#والله_أعلم | الحلقة الكاملة 24 أغسطس 2015 | العبودية والإيمان وكيفية تحقيقهما

أسعد الله وسهلكم بكل خير وأرحب بحضراتكم. منذ بضع حلقات اتصلت بنا مشاهدة كريمة في سن الشباب، فكانت تسأل فضيلة الدكتور وتقول له إنها مؤمنة بالله وأنها تصوم وتصلي وتؤدي كل الفرائض والعبادات، ولكن عندما تأتي لمسألة العبودية تشعر أن هناك شيئاً ما في قلبها. غير صحيحة أو هناك شيء لا أفهمه أو هناك شيء لا أرتاح له، وكأن العبودية لله هي
شيء لا تستطيع تقبله. تقول: أنا أعبد الله، ولكن هل أنا عبد؟ مسألة العبودية والخضوع لله سبحانه وتعالى لا أستطيع الإحساس بها قليلاً. من هنا، الحقيقة فضيلة الدكتور وإدارة البرنامج رأت ضرورة تخصيص حول العبودية لله سبحانه وتعالى، العبودية والإيمان، وهذا هو تحديداً المنطلق الذي سنتحدث منه في حلقة هذا المساء، ولكن بعد أن أرحب بفضيلة العالم الجليل الأستاذ الدكتور علي جمعة. أهلاً بكم فضيلتكم، أهلاً وسهلاً، أهلاً بكم، أهلاً بفضيلتكم مولانا. فكرة العبودية لله سبحانه وتعالى حضرتكم كنتم تطرقتم إليها مع المتصلة. الكريمة منذ عدة حلقات ولكن نود مرة أخرى أن نتعلم من فضيلتكم ما معنى العبودية ولماذا كانت العبودية هي فقط لله سبحانه وتعالى. بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. مشكلة،
اللغة، أيضاً. طبعاً اللغة والفكر وجهان لعملة واحدة. ومشكلتنا في قضية العبد والعابد والعبودية ونحو ذلك هي مشكلة لغوية لا أكثر ولا أقل، إذ إن الناس عندما يقرؤون بالإنجليزية والفرنسية وغيرهما من اللغات يأخذون مفاهيم، وهذه المفاهيم فيها نوع من أنواع احترام الإنسان، ولضعف الاتصال باللغة العربية أصبح هناك أيضاً مفاهيم باهتة للكلمات العربية، فأصبحت أنا أيها المتلقي... عن الإنجليزي والفرنسي والألماني لديّ مفاهيم واضحة لأمور ومفاهيم
باهتة لأمور أخرى، ومن هنا يتحدد موقف الإنسان الذي لا نختلف معه. سنختلف معه لفظاً ولكن لا نختلف معه في المفاهيم. في الحقيقة ماذا يقول؟ يقول: نحن نقول إن العبد هو أرقى أنواع العلاقة بين الإنسان والإنسان، العبد... لله، نعم. أرقى أنواع العلاقة بين الإنسان والإنسان من حيث احترام الإنسان العبد لله تعني أنه ليس عبداً لسواه. هذا المعنى باهت جداً عند من قرأ الروايات الأجنبية ورأى فيها في المائتي سنة الأخيرة. نحن
في المائتي سنة الأخيرة، أصبحت الروايات تُعظِّم هذا المفهوم جداً بعد جان جاك روسو وبعد فولتير وبعد تُعظم جداً شأن الإنسان وتحترم إرادته وتحترم حرياته وتحترم كينونته وتحترم كذا وكذا كنا نعيش هكذا، نحن الذين علّمنا العالم كيف يحترمون الإنسان كإنسان، وكان عندنا أرقى المراتب لغةً. لغة مفاهيم اللغة أن عبد الله معناها أنه ليس عبداً لأحد، وهكذا يدخل الرجل الأعرابي أو الصحابي على كسرى. ويدخل ويقول: جئناكم لنخرج
الناس من عبادة العباد إلى عبادة الله. نعم، لا يوجد أحد كانوا يسجدون لكسرى، أقل ما فيها الوفود، أو شيء من هذا القبيل. كانوا يركعون له وينحنون ليقبّلوا الأرجل. ألغى الإسلام كل هذا، وقال: "فإذا لقيت أخاك فصافحه"، ونهى عن أن تركع له، الذي هو مثل الأخرى التي ربما تكون شيئاً من الاحترام، لكنهم قالوا: "لا، لا تفعل هكذا". أيعانقه يا رسول الله؟ قال: "لا". أيركع أو ينحني له؟ قال: "لا". إنما ماذا يفعل؟ قال: "يصافحه". أتفهم؟ فجئنا لنخرج الناس من عبادة العباد إلى عبادة الله، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة. مفاهيم واضحة. حسناً، هذا لم يذهب إلى كُتّاب ولا إلى مدرسة ولا جامعة
أبداً، لم يذهب مطلقاً. حسناً، فلماذا يتحدث هكذا إذن؟ لأن دلالات ألفاظ اللغة وتراكيبها واضحة جداً عنده، فقد تعلّم في مدرسة النبي صلى الله عليه وسلم مراد الشريعة. ومراد الشريعة هو ما تريده الأخت الفاضلة التي أجبنا على سؤالها منذ حلقات إذن، ما هي الأسماء؟ هي تظن أن العبودية هذه هي العبودية الموجودة في قصة "ذهب مع الريح"، هي العبودية الموجودة في قصة "جذور" الأمريكية التي تحولت كل منها إلى فيلم، هي العبودية التي خُطِف فيها الناس من إفريقيا السوداء إلى ليفربول، وفي الطريق يموت من يموت، ومن ليفربول إلى... أمريكا تتاجر في البشر، فهذا
