#والله_أعلم | الحلقة الكاملة 23-أبريل-2014 | هل التشدد من الإسلام ؟
أهلاً بحضراتكم في حلقة الليلة. سنتعرض لواحدة من أشد المخاطر على الأمة الإسلامية في عصرنا الحالي. هذه الآفة أو هذه الخطورة تتمثل في التشدد في الدين أو التشدد في الأمور الدينية والمغالاة في غير موضعها. هنا نستحضر قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "هلك المتنطعون"، قالها. ثلاثًا
رواه مسلم، هلك إن أفرط وهلك إن فرّط، لكن السؤال الحقيقي يدور في أذهاننا جميعًا: هل الإنسان حينما يسعى إلى كمال العبادة وأن يؤدي العبادة حقها على الوجه الأكمل وأن يتمسك بأمور دينه وبالنواهي، هل هذا هو متنطع؟ كيف نستطيع أن نصل إلى الحد الذي ربما بعده يجب ألا نتجاوز هذا الحد ونصل إلى حد التنطع وحد التعنت. سوف نتحدث اليوم عن التشدد في الفكر الإسلامي، متى ظهر وعلى يد من ظهر هذا الفكر، وكيف يمكن أن نواجهه هذه الأيام حتى لا يصل بنا إلى زيادة موجة التكفير التي نراها في المجتمعات العربية والإسلامية. اسمحوا لي أن أرحب بفضيلة... العالم الجليل الأستاذ الدكتور علي جمعة، السلام عليكم. فضيلتكم: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أهلًا وسهلًا بكم، بارك الله فيكم. مولانا، يعني هذا الموضوع وهذا السؤال الذي نطرحه اليوم على السادة
المشاهدين وعلى فضيلتكم، ما من شك أن بعض أمور الدين البعض فيها يسعى إلى الكمال، ولكن هل ترى فضيلتكم... إن التشدد في أمور الدين هذه ربما يؤدي بنا إلى المعصية، وربما يؤدي بنا إلى ما لا تُحمد عقباه، على عكس ما كان ينوي الإنسان أو يود. بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. أولاً نقرر أن التشدد مشرب إنساني، يعني الناس مصابون ببلاء التشدد، فالإنسان متشدد في طبيعته هكذا، حتى أنه إذا دخل في الدين تشدد، وإذا دخل في الدنيا تشدد، وإذا كان من المفسدين في الأرض فهو مفسد بتشدد، وإذا كان مجرماً فهو مجرم عاتٍ، وهكذا هو التشدد، يبدو
أنه طبيعة في النفس البشرية، وهذه الطبيعة التي خلقها الله. سبحانه وتعالى في بعض الناس أراد تقويمها وأراد النهي عنها ومقاومتها. أما ما هو التشدد؟ الله سبحانه وتعالى جعل لنا مثالاً: "لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً". وكان سيدنا يقول: "إلا أني أصوم وأفطر، إلا أني أقوم وأنام وأتزوج". النساء ومن رغب عن سنتي فليس مني، والرغبة عن السنة تأتي بالزيادة عليها. وسبب هذا الحديث أن أقواماً سألوا عن عبادة رسول الله صلى الله عليه وسلم فكأنهم
استقلوها. قالوا: أفقط هكذا؟ لا، نحن نستطيع أن نعمل أكثر من ذلك. نعم، يمكنك أن تعمل أكثر من ذلك، ولكن الفكرة هي أحبُّ الأعمالِ إلى اللهِ أدومُها وإنْ قلَّ. الفكرةُ هي الطاقةُ. لا ينبغي لأحدِكم أن يُذِلَّ نفسَه. قالوا: وكيفَ يُذِلُّ أحدُنا نفسَه يا رسولَ الله؟ قالَ: يُكلِّفُها من البلاءِ ما لا تُطيقُ، من البلاءِ ما لا تُطيقُ، من الجُهدِ ما لا تُطيقُ. دخلَ مرةً على السيدةِ زينبَ أمِّ المؤمنينَ عليها السلام. فوجدها وكانت شديدة العبادة قد وضعت حبلاً حتى إذا كادت أن يُغمى عليها من طول القيام والعبادة أسندت نفسها على الحبل حتى لا تقع من طولها. نعم، فقال: "ليعبد
أحدكم ربه بقدر طاقته، فقط، طاقته فقط. لا يكلف الله نفساً إلا وسعها". كلها تصب في نفس المعنى. وإن الله لا يمل حتى تملوا. قال جلال الله: ولا يصيبه ملل، فنحن الذين نمل من الأشياء. لكن النبي في المقابل عندما ذكر آيات القرآن: "ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين"، "يخادعون الله وهو خادعهم"، فهذه تسمى المشاكلة. فالله سبحانه وتعالى يجازي أحدهم، وجزاء سيئة مثله فإذا الله يجازي الإنسان من جنس عمله، ولذلك قابل المكر بالمكر، والله ليس موصوفاً بهذه الصفات، فالله لا يملّ كما نملّ نحن، لكنها جاءت هنا يقول له: انتبه، ربنا سبحانه
وتعالى "أنا عند ظن عبدي بي"، ليس حسن الظن، "أنا عند ظن عبدي بي"، يعني لو ظننتَ به والعياذ. بالله ظنَّ أن ذلك جيدٌ سيتولى عنك، أنا أغنى الأغنياء عن الشرك، فمن نازعني شيئاً تركته له ولا أبالي، بل أخذته ولا أبالي أيضاً، لأنه ملك الملوك وهو القادر على كل شيء. إذاً فالمثال هو سيدنا النبي، رأينا ماذا كان يفعل عندما نزيد عليه زيادةً تُدخلنا في البلاء أو تُدخلنا. في فوق الطاقة عندما تنفى الجو، عندما تدخلنا في عدم الاستمرار أيضاً هكذا. أنا لا أريد أن تكون مثل فلان الذي كان يقوم الليل ثم ترك، والنبي عليه الصلاة والسلام حزن أن هذا الشخص كان يقوم الليل، وبدلاً من أن
يزيد، لم يستطع فتركه. عندما سيدنا عمرو عبد الله بن... جاء عمرو بن العاص إلى سيدنا النبي ليقول له: إنني أريد أن أصوم الدهر كله. فقال له: لا، تفعل. قال له: حسناً، فماذا أفعل إذن؟ قال له: صم يوماً في الشهر. لا، إنه بقوة ها بقوة، يستطيع أن يؤدي العبادة. حسناً، صم الأيام الثلاثة البيض التي هي الثالث عشر بيض لأن البدر يبدأ بالاكتمال في الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر من الشهر العربي، لا أستطيع. حسناً، الاثنين والخميس، لا أستطيع. استمر حتى قال له: خير الصيام صيام نبي الله داود، كان يصوم يوماً ويفطر يوماً. لا يوجد أكثر من ذلك. في حديث آخر يقول ما صام. من صام الدهر كله إلا لعلة، فإنه أصبح شخصاً يتعالج لأن الصيام يعالج. نعم، من كان غير متزوج ولا يستطيع السيطرة على نفسه، وقد قال: "يا معشر الشباب، من
استطاع منكم الباءة فليتزوج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم". فهذا يصوم كل يوم، لكن صيام الدهر كله، هذه حالة خاصة وجاءت يعالج بها شيئًا لكن ليس مثل أن يصوم الدهر كله، لا صام من صام الدهر كله. حسنًا، فقال له لعل الله أن يمد في عمرك وأن يطول عمرك، ولا تكن مثل فلان الذي كان يقوم الليل ثم ترك ذلك. وكان سيدنا عبد الله بن عمرو بن العاص قد الحر الشديد اليوم وعليه الصيام وجسمه ضعف، يقول: يا ليتني سمعت نصيحة رسول الله صلى الله عليه وسلم، لكن عندما عوَّد نفسه لم يعد قادراً على الخروج، ولم يعد قادراً أن يصبح مثل فلان الذي يقوم الليل، لأن النبي عليه الصلاة والسلام قال: "أحب الأعمال إلى الله أدومها" وما من كل شيء، على فكرة، نحن نتحدث هنا الآن فقط في العبادة لكي نفهم الأسوة
