لتقويمها، نعم في القرن الثامن الهجري أعرفه وأعرف أوضاعه وما إلى ذلك، ولذلك قلت لك أن هذا موضوع كبير يحتاج إلى تأسيس، انتظر، لكن حضرتك غير راضٍ أن تنتظر وتريد أن أقول لك حالاً الآن، فلابد أن أقول حالاً لأنك أنت متعجل. الله. لا أستطيع أن أقول لك انتظر أكثر من ذلك. أنت يا دكتور علي تكرمنا والله. سنذهب مشاهدينا الكرام إلى فاصل بعده تقريرنا الأول، وهو تقرير يمس القلوب حقيقةً. فيه حالة إنسانية كما قلت لكم في بداية الحلقة، ربما أبناؤها نسوا
فطرتهم، ليس دينهم، فطرتهم أولاً قبل الدين. دار المسنين في تقترن في أذهاننا صورة معينة بسماع هذه الكلمة، صورة ترجمتها هي الإهانة وكحول الأبناء، ولكن
ماذا عن الوجه الآخر للعملة؟ أنا اسمي نوال، نوال شحاتة، وزوجي متوفٍ، ولدي ثلاثة أولاد وبنتان وولد، وواحد متوفٍ. كنت أعيش وحدي في الفيصل في بيتي، وجدت نفسي أصبحت وحيدة، وكبرت، وأن الأولاد كلهم متزوجون ومهما... كان آدم البناء مُنطوياً، لا يحب الجلوس مع أحد، ويفضل أن يعيش وحده وعلى مزاجه. وجدت هنا شيئاً مريحاً، فالبيت يجعلك تعيش في مكان محدد، وهو أمر كئيب بالنسبة للإنسان، لكن مكان مثل هذا فيه عدة مجموعات وعدة عائلات. أما أولادي، فإذا أردت زيارتهم، أزورهم وأذهب إليهم، وأتصل بهم هاتفياً قائلاً: "أنا قادم إليكم". اليوم نقوم بزيارات ومقابلات ونجلس. أنا لست مؤثرة
ولست بعيدة عنهم، فهم لا أحد يتحدث بينهم ولا يعرفون أين أنا أصلاً، لكن لدي ابنة صغيرة. أظن أن دور المسلمين نعمة كبرى، بل واجب على الحكومات وعلى الجمعيات الأهلية وعلى المجتمع عموماً أن يوفرها للحالات التي سنستمع إلى تفصيلها من فضيلة. الدكتور علي جمعة: تفضل يا دكتور.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحقيقة أن هناك مهام كان يتحملها المجتمع وأفراده، من ضمن هذه المهام مثلاً قضية الأسرة، فالمرأة المطلقة إلى أين تذهب عندما يطلقها زوجها ويُخرجها من البيت؟ فكان أخوها يأخذها، وكان أبوها يأخذها، وكان عمها يأخذها، وهكذا، ويقومون بتربية أولادها دون تفريق بينهم. بينها وبين الأطفال وهكذا، لكن كانت الحياة تتحمل هذا بمعنى أن المنازل واسعة وأن الأرزاق متوفرة وأن المتطلبات قليلة، لكن اليوم هذه المسألة قد تكون
متعذرة فعلاً. فلا بد عند تعذر مهمة اجتماعية كانت ملقاة على عاتق الجميع أن نكلف بها مؤسسة، نُنشئ مؤسسة تكفل هذه الحالة، وهذا يختلف من مكان لآخر. للمكان من بلد لبلد، من مجتمع لمجتمع، من ثقافة لثقافة إلى آخره، ومن ضمن هذه قضية دور الأيتام. دور الأيتام ليست هي الحل الأمثل لليتيم، الحل الأمثل لليتيم هو الأسرة البديلة. نعم، ولكن طيب ما من أحد راضٍ أن يأخذ الولد، فيجب أن تكون هناك مؤسسة ترعاه ونقوم كلنا بالإنفاق عليها ونعطيها. وكذا إلى آخره حتى نقوم بها من ضمن ذلك المسنين، دور المسنين. ماذا يصنع الأب الذي مات أولاده أو الذي ليس لديه أولاد؟ ماذا يصنع الأب الذي أخوه هو
الآخر محتاج لأنه أكبر منه أو في سنه أو نحو ذلك؟ أو الأخت كذلك. إن التفصيل في هذا يلخصه العلماء في... كلمتان: "حاضر" و"قادر" تحتاجان إلى شرح. مثلًا، سنةٌ في دار العلوم ليست كافية للواقع كي تفهم هاتين الكلمتين. ما معنى "الحاضر القادر"؟ يعني أن دور المسنين كمؤسسة سنقبلها وندعمها في المجتمع، لكن إياك أن تترك أمك، وإياك أن تترك أباك، إلا إذا كنت غير حاضر أو غير قادر. يقول لي: "أنا أعمل في الأمم المتحدة، ماذا أفعل؟ أأترك عملي ومستقبلي ومصدر رزقي لأذهب وأجلس مع أبي أو أمي؟"
أقول له: "لا، أنت لست كذلك، أنت لست حاضراً، بل أنت مسافر، مسافر لطلب الرزق وهذا أمر يجعلك غير حاضر، لكن لا تقل له يا..." ساتر دكتور، اترك عملك، أمك أهم. لا يليق. حسناً، من أين أصرف عليها؟ من أين أطعمها؟ حسناً، أنا غير قادر، غير قادر. هذه قد تكون غير قادر مادياً أو غير قادر جسدياً أن أفعل هكذا، أو غير قادر في الكفاءة. فحينئذٍ إذا كان غير حاضر أو غير قادر أو غير حاضر. لا حاضرٌ ولا قادرٌ، فيتعين علينا أن يذهب الأب والأم هكذا. حسناً، وفي غير ذلك، لا بد أن يبقى معي ولا بد أن نخدمه، وهذا له فقهٌ مستقل. ما
هو هذا الفقه؟ ماذا يعني حاضرٌ قادرٌ؟ يعني يجب أن أحضر له من يرعاه، أن أحضر له الممرضة التي تستطيع أن تغير له أو تغير. لها أو كذا إلى آخره وتعطيه الأدوية في مواعيدها وتقوم بعمل العلاج الطبيعي وهكذا، هل هذه الأشياء التي أنت حضرتك تريدها؟ قادر جداً ليس فقط قادر، ستحضر له ممرضة وستحضر لها جليسة، نعم أنا أريد ذلك، لا يوجد، إذاً هناك دور تسعة وتسعون في المائة من الناس لا يستطيعون القيام به للعلم. المسنون هؤلاء غاليون جداً على فكرة، طيب والضعيف ماذا يفعل؟ الضعيف حسب الحال، فالضعيف هذا على درجات. الله يرزقه، يرزقه بماذا؟ يرزقه بالمرأة التي تعرف أنها لا تترك حماها ولا حماتها، وأن حماها وحماتها في منزلة أبيها وأمها. نعم، كون أن الرجل يُرزق بهذه المرأة هذا...
نعمة كبيرة جداً أن يُرزق بهذه المرأة التي تقول: "لا، هذا أبي وأمي، هؤلاء لحمي، لن أتركهم"، وتبقى معهم. أو يرزقها الله سبحانه وتعالى بابنتها التي تحسن ضيافتها وتحسن إليها وما إلى ذلك. ربك هو الذي يمسك الكون، لكن في النهاية هو الحاضر القادر. هكذا القدرة إذاً، ولهذا يا سيدي. نستفتي العالِم الجليل الدكتور علي جمعة، نسألك عن أنه بالطبع توجد زوجات عظيمات يعتبرن حماتهن مثل أمهاتهن ويخدمنهن ويتحملن المسؤولية حتى اللحظة الأخيرة بعنايتهن يا دكتور، لكن توجد أيضاً زوجات كما تعلم - حفظنا الله من الشر - يجلسن يعذبن الحماة ويؤذينها، ولا يستطيع الرجل أن يودعها في دار المسنين ولا أن يطلق زوجته. زوجته وسيخرب البيت، هذه الحكايات يا دكتور تملأ المجتمع.
