#والله_أعلم | الحلقة الكاملة 25 مايو 2015 | دعاوى انتهاء خيرية الأمة بظهور الجماعات الإرهابية

أهلاً بحضراتكم، بالأمس تحدثنا مع فضيلة الدكتور علي جمعة حول فكرة خيرية الأمة الإسلامية، وتحدث فضيلته عن فكرة الخيرية وأن هذه الخيرية مستمرة، وتحدث حول الكثير من الشواهد القديمة التي تؤكد أن هذه الأمة في خير وفي رباط إن شاء الله إلى يوم الدين، ولكن اليوم نتحدث عن أشياء أخرى. في عصرنا الحالي، قد يرى البعض أنها تتناقض مع
فكرة الخيرية، كظهور الجماعات الإرهابية والمتطرفة، وكثرة سفك الدماء، وكثرة الحروب في العالم الإسلامي. لا نكاد نرى صراعاً في نشرات الأخبار وفي الصحف وفي المواقع إلا وأطرافه داخل الشعوب الإسلامية، أو تتناحر فيه الشعوب الإسلامية. وللأسف، بعض الفرق والطوائف الإسلامية - هل هذا ينتقص من الخيرية شيئاً في هذه الأمة؟ أشياء كثيرة سنناقشها مع فضيلة الإمام العالم الجليل الأستاذ الدكتور علي جمعة. أهلاً بكم فضيلة الإمام. أهلاً وسهلاً بحضرتك. أهلاً بفضيلتك مولانا. بعدما تحدثنا فيه بالأمس حول خيرية الأمة الإسلامية بصفة عامة، هل صفة الخيرية تراها فضيلة الإمام تتحقق في... العصر الذي نعيش فيه على الرغم من كم البلاء الذي تعاني منه الأمة الإسلامية. بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. ما
قررناه بالأمس أن التكليف معه تشريف وأن التشريف دائماً يكون معه تكليف، حتى إن الآية التي تدل على الخيرية. كانت مثالاً لذلك "كنتم خير أمة أُخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله" وكذلك "جعلناكم أمة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيداً". كل الآيات التي فيها نوع من أنواع التشريف، كسجود الملائكة لآدم لأبينا، لأصلنا وأساسنا، لبدايتنا، كان فيها تكليف كلفه الله سبحانه وتعالى وأنزله. الأرض من أجل هذا التكليف ما قررناه بالأمس من أن هذه الخيرية ليست فكرة مجردة بل هي فكرة يجب تنفيذها، ولذلك
السؤال يكون: هل يمكن تنفيذها في العصر الحديث؟ والإجابة بوضوح: نعم، يمكن تنفيذها في العصر الحديث. هل ظهور هذه الجماعات الدموية الإرهابية المفسدة هي تؤكد خيرية هذه الأمة لأنهم... يخالفون الله ورسوله، قال سبحانه وتعالى: "فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون". لا تجد أبداً أحداً من داعش ولا باعش ولا الإرهابية تجده قد رجع إلى أهل الذكر، وعندما يتكلم أهل الذكر، حتى واحد مثلاً مثل القرضاوي، يقول لك: طيب أليس هو من أهل الذكر؟ تجد أن جماعة العلماء... قد نبذته وقد تخطته وقد أحاطت به، وتجد شيئاً آخر أعجب من هذا، أنه مضلل بالإضافة إلى ضلاله، هو مضلل يعتقد
أموراً ليست موجودة في الواقع. يقول مثلاً أن المظاهرات كانت سلمية، هو يعتقد هكذا بمعنى أنه ضد داعش وضد الإرهاب، لم يحدث في عقله أن هذا الذي يتم بالرغم... أنه قريبٌ من عقله لأنه رأى النظام الخاص للإخوان المسلمين ورآهم يقتلون أحمد الخزندار ويقتلون أحمد بشماهر ويقتلون النقراشي ويقتلون، فقريب من ذهنه أن يفهم هذا لكنه لا يريد أن يفهم، فهو ضال مضل، لا شأن لنا به وليس لنا تدخل، لكن الجماعة العلمية تأبى هذا وتأبى إلا أن يكون الخيرية هو هذا الإسلام الصحيح الذي هو الخيرية، تجد أوباما وهو يتكلم أو بوش وهو يتكلم لا يقاربه، ما يشتمونه،
