#والله_أعلم | الحلقة الكاملة 22 مارس 2015 | حكم حب الدنيا - والوقاية من التعلق بالدنيا

أهلاً بحضراتكم، كلنا يعلم بأن الحياة الدنيا هي حياة قصيرة وأنها رحلة قصيرة، وفي هذه الرحلة يختبر الإنسان، يختبر ويبتلى في أشياء كثيرة، وبالتالي الجميع يعلم بأن هذه الدار هي دار ابتلاء، وأن هذه النعمة في النهاية إلى زوال، ولكن هناك من يقول بأنني لا أستطيع أن أمنع. نفسي عن حب الدنيا لا أستطيع أن أمنع
نفسي عن حب المال عن حب الأشياء التي أحلها الله جميعاً، هل بالتالي أنا مقصر في حق الله؟ هل العقيدة أو الإيمان عندي في شيء من النقصان؟ هل هناك تناقض ما بين حب الدنيا وحب الآخرة، ما بين حب الدنيا وحب لقاء؟ الله سبحانه وتعالى، هناك الكثير من الناس يريدون أن يعيشوا طويلاً ولا يستطيعون أن يتخيلوا أنهم في يوم من الأيام سيفارقون الأهل والأحباب وسيتركون هذه الديار وينتقلون إلى القبور. يعني البعض في هذه الحالة ربما يتمسك ويتشبث بالحياة الدنيا وينفر من الآخرة. هل هذا نقص في الإيمان؟ هناك أسئلة. كثيرة تتعلق بهذا المحور وهو حب الدنيا وتعلق النفس وتشبثها بالحياة الدنيا وعلى علاقته بالإيمان، نناقش فضيلة الإمام في هذا الموضوع الهام. في البداية أوجه كل التحية لفضيلة الإمام العالم الجليل الأستاذ الدكتور علي جمعة، أهلا بكم فضيلة الإمام، أهلا بكم، أهلا وسهلا بكم فضيلة الإمام.
هل هناك تناقض ما؟ بين أن أحب هذه الدنيا وأحب أن أعمر هذه الدنيا وأن أبقى فيها وأعيش طويلاً وما بين الآخرة وحب لقاء الله سبحانه وتعالى والإيمان بأن الدار الآخرة هي الباقية، بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه، القضية هي الله الله من. قبل ومن بعد هي القضية كلها هكذا، نعم نبدأ بالإنسان لأننا نحن الذي نعيش في هذه الحياة الدنيا ونحن الإنسان، فلذلك دائماً نبدأ في الطريق إلى الله بالإنسان. هناك معانٍ وهناك خط فاصل بين المعاني السلبية والمعاني الإيجابية، ومن ضمن هذه المعاني ما الفرق بين حب
الدنيا وما بين الاعتزاز. ما الفرق في الدنيا بين الشجاعة والتهور؟ ما الفرق بين البخل والاقتصاد؟ ما الفرق بين الكرم والسفه؟ ما الفرق بين التحدث بنعمة الله من ناحية والإسراف من ناحية أخرى؟ تجد الفرق وكأنه شعرة، فرق دقيق جداً يلتبس على كثير من الناس، فيتخيل أن موقفه هذا من الشجاعة وإذا به... هو من التهور يتخيل موقفه هذا أنه من الحرص وإذ به يكون من البخل، أو من الكرم فإذ به يكون من السرف والسفه، وهكذا.
والله سبحانه وتعالى يقول: "وكذلك جعلناكم أمة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس". عندما يدرك المسلم هذا الخط الفاصل ما بين تلك المعاني يكون سعيداً في... دنياه يرتاح ويريح الناس، إذا اختل هذا المعنى معه تعب وتعب الناس معه. فلا بد علينا إذًا من تحرير المفاهيم حتى يتبين لنا الفرق بين الشجاعة وما بين التهور. ما الفرق بين الشجاعة والتهور؟ الشجاعة نوع من أنواع صفات الفارس النبيل الباسل الذي عنده نجدة ونخوة وإنكار للمنكر وتعريف بالمعروف. إنما
التهور نتائجه تدل عليه دائماً، الشجاعة تجلب نتيجة وتكون دائماً مع الحق وتكون مع القوة، ومن هنا المؤمن القوي خير وأحب عند الله من المؤمن الضعيف، ويأتي أحدهم وكان له أمانة عند أبي جهل، المشركون دائماً هم جالسون بجانب الكعبة، يعني عارفون أن ما بين سيدنا رسول الله وما بين ما يصنع الحداد وأبو جهل يكرهه، فلما جهل الرجل أبو جهل وأنكر الأمانة، ذهب إلى كبار القوم الجالسين يتسلون بجوار الكعبة وقال لهم: "إن لي أمانة عند أبي جهل، فماذا أفعل؟" فقالوا له: "اذهب إلى شخص، هو الذي سيحضرها لك". وضحكوا فيما بينهم.
