#والله_أعلم | الحلقة الكاملة 31 أغسطس 2015 | حقيقة الهداية والضلال

أسعد الله مسِاءكم بكل خير، وأهلاً بحضراتكم في حلقة جديدة من "والله أعلم". بالأمس فضيلة الدكتور وعدنا بحلقة خاصة عن الهداية وعن الضلال، وكنا نتحدث عن سنن الله سبحانه وتعالى في الاختلاف أو في مسألة التكامل ما بين البشر، وفي هذه الجزئية تطرقنا مع فضيلته بالأمس إلى جزئية الهدى الضلال ومن ناحية هل كتب ربنا سبحانه وتعالى
على كل شخص منا سواء الهداية أو الضلال، الإيمان أو - والعياذ بالله - الكفر وهل لنا دخل في هذه المسألة أم لا؟ اليوم سنبحر مع فضيلة الإمام في مسألة الهداية والضلال، كيف نسلك طرق الهداية وكيف نبتعد ونفر من طريق الضلال. في البداية أود أن أرحب بفضيلته فضيلة الإمام العالم الجليل الأستاذ الدكتور علي جمعة. أهلاً بكم مولانا، أهلاً وسهلاً بكم، أهلاً بفضيلتكم مولانا. حضرتك تطرقت بالأمس إلى هذه المسألة، ولكن نود اليوم أن نستفيض أولاً في مفهوم الهداية، ما معنى الهداية؟ بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه، الهداية في اللغة وفي الشريعة على أقسام، فالله سبحانه وتعالى أثبت الهداية ونفى الهداية.
فلدي كلمتان مصدران يدلان على فعلين في اللغة العربية حتى نفهم بعمق: "هدى" مصدر "هدى" فهو يهدي هدى، "هدى يهدي هدى"، و"اهتدى" مصدر "يهتدي"، والهدى من عند الله والاهتداء من فعل البشر نعم، فالله سبحانه وتعالى يهدي من يشاء ويضل من يشاء، سبحان الله، يضل من يشاء ويهدي إليه من ينيب. فالله سبحانه وتعالى يهدي، معناها ماذا إذاً؟ فوجدنا أن الهدى في لغة القرآن معناها الدلالة،
يقول لك: "ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين" يعني يدل المتقين على الهداية، يهديهم ربهم بإيمانهم، أي يرشدهم ويدلهم ويعلمهم. فهذه يمكن أن نسميها هداية الدلالة. والهداية بمعنى آخر هي خلق الهدى عند الناس، وهذا لا يقدر عليه إلا الله. وفيها يقول ربنا سبحانه وتعالى: "إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء". فإذاً الهدى هنا. معناه أنه من عند الله سبحانه، من خلق الله، وهذا لا يقدر عليه أحد من البشر، بل الخالق الوحيد هو الله سبحانه
وتعالى. طيب، هذه الهداية يمكن أن نسميها هداية الخلق. وقوله "وإنك لتهدي إلى صراط الله" يقول إنك لا تهدي، نعم هذا بمعنى هداية الخلق، لكن هداية البيان الذي رسول الله صلى الله عليه وسلم للناس "وما أرسلناك عليهم حفيظًا"، يعني ما على الرسول إلا البلاغ، يعني هو مكلف برسالة ليوضحها، "وإنك لتهدي إلى الصراط المستقيم"، فيكون هذا هدى من نوع آخر غير الهدى الذي نُفي هنا. إظهار الطريق هنا البيان، أو البيان، نعم بيان للناس، فهناك هدى. خلقَ
توفيقاً، هدى الخلق وهدى البيان وهدى الإرشاد. مثل ماذا؟ مثل هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان. "هدى للناس" يعني إرشاد للناس، ليس بياناً. دلالة البيان أنني أوضح لك، لكن الإرشاد أنني أقول لك: امشِ من هذا الطريق تجد آخره كذا. إذاً فهناك هدى. خَلْقٌ وفي هُدى بيانٌ وفي هُدى إرشادٌ. هُدى الإرشاد هذا معناه ضمنها ما يقول لك الإرشاد للجنة أو النار. "فاهدوهم إلى سواء الجحيم" فاهدوهم يعني أرشدوهم. يقولون لهم النار من هنا يا أخي أنت وهو. هذا في يوم القيامة. فالهدى