لا يستطيع. إذا كان بوش يرى أن الإسلام الصحيح هو الذي يدعو إليه الأزهر الشريف، والذي يدعو إليه أهل السنة والجماعة، والذي يدعو إليه المسلمون كافة سوى الإرهابيين، فإنه مقبول عام، هذه الخيرية موجودة، فإذا كانت الخيرية ستدلنا على الانحراف؛ لأنه من خرج عن هذه الخيرية، من خالف التكليف الذي في الخيرية، فقد انحرف وأفسد في الأرض وعبد الله بغير مراده سبحانه وتعالى، حتى لو ادّعى أنه مخلص النية أو أنه يظن هكذا، أمره إلى الله يوم القيامة يحاسبه كما. يشاء ليس لنا فيه تدخل، إنما تدخلنا في ماهية الخيرية. أن نأمر بالمعروف وأن ننهى عن المنكر وأن
نؤمن بالله وأن نشيع هذه الصفات التي تركها لنا رسول الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. بسم الله الرحمن الرحيم، وكونوا عباد الله إخوانًا. وهكذا، إذًا الخيرية هي الكتاب والسنة. وليس العدوان والكذب، أنا سمعت شخصاً اليوم يتحدث مع بي سي العربية. يا للأسف، إذا كان هو يعتقد ما يقوله فهو مسكين تماماً، إنه لا يرى شيئاً وهو يعيش في الأوهام. وإذا كان لا يعتقد ذلك وكان يكذب - وهذا وارد - فهو مسكين تماماً لأنه... يكذب على نفسه، يعني المسألة غاية في
الوضوح. في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، قلنا إنه كان هناك منافقون، وبعد رسول الله كان هناك خوارج، وهذا موجود في كل أمة وموجود في الإسلام، وموجود في الإسلام لدرجة أن ابن الجوزي رحمه الله لما حاول في كتاب "تلبيس إبليس" من سبعين واثنين وسبعين فرقة فاضطر أن يجعلهم مجموعات لكي يوازن بين ما ورد في "وتفترقون" و"يموت" إلى ثلاث وسبعين فرقة. طبعاً هناك اختلاف في الحديث، لكن القضية في النهاية أن الفرق المعدودة هذه كثيرة جداً وعبر العصور، ولم تقدح في الخيرية. لماذا؟ لأن الخيرية هي المثال الرباني الكلمة. الرسالة النهائية والعهد الأخير الذي أنزله الله سبحانه وتعالى للعالمين. ثانياً، أن الغالبية
العظمى من الأمة على الخير. كم عددنا اليوم؟ نحن اليوم مليار وسبعة أعشار بعد كل الاستهداف الذي استهدفنا به منذ زمن مشركي مكة ويهود خيبر والفرس والروم والتتار والصليبيين والاستعمار الحديث والمؤامرات الجديدة وكل ذلك. نزداد، نسبتنا أيضاً، ليس هذا العدد، نحن نزداد نسبتنا. حسناً، كم شخصاً هذا؟ من واحد وسبعة من عشرة على مذهب الخيرية على أنهم خيرون، أنهم طيبون، أنهم أناس ساجدون لله، ذاكرون لله. نأخذ داعش مثلاً، نجدها لا تزيد عن خمسين ألفاً. نأخذ المجرمين الذين في ليبيا الذين الدماء في ليبيا أو
المجرمين الذين في سيناء أو المجرمين الموجودين في اليمن أو المجرمين الموجودين هنا وهناك، واضرب في خمسين ألفاً، كل هؤلاء كم سيصبح عددهم في النهاية؟ يعني مليون؟ لا، بالطبع لا يصل إلى ذلك. حسناً، وما تبقى من المليار وسبعمائة مليون من الرجال والنساء والشباب وما إلى أناس طيبون حقًا، كل هؤلاء أناس طيبون. حسنًا، عندما يأتي شخص مجرم ويفجر نفسه في مسجد للشيعة في قطيف، تكون جريمة، كبرى. استمع جيدًا، عندما يأتي شخص ليفعل الخير، يطعم الفقراء، يعالج المساكين، تستمع إليه، والله تستمع. هم