أنت تعلم أننا ننتقل دائماً من دائرة إلى دائرة إلى دائرة، فنحن نبدأ بأنه لا بد أن يكون المسنون في بيتنا. فيقول لي: لا، أنت تنسى حالة وهي أنني غير قادر، لست قادراً على ذلك، زوجتي رفضت رفضاً تاماً أو... أتؤذي السيدة المسكينة أو الرجل العجوز؟ أم أنك تؤذي السيدة العجوزة والرجل العجوز هم الذين يؤذونها؟ والله ممكن أيضاً، ممكن كل هذا، هذا كله من خلق الله، كله موجود، إنه محيط شاسع يا دكتور. أعطِ للمسنين، حسناً، أنا لست قادراً على أن أعطي للمسنين، خلاص، هذه مصيبة، هذه القضية، هذه قضية، هذا بلاء، لا. هذا له حل، لا بد أن الحكومة تتحمل مسؤولياتها في هذا الجانب. أهي الحكومة التي استقالت أم الحكومة القادمة؟ ما هو أيضاً أنا أقصد الدولة، الحقيقة أقصد
الدولة. سيأتي إذا، سيأتي إذا كان موجوداً في الدستور هذا الكلام، ولكن عندما نأتي لنطبق، كل شيء له تكلفة، ولكي نصل إلى التكلفة لا بد... من العمل فإذا جاءني أحدهم يقول لي: "لا، أنا لن أعمل، وهذه حقوق مكتسبة، وأنا أريد أن آخذ ولا أعطي"، سنقع في هذه المشكلات التي ليس لها حل. لكن انظر كيف استفدت من أنني تعلمت، وانظر كيف استفدت من أنني أعمل ليس ثماني ساعات في اليوم بل اثنتي عشرة ساعة في اليوم حتى. أسقط من طولي لأن هذا الكلام سيحل لي هذه المشكلات. أما إننا نقول الآن، لكن ساعتئذ أنت متفق معي أنه من واجب الدولة، أي دولة، أن توفر دوراً مجانية أو برسوم زهيدة لهذه الفئة من كبار السن. الأمن المجتمعي يقتضي ذلك. نعم، إن
الحاكم الذي هو الحكومة الآن كانوا فقط. التعبيرات القديمة تقول لك إن الحاكم الذي هو الحكومة، صحيح، الحاكم ولي من لا ولي له، نعم، مثل بيت المال هكذا، يأخذ مال الذي ليس له وارث، مثل أشياء كثيرة جداً، نعم، قال: لا نأخذ شبابك وندعك في عجزك، نعم، فإذاً، نعم، هذا كلام صحيح، لكننا نتعامل الآن في لحظة. تاريخية متناقضة فيها تناقض كثير، ولذلك نحن فقط نكون صرحاء قليلاً ونقول إن هذه مشكلة، ونضع أنفسنا في مكان لا حل له. فأنا أبدأ أولاً بوضع الأب والأم عندي، وبعد ذلك على فكرة ليس الأب والأم فقط، بل وأخي المريض وأختي المريضة وأخي المعاق وأختي المعاقة إلى آخره وابن عمي. المريض المعوق الذي هو معفى من شيء
لدرجة أنهم ربوا الجيران والله العزيز وخدموا الجيران. وفي تراجم العلماء في طبقات الشافعية لابن السبكي مثلاً يقول لك: "وتربى في بيت خاله". نعم، نعم. هل انتبهت كيف تربى في بيت خاله؟ هو خاله طبيب وزوجته هذه ماذا فعلت؟ نعم، زوجته كانت تعبد الله في... هذه التربية أي سلام عليك بتعبد الله في هذه التربية. عندما تنكسر المنظومة الأخلاقية كلها وتأتي لتقول لي: "حسناً، هي غير راضية والآخر غير راضٍ"، والآخر يقول: "خلاص سيكون هناك أطفال شوارع يا دكتور". أنا لا أحب أن أنظر إلى الأمر بهذه النظرة فقط، طبعاً هذا موجود. الذي ساعتك تفضلت به لكن أيضاً الحياة أصبحت ضيقة يا دكتور علي، لا المساكن أصبحت واسعة كما كانت قديماً كما قلت، ولا الدخل يتسع، وحتى أنت تعرف الزوجة التي نحن متزوجون بها، والزوجة شرسة وتؤذي السيدة حماتها وما
إلى ذلك، وإحداهن تجدها تعمل في الصباح مدرّسة وترجع لتأخذ العلم. المدرسة وتطبخ، والله لا يكلف نفسًا إلا وسعها، فهي ترى أن هذه المسؤوليات عبء ثقيل، ومن هنا جاء الحظر القائم. وأنا أقول لحضرتك كما أقول لك إن المرأة التي ليست قادرة، فمن الممكن جدًا أن تكون السيدة نفسها في الحالة التي رأيناها في التقرير. الحقيقة هذه حالة ثالثة ليست التي نتحدث فيها، فهي ذهبت ولم تذهب فقط وأخفت مكانها، فالأولاد لا يعرفون أين هي، وتجد الأولاد قلقين عليها، وكلما يرونها لأنها تقول: "أنا لست مقصرة، فأنا أذهب إليهم"، فهذا من شدة عطائها، والحب عطاء، واستمرار هذا العطاء عندها جعلها تخفف عنهم. العبد حتى لو أدخلتهم في مشكلة
نفسية، أين أنت؟ ومن أين عليك؟ وهي تقول لهم: لا، حتى لا تنشغلوا. الله يكون في عنقكم، أنتم تخاطرون بأرزاقكم وأولادكم، وأنا سعيدة مع العائلة التي أعيش معها. هذا بحسب الأنثى يا دكتور علي، فإذا هذه السيدة وأيضاً... أعطت خبراً لابنتها حبيبتها الصغيرة التي هي موضع سرها والتي ستخفي عنهم أين هي، والبنت صامتة لكنها أعلمتهم أين هي بطريقة غير مباشرة. لكن هذه السيدة صاحبة عطاء، إنها الأم المصرية التي تظل تعطي حتى آخر لحظة، هذا شيء آخر، هذا لا يوجد فيه عقوق ولا شيء. هذا الأمر فيه حب وبذل وعطاء، وهذا مثال ربما كما نطالب الأبناء ونضغط عليهم ونقول لهم وننصحهم، نحن هنا أيضاً نوجه ونقدم الإرشاد. والله تعالى أرسل لنا
نماذج، وهذه المرأة في الحقيقة تتكلف كثيراً لأن الدور الذي تقوم به ليس رخيصاً بالطبع ليس. رخيصة فلا بد أنها باعت شقتها وباعت أغراضها وعملت لا أعرف وديعة لكي تصرف عليها وتعمل. إذاً القضية هنا هي الحصان، يجب على كل واحد منا أن يرجع إلى إنسانيته. يا سلام عليك يا دكتور، أنا سأذهب إلى فاصل قصير بعدها نرى نماذج أخرى يا دكتور علي، لكنني سأعلق سؤالاً أطرحه عليكم. إن شاء الله بعد أن نعود، أنت أشرت هكذا سريعاً إلى الواجب المفروض على الآباء والأمهات المتقدمين في السن، لكنني أعود بك في سؤالي إلى مراحل سابقة على ذلك. الأب والأم، الدكتور، حينما يفشلان في غرس
الحب في نفوس الأطفال، يعني يعاملونهم بقسوة، ولا يهتمون بهم، ولا يحضرون معهم، يُنجبون... أطفال كثيرون جداً فيحدث جفاف عاطفي ويتركونهم في الشوارع يا دكتور علي. طيب وهذه أيضاً جريمة يا دكتور وتبرر، أنا أخجل حقيقةً أن أقول هكذا، لكن تبرر أن الطفل بعد أن يكبر ويصبح رجلاً يقول: "أنا ليس لي علاقة بهؤلاء الناس"، تبرر عقلياً، نعم. لا بد أن نذهب إلى فاصل. يا دكتور، سنرى نماذج أخرى ثم نطرح وحيدة. يصبح صعباً عليهم جداً خاصة عندما تكون المرأة لديها أولاد
وتعيش في بيتها، ثم يأتي أهلها ويحضرونها هنا. هذا أمر صعب على الأم. يعني أنا كنت بصراحة متضايقة لأنني ليس لدي أولاد. كانوا يمنعونني من أن يكون لي طفل أو طفلة، فعندما... جئت إلى الدار طبعاً فوجدت أن ابنها أحضرها أو التي ابنتها أحضرتها، فأزالوا عني الأوجاع الصغيرة. نحاول أن نُشعرهم بأننا هنا أهل لهم، ولا نُشعرهم بالنقص. هذا الموضوع والشأن الثاني كأنهم بناتهم بالضبط، أولادهم معهم، نراعيهم صحياً واجتماعياً ونفسياً وفي كل شيء.
