#والله_أعلم | الحلقة الكاملة 29 أغسطس 2015 | حقيقة السنن الإلهية .. وهل يلحقها التغيير؟

أهلاً وسهلاً بكم بكل خير، أرحب بحضراتكم في حلقة جديدة. هذه الحلقة إن شاء الله سنستكمل فيها مع فضيلة الدكتور الحديث حول عدد من المفاهيم التي تطرقنا إليها في حلقات سابقة. تحدثنا من قبل في حقيقة المشيئة الإلهية، في التوكل على الله، تحدثنا كذلك فيما يتعلق بمفهوم
هل الإنسان أم مخير، هل للإنسان القدرة في اختيار أفعاله والتحكم في أفعاله، أم أن الله سبحانه وتعالى قد قدر هذا سلفاً وأن الإنسان يسير على ما قد قُدر له؟ تحدثنا في أمور كثيرة في هذه الأمور، ولكن اليوم سنتحدث حول مفهوم مختلف، حول مفهوم السنن الإلهية. البعض منا قد لا يعرف. هذا المصطلح جيد ولكن ربما يدرك المعنى من وراء هذا المصطلح السنن الإلهية. اليوم إن شاء الله سنتحدث مع فضيلة الدكتور حول هذا المفهوم، وسيسعدنا إن شاء الله تلقي إجابات حضراتكم على سؤال الحلقة: ما أهم السنن الإلهية من وجهة نظرك؟ وسأتلقى إن شاء الله أسئلتكم عبر صفحة البرامج. على الفيسبوك وسأعرضها إن شاء الله على فضيلة الدكتور، ولكن اسمحوا لي في البداية أن أرحب بفضيلة الإمام العالم الجليل الأستاذ الدكتور علي جمعة. أهلاً بكم مولانا، أهلاً بكم، أهلاً وسهلاً. فلتتفضلوا، ما معنى السنن الإلهية؟ بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة
والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه. ومن والاه، أشار القرآن إلى أن الله سبحانه وتعالى له سنن في كونه، له سنن في تاريخه، في سريان التاريخ الإنساني في الأرض، له سنن في الأنفس، في خلق الله خلقها على طريقة معينة. السنن جمع سنة، والسنة طريقة، فالله سبحانه وتعالى خلقنا على طريقة معينة، فهناك إذاً سنن يسميها. الله في بعض المواقف من المواضع في القرآن الآية: "سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق". آية الله في
الكون، آية الله في النفس، آية الله في التاريخ، آية الله في الاجتماع البشري، هذه هي سنن الله سبحانه وتعالى "فلن تجد لسنة الله تبديلاً ولن تجد". لسنة الله تحويلاً، يعني أن السنن تتجاوز الزمان والمكان والأشخاص والأحوال لأنها باقية. هيا بنا ندرك هذه الأقسام الثلاثة للسنن الإلهية: سنن كونية، وسنن تاريخية، وسنن نفسية واجتماعية، لأن النفس تكون مع إخوانها جماعة - ليست جماعة الإخوان المجرمين، بل الأخوة التي في الله - تكون
مع إخوانها جماعة، وكونوا إخواننا وهذه الجماعات تُكوِّن مجتمعًا، والمجتمع يُكوِّن دولًا، والدول تُكوِّن عالمًا - مجتمعًا بشريًا يريد المفسدون أن يهدموه. إذًا سنة الله في النفس التي تشتمل الفرد والمجتمع، سنة الله في الكون، سنة الله في التاريخ. ماذا تعني سنة الله في الكون؟ الجاذبية من سنة الله في الكون. تخيَّل أن تأتي أن أنهار الجنة لا حافة لها، أي ليست ثلاثة أو أربعة أمتار مرتفعة فقط بلا حافة. فما هذا؟ ولماذا أنهار الدنيا لها حافة؟ لأن هناك جاذبية. فلو أحضرت ماءً وتصورته بارتفاع ثلاثة أمتار، فإنه
سيجري وحده، ويسقط، ويسيح على الأرض. الأرض. وتفيض على الأرض، وفي الفيضان كنا نراه ونحن صغار في النيل عندما ترتفع المياه عن الضفتين فتغرق الدنيا، هل تنتبه؟ وهذه الأرض كان فيها نوعان من أنواع الري: الري الموسمي وري الحياض، حيث تأتي المياه في السنة وتنبت الزرع ثم تنحسر وتمضي بعد ثلاثة أشهر. الفيضان له سبب. المياه التي في الجنة لا تسقط هكذا لأنه لا توجد جاذبية. هذا هكذا من سنة الله، سنة الله في كونه في الأرض أن تكون فيها جاذبية، ولذلك لو أمسكت هذا القلم هكذا ثم تركته، فإنه لن يصعد إلى أعلى ولن يبقى في مكانه، بل سيسقط إلى أسفل كما قال نيوتن رأى أن التفاحة هي هذا الشيء الذي