الحسنة وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ويسروا ولا تعسروا بشروا ولا تنفروا، هذا كلام سيدنا صلى الله عليه وسلم. حتى مولانا، فكرة أن الرسول صلى الله عليه وسلم حينما كان يحث على أي دائمًا ما كان يختار السيدة عائشة، كانت تقول هكذا: "ما خُيّر بين أمرين أحدهما أيسر من الآخر إلا اختار الأيسر". هنا لدينا أمر يا مولانا، هذا نمط جميل في داخله، فأصله كان جميلًا من الداخل صلى الله عليه وسلم، فهذا أمر يعني شيء جميل، نعم، طيب فضيلتك. هذا الفكر ربما يقول الإنسان أنا أود أن أتشدد في أمور الدين وأن أستمسك بهذه العروة لكي لا يدخل إليَّ الشيطان وأحصن نفسي بمسافة بعيدة عن المعصية، لكن وفقاً للحديث، هو - على فكرة وقبل أن نتحدث - هذا كلام جميل جداً هكذا، هو هكذا الشيطان ضحك عليه،
نعم يعني ما أقول هكذا، أنا أريد أن أتشدد حتى لا يدخلني الشيطان. هذا هو الحال، فالشيطان يجعل... نعم، كيف يا مولانا؟ فهو يقول له: لا تمشِ على النهج النبوي، شدد على نفسك، فنفسك تريد وتريد فابقَ معها. نعم، وهذا هو نفس الأمر الذي غضب منه النبي على أولئك الصحابة الذين في أنّ الله هذا كلام قليل، لا، أنا أريد أكثر. لقد أصبحت تريد أكثر؟ لا يمكن، لا يمكن! الشيطان هكذا دخل. نعم، صحيح، ولذلك سيدنا لم يتركهم، بل علّمهم، وهم على الفور استجابوا. بالتأكيد، نعم، لأن واحداً منهم قال: أصوم ولا أفطر، والآخر قال: أقوم ولا أنام، والآخر قال: لا النساء فالنبي عليه الصلاة والسلام علمه، وهذه القصة ليست مختصة بالصلاة. يقول الإمام النووي إنها ليست للصلاة فقط ولا للعبادة فقط، بل في الحياة كلها. لا بد من اليسر في الحياة كلها، ولذلك قال: "رحم الله رجلاً
سمحاً إذا باع وإذا اشترى وإذا تقاضى". فالسماحة وعدم التشدد هي المطلوبة. مباحة هكذا هي شيء جميل، ولذلك تجد هؤلاء المتشددين يعاملون المرأة معاملة شديدة، وكأنهم يمنّون عليها، وكأنهم يعاملونها بعنف وهكذا، وكأنها سيئة جداً. هذا شيء هم يتمنونه، يعني يقولون: يا رب، لماذا خلقت هذا المخلوق إلا إذا كان لخدمتنا ونحن نتمتع به. شيء خارج نطاق المفهوم القرآني. والمفهوم النبوي والمفهوم الإسلامي بشكل تام متسقان يا مولانا مع المفهوم النبوي في إطار هذا الحديث يعني "هلك المتنطعون". هل ما نراه اليوم أو في عصرنا الحالي ومنذ عقود من التكفيريين من هؤلاء الذين بدأت في
أنفسهم رغبة من أجل معرفة الدين والالتزام بقواعد الدين ثم تشددوا ثم... أصبح هذا التشدد شكلاً من أشكال التكفير ثم التفجير. هل هذا يا مولانا هو المقصود في معنى الهلاك؟ في الحقيقة، بدأ التشدد مع الجهل. جاء رجل أعرابي إلى سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم، والأعرابي معناه أنه بعيد عن مجالس العلم، وهذا يساوي تماماً في أيامنا هذه الشخص الأمي. نعم، ولا قد يكون كذلك، ممكن، لكن هو أُمِّيٌّ في مجال الدين. هذا الأُمِّيُّ قال للنبي صلى الله عليه وسلم: "يا رسول الله، اعدل يا محمد، فإنك لم تعدل". قال: "لا، ويحك! استأمنني الله من فوق سبعة أسماوات،
ومن يعدل إذا لم أعدل؟ سيخرج من ضئضئ هذا" يعني من، هذا الشخص من جيناته "سيخرج من ضئضئ هذا قوم يحسنون القيل ويسيئون الفعل". نعم، انظر كيف يحسنون القيل ويسيئون الفعل، "يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية". "تحقرون صلاتكم إلى صلاتهم وصيامكم إلى صيامهم"، أي ليس هناك أفضل مما يفعلونه، نعم، ولكن في الظاهر فقط. النبي عليه الصلاة... والإسلام كان غاضباً جداً من هذا الصنف من الناس لأنهم أقرب الناس لتشويه الإسلام والمسلمين، وأقرب الناس لقلب الأمور على عواتقها. نعم، وبعد ذلك وصفهم في غير هذه الأحداث بأنهم صغار الأسنان، سفهاء
الأحلام، أي أنهم بلا عقل وسنهم صغير. ودخلوا في الدور الجديد، طبعاً بعضهم يدبر، فهم صغار الأسنان هناك شيء نلاحظه، حدث هكذا يا أخانا، ماذا فعل؟ ماذا تفعل؟ قال: أنا قرأت نيل الأوطار للشوكاني، ثم ماذا؟ حسناً، انتهى الأمر. الشوكاني ونيل الأوطار، هذا أنا قرأت مغني المحتاج في شهر، هذا أنا قرأت المغني لابن قدامة في شهر. المغني لابن قدامة هذا مع الفهارس خمسة عشر مجلداً، أراه ما شاء الله، في شهر كيف أصبح على السرير؟ طيب، هذه الهيئة تولد هذا التكفير والتفجير والمصائب إلى يوم الدين. لماذا هي كذلك؟ لأنه ظن نفسه عالماً ووضع نفسه مكان
هؤلاء العلماء، وتجاوز على العلماء قائلاً لهم: "لا، أنتم لا تفهمون شيئاً، أنا الذي أفهم". هذا هو الجهل، فهذا... هو الجهل بعينه، هذا هو الذي تولد من هذا الرجل. الخوارج الذين سميناهم الخوارج، والنبي عليه الصلاة والسلام حذرنا منهم كثيراً وقال: "الخوارج كلاب النار". وبعد ذلك ظهر هؤلاء الخوارج، وكانوا يظهرون في كل جيل خوارج عصرهم. أما الخوارج الذين ظهروا وحاربوا سيدنا علي، فهي الفرقة التي النبي عليه. الصلاة والسلام حتى أعطاهم أوصافاً جسدية لبعضهم لكي يعرفوا أن هؤلاء هكذا، فعندما تذهب وترى ماهيته ستجد الجهل، حسناً، اسمح لفضيلتك أن نستكمل في باقي صفات هؤلاء المتنطعين، هؤلاء المتشددين الجهلاء بأمور الدين، لكنهم للأسف يلقون بهذا على غيرهم ويصفون الآخرين بأنهم مفرطون
في الدين. فضيلتك وحضراتكم، سُئلنا على الفيسبوك وعلى تويتر: هل تعتقد أن التشدد الديني يحمي هذا الشخص المتشدد من الوقوع في المعصية؟ نحن منتظرون إجاباتكم التي بالفعل - والحمد لله - ملأت صفحة البرنامج على الفيسبوك. وأيضاً ننتظر كل أسئلتكم، وفضيلة الإمام سيرد عليها بعد الفاصل إن شاء الله. أهلاً بحضراتكم من وأجدد الترحيب بمولانا فضيلة الإمام الدكتور علي جمعة، أهلاً بحضرتك مرة أخرى مولانا، أهلاً بفضيلتك. الآن نتحدث عن صفات هؤلاء، خاصة أننا في عصرنا الحالي ربما حينما ندخل إلى أحد بيوت الله أو في أحد التجمعات الدينية، قد أرى من
ينظر إليّ نظرة يا مولانا وكأنني مفرط في الدين أو... كأنني أقل منه في أمور الدين فقط لأنه يتحلى بالمظهر أو السمت الديني فقط، لكن ربما هذا الأمر قد يسبب غصة لدى الكثيرين منا. كيف يمكن أن نتعامل في هذه المواقف مع هؤلاء؟ مولانا، حضرتك انظر إلى خريطة شريعتنا، نحن لدينا القرآن والسنة، القرآن ستة آلاف ومئتان وستة وثلاثون آية. السنة بأكملها ستون ألف حديث، وكل الشريعة من البيع والشراء والزواج والطلاق والعبادات والمعاملات والشهادات ثلاثمائة آية. كل الشريعة ألفا حديث من أولها إلى آخرها، نعم ألفان على ستين يخرج واحد على ثلاثين، يعني ثلاثة في المائة، ثلاثة وثلث في المائة. ثلاثمائة على ستة آلاف يخرج واحد على عشرين.
