#والله_أعلم | الحلقة الكاملة 30 أغسطس 2015 | سنن الله في البشر وعلاقتها بالهداية والضلال

أصحابي، اللهم يسّر لكم بكل خير. أرحب بحضراتكم في حلقة جديدة من برنامج "والله أعلم". اليوم سنستكمل ما بدأناه بالأمس مع فضيلة الإمام حول السنن الإلهية. اليوم سنتحدث في جزئية خاصة هي الاختلاف ما بين البشر والتنوع ما بين البشر، هل هذا من السنن الإلهية؟ وبالتالي هل الإنسان له في هذا الأمر ليس لنا اختيار، نحن لا نختار إذا كنا عرباً أو مسلمين
أو مسيحيين أو يهوداً أو أجانب أو بوذيين أو لا دينيين، أسمر أو أبيض أو أسود، طويلاً أو قصيراً. لا نختار في هذا الأمر، وهذا الاختلاف من السنن الإلهية. الآن ماذا على الإنسان أن يفعل في فيما بيننا على اختلافاتنا، كيف يمكن أن نتعايش مع هذا الاختلاف الذي أقره الله سبحانه وتعالى، وحتى ذكره في أكثر من موضع في القرآن الكريم؟ موضوعنا سنفتحه إن شاء الله مع فضيلة الإمام العالم الجليل الأستاذ الدكتور علي جمعة. أهلاً بكم مولانا، أهلاً بكم، أهلاً بفضيلتكم مولانا يعني. هناك بكل تأكيد سنن إلهية من بينها الاختلاف فيما بيننا فيما بين البشر ولا دخل لنا فيها. هل يجب على الإنسان أن يسلم لهذه الاختلافات وأن يتعامل معها ويتعايش معها؟ بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. خلق الله سبحانه وتعالى وخلق
التنوّع فيها وبنى هذا التنوّع على سُنّة التكامل، وما خلق الذكر والأنثى إلا لحكمة، فالله سبحانه وتعالى خلق الذكر والأنثى، خلق السماوات والأرض، خلق الليل والنهار، خلق الغني والفقير، والصحيح والضعيف، خلق أنواعاً مختلفة، ولكن لو تدبرنا وراء ذلك كله لوجدنا أن الله سبحانه وتعالى يأمرنا بأن نتكامل لا وأن نتصادم، ولذلك بُنِيَ الفكر الإسلامي والحضارة الإسلامية على مبدأ التكامل، أدركه بعض الفلاسفة. هناك دائرة تسمى بدائرة أفلاطون، ودائرة أفلاطون هي التي تحدث
ما بين الرجل والمرأة، يعني وجد نصف الحلول الذي يقولون عنه هكذا في الأدبيات. هذه جاءت من دائرة أفلاطون لو كان هناك نصف دائرة ونصف آخر لكن بعد ذلك نشأت حضارات ونشأت أفكار ونشأت فلسفات ونشأت مذاهب أخلاقية مبدؤها الصراع والصدام وآخر ما هنالك من تجليات والصدام بين الحضارات الذي دعا إليه ذلك الأمريكي صامويل هنتنغتون، لكن فكر الإسلام مبني على التكامل "يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها" زوجها وبث منهما، انظر كيف أن التكامل كيف يعني جعلني أنا والمرأة نفساً
واحدة، وبعد ذلك جعل فيه كأنه، في بنوّة، كأن فيه منه، يعني فإذا هذه المرأة لستُ في صراع معها ولا هي في صراع معي. بناءً على ذلك الصراع الموهوم بين الرجل والمرأة جاءت ظاهرة النسوية. الحديثة التي تطالب بحقوق المرأة ضد ذلك الرجل الطاغية، والإسلام لا ينظر إلى هذا مطلقاً، وخلق منها زوجها، فهما شيء واحد من نفس واحدة، إنها نفس إنسانية واحدة، وبث منهما رجالاً كثيراً ونساءً. واتقوا الله الذي تتساءلون به والأرحام، تتساءلون به والأرحام، كيف تفهم معنى "اتقوا الأرحام"؟
هذه قراءة "تعالوا الأرحام". ستجد عند حمزة "به والأرحام". يعني عندما أقول لك: "بالله والرحم"، نعم، أي أناشدك بشيء عزيز لديك. فأقول لك: "الرحم"، هل تفهم كيف؟ فالمهم "به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا"، يعني انتبهوا أن هذا تحت سلطان الله. سبحانه وتعالى، إذن فهي سنة التكامل "وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم" ليس لتتنازعوا، ليس لتتقاتلوا، ليس كذا إلى آخره. "وإلى عاد أخاهم هوداً" و"إلى ثمود أخاهم صالحاً". إذن جعل حتى المؤمن والكافر، والنبي وقومه الذين يكذبونه، أنهم إخوانه. طيب مولانا، عذراً للمقاطعة، يعني هل