نقيم لهم رحلات وندوات وحفلات، ونُشعرهم فعلاً بأننا نملأ الفراغ الذي في. حياتهم دكتور. لا، ذكرني أننا كنا نرى ماذا. لا، أريدك أن تعلق على هذا أولاً، وبعد ذلك أنا لم أنسَ السؤال. كما رأينا الآن عدة حالات، وهذه هي طبيعة البشر، أن لكل شخص حالته. في حالة الأولاد، هيا أذهب إلى دور المسلمين رغماً عنها. في حالة يعرضون عليها دوراً. المسلمين فتحزن ثم يتبين لها أنها أفضل، والله هذا أفضل، هنا يوجد أنس وهنا يوجد علاج وهنا يوجد كذا إلى آخره. لم أكن أعلم أن الأمور هكذا، وكل هذا بالطبع سيختلف من شخص لشخص، وسيختلف من حالة لحالة، ويختلف من دار لدار. هناك دور طيبة جداً وهناك دور. سبحان الله
يعني ليست صحيحة، قولوا لنا، قل للقائمات والقائمين على هذه الدور، قل لهم هكذا كلمة من عالم جليل مثل سعادتك هكذا، ليأخذوا بالهم من هؤلاء الناس الكبار. البنت جزاها الله خيراً تقول أنني أخدمهم خدمة طيبة، طبعاً لأن الدار التي تعمل بها يبدو أنها دار محترمة وتؤدي وكذا إلى... آخره لكن أنا أتحدث مع الجميع أن يا جماعة وهذا في مهنة الطب كلها وعلى فكرة الطب أو الرعاية مع العلم أن هؤلاء الذين يقومون بالرعاية ملحقون بالطب الذي هو الجليسة جليسة الأطفال أو جليسة المسنين أو غير ذلك إلى آخره كل هذا ملحق يعني تحت أمر الطبيب يعني الطبيب يوجههم إلى ما يفعلونه في هذه الحالة ويرسم لهم البرنامج.
كان لنا صديق عزيز انتقل إلى رحمة الله تعالى وهو الأستاذ الدكتور وفيق مسعود رحمه الله تعالى، وكان رجلاً نظنه صالحاً ولا نزكيه على الله، فكان يقول هذه الكلمة: "لو أن هيئة الرعاية من الأطباء إلى المرافقين، كل الهيئة..." هذه هيئة الرعاية عرفت كلمة واحدة فقط التي قلناها منذ قليل، أن الذي أمامها هذا هو بنيان الرب. يا سلام! يقول هكذا لو فهموا فقط أن الذي أمامهم هذا هو بنيان الرب، لكانت كل المشكلات قد حُلّت. ما هو ليس همًّا ولا عبئًا ولا آه، لا همًّا ولا عبئًا ولا كذا، وبعد ذلك... أخرج الأصبهاني أبو الشيخ الأصبهاني عن سيدنا النبي: "بنيان الرب الإنسان،
بنيان الرب، ملعون من هدم". نعم، نعم، وكلمة "ملعون من هدم" توقفت عندها قليلاً هكذا لأنه لم يقل "قتله"، "ملعون من قتله"، لكن القتل هدم أيضاً، لكن "ملعون من هدم" يعني الذي يتسبب في أذية إنسان في. أخذ العهد على نفسه أنه لا يستطيع أن يقوم أو يهمله أو يسيء معاملته أو يؤذيه نفسياً حتى يصبح هدماً. أرأيت الهدم؟ لأن الهدم قد يكون كلياً وقد يكون جزئياً. فعندما أدخل وأخرب بيتاً وأتركه، أكون قد هدمته. وهكذا يكون الأمر إذا كان كل واحد منا، خاصة أهل... الرعاية والعناية من الطبيب الكبير القائد إلى الونيس والأنيس الجليس من هنا إلى هناك، كلهم عرفوا
أنهم يتعاملون مع بنيان الرب. ما الذي يحدث؟ يحدث أننا لا ندخل المسجد منذ صغرنا ونحن في الثالثة والرابعة من العمر حتى نموت في قداسة هكذا، لا نستطيع أن نرمي في زبالة. لا نستطيع، لا أعرف ماذا، نفسياً في قداسة بيت ربنا، لأنه بيت ربنا. حسناً يا أخي، هذا بيت ربنا الذي هو أولى من بيت، هذا حجر وهذا بشر. نعم، هذا حجر لكن هذا بشر. هذا حجر لو وقعت فيه قذارة أو نجاسة انهار، وبعد ذلك وبعد ذلك يا دكتور. هذا يمكن أن نهدمه ونبنيه مرة أخرى مثلاً، لكن البنيان الرباني الذي أمامك هذا فرصة، هذا لا يُبنى مرة أخرى. هذه الفرصة تجعل هذا طريقك إلى الجنة. فمن الممكن جداً أن تسير في طريق الله وطريق الجنة وترى الله سبحانه وتعالى فيمن تخدم، ولا تفرق بين
أسود وأبيض، ولا بين رجل وامرأة. ولا بين غني ومحدود ولا فقير ولا كذا، أنت تتعامل مع بنيان الرب، الإنسان بنيان الرب. ولا المسلم؟ لماذا؟ دعني أقول لك لماذا. هو قال الإنسان ولم يقل مسلم، أترى؟ سأخبرك لماذا. نعم، يعني هذا ينطبق على المسلم، أما الآخرون فلا. الآخرون يعني لو... أتت إليك لو أتت إليك هذه السيدة صاحبة الدهر، لو جاءتها نزيلة هندوسية مثلاً، ينبغي أن ترعاها بنفس الرعاية يا دكتور علي، هذه إنسانة هي أيضاً من بنيان الرب. القسم طوال عمره الذي يقسم عليه الأطباء أنه لا يفرق حتى لو كان من أسرى الحرب. أنت تعرف أن هذا الذي أمامي كان يريد يحاول قتلي منذ ثلاث دقائق، وبطائرة كانت مليئة بالمتفجرات ستهبط على مستشفاي، لكن عندما أكشف عليه وهو مجروح، لا بدّ
أن أعالجه ولا بدّ أن أطعمه، كما جاء في القرآن: "ويطعمون الطعام على حبه مسكيناً ويتيماً وأسيراً، إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاءً ولا شكوراً". فتخيل قَسَم الأطباء من القديم إلى الآن إلا... يُفرِّق حتى مع العدو صاحب الحرب، نعم حتى مع العدو صاحب الحرب. ثم عندما أُقيمت اتفاقية جنيف الأولى وجنيف الثانية، الأمور الخاصة بتنظيم التعامل مع الأسرى ومع الحرب، نصُّوا عليها وأصبحت ملزمة، وأصبحت من جرائم الحرب أن تترك مَن احتاج إلى معالجة ضده، فما بالك؟ أصبح يا دكتور ننزل على غير ديني لكنه غير محارب، إنه لا يحاربني. ضيفه هذا هو الحقيقة أن مفاهيم القصور هذه التي يشيعها بعضهم عنا، لكن انتبه أنني لا
أقول يشيعها هذا من أعداء الإسلام، بل من المسلمين أنفسهم يشيعون عن الإسلام ما ليس منه أحد إخواننا. طبعاً رجل الإطفاء هذه مهنة تقديرها عالٍ جداً في أوروبا وأمريكا، فذهب ليتقدم بطلب ليعمل رجل إطفاء، فقالوا له بسخرية من الإسلام - بسبب الصورة المشوهة التي استقرت عندهم من بعض المسلمين للأسف ممن لا يعرفون دينهم - قالوا: "على فكرة، نحن نطفئ بيوت المسلمين وبيوت غير المسلمين". لا إله. إلا الله، قال له: "نعم، أنا أعلم". قال له: "لا، ولكن أعني حتى لا يكون دينك يقول لك أطفئ بيوت المسلمين فقط، وعندما يندلع الحريق في بيت غير المسلمين، وهم الأغلبية طبعاً في هذه البلاد، لن تطفئه". ما هذه الصورة المشوهة؟ من أين
أتت هذه الصورة المشوهة؟ أتت من أننا أناس. تقول أن نعمل أعمالاً فيها مثلاً تفجير بلا سبب وبلا قصد، يترك سيارة مفخخة أمام مديرية الأمن لتنفجر، فمن ستصيب؟ ستصيب المصلي وستصيب المسيحي وستصيب المرأة وستصيب طفلاً رضيعاً. وهل رجل الشرطة ليس إنساناً أصلاً؟ والمصيبة الأكبر، أليس رجل الشرطة هذا أيضاً إنساناً مهماً؟ هو مسلم وزين، أما المسيحي فهو ابن الوطن. ذلك الشرطي هو الذي يصلي، والمصيبة الأكبر أنه يفجر نفسه. فماذا يقرأ غير المسلم في الغرب؟ ماذا يقرأ؟ إنه يقرأ أنه شخص يقتل حتى أنه لا يعرف من يقتل. حسناً دكتور، أريد أن أفهم متى يكون كذلك؟ لأننا في لغة الإعلام أُصبنا.