هو محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام، أرادوا أن يوقعوا النبي صلى الله عليه وسلم في مشكلة مع أبي جهل لكي يجلسوا يشاهدوا ما الذي سيحدث. فجاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، أشاروا إليه، هذا هو، وذهب إليه وقال له: لي أمانة عند أبي جهل. قال له: حسناً، تعال. وذهب إليه في بيته سيدنا النبي شجاع. سيدنا النبي تصرف التصرف الذي يحاول به النجدة، الذي يحاول به إرجاع الأمور إلى أصحابها والحقوق إلى أصحابها، ولا يخشى ردود فعل أبي جهل. هذه الحكاية ماذا تفعل في النفس؟ هذه الحكاية تصنع ثقة في النفس، وهذا ما سنراه في حب الدنيا. وفي أن تجعلها مزرعة للآخرة
وما هذه القصة؟ سنرى بالضبط ما يحدث. فعندما ذهب النبي عليه الصلاة والسلام إليه وطرق الباب، فتح أبو جهل. ماذا رأى أمامه؟ الحقيقة أنه رأى رجلاً واثقاً بنفسه، أي غير خائف. وهذه القصة مع هذا الجو تُخيف، هل تنتبه؟ تُخيف. فقال له: يا أبو جهل عندك لهذا أمانة. انظر إلى هذا السؤال أيضاً. لم يصدق الرجل مائة بالمائة، لا بل أصبح قاضياً بينهم. قال: نعم، وهؤلاء جالسون يشاهدون من بعيد هكذا، وكانت بيوت مكة على- يعني يرون هذا المشهد ويتحجبون. قال: ادخل فأحضرها. هذا سيدنا النبي عليه الصلاة والسلام الذي يقول هذا، نعم. ادخل الآن، ادخل
بيت أبي جهل. يا أبا جهل، ادخل وأحضر أغراضه. أبو جهل يدخل ليُحضر الشيء. عفواً... نعم، فدخل أبو جهل وأتى بها. قال: "هذه أمانتك". قال: "نعم". قال: "خذها منه"، فأخذها وانصرف. وبدلاً من موقف الضحك، قام الذين صنعوا هذه المكيدة، إن صح التعبير، وذهبوا إليه: "يا أبا جهل". قال له: "إننا كنا نظن أنك ستسخر من محمد وتستهزئ به، ربما تضربه أو شيئاً من هذا القبيل. كنا نريد شيئاً مثل هذا، لكن ما الذي حدث؟ الله! وعندما كنت تريد أن تعطيه، لماذا لم تعطه من البداية؟" قال: "فتحت الباب فخفته." أيخاف النبي؟ شخص واثق من نفسه وهو يتحدث معه. يُكلمه بشيء من الهدوء، بشيء
من الرحمة، وبشيء من الحزم. هناك فرق بين العنف وبين هذه الثقة بالنفس التي نزلت وأنزلها الله سكينة على قلب نبيه. قال: "وكان وراءه فحل إبل يكاد يأكلني"، يعني من شدة ضغطه. تخيل أن هناك فحل إبل وراءه كاد أن يلتهمني الآن، فدخلتُ وأحضرته لأجل... أخلص من هذا الموقف، لقد ارتعبت، أنا ارتعبت. عندما ننقل هذا المعنى الذي هو معنى معرفة الحد الفاصل بين المعاني إلى موضوعنا الذي نتحدث فيه الآن وهو حب الدنيا. كان سيدنا علي دائماً يقول: "لا أصنع في الدنيا شيئاً إلا وقلبي معلق بالله".
هذه هي النقطة المهمة، إنه يربط. كل شيء في الدنيا يفعله بالله سبحانه وتعالى، طيب وما هذه الدنيا؟ عبارة عن ماذا؟ عبارة عن مأكل، عبارة عن مشرب، عبارة عن ملبس، عبارة عن مسكن، عبارة عن دابة، عبارة عن محيط اجتماعي، عبارة عن ذلك يعني، أليست هذه هي الدنيا؟ فماذا كان حرر النبي؟ لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من كبر، وقد قلت لك قبل ذلك أن الخردل هذا هو الهباهب الذي يسميه المصريون هباهب، ستة آلاف حبة خردل بجرام، شيء خفيف جداً، لا يدخل الجنة، إنه
أمر خطير، هذا الكبر سيء جداً. فذهب الرجل فزعاً لأنه خلط ما بين الاثنين، وسيدنا يوضح لنا ويتركنا على المحجة البيضاء. يا رسول الله، إني أحب أن يكون ثوبي جميلاً وأن يكون نعلي جميلاً. قال: "ليس ذلك من الكبر، الكبر بطر الحق". إنك ترفض الحق وتتكبر عليه وتعاند معه. إن الله جميل يحب الجمال. ها هو الفرق، فلتبقَ يا أخي بالملبس الجميل، ولكن ليكن هذا الملبس الجميل في حدودك، لا تكلف نفسك ما لا تستطيع وما لا تطيق. ماذا أفعل؟
ليكن في حدودك، لا يكون خارجاً عن حدودك. الأحذية منها بمائة ومائتين، ومنها بثلاثة آلاف وأربعة آلاف، حسناً ما... هي ثلاثة آلاف وأربعة آلاف دقيقة، إذا اشتريتها وأنت ليس معك الثلاثة آلاف وأربعة آلاف للحذاء، المعذرة، نعم، سيقولون إنك سرقتها، أنت سرقتها. بديعة. دقيقة، نعم، يجب أن تكون الأشياء الجميلة ليست غالية، بل يجب أن تكون الأشياء الجميلة متناسقة بعضها مع بعض. فهذا ليس حباً للدنيا، لماذا؟ لأنه جاء بحلته وهو. يأتي بها متذكراً أن الله منتبه إليك. قام الله بالقول له: "يا بني آدم خذوا
زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين". انظر كيف جاء التركيب: "يا بني آدم"، أي أنه يخاطب بني آدم جميعهم، وليس المسلمين فقط. ولماذا؟ لأن هذه فطرة إنسانية أن أنا أريد. اطعم طعاماً جيداً وشبع وأيضاً تناول طعاماً مفيداً، غذاؤك دواؤك، وأيضاً ارتدِ جميلاً، ما من أحد يريد أن يرتدي من الملابس البالية إلا إذا كان مضطراً لذلك، صحيح؟ إذن انظر كيف، وكلوا، نعم، "خذوا زينتكم عند كل مسجد". حسناً، هذه الزينة التي هي ماذا؟ هذه الزينة تعد من مرتبة الضرورة. الضرورة التي هي الأكل الذي سيُبقيني