المفهوم ألقى بظلاله على الناس، فأصبحت قضية لغة. وهذا ما ألقى بظلاله على المفاهيم. حسناً، ما هي المفاهيم الصحيحة؟ عبد الله يعني الحر بمفهومنا الحديث. عبد الله يعني من وثق بنفسه بعد أن وثق بربه. عبد الله هو من احترم هذا الكون الذي... خلقه الله سبحانه وتعالى، كيف بنى الله سبحانه وتعالى من خلال القرآن ومن خلال رسوله هذا المفهوم. عندما قصَّ لنا قصة آدم، أخبرنا أنه قد أمر الملائكة الكرام بالسجود لهذا المخلوق الجديد. يا الله، أليس هو الذي سيسفك الدماء ويفسد في الأرض؟ أليس أنت من ركَّبت فيه التكاليف وغيرها مما
لقد فعل الجن ذلك سابقاً، ورأينا الحيوان يفعل ذلك أيضاً، فالحيوانات تأكل بعضها في الغابة، وهكذا سيفعل الإنسان، قال تعالى: "أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك، قال إني أعلم ما لا تعلمون"، وأعطى آدم عقلاً وكرمه، "ولقد كرمنا بني آدم". انظر إذاً ما هي فالعبودية عندنا في كلمة عبد، وعلى فكرة كلمة عبودية لم ترد في الكتاب ولا في السنة. هذا الاشتقاق نحن استعملناه للدلالة على النسبة صحيح، ولكن الذي استُعمل في الكتاب والسنة هو "عبد الله"، "عبده"، أتفهم؟ "عبدنا"، "عبدي" وهكذا إلى آخره. قال: "إني عبد الله آتاني الكتاب". وجعلني نبياً، هذا سيدنا عيسى. يعني إذا كانت هذه
مكانة رفيعة جداً لسيدنا عيسى، نريد أن نجعله في أعلى عليين، في المرتبة الأولى. فقال: "إني عبد الله"، لماذا قال "إني عبد الله"؟ لكي يكون في المرتبة الأولى بين البشر. أفهمت كيف؟ حسناً، "سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من". المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله، انظر إلى البركة، انظر إلى "أسرى بعبده"، إنها عبارة تدل على التعظيم الشديد، أي أن هذا من هو؟ إنه عبده، هو الأعلى مكانة، أي رقم واحد. هذه المفاهيم منسحبة تماماً وباهتة تماماً في العقل الذي تشكَّلت مكوناته وفسيفساء ذهنه وعقليته من لا، نحن نقول له هيّا بنا حتى نفهم فهماً صحيحاً مسائل شرعية، أن نعود إلى اللغة العربية ونفسر
بها ما كان خفياً أو ما كان عصياً. هيّا بنا نفهم أن العبد إنما هو ذلك الإنسان الذي أخلص العلاقة بينه وبين ربه بالقلب الضارع. هيّا بنا نفهم أن هذا الإخلاص جعله لا يرى الخلق إلا من خلال الله، ولما كان الله رحمانًا رحيمًا فهو يرى الخلق من منظور الرحمن الرحيم. "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين". تخلقوا بأخلاق الله. وضع نظارة على عينيه. هذا العبد يعني ماذا؟ عبد الله يعني أنه وضع نظارة على عينيه فيها صفات الجمال. أتدرك؟ صفات جمال الله "يا عائشة، إن الرفق ما دخل في شيء إلا زانه، وما نُزع من شيء إلا شانه. واضعاً الرحمة والرأفة والرفق والعفو، و﴿فَاعْفُوا
وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾، وفي صفة النبي صلى الله عليه وسلم أنه لا يقابل السيئة بالسيئة." هو مقابلة السيئة بالسيئة ممنوع. تتصور أنه ليس ممنوعاً وجزاء سيئة مثلها، إلا أنه تنزه عن هذه الدرجة التي فيها مؤاخذة والتي فيها طلب للحق. إلى أن يقول: فأعط الناس حقهم ولا تسألهم حقك، وادع الله السلام، ادع الله أن يسلمك بعدما تعمل هذه الأخلاق العالية. هذا هو عبد الله، هذا هو مفهوم العبودية الذي لدينا، أنه مفهوم الإنسان الذي يحترم نفسه والذي يثق في نفسه والذي ينفذ أوامر ربه لأن ربه اتصف بالأسماء
الحسنى بالجلال والكمال والجمال، فهو يتخلق بالجمال ويتعلق بالجلال ويصدق الكمال. نعم، وبهذا هو خليفة الله في أرضه، وبهذا هو منفذ لأمر. الله، ما أمر الله؟ ماذا قال له؟ قال له: "وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون". الذي هو يقول لي إذن: العبادة ما معناها؟ "إني جاعل في الأرض خليفة". ماذا يعني؟ ماذا أفعل؟ يعني هل أنا خليفة الله؟ هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها، طلب منكم عمارتها، وأصبحت مقاصد الخلق التي الله سبحانه وتعالى هي العبادة والعمارة وتزكية النفس، قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها. نعرض هذا المفهوم على أي عاقل من عقلاء الأرض، دعك من المؤمنين، دعك من المسلمين، دعك