يروننا في هذا التفجير الذي أودى بحياة الناس، أي في الدوي لا يعبر عن الكم، يكفي أننا الأمة الوحيدة التي تسجد لله، يكفي أننا الأمة الوحيدة التي كلامها السلام، يكفي أننا الأمة الوحيدة التي تُضرَب ولا تَضرِب. الآن ونحن نتحدث في عام ألفين وخمسة عشر، نحن نُضرَب ولم نضرب أحداً. فهل نحن مستعمرون لأماكن ومحتلون كما حدث بعد سبعة وستين كما إسرائيل الإجابة لا. إننا محتلون، إننا محتلون. دعنا نتحدث بالسياسة، هل نحن فعلنا باعتبارنا دولاً؟ لدينا سبع وخمسون دولة إسلامية، هل احتلت أحداً أبداً؟ هل
ضربت أحداً أبداً؟ هل أخلّت بالعهود والمواثيق؟ هل كذبت أو أفسدت أبداً؟ قالوا لك إن هناك دماراً شاملاً في العراق، وتبين أنها كذبة. قالوا: لا، نحن نُضرب علانية وبكل وقاحة، وبكل وقاحة ينكر هذا من أجل إنكار الخيرية. يا أخي، إن صبرنا طويل جداً، يكفي أننا صابرون على هذا. عندما جاء أوباما هنا في جامعة القاهرة كنت أنا حاضراً، فطلب منا أنه كما فعل الذنوب في أمريكا صبروا على... البلاء حتى أخذوا حقوقهم فصبروا على البلاء، فأنا كتبت
بعدها مباشرة وقلت له: إننا صابرون على البلاء وإن شاء الله سنأخذ حقوقنا، لكنني أريد يا فخامة الرئيس أوباما أن أبيّن لك أنك بذلك اعترفت بأننا أصحاب حق مهدور، نعم، إذا كنت بالطبع لن تتراجع عن كلامك. هذا عملياً وقد رجع فعلاً عملياً مع إسرائيل وكذلك المدلل الوحيد للولايات المتحدة. إذاً ما هذا؟ أنت تقول اصبروا وما إلى ذلك، حسناً ها نحن صابرون. نحن صابرون فعلاً، نحن صابرون فعلاً، نحن لم نؤذِ أحداً. هذه هي علامات الخيرية أننا أمة، لكن فينا أناس يكادون يُجنون. يقول لك: لماذا ما تأتي نجعلها دم هذه الفئة التي يقولون إننا غير قادرين على هذا الصبر. ما
طول عمرهم، ما طول عمرهم. وليس جيداً على فكرة، الخوارج كانوا هكذا. هم هؤلاء الذين سميناهم خوارج. بعض الناس طيبة القلب أيضاً لم تصدق، أو يقول لك: أين هم هؤلاء؟ هل أنت منتبه؟ شخص طيب القلب ليس منتبهاً للمنظومة كلها، يقول لك: أين هم؟ ويلتفت يميناً وشمالاً، أين هؤلاء الخوارج؟ بينما داعش موجودة بالفعل منذ سنة أربع، وقُتل الزرقاوي منذ سنة ست، وتولى أبو بكر البغدادي المسؤولية منذ ذلك الحين، وهذا عملنا، لكن الناس لا تعرف. على فكرة، لست أعرف كل هذه التواريخ، فعندما يعرفونها يتعجبون! يا الله، يعني هؤلاء الناس كأنهم إرهابيون! يا الله، وأنت نائم على أذنيك، ألست تعرف الآن أنهم إرهابيون؟ نعم، إرهابيون! هؤلاء الناس الإرهابيون، النبي عليه الصلاة والسلام أحدث لنا منهم ذكرى وحذرنا منهم وتكلم عنهم بالتفصيل، ونحن
قدمنا حلقات من هكذا في كلام سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم عن النابتة وعن الحوادث وعن الخوارج وعن كذا وكذا ومنهم داعش ومنهم الجماعة الإرهابية المسماة بالإخوان، كل هذه أمور قد انتهت، ولابد للناس أن تستيقظ وتنهض هكذا وتصحو من كم الكذب الذي يتنفسونه. حسناً، أستأذن فضيلتك، بعد الفاصل نعود. إلى فكرة القرون الثلاثة الأولى المفضلة، هل في هذه الفكرة وفي هذا المنطق إيقاف لعقل من سيأتون بعد هذه القرون عن التفكير والاجتهاد بما أن الأفضلية كانت لهذه القرون؟ أستأذن حضرتك أن يكون هذا الحديث