حياً، ثم تتعدد مراتب الحاجة، أي أن أحاول أن آكل الشيء الذي يفيدني، وبعدها رقم ثلاثة المنفعة، ورقم أربعة الزينة "خذوا زينتكم"، فهذه تكون رقم أربعة. إذاً أنا مأمور بأن الله جميل ويحب الجمال، ومأمور "خذوا زينتكم"، وهذا هو الملبس. ومأمور أن آكل وأشرب وما إلى ذلك، وفي أشد المواقف وهي موقف أهل الكهف الذين ضرب الله بهم المثل، يقول: "فلينظر أيها أزكى طعاماً فليأتكم برزق منه وليتلطف ولا يُشعرن بكم أحداً". بُعث! نعم، أنت في أي شيء وفي أي
حال؟ إنك قائم بعد ثلاثمائة وتسعة سنين ويا... عيني بطنك خاوية وجائع وتطلب الطعام، أي طعام، أي طعام يسد الرمق. "أزكى طعاماً" تعني لكن لا تذهب وتجلب لنا أزكى طعاماً وما زال سيبحث وسيجد. أنت تعلم ماذا تعني "أزكى طعاماً" هذه؟ تعني أن يذهب ويتذوق، تعني أن يطوف، نعم، أن يتسوق وليس أن يذهب ويشتري فحسب لو. ذهبَ ليشتري وانتهى الأمر، أحضِر أيَّ طعامٍ وتعالَ إلينا بسرعةٍ، ولا تدع أحداً يلاحظه. لكن لا، فلينظر، فلينظر، فلينظر، هذا يحتاج إلى وقتٍ. وأنتم في أيِّ شيءٍ أو في أيِّ حالٍ؟ قال لكَ الجمال الذي بداخلهم، ولأنَّ قلوبهم قد تعلَّقت بالله، فأفاض عليها من الجمال ما جعلهم يرفضون الطعام. فلينظر أيها
الذكي إلى أزكى طعامك فليأتكم. هذا ليس تعلقاً بالدنيا، هؤلاء لم يكونوا متعلقين، بل تركوها وذهبوا إلى الكهف، وبالرغم من ذلك إلا أنهم تمتعوا وتحدثوا بنعمة الله عليهم. نعم، نعم، هل أنت منتبه؟ فيكون إذاً الفرق بين حب الدنيا المذموم وبين التمتع بنعم الله سبحانه وتعالى والتحدث بنعمته. الله علينا، وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها، هو القلوب الضارعة. نعم، هو هو. من الممكن أن يلبس أحدهم ثم يقول: "أنا ألبس هكذا لكي يراني الناس، وأنا ألبس هكذا لكي أتعالى على الناس، وأنا ألبس هكذا لكي يعرف كل واحد مكانتي في المجتمع". والآخر يا عيني
لابس وقلبه ضارع لله. سبحانه وتعالى، ماذا سيقولون لو رآني أحد وأنا أرتدي هذا الثوب الجميل؟ ربما يتعرَّض لي كي أساعده. صحيح، انظر إلى الفرق: هذه هي القصة، شخص طلب الدنيا لأجل الدنيا، وآخر طلب الدنيا لله فقط. ولذلك دائماً يقول علماؤنا: الإسلام يحقق سعادة الدارين، وليس الآخرة فقط، وهذا هو الفرق بيننا وبين الإسلام وبين كثيرين جداً. من المذاهب والأديان ما يقول لك إن الدنيا ضد الآخرة في ثنائية الثنائيات التي جاءت بها فلسفة ديكارت بأنهما لا يجتمعان، والإسلام يقول لك أبداً، هذه مزرعة لتلك، وهذه جزء لتلك. نحن نريد أن نفهم
هذا المفهوم: هل هما دائرتان متداخلتان أم هما شيئان مختلفان؟ إذا كانا شيئين مختلفين فلا يجتمعان. أبداً، فماذا سيحدث لكي أصل إلى الآخرة بشكل صحيح؟ هل أترك الدنيا وأذهب لأجلس في الصحراء، وأمتنع عن الزواج، وأصوم كل يوم، وأمتنع حتى - إن شاء الله - عن النظافة؟ لماذا أعذب هذا الجسد الآثم لكي أصل إلى الخلاص في يوم القيامة؟ أما نحن فلا، إنه يقول لك: توضأ لكل صلاة، وإذا حصلت... لك جنابة فاغتسل، ويُسن عليك أن تغتسل، إياك أن تزيد عن أسبوع. يمكنك الاغتسال كل يوم، لا بأس، وكل يوم مرتين لا مانع من ذلك. لماذا؟ لأن الغسل يوم الجمعة سنة، ويوم العيدين سنة، ويوم كذا سنة. وعندما تذهب إلى مكة
لتؤدي عمرة تغتسل. الله! كيف أغتسل؟ أنت هكذا تجعلني مترفاً. مُترفًا وانظر في الإحرام، في الإحرام يقول لي: "حسنًا، أنا سأمنعك من بعض ما أبحته لك وأمرتك به، فلا تلبس ثيابًا". فبقينا في زيٍّ معين. في الاعتكاف يقول لي: "حسنًا لا تخرج للبيع ولا للشراء ولا لغير ذلك، اجلس في المسجد". في الصيام يقول لي: "لا تأكل ولا". لا تشرب، لا تتزوج، وهكذا. سبحان الله، يعني إذا أنا في بعض العبادات يُريني كيف لو كانت هذه الحياة شكلها هكذا. نعم، نعم، عرفنا وعملنا. ولذلك يجب عليّ أن أعرف أن الفرق بين حب الدنيا المذموم وبين كونها مزرعة للآخرة أن الدنيا لا تعارض الآخرة، وأن الدين يأمرني بسعادة
الدارين. وأن أحدهما مندرج في الآخر ويتم ذلك كله بالقروب الضارعة. بارك الله في فضيلتك يا إمام، يعني تعلمنا من فضيلتكم الآن أنه يمكن لي أن أتمتع بكل شيء في الدنيا شريطة أن أبدأ بالنية أن هذا الأمر الذي أتمتع به هو في النهاية لوجه الله وأنه خدمة لدين الله وأنه لوجه الله سبحانه وتعالى في النهاية، وهو هذا الذي فعله الصحابة. نعم، أنهم وجَّهوا أعمالهم بالنيات. بارك الله فيكم. أستأذن فضيلتكم، بعد الفاصل نرى النقيض، يعني هل ترك الدنيا وترك حب الدنيا بمعنى: إذا كان لي أن أعيش على مستوى عالٍ، وتركت هذا المستوى العالي، وانخفضت في مستوى المعيشة واقتصدت. ووصلت إلى مرحلة الزهد، هل هذا الزهد يؤدي في النهاية إلى خشوع القلب وإلى رقة القلب وإلى التفرغ للعبادة والتخلي والتحلي؟ أرجو أن أكون قد أصبت في هذا الرد، ولا أعلم إن كان هذا صحيحاً أم لا. سأسأل فضيلتك