من أصحاب الديانات، دع أي عاقل حتى لو كان ملحداً، ما رأيك فيمن يعمر الأرض؟ سيقول مائة. أنا أريد أن أعمر الأرض، ما هو مقياسك؟ ربما يقول أحدهم مقياس الدولار، ويقول الثاني مقياس القوة، ويقول الثالث مقياس كذا، لكن كلهم متفقون على عمارة الأرض وليس على خرابها. ما رأيك فيمن يحسن عشرة الناس؟ كلهم سيقولون نعم، هذا واجب اجتماعي، هذا يجب علينا أن نفعله، كل الناس. بما فيهم الملاحدة هكسلي، وعندما صنع ذلك الأمر، يقول لك إن الإيمان بالله ضرورة اجتماعية فقط لكي نجتمع هكذا ونعيش مع بعضنا، وننظم علاقاتنا مع بعضنا، وإلا سيأكل القوي منا الضعيف، وسيأكل الصحيح منا المريض، وستصبح بلية، فلابد من ذلك، إذا لم يكن هناك إله، فإننا سنقول إن هناك إلهاً. لكي تتستر معنا ونمشي، الملاحدة قالوا هكذا العقلاء
طبعاً، فغير ذلك يصبح فوضوياً وسيصبح يريد هدم النظام البشري. وعلى فكرة، هدم النظام البشري جريمة في كل النظم من واشنطن إلى طوكيو. عند السبعة مليار، هدم النظام البشري جريمة عند كل أنظمة العالم، ليس في الإسلام فقط، فنحن نقول للناس. افهموا معنى العبادة. هي ذلك الإنسان المؤمن المعمّر الذي زكّى نفسه، الذي خرج من كينونة ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة، والذي خرج من كينونة مراد نفسه إلى مراد الله سبحانه وتعالى. نعم، بارك الله فيكم مولانا. لكن يعني قرأت معلومة أن هناك نوعين من العبودية: عبودية كونية وعبودية. شرعية والأمر ملتبس بالنسبة للكون والشرع، هم يتكلمون في العقيدة في
مسألة جريان أحكام الله سبحانه وتعالى، فتكلموا عن الأمر الكوني لكي نفهم العبودية الكونية والعبودية الشرعية. الأمر الكوني والأمر الشرعي بمعنى ماذا؟ الله سبحانه وتعالى خالق الدنيا وخالق الخير والشر، نعم، وهذه حقيقة لا يمكن أن ننازع فيها لأن... الله على كل شيء قدير، ولأنه فعَّال لما يريد، ولأنه لا يُظلَم عنده أحد، ولأنه لا يظلم من عباده أحداً. طيب، الله سبحانه وتعالى حينما خلق هذا، خلقه عاصياً، فمن الذي عمل هذه المعصية؟ الله الذي خلقه، فهذا أمر كوني، طبيعة معصية. لماذا؟ لأن ذلك الإنسان قد خالف أمره الشرعي. قال الله له صلِّ فلم يصلِّ، ولا تسرق فسرق، ولا تكذب فكذب. إذاً هو
يخالف الأمر الشرعي. فمن الذي خلق في هذا الكون الكذب؟ الله أصلحك. ومن الذي خلق المرض، وكلنا يهرب من المرض ويكرهه؟ الله. ومن الذي خلق الشر؟ الله. ومن الذي خلق الخير؟ الله. فهو... خالق كل شيء، لكن بعد أن خلق كل شيء أنزل لنا شرعاً فأمرنا بما يصلح أحوالنا، واعتبر مخالفة هذا الأمر إنما هي مخالفة شرعية وليست مخالفة كونية. فلا ينبغي أن يخلط أحد بين الأمرين، بين الأمر الكوني والأمر الشرعي. فأنا في عبوديتي الكونية أمرض وأصح وأنام وأقوم وأرتكب المعاصي أو لكن هذا الأمر
الشرعي أنا لي اختيار فيه، فأنا أفعل الطاعة أو أبتعد عن المعصية شرعاً، بمعنى أنني هنا في العبودية الشرعية أنا لي إرادة، لكن في العبودية الكونية ليس لي إرادة، يعني بمعنى أن الإنسان ليس له إرادة، ليس لي إرادة أنني وُلدت متى ولا وُلدت من أي أب. وأين شكلهم أو ما لوني أو متى سأموت، كل هذه من العبودية الكونية، ولذلك ستجد سيدنا النبي قال: "إنما أنا بشر مثلكم"، يعني في العبودية الكونية، في العبودية الكونية أنا بشر مثلكم. لو أُصبت في الحرب والجرح سينزل دم. هل انتبهت حضرتك كيف لو أن هو... تسلط عليه ميكروب أو فيروس فسيمرض وكان يتوعك على قدر
اثنين من الرجال. نعم لو أنه هو، ولذلك قال هكذا: "إني أقوم وأنام وأصوم وأفطر وأتزوج النساء، ومن رغب عن سنتي فليس مني". وعندما نأتي إلى الشريعة، نجد أن العبودية الشرعية استوجبت عليه قيام الليل. "قم الليل إلا..." العبودية الشرعية أتاحت له أن يتزوج هيئة تحمله عنه سنة تسع نساء، ولا واحدة منهن تبرمت أو اشتكت كعادة النساء منذ حواء إلى يومنا هذا، أي أنه لم تحدث خلافات بينها وبين زوجها أو ما شابه ذلك. فالنبي عليه الصلاة والسلام في الحقيقة عنده عبودية. كونية وعبودية شرعية عنده توفيقات متى وُلد ممن وُلد فيما وُلد كل ذلك بإذن الله وبفضل الله وبأمر الله ولا