يعني خمسة في المائة، حسناً، والخمسة والتسعون في المائة أين ذهبت؟ أخلاق، من ضمن هذه الأخلاق قال لي: "لن يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من كِبْر". أخونا هذا الذي تزيّا في الخارج بأشياء ما بين المندوب وما بين الحسن وما بين حتى الواجب أفسد. كلما فعل بالكبر أنه ينظر إليك ويحتقرك بنظرة أو حتى بإيماءة أو حتى بالتصرفات، يا مولانا، بهذا اللفظ، الإمام النووي في الأذكار يقول إن الغيبة والنميمة ليست باللسان فقط، بل كذلك إذا احتقرت أخاك فقد اغتبته ونميته، وإذا قلت أنا أفضل منه فقد
اغتبته، ولذلك سيدنا النبي عندما كان مثلاً... أَرى شخصًا مريضًا أمامي، فألجأ إلى الله وأقول: "اللهم الحمد لله الذي عافاني مما ابتلى به كثيرًا من عباده". أي أنني أشعر بمنّة الله عليّ، ولا أشعر بأفضليتي عليه. أقول له: "يا رب، كان من الممكن أن تبتليني بمثل هذا، فأنا ضعيف" وما إلى ذلك. فهؤلاء الذين يتكبرون يفسدون. أعمال أنفسهم وهذا أحد عناصر التشدد. يأتي من الجهالة، والتشدد يأتي من التعصب والعناد. يقال "المعاندة لا المساندة"، أي أنه لا يساند أخاه بل يعانده، فهذا يكون متشدداً. وضع كبير جداً هؤلاء الناس بدراسته، ولذلك عندما خرج الحجاج، هذا الحجاج فعل شيئاً غريباً جداً، فقد قاتل الرافضة. وقاتَلَ الخوارجَ والاثنين،
ولأجلِ بناء الحضارة قاتَلَ الاثنين. لولا أنه كان يقتُلُ بطيشٍ دون ترتيبٍ وبإسرافٍ، لكان هذا الحجّاجُ علامةً في التاريخ. وبعضُهم فعَلَ هكذا، فالحجّاجُ المُفترى عليه، ولماذا؟ لأنه وجدَهُ يبني حضارةً وعِمارةً، وأصلحَ اللغةَ، وخدَمَ القرآنَ. نعم، هذا الرجلُ كان يختمُ القرآنَ سبعًا. مرات في اليوم لكنه أسرف في القتل حتى قتل سعيد بن جبير الذي هو ولي الله وكان يقول ما لي وما لسعيد وهو في أواخر عمره. فالمهم أن التشدد هذا لا يأتي بخير، لا يأتي بخير، لا من هنا ولا من هناك، من أي طرف كان، التشدد لا يأتي بخير. عصرنا الحاضر امتلأ بالمتشددين ابتداءً من انسحاب علماء
الدين من الصدارة، انسحبوا من المشهد. وعندما انسحبوا من المشهد، فإن العالم لا يعرف الفراغ، فدخل المتشددون. حسناً، اسمح لي يا مولانا، أنا آسف جداً لمقاطعتها، ولكن اسمح لي لو رجعنا ثمانمائة سنة إلى الوراء، أي في القرن السادس والسابع الهجري. نتحدث عن شيخ الإسلام ابن تيمية، وبالطبع حضرتك من الذين راجعوا موسوعة فتاوى ابن تيمية. البعض قال بأن هذه الفتاوى، أو بعضاً منها، ربما هي التي فتحت الباب ولو قليلاً لبعض الآراء المتشددة التي استمرت حتى عصرنا الحالي. ما مدى صحة ودقة هذا القول يا مولانا؟ لقد حدثت مشكلة فقط. مصيبة مركبة! إن ابن تيمية عالم من العلماء، أي أنه ليس شيخ الإسلام، نعم إنما هو عالم فقط. عالم لم
يدرس على أيدي العلماء، بل درس على يد واحد نصف كتاب أو ربع كتاب. ليس له شيوخ، ولم يتخرج في مدرسة علمية، وكان شديد الذكاء، شديد الحفظ، واسع الاطلاع. عنه هكذا يقول إن هذا الرجل مسكين، هذا الرجل أعطاه الله ذكاءً وسعة اطلاع وما إلى ذلك، لكنه لم يجد شيخاً يربيه، لم يجد شيخاً يعطيه شيئاً، فلم يكن ابن تيمية أبداً عند المسلمين إلا أنه عالم، واحد له علم، وهذا العلم يُؤخذ منه ويُرد، وما إلى ذلك. ابن تيمية المصيبة الثانية، تكون المصيبة الأولى أنني وضعته في غير مكانته، نعم وضعه في
غير مكانه، هذا سبب ماذا؟ سبب أن أناساً فسّقوه وكفّروه وتصدّت له وصمّت آذانها عنه في دمشق وفي مصر وحبسوه، وهكذا. القضية الثانية الأخطر من ذلك تحريف كلامه، تحريف كلامه حتى أن بعض كلامه... كان خطيراً بالفعل أنه حتى حرّم زيارة قبور الأنبياء، أي أن الذي يذهب إلى مكة، الذي يذهب - عفواً - إلى المدينة المنورة ويزور قبر النبي عليه الصلاة والسلام، حرّمه. نعم، حرّم هذه الزيارة. ماذا يقول في هذا التحريم؟ وبعض أهل العلم لا يرى هذا، فكان الشيخ الصمدوطي رحمه الله لم يقل أحد ذلك إلا هو، من هم بعض أهل العلم الذين لا يرون هذا؟ إنه هو فقط. المصيبة الثانية هي تحريف كلامه، نعم، وفي تحريف كلامه، الشيخ عبد الله
بن بيه الموريتاني عقد مؤتمراً في ماردين. الآن تقع في تركيا، في تركيا بالضبط، كيف فعل ذلك؟ النسخ الأصلية تظهر أن ابن تيمية لم يقل الفتوى التي اعتمد عليها الرجل صاحب "الفريضة الغائبة" لقتل السادات، بل قال العكس. يعني فتواه حتى وإن اعتمد بعضها المتشددون، فإن البعض حرّفها أيضاً. نعم، المصيبة الثالثة والأخيرة هي الفهم الخاطئ. فمثلاً، يأتي ابن تيمية ويقول وهو يشرح العالم من وجهة نظره، أنَّ المماليك هؤلاء هم جند الإسلام وقوته، ويجب علينا أن نكون خلفهم
ضد التتار. صحيح، أتعرف من هم المماليك هؤلاء؟ الحكومة؟ المماليك هؤلاء من هم الحكام؟ هو الحاكم، صحيح. طيب، وإذا شرب الخمر؟ فالمملوك كان يشرب الخمر، وعندنا في مصر مثلاً يقال: "هذا مثل المملوك السكران". لماذا هو سكران؟ المملوك سكران يعني ما الذي كان عليه؟ فيقول: لا، هؤلاء الذين نقف وراءهم، هذا السكران سنقف وراءه. نعم، فهو صاحب القوة الذي سيحمي الإسلام والمسلمين والبلاد من التتار والمغول وكذا ثم يأتي الذين يطبِّقون ويقولون: هذه حكوماتنا هي التتار. هذا عكس الآية، عكس الآية ابن تيمية. يقول إنّنا سنسير وراء حكامنا لأنهم هم قوة الإسلام وصلاته. هكذا عندما تأتي لتقارن تجعل المماليك هم الحكام والآخرين هم الاستعمار. لا، أصبح المماليك -يا للأسف-
والتتار هم حكامنا، وأصبح إخواننا البعيدون هم الذين يقتلون المسلمين. ما هذا الجهل! كلما بحثت وراء أي شيء... في التشدد ستجد الجهل والانقلاب، جهلاً في القراءة، وجهلاً في نقل المصدر، وجهلاً في التطبيق، وجهلاً في فهم الواقع، وجهلاً في فهم المصادر والأحكام الشرعية، وهكذا. فابن تيمية أصبح ظالماً مظلوماً، ظالماً مظلوماً، ظالماً لأنه أيضاً كانت شهادته لا تزال حديثة، ولذلك هو غير معتمد عند الحنابلة. الذي يُعتمد عند الحنابلة هو الشيخ المقدسي صاحب المغني، والمعتمد الشيخ البهوتي، والمعتمد الشيخ حجازي. ولذلك حتى
أهل نجد في القصيم ونحوها لم يكونوا يعتمدون ابن تيمية في الفقه أبداً. لماذا؟ لأنه مخالف للمذهب. فإذا نحن أمام ظاهرة ملتبسة، أفنجعل هذه الظاهرة الملتبسة أساس الدين وننطلق منها؟ بالرغم من كل ما قال علماء المسلمين، الحقيقة هنا أن فضيلة الإمام كان ينوي أو كان يتحدث في نقطة غاية في الأهمية قبل أن أسأل عن فكر ابن تيمية وهذا الفكر، وكيف أدى أو ربما كما يقول البعض أدى إلى بعض التشدد. كان مولانا يتحدث عن دور الأزهر ودور العلم. أن يحارب هنا الجهل بالعلم، وفي الفاصل القادم إن شاء الله أو بعد الفاصل سنتحدث عن دور الأزهر كمنارة لوسطية الإسلام في محاربة الجهل وبالتالي محاربة الغلو والتشدد. وبعد الفاصل أيضاً سنستعرض باقي أسئلة حضراتكم على الفيسبوك وعلى تويتر، وفي انتظار الرد على سؤالنا هل التشدد يحمي صاحبه من الوقوع في المعصية. نرجو الإجابة
ونلقاكم بعد الفاصل. أهلاً بحضراتكم من جديد، سنستعرض بعضاً من إجابات حضراتكم على سؤالنا اليوم. سؤال كان يقول: هل تعتقد أن التشدد الديني يحمي صاحبه من الوقوع في المعصية؟ لنرَ بعضاً من إجابات حضراتكم. زمزم مختار تقول: لا، لأن الدين يسر. لا عُسر، والتشدد يخالف منهج الرسول صلى الله عليه وسلم. تقول زينب خضر إن التشدد يحمي من المعصية وقتياً، لكن للأسف له رد فعل، ولو مع مرور الزمن، يؤدي إلى المعصية بالفعل. لأن التشدد غير مبني على أسس عقلية أو علمية أو شرعية،
بل هو مبني على قهر النفس فقط يتسع المتوسط، ويضيق المتشدد، فإذا اتسعت الفجوة بين الإنسان وواقعه، إما أن يُصاب بمرض نفسي، وإما أن يقع في المعصية. نور الله يقول إن الوسطية هي التي تؤدي إلى الطاعة وليس التشدد، وأعتقد والله أعلم أن التشدد في حد ذاته معصية. محمد عارف يقول: "والدي -الحمد لله- كان دائمًا يقول: شيءٌ في الدنيا التشددُ بكل أنواعه دينيٌّ أو سياسيٌّ أو اجتماعيٌّ نتائجُه سيئة حتى لو لم تظهر فجأة. حَسَنًا، الدنيا تقول بالعكس لأن التشدد في حد ذاته معصية. الإسلام دينُ وسطية ودينُ يُسْر. فضيلتك، هل التشددُ يمكن أن يحمل من المعصية إن كان وقتيًا لفترةٍ ما كما تقول؟ الأستاذة زينب، إن التشدد يُنهي الإنسان ويُذهب طاقته. ولذلك الأستاذة زينب وهي تتحدث،
عن نفاد الطاقة. هي كمثل شخص لديه رصيد والرصيد نفد، كان غنياً فافتقر. التشدد يؤدي إلى افتقار الغنى. أنا لدي طاقة أبذلها واحدة تلو الأخرى، وخطوة بعد خطوة، تأخذ زمناً جيداً لا بأس به، وهذا هو أنا أفعلها فجأة ولذلك يقصر عمر الطاعة. التشدد دعنا نضع قاعدة هكذا ضد الإنسان في حد ذاته. الإنسان خُلق ضعيفاً وهو يقول لا أنا لست ضعيفاً. الليونة واجبة، يعني عندما خلق الله سبحانه وتعالى الأشجار خلقها لينة تذهب وتأتي مع الهواء والعواصف وهكذا، في حين أنها لو كانت صلبة لانكسرت.
