#والله_أعلم | الحلقة الكاملة 3 مايو 2015 | حكم سؤال أهل الذكر .. وهل هو من الواجبات أم لا ؟

بالتالي يكون الأمر الأصوب والأصح هو أن نسأل، لكن هنا يكمن السؤال: مَن نسأل؟ حينما نقف حتى مع قول المولى
عز وجل ﴿فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾، هنا نتوقف عند مفهوم أهل الذكر، مَن هم أهل الذكر؟ هل يحق لأي شخص أوتي شيئاً من العلم أن يقول رأيه، أن يفتي في الناس، أن يبيّن ويوضح ويشرح؟ هنا نتوقف عند هذا المفهوم: متى نسأل، ومن نسأل، وما هي طبيعة الأمور التي يجب أن نسأل فيها، والأمور التي لا يجب أن نسأل فيها؟ اسمحوا لنا أن نناقش هذا الأمر. الإلهام مع فضيلة الإمام العالم الجليل الأستاذ الدكتور علي جمعة. أهلاً بكم فضيلة الإمام، أهلاً وسهلاً بكم، أهلاً بكم، أهلاً فضيلتكم. أولاً، أتوقف مع فضيلتكم على أهمية السؤال حينما نعجز عن تحديد موقف، خاصةً في الأمور الدينية. هنا، هل السؤال عن هذا الأمر هو أمر واجب؟ بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. أريد أن أستميحك
عذراً في دقائق قليلة أتوجه فيها بالشكر إلى علماء الأزهر الشريف، إلى الدكتور أحمد كريمة والدكتور عبد المنعم فؤاد والدكتور عباس شمان وكيل الأزهر وأستاذ الفقه في جامعة الأزهر وإلى غيرهم كثير ممن رأيناه أمس. وهو يفسر للناس الكلام الواضح الذي تكلمنا به دون اقتطاع، نعم وأرسل رسالة تحية إلى الأستاذة رولا خارسة على وجه الخصوص، وهي هناك، تعاون قديم وبرامج، وكانت من السيدات المذيعات المحترمات التي أجرت معي عدة حوارات، والحمد لله رب العالمين. بالأمس
قلنا ونصصنا بوضوح أن غير المحجبة ليست بكافرة، صحيح وأنا لا أكفِّر إطلاقاً أي مسلمة تصلي وتصوم وكذلك لا أكفِّر أصلاً أحداً من الناس، وإنما نحن نضع قاعدة لهذا الهجوم الشرس في ذلك التوقيت حتى يشغل مساحة عقولنا عن بناء الوطن، ونقول له اتقِ الله في نفسك، اتقِ الله في نفسك، والأمر ليس كذلك، فالحجاب لا يُعترض عليه. العلمانيون في الغرب في أمريكا لا يعترضون على الحجاب، وفي طوكيو لا يحتدّون على الحجاب لأنها مسألة تتعلق بمعتقدات الإنسان أو بشخصيته. فنحن لا نُكفّر من غير المحجبات، نحن كفّرنا أولئك
الذين ينكرون المعلوم من الدين بالضرورة، الذي أحد الصبيان يقول ليس هناك معلوم من الدين بالضرورة جاءنا من. الغرب لكي يعيد كل ما حدث في أواخر القرن التاسع عشر وفشل، ما هذا الإفلاس؟ هؤلاء الناس مفلسون، ويجتزئ من كلامه وهكذا إلى آخره. نصف كلام الدكتور عبد المنعم فؤاد بالأمس قال: لا، هذا يعرض أمره على القاضي كما قلنا بالأمس. صحيح والدكتور أحمد كليمة قال بعد تحديد. معنى الحجاب - لئلا يُفهم خطأً - يُطلق على النقاب ويُطلق على غطاء الرأس المُتعارف عليه. وهو يعلم بالطبع أنني أكتب في هذا الموضوع منذ مدة، وقد وقف معنا الدكتور عباس شومان متحدثاً بنفس كلامنا، وكأنه يعني كلام يخرج من مشكاة واحدة، وهي مشكاة الأزهر الشريف. رسالتي إلى
العلمانيين: اعملوا مساحتهم عن البناء عن التنمية عن الخير للناس، ابنوا البلد أفضل لأنكم تتبعون نفس الخطة الخائبة الخاسرة التي كنتم تفعلونها أواخر القرن التاسع عشر وفشلتم فشلًا ذريعًا، ولم يخرج هذا الشعب من دينه سبحانه وتعالى. كفى من ذلك، هناك مؤسسة اسمها مؤسسة الأزهر الشريف وعلى رأسها إمام من أئمة. المسلمين الكبار عالِم من علماء الدنيا مشهود له بالكفاءة هيئة كبار علماء ومجمع بحوث إذا سوف تفشلون في هذا نعم، ولكي أزيد الأمر إيضاحاً كان بعض مشايخنا بناتهم غير محجبات
على فكرة، يعني في عصر معين لم يستطع أن يُرغم ابنته ولا حتى يوجهها نحو الحجاب كثير جداً من. كان مشايخنا هكذا، ولم يكفروهم، ولم نكفرهم، ولم نفعل أي شيء. نعم، وقلنا إن الفتاة غير المحجبة ذاهبة ومعها شيء في حقيبتها لترتديه وتصلي. قلنا هذا مرات، ونرى ذلك كثيراً، ونذهب إلى كل مكان، ونعقد القرآن في كل مكان، ولدينا صور في كل مكان مع المحترمات المؤمنات. الطيبات اللواتي وجوههن مليئة بالنور بدين ربنا، فلندع هذه اللعبة جانباً، لأن هذه اللعبة سخيفة ولن تنطلي على أحد، وهي تضيع الوقت وتشغل مساحة في العقل المصري في هذا الوقت بالذات. ولن تنالوا
مرادكم، وسنقف أمامكم كما وقفنا أمام داعش التي لم نكفّرها، حتى داعش لم نكفّرهم، وهم المفسدون المجرمون. الخوارج كلاب أهل النار. لم نكفرهم لكي لا تنتشر ظاهرة التكفير وما إلى ذلك، ولكننا نقول إن الذي ينكر فرضاً من الإسلام ويفتري على الله ويخرج عن نطاق وعباءة هذا الدين، واختار أن يكون كذلك، فإنه يقوم بين... فأنا أبعث الشكر لرلة، أبعث الشكر لعبد المنعم فؤاد، أبعث... الشكر إلى أحمد كريمة، وأبعث الشكر إلى عباس شومان وكيل الأزهر مع حفظ الألقاب، وأبعث تحية لهذا الرجل الإمام، إمام المسلمين، إمام أهل السنة والجماعة،
فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر. وأنا أقول له: دُمْ على ما أنت عليه، اثبت في مكانك، كل الشعب وراء الأزهر وطوال... طوال عمرنا نحن الذين حمينا هذا البلد من الإنجليز الذين احتلونا ثمانين سنة، لم يستطيعوا أن يفعلوا ما فعله الفرنسيون في الجزائر. نحن الذين جعلنا مصر بعون الله تعالى كأسباب تحفظ القرآن. أجمل أصوات في العالم هي أصوات المصريين، وأعلى أداء هو أداء المصريين. الشرق والغرب يعرف هذه مؤسسة غريبة أنها لا تقول إلا الحق وأننا لسنا في فسحة من الوقت حتى
ندخل في مهاترات وقلة أدب وقلة ديانة وقلة حياء على الله ورسوله وعلى دين الإسلام. ليس في بلد الأزهر يُقال هذا، وليس في بلد الأزهر يُعلن أحدهم أنه يُنشئ حزباً، حزب الإلحاد، وليس في بلد الأزهر يُراد أن يَضْرِبُ الدِّينُ في مَقَاتِلِ مُؤَسَّسَةِ العَالَمِ وَمُؤَسَّسَةِ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالجَمَاعَةِ في العَالَمِ، وَسَنَظَلُّ نُدَافِعُ عَنْ هَذَا الدِّينِ إِلَى أَنْ نَلْقَى اللهَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى. وَهَذَا الَّذِي نُدَافِعُ عَنْهُ هُوَ سَبَبُ الأَمْنِ الاجْتِمَاعِيِّ، وَهُوَ سَبَبُ أَنَّنَا لَمْ نَقَعْ في يَدِ الخَوَارِجِ، وَهُوَ سَبَبُ أَنَّنَا نُبَلِّغُ دِينَ اللهِ لِلْعَالَمِينَ، فَأَنَا أَقُولُ لِلْعَلْمَانِيِّينَ هَؤُلَاءِ... ولا أرى ما اسمهم. يكفي فساداً والتفتوا إلى بناء البلد فهو أفضل لكم. فلندخل
الآن في الموضوع فاسألوا أهل الذكر، وهو كلام مناسب لهذه المقدمة حقاً. ربنا سبحانه وتعالى يقول: "وما أرسلنا قبلك إلا رجالاً نوحي إليهم". وهذه الحقيقة، هذه هي الحقيقة، بل هذا كلام رب العالمين. حسناً، أنا ما أؤمن عندما نزل القرآن على سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم أنني لم أؤمن بعد، وأريد أن أتأكد هل هذا الكلام روحاني صحيح، أي أن هذا الرجل صلى الله عليه وآله وسلم أمي لا يعرف القراءة والكتابة، هذا هو الصحيح. وأنا أيضاً لا أعرف القراءة والكتابة. وقال تعالى تعقيباً...
على هذا الذي حدث، إذا علمت ذلك فأفصح عما دفعك إليه. "اسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون". بعض الناس يظن أن "فاسألوا أهل الذكر" تعني الأنبياء والمرسلين. حسنًا، هل كان هناك أنبياء ومرسلون؟ إن النبي عليه الصلاة والسلام جاء على حين فترة من الرسل، فكيف لي أنا الذي سمعت هذه من فم سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم يقول لربنا: "اسأل أهل الذكر" الذين هم من؟ هم أهل الوحي، هم أهل الكتاب. فالذكر هو الكتاب، فبحث الجماعة: يا جماعة، أنتم ربنا أتاكم وأرسل لكم أنبياء وأنزل عليكم كتباً حقاً، كما
قال: "وما أرسلنا من قبلك إلا". رجالاً نحييهم، فاليهود قالوا: "آه، والله يا أخي، هذه تكون العبارة لسيدنا النبي، صحيح؟" هكذا، فذهبت أسأل المسيحيين الذين أنزل الله عليهم كتاباً، فهم ليسوا وثنيين بل هم أهل كتاب، أهل النبوة، يعرفون معنى الله، يعرفون معنى الوحي، يعرفون معنى التشريع، يعرفون معنى الكتاب، يعرفون معنى... آخرُه عالمون ما معنى عقاب وثواب، وعالمون ما معنى صفات الله سبحانه وتعالى. فرحت أقول: الحق يا جماعة، يا إخواني المسيحيين، حقٌ أنه "وما أرسلنا من قبلك إلا رجالاً نوحي إليهم". قالوا: نعم. فلما جاء القرآن ونزل
ورحل النبي عن عالمنا، "فاسألوا أهل الذكر" الذين هم مَن؟ الذين هم العلماء أهل القرآن يعني... طيب، هو القرآن ذُكر: "إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون"، وقبلك في ذكر. هو يقول: "ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر". الله سمى القرآن ذكراً لكي نتذكر به، يعني قال نعم. إذاً "فاسألوا أهل الذكر" بموجب الآية وبنصها لا علاقة لها بالأقدمين. هذا له علاقة بمن كان في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ممن نُسب إلى الذِّكر، ولذلك نحن قد نُسبنا إلى الذِّكر لأننا اشتغلنا بالقرآن. إذاً سنذهب لنسأل مَن؟ نسأل
أهل القرآن. حسناً أستاذ، فضيلتك بعد الفاصل نوضِّح بعد إذن حضرتك في هذه الجزئية. عفواً، كيف يستطيع المشاهد الكريم أو... كيف يستطيع الإنسان البسيط أن يميز ما بين أهل العلم ومن يدعي العلم؟ كيف يستطيع أن يميز في هذه الجزئية؟ هناك كثير ممن تظهر