يُستعمل لهذه المعاني المختلفة. نعم، هدى الخلق والتوفيق وهدى البيان. الهدى هو الإرشاد والدلالة، ومسألة كون الهدى سنة من سنن الله في خلقه يا فضيلة الدكتور، إلى هذه الدرجة ربنا سبحانه وتعالى يهتم بهداية عباده بدون شك. وربنا سبحانه وتعالى "من يهد الله فهو المهتد"، من يهد الله فهو المهتد. الله يهدي، من نال الهدى الذي منحه الله إياه هو قلنا إن الهدى من فعل الله والاهتداء في المقابل من فعل البشر، هداه فاهتدى. نسميه في اللغة العربية الفعل المطاوع. ما هو
الفعل المطاوع هذا؟ كسرتُه فانكسر، أكلتُه فانأكل، نعم هديتُه فاهتدى. وهو الذي طاوع الفعل، أي نتيجة الفعل هو الثاني. هذا فعل في النحو، هذا فعل وذاك فعل أيضاً. نسمي هذا الفعل المطاوع لأنه طاوع الفعل الأول: هداه فاهتدى، أضله فضل. إذاً "أضل" هي الفعل ونتيجته أنه ضل فعلاً، لأنها النتيجة الخاصة به. جرحته فانجرح، كسرته فانكسر، شربته فانشرب. وهكذا الفعل المطاوع، يسمونه الفعل المطاوع. فهديته فاهتدى، فهذا هو معنى الهدى. قد يكون للبيان وقد يكون للخلق.
وقد يكون للدلالة نعم فهذا هو الهدى وعكسه الضلال. يعني ما هو الهدى؟ الهدى هو طريق الجنة. ما هي أسباب هذا الهدى؟ يعني الهدى هذا أول شيء أنك تفهم كإنسان حقيقة الكون. هذا أول شيء، أول خطوة في الهداية أن تفهم حقيقة الكون، أن تفهم حقيقة الكون. حسناً، ما حقيقةُ الكونِ سبحانَ اللهِ وكأنَّها فيها صِفاتُ اللهِ. هذا الكونُ هو كأنَّهُ يَدُلُّنا على صِفاتِ اللهِ. هذا الكونُ فانٍ، فَلابُدَّ أن نَفهَمَ أنَّ هذه الدُّنيا فانيةٌ. على فِكرةٍ،
كُلُّنا نَعلَمُ هذه الحقيقةَ أنَّ الدُّنيا فانيةٌ، ولم نَرَ أحداً كَتَبَ اللهُ لهُ الخُلدَ، لم نَرَهُ الذي أَذِنَ لهُ بتأخيرِ مَوعِدِهِ إبليس الذي لا نراه أيضاً، مَن مِن البشر أطال الله في عمره هكذا؟ لا يوجد. إذاً ما هو الشيء أو الكينونة التي ستبقى دائماً؟ لا يوجد. فعرفنا البداية عندما نرى الأهرامات، هذه الأهرامات التي يعود تاريخها إلى سبعة آلاف سنة، نعرف أن لها بداية، لماذا؟ لأنها ليست من عشرة، فهي ليست. منذ عشرين عاماً ونحن نكتشف مقابر الأقدمين ومقتنياتهم، وبعد ذلك عرفنا أن هناك
شيئاً يُسمى العصر الحجري، حيث كانت السكين من الحجر، والفأس من الحجر، وجميع الأدوات التي كان يستخدمها الإنسان كانت من الحجر. إذاً لهذه الأشياء بداية، ثم تحول الحجر إلى برونز، والبرونز تحول إلى نحاس، والنحاس تحول إلى الحديد ثم ظهر الذهب والفضة وأشياء من هذا القبيل، وبعد ذلك بدأ الإنسان. يعني فتظل تشرح لي أنها لها بداية، وتشرح لي أن لها نهاية. كل شيء بدأ انتهى، ما من شيء بدأ إلا وانتهى. ورأينا أمثلة كثيرة لهذه البدايات وهذه النهايات. عرفنا بما لا يدع مجالاً للشك أن هذا الكون مخلوق وأن له بداية وأن له نهاية وأنه متغير وأنه نسبي، وهذه حقيقة الدنيا. هذا هو