صحيح أن التشدد هو كسر الإنسان، هو القضاء على الإنسان، ولذلك لا يدوم، فهذا فعلاً هذه طبيعة التشدد هكذا، وهكذا رأينا أنه لو تشدد مائة شخص يبقى منهم العشرة فقط، ثم إنهم يكملون بانحراف. طيب يا مولانا، ربما البعض يخاف أو لديه خوف من أن يقع في المعصية فيكون... حذرٌ يعني أن يقول: "لا، أنا الأسلم لي أن أتتبع الأمور وأن أشق على نفسي بدلاً من أن أفرط". هو يدافع الخوف أولاً بأول. نهانا رسول الله عن الوسواس. نعم، هذا وسواس. نهانا عن الوسواس وإننا... ربنا هذا كان مشايخنا يقولون: "من كمال الإيمان" أن ربنا سبحانه وتعالى. لا يصنع وسواساً معك، ولا يجعلك من أهل الوسواس. من كمال الإيمان صحيح في الوضوء وفي الصلاة وفي التعاملات
وفي النظافة وفي غير ذلك ألا يتشدد كثيراً. يا مولانا، مثلاً في الوضوء، الصحابة لم يكونوا هكذا. كانت المدينة قليلة الماء، وكانت الآبار في المدينة قليلة، ولذلك كانت أمور الوضوء والاغتسال... والطهارات وما إلى آخره سهلة بالتأكيد، وكان النبي عليه الصلاة والسلام يتوضأ بكمية مثل هذه، أي هذه هي كمية الماء الخاصة بوضوئه، وكمية أخرى تكفي للاغتسال. فقال له التابعي: إن الصحابي يقول لي: "لكن هذا لا يكفيني، لأنني رجل لدي شعر كثيف وما شابه، ولا يكون المال (كافياً)"، فقال: "يكفي هو خير منك الذي هو سيدنا صلى الله عليه وسلم، من الذي قال لك أن هذا لا يكفيك؟ أن نصف لتر هكذا جيد وحسن، في أمان الله يكفيك بعض الوقت. يتوقع أن إسباغ الوضوء أن
يرش الماء حوله أو يستخدم ماءً كثيراً، يعني كانوا يتعاملون مع... هذه القصة بلطف، نعم بلطف، ماذا يعني ذلك؟ يعني من دون أن يبحث عن إرادة معرفة الحق على ما هو عليه فعلاً عند الله. هذا الكلام سنعرفه يوم القيامة، أما في الدنيا فالأمر سهل جداً. فكانوا هكذا، وهو معنى أن تكون متبعاً للصحابة، أن تكون متبعاً للصحابة في منهج الحياة، أنت عندما تتعامل مع الأمور تتعامل ببساطة، ولذلك وجدنا الإمام مالك يقول شيئاً غريباً جداً، يقول: "أنت ماذا؟ تعودتَ على الوسواس هذا؟ نعم، نحن كلما تشككنا إذا كنا قد صلينا ثلاثاً أو أربعاً، نجعلها ثلاثة احتياطاً"، لماذا هكذا؟ لأن هذا الخاطر لا يأتيني إلا مرة في السنة، قال: "لا".
واحد كان يأتي لجميع الصلوات، فقال له: "يا بني، على الأكثر، عكس القاعدة. أن أبني على الأقل للتأكد". قال: "لا، هذا يبني على الأكثر. أنت صليت ثلاثًا أم أربعًا؟ فلتكن أربعًا، فلتكن أربعًا"، وسلّم. وهذا من أجل قهر الوسواس، من أجل قهر الوسواس. أليس في هذا جرأة على الله؟ لا ليس فيها جرأة على الله، هذا فيه إعلاء من الله، ولذلك العلم يا إخواننا العلم سيؤدي بك إلى شط النجاة، والجهل هو الذي يسبب كل هذه الأمور. طيب، عندما تفقد العلم فماذا تفعل؟ ثق في العلماء، لا تقاومهم، لا تحاربهم، لأن الفرق الضالة عبر التاريخ كانت تضرب في أمرين. أما المصادر فهي القرآن والسنة، وأما العلماء... طيب، أستأذن فضيلتك،
معنا اتصالات هاتفية، نبدأ بالأستاذ عبد المقصود، تفضل يا سيدي. السلام عليكم. وعليكم السلام. أولاً نحن نشكركم على هذا البرنامج لأنه جاء في توقيت مهم جداً، بارك الله فيك، خصوصاً بعد ظهور الجهلاء الذين تصدروا المشهد في الفترة السابقة ولوثوا. بعض المستمعين وبعض المياه في الأفكار والفتاوى الكثيرة التي أربكت الشعب أو أكثر الشعب، فنشكركم على هذا البرنامج وجزاكم الله عنا خيراً. شكراً يا سيد عبد المقصود، لكن لدي سؤال صغير أو استفسار بسيط: إذا كانت هناك دعوة للحج موجهة للشخص، مثلاً زوجته دعته للحج وهو كان في... الصحفية: وهل الحج، فهل هو فترة في هذا يُحسب له أم لا بد أن يكون ماله حلالاً، أو
هو يأخذ على نفسه عهداً أن يسدد هذا المبلغ؟ هذا سؤال. والسؤال الثاني: لا بأس به. النقطة الثانية بخصوص القارب أيضاً الذي هو السيارة، هل هذا أيضاً حلال أم في خاصة الدفعة؟ تُعتبر السيارة مرتفعة الثمن... مممم للنبي الآخر قال لنا هذا أصبح إكمال دار الرياض. حاضر، فهمت، تحت أمرك وجزاك الله خيراً. عندك شكراً. مجمعك بارك الله فيك. أم محمد تفضلي. نعم، السلام عليكم. وعليكم السلام ورحمة الله. أريد أن أتكلم مع فضيلة الدكتور لو سمحت. فضيلتك وحالتك. والله إن ابني لقد سافر وترك زوجته وقال لي: "أنا ذهبت إلى اليمن هناك"، وبعد أن سافر وعاد غاب سنة ثم عاد، وبعدها قلت له: "أعدها يا بني"، فقال لي: "لا بد أن يكون أبوها حاضراً حتى لا أعيدها بدون ولي"، فأريد أن أسأل فضيلة الدكتور: هل هذا صحيح أم خطأ؟ حاضر يا الأستاذ محمد ها هو فضيلته يا سيدي، السلام
عليكم، وعليكم السلام، حياك الله يا حضرتك. هل يمكنني التحدث مع فضيلة الشيخ؟ سأبقى معك بعد ذلك. فضيلة الشيخ، كنت قد ذكرت قبل ذلك أن هناك دعاءً عندما يكون الإنسان يائساً هكذا، مئة وتسعة وعشرين مرة، الذي هو يا... لطيف، نعم، ففي دعاء للمريض عندما يكون مريضاً جداً، وخاصة أنه أصابه المرض بشدة، يمكن أن يقول أيضاً في شيء مثلها، أو الذي هو معين. حاضر، يا سيدي، حاضر، أم محمد، تفضلي يا سيدي. السلام عليكم، وعليكم السلام، عليكم السلام. كيف حالك يا دكتور علي؟ أهلاً وسهلاً، في منزلنا، لكنني ألبس، لكنني عندنا منزل في قرية تابعة لبني سويف، وهناك مشاكل - والله لا يبتلينا بجلالنا. الشواذفين (المشعوذون) جاءونا بعمال سحر وقالوا لي وعالجونا - الحمد لكم. السحر بالقرآن، فهم يعني من ضرب الصدق. يريدون أن يشركونا بهم، فنحن نريد أن نرتاح.
ماذا يعني أولادي؟ لأنه من يطلبه كل يوم فقلنا أن نشتري شيئاً في المحطة في بيت الله. فربنا يجعلنا نبيعه بشكل جيد. قرض عزة تشغيل ثانية، طيب الأستاذ عبد المقصود دعوة الحج.