سيُحاسب عليه إنما يُحاسب الإنسان على ماذا؟ على الشرعية. فقد كان صلى الله عليه وسلم أكمل الناس في الالتزام بالعبودية الشرعية وكان أكمل الناس في الشريعة حتى أن الله سبحانه وتعالى قد اصطفاه وجعله أسوة حسنة وجعله مصدراً للأحكام مصدراً للأحكام "فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي". نعم، بارك الله فيكم مولانا. إن شاء الله بعد الفاصل لدينا المزيد من الأسئلة، وأيضاً سنشرك حضراتكم في هذا النقاش المهم على سؤال حلقتنا على الفيسبوك الذي هو: برأيك كيف نحقق... العبودية لله
تعالى بعد الفاصل: إن الإنسان منا ينبغي أن يكون عبداً لله سبحانه وتعالى، عبداً لله وحده فقط، لا رياء ولا سمعة لأحد من خلقه أبداً. إن درجة تقربنا لربنا سبحانه وتعالى تختلف حسب مستوى الشخص نفسه أولاً في المعاملات وفي الأحكام. كيف أتقبل إذن لربنا أو أتقرب إليه أُنفِّذ أحكامه سواء كانت في القرآن أو أتبع سنة رسوله عليه الصلاة والسلام سيدنا محمد. يجب على الإنسان أن يكون مخلصًا لربنا فهذه هي العبودية، ونحن جميعًا عبيد لله. أساس العبادة هو الإيمان وأن يكون الإنسان مخلصًا لله، وأن يتقي الله في جميع أعماله. هذا الإيمان أساس العبودية والتقرب إلى فالمرء يجب عليه قراءة القرآن والصلاة،
وأن يؤدي أيضاً الفرائض كلها. فالله سبحانه وتعالى خلقنا لنعبده ولنسجد له، وقد سبقنا في هذا الأمر الملائكة. فأعتقد أنه ليس غريباً أو سخرية أن أقول إن العبودية لله سبحانه وتعالى والسجود له، إذا لم أفعلهما، أكون خارج نطاق الإيمان. اعتقاد، وهو جزء من العبودية لله سبحانه وتعالى. أهلاً بحضراتكم مرة أخرى. سننتقل بكل تأكيد للحديث في مسألة الإيمان والعبودية، أيهما أسبق؟ ولكن اسمحوا لنا أن نستمر ونكمل جزئية العبودية مع فضيلة الدكتور. إذا سمح لنا فضيلة الدكتور فيما يتعلق بالعبودية، هل يجب أن تتحقق
أو ستتحقق العبودية فور تتحقق العبادة الكاملة لله يعني أنني أُقصِّر في العبادة فهل بالتالي هناك تقصير لدي فيما يتعلق بالعبودية لله سبحانه وتعالى. قضية العبودية وعبد الله كما ذكرنا هي متعلقة أساساً بالقلب الذي تخلى عن القبيح وتحلى بالصحيح. نعم، على فكرة، هي ليست مرتبطة بالعبادات كثيراً، فالعبادات هذه تجعلني أحاول مع... قلبي أن أخليه من كل قبيح وأن أحليه بكل صحيح، نعم ما سبقكم أبو بكر بكثرة صلاة ولا صيام وإنما بشيء وقر في قلبه. ما الذي وقر في قلب أبي بكر؟ التوكل، الرضا، التسليم، الالتجاء إلى الله سبحانه وتعالى، الثقة بأن ما
في أيدينا هو في يد الله سبحانه وتعالى الثقة بما في أيدينا، الإخلاص والمعاني الراقية هذه، وقد أخلى قلبه من الكبر، أخلى قلبه من الحقد والحسد والغل والضغينة ومن أمثال هذه الأمراض، هذا هو العبد الذي نريده. ولذلك، سيدنا النبي خمسة وتسعين في المائة من كلامه عن هذه الأخلاق، أن تعبد الله كأنك تراه. فإن لم تكن تراه، وخمسة في المائة فقط في القرآن والسنة، كل الشريعة من أولها لآخرها التي هي الأعمال، البيع والشراء والزواج والعبادات الخمس والذكر والدعوة، كل هذا بالكاد يشكل خمسة في المائة، والبقية الأخلاق المرتبطة بمفهوم العبادة لله سبحانه وتعالى، فيصبح
خمسة وتسعون في المائة من العبادة شكلها. ما هو القلب الضارع الطيب؟ والخمسة في المائة، الكوب الذي سنضع فيه الماء الذي سيروي العطشان. حسناً، ما هي هذه الخمسة في المائة؟ الشهادتين، والصلاة، والزكاة، والصيام، والحج، والذكر، والدعاء، وقراءة القرآن، والأعمال الظاهرة التي تساعدني ألا أدخل في الغفلة. الغفلة. التي تساعدني أنني دائماً متذكر الله لكي أنتهي عن الفحشاء والمنكر، إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون. لكن من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر فهو حسن، سنقول له: انته عن الفحشاء، ولن نقول له: توقف عن الصلاة، لأن الصلاة في يوم من قال له في أحد الأيام: "يا رسول الله، هذا الرجل يصلي ويرتكب