عليهم مواصفات - لا أقول رجال الدين فلا يوجد رجال دين - ولكن علماء الدين يعني، أو أنهم من أهل الذكر، ولكن للأسف أخذوا المجتمع في الكثير من التشويش لدى العامة وربما الآن الناس تراجع نفسها في هذا الأمر، بالتالي أرجو من فضيلتك أن توضح لنا ما هي مواصفات أهل الذكر الذين جاء ذكرهم في القرآن الكريم في هذه الآية. دعنا لكي نكون مركزين في مصر: هل علماء الدين هم أهل الأزهر الشريف فقط وحصرياً؟ فقط وحصرياً من تعلم في هذا المعهد تعلم القرآن وتفسيره، وتعلم الحديث وشروحه، وتعلم اللغة العربية، وتعلم أصول الفقه، وتعلم العلوم المساعدة كالمنطق والحكمة العالية، وتعلم
علوم المقاصد كالتوحيد والفقه والأخلاق الإسلامية المسماة بالتصوف، وتعلم علوماً كثيرة أخرى كعلم الوضع وعلم الهيئة وعلم البلاغة وعلم كذا إلى آخره، فاستوفى الأمرين. ما هذان الأمران؟ الأمر الأول هو الأكاديمية التي تشمل الصف الأول الابتدائي والثاني الابتدائي والمرحلة الإعدادية والثانوية، ثم بعد ذلك الجامعة التي فيها امتحانات وشفوي وتحريري وعلوم مساعدة ومناهج تطبيقية وبحث، ثم بعد ذلك دبلوم فماجستير فدكتوراه فأستاذ مساعد فأستاذ فعضو لجنة الترقيات فعضو هيئة كبار العلماء فعضو... أعلم أن هناك في مجال العلم، تخيل حضرتك أنني
التحقت بكلية الطب بجامعة عين شمس أو قصر العيني أو الإسكندرية، وذهبت واشتريت مجلة كانت تصدر في الماضي اسمها "الدكتور"، والآن وحتى الآن تصدر مجلة أخرى لم أكن أريد ذكرها لئلا تقولوا لي إنه إعلان أو شيء ما، اسمها "طبيبك الخاص"، اقرأهم كلهم واحفظهم بشكل جيد، اسأل الآن أي طبيب على وجه الأرض: هل إذا صرت أحفظ هذا وأسترجعه وأستوعبه أصبحت طبيباً؟ بالتأكيد لا والله أبداً. الرجل الذي عمل كممرض مع الطبيب الجراح لمدة ثلاثين سنة، هل أصبح جراحاً؟ قطعاً لا. ولو نسي نفسه واشتغل كجراح ونجحت العملية، سيدخل السجن. انظر! ونجحت العملية. لماذا يدخل
السجن؟ يدخل السجن لأنه ليس جراحاً، لأنه عندما فتح جسد الإنسان أصبح معتدياً عليه. حسناً، ولماذا مجدي يعقوب ليس معتدياً عليه؟ مع أنه فتح نفس الفتحة. نعم، مجدي يعقوب طبيب جراح عالمي، السير مجدي يعقوب. أما أخونا هذا عم عتريس، فعم عتريس ليس طبيباً. هناك فرق بين الدين والتدين. الدين هو علم، وهذا العلم يُدرَّس في الأزهر. وعندما جاء المصريون - وهم عباقرة وأساتذة - في يوم من الأيام وأسسوا كلية الحقوق، احتاجوا إلى أن تُدرَّس فيها الشريعة، فاتفقوا على ألا يكون أستاذًا ولا رئيس قسم
في قسم الشريعة. إلا الأزهري وإلى يومنا هذا لأنه هو التخصص واحترامه لأنه هو هذا التخصص الخاص بهذه المسألة، وليس شخصًا قارئًا أو من أجرى بحثًا في الشريعة فقط. فتولى هذا الشيخ علي حسب الله، والشيخ علي الخفيف، والشيخ أحمد إبراهيم بك، والشيخ محمد أبو زهرة، والشيخ فرج السنهوري، وهم مشايخنا في الأزهر. الذين تولوا هكذا تولى هذا ذكي الدين شعبان، تولى هذا أبو العنين، إذا الله هذا والغاية اليوم رؤساء قسم الشريعة بكل كليات الحقوق التي في البلاد على مر العباد لابد أن يكون أزهرياً، انظر
العبقرية والاعتراف، فتحوا دار العلوم قالوا لأجل أن ندرس الجانب الجديد في الجانب اللغة والأدب والتطور والمقارنات وما لا أعرف إلى آخره، فإذن لحامل السنوات الأزهرية أن يدخل في دار العلوم لتصبح كأنها بنت الأزهر الشريف. مَن الذي درس فيها؟ حسن الطويل، حمزة فتح الله أو فتح الله حمزة، الشيخ فتح الله صاحب الفتوحات. أئمة الأزهر هم الذين درسوا في دار. العلوم إذا نحن عندنا محلولة هنا في مصر، هو خريج أزهر أم
ليس خريج أزهر؟ لا، هو خريج أزهر. خريج الأزهر يكون قد امتُحن في القرآن، ونجح في التفسير، واختُبر في المنطق، وأجروا له امتحاناً تحريرياً، ونجح وسقط حتى ذاق المر والمرار، وحفظ حتى خرج مسكين آه. هو هذا الشيخ كما تقول حضرتك دائماً الذي معه الأدوات، الذي معه الأدوات، أما شخص آخر ليس معه الأدوات. الذي يفهم، الذي يفهم، يأتي إذن رجل متدين، وجهه هكذا جميل، لحيته مهذبة، يلبس جلباباً مكوياً، ومعلق زراً (مانشيت)، وهو ما يسمونه هناك في السعودية كُبك، نعم، لكن اسمه بالفرنسية. المانشيت خلاص! هذا المانشيت يفعل هكذا، هو أنيق، حسناً، ماشٍ، من الخارج رائع جداً، ومن الداخل حفظ القرآن. حسناً، وهل حفظ القرآن
وحده يكفي لأن يتصدر للأحكام الشرعية وللأمور المرعية وللمقاصد الدينية والعامة؟ لا، لكنه قرأ لفلان وقرأ لعلان، حسن، مثلما قرأ صفحة الدكتور هذه أو... صحيفة الدكتور صحيحة تماماً ومضبوطة، وحفظها مضبوط، ولكنه ليس شيخاً، وليس عالماً، وليس من أهل الذكر. لماذا يفعل هكذا؟ إنها الشهوة، شهوة التصدر، يريد أن يصبح عالماً بأي طريقة، يريد أن يقلد الشيخ كشك. سمع الشيخ كشك وبعد ذلك قال: يا مناسب، كيف حاله؟ وذهب يخطب، وألقى خطبة جميلة والناس وهكذا إلى آخره واستمتعوا من الفصيح المليح هذا، حسناً، اخطب يا سيدي، لكنك لست عالماً، بل الشيخ