الذي بالنهاية أقول: موجود ربنا "من عرف نفسه عرف ربه". من عرف نفسه أن له بداية، فأنا أعرف تاريخ ميلادي، وأن له نهاية لأنني أجلس وأرى الناس تموت، وأنه محتاج إلى غيره كل. يوم يا أخي، سبحان الله، أحتاج إلى الطعام والشراب والنوم والحمّام وإلى ما لا أعرفه. والله، أنا محتاج إلى غيري. عرفت ربي بالعكس أنه لا بداية له ولا نهاية له، وأنه قيوم السماوات والأرض. كلما تأملت في هذا الكون أدركت حقيقة الكون التي أبحث عنها، وهي أن الله حكيم. وأن الله سبحانه وتعالى عالم وأن الله مريد وأن الله قدير وأن الله واحد، ولذلك هذه هي حقيقة الدنيا، بدايتها هي معرفة حقيقة
الدنيا وأنها مخلوقة. نعبر عنها نحن بمصطلحاتنا ويقول لك ما هو التوحيد؟ التوحيد معناه أنك تقول إن هناك إلهاً وهذا الإله واحد. وعليم وقدير وقوي وعارف وحكيم لأنه لو اقتربت الأرض من الشمس خمسة أو ستة أميال فقط لاحترقت، ولو ابتعدت لتجمدت. لماذا في هذا الشيء وفي عطارد وفي الزهرة وفي الأرض؟ لماذا الرقم ثلاثة؟ لماذا لم تكن في المريخ أو في المشتري؟ لماذا ليست في خضم نحن مكتشفون. حتى الآن هناك أحد عشر كوكباً يدور حول الشمس، سبحان الله. لو ازداد قُرب القمر إلينا لأصبحت البحار مثل الأنهار صغيرة هكذا، ولو ابتعد لأصبحت البحار غير مستقرة
أو بالعكس. انظر إلى المد والجزر - كي لا أخطئ علمياً - وهكذا. هل تدرك كيف أن الكون المحيط بي يصرخ وينطق بحقائقه ولكن عند التدبر والنظر في السماوات وفي الأرض وفي كذا إلى آخره، إذاً أول شيء هو ما يسمونه في التصوف شيئاً لطيفاً جداً وهو الذي نقوله كله اليقظة، يسمونه اليقظة التي نترجمها في العقيدة ونقول ماذا؟ التوحيد الذي نحن فيه الآن ونحن في مجال الفكر ونفهم الناس نقول ماذا قضية الكون على فكرة كلها واحدة. كون أن يكون عندي يقظة، كون أن يعني فهمت، يعني فهمت ماذا؟ فهمت هذه الأشياء كلها، فهمت البداية والنهاية والتغير والنسبية
والتركب، وفهمت الاحتياج، وفهمت أنني لست قائماً بذاتي، ففهمت أن وراء هذا الكون إله واحد أحد فرد. صمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد. فهمت هذه الحقيقة التي نسميها اليقظة. تنبهت على فكرة أننا سبعة مليارات، منا ستة مليارات ونصف غير منتبهين. يعيش الإنسان داخل نفسه، أي يعيش ليأكل ويشرب وينام ويجري ويتعلم ويتزوج وينجب ويعمل، وهذه القضية لا تشغله، لا. أريد أن ينتبه جميع البشر إلى أن العقلاء والحكماء والفلاسفة بعد الأنبياء والأولياء والصالحين نبهوا الناس على ذلك، حتى وجدنا على الدولار "إن جود وي ترست" أي "نحن