المعاصي". فقال: "لعل صلاته أن تنهاه يوماً، لعله يحصل له شيء من الفتح والتجلي، ويقول: ما هذا الذي أفعله؟ إنني رجل مصلٍ". احذر أن تأمر بالمنكر وتنهى عن المعروف، دائماً نؤمر بالمعروف وننهى عن المنكر، إذاً فالعبادة... معناها ليس بكثرة الأعمال بل هي بمعنى قوة هذا الاتصال، وهذا هو الذي يفتقده أبناؤنا وشبابنا ممن يدّعون أن الدين هو المظهر الخارجي. تدخل على الإنترنت فتجد - ما شاء الله - جدلاً كبيراً حول طول اللحية، وما هو المقبول وما هو غير المقبول، وهل كانت لمخالفة اليهود. ولا لمخالفة المجوس "لا إله إلا الله" يبنون عقلية للأولاد تنفي خمسة وتسعين في
المائة من غرض الشريعة، المتمثل في الأسوة الحسنة وكذلك قوله تعالى: "وكذلك جعلناكم أمة وسطًا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدًا"، فاختزلوها في الإجراءات: الثوب إلى أي حد، واللحية كيف، والسواك كيف، وكذا إلى الخمسة في المائة تؤدي إلى جدل مستعر حول هذا، ثم بعد ذلك تجدهم في أثناء الكلام يشتمون العلماء. طيب، أنت الآن تشتم مسلماً، دعك من كونه كان شيخ الإسلام، أنت تشتم مسلماً هكذا. ألم تتأدب؟ ألم تترب؟ لا يعرف ما معنى القلوب الضارعة، لا يعرف مفهوم العبادة على وجهها الصحيح، يا للعجب أن يجادل وأن يوسع في الجدل وأن يتنطع وأن يشدد في خمسة في المائة وترك الخمسة والتسعين في المائة من الدين! هذه هي الورطة
التي يقع فيها هؤلاء الناس. نعم، حسناً فضيلة الدكتور، ننتقل إلى العلاقة ما بين الإيمان والعبودية. لنفترض أن شخصاً لا يؤمن بالله من إذا ما زال عبداً لله سواء آمن بالله أو كفر بالله عبودية كونية، فالعبودية الكونية تعني أنه سيظل عبداً لله كوناً، وهي أن يظل في قلبه ما يدعوه إلى الله عندما يقع في مشكلة، أو عندما يمرض، أو نحو ذلك، فيجد قلبه متوجهاً هكذا إلى القوة التي هي خارج نطاق هو يعلم ذلك، فلم يستطع أحد أن يخرج من هذا، وحينها سيلوم نفسه، وعندما يأذن له ربنا بالشفاء، يقول: "لا، إن الطب هو الذي فعل لي، أو الدواء هو الذي فعل لي، أو الطبيب هو الذي شفاني". انظر إنك لا تهدي من أحببت
ولكن الله يهدي من. يشاء ربنا ما أرسلنا على الناس أن نكون وكلاء عليهم أو حافظين عليهم أو أننا ندخل بينهم ولا أن نهديهم بمعنى خلق الهداية في قلوبهم، ولكن أرسلنا لنبلغ. وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم، يعني تهدي بمعنى ترشد، يعني ترشد، لكن الذي يخلق الهداية: إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله. يهدي من يشاء فالملحد والكافر وما إلى آخره ممن ينكر كل شيء ويعيش هكذا، هو في قلبه ما أدعوه إلى هذا. موقفي أنا منه موقف النصح والإرشاد والدلالة، وفي النهاية لكم دينكم ولي دين. أنا لن أفعل مثلكم، ولكن ما تفعلونه هذا خطأ لأنه سيؤثر على المجتمع. البشرية بالبطلان،
ولكن طيب، فضيلتك فيما يتعلق بالعبودية الشرعية، إذا قلت العبودية الشرعية أو إذا تعرضت العبودية الشرعية للتراجع أو للحصار أو بدأ الإنسان يتبع أهواءه وملذاته، تزداد سلبياته وزلاته، فهل هذا يؤثر تبعاً على الإيمان؟ وفي حال ارتفاع الإيمان، سيرتفع أو يرتفع مستوى العبودية الشرعية؟ دعنا نؤكد مرة ثانية وثالثة ورابعة أن العبودية الشرعية يتركز خمسة وتسعون في المئة منها في القلوب الخاشعة، وليست قضية الخمسة في المئة التي يسألني فيها كيف أصلي وماذا أفعل وما إلى ذلك. حتى النبي عليه الصلاة والسلام في حديث الخوارج قال: "تحقرون صلاتكم إلى صلاتهم وصيامكم إلى صيامهم". يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية، فليس بكثرة العبادات ولا