سقط، فلماذا لم تعلق في الهواء؟ ولماذا لم تطر مثل الريشة الخفيفة؟ وبدأ يربط كيف أن هذه الكتلة ذات الثقل تسقط بينما الريشة لا تسقط. لو طاردت ريشة في الهواء، يتلاعب بها الهواء ويرتفع بها هكذا، تماماً مثلما صنعنا للأطفال بالونات يلعبون بها. وعملناها بالهيليوم. الهيليوم هذا غاز خفيف، فيأخذها ويصعد بها. لماذا؟ لأن كتلتها بسيطة. أما لو كان لها كتلة، فهناك شيء اسمه كتلة، وهناك شيء سميناه سرعة السقوط، وهناك شيء اسمه قوة الجاذبية وعجلة السقوط. هذه حسبوها بالفرنسية وحسبوها بالإنجليزية، بالقدم وبالفرنسية بالسنتيمتر. ولا أعرف ماذا، وجلسنا ندرس كل هذا الكلام في المرحلة الإعدادية، كل ذلك من
الأستاذ نيوتن الذي لاحظ ملاحظة تعرفها البشرية منذ البداية وهي أن التفاحة تسقط، لكنه بدأ يفكر في سنة من سنن الله الكونية، فاكتشف بها أمراً من الأمور، وفهم بها قضية الكتلة وقضية السرعة وقضية كذا، فكان لآينشتاين الذي سيأتي بعد ذلك ويقول لنا إن البعد الرابع للكون هو الزمن. تخيل أن نيوتن هذا كان من المؤمنين على فكرة، وأينشتاين أيضاً كان من المؤمنين وليس ملحداً. فنيوتن وظف هذه العملية في إدراك سنة من سنن الله، لكنها السنة الإلهية الكونية فكان هناك. الجاذبية هذه عامل مثل أرخميدس المكتشف، عندما اكتشف سنة
من سنن الله في كونه تسير بها السفن في البحار وتخدم الناس، وهي سنة الطفو. فالجاذبية هذه سنة فيها ماذا؟ سنة الكتلة. وأرخميدس فعل ماذا؟ اكتشف سنة الطفو التي كانت موجودة بالفعل، وقد خرج المسكين من الحمام. كما يصورون في الدراما، وجدها أنه اكتشف قانون الطفو، فاستطاع أن يدرك بها كثافة المعادن وكثافة الأشياء. لكن بهذه النظرية استطاع الإنسان بعد ذلك بقرون طويلة أن يُدخل الحديد في السفينة، وأن يجعل الحديد يطفو في المياه. وكل هذا أساساً بدأ من إدراك سُنة كونية عند أرخميدس حدثت منذ ثمان مائةٍ وثلاثين دخلنا صناعة السفن، وبعد
ذلك في ألفٍ وتسع مائةٍ واثني عشر صنعنا تايتانيك. هذه كانت أول سفينة ضخمة كبيرة هكذا تنتقل من محيط إلى محيط، وغرقت لأن المهندس قال إنها لا تغرق أبداً وفق حساباته، فأراد الله لها غير ما قدّر مهندسها. إذاً السنة الكونية هي الحقائق الكونية التي خلق الله عليها العالم أن الماء يطفئ النار، هذه سنة كونية، وأن النار تحرق الخشب، هذه سنة كونية. وخذ من هذه الحقائق ما لا يتناهى في إدراكات السنن الكونية الإلهية التي ربط الله كتابه المسطور بكتابه المنظور حولها. نعم، ربنا سبحانه
وتعالى وهو يقول: "سنريهم آياتنا في..." الآفاق وفي أنفسهم، في الآفاق التي هي الأكوان كلها، سبحان الله، نجد أن القرآن الكريم بصياغاته اللغوية المحصورة في اللغة لا يختلف مع السقف المعرفي لكل عصر من العصور، وهي تدرك إدراكات جديدة في السنن الإلهية الكونية. طيب مولانا، أليس الآن في العلم بدأوا يعملون أشياء خارج السنن؟ الإلهية الكونية يعني يعملون بنوع جدلي، صنعوا الاستمطار في مناخ جاف وصحراوي وقاري، نجد المطر ينزل، صنعوا خاصية الاستمطار في أوقات وفي أماكن محددة بالدقة وبالثانية. هل هذا هنا جزء مما هو متاح من السنن الإلهية الكونية؟ هذا تأكيد له، هذا كله تأكيد لها، تأكيد لتلك السنن الإلهية. عندما نتأمل القرآن ونرى
فيه "وعنده علم الساعة وينزل الغيث"، أتتصور أنه لم يقل "وعنده علم الغيث"؟ بل قال "وينزل الغيث". لم يقل "ولا أحد سينزل الغيث غيري"، فعندما يذهبون إلى مناطق التصحر ويصنعون سحابة صناعية، هي أيضاً من المياه وهي أيضاً كذلك، ولكنه يريد توزيع المياه بطريقة معينة. ويُلقي على السحاب الذي ليس راضياً، والسحاب نوعان: سحاب كثيف أسود يكون محملاً بثقل المطر، وسحاب آخر غير محمل بثقل المطر فيمر ويمضي. فيريد إنزاله، فيرمي عليه بعض المواد فينزل المطر. فنقول سبحان الله، انظر إلى الفرق بينه وبين حديث عائشة. في حديث عائشة، ولأنها محصورة في سقف معلوماتها.