بارتباك فادح يا دكتور علي، متى يكون التفجير استشهادياً ومتى يكون تفجيراً انتحارياً؟ أنا لا أعرف، قل لي أنت. لا، لا يوجد شيء اسمه هكذا. الموجود في الفقه الإسلامي هو الانغماس في جيش العدو، يعني أننا نحارب في سنة ثلاثة وسبعين، فيكون أمامي مائة وأنا وحدي، فأنغمس فيهم. لكي أضرب هذا وأضرب ذاك وأحارب هذا وأحارب ذاك وأحارب ذلك، فهذا يعني أن واحداً من ألف يرجع سليماً، بل ليس واحداً من ألف، بل واحداً من المليون يرجع سليماً. إنه شهيد وبطل، هذا هو شهيد وبطل. هذا ما هو موجود في الفقه الإسلامي تحت عنوان الانغماس في العدو. غير ذلك لا يوجد شيء آخر. هكذا ليس هناك غير ذلك، قاتل لنفسه، نعم والله العظيم قاتل لنفسه، أجل فالانغماس
في العدو موجود عندنا في الفقه الإسلامي، وهذا أحد مظاهر البطولة وأحد مظاهر الهمة، ووضعوا أيضاً لها شروطاً، رقم واحد أن يكون هذا الانغماس ضرورياً، وأن يكون فيه همة للجيش، وأن يكون وأن يكون، المهم الحاصل. أنه يجب علينا أن نهتم بالإنسان، أما هدم الإنسان فهذا شيء عميق جداً والإسلام لا يعرفه، والإسلام وضع قواعد للحرب، ومن ضمن هذا الاهتمام الاهتمام بالمسنين كما نهتم باليتامى والأطفال والمساكين، وابحث عن جانب أي حياة الإنسان. لا بد أن نذهب إلى الفاصل يا سعد الدكتور ولو أنه الأمر مثير. للسخرية لكن السؤال الذي علقناه قبل الفاصل الأخير سيظل معلقاً، والسؤال هو - حتى أُذكِّركم
به - أليس على الأب والأم واجبات أيضاً لغرس المحبة والتعاطف والإنسانية في نفوس الأبناء؟ وإلا، طبعاً نحن نتأخر في كثير من المواقف حتى تتفاقم الأمور وحتى نصل إلى الحالة المرضية غير
المرضية ثم بعد ذلك نشكو. ونحاول أن نحل المشكلة التي اختلقناها في الحقيقة. وجاء إلى سيدنا عمر رجل يشكو عدم بر ابنه له وأنه ولد عاق جداً، فقال له: "تعال يا ولد، كيف تفعل هكذا؟" وكان سيدنا عمر بالإضافة إلى أنه رجل دولة كان مربياً، فقال له: "طيب اسأله هكذا". لم أرَ عبقرياً يثري فرية. نعم هذا كلام سيدنا رسول الله في عمر فقال له: "اسأله سله بما سماني". فقال له: "أنت سميته ماذا؟" فأجابه باسم سيئ جداً، سماه "المبعوث" أو "المبعوث من الله". كيف هذا؟ إذا كنت أنت تبدأ وتجعل ابنك هذا كأنه ملكك
وكأنه متميز. الغريب في الأمر يا دكتور، الابن المبعوث. لأنه يكون اسمه مبعوث محمد عبد الرحمن لم يعجبها كثيراً، حسناً، أنت أنت أنت، قال له: اسأله هكذا: "هل حفَّظني شيئاً من القرآن؟"، قال له: "لا"، قال: "طيب، هل علمني؟"، قال له: "لا، لم أعلمه"، قال له: "طيب، هل رباني وجعلني صاحب أخلاق، صاحب كذا؟"، قال له: "لا"، "طيب، هل علمني حرفة؟"، قال: "قبل فعمر". التفت إلى الرجل وبدأ يضربه، فقال الرجل: "الله! إذاً أنت الذي عاقبته". هناك أناس يريدون هذه الذرة يا دكتور علي، حتى تجلب لك الذرة المعدنية. لا، فسيدنا عمر كان يربي الناس ويقول لهم: "يا جماعة، أنتم الآن قصرتم في مسؤولياتكم الأولى". كنا في حلقة سابقة... قضية أن الطفولة تتأثر
وهي في عمر ستة أشهر، فالولد أو البنت يخزنون المعلومات، فإذا كان الأب والأم يكذبان فهذه هي القدوة التي يتخذونها. وبعد ذلك يقول لك: "أنا لم أعلمك الكذب أبداً"، مع أنك كذبت أمامه وهو في عمر ستة أشهر. كيف لا يتأثر؟ لقد خزن هذا الموقف، واستوعب أن هذه هي طريقة التعامل. لقد استوعب أنك ترد على الهاتف بهذه الطريقة. يقول له أنني مريض، أنا مريض وأنت لست مريضاً، وضعت الشيء ومشيت. لا، لا، الأهم يا دكتور أن الأب يقول لابنته التي ترد على الهاتف: قولي له إن أبي غير موجود. هذه قضية يمكن أن يقول فيها: نعم أنا مخطئ لأنني علمت الأطفال الكذب، لكنني أقول لحضرتك هو لم يعلمه. الكذب إنما القدوة أيضاً كانت كاذبة، صحيح هو يرى، هو يراقبك هكذا فقط، لكنه يخذل، فأنت مسؤول، ولذلك هذا الحب لا يُعلِّمونه بعد الستة
عشر سنة والعشرين سنة، بل يُعلِّمونه من سن ستة أشهر. لا بد أن تعلمه الحب، لا بد أن تعلمه الاحترام، لا بد أن تعلمه الإيمان، لا بد أن تعلمه وهو صغير، وهذه مسؤولية. فرطنا فيها كثيراً من جهلنا بطبائع البشر. سيادة الدكتور، هناك تدفق هائل من الاتصالات والأسئلة، لكن لفت انتباهي التواصل عبر الرسائل القصيرة. سؤال مدهش لم يذكر فيه الاسم، وسيكون السبب مفهوماً حين أطرح عليكم السؤال: "يا دكتور، انصحني يا شيخنا، أنا في ذنب نفسي متعلق به، أتوب". منه ثم أعود إليه ثم أتوب ثم أعود إليه ثم أتوب ثم أعود إليه، أنا متعذبة، ماذا أفعل؟ صلِّ على النبي عليه الصلاة والسلام، عليه الصلاة والسلام.