هذا السؤال ونستعرضه مع فضيلتك بعد الفاصل. يكون نقص ممكن. مادياً يمكن، معنوياً يمكن، تربوياً يمكن، تكون أشياء كثيرة جداً والإنسان لا يكون رائياً لها. أنا أقاوم حب الدنيا، أقاومها بالإيمان، بالفضيلة، بأن أصل إلى الفقير. حب الآخرة
الذي أحبه يغطي على حب الدنيا. هو متاع الدنيا إلا قليله. الإنسان يستطيع أن يقاوم حب الدنيا عندما يفهم الدنيا على حقيقتها. إن هذه الدنيا ليست دار استقرار، الدنيا فانية، لا يوجد أحد يخلد في الدنيا ولا يعيش فيها إلى الأبد، فلابد للإنسان أن يتعظ من الماضي، من الناس الذين رآهم رحلوا، ومن الناس المرضى الذين لن يتعافوا، فلابد أن أنظر إلى هؤلاء الناس وأقول الحمد لله، وأرضى بما قسمه الله له المرء. يكون إيمانه قوياً فسيستطيع مقاومة حب الدنيا، لأنك ترى حالياً أن الدنيا ليست كما كانت، فالإغراءات التي حولك كثيرة جداً. فعلاً، الإيمان الضعيف سيجعلك تضعفين وتحبين الدنيا أكثر من أي شيء. ما الجميل في الدنيا حتى أحبها؟ هذه الدنيا فانية
زائلة مهما كانت بحلاوتها. بمرارتها ستزول يعني لا أعرف هل الشعور الذي وصل إليّ، أي بعدما فهمنا من فضيلة الإمام معنى حب الدنيا وكيف يمكن أن نسخر حب الدنيا لمرضاة الله والوصول لرضا الله سبحانه وتعالى، وما بين ما نسمعه الآن وكأن الدنيا شيء لا بد أن نفر منه وأنه شيء مخيف. وكأنها ستودي بنا إلى الدرك الأسفل من النار. أرى أن ما سمعناه كله هذا صحيح، لكن يجب أن نحدد جهة صحته. هو صحيح في ماذا؟ نعم، عندي قطعتان وليست قطعة واحدة: القلب واليد. كان من دعاء الصالحين وفيه فلسفة وحكمة كبيرة جداً: اللهم اجعل الدنيا في أيدينا ولا تجعلها في قلوبنا. نعم، هم خائفون من أن تدخل الدنيا قلبه.
حسناً، ماذا يعني هذا؟ يعني أنني الآن أحب عالم الأشياء وعالم الأشخاص وعالم الأمور، أأحب أم لا أحب؟ ماذا أفعل؟ وهكذا إلى آخره. فقال: لا تفرح بالموجود ولا تحزن على المفقود. فإذا جاءتني أرزاق أو جاءني رزق، فالرزق... هذا عبارة عن مال، عبارة عن سلطة، عبارة عن جاه ووجاهة بين الناس، عبارة عن علم، عبارة عن صحة، عبارة عن أي شيء في الدنيا. نحن في الدنيا وهم، لا تفرح به. ماذا يعني "لا تفرح به"؟ إن الله لا يحب الفرحين. العالِم المتبحر سيقول لك: الفرحون الذين... هم المسرورون لا الفَرِحون، يعني الطغاة. كيف ستطغى بهذه الأشياء؟
بأن تتكبر على الخلق، بأن تؤذي. ربنا أعطاك سكيناً لتقطع بها الزبد واللحم والخبز، فذهبت وقتلت بها، استعملت الشيء في غير ما هو له. ربنا أعطاك أموالاً فذهبت وعصيت بها، لم توزعها على الفقراء وأعنت بها المدين. أعنت به من يريد العلاج أو من يحتاج ضروريات الحياة وما إلى ذلك، وهذه هي وظائف المال. اللهم اجعل الدنيا في أيدينا. سيدنا سليمان كان مالكاً حقاً، وسيدنا عبد الله بن عوف عبد الرحمن بن عوف عندما جاء إلى المدينة لم يكن معه ولا مليم، لكن كان معه حسن التجارة، والتجارة مهارة. مبنية على أيِّ شيء هذه المهارة؟ قال لك: تدبير الخروج قبل
الولوج. وأنت عندما تشتري بضاعة، يجب أن تعرف كيف تبيعها. تُدبِّر بيعها قبل أن تشتريها بدلاً من أن تتورط فيها ولا تعرف كيف تُحرِّك الأموال فتخسر. تدبير الخروج قبل الولوج، فعندما تدخل في أمرٍ ما، الله يحفظك، عليك أن تركز على كيفية الخروج منه وكيفية التصرف فيه، لأن التجارة... عبارة عن تقليب للأموال، سيدنا عبد الرحمن كان يعرف هذه الأمور. كان لديه خبرة من أهل مكة، وأهل مكة تجار، فقال له: "دلني على السوق". فدلوه على السوق فقط وانتهى الأمر. أخذ من هذا بالأجل وباع، فربح وادخر. قلب الدنيا، وعرف الخروج قبل الدخول. تدبير الخروج قبل الدخول، والتجارة مهارة. وإدارته أصبحت
مليونيرًا في أقل من عشر سنوات، وليس عيبًا وليس حرامًا، لا عيب ولا حرام. هذا استثمار للأرض بما أحل الله. نعم، جاء أن عبد الرحمن بن عوف يدخل الجنة حبوًا، هل انتبهت؟ فبعض الناس أيضًا ممن يأخذون بظواهر النصوص، ويمكن أن يكونوا علماء، يعني... يعني لم أتوقف كثيرًا، نحن... لننظر الآن إلى أهل الله، وانظر إلى الذي يتسرع في فهم النص. قال: "نعم، هذا عندما أصبح غنياً جداً، قامت هذه الأموال بتعطيله عن دخول الجنة، ولذلك فهو يدخل الجنة حبواً". نعم نعم، فأهل الله قالوا: "كيف هذا؟ هكذا تتكلمون عن صحابي كريم، عفَّ يده وعفَّ لسانه، وكان حوارياً".
رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنت تتحدث عن مَن يدخل الجنة حبواً، أي لا ذنب له كالطفل الوليد. الله، نعم، نعم، يدخل الجنة حبواً. هذا النص هكذا أن عبد الرحمن يدخل الجنة حبواً. تستطيع أن تفهم منها أنه يعني داخل ولا إثم عليه إطلاقاً، وهذا ما يفهمه أهل الله. هكذا ونصف في كتبهم على هذا ويمكن أن تفهم منها أن الدنيا قد عطلت وتعطلت وقُدّام. اللهم اجعل الدنيا في أيدينا يا أخي ولا تجعلها في قلوبنا. عبد الرحمن بن عوف لما مات، الورثة لم يستطيعوا عدّ الصرف، فأصبحوا يعدونها بالمجارف.
تخيل أن هناك ذهباً بالكيلو بالمجارف، يحمل المجارف هكذا. جاروفايا اثنان، لا يوجد واحد اثنان يجلسون ليعدوا ماذا؟ ملايين ومملين، وذلك في فترة قصيرة يا مولانا، عشر سنوات. نعم في فترة المدينة عشر سنوات، يعني معنى ذلك أنه كان يعمل ليل نهار ويجتهد ليل نهار. كان يعبد الله متى؟ أقول لك يا سيدي الفاضل هي ما يفكر هكذا ويقول لك أول ما تحقق أول مليون ستنفتح عليك، فهي تأتي مثل المتوالية الهندسية: اثنان يصبحون أربعة، فيصبحون ثمانية، فيصبحون ستة عشر. ببركة الله، التجارة تجلب بعضها، أي تجلب بعضها فعلاً. تخيل أنه في آخر الشهر بهذا الشكل سيكون معه كم من المال إذا حقق مليوناً. واحدة ستصبح اثنتين ثم أربعة ثم ثمانية، إذا كسرت المليار الأول ستجد لديك مليارات كثيرة. هذا ما يحدث الآن على فكرة في السوق، نعم.
أن هؤلاء الناس، الرجل الذي يعمل في البريد الأمريكي هذا، لا أعرف، خمسمائة مليار دولار! ما هذا الكلام؟ يعني من أين أتى بها؟ إنه أتى بها من هذه المتوالية. هو اشتغل. لكن في الفترة الأولى وهكذا، هي تدبرت أمرها حقاً يا مولانا. فأنا أريد أن أقول لحضرتك أننا يجب أن نرى الدنيا في أيدينا نعم، وليست في قلوبنا، فنكون بالقلوب الضارعة. إذاً، لا نفرح بالموجود ولا نحزن على المفقود، فيكون القلب هنا عاملاً. إنها التخلية والتحلية التي أتحفتنا بها سيادتك، والتي سيجعلها الله مباركة. فضيلتك يا مولانا، التخلي فالتحلي فالتجلي. أضيف لك أنا أيضاً فيها طبعاً يا مولانا، التخلي يعني التخلص من القبيح، والتحلي يعني التحلي بكل صحيح، أي أن يكون قلبي فيه رحمة وحب واهتمام بهموم الناس، وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان، فيه احترام وأشياء
مثل ذلك. هكذا يحدث التجلي فيقولون ما هو التخلي عن القبيح والتحلي بالصحيح يحدث التجلي المليح يحدث التجلي المليح لأنه تجلي أي يعني تجلي أنوار الله سبحانه وتعالى في القلب. في حديث هرقل مع أبي سفيان الذي كان لم يُسلم بعد، قال له: أيزيدون أم ينقصون؟ قال: بل يزيدون. قال: سألتك لأن هكذا. شأن الإيمان إذا خالطت بشاشته القلوب، بشاشة يعني انظر إلى كلمة هرقل "بشاشته القلوب" فيها أنوار تدخل، وأول ما تدخل يقول بعض أهل الله: "إننا نشعر بلذة لو
عرفها الملوك لقتلونا عليها". ستجده نعم هو ضعيف وكل شيء، ويلبس ملابس متواضعة، نعم، ولكن معه في قلبه شيء لو عرفه الملك. يقول له الله: "إنني لا أملك هذا الأمر، أنا أريدها. الملوك دائماً يفعلون هكذا. ماذا تريدون؟ كل شيء تريدونه تحصلون عليه. حسناً، وهذه ستجعلهم يقاتلونني على الدهنة مقابل أي شيء تريدونه. عندما تركوا الدنيا، وعندما يكون تعلقهم بالدنيا غير امتلاك الدنيا، يعني من الممكن..." امتلك الدنيا كلها وقلبي ليس متعلقاً بها، وأخرج منها نصيباً لله وحقاً للسائل والمحروم. كل شيء بمواصفاته الصحيحة. حسناً، فلنفترض أن قدّر الله عليّ مصيبة فقد هذه الدنيا، فلا
أشعر كأنه حدث شيء. ما أعطانيه الله أخذه مني وأنا أقول له نعم. أنت منتبه أم لا يا ربي؟ أنا معك. نعم، صحيح، ولذلك عندما يطّلع الله على أن الإنسان هكذا، يرفق به ويتركها له. نعم، بعد الاختبار، يختبره قليلاً هكذا، فيجد أنه ليس كذلك، خلاص، مثل سيدنا داود مثلاً، مثل سيدنا داود وهكذا. فأنا أريد أن أقول لك أن هناك فارقاً في المعاني ما بين. التعلق بالدنيا وما بين جعلها مزرعة للآخرة، فاللهم اجعل الدنيا في أيدينا ولا تجعلها في قلوبنا. وكلوا واشربوا ولا تسرفوا، خذوا زينتكم عند كل مسجد. إذاً أنا أمام توازن صحيح. ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوماً محسوراً. إذاً أنا