والتفصيل فيما بعد الفاصل إن شاء الله. ابقوا معنا، أهلاً بحضراتكم مرة أخرى فضيلة الإمام. هل أفضلية القرون الثلاثة الأولى هل هذا معناه أنه يقف حجر عثرة أمام العقل المسلم في العصور اللاحقة لها أو العصر الذي نعيش فيه كما يعتقد البعض؟ والله أنا لا أعرف مَن الذي يعتقد هكذا، ولكن القضية هي أننا نحتاج إلى تعليم المسلمين، وهذا أمر نكرره، أن المسلمين في هناك حاجة إلى توضيح هذا السؤال الذي نتج من أن بعض المسلمين غير متعلمين، فلا يعرفون ما هو الأمر. فكّر هكذا: المسلمون بعد القرون الثلاثة الأولى أنشأوا العلوم، فكيف تكون خيرية القرون الثلاثة الأولى التي
كان فيها أناس يساعدون الناس؟ هم أنفسهم يساعدون، يساعدونك، "فإنكم تجدون عوناً على الخير وهم عائقاً للتفكير، عندما جاء التتار وضربوا بغداد، كان الإمام النووي موجوداً في الشام. والإمام النووي هو مجدد المذهب الشافعي، هذا الإنسان يدل على الخيرية، لأن القضية ليست قضية الاضطرابات السياسية ولا النزاعات العسكرية ولا الحالة الاقتصادية. كل هذا لم يؤثر في المسلمين وجعلهم يسيرون بحضارة يتكلم عنها الإمام النووي. ويؤلف كتاباً مثلاً ماتعاً ينفع
الناس إلى يومنا هذا بفكر قانوني عميق يذهل له الإنسان في كتابه الروضة "روضة الطالبين"، ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر وينصح الحاكم ويقول ما يعتقده حقاً حتى لو كان هناك ما هو أرجح منه، لكنه يقول ما يعتقده حقاً، ونحن الآن في القرن السابع ما... لم يكن هناك جدال في القرون الثلاثة ولا في غيرها. عجائب الدنيا أن أحدهم وضع علماً جديداً أسماه علم الوضع، وهي أبحاث متطورة جداً في اللغة العربية. الزركشي وضع علم علوم القرآن وهو توفي سنة سبعمائة وخمسة وتسعين هجرية، أي أننا أصبحنا في آخر القرن الثامن الهجري، فخطرت
هذه الفكرة. فكرة علوم القرآن ولماذا لم يُكتب فيها وضرورة أن نجعل لها علماً مستقلاً للإمام السيوطي الذي توفي سنة تسعمائة وإحدى عشرة للهجرة. ففي سنة تسعمائة وإحدى عشرة للهجرة أنشأ علماً اسمه علم علوم القرآن يُدرس الآن في الأزهر الشريف. وفي القرن العاشر الهجري استمررنا هكذا يا أستاذ ننشئ ونولّد العلوم. الخاصة بحضارتنا والعلوم الخاصة بالكون، وظل القانون لابن سينا يُدرَّس في جامعات أوروبا حتى القرن السابع عشر والثامن عشر، في حين كانت أوروبا مشغولة بسبب محاكم التفتيش. نحن عندما ظهر لدينا شخص ملحد يقول: "أنا ملحد"، كان اسمه ابن الراوندي، هل
تنتبه كيف أنهم لم يفعلوا له شيئاً؟ بل له هذا، إن دكتاته هذه حضارة حافظت على الفنون في أرقى صورها، وإلى يومنا هذا عندما جئنا وأنشأنا جمعية عالمية اسمها المكنز الإسلامي، وهذا المكنز يهدف إلى تطوير الخط العربي ليصبح جميلاً. الحرف العربي مكتوب بأكثر من خمسين نوعاً من الخط، يعني عندما تقرأ الحرف المكتوب بطريقة معينة تقول: "الله، هذا طابع بأكثر من خمسين نوعاً، وهذا يتسبب في بعض المشكلات في التكنولوجيا. حسناً، نريد أن نصنع حرفاً عربياً يكون هو أفضل حرف عربي وأجمل حرف عربي.