سنتوقف. عند آية أخرى "ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم". طبعاً يعني سُنَّة الخلق أو سبب الخلق الاختلاف، في ماذا؟ لقد قلنا إن هناك اختلافاً بين الرجل والمرأة، وهناك اختلاف بين الغني والفقير، وهناك اختلاف بين الصحيح والمريض، وفي اختلاف بين الإنسان والكون أو بين الإنسان والبهيمة، وفي اختلاف ما بين ما هو في اختلاف. أهو ولا يزالون مختلفين على هذه السنة الكونية الإلهية. سنظل هكذا. لعن الله من تشبه من الرجال بالنساء ومن تشبه من النساء بالرجال. لعن الله. اللعن لا يأتي في صيغة الشرع. إلا لكبيرة يعني، الرجل الذي يريد أن يصبح امرأة أو المرأة التي تريد أن تصبح رجلاً، ارتكبوا كبيرة، طبعاً ارتكبوا كبيرة
لأنهم خرجوا عما أقامهم الله فيه. انتبه، قال تعالى: "ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن"، للرجال نصيب مما وللنساء نصيب مما اكتسبوا واسألوا الله من فضله، ماذا يعني ذلك؟ يعني أن يقول الرجل: يا رب وفقني أن أكون رجلاً فيما أقمتني فيه، وتقول المرأة: يا رب وفقني أن أكون امرأة فيما أقمتني فيه. لكن الاختلاف موجود، "ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك، ولذلك خلقهم". انتهى الأمر، ولذلك ذلك رجعة ألفين. اختلف المفسرون هل هي رجعة إلى الاختلاف أم هي رجعة إلى ما قبل الاختلاف؟ يمكن حمل هذا عليها هنا وهناك، لكن العبرة التي تخصنا
نحن أن الاختلاف هو التنوع، وقد طُلِبَ منا التكامل. فالتكامل هذا هو تكليف من سنة تكليفية تماماً كما طُلِبَ من الشعوب والقبائل التعارف. ثم إنها ستتشبث بخناق بعضها، ستقتل بعضها، نعم، هذا يعني أنها انحرفت، عن السنة الإلهية، واصطدمت بمراد الله من كونه. فهناك فرق بين التكامل وبين عصياني. نعم، حتى لا أصل إلى هذا التكامل. هذا التكامل هو سنة إلهية، إذا فعلتها فقد فعلت شيئاً متسقاً مع خلق الله سبحانه وتعالى التكامل مولانا ليس فقط ما بين أصحاب الأديان الواحدة، يعني هل للمؤمن من أي دين أن يتكامل مع إنسان آخر حتى لو كان لا دينياً غير مؤمن بالله؟ التكامل بين البشر جميعاً مهما كانت اختلافاتهم. علي بن
أبي طالب رضي الله تعالى عنه أرسل الأشتر النخعي. أرسله إلى مصر وقال له: "اذهب وتولَّ مصر". فكتب له خطاباً، وفي هذا الخطاب أجاب على سؤالك مباشرة. قال: "فإنك تأتي فتجد أناساً إما أخاً لك في الدين أو شبيهاً لك في الخلق". أرأيت كيف أنه نازل إلى مصر ليحكم! الأشتر النخعي لم يأتِ، بل مات في الطريق وانتهى الأمر. الآية الرسالة التي له، وهذه الرسالة نشرها الشيخ محمد عبده وعلق عليها
شارحاً أن القرآن دستور المسلمين في التعامل مع الأكوان. أريد أن أقول لك ما هو أعمق من هذا لكي نفهم معنى التكامل. تخيل أن الله سبحانه وتعالى يقول لي: "فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون"، ويقول: "واذكروا الله لعلكم تفلحون ويقول ألا بذكر الله تطمئن القلوب. قولوا: نعم، هكذا، حسناً، وماذا بعد ذلك؟ لا، إنه يقول لي: "وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم". ماذا يعني هذا؟ يعني أن الكون الذي حولنا كله يسبح. هذه هي السنة. أنا لا أعرف كيف يسبح بالضبط، لكن إذا اتسقت وتكاملت وسرت في ما خلقه الله من سنن الكون، وإذا كفرت كنت معاكساً
لسنن الإله في هذا الكون. ما جزاء من يسبح مع التيار قاصداً الله سبحانه وتعالى؟ الطمأنينة. وما جزاء من يسير ضد التيار؟ الغرق. فهذا لا يريد فقط أن يعمل بيننا تكاملاً بين الرجل والمرأة والحاكم والمحكوم المال والأعمال وما إلى ذلك، لا، هو يريد أن يصنع تكاملاً بيني وبين الكون. تعال الآن، في الأساطير اليونانية والرومانية هناك صراع بيني وبين الكون. ما بيني وبين الكون أساسه الصراع، والآلهة يدخلون مع بعضهم، والجميع يدخل مع بعضهم، ويخرج هرقل. هذا بشر قام وانتصر على الملائكة الذين كانوا