حينئذ تقول خمسة لا يعلمهم إلا الله، أخذت بالك؟ لا يعلمهم إلا الله، وذكرت الخمسة. لكن القرآن لا يقول هكذا، القرآن يقول ما هو أدق من كلام السيدة عليها السلام. القرآن يقول: "وعنده علم الساعة"، فيكون لا يعلمها إلا هو، نعم حصري، "وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام". فظهر لنا... الصنار أجل! لم يكن أحدٌ يعرف هذه الحكاية، فالإمام القرطبي أحسّ بها هنا، وعنده علم الساعة، يعني هو يمتلك علم الساعة. لكن عندما جاء قوله "فينزّل الغيث ويعلم ما في الأرحام"، ماذا فعل؟ عبّر بالفعل المضارع، وبعدها مباشرة ابتدأ يستأثر بعلمها وحده: "وأعلم ما في الأرحام وما تدري نفسٌ ماذا". تكسب غداً، ماذا تكسب غداً؟ وما
تدري نفسٌ بأي أرض تموت. لا يوجد شيء مؤكد، والغاية اليوم أننا لا نعرف أين سنموت وكيف ومتى، وماذا سيحدث غداً، لا نعلم. لكن عندما تأتي إلى هذا الموضع الذي يقول فيه "ويعلم ما في الأرحام"، فالإمام القرطبي فهم هذا المعنى، ولكن مع ذلك كان ذلك في القرن السادس الهجري، أي منذ ثمانمائة سنة تقريباً، وقد ذكر هذه الحكاية. في الأصل، يمكن للمرء أن يعرف إذا كان الجنين ذكراً أم أنثى من خلال بعض العلامات، فلننظر إلى المرأة ولون الحلمة، فإذا اسودت - لست أعرف - هل اليسرى تعني كذا وإذا اسودت اليمنى تعني هكذا شعر الرجل أنه يمكن إدراك ذلك ببعض العلم والتجربة والتتبع والاستقراء وما إلى ذلك. حسناً، فالسونار يكشف الأمر بوضوح ويخبرك أن هذا ولد وهذه بنت، ويستعدون فوراً باسم الولد واسم البنت، ويعرفون ذلك قبلها بشهرين
أو ثلاثة أو أربعة. إذن هذه الأمور لم تُنقض. هذه الأمور أظهرت قدرة القرآن على التعبير بشكل معجز، والقرآن كله هكذا. هذا مثال صالح، لكن ما ضربته لنا الآن مجرد مثال، فكل القرآن هكذا. نزداد انبهاراً به كلما ارتفع سقفنا المعرفي، فهذه القضايا مثل الاستنساخ والجينوم وغيرها هي التي تبرز ذلك. هي أطرافها موجودة منذ زمن، وكان بعض الناس يسخرون منا بسببها وهي موجودة، وهي أنه لو أن خنزيراً تزوج كلباً أو ما شابه وأنجبه، فهل يكون هذا
المولود نجساً أم غير نجس؟ لأنه ابن كلاب وابن خنازير، فهو من نسل الخنازير، فيقول لك: لا، هذا مستحيل؟ حسناً ها قد حدث، ها قد حدث وحدث وانكسر منه. هل تنتبه؟ حتى هذا كان من التدبر. قد يكون نادراً، قد يكون نادراً، لكنه ليس محالاً ولا مستحيلاً. فأنا أريد أن أقول لحضرتك أن السنن الإلهية منها ما هو في الآفاق التي هي الكونية، وها نحن قد ضربنا بها في هذا لأن حلقتك صغيرة صحيحة، مولانا تفضل مولانا. والثانية السنن التاريخية، الله سبحانه وتعالى يعني ما طار طير وارتفع إلا كما طار وقع. كلام ابن خلدون في التداول، يوجد سنة اسمها التداول. قال ربنا سبحانه وتعالى: "وتلك الأيام نداولها بين الناس".
قوم نستخرج منها سنة تاريخية أنه... ليست هناك حضارة باقية، لا حضارة الفراعنة بقيت ولا حضارة الرومان بقيت ولا حضارة اليونان بقيت ولا حضارة الهند بقيت ولا الحضارة الغربية ستبقى ولا أي حضارة من الحضارات ستبقى. إذاً، يمكن القول إن هناك ما يسمى بعمر الحضارة يمكن أن نستنبطه من التداول. حسناً، ما السبب؟ فلنبدأ بتتبع القرآن. الكريم لكي نعرف سبب علو الحضارات وكيف تنشأ وكيف تقوى وماذا تفعل، وما سبب بلوغ شيخوخة الحضارات، وما سبب انهيار الحضارات. ولو تأملنا في القرآن الكريم نستخرج من ذلك سبباً وسنناً إلهية في نشأة الحضارات،
وهذه السنن الإلهية تنطبق على المسلمين وعلى غير المسلمين، يعني المسلمون لو عملوا أسباب بناء ستُهزمون ولو اتبعتم أسباب انهيار حضارتهم ستنهار بغض النظر عن أن الإسلام هو دين الله وكلمته الأخيرة للبشر التي أراد أن يخرجهم بها من الظلمات إلى النور، هذه قضية أخرى، هذه قضية علاقة الإنسان بربه. أما عمارة الأرض فلو أنها اتُّخذت فيها مثل هذه الأساليب لعمارة الأكوان فإنها سوف تنجح. وإذا لم تتخذ فإنها لن تنجح. هل أنت منتبه يا سيادتك كيف؟ إذًا فهذه أيضًا السنن التاريخية. وبعد ذلك ندخل فيما بعد، لأنك يبدو أنك تريد أن تدخل الفاصل. أنا مضطر، نعم مضطر، وهذه سنة. حسنًا يا مولانا، بعد الفاصل إن شاء الله، أستاذي، سنتحدث في مفهوم الآية الكريمة ولن... تجدُ لسنة الله تبديلاً
ولن تجدَ لسنة الله تحويلاً. هل نفهم من هذا أن هذه السنن الإلهية لا تتبدل ولا تتغير ولا تتحول بأي شكل من الأشكال؟ إن شاء الله سنبحث في هذا الأمر مع فضيلة الدكتور. هل بالتالي السنن الإلهية لا تتغير يعني بمشيئته سبحانه وتعالى هو يريد ما... يشاء يعني هل يغير هذه السنن ويأتي بسنن غيرها مثلاً؟ لا، هو قال إنها لا تتبدل ولا تتحول، إنما الذي يتبدل ويتحول هو الشروط والتطبيق.