أتعلم ماذا وجدنا؟ وجدنا مصحف الملك فؤاد، أجمل مصحف كُتب في تاريخ الإسلام، هو مصحف الملك فؤاد. من الذي كتبه؟ خلف الحسيني شيخ المصري وكتب أصله بخطه مكتوب هكذا في المصحف، أخذنا الحروف هذه وأحضرنا فناناً عظيماً مصرياً يعيش في لندن اسمه أحمد مصطفى. وأحمد مصطفى له رؤية وله الدكتوراه خاصته في تفسير قول بعضهم أن الله - أبو حيان يقول هكذا - أن الله قد أوحى تسديس الخط لابن مقلة كما. أوحى للنحل بتسديس بيوتها، ماذا يعني هذا الكلام؟ وماذا يعني ألف ميزان الحروف؟
أطروحة الدكتوراه الخاصة بأحمد مصطفى كانت في هذه المسألة، كيف أنه من المسدس الدائري نستخرج الحروف العربية الهندسية الرائعة التي يظنها الناس زخرفة، ففككنا الآية وهذا الأمر، وفككنا هذه الحروف فظهرت كأنها ألفي نموذج تستطيع بها أن طابعون بها كتب السنة، كيف نجلِّدها؟ لننظر في تاريخ الإسلام ما هو أفضل تجليد كان موجوداً فيكِ يا كتب. فوجدنا أفضل تجليد وأعلاه وأرقاه وأنقاه هو التجليد المملوكي، فذهبنا وأنشأنا ورشة للتجليد المملوكي، وجلَّدنا الكتب التي طبعناها الخاصة بالسنة - الكتب السبعة ومسند الإمام
أحمد وغيره - بتجليد مملوكي. هل فأول ما تنظر هكذا، عينك ترتاح في جمال في الحكاية. نستعين بحمد مصطفى الذي أقام في لندن، نستعين بشركة ألمانية لتعمل، نستعين بالورق في كوريا، نستعين لأننا حضارة مفتوحة وحضارة ما زال فيها خير إلى يومنا هذا. طيب، ومن الداخل الصفحة التي تكون بعد الغلاف هكذا هي... يجب علينا أن نختار شيئاً راقياً، أفضل زخرفة موجودة في الزخارف التركية العثمانية، ثم نحضرها ونطورها وندخلها على الحاسوب ونفعل ذلك. وأصبحت الآلة تعمل باستمرار هكذا منذ فترة، منذ عشرين أو خمسة وعشرين سنة. ماذا تفعل؟ إنها تخدم القرآن وتخدم السنة وتخدم التراث الإسلامي بطرق تأسيسية وهو...