نؤمن بالله"، وحتى وجدنا في نشيد المدرسة في أمريكا أو في اليابان الإيمان بالله، لأنه بدون الإيمان بالله سيكون القصة مظلمة جداً وسيكون الحياة بلا معنى وسأكون غير قادر على الاهتداء أو أي شيء آخر، فتكون أول خطوة هي اليقظة، أي التوحيد، أي فهم القضية وما إلى ذلك. عندما نذهب إلى شخص مثل الهروي في كتابه "منازل السائرين إلى رب العالمين" بين "إياك نعبد وإياك نستعين"، نجده يريد أن يسير، قال يعني في الطريق قسّمه لعشر مراحل لعشرة كيلومترات، وكل كيلومتر فيه عشرة أجزاء، وكل جزء فيه - لست أدري - ثلاثة أشياء أو نحو ذلك. حسناً، أريد أن أسير مع هذا الرجل لأرى كيف أذهب
إلى رب العالمين. ما هي المرتبة الأولى في المرحلة الأولى؟ قال: انتبه جيداً. اليقظة تعني أن تستفيق من غفلتك التي هي ماذا؟ "يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ". اعلم أن هذه الحياة ليست نهاية المطاف وأنها منتهية، ولذلك فهي مزرعة للآخرة. تيقظ لمعرفة هذه الحقيقة، فيقول لك: انتبه من ثلاثة أمور. ما هي الأمور الثلاثة لكي أكون متيقظاً النعمة والمُنعِم، وانتبه للنعمة والمُنعِم. اجعل في بالك أنك في نعمة، وهي نعمة أنك مخلوق أصلاً، ومِن الذي أنعم عليك؟ الله. هذا وانتبه إلى أنك مقصر، فالغفلات والدنيا تأخذنا هكذا وتبعدنا
قليلاً، فانتبه من الذنب وكن حذراً. حذراً. من وقتٍ لآخر، فالوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك. الإمام الشافعي يقول: صاحبتُ الصوفية فتعلمت منهم أن الوقت كالسيف. الزمن يعني لا تؤجل الخير، اعمل بسرعة واعمل كثيراً. ثلاثة أشياء: المنعم، والذنب، والوقت. الذنب هذا يسلمني للمرحلة الثانية بعد اليقظة. أنت تسألني عن الهداية، كيف أهتدي أولاً يا أخي. استيقظ من النوم جيداً، واستيقظ من النوم يعني ماذا؟ يعني اعرف ما هي القضية. هي أن هناك خالقاً وأن الدنيا طبيعتها كذا وكذا
حسناً، وبعد ذلك ابدأ بالتوبة. تتوب من ماذا؟ تُب من كل تقصير وقصور. التقصير هو أنك تفعل ذنباً، تفعل مخالفة، تفعل شيئاً فيه نوع أنواع الأنانية التي نسميها الذنوب والمعاصي، وقد تحدثنا عنها في الإسلام كثيراً بالتفصيل: لا تفعل، افعل، لا تفعل. وبعد أن أقوم بالتوبة، قال لك: تُب من التوبة، تُب من التوبة. نعم، بمعنى أن مولانا يقول: انسَ الذنب، انسَ الذنب لكي تثق في نفسك قليلاً، ولكي لا تسودها. عينك لا تعرف أن تعمل بشكل صحيح، فلا تجلس كل فترة تقول أنا أذنبت، أنا أذنبت، وهل سيغفر لي أم لن يغفر لي، فتتعطل وتنسى التوبة. بعد
أن تتوب، خلاص، نعم انسَ الذنب وانسَ التوبة نفسها. قال: "وتوبوا إلى الله جميعاً"، فالتائب داخل في "جميعاً"، التائب داخل في "جميعاً". توبوا جميعًا إلى الله، فكلنا أليس منا التائب. نعم، أنا الآن عاصٍ وهو تائب، أنا عاصٍ وأنت تائب، وهو يقول "جميعًا"، فيكون "توبوا" من التوبة، يعني تائبكم وعاصيكم توبوا جميعًا، فتكون التوبة على التوبة، وتكون التوبة من التوبة. من التوبة؟ ما هذا الكلام العادي؟ التوبة من التوبة! قال. لكي يترسخ أن تثق في نفسك، وهذا عكس ما يقوله الشباب المتطرفون، هل تلاحظ؟ يظل يجلد الناس ويجعلهم يستشعرون الذنب حتى يستهينوا به. يقول لك: "أنا سأدخل النار، سأدخل النار". هذا هو اليأس، يصل إلى مرحلة اليأس، نعم. مهما ستفعل أنت ذاهب إلى جهنم، أنت ذاهب إلى جهنم، كما قال.