كشك كان عالماً أما أنت فلست عالماً. الشيخ كشك خطب وجمع حوله جمهوراً، وشخص يستمع للشيخ الغزالي، فالشيخ الغزالي كان خطيباً فصيحاً، وشخص يريد أن يفعل مثل الشيخ الشعراوي، كان هناك شخص يقلده. الشيخ كشك في نبرة صوته في التوتر الناتج عن ضغط الكلام هكذا، وكان يفعل ذلك دائماً، والناس تحبه كثيراً، يقولون: "الله، هذا الشيخ كشك رائع". ماذا يا أبناء؟ نعم، ولكن لا أعلم إذا... يا جماعة انتبهوا أن لدينا حلولاً لأننا عباقرة، الأرض، هؤلاء المصريون، أحب مصر. كثيراً وأحب المصريين كثيراً. لماذا؟ دعني أحل لك المشكلة. عندما تذهب إلى بلاد أخرى تجد الشيخ متجهماً هكذا،
وجالساً في الكرسي متظاهراً كأنه شخص مهم. فتذهب إليه وتجده ليس لديه شيء، لم يدرس. أنت يا سيدي، ماذا درست؟ ماذا قرأت؟ يقول: قرأت على شيخي فتح الباري مرتين. حسناً، وهل هذا الله، يعني ما درست النحو، يعني ما درست المنطق. يقول لك: ما فائدة هذا؟ نعم، ما فائدته؟ فائدته أنك ستصبح متطرفًا كداعش، فائدته أنه سيتولد الجيل الذي بعدك أو الذي بعدك سيصبح متطرفًا كداعش. كنا نصرخ في هؤلاء أنكم أنتم بهذا الشكل فقدتم إدراك النص بطريقة تمنعكم من الانحراف. تركب إلى الإسكندرية وركبت إلى أسوان، فكل محطة ستمكث فيها تكون في ضلال بعيد، تبتعد عن الإسكندرية. الذي يحدث الآن هكذا بالضبط. هناك فرق بين الدين والتدين،
الدين علم والتدين ماذا؟ عمل، نعم ثم يأتي القادم إلينا من الغرب على جناح بعوضة، فيقول لك ماذا؟ يقول لك ما... لا يوجد شيءٌ اسمه دين وتدين، ولا يوجد شيءٌ اسمه علم دين. نعم، بالطبع يجب أن تقول هكذا، لأن الخطوة الثانية هي أن تستقل بالأحكام والاختيارات والفهم وبكل ذلك. ثم ثانياً، تهيل التراب على تراث الأمة، ثم ثالثاً، تسلم هوية الأمة التي ظلت صلبة أمام الذوبان، تسلمها للذوبان. حسناً. وماذا بعد؟ ماذا نريد أن نفعل؟ أنسرع في الذوبان في الأمم وننتهي من الأمر؟ هل نستسلم؟ هذه هي القصة كلها. فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون. أهل الذكر لدينا هم العلماء الكبار، أهل
الذكر لدينا مجمع البحوث الإسلامية، أهل الذكر لدينا دار الإفتاء المصرية بما فيها من علم، أهل أهلَ الذكرِ! أَتَعلَمُ كمْ لدينا من متخصصٍ في الفقهِ والأصولِ؟ أربعمائةٍ وثمانين أستاذاً، أربعمائةٍ وثمانين أستاذاً! اتصلَ الناسُ بهم. يجب أن ينزلَ هؤلاءِ الناسُ إلى الساحةِ حتى لا تقولَ لماذا الشيخُ فلانٌ والشيخُ فلانٌ، وهو ليس شيخاً ولا شيئاً، إنه مجردُ شخصٍ سِمَتُهُ في... الظاهر غير حقيقته العلمية، ولذلك عندما قرأنا كتب هؤلاء وجدنا أشياء تضحك منها الثكلى، وتسقط منها الحبلى، ويشيب منها الأقرع. أتعلم أن الأقرع سيشيب وهو ليس لديه شعر؟ كيف سيشيب إذن؟ منابت الشعر لديه تالفة. هذا هو الذي يحدث. نحن في مهزلة، ويجب علينا أن
ننهي هذه المهزلة الآن. لماذا أتحدث بصراحة كبيرة كهذه؟ يكفي هكذا، يكفي، نعم يكفي. حسناً، بالطبع يجب أن نسير بشكل صحيح لأنه ليس لدينا متسع من الوقت. لا بد أن نجدد الخطاب الديني. سأعرض برنامجي لتجديد الخطاب الديني في قضايا الناسخ والمنسوخ، وقضايا المحكم والمتشابه، وقضايا البنية الجُمَلية في القرآن، وقضايا الدلالة الاستقلالية، وقضايا الإلهية وقضية المبادئ العامة وقضية المبادئ الإنسانية وقضية كذا إلى آخره سيرفضها وسيقول لي: "هل ذكر القرطبي هذا؟" فأقول له: "نعم، أتتصور أن القرطبي ذكره، لكنك لا تفهم. أنت تريد القرطبي أن يذكر هذه الألفاظ بعينها". وآتي لأقول له النماذج الأربعة في السيرة، وآتي لأقول له كذا، فيقول لي: "هل ذكروا نعم
لأن هذا هو منهج السابقين الذي لم تستطع الوصول إليه لأنك حصرت نفسك في النص وفي مفهومه الذي تعرفه وليس في مفهوم العلماء المتكاثر الذي يعرف حقيقة الإسلام وحقيقة أمره. لا يمكن أن يحدث تجديد لهذا الخطاب الديني إلا من داخل المؤسسة الأزهرية، فالشخص الذي خارجها لن يستطيع لماذا يجدد؟ لأنه لا يملك الأدوات، لأنه لا يملك النظارة، فماذا سيفعل بنا؟ سيأخذنا إلى محطة مصر وسنسأل: "هل هذه هي المحطة يا شباب؟" سيقولون له: "نعم". ويُركبنا قطار الصعيد. سنسأل: "هل ركبنا القطار يا شباب؟" "نعم". "ونحن ذاهبون إلى الإسكندرية؟" "لا". مقلب كبير، مقلب كبير
نتعرض له الآن ويجب تنبه كل الشعب لهذا المقلب، فالأزهر الشريف هو أهل الذكر وهو الذي حمى هذه البلاد وسيظل يحميها إن شاء الله إلى يوم الدين من الانحرافات والتلاعبات التي تأتي بها الجماعات الإرهابية من ناحية، ومن المفسدين في الأرض من ناحية أخرى، ومن الأجندات الغربية والطابور الخامس من ناحية ثالثة، وكل... هذا ويقف الأزهر شامخاً. من أين يستمد الأزهر قوته هذه؟ من الشعب. يحبه، الشعب حساس، الشعب واعٍ هكذا، يعرف أهل الدنيا ومن الدنيا في أيديهم. الأزهر [يدعو]: "اللهم اجعل الدنيا في أيدينا ولا تجعلها في قلوبنا".