إن أهل التربية وأهل الله قالوا إن كل الأعمال ما بين القبول والرد إلا الصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام لتعلقها بالجناب الأجل. صلى الله عليه وسلم، فعندما أصلي على النبي يتقبلها ربنا سواء كنت أنا ضعيفاً جداً أو فاسقاً أو مؤمناً، لكن كيف تتخلص من الخطيئة التي تستمر في العودة إليها؟ ربنا هو من سيخلصك منها. ربنا سبحانه وتعالى يوفقها لأنه قَبِلَ طاعتها فيوفقها، لكنها دائماً قالوا لنا: إذا كنتم ترتكبون الذنوب وتعودون إليها ولستم تعلمون كيف تتخلصون منها؟ أكثروا من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، فإذا بك لا تعود إليها أبداً، وهذا مُجرَّب مرةً واثنتين وثلاثاً. يا سيدتي، لو كنتِ تستمعين أو تشاهديننا وتستمعين إلى هذا الكلام الحكيم من فضيلة الدكتور علي جمعة، العلاج الشافي كما قال الدكتور هو
الإكثار من الصلاة على الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، الإكثار هذا أصبح أقل من ثلاثمائة مرة في اليوم، نعم، ولو وصلت إلى ألف يكون أفضل. سترى تغيراً عجيباً غريباً في حياتها، أو عشرة آلاف فلا يبقى عندها وقت لفعل الخطيئة يا دكتور. لا، القضية ليست على هذا الحد بأنها الصلاة. على النبي عليه الصلاة والسلام هي باب الفتوح وهي مُجرّبة، ونحن نتكلم كتربويين ربّينا الناس وأرشدنا الناس، فإذا بها من فعل نجا ومن لم يفعل، يعني هناك تجارب من هذا النوع نجحت أمام عينيك يا دكتور. طبعاً نحن نعمل في هذا منذ اثنتين وأربعين سنة ما شاء الله ننصح الناس. بما نصحنا إياه مشايخنا ناقلين ما عن الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام، عليه الصلاة والسلام، لأن أصل الصلاة على
النبي عليه الصلاة والسلام متعلقة بمن؟ متعلقة بسيدنا رسول الله، مؤتمرين في ذلك بأمر الله، إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً، وقال إن أنت. إذا صليت عشرة فسوف يصلي الله بها عليك مائة، وإذا صليت مائة سيصلي ألفاً، وهكذا ولا نهاية للعدد. لماذا إذن يا دكتور أجرؤ على مقاطعتك وأنت تصف هذا الدواء الشافي بإذن الله؟ لأن لدينا اتصالات كثيرة، ونبدأ بـالسيدة من القاهرة. السيدة هناء، أهلاً بكِ. هناء: أهلاً وسهلاً يا أستاذ. هناء: أهلاً بكِ، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. - وعليكم السلام يا سيدتي. لو سمحتِ، أود أن أسأل فضيلة الشيخ. - أنتِ الآن في حضرة فضيلة الشيخ الدكتور علي جمعة. - أنا بنتي فضيلة الشيخ. - تفضلي لو سمحتِ. - أنا إن شاء الله ربنا سيمنحني القدرة إن
شاء الله للذهاب إلى العمرة أنا ووالدي وبنتي المتوسطة. أحب أن أكون هناك لأعمل لهم عمرة، فأتجه إلى جامع التنعيم وأُحرِم وأهب لهم العمرة. أصلي ركعتين وأهب لهم العمرة، فهل هذا جائز؟ وأذهب لأداء العمرة، فهل هذا جائز؟ أم يجب علي من هنا من مصر أن أهب لهم هذه العمرة؟ وستكون عمرة كل واحد منهم عظيمة يا سيدة هم. اعتمروا هم قبل ذلك، هو وهي والدتي قبل ذلك حجت واعتمروا، إنما والدي لم يسبق له. طيب، الأستاذ محمد من الإسماعيلية. السلام عليكم. وعليكم السلام يا سيدي، تفضل. السلام عليكم. وعليكم السلام. لو سمحت يا سيدنا. نعم، لو سمحت يا سيدنا، حضرتك اخفض صوت التلفاز، اخفض صوت التلفاز لكي تستطيع. تسمعنا ونستطيع التواصل معك، تفضل
سعد. حضرتك لم تظهر على التلفزيون أبداً يا مولانا. يريدك العم يا مولانا، ربنا يشرح صدرك، آمين يا رب. حضرتك أنا عندي غيرة على سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم، لدينا جار أطلق على ابنه اسم "المدثر" بالألف واللام المعرفة. يعني فنشعر بالغيرة على سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم، ما رأي مولانا في هذا الموضوع؟ حاضر، تفضل. أنا لم ألتقط السؤال. حضرتك التقطت السؤال. طيب، عظيمًا. الأستاذ محمد من الإسكندرية، السلام عليكم. وعليكم السلام يا سيدي، تفضل. كيف حضرتك فضيلة؟ أهلاً وسهلاً فضيلة الشيخ، معك قدر فضيلة. الشيخ: كيف حالك يا
سيدي؟ أهلاً وسهلاً. اتصلت بها هاتفياً، وبعد ذلك بسنة تزوجتها وأصبحت زوجتي، وهي حالياً تعيش معي في بيتي ومكاني. وبفضل الله الحمد لله، هي متدينة وذات أخلاق حسنة، وأنا لا أعرف ماذا أفعل. حسناً، حسناً، حسناً يا أبا حمد، الأستاذ طه من شرم. الشيخ أستاذ طه، أهلاً بصوتك. طيب، الأستاذ حسن من القاهرة. أي سلامة، سلام عليكم. وعليكم السلام يا أستاذ حسن، تفضل. بعد إذن حضرتك، أنا لي ملاحظة على حضرتك. تحت أمرك. أرجو أن حضرتك لا
تقاطع سيدنا الشيخ علي جمعة الرجل الصالح كثيراً. الحوادث التي نسمعها هو أكثر مما حاضر. حاضرٌ حاضرٌ، أنا تحت أمرك. أنت تعرف أن لديَّ أكثر من رسالة نصية أيضاً بنفس المعنى. واضح أن في... آه يعني انتظر انتظر قبل السؤال يا أستاذ حسن. أقول لك فقط لكي تعرف أن هناك أُناساً يدعمونك في رأيك هذا. طالما الأبناء عائشون لا يصح أن يوضع الأبوان في... دار مسنين، وليت المذيع يهدأ قليلاً ويتوقف عن الضحك ومقاطعة الشيخ لأننا لا نستطيع التركيز، وليتحدث مع فضيلة الشيخ باحترام. هذا الأستاذ أحمد رجب، نعم، هذا أنا عريس وهذا... حسناً، انتظر لأن هناك شخصاً آخر، هذا الأستاذ عادل رضوان. بحق النبي، اجعل المذيع لا يقاطع فضيلة الشيخ علي جمعة ولو... إنني أعلم أنكم لن تذيعوا طلبي هذا. بالعناد فيك يا أستاذ عادل! أذعنا الطلب، تفضل يا أستاذ حسن. بعد إذن حضرتك، سؤالي للرجل الصالح التقي: الجمعة اليوم يوافق ذكرى وفاة مولانا سيدنا الحسين،
وأنا أسمع أن بعض الناس يعارضون هذا رغم المشروعية في هذا الأمر. أرجو أن تبين حضرتك هذا. الأمر لدعم المسلمين هذا شيء مهم جداً يا فضيلة الشيخ، شاكر جداً يا أستاذ حسن، شاكر جداً. أظن أن نبدأ في الإجابة يا فضيلة الشيخ، ولو أنه مجرد شبهة أنني لا أعاملك باحترام سببت لي ارتباكاً في الحقيقة. لا، الاحترام موجود. أنت تحس بشيء كهذا يا دكتور؟ لا. هم فقط يريدون أن يظهر الشيخ وحده، حسناً، فأنا هو الشيخ وحده، وسأجلس هنا هكذا بأربعة أيدٍ وأسمع وأستمتع والله يا دكتور وأتعلم، حفظك الله. لكن الفكرة أن هناك حواراً يا دكتور، لا بد، لا بد. تفضل سعد، هنا، هنا أنت، وتحضر. السيدة هنا تقول إنها تريد أن تؤدي عمرة للوالد والوالدة. نحن نؤدي العمرة
أو الحج للإنسان المتوفى الذي لم يؤدِ عمرة وحجة. لكن أمها حجت واعتمرت، خلاص. أبوها لم يعتمر، فستعتمر عنه في هذه المرة، وبعد ذلك يجب عليها أن تحج عنه في يوم القيامة. أما الذي أفعله أنا... أذهب لأداء العمرة وأدعو، وأثناء الطواف أدعو لأبي وأمي، وعندما أسعى بين الصفا والمروة أدعو لأبي وأمي. بعد الانتهاء من العمرة أقول: "هذه العمرة لي، لعلي". فتقول: "ماذا أقول؟ اللهم هب مثل ثواب ما فعلت لأبي وأمي". فيكون إذا أهديتُ ثواب كل الأعمال الصالحة بالدعاء تصل. إلى مَن دعوتُ له ويتقبله إن شاء الله ويقبل إن شاء الله، ولذلك الإمام الأجهوري