يُحسب عندما نجد أنفسنا هناك، نعم بأي وسيلة. لو تخيلنا هكذا أنني ذاهب إلى روما فخطفوا الطائرة إلى جدة، فأنوي الحج. في وقت الحج، أي يُحتسب الحج، تُحتسب الحج حتى لو لم تكن في نيته وهو خارج. لو أن ريحاً طيبة أخذتني هكذا من تحتي وذهبت بي إلى مكة، لو أنني ذاهب للعمل، لو أن أحداً من أهل مكة دعاني للزيارة، فقد حججت. لو زوجتي فعلت ذلك، كل هذا يُحتسب حجاً. ليس للحاج علاقة بمن دفع النفقة. حسناً، مولانا، يقول البعض إن الشركات التي تقدم جوائز حج وعمرة، يتساءل الناس: ما هذا؟ إنه شيء يشبه اليانصيب، يشبه الحظ، يشبه هذا الكلام. فقد يكون هناك
شك عندما نبحث في أمر الشركة إذا كانت كذلك أم لا. نعم، الشركات التي ستقوم... هي نصيب وحظ وهكذا. هو سحب، يعني فكرة السحب هي فكرة أنهم لم يدفعوا من خالص مالهم ولم يجتهدوا في هذا المال. ليست في صور مختلفة. في مسابقة، ليست في آفة واحدة، هذه صور مختلفة. فمثلاً هناك أناس يقدمون جوائز حج وعمرة لمنتجاتهم، أتفهم؟ وهذا حلال. هو لم يأخذ. منك شيء، هذا ما يقول لك، عندما تفتح الكوبون ستجد شيئاً، هذه قرعة لا يوجد بها شيء، لكن الذي سيتعامل بالهواتف، والهواتف تجلب المال، ومن هذا المال هو يربح، ثم يخرج واحد واثنان اتصلا أكثر، هذا هو الذي قالوا عنه إنه حرام حقاً، إذن ليست كل هذه الجوائز بها. وفيها تماماً فيها أشياء حلال وأشياء حرام. لا بأس يا مولانا، أنا
آسف. حضرتك قلت إن لو شخص بطريق الخطأ تم اختطافه وذهب إلى روما فجأة، ثم وجد نفسه في جدة، فلينزل، ليترجل إذن، ليترجل. حسناً، في هذه الحالة فرضياً، أنا أعرف هذه فتوى افتراضية، أي الإحرام من أين سيكون أصبح الأمر واقعاً بالفعل، يعني لأن النص يذكر أن أهل سواكن - سواكن هذه مقابل جدة في السودان - نعم، إذا نزلوا يُحرِمون من جدة لأنه ليس لهم ميقات. يُحرمون من جدة. أنا لا أعرف أين الميقات، فلنفترض أنه بالفعل في جدة. نعم، هو هكذا، ووجد نفسه في جدة، فيجب من جدة، حسناً. وهذا منصوص عليه، يعني حتى هذه أيضاً تخيلوا. حسناً، يريد أن يشتري سيارة، فليشترِ سيارة، والسيارة ليست مترفة، فيأخذ التمويل ويجعله للسيارة. أم محمد ابنها طلق زوجته بيمين منذ سنة، طبعاً هذا إذا كان الطلاق صحيحاً، أي وقع الطلاق، ويريد أن يرجعها ثانية، فيجب موافقة البنت، لا
عقد جديد فهو يقول أنا أريد الولي فهو له حق الولي يحضر والبنت تقول له مرة ثانية زوجتك نفسي أمام الولي أو الولي يقول لك بفترة تزوج نفسها لأنها سيد أم لا هو يريد هكذا هو يسير على مذهب من يرى أن الولي وهؤلاء الجمهور ركن من أركان العقد وهذا شيءٌ طيبٌ. على فكرة ليس سيئاً، لكن يبدو أن محمداً لا يريد أن يعرف أبوها أنها طُلِّقَت. حسناً، هذا هو الإشكال عندها. فنقول لها: لا، كل شيء يجب أن يكون واضحاً، وحضور الولي يكون أفضل يا أم محمد. تفضل يا فضيلة. دعاء يسأل: ماذا نفعل بالمريض في الدعاء؟ الفاتحة رقية قوية جداً وعددها سبع مرات لأنها سبع آيات فتُتلى سبع مرات،
والمريض نفسه هو الذي يتلوها على نفسه أو غيره يتلوها عليه. فبإذن الله هذا دعاء طيب، والدعاء يا جماعة لا يتعارض ولا يمنع العلاج الذي خلقه ربنا كالدواء والحقن والأشياء، فلا يترك هذه من أجل تلك. يختبر، نحن لن نختبر الله، نحن نأخذ بالأسباب ونقول يا رب. الفلاح يلقي البذرة ثم يدعو قائلاً يا رب، لكن لو لم يلقِ البذرة، والله في السماء لن ينتج شيئاً. فبعض الناس يقولون: أنت تقول والله في السماء، أليس هذا غير صحيح أن... نقول والله في سماء "آمنتم من في السماء"، ما هو ربنا يقول هكذا. طيب، أم محمد تريد أن تشتري أيضًا شقة، نفس الوضع. اذهب للتمويل واشترِ بها الشقة، والله ييسر عليها. ما شاء
الله، معنا اتصال هاتفي من الأستاذة دالية، تفضلي يا سيدتي. السلام عليكم. السلام ورحمة الله. تحياتي فضيلة الشيخ، أهلاً وسهلاً، أهلاً بحضرتك. أنا فقط أريد أن أسأل عن حكم العمل في البنوك الخاصة في قطاع الائتمان والقروض، قروض الشركات. أنا فقط أريد أن أعرف حكم العمل في البنك. حاضر، فاهم، تحت أمر حضرتك. أستاذ محمد، نعم، تفضل يا سيدي. السلام عليكم. وعليكم السلام ورحمة الله. أيها عليكم السلام ورحمة الله، أيها السلام. أنا عليكم السلام، عليكم السلام ورحمة الله وبركاته. أستاذ محمد، بعد إذنك، هل يمكن لحضرتك أن تخفض صوت التلفزيون تماماً بعد إذن حضرتك، وأن تستمع إليّ فقط من الهاتف؟ نعم، السؤال حضرتك مولانا معك، تفضل بالسؤال. نعم، حاضر. أنا أجريت عملية مثانة، ربنا يجعلهم يدرسونها بجهد. جسمي بخير، والحمد لله. وبالنسبة للوضوء
حالياً، عندما أتوضأ، أحياناً أتوضأ وأجمع بين الظهر والعصر بوضوء واحد، والمغرب والعشاء بوضوء واحد، كما سمعت، والله أعلم. وبعض الناس قالوا لي أنه يجب علي أن أتوضأ لكل صلاة. وأحياناً يكون الأمر صعباً علي، خاصة عندما يكون الجو بارداً. أفادكم الله جزاكم الله عن كل شيء ربنا يعطيك الصحة والعافية يا أستاذ محمد. الأستاذ سامي، أي فضيلة معك فضيلة يا سيدي. السلام عليكم. وعليكم السلام يا أستاذ سامي، تفضل. لفضيلتك معي، عليكم السلام، ما هو سؤالك؟ أنا كنت أريد فقط أن أوجه للشيخ السؤال، هو شخصي قليلاً يعني. تفضل. بالنسبة للحكم الديني في المرأة التي لا تعيش مع زوجها في المعاشرة الزوجية، المرأة التي لا تطيع زوجها، أي بمعنى لا تعطيه حقه، لا تمنحه حقه، ورغم أن زوجها يقول لها إن الملائكة تلعنها من المساء حتى
الصباح، تعرف ذلك وتقول لا. أنا عند ربنا أنا جديد عند ربنا، أنت لن أستطيع، أنا أفعلها هكذا عن علم بأنها لديها ثلاثة أولاد وأطفال، وحالياً الآن طلب الطلاق. حسناً يا سيدي، حاضر، فضيلة الشيخ يرد على حضرتك، الأستاذ محمد، الأستاذ محمد. حسناً، الأستاذ محمود، أستاذ محمود، عليكم السلام يا سيدي، عليكم السلام. نعم، لقد أرسلت مهندسًا. الحمد لله الرحمن. أهلًا وسهلًا بالسيد محمد، تفضل يا سيدي. سؤال حضرتك؟ والله يا فتاة، أريد أن أتواصل مع فضيلة الشيخ. فضيلة الشيخ هذه الجمعة بخصوص قضية قومية مهمة تتعلق بالشأن العام. كنت جالسًا أتواصل معه على الهاتف. وقال لا تشرب. حسنًا، سيخبر المسؤول حضرتك، الأستاذ أستاذ محمود، طيب
نبدأ في الإجابة يا مولانا. الأستاذة تسأل عن البنوك. نحن في مصر جهازنا المصرفي واحد، لدينا بضعة وأربعين بنكاً، كلهم تحت سلطة البنك المركزي. هناك طبعاً أشياء تُسمى بالبنوك لكنها ليست تحت إشراف البنك المركزي، وذلك لأن لها وضعية خاصة وقوانين خاصة، من ضمنها بنك ناصر الاجتماعي هو يقوم بدور اجتماعي في التنمية فيكون خارج البنك وتوجهه وحتى في التفكير حالياً هل يدخل في البنك المركزي أم لا. فإذاً السؤال لن يختص ببنوك خاصة من عدمه والذي يقوم به أو المقرر في قانون الجهاز المصرفي أن العلاقة بين البنك وبين العميل هي علاقة تمويل بما يترتب. على هذا
التمويل من أمور كثيرة جداً في الضمان وفي الاسترداد وفي الزيادات وفي الأرباح وفي كل شيء، ولذلك بعد عام ألفين وأربعة البنوك الخاصة والعامة هذه المسائل كلها تقع تحت نطاق التمويل وتحت قانون. صحيح مولانا، عذراً قبل الإجابة على السؤال التالي، معنا الأستاذة زينب من دبي، أستاذة زينب. تفضلي، نعم، تفضلي، سيدتي. زوجي يعمل في مصنع. نعم، حسناً، آسف جداً. تفضل يا أستاذ محمد. لديه المثانة قد أُزيلت، فيستعمل القسطرة الخارجية، والقسطرة الخارجية هذه تعني أن هناك حدثاً دائماً، وهو عاجز