توب وانسَ التوبة لله، وأنا فعلت شيئاً؟ هذا أنا عمري ما فعلت شيئاً! تقول يعني فقط أنا فعلت وأنا أعلم أنني فعلت. عندما أرتكب ذنباً أندم وأقلع عن الذنب وأصمم على ألا أقع فيه ثانية، هذه هي الهداية، ولكن لا أجلد نفسي حتى تسوء الدنيا. في عيني ولذلك سأضع نقطة وأقلب الصفحة وأكتب من جديد، وهذا ما علمنا إياه النبي عليه الصلاة والسلام، أن من الجمعة إلى الجمعة كفارة لما بينهما، وأن كل ابن آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون، وأن من العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، وأن من رمضان إلى رمضان كفارة لما بينهما، للصلاة كفارة لما بينهم، وهذا دين يُسر ودين جميل، لأن الجزء الثاني من
هذه الحكاية هو التوبة، والجزء الرابع هو التوكل على الله سبحانه وتعالى. والتوكل على الله معناه التسليم والرضا، التسليم والرضا. سلِّم بأمر الله، وأن الله سبحانه وتعالى لا يكون في [مكروه]، وسلِّم أمرك لله وارضَ. رضي الله عنهم ورضوا عنه، نعم هذه هي الهداية، نعم هذه هي الهداية. بدايتها أنك تستيقظ من هذه الغفلة ومن النوم، ثم تتوب إلى الله، ثم تعتصم بالله. فقط بارك الله فيكم. تماماً هكذا، يكون قد استطعنا أن
نسير في رضا الله. بارك الله فيكم مولانا، أستأذن حضرتك بعد الفاصل إلى الشق الآخر والضد بالضد يعرف، أعني الضلال. فكيف نعرف الضلال وكيف نتجنبه؟ وما هي مسالك الضلال التي يمكن للإنسان أن يسير فيها دون أن يدري ويصل إلى هذه المرحلة؟ فضيلتك نبهت عليها بالأمس أن يصل لمرحلة أن الله سبحانه وتعالى يحول بينه وبين قلبه، فكيف نتقي ذلك؟ هذا الأمر من البداية إن شاء الله بعد الفاصل ابقوا معنا. أهلاً بحضراتكم مرة أخرى وهذا الحديث المتواصل مع فضيلة الدكتور حول الهداية
وطرق الهداية وكيف نحقق الوصول إلى الهداية، وهي غاية ثمينة وغالية كلنا نسعى إليها. وكذلك الشق الآخر في الحديث الذي سنتطرق إليه إن شاء الله حالاً مسألة الضلالة، ولكن قبل هذا نُشرك حضراتكم معنا في الحديث وسؤالنا على الفيسبوك: كيف نحقق الهداية ونبتعد عن الضلالة؟ إن شاء الله سنستعرض بعضاً من إجابات حضراتكم مع فضيلة الدكتور بعد قليل. مولانا، فيما يتعلق إذاً بالضلالة، ما معنى الضلالة أولاً؟ إنها تعني الحيدان عن الطريق، ولذلك هذا هو أصل المسألة. ضل يعني تاه، صحيح. ضللت الطريق يعني تهت في الصحراء، لم أعد أعرف إلى أين أذهب، فقدت البوصلة، ضللت في الحياة. ولذلك يُطلق الضلال على الكفر، ويُطلق على الفسوق، ويُطلق على المعصية، ويُطلق على العناد.