نظم ثلاثة عشر شيئاً تصل ثوابها، ليس فقط الثلاثة لأجل حديث البيهقي ولأجل الحديث المشهور "إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاثة"، فتتبعوا هذا فوجدوا ثلاثة عشر شيئاً، ومعنى ذلك أن الأمر مفتوح. هل يمكنني أن أصوم وأهدي الثواب لوالدي ووالدتي أو خالتي وخال خالي أو زوجتي أو ابني أو غيرهم وهكذا؟ ادعُ كما تشاء بالدعاء، سيصل كل شيء. إذاً، إذا كانت المرأة هنا تذهب لتؤدي العمرة لنفسها، فأثناء العمرة تدعو لوالدك ووالدتك، وبعد العمرة أنتِ أهدي ثواب ما قمت به لوالدك ووالدتك. نعم، أريد ذلك. تعتمر عن أبيك لأنه لم يعتمر ولم يحج، والعمرة والحج فرض، فاعملي عمرة وقولي "لبيك اللهم عن أبي". نعم،
هكذا تؤدى العمرة بهذا الشكل، فهي ذاهبة لأبيها وليست تعتمر عن نفسها، بل تعتمر عن أبيها. بالنسبة لمحمد من الإسماعيلية، يسأل: هل "المُدَّثِر" بالألف واللام، وهل حصلت له؟ غيرةً على سيدنا رسول الله، يعني عنده أن "المدثر" و"المزمل" هما وصفان لسيدنا رسول الله، فكيف تسمي الطفل "المدثر" و"المزمل"؟ حسناً، إذا كنا نسميه محمد، وإذا كنا نسميه أحمد، نسمي الولد أحمد. هو غاضب ويقول: لا يصح أن هذا الوصف نوصف به الطفل الوليد الذي سماه جاره هكذا، لكنه يصح. في رأيك يعني يصح لأنه إذا كنا نحن نسمي بأسماء الأنبياء، نسمي موسى وعيسى وغيرهما إلى آخره، ونسمي محمد ونسمي
أحمد ونسمي مصطفى، ونسمي حتى الأسماء التي ليست متفقاً عليها مثل طه وياسين، نسمي الأولاد بها تبركاً بسيدنا النبي، فلا يوجد مانع أن تكون هناك أسماء خلافية دكتور مثلاً. عبد النبي: العبودية ليست هي عبودية العبادة، هكذا فإن "عبد النبي" و"عبد الرسول" جائزة. ولكن بعض الناس يخاف أن تكون كلمة عبد هنا مثل "عبد الرحمن"، أترى ذلك؟ فيقول مثلاً "عبد رب النبي" أو "عبد رب الرسول"، وهذا تكلف، لأن النبي عليه الصلاة والسلام عندما جاء كان اسمه في "عبد مناف"، نعم، وتركه. إذًا يكون عبد النبي. نعم، فنحن أقل شأنًا من النبي، والنبي عليه الصلاة والسلام هو سيدنا وتاج الرؤوس وجوهر النفوس، فلا مانع أن نكون عنده عبيدًا بالمعنى. ولا يوجد خلط لدى عاقل بين عبد النبي وعبد الرحمن، طبعًا لا توجد
مساواة هنا لأن العبودية هنا بمعناها. الخدمة أنا خادم النبي محمد من الإسكندرية. هو عمل شيئاً عن جهل وهو أنه بعد كتابة الكتاب طلّق، وبعد ذلك دخل بالفتاة اعتقاداً منه أنها زوجته. نعم وعاش معها، والفتاة في أمانة الله. لا يصح ما حدث معها. هذا الكلام لا يجوز، ويجب أن يعقد عليها الآن ويعقد عليها فوراً فوراً. فتقول له أمام اثنين شهود: "زوجتك نفسي"، وهو يقول: "قبلت"، وينتهي الأمر. والفرق بين الحلال والحرام كلمة، ألا وهي "زوجتك نفسي". يقول هكذا حتى يتم ذلك الآن ونحن جالسون أمام اثنين شهود، فقط "زوجتك نفسي" وهو يقول "قبلت". حسناً،
الفترة منذ تزوجته إلى الآن أعطِ لهم. سنة اثنين ثلاثة، ما العلاقة هذه؟ هذه العلاقة يسميها الفقهاء وطء شبهة، يعني ليست زنا، ليست زنا. حسناً، هي حملت وأنجبت طفلاً واثنين، أولاد شرعيون وليسوا أولاد زنا ولا أي شيء. هذه غلطة تُصحح، هذه الغلطة التي تُصحح لا تجعل لها وسواساً ولا تجعل لها وسواساً. هم أخطأوا فقهياً لأنهم... ليسوا علماء ولم يسألوا، وذهب بعد أن طلقها طلاقاً صحيحاً بعد كتب الكتاب. كانت انتهت، ويجب عليه أن يعيد العقد. لم يعد ظناً منه أن هذا غير واجب، بل هو واجب ولازم أن يعيد العقد ويعيده الآن. والفترة التي مضت هذه لا شيء عليها، اسمها وطء شبهة. فيكون عندنا اجتماع الرجل مع المرأة تكون في ثلاث حالات: زواج، ووطء
شبهة، وزنا. الزنا هو الذي يكون حراماً، أما وطء الشبهة فهو ناتج عن جهل. والزواج هو الذي فيه البركة أو في أمور أخرى إلى آخره. فوطء الشبهة يشبه الزواج من حيث ثبوت النسب وثبوت الأحكام المتعلقة به، فهو شبيه بالزواج وليس شبيهاً بالزنا. وهو خائف من الإثم أيضاً. نحن بالفعل نقول له منذ الآن ألا يقترب منها حتى تقول له: "زوجتك نفسي"، وهو يقول: "قبلت" أمام شاهدين. بما أن العقد المدني الشرعي الموثق في المحكمة موجود، فليس لنا شأن به، ونحن نتحدث عن البركة والإثم الذي هو حسن، حسن أخو الحسين وسيدنا. الحسين يحتفلون اليوم بمولده الكريم عليه السلام وتشرفت مصر بوجود الرأس الشريف، ولو قارنا ما يحدث الآن عند
سيدنا الحسين وبين القبر المنسوب لسيدنا الحسين في الشام مثلاً في المسجد الأموي، فهناك فرق كبير. لا يوجد أحد هناك يذهب للزيارة، لا يوجد أحد، لكن هنا كل هذه الأمم التي تأتي. ربنا... يُقال إنه مدفون في البقيع، لكن لا أحد يعرف أين بالضبط في البقيع. يُقال إنه مدفون هناك، لكن هنا في مصر يوجد أكبر احتفاء وأكبر تجمهر، وذلك يرجع إلى أمرين: الأول أن رأس الحسين موجودة هنا بالفعل، والأمر الثاني هو حب المصريين لأهل البيت. هل هذا مجرد إحساس أم لديك معلومات تاريخية، فضيلة الدكتور؟ لا، هذه معلومات تاريخية. ودخل بموكب زفاف وجاء من عسقلان وما إلى ذلك وكتب التاريخ. طيب ماذا عن الذين يبدعون ذلك؟ إنه جهل، نوع من أنواع الجهل وقلة الأدب، وهذا موجود منذ القديم. هذا التبليغ موجود ولكن في قلة من
الأمة، لكن جماهير العلماء وجماهير الفقهاء والمفكرين أبداً. المولد، ولكن ما الذي يحدث فيه؟ قد تحدث فيه أخطاء كاختلاط الرجال. مع النساء فعل منكرات وهذا كلنا نقول أنه خطأ. أن يمسك السياج ويصيب المس هذه قضية ثانية، هذه قضية لم يُبلِّغ عنها. فقط حتى لا نخلط الأمور ببعضها، فالمولد ليس ضرورياً أن يدخل داخله ولا داخلها. هل سيتحملون هذا المولد؟ هو عبارة عن يوم للذكرى. قال تعالى: "وذكرهم بأيام الله" وكان. كان النبي عليه الصلاة والسلام يحب أن يستمع إلى غناء بعاث، وبعاث هذا يوم من أيام الجاهلية، يوم انتصار، فذكروا بأيام الله. يوم نتذكر سيدنا الحسين، نتذكر جهاده، نتذكر استشهاده، نتذكر أخلاقه، نتذكر علو مقامه
وهو سيد شباب أهل الجنة، ونتذكر أشياء كثيرة جداً. المصريون طوال عمرهم هكذا، علماء وعوام، فالذي نحن... يوجد الآن أن الاحتفال بالمولد الشريف، الاحتفال بمولد النبي أو بمولد سيدنا الحسين، هي أيام للذكرى وفي نفس الوقت أيام للفرح. يعني هناك أناس يريدون ممارسة السياحة، حسناً، ها هي السياحة الدينية موجودة. ينزلون من البلد ويأتون ويتنزهون، هذه هي فرصتهم الوحيدة للتنزه. فهناك أناس أخرى تنظر في الكتاب. وأريد أن نعيش في عصر رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا أن نعيش منهج رسول الله. نعم، نعم، نحن نريد أن نعيش زمن رسول الله مرة أخرى. هذه الآية... تفضل يا دكتور، بعض الناس يريدون أن يعيشوا زمن رسول الله، نعم، ولا يريدون أن يعيشوا منهج