عن أن يتوضأ لكل صلاة. يتوضأ للذي يقدر عليه ويتيمم للباقي. نعم، يتيمم وسيتوضأ. للدهر يؤذِّن العصر ومعه قطعة حجر صغيرة هكذا يضرب على وجهه وعلى يديه وينتهي ويقوم ليصلي وهكذا نعم فإذاً فضيلة محمد، إن ما يقدر عليه المقدور والميسور لا يسقط بالمعسور، ليس شرطاً في كل صلاة أو قبل كل صلاة، فهو كما قلنا هكذا أنه سيتوضح هو. قادر أن يتوضأ للظهر، جاء العصر وليس قادراً أن يتيمم، جاء المغرب واستطاع أن يتوضأ، لم يستطع، فلنجعلها بالتيمم، نعم، اجعل كل الصلوات بالتيمم إذا لم يستطع مطلقاً، لم يستطع أن يتوضأ لأنه من أصحاب الأعذار. نعم،
حسناً يا سيدنا. السيد سامي يتحدث عن الزوجة التي لا تطيع زوجها في أي أن القضية هنا ليست أحكاماً فقهية، القضية هنا أن هناك ورطة، ولذلك قال في النهاية هذه طلبتْ الطلاق، لا، هذه ورطة، هناك شيء يجب أن نجلس ونتصارح ونذهب إلى الأطباء، نذهب إلى المرشدين، نسأل من هم أكبر منا، وهكذا. بالتأكيد أنت تريد أن أقول لك إن المرأة التي لا ستدخل النار؟ حسنًا، لنفترض أنها ستدخل النار، ماذا نفعل إذن في حالة الزوجة التي لديها ثلاثة أولاد وغير راضية بوضعها الحالي؟ حسنًا، لحين أن تدخل النار، هذه ستدخل النار في الآخرة، نعم، ولكن ماذا يعني ذلك؟ يريد أن يخوفها بالتخويف؟ لم تستطع حل المشكلة، وقالت لك: طلقني. خلاصاً، يُغني الله كلاً منذ ساعتي. حسناً،
وماذا عن الأولاد الثلاثة؟ حسناً، وماذا عن الأسرة التي ستنهار؟ فإذا كانت هناك مشكلة وراء هذا الكلام، فهذا الكلام لا يحتاج يا إخواننا إلى أحكام، ولا يحتاج إلى خصام، بل يحتاج إلى مودة ورحمة لكي نستطيع أن نُكمل المشوار بالتأكيد. وسؤال لم عليه عمل ولكن لا نعرف ما هو السؤال. طيب، الحقيقة أنني أود رؤيتها لكن للأسف يظهر أن هناك مشكلة في الجهاز أمامي. لست قادراً على تصفح الاسم، لكنني أعتذر عن عدم قدرتي على رؤية هذه الأسئلة ومشاركتكم. كما أعتذر لكل... لكل... الآراء والمشاهدون الذين لهم مساهمات كثيرة على صفحتنا على الفيسبوك، كلهم جزء كبير جداً. طبعاً، بأي كلام مولانا، والمعظم يقول أن التشدد الديني لا يحمي إطلاقاً من الوقوع في المعصية، بل هو معصية كما ذكر مولانا. لكن يوجد أحدهم عندك قال أن التشدد حسن، حسناً يا
سيدي، لأن هؤلاء... حتى المتشددون يقولون إننا لسنا متشددين، يعني هكذا نحن لسنا متشددين، يعني هكذا نحن لسنا متشددين. حسناً، إذاً من الذي يعطل هذه المسألة؟ المتشددون بالتأكيد هم الذين يعطلونها، بالتأكيد. أحد المشاهدين الآن يقول لحضرتك إن الأستاذ طارق مالك يقول: قال الرسول صلى الله عليه وسلم "لا تكونوا كبني إسرائيل شددوا".
فشدد عليهم. نعم، يعني كل ما في قصة البقرة صحيح. كلما سألوا... أجل. ولذلك ربنا قال: "لا تسألوا عن أشياء إن تُبْدَ لكم تسؤكم". صحيح، بارك الله فيكم مولانا. أهلاً وسهلاً، بارك الله فيكم. استمتعت بهذا الوقت كالعادة مع فضيلتكم. الله يكافئكم. شكراً جزيلاً، شكراً جزيلاً. خيراً. ومشاهدينا الكرام نتواصل. أيضاً في إطار هذه الفكرة التشدد ولكن في الجزء المتبقي إن شاء الله نصف الساعة القادمة، الدكتور أسامة الأزهري سيكون في ضيافة مولانا يُتم بهذا اللقاء، وسيكون الحديث حول دور مؤسسة الأزهر حاملة راية الإسلام الوسطي على مدار العصور، ودورها في هذه الفترة في حماية الإسلام والأمة الإسلامية من هذا. الفكر الجاهل
المتطرف ألا وهو التشدد، كما ذكر سيد الشيخ علي جمعة حفظه الله، وكان سياق الكلام ممتداً حول قضية التشدد، وأنه قبل أن يكون إجراءات ومنتجات وعبارات وسلوكيات وتصرفات، هو في الحقيقة سمة نفسية تجعل صاحبها يسلك هذا المسلك المتطرف المتشدد في سائر شؤون حياته. سؤالي لمولانا، يا مولانا قصة ابن عباس التي نظر فيها الخوارج وأقنع عدداً منهم بالعدول والرجوع إلى المنهج الصحيح أول حوار جرى بينه وبينهم أنه ارتدى
أفضل ما يجد من تلك الحلل، أفضل وأفخم ثوب عنده، لبسها ودخل بها حيّ المتشددين. فلما رأوه قبل أن يبدأ النقاش العلمي الأكاديمي قالوا له: وما هذه الحلة؟ التي ترتديها، فقال لهم: "وما تنكرون عليّ، ولقد رأيت على رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل ما يكون من تلك الحلل اليمانية". علِمَ المحدِّث من ابن عباس: هل فُقِدَ الجمال؟ هل عُدم الشعور بالاتساق؟ من السمات التي تكون في نفسية المتشدد، بدون شك، أن المتشدد دائماً تراه قاسياً، والقاسي الجمال أبداً لا يدرك الجمال أبداً، ولذلك تجد كلامه قبيحاً، تجد صوته عالياً
في صخب، تجد أنه يهمل نفسه ظناً منه أنه من الزهاد الورعين، وهذا الذي أدى بأمة الإسلام بأن الزهد في القلب، وأن "اللهم اجعل الدنيا في أيدينا ولا تجعلها في قلوبنا"، هذا الذي أدى إلى إبراز. حديث "إن الله جميل يحب الجمال"، عندما ظن بعضهم أن الإنسان إذا كان ثوبه جميلاً ونعله جميلاً أن هذا نوع من أنواع الكبر، فقال: "الكبر غمط الحق"، وليس الكبر في هذا، فإن الله جميل يحب الجمال. هذا الذي رأيناه في الخوارج عند اختلال الميزان، اختلال الميزان، اختلال الميزان في يد جعلهم يعني يبحثون
في دم البعوضة وهم يذهبون لقتال علي رضي الله تعالى عنه وأرضاه رضي الله عنه. يعني سيقتلون ابن عم الرسول صلى الله عليه وسلم، سيقتلون أصل أهل البيت، سيقتلون أمير المؤمنين، سيقتلون زوج بنت الرسول البتول، سيقتلون أول من أسلم. كل هذا وهم يبحثون في دم البعوضة. التي قتلها على يديه فتركت بعض الدم، هل هو نجس أم غير نجس؟ هل يتوضأ أم لا يتوضأ؟ هل يصلي أم لا يصلي؟ وشخص يجهل لأن ملامسة النجاسات ليست من نواقض الوضوء. يعني لنفترض أنني أمسكت نجاسة بيدي هكذا، فأذهب لأغسلها، هذه خبث وليست حدثاً. نعم، هذا خبث
وليس أمر اعتباري ما دمنا في جلسة أزهرية، أصبح قائمًا بالأعضاء يمنع من صحة الصلاة حيث لا رخصة، حيث لا رخصة صحيحة. فقد حدث، لكن هذا خطأ. ما فائدة الذي ذكر أن شيئًا لمسته بيدي، وكان هذا اللمس بيدي، يعني في نجاسة، وقد أزلت النجاسة، والحمد لله طهرتها، وبعد ذلك طهرت على حالة الوضوء كما هي، فحتى هم يجهلون الأحكام أيضاً، فيأتي هذا الرجل ولا يرى الجمال، ولذلك أول ما رأى في القِدر، في القِدر علي بن عباس نظر إليها على أنها فخمة وقال: "أنت تتكبر علينا" أو ما شابه ذلك، نظر إليها من هذه الناحية، لكنه لم يرَ فيها أنها وعندما يشعر سينظر إلى الجمال فإنه لن يدركه فهو لا يرى جمالاً، وهنا نصل إلى ما
يسمى بالتساوي بمعنى أن البقرة مثل الشجرة مثل البشر مثل القمر مثل الحجر، كل شيء متساوٍ. ولذلك انظر كيف جعل الله سبحانه وتعالى الجمال صفة حتى للأشياء المعنوية، "فصبر جميل والله المستعان"، "فاصفح الصفح الجميل صراحةً جميل. يعني انظر، إلى الأفعال والصفات وكذلك وصفها بالجمال. حسناً، حتى أنت، الهجر "اهجرهم هجراً جميلاً". وعندما نأتي إلى موضوع الطعام، تجد أن الشخص الخارجي هذا يأكل فقط لكي يملأ بطنه هكذا، لا يتذوق الطعام. لكن أصحاب الكهف قالوا: "فلينظر أيها أزكى طعاماً فليأتكم"، "أزكى
طعام فليأتكم الطعام قادم جيداً، وأيضاً التلطف الذي يمارسه مع الآخرين لأن هؤلاء الآخرين يريدون القبض عليهم ظناً منهم أن سلوكه وتصرفاته في غاية اللطف والرقي مع بعضها. نعم، أزكى طعاماً، أزكى طعاماً، هذا جمال حتى في التذوق وهو جائع. لقد مر ثلاثمائة سنة وتسعة لم يأكل، انتبه، ثلاثمائة سنة قمرية. ثلاثمائة، إنه ثلاثمائة سنة شمسية، ثلاثمائة وتسعة قمرية، ولم يأكل. لا بد أنه قائم، يا عيني! فهو طلب الطعام ليتذوق جوعاً كما يقول أهل اللغة. أحضر أي شيء، نعم، دعنا نأكل. لا، ليس أي شيء، حتى مع الجوع، يعني تبقى ملكة الحس. ستتأخر لك نصف ساعة إضافية. ولكن اذهب لتجلب لنا أفضل شيء وأجمل شيء.