أصبح لدينا صندوق الحرف العربي الذي هو أجمل حرف في العالم، وأصبحت لدينا ورشة التجليد التي تصنع الكتاب العربي، وأصبح لدينا كذا وكذا، يعني القضية كلها والزخرفة وهذه الأمور. نحن نعمل مع هذا العمل الموجود في المكنز الذي ظن بعض الناس - لأننا طبعاً ما دام هناك شيء حول الإسلام. يجب أن نستفيد من مصر، فظن بعضهم أن هذا الكنز في مصر لأن الأولاد الذين حققوا وعملوا وجلبوا المخطوطات مصريون، فظنوا أنه في ليختنشتاين وليس في مصر، في ليختنشتاين في أوروبا، في قلب أوروبا، ولكن منطلقه مصر، منطلقه السعودية، منطلقه المسلمون الأتراك، منطلقه المغرب
العربي وهكذا. فيا إخواني، إن الخيرية موجودة إلى يوم القيامة وستظل موجودة، لكن تعالَ الآن، ما الذي تفعله أنت في هذا الكنز الذي هو الكتاب؟ خدمة الكتاب وخدمة السُّنة وخدمة التراث وخدمة البشرية وخدمة المخطوطات وخدمة... يعني الكنز أنشأ مشروعاً لخدمة المخطوطات المصرية، والكنز صنع كذا وكذا، ثم يأتيك شاب يظهر هكذا. أيضاً يُباع في سوق النخاسة في الموسم ثلاث سنوات يقول لك ماذا تفعلون نحن لا نفهم، حسناً إن العيب فيك يا أستاذ لأنك لا تقرأ ولأنك لست مخلصاً من قلبك ولأنك ذاهب للملاهي والحانات وهكذا. يا أستاذ سنعمل وسنظل نعمل لنعمر هذه الأرض وسنعمرها بتلك الخيرية.
بالجمال، بالحق، بالحلاوة، بالسلام، بالبساطة، سنعمرها وسننجح في تعميرها. أتعلم لماذا؟ لأن الله معنا، لأننا لا نريد من أحد جزاءً أو شكورًا، لا نريد منكم جزاءً ولا شكورًا، إنما نريد ماذا؟ أن يرضى ربنا عنا. حسنًا، كيف سيرضى عنا؟ سيرضى عنا بهذه المجموعة من القيم التي كنا نتحدث عنها أول اليوم ونحن فيه الاثنين، يعني أننا بالأمس كنا في لقاء مع وزيرة التضامن ومع وزير الشباب، وله جزيل الشكر. إن القيم وحياة القيم التي أقرها البشر جميعاً، هيا ننطلق منها. أنا لدي نعم قيم إضافية، والمسيحي لديه قيم إضافية على الإحدى عشرة قيمة تلك، واليهودي لديه قيم إضافية على الإحدى هل يقول أحد عنهم الصدق، البساطة، الاحترام، الثقة في النفس،
التواضع، السلام، السعادة؟ مَن الإنسان الذي يريد أن يكون نكداً؟ لا يوجد أحد. إذاً الإنسان السوي، نريد أن نصنع له قيماً وحياة لكي نعيد الأمور مرة أخرى إلى نصابها. لا، هذه الأمة تعمل، هذه الأمة بالرغم من كل المحن والشدائد الخيرية التي تكشف العوار الخاص بالذي قلنا إنه لا يصل إلى مليون في مليار، يعني أقل من نصف في الألف. نعم يا أخي، هذا على فكرة، قمنا في الخارج بعقد مؤتمر حول الإرهاب منذ زمن، من عشرين سنة، قبل أحداث الحادي عشر من سبتمبر، وقد حذرناهم لكنهم لم يستمعوا إلينا عقولهم لا تستطيع استيعابنا،
وقد حذرناهم بالتحذير. ظهر أن هناك مائة واثنتين وثلاثين منظمة إرهابية في العالم، منها عشرون تابعة للمسلمين والباقي ليس تابعاً للمسلمين. أجرينا بحثاً في مؤسسة أهل البيت في الأردن وكنت مشاركاً فيه، ونتج منه كتاب. ما تقسيم هذه المسألة؟ فتبين أن المسلمين يأتون في المرتبة الثالثة ثلاثة من خمسة في احتوائهم للجماعات الإرهابية وفي احتوائهم للجامعات الإرهابية وفي اعتقال الله. إذاً يا أخي، إذا كانت الإحصائيات هكذا والواقع هكذا، إذاً ما الذي حدث؟ دعاية! يقول لك بروباجندا. هذه البروباجندا كان بارعاً فيها جداً ذلك الشخص، ما اسمه؟ هتلر، جوبلز،