بكثرة الخمسة في المائة والتمسك بها والتنطع فيها نكون قد وصلنا لذلك. ولكن السؤال الآخر هو: حسناً، أنا قلبي من القلوب الضارعة، وهناك بعض الذنوب وبعض التقصير في الخمسة في المائة التي تتحدث عنها، فما موقفي؟ الإيمان يزيد. ويزيد عند أهل السنة ويَنقُصُ. كيف يزيد؟ قال: بالطاعات. وكيف ينقص؟ قال: بالمعاصي. فإن الطاعات شُعَبُ الإيمان، وإن المعاصي شُعَبُ الكفر والعصيان. هذه الطاعات يقول عنها: "الإيمان بضع وسبعون شعبة، أعلاها لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن طريق الناس، والحياء شعبة من شُعَب
الإيمان". فيكون إذا أردنا أن الإيمان يزيد وينقص، فهو يزيد بالطاعات ويقل بالمعاصي، ولكنه لا ينتفي. يعني مثل ما يوجد الآن شيء في الإضاءة تستخدم فيه المفتاح هكذا فتزداد الإضاءة، وتخفضه قليلاً هكذا فتنخفض. أي أنه نفس مفتاح الإضاءة، بدلاً من أن يكون تشغيل وإيقاف فقط، فهو يتحكم في الدرجة، هذا يتحكم في الدرجة. هكذا الإيمان، إنه ما زال موجوداً ولكنه يخفت بكثرة المعاصي، ويزداد وضوحاً وجلاءً بكثرة الطاعات. نعم، يعني إذا كان المقتنع بالعبودية لكنه يعاني من ضعف الإيمان، فلا ييأس ولا يحزن. طبعاً هو مؤمن، نعم مؤمن وجيد وابن حلال،
والذي نُنميه به، نُنميه بكثرة الطاعات، نُنميه بترك المعاصي حتى ينير الإيمان. قلبه طيب. أشكر فضيلتك. بعض الفاصل الذي حدث في جزئية قد يراها البعض أنها تتناقض مع المفهوم الخاص بالعبودية: إذا كانت العبودية لله وحده، فلماذا أباح الإسلام الرق وكان موجوداً في فترة من الفترات، بل وأنه كان قاصراً على مسألة الحرب فقط، يعني وليس جارياً في البشر. أستأذنكم
فقط على... ذاته فقط نحن نعبده فقط ونسجد له فقط، لكن لماذا أقر الإسلام الرق أو سمح بالرق في فترة من الفترات؟ أو حتى أصبح من الممكن أن يتحول الأسير إلى أن يدخل في إطار الرق فيما بعد؟ هذه أيضاً قضية لغة، لأننا ما دمنا افتقدنا اللغة فلن نعرف. نتفاهم تماماً، لن نستطيع أن نتفاهم ما لم نرجع إلى اللغة ونرى أن العبودية لله سبحانه وتعالى لا علاقة لها إطلاقاً بالرق. انظر عندما أتينا هنا فسماه رقاً، وكلمة "رق" هذه مشتقة من الرقة، كما في أغنية أم كلثوم التي يفرح بها المستمعون، أو كما يقال "رق الحبيب"، فالرق هنا
أحضر شخصاً وأقول لهم انتبهوا، هذا الشخص ضعيف، فاجعلوا الضعيف أمير القافلة، كونوا معه، قفوا بجانبه. إذن، كيف كان نظام العبودية هذا الذي هو نظام الرق في العالم متداخلاً ومتشابكاً مع الحالة الاقتصادية والحالة الاجتماعية وظروف الحياة تشابكاً لو حُرِّم لمَنَع دخول الناس في الدين أصلاً. سيعرف كيف يعيش أبداً، ولذلك هو محتاج لهذا النظام، لكنه جاء وحرَّم سبعة مصادر للرق وأباح واحدة فقط، ثم جفف الواحدة وجعلها ربعاً. قال: "والله هذه الأسرة فقط". من السبعة: حرَّم
الخطف، حرَّم البيع والشراء، حرَّم أن أبيع أولادي، حرَّم المديونية التي تؤدي إلى العبودية أو الرق. ما يوجد إلا فقط يا عيني ما هو الأثر وهذا الأثر إما أن أَمُنّ عليه وأتركه، وإما أن آخذ فدية فيه، وإما أن أبادله مع الأثر، وإما أن أضرب عليه الرق، فأصبح الآن واحداً على ثمانية وعشرين مما كان، أي أربعة في سبعة بالضبط، ربع السبع. الساعة السابعة والربع، السابعة والربع، الواحدة وثمانية وعشرون دقيقة. فتبين هناك أن نظام العبودية هذا نظام مقيد، ثم فتح الباب ونجد أن الشرع دعا كثيراً إلى العتق، ثم أمر بأن من لم يعتق يُعامل معاملة حسنة. فكان عندنا
ياقوت الحموي الذي ألف معجم البلدان، أي كان جغرافياً عظيماً جداً من صاحب معجم الأدباء ومعجم البلدان كان عبداً. كانت رابعة العدوية سيدة الأتقياء وكانت عبدة. كان المماليك حكمونا ألف سنة وهم عبيد. إذا هذه حضارة أخرى ومفاهيم أخرى. إنني أقول لك يجب أن نحرر المفاهيم. ثم أول ما جاء: يا جماعة نريد أن نحرر. أول من قال نعم هم المسلمون وذهبوا واتفقنا حتى عام ألف وثمانمائة واثنين وخمسين، وكل الدول الإسلامية مضت على أننا موافقون على إلغاء الرق. في عام ألف وثمانمائة واثنين وخمسين، ولذلك فإن جماعة الدواعش والجماعات التي تشبههم الذين