أين أنت؟ وهؤلاء حضرتك الناس الذين وصلوا إلى أعلى درجات الرقي للرب. قال إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى. أقول لك إن ربنا رضي عنهم رضاً عظيماً، وعندما قص قصصهم قصها للاعتبار وزكاهم غاية التزكية. فهذا هو رضا الله. هو يطلب أزكى طعامًا لكن هؤلاء الناس، ولذلك النبي عليه الصلاة والسلام قال ماذا؟ "بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه". توجد مسألة لطيفة هنا: ثلاث قطع، ثلاث لقمات يقمن صلبه، ولكن الثاني جالس يأكل كثيرًا ويبالغ في الأكل. على فكرة، الأكل الكثير يُذهب المذاق، نعم يعني. لا يكون في تذوق، بل يكون فقط مَلء للبطن، فالمؤمن يأكل في معى واحد والكافر يأكل
في سبعة أمعاء. إذن، لقد ربطها أيضاً بالإيمان. نعم، حضرتك، هذه النفسية المتشددة بهذه الصورة التي إذا مرت على أي مشهد جمالي في الكون وفي التصرفات وفي الأخلاق وفي السلوكيات لا تتوقف. عنده لا يؤثر فيها، أريد أن تساعدني على رصد هذه النفسية وهي تقرأ القرآن، تمر على آيات الساعة والرحمة والقيم والأفق وبناء النفس وصناعة الحضارة فلا تتوقف عند هذه الآيات التي هي لا تراها أصلاً، إنما هي ترى الرسوم حتى لا يبقى من القرآن إلا رسمه ولا يبقى من الإسلام إلا اسمه، انظر، ها هو، فهو يقرأ القرآن، لكنه يقرأ حروفاً هكذا، أتعلم في ماذا يفكر؟ أنه بكل حرف عشر من الحسنات،
يعني النفسية الكمية الباحثة، يعني أنا فوجئت ببعض هؤلاء المتشددين، هذا الكلام كان منذ ثلاثين سنة أو شيء كهذا، وهم ينعون. على التجويد حسن الأداء في تلاوة القرآن. تجويد القرآن لا نريده، فقد تعجبت كثيراً، ما هذا المعنى يا حضرتك؟ التجويد الذي ينعكس في أذهاننا هو أداء سيدنا الشيخ المنشاوي، وسيدنا الشيخ رفعت، وسيدنا الشيخ محمود علي البنا، وسيدنا الشيخ مصطفى إسماعيل. الأداء الصحيح هو إعطاء الحرف حقه ومستحقه. حقه يعني أي في الصفات نبدأ بمخرج الحرف وصفاته، وهذا على مستوى الحرف ثم الكلمة ثم الجملة. أما الأداءات
فتدخل على مستوى الجملة في العلو والهبوط اللذين يسمونهما الجواب والقرار، وهو أمر عظيم جداً، لكن هناك قضيتان: قضية قواعد التجويد وقضية الأداء الذي هو كالألحان من السماء، هذا هو. الشيخ رفعت والشيخ المنشاوي هكذا، هذا أداء عالٍ. حضرتك، يمكن أن يراعي أحكام التجويد لكن صوته معتاد يعني عادي. نعم، يقرأ بشكل معتاد، لكن هذا يعترض على التجويد نفسه أصلاً. نعم، فكيف تريد حضرتك أن يجعل القرآن؟ أيقرأه هكذا كما يريد؟ يعني المهم ألا يخطئ في التشكيل؟ فأنا تعجبت. من هذا المعنى ولكن رُبطت بعد ذلك بهذا، نعم، بالقسوة بالعنف بعدم الرفق بعدم الجمال، فأصلاً المتشدد دون
هؤلاء من ذوي الجمال، من ذوي إدراك الجمال، نعم، وهو يقرأ، كما ليس يقف عند الآيات، وكان الصحابة يجلسون خمسة، خمس آيات، خمس آيات، يحفظونها، يتدبرونها، يعيدونها، تتغلغل في النفس. فيعيش القرآن، لكن هذا ليس كذلك، هذه القضية أنه هذا القرآن كوّن فيك الحال المرتحل، فيذهب ويأتي، يذهب ويأتي، يذهب ويأتي، فيصبح إذا هذا لم يعد هو. نعم، هو قرأ، نعم هو ربما فهم إذا كان يقرأ التفسير أو شيئاً ما، يمكن أن يكون فهم ظواهر النصوص، ولذلك ستجد. المتشدد من أجل هذه الصفة يقف عند ظواهر النصوص عظيم وهذا شيء متفق عليه. كل المتشددين وقفوا عند ظواهر النصوص. أنت أيها السيد نفسيتك هكذا متسقة
مع بعضها، لا يوجد إدراك للجمال، فلا يوجد تعمق في الإدراك في نفسية كمية زائدة عن اللذيذ. نفسياً إذا كان سيخرج في النهاية أنه يقف عند ظواهر النصوص ويجد أنها أقرب إلى قلبه، تعال إلينا في الأزهر. لا، هذا يتحدث أولاً عن المقاصد، ثانياً عن المصالح، ثالثاً عن المآلات، رابعاً عن مراد الله، خامساً عن الجمع بين النصوص، سادساً عن ماهية هذا النسق. هذا في نسق كبير، المسألة كلها يعني شبكة، نعم. ولذلك نحن في ورطة مع المتشددين. بعض الناس يقول لك: "يا أخي، أنت لماذا غاضب منهم؟ هؤلاء أناس طيبون". لكن لا، ليسوا أناساً طيبين أن يتصدروا قبل أن يتعلموا، والعلم موجود عندنا في معهد عريق منهجاً
وكتباً محافظة على... الموروث مما تركه آباؤنا بصورة لافتة للنظر دفاع عن الإسلام، تمسك بأهل السنة والجماعة وهم أوسط فرق المسلمين، قبول للتعدد، انفتاح للقلب، علم وعلم مساعد لهذا العلم، تجربة طويلة تراكمت فيها الخبرة والسمعة. عندما تخرج خارجاً وتقول له أنا من الأزهر، يقول لك: نعم، أنا أحب الأزهر، فهل أنا لا... أحب هذا وذاك ولكننا جربناه عبر أجيال فأثمر ثمرة موزونة. هل الأزهر، أعني نحن الآن كنا الأزهر هذا. أنت رجل تعمل مع علماء الأزهر، نعم، ففي الشيخ عياد الطنطاوي. ذهب الطنطاوي إلى
روسيا، نعم، ودرس هناك وتزوج هناك وأنجب هناك ومات ودفن هناك، مات ودفن هناك. حسناً، ومعه ذهب رفاعة الطهطاوي إلى باريس. والشيخ علي الجرجاوي في الرحلة اليابانية، ظن نفسه أنه وصل إلى اليابان وهو كان قد نزل أين يا حضرتك؟ في سنغافورة. يبدو أنه كان في تايلاند، أي أنه نزل في تايلاند. وبسبب عدم معرفته باللغة - فقد كان صحفياً - ويبدو أنه نزل وصفه في الرحلة اليابانية لا يوجد في اليابان ولا في التاريخ، فهو رأى مكاناً ومجتمعاً وصفه في كتابه، وهو ظن متوهم أنه هكذا لأنه ذهب لمؤتمر الأديان، ويقول إن مؤتمر الأديان فاته، أي إلى أن وصل إلى هناك كان قد انتهى مؤتمر الأديان.