رسول الله، ولذلك تجدهم أنهم يريدون... يقصروا دعاءهم على الدعاء الوارد، وذكرهم على الذكر الوارد عن سيدنا رسول الله. رسول الله لم يفعل هذا. رسول الله علّمنا السعة، علّمنا أننا في نسق مفتوح، ولذلك كان يلبي وكان الناس يلبون فيتركهم. نعم، وكان عندما مرة - في ما أخرجه النسائي - أنه يصلي بالناس، فبعد ذلك التفت وقال: "من... الذي قال حين الرفع من الركوع ما قال، فالرجل خاف أن يكون قد قال شيئاً خطأً، فقال: من؟ فإنه لم يقل إلا خيراً. يا سلام! لقد قال شيئاً حسناً. قال له: أنا يا رسول الله. قال له: ماذا قلت؟ يعني سيدنا رسول الله لا يعرف ماذا قال. قال له: قلت اللهم. ربنا لك الحمد حمداً كثيراً طيباً طاهراً مباركاً فيه، ملء السماوات والأرض وملء ما شئت من شيء. قال: رأيت بضعاً وثلاثين ملكاً يتسابقون
أيهم يصعد بها إلى السماء من حلاوتها. حسناً، فالنبي لم يسمعها ولم يعرفها ولم يقرها، إنما هؤلاء الملائكة لم يكونوا يفهمون معنى البدعة ومعناها. ماذا سبق أن علمنا سيدنا الإمام الشافعي؟ عندما جاء إلى مصر وجد المصريين يكبرون هذا التكبير الواسع في عيدنا هذا، فقال: "وإن كبر بما يكبر عليه الناس الآن فحسن". يا سلام! إنه يفهم. لكن هؤلاء الذين يقولون بدعة وليست بدعة وما إلى ذلك، ويُقحمون أنفسهم فيما لا يتقنون، هؤلاء غير فاهمين. ولذلك فمولد سيدنا الحسين رضي الله تعالى عنه ونفعنا الله به هو مولد للسياحة، مولد للفرحة، مولد للذكرى، مولد لتنفيذ الأمر. أنت سيادتك تلاحظ طبعاً أنني لم أعد أجرؤ على مقاطعتك لأنه يوجد رأي عام. الأستاذة أسماء من قطر، أهلاً بكِ، أهلاً بكِ يا
سيدتي وعليكم السلام. أنا تحدثت. حضرت أمس يا شيخ وسألتك عن موضوع القرض للسيارة لأجل شراء شقق، أم أطلب قرضًا للشقق نعم، فقلت لي: "اشترِ شققًا ولا تطلب قرضًا". فأنا كنت قد أرسلت إيميلًا لدار الإفتاء، فردت عليّ دار الإفتاء وقالت لي رأيها، وشخص آخر كان هناك شخصان يعني لا يختلفان عن حضرتك قال لي: "هذا حرام". هو نص المصريين ما عندهم الشؤم أخذ. أنا برأيي من الآن حضرتك أنت أوقعت نفسك في قرض من أجل أن نشتري شقة في مصر. أنا مع الجيش. أنا قلت لك يا أسماء بالأمس أن خذي هذا من أجل الشقة، فالشقة سلعة والسلعة كذا وكذا. ألم أقل لك هكذا؟ نعم حضرتك أنا الآن... أرسلوا لي بريداً إلكترونياً وردوا عليَّ بسببه، وكنت أرسلت أيضاً إلى الشيخ مرة أخرى قبل أن أعود إلى حضرتك، فردوا عليَّ بسببه. أنا
حائرة الآن ماذا أفعل؟ تسألني لماذا استفتيت طرفين يا أسماء؟ أليس الإنسان يا شيخنا عندما تُشكل عليه مسألة يسأل أكثر من مرة ويأخذ بما يُيسر له؟ يسأل شخصاً واحداً فقط؟ لكن تذهب فتدور بالمسألة مرة تسألها بطريقة ومرة تسألها بطريقة أخرى هذا لن يتركك بل سيجعلك دائماً في وسواس، فيكون الحل ألا تسألي مرة أخرى وخذي الفتوى كما هي هكذا ونفذيها. تفضلوا، طيب معنا سارة من شرم الشيخ. من؟ قال الأستاذ طه من شرم الشيخ. نقاسل جداً يا سيدنا طه صدق. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وعليكم السلام وتحياته سيد الإمام علي، جزاك الله عنا خيرًا. والله، كلمة صادقة، فوالله ما نظرت إلى وجهك وإلى
وجه الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب إلا وذكرتماني بالله ورسوله. جزاكم الله عني خيرًا وسقاكم الله بيد حبيبه المصطفى شربة هنيئة لا تظمأون بعدها أبدًا. سيدي اسمح لي بسؤالين. نعم، ألو. سأطرح السؤال الأول: سيدي، أنا منَّ الله عليَّ وتعلمت أحكام القرآن الكريم كاملة على يد مَن درَّس من الكتب ومَن تعلم تعليماً أكاديمياً. سيدي، نحن قرأنا مثلاً فقه الطهارة وفقه الصلاة من الكتب ولكننا لم نتعلمها على يد معلم، فلو رأيت أحدهم يخطئ أمامي مثلاً أو... سألني فهل لي أن أجيبه: حاضر، شكراً يا سيدي، شكراً جزيلاً. الأستاذ محمد من القاهرة.
أستاذ محمد، السلام عليكم. نعم، أستاذ محمد. محمد هذا أصبح محمد، يا سيدي أنعم وأكرم، كل الأسماء هذه لطيفة وأسماء ربنا. أهلاً بك، أهلاً بك يا أستاذ محمد. أهلاً، أحب أن أرحب بفضيلة مولانا الدكتور علي. فأقول ننوّر الشاشة مولانا، وربنا دائماً يفيدنا بعلم حضرتك، الله يكرمك، الله يكرمك ويبارك فيك. تفضل، كان لدي سؤالان صغيران هكذا. السؤال الأول: حضرتك قلت إن الأكرم لليتيم أن يظل في منزل نشأ وترعرع
فيه، وكبر فيه، وبعد ذلك الأم البديلة التي تبنته، فهل هي تُخَصص... في حجته أو، لا، ها هو انتهى. الحجاب أمامي، والسؤال الثاني: حضرتك كنت ذكرت أن الابن مُلزَم، أو حضرتك كنت ذكرت أن الابن يجوز له أن يُبلِغ عن والديه لو كانا عوجِيَّين. أنا شاكر جداً يا سيدي. هل انتهى السؤال؟ انتهيت من طرح أسئلتك بأن هو يفعل كذا أم لا؟ هل يعني أنه يصح أن يفعل كذا؟ حسناً، أنا شاكر جداً لمشاركتك هذه. الأستاذ أحمد من القاهرة له السؤال الثاني. وعليكم السلام يا سيدي، تفضل. وحضرتك، كانت لي مداخلة بسيطة بالنسبة لموضوع الحلقة عن الأب والأم. إن الأب والأم طبعاً لهما فضل كبير علينا، وربنا
أمرنا أن نحن لا نقول لهم شيئاً مهماً، فبالتالي لدينا هنا في الفقه أنه لا يجوز لهم أن يدخلوا والديهم داراً للمسنين تعتبر كإهانة لهم، وأنه طالما يوجد أبناء، لا يجوز للأبناء هؤلاء أن يُدخلوا الأب أو الأم إلى دار مسنين طالما أنهم على قيد الحياة، ومهما كانت الظروف يجب عليهم أن يتحملوا ويجب عليهم أن يحاولوا. إن أرادوا ولو جزءًا بسيطًا من فضل الأب والأم على الأبناء. الأمر الثاني الذي أريد أن أتحدث فيه أن فضيلة العالم الجليل، انظر غدًا في يوم الجمعة، لديه علم كثير ونحاول أن نستمع إليه ونفهم، لكن الوقت الذي تمنحه له جيد جدًا لأنه يجيب على الأسئلة فنذهب. أي إطالة الوقت أكثر لنرد على الأسئلة الحاضرة بساحتنا. إنها أسئلة مهمة جداً بدون شك، بدون شك هذا طلب وجيه جداً يا أستاذ أحمد. شاكر جداً الأستاذة منى أيضاً من القاهرة فيما أظن. السلام عليكم. وعليكم السلام، وعليكم السلام. كيف حالك؟ الحمد لله، أنا
أشكر حضرتك على البرنامج. هذا العجب حقاً، ما شاء الله، سمحت الإسلام ببينات فيه كل شيء. سؤالي كالآتي: لو مثلاً الأب أو الأم يعاملان الأولاد بشكل جيد، لكن أحدهما غير متوافق معي أو يعاملهم بطريقة مختلفة، هو أيضاً يعاملهم بشكل جيد في كل شيء، لكن أريد أن أعرف يعني أريد أن أعرف ماذا يُفترض أن يفعل الولد أو البنت هذه. ماذا لو كان أهلها يميزون ضدها؟ أي لو كان أهلها يعاملونها معاملة مختلفة عن إخوتها، يميزون بينها وبين بقية إخوتها، تمييزاً سلبياً بالتحديد. هي لم تفعل أي شيء، نعم تمييز سلبي، أي يميزون ضدها تمييزاً سلبياً مع أنها غير مؤثرة. في أي شيء بالعكس تفعلهم ربما من أحسن ما يكون. وصلت الفكرة يا أستاذنا، شاكر جداً فضيلة الشيخ.