أهل الدنيا يبيع أحدهم أباه من أجل المال. هذه هي القصة، فأنا عندي هذا نص وتوجيه لعموم المسلمين أن يلتفوا حول علمائهم، وقد قلت لك قبل ذلك، أتذكر أن كل الفرق التي ضلت عبر التاريخ الإسلامي أول شيء تقدح فيه هو العلماء، أليس كذلك؟ والشيء الثاني تقدح في المصادر. هاتان نقطتان: شكك في العلماء ولن نعرف الحق، لأن عامة الناس لن يستطيعوا التشكيك شكك في المصادر فأصبح يضرب لك السنة أو يريد إلغاءها أو يريد أن يقول إنها ليست حجة أو يريد أن يتلاعب بها ويضرب لك القرآن، أو يحاول أن يقول لك مرة إنه محرف، ومرة يقول لك إنه ناقص، ومرة يقول لك إنه كان زمنياً، أي أنه كان
في زمن معين. وأخيراً اصطدم به مرة هكذا، كل هذا اصطدم بصخرة، ما هذه الصخرة؟ إنها الكتلة الصلبة من العقيدة، من الذي صنعها ومن الذي يحميها ومن الذي يطورها ومن الذي يقدمها ومن الذي... إنها مؤسسة عريقة لها ألف سنة ناجحة، مرت عليها أهوال فنجاها الله بماذا؟ بالباقيات الصالحات، ما هي الباقيات الصالحات؟ تلك الركعات التي أداها هؤلاء المشايخ الأتقياء الأنقياء الأولياء لله في الليل، والقلوب الضارعة والألسنة الذاكرة هي التي
نجّت هذا البلد. إن حبهم للنبي ولأهل بيته أبداً ما فرطنا فيه ولا نفرط. رسالة إلى الجميع: ضعوا أيديكم في أيدينا لبناء هذا البلد، فليس لدينا متسع من الوقت، ولا تشغلوا حتى نبني لأبنائنا وأحفادنا قبل الرحيل من هذه الدنيا رحيل السكان من هذه الدار، وأنتم ترون الذي لا فائدة فيه، والموت حقيقة، فاجعلوا الدنيا في أيديكم ولا تجعلوها في قلوبكم حتى يرضى عنكم الله وحتى تقر بكم عين رسول الله عليه الصلاة والسلام. قال: "أنتم
يومئذٍ كثير، لكن غثاء كغثاء ينزع الله المهابة من قلوب عدوكم ويلقي الوهن في قلوبكم. قالوا: يا رسول الله، وما الوهن؟ قال: حب الدنيا وكراهية الموت. تذكر الموت هازم اللذات ومفرق الجماعات. كلنا سنموت، فاعملوا شيئاً لوجه الله، اعملوا شيئاً لهذا البلد. دعوا الأعمال التي تضلل الناس، وهذا ما قيل، فاسألوا أهل الذكر إن كنتم حسناً، أستأذن حضرتك بعد الفاصل لنتحدث في مسألة أخرى أو للرد على بعض الشبهات في هذا الأمر. البعض يقول بأنه حينما ينحصر أهل الذكر في فئة معينة من العلماء، فإن هذا يكون أشبه بالثيوقراطية أو حكم علماء أو رجال الدين، على غرار ما
حدث في القرون السابقة والقرون الوسطى في كانت الكنيسة تسيطر على عقول الناس في ذلك الوقت. كيف ترد فضيلة الإمام على هذا؟ فهمنا وتعلمنا أن هناك فارقًا بين العالِم الذي أخذ العلم منذ نعومة أظافره حتى أصبح شيخًا جليلًا، وبين من حصل على العلم من خلال شراء الكتب أو من خلال الأقراص المدمجة. تعلمنا هذا، ولكن البعض يتخوف من أن تتحول فكرة أن أهل الذكر ينحصرون فقط - مع كامل الاحترام والتقدير - في بعض المؤسسات أو من
علمائها، إلى أن يتحول الأمر سنةً بعد سنة أو قرناً بعد قرن إلى ما يشبه تحكم المؤسسات الدينية في الشعوب وفي فكر الشعوب وفي تقدم كما حدث وكما تعلم حضرتك أكثر مني منذ أزمنة في أوروبا، من يظن ذلك ليس منتبهاً، ليس منتبهاً إلى ماذا؟ لدينا آلية تسمى الاجتهاد، والكلمة التي ذكرتها في بداية الحلقة وأنت تقول: "على ما درجنا عليه" وهو قد أتانا من ترجمة الرجال. الدين نعم ثم صححت وقلت علماء الدين. هذا هو مربط الفرس. أصلاً نحن ليس لدينا رجال دين لكي تصبح أي مؤسسة ثيوقراطية. نحن لدينا اجتهاد. لدينا أنا
- تبعاً للشيخ عبد الله المشد - أقول نأخذ عشرة في المائة على الزكاة. الشيخ عبد الله المشد هذا من هو؟ هذا وعضو مجمع البحوث ورجل من كبار العلماء رحمه الله، ذهب إلى [مكان] وذهب بعد فهم واقع الأوراق النقدية (البنك نوت) أن الذي له وديعة في البنك، والوديعة معناها ذهابها شتى في الاستثمار في التجارة والزراعة والصناعة وغيرها إلى آخره، يحصل على عشرة في المائة من العائد، وكان الشيخ عبد الفتاح يرحمه رئيس جامعة الأزهر وعضو هيئة كبار العلماء يقول لي: "أنا لست مع هذه الفتوى". فسألته: "لماذا يا سيدنا الشيخ لست معها؟" فقال: "هكذا