هل تفهم كيف تكون الشروط والتطبيق والأحوال؟ ولذلك، لكنها - أتعلم - مثل ماذا؟ مثل الرفوف، ما هي الرفوف؟ إنها تلك المجموعة من الأرفف الموجودة المكتبة ثابتة وما الذي يتغير عليها؟ الكتب. تأتي عندما ندخل الدار الكبيرة لبيع الكتب فنجدها مرصوصة هكذا. ثم نأتي بعدها بسنة فنجد كتباً أخرى، لكن جدك واحد، أي أن الخزانة واحدة هي فالذي لا يتبدل ولا يتحول هو سنة الله سبحانه وتعالى، قوانينه. أفهمت؟ لكن الله سبحانه وتعالى خالق كل شيء، مثل ماذا؟ مثل: "وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا". هذه هي سنة الله في تاريخه. إذاً، متى
يأمر الله المترفين حتى يأمرهم فيعصوا؟ لأن الآية تقول ماذا؟ "وإذا أردنا أن نهلك قرية". أمرنا -هل تنتبه- ماذا يعني أمرنا؟ مترفيها يعني أمرنا المترفين بالخير قائلين: يا مترفون افعلوا كذا وكذا واسلكوا طريق العدل، فالعدل أساس الملك. فقالوا: لماذا لا نسير على طريق العدل ونسلك بالظلم جهاراً نهاراً هكذا ونحن قادرون على فعل ذلك؟ ففسقوا فيها -هل تنتبه- فيأتي وعد الله ويأتي الدمار الذين أُمروا فلم يمتثلوا ففسقوا.
صحيح بعض الناس يظن أنه أمرنا مترفيها بالفسق، يعني بالفسق، نعم؟ لا، ليس أمرنا مترفيها بالفسق، بل أمرنا مترفيها بما نأمر به عبادنا، الذي هو ماذا؟ ربنا أمر بماذا؟ أمر بكل خير وأمر بالابتعاد عن كل شر. طيب، أمرنا، لكن الأمر توجّه إلى من؟ إلى بالله، إنهم لا يقدِّرون المسؤولية، ولا يقدِّرون كلمة الله، ففسقوا فيها ولم يرضوا أن يستجيبوا لأمر الله سبحانه وتعالى، فحق عليها القول فدمرناها تدميراً. انظر كيف أصبحت! هذه هي سنة الله في التاريخ، هكذا سنة هلاك المفسدين، وأن الأمر أن الملك إذا أُسس على غير العدل فإنه يكون في خطر يجلس بعض الوقت، ربما يعود
صحيحاً، يعطيه سنوات، وربما تطول هذه السنوات، لكن في النهاية لكل ليل صباح ولكل ظلمة فجر. لابد أن ينتهي هذا الكلام لأن دم السنة لا يوجد في كونه هكذا. عندما نتناول شيئاً مثل الرومان أو اليونان، فاليونانيون بدأوا يفكرون في العلم والفكر والفلسفة، فبُنيت حضارة، ظُلموا وطغَوا فذهبت الحضارة منهم. الرومان ليس لديهم فكرة أصلاً. الرومان مجموعة هكذا، كما يقولون في مصر "بثلاثة صاغ" يعني هل قامت حضارة على فكر؟ لم يكن هناك فكر ولا شيء، وإنما اتخذوا عمارة الدنيا وزينتها وسيلة للبناء، فمضت سنة الله في كونه هكذا. ولما كان هذا مخالفاً للعدل، انهارت
الفراعنة. عندما كانوا يسيرون بالعدل، بنوا حضارة وامتدت بهم الحضارات. عندما كان بينهم الفلاح الفصيح الذي ذهب إلى الحاكم وشكا له قائلاً: "أين العدل؟"، فأنصفه. لكن بعد ذلك، العدل أساس الملك، إذ إن الله يقيم الدولة العادلة ولو كانت كافرة، ولو كانت كافرة كانت قال ابن تيمية: إن سنة الله في كونه هكذا أن الله سبحانه وتعالى ينصر الملك العادل. فإن في الحبشة ملكاً لا يُظلم عنده أحد، وهو النجاشي رحمه الله تعالى، وقد قابل المسلمين قبولاً حسناً. لم يكن في ذلك الوقت مسلماً، ووقف معهم موقفاً عادلاً، إذ العدل أساس الملك.