يريدون إرجاع الرق مرة أخرى، قد خالفوا العهد. لم يخالف سيدنا رسول الله العهد أبدًا، لم يخالف سيدنا الرسول. الله جعل من علامات المنافق الظاهرة التي يكون عليها الإنسان منافقاً حتى يتركها "وإذا عاهد غدر". فهذا يغدر بما اتفق عليه آباؤه وأجداده من المسلمين العقلاء العلماء الأتقياء الأنقياء. فلو كان هذا نظاماً قيده الشرع جداً ثم تنظر للعتق جداً، فإن واقع المسلمين لم يكن أبداً فيه نوع. من أنواع الذل أو المهانة أو ما شابه ذلك، أنه في عام ألف وثمانمائة واثنين وخمسين عندما وقع المسلمون في الرق، كان جدي (وهو والد جد أمي) يملك عبيداً، فقال لهم:
"يا أبنائي، أنتم أحرار". فقالوا له: "إلى أين نذهب؟ نحن لا نعرف شيئاً". فأبقاهم في البيت أحراراً. نعم، لقد ولكن الناس لم تكن تريد هذه الحرية، وحدث هذا في الخليج وحدث في تونس والمغرب، حدث هذا في كل بلاد المسلمين التي كانت فيها الروايات، حتى أنه كان عندنا في البيت يقسمون بالخلافي وما إلى ذلك. برحمة مدينة، ورحمة مدينة ما حصلت، ورحمة مدينة ما جاءت. الله، من هذه المدينة؟ عند الرجل هذا، هو جدي، وهو كان تقياً مصلياً، وكانت (جدتي) تقوم الليل، فكانوا يحترمونها جداً، وهي يسمونها أمي، أي أنها هي التي ربتهم. فلما
ماتت كانوا يترحمون عليها بهذا الوضع. هكذا عاش المسلمون وعاش العالم في هذه الفترة، لكن خلاص انتهينا وتوقفنا. وعندما ترى الشرع، فعليك أن ترجع ثانية مجرم هذا اسمه المجرم الآثم. يقول سيدنا رسول الله فيما أخرجه ابن حبان في صحيحه من موعظة آل داود أن يكون المؤمن مدركًا لشأنه عالمًا بزمانه. هؤلاء الناس، ما الفرق بيننا وبينهم؟ الدواعش والنواعش والعشرين ثلاثين فرقة هؤلاء. الفرق أنهم يريدون أن يسحبوا زمن النبي إلينا ويريدون أن يأخذوا ما. همش وواعون للواقع. أزمتهم عدم إدراك الواقع. أزمتهم عدم
القدرة على تطبيق الشرع الشريف. هذه الكلمة تعني أنهم يفعلون شيئاً لا يتناسب مع الواقع المسمى بالواقع الخيالي، ولا مع الواقع المسمى بالواقع الحقيقي الذي خلقه الله. فأرادوا أن يسحبوا الواقع الخيالي من خيالهم المريض على الواقع الذي خلقه الله. نحن خلقه الله ما فيه رق، لربك الحمد، هذا نحن الذين وافقنا على ذلك. قم هو يريد أن يرجع الرق؟ أنا خيال مريض؟ هذا هو خيال مريض لأن الله لا يضايق، ثم أنه فتح وهذا لا يغير الأحكام. واحد يقول ماذا يعني وقف في حد ذاته أباحه الله؟ نعم أباحه الله لم يفرضوه، لم يقل لي إن لم تفعله سأغضب عليك، لكنه شيء مباح من أجل العصر ومن
أجل الدعوة ومن أجل الحياة التي احترمها الله سبحانه وتعالى. بارك الله فيكم مولانا. أود أن أقرأ لحضراتكم فيما يتعلق بسؤالنا المتبقي: كيف نحقق العبودية لله تعالى؟ سنستعرض بعضاً من إجابات حضراتكم على... صفحة البرنامج على الفيسبوك: تقول هدى عبد الرحمن: "نحقق العبودية لله تعالى بأن نوقن حق اليقين أنه خلقنا لعبادته، ولا نتعلق بالدنيا، فلا نفرح بما أتى ولا نحزن على ما فات، فيكون الكيان كله مع الله". يقول خالد جمل: "الدوام على الذكر والصلاة على الحبيب عليه الصلاة والسلام واتباع ولي". {وَلِيٌّ خَبِيرٌ الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا} صَدَقَ اللهُ العَظِيمُ. يَقُولُ تَقِيُّ الدِّينِ الأَزْهَرِيُّ: بِفِعْلِ أَوَامِرِهِ وَاجْتِنَابِ نَوَاهِيهِ وَالاعْتِقَادِ بِأَنَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى الرَّازِقُ القَادِرُ
عَلَى كُلِّ شَيْءٍ. وَيَقُولُ أَحْمَدُ أَمِينٍ: بِحُبِّ اللهِ وَنَبِيِّهِ وَتَرْكِ المَعَاصِي، لَيْسَ مِنْ خَشْيَةِ اللهِ فَقَطْ، لَكِنْ بِحُبِّ فِعْلِ مَا أَبَاحَهُ اللهُ. وَيَقُولُ شَرِيفُ الدِّينِ: بِالطَّاعَاتِ وَالتَّقْوَى. واتباعه والابتهال إليه عز وجل. بارك الله لنا في شيخنا الجليل الدكتور علي جمعة. مولانا، هل لكم تعليق؟ يعني الكل يتحدث أنه بالعبودية وكثرة العبودية والتقرب إلى الله، هذا هو تحقيق العبودية. كل هذا يُترجم أو يشير إلى المفهوم الصحيح وهو القلوب الضارعة. نعم، خلاص يصبح فهمنا لغة وفي. غاية البساطة وشيء جميل، وعلى فكرة لا يختلف المعنى، أي أن هذا ليس فقط تعليماً للناس وليس فقط إرشاداً إلى الحق وليس فقط تصحيحاً لصورة الإسلام، بل فيه أيضاً نوع من أنواع المودة والألفة