ويحارب وينتصر، هو يعني كان الإنسان يحارب الأكوان؟ لا، عندي أن الأكوان تسبح والإنسان يسبح والاثنان يحبان بعضهما. عندما نظر سيدنا النبي إلى جبل أحد وقال: "أحد جبل يحبنا ونحبه"، ما هذا؟ إنه امتزاج هكذا. كان سيدنا النبي مرة موجوداً في مكان قريب من البقيع، من... قباء موجودة حتى الآن، فواحد قال له اقرأني أو شيء مثل هذا، فأخذ بلسانه الشريف الذي هو هكذا ووضعه في التربة هذه، قال: "بريقة بعضنا وتربة أرضنا يُشفى عليلنا"، يعني الدواء موجود في البيئة، يعني ربنا خلق الداء وخلق له الدواء، وأن كل بيئة
اليوم هؤلاء في الإدارة المتطورة يقول. لك الفكر النهائي يعني المعرفة النابعة من البيئة بهذا الشكل، فأنا أريد أن أفهم التكامل الذي نحن مأمورون به، الذي هو سنة التكامل ما بين البشر والأكوان قبل أن تكون ما بين البشر ونفسه في درجات مختلفة، ونعلم أن أساس العلاقة هي التكامل وليست الصراع. طيب أستاذ، فضيلتك بعد الفاصل إنَّ الاختلافَ
هو سُنَّةٌ مِن سُنَنِ اللهِ، ولكن بالتالي أنا وُلِدتُ على دينٍ مُعيَّنٍ في بلدٍ مُعيَّنةٍ في حضارةٍ مُعيَّنةٍ في وسطٍ ماديٍّ أو اجتماعيٍّ مُعيَّنٍ. لم أختَرْ هذا الدينَ ولا هذا الوطنَ ولا هذا اللونَ، ولكنَّ ربَّنا سبحانَهُ وتعالى هو الذي كتبَهُ وقدَّرَهُ عليَّ. هل تقولُ هذا سُنَّةٌ مِن؟ سنن الله، لماذا أُحاسب بهذا الأمر وأنا لم أختره؟ هل هنا قد يكون للإنسان تدخل في أن يغير سنة من سنن الله أم يتقبلها ويستمر فيها؟ أرجو إمهالي، فحتى
لو رجعنا إلى الآية الكريمة "والله يهدي من يشاء" يعني بالتالي يضل من يشاء، فلو ربنا كتب علي الضلالة... حتى من قبل أن أُسألَ، ما ذنبي أنا؟ لم أختر أو لم أُخيَّر بين الهدى والضلالة. وهذه سُنَّة من سنن الله في الاختلاف. الله سبحانه وتعالى ما كتب عليك الضلال تعنتاً. الله سبحانه وتعالى يعلم ما الذي سيكون غداً إلى يوم الدين ومنذ أن خلق الله الخلق إذاً. فالله عالم الآن ما الذي سيحدث إلى نهاية العالم منكشف أمامه منكشف أمامه هكذا مرة واحدة من البداية إلى النهاية أمامه مرة واحدة. بالنسبة لنا هذا غيب مخفي لا نستطيع أن نحصل عليه إلا إذا عشناه
لأننا داخل الزمن، أما هو فخارج الزمن سبحانه وتعالى، خارج الزمان والمكان وهو ينظر فينظر إلى الأرض فيرى عمرو خليل قد توضأ بإرادته الحرة التي خلقها الله له وصلى وفعل الخير وعُرضت عليه إيذاء خلق الله فرفض، فكُتب هذا إلى يوم الدين. فعندما أنجب ولداً، هو لم يفرض عليه شيئاً، حاشاه سبحانه وتعالى ظلماً، إنما هو ترجم ما فعله عمرو ولكن كتب هذا. لعلمه السابق كتب في الكتاب فيأتي عمرو فيفعل
ما في الكتاب بالضبط ولكن بإرادة عمرو، لكن بإرادة عمرو خلاص انتهت الحكاية. يا عمرو، ما الذي يجعلك لا تتوضأ ولا تصلي، وعندما تُعرض عليك الأذية تفعلها وهكذا إلى آخره؟ قال: الكتاب. قلت له: لا، إن هذا الكتاب جاء منك وليس الكتاب لا يكذب، فأنت ستفعل هكذا، ولذلك هو موجود في الكتاب، والكتاب يسبقك، سبق عليه الكتاب، لكن كله بإرادة من؟ أنت يا عمرو، أنت أو المشاهدون الكرام. هل تريد أن تصلي؟ هل هناك من يدفعك قهراً للصلاة؟ أو هل هناك من يمنعك قهراً من الصلاة؟ هل هناك من يمنعك من في الكون كريح، كما أنه ليس هناك تدخل خارجي. نحن نرى أنفسنا، فنحن على مستوانا كبشر أصحاب إرادة