وهكذا عندما معه بهذا المفهوم سيتسع معنا القرآن، سيتسع معنا، ولذلك نحن نقول إن قوله تعالى "هدى للمتقين" وصفاً للقرآن ينبغي علينا أن ندخله باحثين عن سنن الله، نعم، في الكون وفي النفس وفي المجتمع وفي التاريخ. وقد ألّف كثير من الناس في هذا المجال حتى إن بعض الباحثين مثل الدكتور مجدي أخذ عاشور رسالة علمية في هذا، وكان لي شرف مع المرحوم مصطفى الشكعة رحمه الله تعالى، كان لي شرف المناقشة في هذه الرسالة، رسالة السنن الإلهية للدكتور مجدي عاشور. كان مصطفى الشكعة رحمه الله تعالى أستاذنا وعضو مجمع البحوث الإسلامية، وكان رجلاً، يعني تستطيع
أن تقول عنه أنه كان رجلاً. مسلما مسلم يعني صحيح دقيق ورجل صالح وما إلى ذلك، عندما وجد هذا الموضوع أنه أحد مفاتيح هداية القرآن. طبعاً ألّف قبل مجد عاشور أناس كثيرون، منهم من ألّف في السنن الكونية، ومنهم من ألّف في السنن التاريخية، ومنهم من ألّف في سنن المجتمع وما إلى ذلك، ومنهم من عمل يحاول الذي يحصل تحت أيدينا عندما نفصّل هكذا أن كل فكر واحد يأتي إلينا، وجدوا تسعين سنة في القرآن، هذه كل السنن الكونية والنفسية والاجتماعية والتاريخية، كلها تمثل تسعين سنة، تسعين سنة تحكم هذا الكون، تحكم هذه المنظومة. لكن انتبه، القرآن لا تنتهي عجائبه، من
الممكن... وأنت تقرأ وقد تتولد عندك كيفية البحث عن السنن بأن تجلب سنناً لم يلتفت إليها أحد ونحن نقرؤها بالليل والنهار. إذاً هذه مولانا وهذه الدراسة وغيرها وفقاً لما جاء في القرآن الكريم وفقاً لما جاء في القرآن الكريم وطبقاً لما ألهم الله به عباده الباحثين في أن يلتفت إلى... سنة كونية يمكن مثلاً أن يأتي الباحث ويقول: "لا، تسعون هذه كثيرة جداً، إنها خمسون فقط"، هل تفهم؟ لأن هذه السنة مندرجة تحت هذه السنة، لأن هذه السنة هي فرع من هذه السنة، لأنه سيبحث عن طريق أمهات السنن، ومن الممكن أن باحثاً آخر يقول لك: "لا، هؤلاء ليسوا..." تسعون، هؤلاء تسعمائة، ويُفصل كل سنة منها هكذا. فالمهم أن هذا
من حلاوة تاريخ الإسلام العلمي أنه ترك الفكر يبحث ما دام موصلاً ومؤطراً بالسعي إلى الحق، فقط لا يهذي ولا يقول هدموا السنة واهدموا الفقه، ولا يجلس يشتم أئمة الأعلام وما إلى ذلك. لا يفعل هكذا صحيح. إنما البناء أهلًا وسهلًا به، فالسنن الإلهية كانت واحدة من مفاتيح هداية القرآن الكريم في العصر الحديث. ستقول لي: حسنًا، وما هو الأمر الثاني بسرعة هكذا، لعل رئيس التحرير يجعلها حلقات؟ المبادئ العامة في القرآن الكريم، وهذه لها قصة طويلة. فالسنن الإلهية والمبادئ العامة، أما الأمر الثالث فهو قضية المحكم النقطة الرابعة هي قضية الناسخ والمنسوخ، وربما
تحدثنا أو سنتحدث فيها إن شاء الله في حلقات. والنقطة الأخرى هي المحكم، إذ أن القرآن كالجملة الواحدة، وهذا ما افتقده الدواعش والمتطرفون المجرمون الإرهابيون، فهم لم يفهموا أن القرآن جملة واحدة، وأخذوا يقتطعون أجزاء منه ليناقضوا بها ويضربوا القرآن بعضه ببعض، والنبي قال صلى الله عليه وسلم: "لا تضربوا آيات القرآن بعضها ببعض، أتحبون أن يكذب الله ورسوله؟" يعني إذا كان هذا صادراً ممن يدّعون الإسلام ولكنهم جهلاء لا يعرفون حقائق هدي القرآن الكريم، فكل هذه أشياء من مفاتيح الهداية، من مفاتيح أن يكون القرآن هدى. أنت تقول لي: "أنا أريد أن جدد النظارة التي ترتديها وأنت تقرأ القرآن. هذا
ليس كتاباً فقط للبركة وفقط لحسن النظم وفقط للإعجاز وفقط. لا، ارتدِ نظارة السنن الإلهية والمبادئ العامة، واعلم ماذا يقول الناس المنسوبون فيه، وما قصة المحكم والمتشابه، وماذا تعرف في الجملة الواحدة، وبعد ذلك ابدأ خذ منه الهداية. أصبح ما نسميه أصول التفسير وكل هذه الأمور التي علمنا مشايخنا رضي الله تعالى عنهم وأرضاهم كثيراً منها، هي التي جعلتنا في النهاية نعرف ما الفرق بيننا وبين من لم يذهب إلى العلم وتصدَّر قبل أن يتعلم، وملأ الأرض ضجيجاً ثم استقر في الطرقات. حسناً، أستأذن فضيلتكم إن شاء الله. تكون لنا بإذن الله قريباً يعني ربما يكون هذا الأسبوع أو الذي يليه وقفة مع المبادئ العامة في القرآن الكريم لأننا في أمسّ الحاجة إلى تلمس هذه الأشياء وهذه المبادئ إن شاء