ضيقت على الفقراء أموالهم، فالمليون كانت ستنتج خمسة وعشرين ألفاً، أما المائة ألف التي تنتجها المليون فستصنع عشرة فقط وفقاً لفتواك هذه". إذاً أنا بدلاً من أن أعطي للفقير خمسة وعشرين ألف سأعطيه عشرة آلاف فقط، فأنت بذلك قللت مما يحصل عليه الفقير. نعم، فإنني غاضب من هذه الفتوى. أقول له: إن أسبابي هي تشبيه الوديعة بالأصل المستثمر، وكله أصل مستثمر، فيكون على السمرة وليس على كسبر قوم. يقول لي لا ويقف معه الدكتور أحمد طه ريان ويقول لا يجب أن نُخرِج اثنين ونصف في المئة من الأصل فيكون هناك خلاف وفي هيئة
كبار العلماء ويغضب يقول لي أنا غاضب منك، أنا أصبر على غضبه هذا، شيخنا لا يوجد، لكن هل نحن لدينا كهنوت؟ ليس لدينا كهنوت يعني. ما معنى "كهانوت"؟ أي رجال دين، بمعنى أن هناك شخصًا يتخذ القرار بالموافقة أو الرفض. لا يوجد شيء كهذا. افترض أن مجمع البحوث الإسلامية أصدر [قرارًا] قائلين: يا إخواننا، ظهر أن اثنين ونصف في المائة ما زالت الفاتحة الخاصة بي صالحة، ويجوز للمسلمين تقليدها، نعم، لأنني رجل متعلم وأقول برؤية ما هو قائم مع مشايخي وأساتذتي وله وجهة نظر أخرى تُسمع وتُحترم وهكذا إلى آخره، ونحن قلناها لكي لا نضيع المسلمين
ونضيع ونجعل الغني فقيراً طوال عمره، ولا هو يرضى بذلك. المخالف لي رحمه الله أو بارك الله فيه وهو حي لا يقول بذلك. كان لدينا سيدنا الشيخ تنطوي فأنا افهم من أين أتت هذه العشرة في المائة. فشرحت له ذلك، فقال: "الله! إذا لم تكن المائة ألف تكفيه، فلا زكاة عليه". قلت له: "لا أستطيع أن أقول هكذا يا أهل: لا زكاة عليه". أأنت منتبه؟ أين إذن الكهنوت؟ لم يأتِ الشيخ سيد رحمه الله تعالى وهو شيخنا وأستاذنا ولا... قال لي بموجب ما السلطة عليك أو بموجب أنني شيخ الأزهر الإمام الأكبر ولا بموجب أنني كنت عميد الكلية وأنت معيد ولا بموجب أي شيء إلا أنه
يقول لي إن رأيي مخالف لرأيك، فأين إذاً هذا التصور؟ لكن هناك لا كان في الكنيسة الكاثوليكية لا الكنيسة. الكاثوليكية تقول هذا محرم خلاص فيكون محرماً، هذا يُعدم، هذا يُحرق، هذا يُحرق، هذا يُعدم، هذا يفعل كذا، إلى أن ضجّ الناس. صحيح، أين أصبح هذا جزءاً من الدين؟ لكننا ليس لدينا إنتاج للدين هكذا، الشيخ يؤلف كتاباً ويقول فيه أنني مخطئ، فأنا أرد. عليه بكتاب وأقول وجهة نظري كذا وكذا فأين الثيوقراطية؟ وقس على هذا في مئات المسائل بل الآلاف. إذن لدينا آلية الاجتهاد هي التي جعلت لدينا علماء دين وليس
رجال دين. بعض إخواننا يظهر له طريقة في العرض - وانتبه - قد تعجب الجمهور وقد لا تعجبهم، وبعد ذلك... أنا أختلف معه فأقول له: والله طريقتك هذه مقلقة، أنا لم أفعلها. فيقول لي: لا، أنا فعلتها ولا سلطان لي عليه ولا سلطان له علي. فأين الثيوقراطية إذن؟ الثيوقراطية هي أن توجد جهة معينة تنتج الدين كما هو، ولذلك عندما تكلمنا في الحجاب وقلنا لم يقل به عالم طب. أحضروا لي عالِماً هكذا قال بهذا الكلام، فيقول لك: "لا أعرف، الأصل أنه توجد كلمة هنا أو كلمة"، ثم نعود فلا نجدها، بل نجد معنىً آخر تماماً، كما أنه لم يفهم لا القرآن ولا
السنة، ولم يفهم التراث. إذاً، فنحن ليس لدينا رجال دين، ليس لدينا سلطة تُصدِر، ليس لدينا اجتهاد، وهذا الاجتهاد يصنع حركة من حركات المرونة مع المجتمعات. أحياناً عندما نتأخر في الاجتهاد نظهر أمام الناس كأننا متجمدون. هذا صحيح عندما ننسى الاجتهاد، ثم نقول من داخلنا: "يا إخواننا نحن هكذا متجمدون، يجب أن نفعل شيئاً". فنأتي متأخرين في أمرٍ كان قديماً الذي يقول لزوجته أنتِ طالق. ثلاثُ تطليقاتٍ تُطلَق ثلاثًا إلى أن جاء القانون، فاجتمع العلماء وقالوا: "هذا ضياعٌ"، كان قديمًا المرأة تستطيع أن تقول إنه ليس لديها عدة لمدة طويلة، فلم يأتها