ونشعر بهذه الإرادة، وهذه الإرادة واضحة. والله سبحانه وتعالى قد خلق الخلق وعلم ما هنالك إلى نهاية العالم، وكتب هذا في كتابه سبحانه وتعالى في الكتاب. المكنون في الكتاب الذي هو كتاب الخلق كله، حسناً، ما علاقة ما هو مكتوب في الكتاب بما أفعله؟ هي علاقة الترجمة، علاقة المرآة. عندما تذهب إليها وأنت ذو لحية، ثم تذهب وتحلقها وتعود، فالمرآة تقول: أنت ليس لديك لحية. الترجمة... حسناً، من الذي حلقها؟ المرآة؟ لا، ليست المرآة التي حلقتها، الذي حلقَتُها، حسناً، أليس الله خلقني كما خلقك
وخلق فِيَّ الهداية؟ نعم، خلق فيك الهداية. طيب، ما دام خلق فيَّ الهداية وخلق فيَّ الضلال، إذاً هو الذي فعل ذلك. هذا كلام فارغ. لقد وهبك الله إرادة وهذه الإرادة والاختيار، قال لك: صلِّ وابتعد عن الكذب، فذهبت وكذبت. وما صليت، من الذي فعل ذلك؟ الله سبحانه وتعالى كتب هذا عليك بالضبط بناءً على فعلك، لأنه يعلم بالضبط إلى يوم الدين. حسناً، ألم يكن من الأفضل أن يخلقنا ملائكة وينتهي من هذه القصة؟ نعم، إنك محترف الآن. لقد خلقنا في هذا الامتحان والاختبار وجعل الملائكة خداماً لنا. قم أنت، أصبحت لأنك بطال وكسلان وغير راضٍ أن تلتزم تريد البشرية كلها ألا
تخدمها الملائكة. لكن يا مولانا الآية الكريمة "والله يهدي من يشاء". نعم، فأنا أقول لك إن الله سبحانه وتعالى قد خلق الهداية وخلق الضلالة، يهدي من يشاء، وعلى فكرة هذا موجود حتى. في التفاصيل، مَن الذي يشاء؟ أي مَن يشاؤه الله. أو مَن يشاء الهداية ممّن يُضِلّ مَن يشاء؟ مَن الذي يشاء؟ أي يُضِلّ الله مَن يشاء الضلالة. نعم، ماذا يعني ذلك؟ يعني أكتبها عليه؟ أكتبها عليه قبل أن يُولَد؟ ربنا يهدي لماذا؟ والذي يريد الخير، ربنا يهديه. نعم، على سبيل المثال، أريد أن أقول لك أن التحذلق في مثل هذه النصوص والآيات وما إلى آخره، كلها سينتج عنها شيء واحد فقط، ألا وهو الفرار من التكليف. إن ما أفعله هو هروب من
التكليف. لا، أنت قبل أن ترتكب الذنب يكون لديك إرادة، فلو أن الله اطلع على قلبك إن أردت الخير فسيخلق لك الله الخير، ولو أنه اطلع على قلبك فوجد فيه الشر. هل أنت موجِّهة وجهك هكذا أم موجهة وجهك هكذا؟ إن كنت موجِّهة وجهي هكذا فهذا خير إن شاء الله، وسيكتب لك الخير ويوفقك للخير. وإن كنت موجِّهة وجهي هكذا فهذا يعني أنكِ إذا كنت موجِّهة لأنك تركت الخير بإرادتك وليس غصباً عني، بإرادتك، ومن هذه الإرادة التي يسميها الأشاعرة الكسب، ستُحاسَب. أنت لماذا أردت الخير؟ خذ ثواباً. أنت لماذا أردت الشر؟ خذ عقاباً. هذه
هي القضية. لكن كنا نأتي ونقول "من يشاء" يعني من يشاء الله، حسناً، فيكون ذلك خَلقاً لا شرعاً. خَلقاً يعني ماذا؟ هو الذي خلق هذا الكون كله منذ آدم وحتى نهاية الدنيا، خلقه بكل ما فيه، لكن داخل هذا العالم أنت صاحب إرادة أم لست صاحب إرادة أم مسلوب الإرادة؟ انظر إلى نفسك وأخبرني، ستجد نفسك مختاراً. حسناً، لقد وُلدتُ في زمن من أبوين وفي مكان في القطر المصري لا. حيلة لها في هذا، ولذلك ليس فيها حساب. فالقدر الذي لست مختاراً فيه ليس فيه حساب. أنت مختار في الواجبات والمحرمات. يجب عليك أن تؤدي الواجبات ويجب أن تبتعد عن المحرمات. ولكن
ماذا عن الدين يا مولانا؟ نعم، الدين. شخص وُلد على ديانة معينة، يعني خلاص... شخص... وُلِدَ على ديانة معينة وهذه الديانة لم يعلم غيرها ولم يعرف غيرها بصورة لافتة للنظر. هذا الشخص يقال عنه إنه لم تبلغه الدعوة، وإذا أردت أن تسأل العلماء فاسألهم السؤال الصحيح حسب مصطلحاتهم لكي يجيبوك إجابة صحيحة، وقل لهم: من لم تبلغه الدعوة بصورة لافتة للنظر هل هو من... الناجين أم من الهالكين؟ سيقول لك: من الناجين. والأشاعرة يقولون: ولو كان يعبد وثناً، ولكن لم تصله دعوة التوحيد، لم تصله دعوة التوحيد وحقائق التوحيد بصورة لافتة للنظر.