أمام. وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا وهكذا. طيب، فرض المتمسكين، حضرتك بعد الفاصل نتعرض للآية الكريمة: بسم الله الرحمن الرحيم ﴿واعلموا أنما أموالكم وأولادكم فتنة وأن الله عنده أجر عظيم﴾، وكذلك الآية الكريمة ﴿يا أيها الذين آمنوا إن من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم فاحذروهم﴾. صدق الله العظيم في هاتين الآيتين. البعض يفهم من هاتين الآيتين أننا يجب أن نتجنب هذه الدنيا وأن نحذر فتنة المال وفتنة الولد وفتنة الأزواج، فكلما قللنا من هذه الأمور وابتعدنا عنها كلما ابتعدنا عن الفتنة، وبالتالي يتحول إلى الزهد أكثر وأكثر. هل
هذا المنطق صحيح أم لا نسأل؟ فضيلتكم، بعد الفاصل نعرِّف الجميع أننا قبل الفاصل تحدثنا أو نوَّهنا أننا سنتحدث مع فضيلة الإمام حول آيتين كريمتين تبينان بأن هناك من الأموال ومن الأولاد فتنة، وأن الله سبحانه وتعالى عنده الأجر العظيم، وكذلك الآية الكريمة: "يا أيها الذين آمنوا إن من أزواجكم وأولادكم عدواً لكم فاحذروهم". صدق الله العظيم. هل يا مولانا في المال وفي الولد وفي الزوجة عدو وفتنة؟ فبالتالي يجب أن نحذرهم ونبتعد عنهم، وكلما ابتعدنا كلما نجونا. هو ينبهنا على ما ذكرناه، وهو أن حبي للشيء يعمي ويصم. من الذي يقول هكذا؟ حبك للشيء يعمي ويصم. فيقول
لك: إياك أن يبلغ حبك للزوجة. وحبك للولد إلى درجة أن ترتكب الحرام أبداً لا تطاوع الزوجة. أنت تحبها كثيراً والأولاد تحبهم كثيراً مثل عينيك، فلذات أكبادنا تمشي على الأرض، لكن هذا لا يدفعك إلى ارتكاب الخطأ. إياك أن تنبت أجسادهم من الحرام، إياك أن ترتكب المعصية. فهذا هو الذي يحدث في كثير من... الفساد الذي نقوم به ونقول إننا نريد القضاء على الفساد، هو هذا يا بني. أنت لماذا تأخذ رشوة؟ قال لي: لأن عندي أطفالاً. عندكم لحم أريد أكله، عندكم لحم صحيح؟ أليس من الضروري أن تأكله؟ إنه حرام. فنهانا عن ذلك وقال لنا: احذروا وانتبهوا. ويأتي
فيأخذ الرشوة ويربي اللحم. وأنا لا أعرف لماذا أنجب أولاداً أصلاً إذا كان غير قادر على توفير المعيشة، ثم يتشرد هؤلاء الأولاد، فمنهم من سيخرج ليضربه، ومنهم من يموت بالأمراض الخبيثة، ومنهم من يصبح من الأطفال بلا مأوى، ومنهم واحد... وكل هذا بسبب الرشاوى التي يأخذها وزوجته تقول له لا. نحن لدينا صفات مكروهة في المرأة ومن ضمنها الحَذاقة، ما هي هذه الحذاقة؟ الحذاقة والبراعة والشدق. ما هي الحذاقة؟ أن تنظر إلى الجارة وتقول لزوجها: "هؤلاء بنوا بيتاً ونحن لم نبنِ بيتاً، لماذا؟" من أين أحضر لكِ المال؟ أنا رجل محدود الدخل، ولكي أبني لكِ البيت يجب أن يرزقني الله، لم... عندما يرزقك الله فتقول
له: "لا، أنا أريدك أن تجلب لي بيتاً"، فتقع في الحرام. ها هو ذا معنى الأيمان الصحيح يا مولانا. يعني انتبهوا، لن ينفعوكم، وهو نفس الكلام الذي قاله ربنا: "يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه"، الذين يضغطون عليه، الأخ. الأب والأم لا يوجد أفضل منهما، لكن الزوجة والولد، كل هؤلاء يمارسون عليه ضغطاً قد يعني يفعلون. طبعاً هناك أناس كثيرون يصبرون كما قال النبي في أهل مصر: "هم وأزواجهم في رباط إلى يوم القيامة". هناك زوجة تقف مع زوجها، وهناك أبناء يقفون معه ويكونون له عوناً. على عبادة الله، ومنهم من صار عدواً، أجل يوجد منهم صنف. ولذلك هنا يقول ماذا؟ إن مِن - وليس "إن" -
أزواجكم. صحيح لو كان قال: "إن أزواجكم وأبناءكم عدوٌ لكم"، لكانت استقامت. لو كان قال هكذا لأصبحت "إنَّ" مسلَّطة على الأزواج وصارت اسماً لها. وحذروها ماذا ستفعل فيها؟ سنرفح. صحيح أن أزواجكم وأولادكم عدو لكم. كان حينها تكون هكذا خلاص بشكل رسمي، رسمي إذاً يكون كلهم على ما يرام. لكن هذا يقول لك أن من هنا يسمونها من البعضية. صحيح، بعض يعني بعض، يعني أن من بعض أزواجكم، أن من أزواجكم أصبحت الخبر وعدواً للاسم. أن صارت منصوبة هناك أن من أزواجكم وأولادكم عدوًا لكم فاحذروهم أن يضلوكم وأن يذهبوا بكم المذاهب إلى الحرام والتي هي معصية الله