لأن العناد يورث الكفر، لأن العناد معناه أن هناك غباء في السلوك. العناد معناه هكذا. فالضلال معناه التيه. إذا أردنا أن نبسِّط الآية هكذا ونقول إن الضلال معناه التيه، ولكن الله عندما تكلم عن الضلال قال: "في ضلال بعيد"، أي شيء بيننا وبينه مسافات. كمثال شخص يريد أن يذهب إلى الإسكندرية ثم ركب قطار أسوان، فرأى بني سويف أول محطة قادمة، فقال: هؤلاء يضحكون عليّ، هؤلاء غيّروا هذا، هناك مؤامرة. فاستمر إلى المنيا. قال: انظر كيف الإصرار والتمكُّن الخاص بهم. ظل إلى أن أصبحت المسافة بينه وبين الإسكندرية ألف كيلومتر، في حين أنه وهو في محطة مصر في
القاهرة كان بينه وبين الإسكندرية مائتي كيلومتر فقط، لأنه سار في الاتجاه الخاطئ وركب في ضلالٍ ولكنْ بعيد، نعم. أي عندما تحرَّكَ به القطار خمسة أمتار وتحرَّك في اتجاه امبابة، كان في ضلالٍ قريب. كان بإمكانه أن ينزل في الجيزة، كان يمكنه النزول في محطة الجيزة والعودة ورؤية حاله، لكن الضلال البعيد انظر ماذا فعل: أطال المسافة وأطال الزمن وأفقدَ معنى الجهد. عاملة ناصبة يعملون طوال النهار، وهذه عاملة ناصبة تعمل في غير مكانها، عاملة ناصبة تصلى ناراً حامية، تُسقى من عين آنية. هناك
أناس هكذا، قل هل أدلكم على الأخسرين أعمالاً الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً. انظر كيف هو يظن أنه يفعل شيئاً مفيداً. أنا أعمل طوال النهار، وتبين أن المشكلة هي أنك قد أخطأت الطريق من بدايته، وذلك لمخالفتك لأبي القاسم صلى الله عليه وسلم. أبو القاسم قال لك: "فإن لم يكن في الأرض إمام فاعتزل". ذهبت أنت مكوناً جماعة، نهايتها ماذا؟ داعش والدماء التي نراها، وهذا ناتج من أين؟ من الضلال البعيد، نحن عملنا وظُلمنا من الأجهزة
المختلفة ومن الأنظمة المختلفة ولم يبقَ هذا. أنتم كاذبون، أنتم كاذبون فيما بعد، لأن الذي ظلم أناساً كثيرين هم الشيوعيون، ظلموا وسجنوا، وكذلك القوميون ظلموا وسجنوا. ثم مَن الذي يحمل هذا الدين ويدافع عنه؟ أنتم؟ بل دافع عنه الأزهر الشريف، هو الذي أبقى اللغة العربية الذي يجعل الإسلام منيراً عبر هذه القرون وعبر ذلك، من الذي قال أنكم كنتم سبباً في حماية الإسلام أو في حماية القضية أو أنه لولاكم لضاع الإسلام؟ والله هذا كذب. ما الذي يُخيّل لهم هذا؟ إنها حكاية نظرية المؤامرة التي يعيشونها. معذرة أنا أتكلم كل قليل لأن المصيبة شديدة، من هؤلاء الناس
أنهم غيروا معالم الدين، غيروا معالم الدين، ولذلك يجب التنبيه عليهم، وهم لا يسكتون ولا يملون، ويسيرون في الضلال البعيد، فيبعدون كل يوم أبعد مما كان قبلهم. هذا هو الغريب يا مولانا! يعني حتى عندما يتحدث أحد مع أحد من هؤلاء، يعني ليس شرطاً أن يكون منخرط في عنف ولكن ينتمي لهذا الفكر، تجد يا مولانا متمسكًا بالأمر وكأنه هو على الحق والآخرين في ضلالة. سأقول لك بوضوح، سأقول لك: هو يسأل نفسه حتى يقنعها بالضلالة. ألم أذهب إلى محطة مصر، فالإجابة نعم، هل ركبت القطار أم لم أركب القطار؟ ركبت القطار وقطعت تذكرة الإسكندرية وقطعت تذكرة. إلي الإسكندرية، إذاً ماذا تريد الآن؟ أتنتبه؟ إنه لم ينتبه أنه خالف من البداية، من البداية، من بداية الفكرة أن