بريده، فتُلزِم الرجل بدفع نفقة العدة. جاء القانون وأخذ بالطب فقال: "لا، ثلاثة عشر شهرًا وانتهى"، جعلها سنة. هكذا نحن نتطور ونتطور بشدة. جداً، والأساس الخاص بالفكرة أنه لا يوجد لدينا رجال دين. مرة كنت في مؤتمر في فرنسا، فسألني أحدهم: "لماذا لا تغيّرون القرآن؟" فقلت له: "لا يصح ذلك، لا نستطيع". قال: "لماذا؟" لأنه يعتقد أنه من الممكن أن تكون رجل دين فيمكنك تغيير القرآن، ويمكنك حذف شيء وإضافة شيء، وهذا كلام الذي نحن نسمعه هكذا قلت له لا يصح هذا، فالطفل الصغير حفظه ويرفض مني هذا. قالوا: من أنت؟ رجل دين؟ كيف سلطتك؟ أي طيب، يعني ما صلتك؟ قلت له: أما أنا فلست رجل
دين. قال له: إذاً من أنت؟ قلت له: أنا عالم دين. قال لي: ماذا يعني ذلك؟ سيبقى القرآن كما هو، فقلتُ له: نعم، سيبقى القرآن كما هو. قال: هذا شيء عجيب أن يبقى القرآن هكذا وتقولون إنّ فيه مرونة. تتصور أنه شيء عجيب فعلاً لأنه لا تنتهي عجائبه ولا يَخلَق من كثرة الرد. نعم، بارك الله فيكم، فضيلتكم إمامكم، جزاكم الله خيراً. شكراً لحضرتك، ننتقل إلى الاتصالات الهاتفية وأسئلة حضراتكم. عفواً، الأستاذة أمامك، تفضلي. السلام عليكم. وعليكم السلام. تسمحين، عندي سؤالان، تفضلي. أنا قلت، يعني لدي سؤال محير جداً سألت فيه أناساً كثيرين ولم يجبني أحد إجابة واضحة. أنا مثل كثير من الناس، لدي للأسف خصومات مع أشخاص. منهم أخي، والحل الوحيد بعد إيذائه لي هو أننا لا نتكلم معه. فالآن أنا علمت أو أخبرني
بعض الناس أن النكد والإزعاج لا يُتقبل أبداً، لا صلاة ولا صيام ولا دعاء ولا أي شيء. فما هو الحل الآن؟ يعني هل لا يوجد حل؟ أنا لن أصالحكم، هذا مبدأ. ماذا أفعل أقتل وأصوم وأصلي بذكر الله، ربنا لن يتقبل. نعم، ولماذا؟ الحل في الخلاف أنا صالح وأُصلح أي شخص آخر بيني وبينه. إنني أفعل ذلك لأنني مخصص. أنتم تريدون تجنب أي أذى من الأخ، فلن يحدث هذا إلا بالمقاطعة. لا يمكن أن أتكلم معه حتى. لا يصح أن أقول كلمة "حاضر" يا حضرة، لقد أهنتني كثيراً فلست قادرة على مسامحتك. حاضر، هل هناك سؤال آخر؟ نعم، لو سمحت، أنا ألغي التركة والصراف لفترة معينة. هناك أشخاص دخلت عليهم في اليوتيوب قالوا لي أنني إذا أردت التوبة، عليّ بالتوبة من جميع ما سبق وأن أصلي وأكثر يقولون لي إنه يجب أن أصلي الفائتة مع صلاتين فائتتين، حسناً، ما هي المشكلة بالضبط؟ يعني كم عدد الصلوات التي فاتتني بالتحديد؟ حسناً، ما هو الحل الآن؟ شكراً جزيلاً، شكراً جزيلاً لحضرتك فضيلتك، فضيلة الشيخ، سيدي. أهلاً وسهلاً، مساء الخير، مساء الخير سيدي، إذا سمحت، أريد أن أسأل. فضيلة الشيخ، لدينا مدفن من غرفتين،
واحدة فارغة وواحدة ممتلئة، ووالدي كل يوم خميس بعد العصر يذهب وينزل في القبر الفارغ ويجلس يقرأ القرآن بداخله، فأريد أن أعرف هل هذا حلال أم حرام؟ والسؤال الثاني: هل من الأفضل الدعاء في السجود بالأدعية الموجودة في القرآن مثل "لا إله إلا أنت كنت من الظالمين هذا صحيح أم خطأ؟ يعني جائز أم غير جائز؟ حاضر يا سيدي، شكراً جزيلاً لحضرتك أستاذ. المهاد فضل يا سيدي، علوٌّ فضل، علوٌّ. نعم يا سيدي، مساء الخير، مساء الخير يا سيدي. تحياتي لحضرتك وللفضيلة الشيخ. أهلاً بسيادتك. أقول لحضرتك أنا عندي خمسة وستون سنة. تفضل يا... سيدتي، أنا امرأة مسنة، يعني إذا كان هناك طباخ صغير في السن عندي، أو بحجمي، أقابله بشعري المكشوف. أنا محجبة منذ عام تسعين، لكن ربما الطقس الحار وما شابه يجعلني أحياناً أقابل هذا الطباخ بشعري المكشوف، لأنني منذ زمن كذلك أفتح
السوبر ماركت أو أفتح أي شيء وأقابلهم هكذا. بشعري فهل هذا يسري يا فندق؟ وفي سؤال آخر بعد إذن حضرتك، لتسأله النفس... تفضل. أنا لدي قريبة عندها كلب شرس، تضعه عند مدخل البيت، فهي تريد أن تُدخله داخل البيت. وقد قال لها بعض الناس أنه إذا دخل الكلب البيت فإن الملائكة لن تدخل البيت. حسناً، فقد سألتني بالأمس هل يجوز؟ فقال: "طبعاً، أنا لست شقيقها ولا أي شيء لكي أرد عليه". تمام، وصلت الفكرة. حاضرون، نحن تحت أمر حضرتك. شكراً جزيلاً لحضرتك فضيلة الإمام. بالنسبة للأخت إيمان، هل تقاطع أخاها لكي تتجنب أذى؟ إيمان قالت شيئاً يعني تقول: "أنا لست أكلمها، أنا لست أكلمها". يعني لو قلت لها... كلميه لن أكلمه. حسناً يا إيمان لا تكلميه، اتصلي به، أرسلي له رسالة. لا تكلميه،