دعنا نبدأ بالأستاذ طه من شرم الشيخ الذي سألك أولاً عن حكم الصلاة خلف من لا يجيد أحكام القرآن. الحقيقة أن لدينا في الصلاة أركان وسنن، والركن الأساسي للصلاة هو الفاتحة، فإذا كان الإمام لا يجيد الفاتحة بأنه مثلاً يقول "أنعمت عليهم" بدل "أنعمت عليهم"، أو يقول "اللذين" من غير أن يخرج لسانه "الذين"، أو يقول مثلاً "الظالين" مثلاً يعني في "الضالين" يقول بالظاء المشالة هكذا. هذا شخص لا يحسن أركان الصلاة، وحينئذ لا تجوز الصلاة خلفه، ولكن الذي يخطئ في القرآن القرآن. أصبح هناك لحن جلي ولحن خفي، لكن كل هذا يأتي في القراءة،
فهو لا يعرف أن يقرأ، فهذا لا يفسد الصلاة. الذي يفسد الصلاة هو الفتحة، والثاني هذا ننصحه: تعلم يا أخي. لكن يمكن، يمكن أن يرد: يا دكتور، أثناء الصلاة هو في الأصل يقرأ خطأ، يعني يترك الغنة والإقلاب والإخفاء، لا يوجد. ردّ وَيُخرِج المُرَقَّق مُفَخَّماً والمُفَخَّم ماذا سترد؟ ثم إنك لو رددته، يعني هو قال "وَضِّح" وهي واضحة، ماذا ستقول له؟ "واضحة"، سيقول لك: "لقد قلتُها واضحة صحيح، نعم واضحة"، وسنقيم الصلاة أمام عينيك. نعم، فلن يصلح هذا الكلام لأنه يرى خطأً أصلاً، أو مثلاً يقول لك "وَضْحَة". فبالدال. حسناً، ماذا أقول له؟ أقول له: أنت لم تُخرج الضاد من مخرجها وتعطها حقها
ومستحقها. أأقول هذا الكلام في الصلاة؟ هذا يحتاج إلى تعليم، ولذلك الفتحة تجعل الصلاة صحيحة. إذا أداها صحيحة تكون الصلاة صحيحة. إذن القضية أننا نركز في الفاتحة، وغير ذلك سننصحه أن يكون معهم كما يقول. إنه يوجد فرق بين العلم والمعلومات، بالطبع يوجد فرق بين العلم والمعلومات، لأن العلم هذا منهج ويعلمني مفاتيح كيف أفهم القرآن، كيف أفهم السنة، كيف أفرق بين المقبول وغير المقبول في هذه السنة، كيف أستنبط الأحكام إلى آخره. من الممكن أن يكون شخص قد قرأ وحفظ المغني الذي لابن قدامة لكنه... ليس فقيهاً وليس عالماً ولا يعرف شيئاً في إدراك النص وإدراك الواقع والوصل بينهما، ولذلك يقول: "أنا الآن تعلمت في الأزهر ووجدت واحداً من هؤلاء الذين معهم معلومات وليس معهم علم". فهل أنصحه؟ نعم تنصحه
في دينه أنه قد تعرض لعظيم، وأن هذا العظيم كان ينبغي عليه أن يبرئ نفسه. إن المؤسف يا فضيلة الدكتور أن البعض يتصور بحصيلته العلمية الهزيلة - يعني قرأ كتاباً أو كتابين - أنه وصل إلى ذروة العلم. إن كل المصائب التي نراها الآن من تصدُّر غير المتخصصين ومن هؤلاء الناس الذين لم يقرؤوا ولم يفقهوا، وينزلون الآيات والأحاديث على مواضع أخرى لا علاقة لها بها، ولذلك... تجد أن كل هؤلاء المتهمين بالعنف ليسوا من أهل العلم أبداً، ويقول محمد من القاهرة أنه: "حسناً، أنت الآن تتحدث عن الأسرة البديلة، جئنا بيتيم وربيناه، وعندما يكبر الولد ماذا يفعل مع هذه السيدة وهي أجنبية عنه؟ حسناً، لماذا لا
ترضعه؟ المرأة يمكن أن ترضعه، ولو أرضعته واحدة، لكن ترضعه." أثناء طفولته، لكن لا ترضعيه فهو رجل بالغ هكذا يا دكتور أم ماذا؟ لا، نحن قلنا... أو يمكن أيضاً، نحن قلنا... إن أصل هؤلاء الأطفال يأتون وهم صغار جداً، نعم، ولكن هي تقول لك ماذا؟ تقول لك: "أصلي ليس لدي حليب كي أرضعه"، فهناك هرمونات تأخذها وبعد ذلك... تضع اللبن في كوب هكذا وتسويه له فإذا انتهى الأمر وهذه كانت أصبحت أمه، أصبحت أمه وأصبحت بناتها إخوته، نعم، إلى آخره وأصبحت البنت ابنة الرجل الذي هو صاحب، فخلاص انتفى الحرج. نعم أحمد من القاهرة فضيلة الشيخ. هو مقترحات لا، هو قال، هو قال لا. يجوز الحقيقة ليس فقط الأستاذ أحمد من القاهرة لكن أيضاً صديقنا الأستاذ أحمد رجب يقول طالما الأبناء
عائشون لا يصح أن يوضع الأبوان في دار مسنين، ربنا يعينهم ربنا يعينهم، هم حالتهم هكذا فطاقتهم هكذا، أهلاً وسهلاً، وهذا هو الذي قلناه أنه يا سيد أحمد يا سيد فلان وعلان. أنت طاقتك هكذا، إياك أن تأخذهم إلى دار المسنين، فالمسنين نأخذهم عند من هو حاضر وقادر، فهؤلاء حاضرون وقادرون، فهم يقولون نفس كلامنا لكننا نقول لأناس آخرين غير حاضرين وغير قادرين أنه لا مانع من ذلك. قلنا خطابنا للدولة وخطابنا للمجتمع المدني وخطابنا لعموم الناس أن غير الحاضر غير. القادر من البر أنه يوصله لأنه سيميته بعد ذلك. الأستاذة منى من القاهرة، هذا شعور، شعور التمييز السلبي هذا تحاول أن تتغلب عليه وتؤمن أن أباها وأمها يحبانها، وأنه يمكن التمييز. وأيضاً نوجه
للوالدين أن يحاولوا الالتفات إلى أن بعض الأولاد يظنون أن هناك تمييزاً. سليم من بعض التصرفات فضيلة الدكتور، أنا شاكر جداً، أهلاً وسهلاً أن نكون في حضراتكم. الله يكرمك ويكرم. نقترب إليكم هكذا عن قرب، شكراً جزيلاً لفضيلتكم، شكراً لسيدنا حمد ومشاهدينا الكرام. أنا آسف إن كانت هناك انطباعات سلبية كثيرة من هذا النوع، يعني والله لم يكن في نيتي إطلاقاً لا. أن أسيء الأدب في حضرة الشيخ، أنا أحبه كثيراً جداً، وأنا أحبك، ولا والله يبقيك، ولا حتى أن أقاطعه، لكن هذه هي مهنة الحوار. هذه ليست محاضرة علمية يلقيها فضيلة الشيخ الدكتور علي جمعة وهو الخطيب المفوه والمحاضر الجهبذ. أنا أيضاً أعرف أن أقول كلاماً صعباً وهو دكتور، لكن هذا حوار. تلفزيوني والحوار التلفزيوني فيه أخذ ورد، فيه
مقاطعة ضرورية من كل طرف للطرف الآخر، وإلا لا يكون حواراً بل يصبح محاضرة أو خطبة جمعة. أنا أعتذر جداً للمشاهدين الكرام الذين شاركوا إجابة على سؤال الفيسبوك، وقد كان: هل توافق على دخول والدك أو والدتك دار مسنين؟ ولماذا؟ لأنه لم يبقَ لدينا. وقت أنفقناه في الإنصاف لعلي جمعة إلى اللقاء