بين البشر، ليس بين المسلمين فحسب، بل بين البشر جميعاً عندما نفهم مثل هذه... أنا أتذكر حضرتك أرسلني الشيخ جاد الحق رحمه الله إلى إسبانيا وألقيت محاضرتي كلها قال الله وقال الرسول وما إلى ذلك، وكذا إلى آخره. فقام في ذلك الوقت رجل وقال لي: أهذا ما لديكم في الإسلام؟ فقلت له: نعم. قال لي: لكنني كأنني أستمع إلى واعظ في كنيسة بالكلام الذي تقوله. هذا هو الذي نسمعه من الوعاظ الخاصين بنا في كنيستنا، إذا تحدثنا بهذا الكلام، سيقول: ورقة بن نوفل، والله إن هذا وما نزل على موسى قد خرج من مشكاة واحدة. يعني الناس ستحبك وستعيش معك وستؤيدك، ولن تقعد في حربك ولن تستمر في فعل
هذا بالبلاء الذي نراه الآن. نعم بارك الله فيكم مولانا، ننتقل إلى اتصالات حضراتكم. الأستاذة زينب تفضلي سيدتي. أهلاً وسهلاً فضيلة مولانا، تفضلي يا سيدتي، سؤال حضرتك. نعم، السلام عليكم. وعليكم السلام. من فضلك، كنت قد سألت من قبل عن النذر وفضيلة الشيخ أجابني، فلدي سؤال آخر، نحن في البيت لا نأخذ. لدي بنتان متزوجتان وهما في وضع مادي متوسط، فهل يمكنني أن أعطيهما من هذا النذر وأن أعطيهما من الأضحية التي نذبحها في عيد الأضحى، وأميزهما عن الناس الآخرين؟ هذا سؤالي الأول. والسؤال الثاني عن ابنة أخي اليتيمة التي أقوم بتربيتها منذ أن كان عمرها ثلاث سنوات ونصف، والآن أصبح عمرها في الصلاة يعني نحن جميعًا نصلي أمامها وتقول أنني أنسى، هل أقسو عليها أم ماذا أفعل؟
لكن شكرًا لكم، تحت أمرك يا سيدي، شكرًا جزيلًا. السيدة أم محمد، تفضلي يا سيدتي. نعم، السلام عليكم. وعليكم السلام، فضيلة الشيخ، بعد إذنك، أريد أن أستشير حضرتك، زوجي لديه شقة وكانت أنا... وهو في بُعدنا وذهب وحلف بالطلاق أنني لن أدخل هذه الشقة إلا وأنا أكتب عقد بيعها. هل تعتبر كفارة أم يجب علي بيع الشقة أم ماذا؟ حسناً، ماذا قال لحضرتك بالضبط؟ ما هي الكلمة التي قالها؟ قال لك "علي الطلاق أنني لن أدخل الشقة إلا وأنا أكتب عقد البيع". بيع حياة طيب شكراً جزيلاً يا سيدنا محمد، فالدكتور بالنسبة للأستاذة زينب لو كان بناتها فقراء يأخذون باتفاق من النذر، من النذر، وقلنا إن هناك حيلة عند المالكية أنهم يقولون فرق
ما بين النذر للفقراء والنذر لله، فلو كان لله فيجوز لنا أن تؤديه وتخص بناتها بشيء زيادة من الأضحية، لا مانع لأن الأضحية نحن نثلثها ونقدم الثلث للأصدقاء، والثلث نأكله نحن، فهي من ثلثها تعطيهم كلهم، ثلث لهذه البنت وثلث لهذه البنت، وحتى لو لم تقسمها أثلاثاً فلا بأس أيضاً لأنها سنة بهذه الكيفية. أم محمد عليها الطلاء فتجب عليها كفارة يمين، عشرة جنيهات لعشرة أفراد، فتكون مائة. جنيه غفلوا عن ذكر الله ودخلوا في ذكر الله. طيب مولانا بارك الله فيكم، ولكن توجد مجموعة حقيقة من الأسئلة على الاسم، اسم رقم آخر خمسة وخمسين. يقول: ما المقصود بـ"لا يُبدين زينتهن إلا ما ظهر منها"؟ والمقصود بـ"يُبدين" الوجه والكفين، يعني ابن عباس يقول الوجه والكفين هو المقصود بإلا... ما ظهر منه الوجه نحن نحتاج
إليه لمعرفة الشخصية ونحتاج إليه للتعليم ونحتاج إليه للقضاء وللشهادة ونحتاج إليه للأمن في الجوازات وفي أمور أخرى إلى آخره وفي قيادة السيارات ونحتاج إليه كذلك فالوجه والكفين. حسناً يا زينب، كان هناك سؤال عن فتاة يتيمة لديها أختان ولا تصلي، ماذا تفعل معها؟ دور التربية لا تقس عليها يعني بحسب، أي تشدد عليها، يعني تقول لها لا، يصح، قومي إذاً، صلّي، افعلي كذا. تتحدث إليها بجدية وهكذا. لا مانع من ذلك، بارك الله فيكم مولانا. ولكن القسوة هي ليست اسمها قسوة، بل اسمها الحزم. من شدة الحزم، لا، من شدة الحزم، بارك الله فيكم مولانا، حفظكم الله سيراً. إن شاء الله غداً سيكون هناك نصيب أكبر بإذن الله لاستفساراتكم حضراتكم عبر الهاتف والرسائل النصية وأيضاً على صفحة البرنامج إن شاء الله، وسنرد على كل أسئلتكم غداً التي ستكون في إطار الساعة كاملة مع فضيلة الدكتور إن شاء الله
وسيتفضل. بإذن الله ويجيب عليها، نراكم غداً إن شاء الله، إلى اللقاء.
شكراً للمشاهدة.