الله. ولكن مولانا، قبل أن نخرج، فقط الفاصل لكي ننتهي من هذه الجزئية لو وقفنا عند الآية. الكريمة "كل يوم هو في شأن" هل هذا يتعارض مع السنن السابقة والراسخة؟ لا، ما هو من سنن الله أن الشمس تشرق من المشرق وتغرب في المغرب، لكن هناك استثناء يوم القيامة. جمع الشمس والقمر، جمع الشمس والقمر الذي في يوم القيامة هذا لا علاقة له بالدنيا أنا. أقول لك إن سنن الله في الدنيا اليوم وفي الدنيا ستبقى هكذا، لكنك ربما كنت تعترض عليّ بأنك تقول لي: لا، فغروب وشروق الشمس من المغرب هي من علامات الساعة نفسها. صحيح، القضية هي أن سنة الله في كونه أن الأرض تدور دورة معينة هكذا. ستدور في الاتجاه
المعاكس لكنها تدور، هذا هو الذي لن ينتهي. هل تدرك كيف؟ سواء كانت من المشرق الذي غالب عليه البشرية ملايين السنين أو مئات الآلاف، أو أنظر كيف خُلقت. "ما أشهدتهم خلق السماوات والأرض ولا خلق أنفسهم"، ولكن هذا الدوران هو الذي سيأتي في حالة تشبه المعجزة. ما هو ليس أيضاً من سنن الله مع البشر أن النبي عليه الصلاة والسلام ينتقل من الكعبة إلى سدرة المنتهى ثم يعود ويجد فراشه دافئاً، هذا ليس من السنة، هذا من المعجزات، فهناك فرق بين أن المعجزة تأتي فتوقف السنة أو تخالفها، وهذا لا يكون إلا بيد الله. سبحانه وتعالى وهذا لا ينفي أيضاً استمرار
السنة الجارية. جاء النبي مرة يا أبنائي وقال: "بعد مائة سنة من الآن لن تبقى نفس منفوسة على وجه الأرض". كنا في سنة عشرة هجرية مثلاً قبل انتقاله الشريف. حسناً، فعلاً في سنة مائة وعشرة هجرية كان أبو الطفيل وأنس بن مالك المتأخرون قد ماتوا ولم يبق ممن رأى النبي أحد شاهد النبي هكذا بعينه، لا يوجد ولا واحد، ماتوا جميعهم. حسناً، وإبليس؟ لا، إبليس لم يمت. لماذا؟ إنه مُستثنى، أي له سنة خاصة. أريد أن أقول لك إن له سنة مستقلة به، فكله استثناء. ليس اسمه
تغييراً، بل اسمه استثناء، وسيكون طيب، إنه الشأن يا مولانا، أصبح كل يوم هو في شأن، أمور يبديها ولا يبتدئها. نحن عندنا في العقيدة عندما قالوا أنه سأله: "كل يوم هو في شأن"، سأقول لك أنا: سبحانه وتعالى لا يزال خالقاً، كل يوم هو في شأن. هؤلاء أولاد ذهبوا إلى مستنقعات البرازيل. لكي يُجروا دراساتهم، لديهم جهاز كمبيوتر ويأخذون عينة من الماء ويحللون الأميبا وحيدة الخلية التي توجد فيه بكثرة، عشرة آلاف نوع من أنواع الأميبا، يرصدونها تحت المجهر ويسجلونها ويصورونها على الكمبيوتر، ثم يتوكلون على الله. وفي اليوم
التالي صباحاً يأخذون عينة أخرى ويفحصونها فيجدون أن الأنواع العشرة الأولى غير موجودة، يوم أخذوا الدلو وجدوا عشرة في المرتبة الثالثة، فسألني أحد ملاحدة أمريكا: "هل تسمح أن تخبرني لماذا يفعل ربك الحكيم هذا؟" فأصابني حال من الدهشة، فقلت: "سبحان الله، مثلما أصابك هذا الشعور الآن، قل سبحان الله، كل يوم هو في شأن، ما زال خالقاً، سبحان الله، إنه يخلق عشرة". آلاف نوع من الأميبا في مستنقعات لا يزورها الإنسان ومن غير أي فائدة ولا عائد، ثم عشرة آلاف أخرى وعشرة آلاف أخرى لأجلك أيها الملحد المسكين لتؤمن وليس لتكفر، نعم ولكن انظر إلى الفتنة، نعم واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه، قال لي يا أخي أنتم لكم طريقة في الإقناع غريبة الشكل. يبدأ بأن يشك
فيما هو عليه، يرجع إلى الوراء قليلاً، ولكنه ما يزال هكذا كل يوم، إنه في شأن. نعم، شأن ربك واسع كبير، فهو يخلق على هذه الرواية آلاف وملايين العناصر، يخلق عشرة آلاف أميبة وحيدة الخلية في بداية كل نهار ويعدمها. في آخر النهار، إنه هو المحيي المميت، وهو الخالق وهو الرزاق، وهذا يثبت صفاته التي تكلم بها في كلمته التي ألقاها إلى البشر. إذاً كل يوم هو في شأن، أي توجد بالفعل حركة في الكون: يخلق من يشاء، ويحيي من يشاء، ويميت من يشاء، ويقدر الرزق على من يشاء. ثم إنه يوسع الرزق على من يشاء ومن غير حكمة ظاهرة، يعني تجد شخصاً - لا تؤاخذني - أي ليس طعناً في الأغنياء