ماذا يعني "لافتة للنظر"؟ يعني أن صورة الإسلام والمسلمين في العالم قد تشوهت، إذ شوّه بعض أبنائه الإسلام بالقتل وسفك الدماء، أعطِ للمستعمر وهكذا إلى آخره. تعال وأحضر شخصاً غير مسلم من أي مكان في العالم وقل له: ما رأيك في دين يسفك الدماء ويقتل الأطفال ويحتقر النساء؟ وسيقول لك: ما شأني بهذا الدين؟ هذا دين سيئ. الصورة الذهنية سيئة، وهذا ما نراه خارجاً يا مولانا، أي ما يراه الناس. هذا هو الذي نقوله، ولذلك لا تكون قد بلغته الدعوة بصورة لافتة للنظر، حتى لو كان يعبد وثناً فهو من الناجين طبعاً عند الأشاعرة، هكذا عند مذهب الأشاعرة مذهب أهل السنة والجماعة. لكن مشكلتنا هي مشكلة مصطلحات، نحن لا نعرف
كيف نسأل. اسأل وقل هكذا: ما رأي الإسلام. في مَن لم تبلغه الدعوة بصورة لافتة للنظر، رأي الإسلام في ذلك أنه من الناجين. الماتريدية قالوا إنه من أهل السنة أيضاً. الأشاعرة يقولون ولو عبد وثناً، ويقولون أنكى من ذلك ولو لم يعرف ربه. يعني عاشوا خلاص، عاشوا خلاص. سباهم الليل هكذا مثل السكان الأصليين في أستراليا عندما دخلوا. عليهم ما ليس لديهم دين ووجدوا عندهم بعض الطقوس السحرية لكنه ليس أنه لا يوجد شيء اسمه إله ولا أي شيء. ما زال في أفريقيا يعني هؤلاء الناس سيدخلون الجنة. الله خلقهم هكذا لأمر ما والابتلاء وما إلى ذلك. طيب سيدخلون الجنة لماذا؟ لأنه يسمى
عند أهل السنة والجماعة... أهل الفترة ولِمَ هم أهل الفترة؟ لأنهم لم تصلهم الدعوة بصورة لافتة للنظر، هذا ما هو مكتوب في كتبنا هكذا. طيب، فإن وصلته الدعوة بصورة لافتة للنظر، خلاص. نحن نعتقد كمسلمين، كما يعتقد كل أهل الأديان في الأرض، أن الخلاص إنما هو في محمد صلى الله عليه وسلم. لا تحرمني هذا لأنه يوجد دين آخر يقول إن الخلاص ليس في محمد بل الخلاص في عيسى، وفي دين ثالث يقول لي إن الخلاص ليس في عيسى ولا محمد بل الخلاص في موسى، وأننا نحن الأصل الأصيل. وفي دين آخر يقول إن الخلاص في بوذا وهكذا، ولذلك بيننا وبين هؤلاء الناس. كلهم إما
أن يكون أخًا لك في الدين أو شبيهًا لك في الخلق. إذن سنعيش في وسط هؤلاء كما هم، والمشترك الذي بيني وبينه ما هو؟ المشترك هو المواطنة، المشترك هو أننا في وطن واحد. لكن هذا لا يجعلني أقول له: "على فكرة أنا غاضب منك". إذن لماذا أنت غاضب قال له: "قلت له لأنك ليس لديك محمد هو المخلص". قال: "حسناً، أنا غاضب منك أيضاً لأنك ليس لديك عيسى هو المخلص". فأخونا الثالث قال: "حسناً، أنا غاضب منكما أنتما الاثنين لأنه ليس موسى هو المخلص". فأخونا الرابع قال: "الله، كل واحد يعمل..." هكذا، حسناً، أنا أيضاً ليس عندي مخلص غير هذا، فيكون إذاً لا، نحن نترك حرية الاعتقاد. حرية الاعتقاد تعني ماذا؟ تعني دعني يا أخي في حريتي، أنا آمنت بمحمد، أنت لم تؤمن به، سأتركك
في حريتك وأنت أيضاً تتركني في حريتي. هل تنتبه كيف؟ فكل... واحد من أهل الأديان الخمسة آلاف، فعندنا خمسة آلاف دين على حسب الموسوعة سنة ألف وتسع مائة واثني عشر. كان عندنا خمسة آلاف دين، تجد المتبقي منهم الآن ثلاثة آلاف، منهم أربع مائة أو خمس مائة دين في الهند وحدها. هل انتبهت كيف؟ منهم دين اسمه الجاينية، والجاينية هذه تعبد اللهُ، حسناً، ماذا نفعلُ إذاً؟ نعم، إنها شبيهةٌ لكَ في الخَلْق. نعم، صحيح، لا مانعَ أن نجلسَ معهم ونرى ما هي مصلحةُ بلدِنا، أين المشتركُ الذي بيني وبينه؟ الوطنُ الذي نحنُ فيه والمصالحُ التي نحنُ فيها. صحيح، هل انتبهتَ؟ من دونِ صراخٍ وضربٍ وما إلى ذلك. حسناً، وأنتَ... سأقاتل إن شاء الله، ثم يأتي أحدهم ويقول لي: "إذاً من