أرسلي له رسالة بالهاتف المحمول. انظري ما هو رقمه وأرسلي له "كل عام وأنت بخير" في العيد. حسناً، "كل عام وأنت بخير" في عيد الأضحى. هذا أدنى الأمور. نعم، فهي تقول: أخبركم بأنني أكره الكفار وأنا لن أتحدث معه، وسيقول لي الشيخ كلميه، لن أتحدث معه، حسناً، هكذا الأمر. لأنني كنت أقول لها كلميه، لكنها تقول لي: "خلاص أنا اختنقت، أريد أن أتجنب أذاه". واضح أنه يُعزيها وهي تريد أن تتجنب أذاه. ولا تعرفينه، أرسلي له رسالة مرة واحدة في السنة تقولين فيها "صباح الخير" وبعد ذلك تقول أنا فاتتني فرائض، نعم لازم أن تقضيها فدين الله أحق أن يُقضى. لا أعرف كيف أحققها، تصلي بالتقدير وتقول: حسناً، أنا جاءني الحيض متى؟ وأنا كان
عمري كم سنة عندما بدأت أصلي؟ وأنا عمري كم سنة الآن؟ هذه ثلاثة عشر، وهذه ثلاثة وعشرون، إذاً أنا تأخرت سبعة لمدة عشر سنوات بالتمام فتستطيع وتصلي، وفتوى دار الإفتاء هي الصحيحة، والذي سمعته على اليوتيوب ليس هو الصحيح. صحيح أن هذا متعلق بأن يذهب المرء ليقرأ القرآن في المقبرة، فليس في ذلك شيء، فهذا قرآن نور وبركة، ومثل هذا فعله السلف الصالح ومنهم السيدة نفيسة كما قالوا. إنها قرأت مائة وأربعين ختمة في قبرها الذي بُني عليه هذا المسجد. هل أدعية القرآن في السجود جائزة؟ نعم جائزة لأنها ليست قرآناً. يعني نهى رسول الله عن قراءة القرآن، فكيف إذا كنت أخذت عبارة من القرآن وذهبت أقولها؟ لأنك لا تقصد بها القرآنية. هو
الكلام الذي... في القرآن لا يكون قرآناً إلا إذا نويت ذلك. نعم، ما هذا الكلام الغريب؟ يعني عندما أقول "الحمد لله رب العالمين"، أليست هذه في القرآن؟ صحيح. عندما أقول "بسم الله الرحمن الرحيم"، أليست في القرآن؟ هل هذا قرآن؟ لا والله. إذاً ما هذا؟ هذا دعاء، هذا شكر، هذا حمد. توبتُ إليك إنني كنت من الظالمين، نعم هذه العبارة هكذا في القرآن: "أنت سبحانك إني كنت من الظالمين". فالكلام هذا صادر منه وليس قرآناً، هذا الكلام صادر منه هو. لا يقصد أنه قرآن، بل يقصد أنه دعاء، أو ذِكر، أو حمد، أو شكر، فلا يُعدّ قرآناً إذاً. يجوز اقتباس الدعاء من القرآن،
وانتبه سواء غيَّرناه قليلاً أو قلناه كما هو، لكن نحن لا نقصد به القرآنية. وكذلك في الذكر، فالمرأة التي عندها الحيض يمكنها أن تقرأ آية الكرسي، لأنها في هذه الحالة لا تقرأ قرآناً، بل تقرأ ثناءً على الله سبحانه وتعالى. المرأة معها يعني أنا... لا أريدها أن تسأل، لا أريدها أن تسأل. تمشي كما هي هكذا. فأنا أقول لك هي المرأة معه بشكل عام هكذا. امشِ كما أنت. المرأة كبيرة في السن وطباخة، ولد صغير هؤلاء أولادها، ويدخلون ويخرجون وما إلى ذلك، وكأنها ليست ملتزمة تماماً، يعني الحجاب ليس ملتزماً تماماً، فينزلق الوشاح من محجبة منذ أكثر من ربع قرن، إذاً لا تسألوا عن أشياء، دعوا هذا التفتيش.
الحكاية سهلة جداً، يعني هناك أمور يا مولانا أيضاً في موضوع الحلقة ليس شرطاً أننا يجب أن نغوص ونسأل فيها. "اتركوني ما تركتكم". الأسئلة التفصيلية، الشيطان يمكث في التفاصيل. عيشوا حياتكم ببساطة وأحبوا ربكم وأحبوا. ستجد الأمر هكذا، لكنني خائف يا عيني، نعم بالضبط، أعرف من أين أخافها، من اليوتيوب الذي كانت إيمان تتحدث عنه، من أين أخافها؟ من الذين سألت عنهم حضرتك منذ قليل، لكن إذا أخذنا الأمور بأبسط من ذلك، لأن السيدة متمسكة بالحجاب ومحجبة، ولكنها تفتح الباب بسرعة بينما ستذهب إلى هنا. وهكذا أمور بسيطة مثل المهنة، فليس فيها شيء. هل الكلب يدخل البيت؟ سيدخل، والملائكة لن تدخل في المكان الذي هي فيه. الملائكة هكذا لا تريد
أن تدخل مع الكلب. هذا الكلب هو أوفى حيوان خلقه الله، لكن الملائكة لديها شيء من هذا القبيل. فالذي يريد أن يخصص غرفة منفصلة [فليفعل]. لا يدخلها الكلب ولا شيء ويصلي فيها وكذلك تدخلها الملائكة إن شاء الله. بارك الله فيك فضيلتك، جزاكم الله. أهلاً وسهلاً، أهلاً وسهلاً بحضرتك. والكلب طاهر عند المالكية. نعم، الكلب طاهر عند المالكية. نعم، بارك الله فيك فضيلة الإمام. شكر موصول لحضراتكم. نراكم غداً إن شاء الله. إلى اللقاء.