يقول لك... اكذب حتى يصدقوا كذبتك هذه. قيّم ثانية، ولذلك النازية عندما انكشفت أمام الناس كرهوها. عندما انكشفت أمام الناس. للأسف الصورة المصدرة عن العرب المسلمين للأسف هي صورة الدم وصورة سفك الدماء والحرب. وسأعود لأحاورك بعد الفاصل في فكرة كيف الذي يستمع إلينا الآن. مثل المسلم الموجود اليوم في عام ألفين وخمسة عشر ليس فقط في مصر ولكن في أي بقعة من بقاع الأرض حتى خارج العالم الإسلامي أن يعمل على تحقيق خيرية المسلمين وأن يكون دليلاً على خيرية المسلمين
إن شاء الله. بعد الفاصل ابقوا معنا، أهلاً بحضراتكم مرة أخرى فضيلة الإمام. كيف يدرك الواحد منا - سواء كان يعيش داخل العالم الإسلامي أو خارجه - أن يكون سفيراً لهذا الدين ودليلاً على خيرية هذا الدين؟ للأسف، أحد زملائي الذي يعيش في الولايات المتحدة، تحديداً في نيويورك، أرسل بالأمس صورة من مترو الأنفاق هناك في نيويورك لرجل مواطن أمريكي يرتدي قميصاً (تي أنا كافر مكتوبة باللغة العربية ومكتوبة باللغة الإنجليزية. كاتب وهو دخل معه في حوار، قال له: "أنت تعرف ما معنى هذه الجملة بالعربية؟"، فقال له: "نعم، هي بالإنجليزي". نهاية الحوار يا فضيلة الإمام. إن هذا المواطن الأمريكي، هذا الشاب الأمريكي، مقتنع تمام الاقتناع بأن الأديان وخصوصاً الإسلام لا... علاقة لا تجدها بالتسامح، بل بالعكس أصبحت للأسف أيادي مَن يدينون بهذه الأديان الثلاثة أيادي ملطخة بالدماء. إلى حد
قول هذا الشاب الأمريكي: "نحن نريد على الأقل أن ننجو من بربرية الإسلام". كيف يكون هذا؟ عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي. يجب أن نفهم أن الخلفاء الراشدين يعني ربنا سبحانه وتعالى، والذين يأتون بعدهم يقولون: "ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان، ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا، ربنا إنك رؤوف رحيم". فالقضية هي أن المعنى المجرد الذي نتحدث فيه في هذا الموضوع، الذي أقول فيه: انظروا إلى سيدنا النبي وهو يقول "بسم الله الرحمن الرحيم" أو هذا المعنى إذا تخلقنا به هو فقط وكفى، تخلق به.
كان في الهند شيخ يُسمى الشيخ إنعام الحسن، والشيخ إنعام الحسن مجاور للهندوس، إلا أن أخلاقه الكريمة - رحمه الله تعالى - جعلت جاره في الساعة الثانية ليلاً هو الذي ينقله إلى المستشفى. أتفهم؟ في مرضه - والله - يعني كان هذا خصم جديد وكان قد قال له إنه لو يموت يكون أفضل، دعنا نتخلص من شره. ولكن لأن الرجل جاوره أكثر من أربعين أو خمسين سنة، فلم يجد منه إلا خيراً، ولم يجد منه إلا الخلق الكريم وما إلى ذلك، أصبح كأنه جزء من كينونته، أصبح هذا المسلم الشيخ يدعو إلى الإسلام ويدعو إلى الخلق الكريم ويدعو إلى كذا إلى
آخره أصبح جزءًا من كينونة هذا الجار هكذا. إن عاملاً حسنًا مات منذ سنوات قليلة، يعني عاش وأدرك ما نحن فيه. فأنا أريد أن أقول لحضرتك أننا يمكننا أن نفعل شيئًا بالأخلاق، يمكننا أن نفعل شيئًا، فإنما بُعِثت لأتمم. من مكارم الأخلاق يمكننا أن نفعل شيئاً عندما نقول "لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً". يمكننا أن نفعل شيئاً عندما "إنما بُعثت رحمة مهداة" إلى آخره. يعني الأمر بسيط جداً لكنه سهل على من سهّله الله عليه. فرد ما، تناقض ما بين الخيرية والوسطية بالنسبة للأمة، يعني بمعنى إذا رجعنا إلى الآية "كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر"، وفي آية أخرى نرى وسطية هذه الأمة