سنقتل؟" والله، هل فرض عليك يا هذا أن تقتل؟ ستقاتل الذي يقاتلك، الذي أخرجك من ديارك. واليوم، بعض سفهاء المسلمين يُخرجون الآشوريين واليزيديين من ديارهم فيستحقون لعنة الله لأنهم عكسوا القضية، بدلاً من أننا كنا أصحاب حق في مكة. إنّ خروجنا من ديارنا للقتال في سبيل الله من أجل العودة إلى ديارنا، أصبح هناك من يُخرج الناس من ديارهم. هذه كبيرة من الكبائر، وعبر التاريخ لم يُخرج المسلمون الناس من ديارهم أبداً. فما قضية الخلاص؟ طبعاً أنا مؤمن أنني لن أستطيع دخول الجنة إلا عن طريق. سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، أنا مؤمن بذلك يا أخي، دعني حراً في عقيدتي. في الماضي، قبل عصور التنوير،
كنا عندما نذهب إلى إنجلترا أو فرنسا يقتلوننا. كيف لا تؤمن بخلاص عيسى؟ عندما دخل عصر التنوير وما إلى ذلك، لم نعد نُقتل حتى أصبح المصحف يُطبع في فرنسا. ويُطبع في ألمانيا ويُطبع في إنجلترا وهكذا. ما الفرق في ذلك أنه هذا لم يترك لي الحرية لكن هنا ترك لي الحرية. فأنا أريد أن أقول لسيادتك أن الخلاف بين البشر قائم ولا يزال، لكن هناك فارق بين قضية الخلاص التي يترك كل واحد منا أخاه في الاعتقاد كما يريد حقيقة حرية الاعتقاد وما بين التعاون على ما هو مشترك بيننا من أننا جميعاً شبيه لك في الخلق. طيب مولانا، أستأذن حضرتك بعد الفاصل أن السادة المشاهدين يتفاعلون
معنا على الهواء مباشرة، فمشاهد كريم رقم آخره صفر اثنين يقول: ما معنى أن الله يحول بين المرء وقلبه؟ أستأذن. فضيلتك، سنتحدث في هذا الأمر بعد الفاصل لكي نعرف ما هي الحدود التي عندها لا يعني أن الإنسان له أن يختار الهدى أو أن يختار الضلال، ولكن أيضاً التداخل والقدرة الإلهية في أن تحول ما بين المرء وقلبه، كيف يكون هذا وفقاً للإرادة البشرية. هذا ليس سبباً، هذا نتيجة. طيب، لحضرتك بعد الفاصل إن شاء الله، ابقوا معنا. أهلاً بحضراتكم مرةً أخرى. سنُشرك حضراتكم معنا إن شاء الله في الجزء المتبقي من الحلقة، وذلك يكون عن طريق السؤال الموجود
على صفحة "والله أعلم" على الفيسبوك. السؤال يقول: كيف نحقق التكامل بين البشر كسنةٍ من سنن الله؟ سننتظر إجاباتكم إن... شاء الله بعد قليل سنستعرضها مع فضيلة الدكتور ولكن مولانا فيما يتعلق بالمشاهد الكريم الذي يقول ما معنى أن الله يحول بين المرء وقلبه؟ هذا نتيجة وليس سبباً، بمعنى أن النبي عليه الصلاة والسلام نهانا عن السؤال من غير حاجة الذي هو التسول، وقال فإذا سأل فإنه ينكت. في وجهه نكتة سوداء، ينكت في وجهه نكتة سوداء ولا يزال ينكت حتى يسود وجهه. تخيل إذن الوجه هنا أبيض وبعد ذلك هناك نكتة سوداء هكذا فعلت به لأنني سألت من غير سبب. حسناً، وعندما أسأل مرة أخرى تكون هناك نكتة ثانية،
وكذلك ثالثة. نعم، هذه الثالثة ثابتة الآن، يبدو هكذا، أي انحراف، أي البعيد - ولا جعل الله سبحانه وتعالى يحرمه من الرجوع بسبب كثرة الذنوب التي ارتكبها. فهذه نتيجة، نعم، واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه عن العودة بعدما أصبح وجهه أسود. يريد أن يرجع مرة أخرى قائلاً: "خلاص تبنا إلى الله". نعم، لا، ينفع يا إلى الله، ذلك بعد ما أصرّ على الذنب، بعد ما أصرّ على الذنب حتى حال الله بينه وبين الرجوع والتوبة. يا ساتر! ولذلك يشعر أنه في جهنم ولا يستطيع الخروج منها، ولا يعرف كيف يتوب. قابلنا كثيراً من هؤلاء من ملاحدة أمريكا، يقول لي: "يا أستاذ، أنت تفهمني أنا يعني". يقول لي: أنا في جهنم. قلت