فيحدث الفساد الذي نراه هذا وتأويل الآن يا سيدي لماذا تأخذ رشوة؟ الله يهديك، أكل الناس يأخذون رشوة؟ النبي قال لا يكون أحدكم إن مع يقول أنا مع الناس، إن أحسن الناس أحسنت، وإن أساء الناس أسأت. وأصبحت الحكاية سخيفة، أصبحت الحكايات سخيفة، وأصبح بدلاً مما هو شوف ما هو، هناك شخص يرتشي ويقول لك أنا وراءكم لحم، وهناك شخص يرتشي بالملايين. حسناً، وماذا ستفعل أنت أمام الله؟ أنت الذي ترتشي. بالملايين لأجل أن تبيع أراضي الدولة أو لأجل أن تفسد كل هذا الفساد، كل ذلك لأجل أن تملك ملايين؟ ولماذا تمتلك كل هذه الملايين؟ ألم تعلم أن "من أصبح آمناً في سربه، معافى في بدنه،
عنده قوت يومه، فقد حيزت له الدنيا"! ما الأمر؟ الرزق الذي لك سر عليه وكن متواضعاً لله. ماذا تريد أن تستحوذ عليه؟ هناك أناس يأخذون في الفساد الحاصل رشاوى بمئات الآلاف وبالملايين بحيث أنه لا يستطيع صرفهم في حياته. نعم، يعني إذا كان يُطعم الحرام لأولاده. نعم، كل هذا الفساد هو معنى الآيتين هاتين. نعم، بارك الله في حسن المآب. أخيراً، نصيحة حضرتك توجهنا جميعاً لكي نقبل. على الدنيا بما يرضي الله وأن تصبح الدنيا في أيدينا وليست في قلوبنا، المثال الأتم لذلك كان سيدنا رسول الله عليه الصلاة والسلام. فإن النصيحة التي أقدمها: "لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً"، فكان النبي عليه الصلاة والسلام
يقدر وكان... يخزن مؤونة سنة لزوجاته وأهله، يعني أحضرنا لهم المؤونة، عندهم مؤونة سنة، ولكنه كان كالريح المرسلة وكان أجود الناس، فلا يبقى عندهم إلا خمسة عشر يوماً من مؤونة السنة هذه. فإذا رأيت هذه التربية، سأفعل مثله وأحضر مؤونة السنة. نعم، ولكن لن يسألنا أحد عندما أعطيه. انظر، انظر إلى الأمرين. أنت تخاف من العام وتجمع مؤونة العام. ما دمت قادراً ومعي المال والمكان الذي أخزن فيه بعض الفول لنأكله في الصباح فولاً مدمساً، وبعض هذا وكيس أرز وما شابه، سأفعل ذلك وسأحضر هذه الأشياء. حسناً، افترض أن شخصاً جاء وقال لي: ليس عندي طعام. أعطه.
خمسة كيلوجرامات من الأرز وخمسة كيلوجرامات من السكر وخمسة كيلوجرامات، سواء نفد أم لم ينفد، فإن الذي رزق به سيرزق. إذاً هذه هي القلوب المتضرعة المتعلقة بالله سبحانه وتعالى. نعم، انظر إلى الأسباب وكيف كان يأخذ بها وكيف كان لا يعتمد عليها ويترك الأمور إلى الله سبحانه وتعالى. بارك الله فيكم مرة أخرى، جزاكم الله خيراً. الله خير، أهلاً وسهلاً، ربنا يبارك في حضرتك. ننتقل إلى اتصالات حضراتكم. البداية مع الأستاذ عمر، تفضل يا سيدي. السلام عليكم. وعليكم السلام، أهلاً وسهلاً سيد الشيخ أوان، أهلاً وسهلاً سيد عمر، أهلاً وسهلاً. أنا الذي كنت أود أن أسأل عن أحد، عن النبي عليه الصلاة والسلام، وفضل وثواب كافل اليتيم كهاتين. في الجنة فأنا كنت أريد أن أعرف ما هي جميع الأشياء التي تشملها كفالة اليتيم. هل أننا نبني له منزلاً أم نصلح له مسكنه الجماعي أم نوفر له طعامه؟ أريد أن أعرف جميع الأمور
التي تشملها كفالة اليتيم. حاضر حاضر يا سيدي، تحت أمر حضرتك سأشرح. تفضل يا سيدي. عليه الصلاة والسلام وعليكم السلام. حضرتك سيدي الشيخ. حدثت مشكلة بيني وبين زوجي بعد عقد القران، فقال لي: "أنتِ محرمة عليّ مثل أختي". فذهب إلى الشيخ الذي قال له: "عليك كفارة ظهار، وهي صيام ستين يوماً متتابعة أو إطعام ستين مسكيناً". فاختار صيام ستين يوماً، وعندما وصل إلى اليوم الحادي والعشرين حدث جماع بيننا. والآن يريد أن يكمل الأيام المتبقية. يولي ويرجع جاء الأول وهذا ما حكمه بالضبط النظر الكبير كهذه التي هي موضوع فور ملاحقة لكن كنا جداً حاضرين هو قال لك يا ريم أنت محرمة علي مثل أختي ولا محرمة علي مثل ظهر أختي لا مثل أختي طيب يعني تفضلي شكراً يا أستاذها أستاذها ما لك تفضلي يا فندم أكلم فضيلة الشيخ من فضلك. فضّلني، فضّلني يا أستاذ. طيب، من فضلك، أنا الآن أُحلت إلى التقاعد وأعطوني مكافأة نهاية