"كي تكونوا شهداء على الناس"، هل هناك تناقض ما بين الخيرية وما بين الوسطية بين الأمم التي... سبقتنا أممٌ أو الأمم التي نعيش معها الآن. يجب أن نعرف أن كلمة "شهداء" هي جمع أي شيء. إنها ليست جمع "شاهد"، بل هي جمع "شهيد". وهذه التركيبة في اللغة العربية دائماً تكون هكذا. أي أن مفرد "علماء" ليس "عالم" بل "عليم"، ومفرد "شهداء" هو "شهيد"، ومفرد "فقهاء" هو "فقيه". شاهد ومشهود، ولذلك هذا السؤال يأتي من شخص يظن أنها شاهد فقط. كلا،
أبداً، إنه شاهد ومشهود، وهنا يحدث التفاعل وسط هذه الوسطية. معناها أنني على أعلى الجبل، ما هي الوظائف والتكاليف التي عليّ عندما أكون على أعلى الجبل؟ انتبه إلى أن الناس يرونك، فلا يصدر منك إلا خير. انتبه جيداً، إياك أن تعطيهم إفكاً، انظر إليهم لتكون أنت شاهداً لهم ومشهوداً لهم. هل تدرك كيف أن الكلام ليس مجرد لغة؟ "وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء" وليس "شاهدين"، بل "شهداء"، و"شهداء" تعني التفاعل الحضاري. نعم،
"إنما يخشى الله من عباده العلماء" و"فوق كل ذي علم من". العليم أعلى من العالم. العالِم عنده معلومات، لكن العليم يربط هذه المعلومات ويعرف كيف يطبقها. حسناً، فيما يتعلق بجزئية الخيرية "كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر"، هل الخيرية هنا فقط مشروطة بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟ وفي عصرنا الحالي للأسف تخلينا عن الأمر بالمعروف والنهي عن معنى ذلك أنه زالت الخيرية منا بسبب واحد وسبعة مليار لم يتخلوا عنها، والذين تخلوا عنها هم المفسدون، فخرجوا بذلك وسميناهم الخارجين أو الخوارج. ماذا يعني هذا؟ يعني أنه ليست لنا علاقة بهم حتى لو زال الشعور أو الأمر بأنني في حالي، وكل واحد في حاله. ليس لي شأن بجاري جانبي كل واحدٍ في حاله لا يأمر بمعروف ولا ينهى عن
منكر، لا يأمر بالمعروف ولا ينهى عن المنكر، يكون قد قصَّر تقصيراً بليغاً في الأمر الإلهي الذي هو التكليف المقترن بالتشريف. فأخرج نفسه أيضاً ليس من الأمة، وإنما أخرج نفسه من الخيرية، من الخيرية، انحرف عن الخيرية، هو الذي... خرج من الخيرية هو الذي خرج من الخيرية، لكن أمة ما زالت في الخيرية عليها من فيها من يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، وسنظل كذلك. عدالة القضاء التي تعيشها هذه الدول، نعم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وجهاز الرقابة، هل في دولة من الدول الإسلامية إباحة القتل أو إباحة الفساد؟ في الأرض أو إباحة أبدًا، نعم. ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر. بارك الله فيك يا سيدنا الإمام، وأستأذن حضرتك لو يكون لنا حلقة قريبًا إن شاء الله حول الأمر بالمعروف والنهي
عن المنكر. بارك الله فيك سيادة الإمام، وأستأذن حضرتك لو يكون لنا حلقة قريبة إن شاء الله حول الأمر. بالمعروف وأنهى عن المنكر ودور كل مسلم في هذا الأمر إن شاء الله، إن شاء الله. بارك الله فيكم، شكراً،