له: لماذا؟ قال لي: لست سعيداً، أنا آذي نفسي كل يوم وكل مرة، ولا أعرف كيف أتوقف، لقد أدمنت هذا، وأكذب دائماً ولا أعرف كيف أتوقف، وأدمنت هذا. قلت له: حسناً، لنبدأ صفحة جديدة. قال: أشعر أنني في جهنم. قلت له: حسناً، اخرج منها. اخرج من جهنم، قل بدأت صفحة جديدة، فقال لي: لست قادراً. واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه، هذا بناءً على نتيجة اختيار الإنسان للطريق مرة واثنتين وثلاثاً وعشرين وعشراً وعشرين، والإصرار المستمر إلى أن يصل إلى حد الإدمان، حتى ولو كان قلبه منكراً. يا مولانا، الله رب القلوب. هو الذي يهدي وهو الذي يطلع على هذا، لا تخف، ربنا لا يظلم أحداً، لا تخف على البشر، خَفْ
من البشر لكن لا تخف عليهم، فهم بيد كريم سبحانه وتعالى. الشيء في مسلسل تعرضونه هكذا، الذي هو عن الإدمان، نعم "تحت السيطرة"، يقوم فيقول لك ماذا في "تحت السيطرة". هذه عبارة هكذا كتبها السيناريست بشكل جميل، فيقول ماذا؟ يقول: "هو هو الذي نحن فيه هذا فيه تبطيل، نعم، نعم". يعني أنت الآن ظللت تدمن وبالأسرار الغبي، وأنت غير راضٍ أن تتعافى ولا تتعالج حتى تتعافى وإلى آخره. فهو نفسه يقول ماذا؟ "هو هو هذا فيه تبطيل". نعم، وأنت تصدِّق أن هناك تعطيلًا للقلب؟ نعم، يوجد تعطيل. نعم، هذا هو التعطيل. والله ما هناك تعطيل، وهذا هو معنى قوله تعالى: "واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه". هذا هو الرَّان الذي يعني أنه لم تعد هناك فرصة. ماذا يعني هذا؟
إنها نتيجة معصيتك يا سيدي حتى وصلت إلى هذا فالله سبحانه وتعالى حينئذ قد يحكم على شخص ما، فأحد إخواننا جُنَّ والثاني انتحر والثالث لست أعلم إن شنق نفسه أو فعل أي شيء آخر تتصوره ممن سدر في غيه. نعم، سدر يعني استمر، سادر أي مستمر في غيه. ولذلك حينئذ فإن الله سيحول، يعني احذر أن تصل التي لا رجعة بعدها وكذلك فيمن آمن فكفر ثم آمن فكفر ثم آمن فكفر ثم ازداد كفراً. اعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه، نعم هذه حكاية فهي نتيجة من معصيتك وليست هي السبب لمعصيتك. هذه الحالة لم
تكن سبباً لمعصيتك، بل هي سبب لعدم رجوعك، لكن أنت... ظللت تعصي الله حتى اسود قلبك وأصبح مصقولاً، يعني أسود هكذا وكله، وحُرمت الرجوع والعودة، فيكون الرجوع والعودة هذا منّة وكرم من عند الله، لكن واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه، فهو نتيجة وليس سبباً. بارك الله فيكم مولانا، بارك الله فيكم، الله يكرمكم، يعني أنا لا أعرف. أقول لحضرتك ماذا في الحقيقة، يعني إن المرء يبحر في هذه المعاني. الحقيقة أن الأولى تقول أموراً مشوشة، لكن أشكر حضرتك لتوضيحك لنا هذه الأمور بشكل مبسط وميسر. ولدي في الحقيقة موضوعان مهمان جداً، لا أعرف إذا كان الوقت سيتسع لهما يا مولانا، وإذا أردت حضرتك أن... سنخصص لها حلقة أو حلقات تحت أمر فضيلتك فيما يتعلق بأسباب الضلال ووسائل الهداية، أي ما هي الأسباب التي تجعلني
أضل هذا الضلال وأزداد فيه حتى يصبح هذا الأمر لا رجعة فيه. النفس والشيطان والدنيا والهوى، وقد تناولناها ووضعناها في الكتب بعد التأمل والتدبر وغير ذلك إلى آخره... النفس. والشيطان والدنيا والهوى والنفس الأمارة بالسوء، النفس التي تجعلني غير حكيم فأتبع شهواتي وأنسى العقل والحكمة والمآلات التي سيؤول إليها هذا الأمر. النفس وأيضاً الشيطان، لكن الشيطان هذا على فكرة يُعتبر كما تقول الدرجة الثانية، نعم، ولكن النفس هي الأولى. لماذا؟ لأن النفس تُلقي إليّ الأمر. هكذا وبعد ذلك أقول أعوذ بالله، لا شيء قليل عنهم يريدون رميها لماذا ثانية صحيح، ها ولذلك سُميت ماذا؟ أمّارة،