ولا شيء من هذا القبيل - ذكاؤه محدود ولكن عنده ملايين كثيرة ومليارات عديدة، والآخر أذكى الأذكياء ومع ذلك لا يجد ما يأكل، أتفهم؟ هذا أمر الله أبداً، هذا وارثها مثلاً الذي لديه عقلية ضعيفة، هذا وارث هذه المسألة. إذن، "كل يوم هو في شأن" هذه صفة من صفات الله سبحانه وتعالى التي نثبتها له إيماناً بأنه فعال لما يريد وأنه هو الخالق وهو القاهر فوق عباده، لا يُسأل. عن ما يفعل وهو من نصحه، طيب
مولانا أستأذن فضيلتكم. بعد الفاصل، هنا موضوع فكرة القدر والسنن الإلهية. مولانا، هل هناك تطابق تام بين القدر والسنن الإلهية بأن الاثنين لا يتغيران ولا يتحولان؟ مفهومنا للقدر أنه علم الله سبحانه وتعالى النافذ، وتنفيذ هذا العلم هو القضاء، يعني ربنا... يقضي علينا بمعنى ما، وعلم الله ليس هو المكتوب في اللوح المحفوظ،
بل إنه يمكن لربنا سبحانه وتعالى أن يمحو وأن يثبت. يعني من الممكن جداً أن يكون سني أو موعد وفاتي في الكتاب الذي تراه الملائكة اليوم، لكن في علم الله أنه ليس اليوم، فيقوم بمحو هذا ويثبت ذلك. الصحيحة أن حتى الملائكة وحتى المطلعين منهم على الكتاب المكنون لا يستطيعون أن يعرفوا الغيب استقلالاً، أي ليس من عندهم، لأن الله سبحانه وتعالى عنده هذه الخاصية وهي أنه يمحو ويثبت وعنده أم الكتاب. فالقدر هو علم الله سبحانه وتعالى الذي هو أوسع من المكتوب لأن
المكتوب يمكن أن يغيره في أي وقت طبقاً لإرادته وعلمه السابق في الأزل، إذا كنا نتحدث الآن عن السنن الإلهية، فربنا سبحانه وتعالى أخبرنا أنه لا تبديل ولا تحويل فيها. ولا نتحدث عن القضاء بمراد الله وهي المعجزة، يعني إن القضاء أو القدر هو جزء من السنة الإلهية. افهم هكذا، لا هو في... الحقيقة أن القضاء والقدر حقيقة ربانية، وليست سنة إلهية، بل هي حقيقة ربانية. أما السنة الإلهية فهي القوانين والقواعد التي يسير عليها التاريخ أو تسير عليها الخليقة أو يسير عليها الاجتماع البشري، كما قلنا أن العدل أساس الملك،
ومثل سنة التعارف التي جعلها... الله سبحانه وتعالى ميَّز بين الشعوب والقبائل "وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ". تعارف يعني أن الله سبحانه وتعالى بنى هذا الكون على التعارف، هذه سنة على التكامل، مثل التكامل بين الرجل والمرأة، والحاكم والمحكوم، وصاحب المال والعمال، تكامل. فجاء واحد يقول لي: لا، هذا هو الأصل. في الصدام والصراع أقول له: إنك هكذا لا تدرك سنة الله في كونه. سنة الله في كونه أنه قد بنى هذا على النظام وليس على الفوضى. فشخص يقول لي: لا، إن ربنا والكون كله فوضى، وأنا لا أفهم منه شيئاً. وذلك لأنه عندما أنكر الله لم يعد يفهم. شيء فقلت له لا، الفوضى ليست هي، ولذلك
عندما دعونا الآن إلى الفوضى الخلاقة، دعونا لماذا؟ لأن سُنّة السنة عندهم في هذا العالم أنها الفوضى وليس أي شيء آخر. هذه الفوضى الخلاقة جاءت أساساً من الهندسة، من غسالة الملابس، حيث وجدوا أن حلة الغسيل عندما تعمل ببرنامج. عندما تدور الغسالة يميناً أو شمالاً أو بطريقة معينة، تخرج الملابس بيضاء ونظيفة، لكن لو أنها اشتغلت عشوائياً ببرنامج عشوائي، ستُخرجها أكثر نظافة. العشوائية هي الأفضل، والعشوائية هي التي توصلنا للنتيجة. نسوا أن هذه العشوائية تتلف الملابس، فبدلاً من أن يدوم القميص عندك سنة، يدوم عندك شهراً فقط، لكن لا دعوة بهذه القصة، لكنه أكثر بياضاً في الحقيقة. فربنا
سبحانه وتعالى وضع نظاماً هم غير قادرين على إدراكه، ويأتون بالفهم الأول. فذهبوا آخذين هذه ونقلوها للسياسة وقالوا: هيا بنا نفعل ماذا؟ هذه الفوضى التي نعيش فيها، وهم لن يسيروا بالتي هي أحسن لأنهم - والحمد لله - قد تطوروا. ونحن لم نتطور بعد، وحتى نتطور ماذا نفعل؟ أنصنع فوضى خلاقة (الكريتيف كايوس)؟ حسناً، هذا الإبداع ضد السنن الإلهية. قال: لا، هكذا خُلق الكون. نحن ليس لدينا إله ولا لدينا شيء، نحن نعيش هكذا. سبحان الله! الإنسان إذا ابتعد عن السنة الإلهية، يعني كلما ابتعد عن... السنة الإلهية كلما زادت اضطراباً. وهذا هو ما يحدث بالفعل. انظر إلى الناس الذين يدمنون، وانظر إلى قضية الانتحار، وانظر إلى قضية الظلم والتظالم، وانظر