أي كان في اليابان لكنه لم يصل إلى اليابان أصلاً لأن كل الفنادق التي وصفها ليست موجودة في اليابان ويُظن أنها موجودة في تايلاند. نعم لكن كانت فكرة فضيلتك أن الشيخ عياد الطنطاوي نموذج أزهري عاش في روسيا. أريد أن أقول: ها نحن متصلون بالعالم منذ ألف وثمان. مائة وقليل وثلاثون وهكذا حدث شيء، حدث شيء في العالم، صدام بين الدعوة إلى الله عن علم في الأزهر وبين العالم. أبداً ليس هناك أي واقع مسجل. في ألف وتسعمائة وسبعين بدأ الأزهر ينسحب مما أسسه. نحن الذين بنينا مركز واشنطن، نحن الذين بنينا مركز، واشنطن مع... محمود، على سبيل المثال، كان في لندن مع إبراهيم الجيوشي، وفي نيويورك كان
سليمان دنيا، وهكذا. بعد سبعين أو ثمانين عاماً، سيطر الأزهر ولم يعد موجوداً في العالم. في عام ألفين وواحد، لا أعرف كم بالضبط، تم تفجير البرجين، مركز التجارة العالمي. ها قد مرت عشرون سنة، يعني نحن ممسكون نعم الناس تُدرك وتفهم. أعني يا جماعة الخير، أنتم تُعطون القضية للهواة، أنتم تُعطونها لغير المتخصصين، أنتم تُعطونها للمتشددين، أنتم تُعطونها لكل شخص لديه رغبات وشهوات غير مدروسة، وتتركون شخصاً لديه خبرة ألف سنة. خبرة في ماذا؟ خبرة مع العالم كله. نحن خبرتنا مع العالم يا شيخ أسامة. كانت خبرة مشرفة،
فخبرتنا مع العالم كان ينبغي على المسلمين أن يستعينوا بها، لا أن يطردونا من أماكننا. بسبب ظروف البلد الداخلية دخلنا حرب سبعة وستين وخسرنا، ودخلناها ونحن ندافع عن المنطقة وندافع عن الإسلام والمسلمين. فإذا كنت أنا هنا أقدم نموذجاً للتشدد، لكن على مستوى الدول ماذا فعلنا؟ ونحن في مائة وخمسين سنة مائة جميلة قبلنا وفعلنا ماذا حدث في عشرين سنة مصيبة اصطدام جعلت الرجل يخرج صدام الحضارات وجعلت الرجل الآخر يقول فكة يتلو وهكذا فإذا نحن أمام نماذج من هذا على المستويات في فرد في جماعة ومجموعة في وصولاً إلى المستوى الدولي كان. حضرتك النموذج
الخاص بسيدنا عبد الله بن عباس أظن ذلك، وأنا أستمع لفضيلتك تتحدث عن الحديث الذي في البخاري أن جماعة ذهبوا إلى سيدنا أبي موسى الأشعري وسألوه في مسألة فأفتى، فأخذوا قوله إلى ابن مسعود وقالوا له: هل توافق على قول أبي موسى؟ قال: لا، وأفتى بفتوى أخرى، فرجعوا أرسل ابن مسعود إلى أبي موسى مرة ثانية، وقالوا له: "أنت فضيلتك قلت بكذا، ولكن قرينك في العلم سيدنا ابن مسعود يقول كلاماً آخر، فنحن نريد أن نرى ما رأيك؟" فقال لهم ابن موسى: "لا تسألوني ما دام هذا الحبر فيكم". هذا النموذج الجمالي، يا مولانا، الذي هو كله إنصاف، كل من أعاد الأمر إلى أهله لا توجد مكابرة فيها، مثلك في غاية اللطف، يشبه تصرف سيدنا ابن عباس عندما ارتدى أفضل ما عنده من الحلل وهو مقبل على مناظرة علمية. هذه
المشاهد الجمالية، هل أستطيع القول أنها هي التي تم تجميعها وصياغتها والتنظير لها وتحويلها إلى منهج هو الجوهر؟ المنهج الأزهري ذلك الربط يعني طالما يسعدني تأمله، فنحن لدينا كتب فعلت هكذا يعني لو عشت في قراءة سير أعلام النبلاء ستعيش وسط هذه المعاني. كان أبو موسى رجلاً أسيفاً، كان رجلاً هكذا، أي طيباً هادئ النفس. هذا الهدوء هو الذي يفعل هكذا، هو الذي يجعله. يُبقيه هو. لا يوجد نزاع، لكن هذه كانت سِمة الصحابة، حتى أن الواحد من التابعين كان يدخل على عشرة من الصحابة، يطوف عليهم، فيقولون له: "لا، اسأل فلاناً، اسأل فلاناً"، يستمر في السؤال حتى يرجع إلى الأول ثانية، فيقول له: "وبعد ذلك، أخبروني ما الحكاية؟".
أتفهم؟ وكان هذا منهجاً. الصحابي ابن عباس عندما ذهب، كان يذهب بخطة لأن سيدنا علي قال له: "لا تجادلهم بالقرآن لأنهم دائماً سيجذبونك إلى ظواهره وسيأخذونك في دوائر جدلية، فإن القرآن يحتمل [التأويل]، نعم، ستقول له هكذا فيقول لك: لا، ليس معناها هكذا، بل أنا أكفرك، ولكن دعهم وجادلهم بالسنة". ولذلك هناك أهمية كبرى في قضية المصادر. بعض الناس ينكرون السنة ويعتمدون على القرآن، وبعض الناس ينكرون القرآن وكأنه غير موجود ويكتفون بالسنة لشدة الإغراق في السنة، وهذا خطأ محض كبير أباه السلف الصالح وكل الأئمة. لم يفعلوا هكذا، والقادر لم يفعل هكذا وترك لنا الكتاب
والسنة. هي المصادر ومعها أدلة أخرى مثل الإجماع والقياس وغيرها، وهناك أدلة مختلف فيها تحت عنوان الاستدلال. وبمجموع هذا، فإن ابن عباس يتجه هكذا بخطة أنه لن يسمح بمبدأ "أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض". سيعطيهم الحقائق و"ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا"، إذ قال "إن كنتم تحبون". الله فاتبعوني يحببكم الله إلى آخره، لن يترك هذا، لن يترك الجو العلمي، هذا الجو العلمي. النقطة الثانية: يلبس الحلقة. النقطة الثالثة: يترفق بهم. النقطة الرابعة: يجيب على كل أسئلتهم، لا يترك إشكالية تحيك في النفس وتسبب ارتباكاً ذهنياً للإنسان، مثلاً. وبالرغم من كل هذا، هم كانوا ستة آلاف. رجع
منهم ألفان مع حبر الأمة مع مَن دعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: "اللهم فقههم في الدين وعلمهم التأويل". حبر الأمة بلا منازع الذي هو سيدنا ابن عباس ترجمان القرآن، ترجمان القرآن وما إلى آخره، لم يستطع أن يأتي إلا بالثلث. حسناً، أقول لحضرتك: هل أستطيع هؤلاء الألفان هم الذين لديهم قابلية لإدراك جمال المنهج، فعندما يُشرح لهم المعالم سيرون بوضوح أن ما تقوله فعلاً هو النور، هو الأفق الواسع، وأنه كانت لديهم إشكالية أربكت الذهن جعلته يميل إلى التشدد، لكن بمجرد أن اتضح له المنهج والنور والبصيرة، عدل إليها ثانيةً. ما هذا؟ ما نفسيته؟ لماذا هو مغلق هكذا رغم أنه رأى كل هذا الجمال وسمع هذا النقاش العلمي البعيد عن الحق؟ البعيد عن
الحق. شخص يريد أن يذهب إلى الإسكندرية فركب قطار أسوان، وعندما رأى محطة بني سويف قادمة قال: "لا، إنهم يخدعونني"، ثم المنيا، أسيوط، سوهاج، حتى وصل إلى أنصل أم بعد أسوان أم السد العالي أم ماذا؟ لماذا البحر صغير هكذا؟ والله إنها مجموعة مضحكة من الأوهام والرغبات والشهوات لا أكثر ولا أقل. الضلال البعيد يعني ماذا؟ يعني أصل كذا ثم بعد هؤلاء الألفين والذي ليس راضياً أصل من شاب إذا كان هو صنع نفسه. زعيمٌ وغير راضٍ، انتهى الأمر، أغلق قلبه والموعظة لن تصل إلى قلبه. وهذا ما رأيناه فيمن سكن القبور أو من عمل في المقابر، نأتي لنعظه بالموت فلا جدوى، لقد أصبح
الأمر مستهلكاً عنده، أي صار مُستهلكاً. مثل شخص أدمن المخدرات، تأتي لتقول له: "توقف عن تعاطي المخدرات"، فيقول لك: "والله يفعل هكذا فهذا إدمان، نوع من أنواع الإدمان ونوع من أنواع البعد، وهذا يأتي مع الزمن. نعم، حسناً، مولانا الأزهر الشريف أستطيع أن أقول وأنا مطمئن أنه الوريث المعتمد المنضبط الشرعي الصحيح لهذه المدرسة الجليلة التي كلها نور وجمال وأفق، والتي تعيد ترتيب المعطيات والعلوم والمعارف في الذهن. لكي ينير الذهن، الأزهر الشريف اليوم في مصر ما زال بفضل الله يمثل بحر علم وبحر نور. ماذا نستطيع أن نقول للمجتمع؟ كيف نخاطب به المتشدد؟ كيف نخاطب به السيدات والأسر الكريمة في البيوت؟ هل أستطيع أن أقول
للأسر اطمئنوا، الأزهر معكم وشدوا حيلكم، إنه بجانبكم وكتفه مع كتفكم؟ هل راجع نفسك مرة أخرى وارجع اقرأ وتعلم واليد مبسوطة إليك. حاول مرة أخرى، ما هي حضرتك الرسالة المُجملة؟ لا أقدر أن أوصلها له، رسالة أزهرية نابعة من تاريخ الأزهر، من نوره، من جماله. أحمد أمين في كتاب "حياتي" قال إن الناس انفضوا عن الأزهر، ولما انفضوا عن الأزهر رجعوا إليه سنة ألف وتسع مئة وتسعة عشر عندما قامت ثورة تسعة عشر ضد الإنجليز، كان الشعب يلجأ إلى الأزهر في المحن، ونحن في محنة عظيمة، والأزهر يفتح أبوابه بشكل عظيم. دخل القبطي والمسيحي والمسلم الأزهر وخرجوا منه لأجل
مواجهة الاحتلال الإنجليزي، ولذلك تحول الأزهر إلى بيت الأمة وبيت العائلة. الأزهر سيلجأ إليه الناس لأنهم عرفوه حتى لو قصّر في بعض مراحل التاريخ، حتى لو انسحب أو طُرد أو مُنع من أداء مهمته، ولكنه جاهز، فما دام الشعب سيلجأ إلى الأزهر، فالأزهر لن يخذل، الأزهر جزء من الشعب، الأزهر مرآة الشعب، ولذلك هو متوائم معه أساساً. أما... بالنسبة للمتشدد فليس لنا إلا أن نقول اللهم اهدنا،
آمين شكراً لكم في القناة.