الخدمة. أنا أقوم على البيت بالكامل من الألف إلى الياء. أصرف المكافأة التي أحصل عليها زائداً المعاش على البيت، وأُدرِّس بها ابنتي في الجامعة الخاصة. ليس معي مبلغٌ. يكفي أن أخرج الزكاة فماذا أفعل؟ هل ينفع ألا أخرج الزكاة؟ هذا سؤالي. أنا لا أعرف كيف أخرج الزكاة، فالمبلغ الذي لدي لا يكفي لإخراج الزكاة لأن ابنتي تدخل جامعة خاصة غالية. حاضر يا سيدي، شكراً جزيلاً لحضرتك أستاذ. شكراً جزيلاً فضيلة الإمام. بالنسبة للسيد عمر، يعني... مستوى من كفالة اليتيم حتى نصل إلى هذه المرتبة الكريمة مع سيدنا النبي عليه الصلاة والسلام، كل شيء وأي شيء. ولذلك جميع الأشياء التي طلبها السيد عمر وذكر بعضها كلها ستنفع في كفالة اليتيم. قلنا قبل ذلك إن الأسرة المضيفة التي
ستستضيف اليتيم من كفالة اليتيم أن يذهب ويصرف عليه. في جانب معين يصرف عليه في الملابس فقط أو يصرف عليه في التعليم أو يصرف عليه فيما يتعلق بالصحة أو يصرف عليه في الإقامة أو يصرف عليه ولو جانب واحد فقط، هذا من كفالة اليتيم وله كل ثواب كفالة اليتيم، أو يفعل ذلك كله وهو ليس لديه ما يكفي. لأنه غير قادر على أن يكفل هذا اليتيم لكن وضعه عند أناس حتى أسرة أخرى وهو الذي ينفق عليه وهكذا، كل صور رعاية اليتيم والعناية به كلها ستدخل معنا في كفالة اليتيم. بالنسبة لريم فهذا هو الزهار لأننا قلنا إن الزهار لا بد أن يظهر،
كلمة "ظهر"، ولذلك. هو ليس عليه صيام ولا شيء وليس هناك ظهار وانتهى الأمر. السيدة لماذا تحضر صورة؟ أنا خائف، أريد أن أقول لها أن المبلغ الذي وضعته لتحصل منه على إيراد، سنأخذ منه عشرة في المائة فقط. لنفترض مثلاً أنها أخذت نهاية الخدمة مائة ألف جنيه، فالمائة ألف جنيه تجلب لها عشرة آلاف. جنيه في السنة، العشرة آلاف جنيه هذه ستخرج منها ألف واحدة، أي عشرة في المائة من العشرة آلاف. حسناً، اثنان ونصف في المائة من ألف، نعم، اثنان ونصف في المائة من ألف يساوي ألفين ونصف، في حين أننا نقول هنا ألف واحدة فقط. نعم، فأرجو أن تراجع نفسها في... هذا يمكن أن يكون ألفان وخمسمائة، يمكن أن يُقال عليها لأنها تدفع مصاريف البنت في الجامعة وتدفع مع معاشها
مستلزمات المعيشة، لكن الألف ستكون مائة جنيه في الشهر، يعني شيء، أو ثمانين جنيهاً، تسعين جنيهاً في الشهر، شيء بسيط. يعني يمكن أن تستغني عن رفاهية معينة وتدفع زكاتها في أمانة الله، فأنا أريد فلماذا لا تتعجل في عدم إخراج الزكاة، بل إنها تقوم بحسابها وتخرج العشرة في المائة من الإيراد وتبقى الوديعة كما هي. حسناً، قالت لي: "والله كل ما تقوله أنا أقول إن الأموال حولي بقدر الإمكان". وكذلك قالت لي: "لا، بعد كل ما قلته أنا..." فعلتُه ولستُ أعرف كيف أحصل على ألف جنيه، يعني فعلاً الإيراد لا يكفي لأي شيء على الإطلاق، ولا حتى أستطيع إخراج ألف جنيه. كان سيدنا الشيخ السيد طنطاوي يفتي في هذه
الحالة أنه ليس عليها زكاة، نعم. حسناً، أستأذن فضيلتك، سأنتقل إلى بعض الأسئلة الأخرى. على الهاتف رقم تسعين، سيدة تسأل. فضيلتك تقول: أنا سيدة مقتدرة ولكن لم يرزقني الله سبحانه وتعالى بالأولاد، ولكن لدي أولاد أختي المتوفاة والذين يعيشون خارج البلاد، هم في حاجة إلى الأموال. هل يجوز لي أن أكتب هذه الثروة سواء من الشقق أو العقارات أو غيرها إليهم خاصة أنهم في حاجة إليها وأن... زوجي وإخوتي الذكور لا يريدون لي القيام بذلك بحجة أنني بهذا أخالف شرع الله، ويريدون أن يرثوا مني بعد الوفاة. القضية ليست كذلك، القضية أنه إذا كتبت لهم ما تكتب لهم وصية، هذه تكتب في حياتها. فإذا أرادت أن تخرج من ملكها لمن تشاء فهذا جائز. نعم في
عين حياتها ليس أن تعمل وصية بعد وفاتها، نعم يعني يمكن في حياتها أن تعطي الذي تريد أن تعطيه، تفعل ما تريده، فهو ملكها. نعم بارك الله فيكم مرة أخرى، جزاكم الله خيراً، شكراً لك، شكراً لحضرتك، شكر موصول لحضراتكم. نراكم غداً بإذن الله، إلى
اللقاء،