إلى الاستهانة بالدماء. أصحيح يا سيدي وأنت تظن أن هؤلاء الدواعش خرجوا هكذا من تلقاء أنفسهم؟ أغلبهم من الشباب القادمين من غرب أوروبا. لماذا؟ لأنه يخرج من جلده فذهب يقتل الناس بطريقة عشوائية ويقول لك: نعم، سنذبحكم وسنأتي لنذبح العالم بأكمله. كل ذلك للخروج من السنن الإلهية. طيباً، أستأذن فضيلتك أن نقرأ بعضاً من تعليقات حضرتك. سيدي المشاهد، قبل أن نتلقى الاتصالات، سؤالنا مرة ثانية كان يقول على صفحتنا على الفيسبوك. ما أهم السنن الإلهية من وجهة نظرك؟ شريف عبد الحميد يقول: منجاة الله والله أعلم. خالد جمال يقول: "اتلُ ما أوحي إليك من الكتاب وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون" صدق الله العظيم. ماماريتان تقول: قراءة القرآن الكريم مع تفكر وتدبر. معانيه وكنوزه،
لله الحمد. يقول: "السنن الإلهية هي التدابير العجيبة والغريبة في أمور المخلوقات من أرزاق ونظام كوني لا يعلم أسرارها سوى الله وحده سبحانه وتعالى". هذه كانت تعليقات حضراتكم. ننتقل إلى الاتصالات الهاتفية. الأستاذة سميحة. فضيلة، السلام عليكم. وعليكم السلام ورحمة الله. كيف حالك؟ أريد أستاذ عمرو. ربنا يبارك لك ويبارك بالدكتور علي جمعة يا رب، الله يحفظك يا سيدي، الله يحميك الدكتور علي جمعة. أنا أريد أن أسأل حضرتك سؤالاً، تفضلي. هل الجهل بأنني كنت أتخيل أنني لا أستطيع... فأنا أعمل، وكان زوجي يأخذ أموالي كلها، راتبي كاملاً، وكنت بجهلي أن... أنا لم أكن أعرف أنه كان واجباً عليّ أن أدخل، يعني كنت أظن ذلك. وقد انفصلنا الآن، يعني طلقني ولم يعطني أي شيء. أنا سألتك هذا السؤال، معذرة، لكنني أريد أن أعرف:
هل أنا في يوم القيامة سأقف أمامه وأطلب حقي منه؟ سألتنا هذا السؤال من قبل، نعم صحيح، لكن أريد أن أعرف: وبعد ذلك، هو لا ينفق على ابنته التي هي سيدة له وفريق قليل كذلك، مع أن دخله كبير جداً، فهل ذلك أيضاً يُعتبر صدقة لي عندما أنفق على البنت؟ وهل يُعتبر ذلك صدقة مني؟ يعني أتصدق. حاضر، تحت أمرك. حضرتك يا أستاذ ياسر، تفضل يا أستاذ ياسر. طيب، فقدنا الاتصال بالأستاذ ياسر. سيادة فضيلتك مولانا، دعنا نأخذ بعض الأسئلة من السادة المشاهدين. الأستاذ كرم يقول لفضيلتك: بسم الله الرحمن الرحيم، أخي رزقه الله بطفل ويريد أن يعمل له عقيقة، وكان
لديه طفلة ولم يعمل لها عقيقة، فهل المفروض أن الاثنين ما مقدارهما وهل يمكن التصدق بثمن العقيقة أو جزء منها في المستشفيات ولشيخنا جزيل الشكر. بالنسبة لأخت السائلة سلوى سميحة، المبلغ أعطته له عن رضا نفسها فهو ليس مديناً لها لا في الدنيا ولا في الآخرة، ثم إنه ذو طبع يعني قليل المرونة، هذه قضية أخرى. ربنا... سبحانه وتعالى يحاسب الناس حتى على هذا النوع من أنواع الحرص المقيت أو حب الدنيا أو الظلم أو محاولة الظلم أو الاستغفال والخداع وما إلى ذلك. فهي لا تخف من ناحية أنها ستأخذ حقها عند كريم، ستأخذ حقها كاملاً
وزيادة كما يقولون، فلا تفكر في... هذه القصة لأن الله سبحانه وتعالى هو ما يُعنى بقولنا "حسبنا الله ونعم الوكيل"، أي أنني وكّلت ربنا سبحانه وتعالى في أخذ حقي وإعطائي حقي وبزيادة أيضًا. أما بالنسبة للأخ كرم، فعليه ثلاثة خرفان، واحدة للطفل واثنتان للولد، وهذا هو المشهور، لكن في حديث أن واحدة هنا. واحدة هنا يعني الولد مثل البنت، طيب هل يمكن أن تذهبوا إلى المستشفيات؟ نعم! لا، يصلح هذا الكلام، لكن يذهبون إلى المستشفيات في صورة طعام، نعم بعد أن يُذبح، يعني نعم بعد أن يُذبح. نحن لا نريد أن نتخلى عن شعائرنا، فشعائرنا لها معانٍ سامية روحية ومعانٍ اجتماعية، لكن وأما المواجهة هكذا فلا يجوز استنباط معنى من النص
يعود عليه بالبطلان، ولذلك نحن نقول لا كما ورد. هكذا نفعل. نعم، رقم آخره اثنان وثلاثون، يسأل فضيلتكم عن مريض لديه مرض مزمن ويتعالج على حسابه ولا يُخرج زكاة على أمواله لأنه خائف أن تنفد ولا يستطيع علاج نفسه رغم أنه... يملك مئات الآلاف من الدولارات، ما حكم الشرع؟ هل نحسب الزكاة التي كان المفترض أن يدفعها وندفعها بعد وفاتهم قبل توزيع الميراث؟ نعم بالطبع، إذا كان الأمر كذلك ثم أنه توفي ولم يدفع الزكاة، يُحسب ما كان عليه ويُخرج قبل التوزيع. نعم، بارك الله فيكم مولانا، جزاكم الله خيراً. كل عام وأنتم بخير، شكراً لحضراتكم، ونراكم غداً بإذن الله في حلقة داخلية. إلى
اللقاء، اشتركوا في