يعني تأمر وتأمر تعال صحيح الله تحب لكن الشيطان يا عيني وسواس، والناس يلقي ويجري هذه نفسها في العسل، فأنت منتبه، يلقي ويجري، فأنا تأتي عقلي، وبعد ذلك، هي ذهبت، نعم، هذا الركض لأني توضأت، لأنني صليت، لأنني ذكرت، لأن الأذان أُذِّن، الشيطان يجري. أي شيء، نحن لا نراه، هل تنتبه أنه "أَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ"، فهو نحن لا نراه، فهو يُلقي ويجري، وكذلك الهوى "أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ". أي أنه جعل هواه مؤشراً وجعل هواه مثل إمامٍ يتبعه، فليس نفسه وشهواته ورغباته فقط، بل الهوى أيضاً، وكذلك الدنيا
وما يحيط بنا من عناصر كثيرة ومغريات كثيرة، ورفقاء السوء يقولون: تعال لتتعاطى المخدرات، تعال لتسرق، تعال لتكذب، تعال لنفسد في الأرض، تعال لننشئ موقعاً على... الإنترنت نشتم فيه الناس عندما تأتي، وهكذا هذه الدنيا التي يعيشون فيها. قال تعالى فيها: "يعلمون ظاهراً من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون". لو أن هؤلاء تذكروا الآخرة ما فعلوا ما كانوا يفعلون. طيب مولانا، وسائل الهداية، يعني أنا للأسف ربنا كتب علي ذنباً معيناً أقوم به كل هو أساساً الذي كان هؤلاء كان يصبح قال لهم حلقة وحلقة نعم يا مولانا يعني فنحن الآن أخذنا بسرعة أخذنا بسرعة الذي هو ما أسباب الضلالات نعم اعكس تصب يعني إذا كانت النفس والشيطان والدنيا والهوى هم الأربعة الأساسيون فتكون أسباب الهداية أنك أنت
تحول النفس الأمارة إلى لوامة تحول النفس اللوامة إلى نفس ملهمة، وأيضاً تقاوم الشيطان وتكون من المخلصين حتى لا يتسلط عليك الشيطان بوساوسه. وأيضاً أن تدعو الله وتقول: "اللهم اجعل الدنيا في أيدينا ولا تجعلها في قلوبنا". وأيضاً تصحح مفاهيمك وتخرج من عبادة الهوى الضيق إلى عبادة الله الواسعة، وهكذا تكون أنت بالعكس كما يقول. لك أن تعكس المعنى فتصبح على صواب، فأنت الآن اعكس هذه الأمور الأربعة واحفظها، ويكون ضدها هو أسباب الهداية. حسناً يا مولانا، بهذا نحن نريد حلقة غداً أليس كذلك يا طه؟ إن شاء الله غداً إن شاء الله، بعد إذن فضيلتك ستكون الحلقة عن أسباب الهداية وأسباب الضلال. يعني حلقة الفناء إن شاء الله في هذه المفاهيم الأربعة إن شاء الله. واحد من المشاهدين الكرام أو مشاهدة يقول: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، هل اسم الزوج
والزوجة مكتوب عند الله؟ يعني هل هو شيء لا يتغير مكتوب عند الله؟ كل ما يحدث تماماً مثل الرابط الذي أرسل لنا إن ما تصورونه هذا وكذلك المفاهيم صحيحة، فهذه الدنيا بكل دقائقها مسجلة، صوتاً وصورة، نعم، وليس صوتاً وصورة فحسب، بل ظاهراً وباطناً، يعني حتى ما يجري بداخلك مسجل. فإذن صوت وصورة والموجات التي تخرج من عقلك، نعم، والهالات، كل ذلك مسجل، فلذلك فقط... لا نتعب أنفسنا، كل شيء مُسجَّل. طيب مولانا، بارك الله فيكم، وإن شاء الله متشوقون لحلقة الغد إن شاء الله. ولكن اسمح لنا أن ننتقل إلى الاتصال، ننتقل إلى اتصال واحد فقط. الأخ فارس، تفضل يا سيدي. السلام عليكم.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. بعد إذنك كان لدي سؤال لفضيلة حضرتك، أنا منذ فترة تشرفت بمشاهدة حلقة وكان الدكتور يقول فيها عن صحيفة اسمها "تاج" أو شيء مثل ذلك تابعة للماسونية، وأنا
لا أعرف ما هي الماسونية ومن هم وما علاقتها بالدين.