ينشئ. عندما جاء حسن البنا وأراد أن ينشئ جماعة الإخوان المسلمين، كتب عن نفسه مذكراته التي طُبعت عام ألف وتسعمائة وخمسين بعد وفاته فقط. خطها بيديه وتركها وقال فيها أن الشيخ محمد عبد الوهاب الحصافي عرض هو عليه الأمر، فالشيخ عبد الوهاب الحصافي قال له إياك أن تفعل هكذا، فهذا الذي ستفعله سيسبب فتنة، وكتب وقال: كان لنا رأي وكان له رأي. انظر كيف أن الذات كبيرة هكذا أمام شيخه، أمام شيخنا الذي ينظر بنور الله، يحدثنا الشيخ عبد الهادي القليوبي رحمه الله تعالى، وكان من مواليد ألف وتسعمائة وستة، وتوفي هذا العام الشيخ
القليوبي، وهو من تلاميذ محمد عبد الوهاب الحصافي. محمد عبد الوهاب الحصافي هذا هو مثل أبي شيخنا في الطريق إلى الله، لا بل هو تلميذه، فنحن أخذنا أيضاً سند الطريق. من عبد الهادي القليوبي عن محمد عبد الوهاب الحصافي: نعم إن حسن البنا نزل في القرية التي تخص عبد الهادي رحمه الله، وألقى خطبة بليغة والتف حوله الناس كثيراً. هذه هي الفتنة التي يتحدث عنها الشيخ ، أنك تتصدر قبل أن تتعلم، وأنك تصنع ديناً موازياً، ولكن في الظاهر أنت تخطب وتدعو إلى الله وبهذا الشكل تخرج النفس فتكون أمارة
قبل أن تكون لوامة أو ملهمة، فعندما جاء الشيخ قال له: "يا مولانا، هذا حسن جاء وخطب خطبة بليغة والناس كانت أمماً"، فدعا عليه إلى هذه الدرجة، دعا عليه، دعا عليه مع أنه خطب الخطبة العصماء والعريضة، نعم، لأنه ينظر بنور الله أن ما يحدث هذا خطأ، وما يحدث هذا ليس فيه تربية، بل فيه تحويل للدين إلى إجراءات. والمصيبة أنك عندما تحول الدين إلى إجراءات، في النهاية سيكون معك أناس هم الذين نتج منهم ما عرفناه من كلام الشيخ الحصافي الذي قاله هناك في سنة كذا وثلاثين عندما لقد رأينا بأعيننا ما حدث في سبعينيات وتسعينيات القرن الماضي، ثم ظهر الآن في النهاية أنك قد أوجدت كيانًا موازيًا لدين
الله. دين الله مبني على التربية، وإن قلت الناس أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه، فهذا يعني أن ربما قلة منا هم الذين يعبدون الله كأنهم يرونه. لكنَّ هذا الشعور موجود، فإن لم تكن تراه فهو يراك. بعدما خرج المجرمون من السجون تصدّروا المجالس، وأصبحوا يزاحمون العلماء في العمل والاتصال الجماهيري. العلماء موجودون ولكنهم لم يعودوا هم المرجعية، وأصبحت المرجعية هذه. وكنا في السبعينيات والثمانينيات نقول مرة واحدة: أنا أخبرك كيف يبدو الضلال. كان هناك عقود السابقة في
اليمن ترسلها جماعة الإخوان المسلمين. كل الحروب والدماء في اليمن تسبب بها الإخوان المسلمون في اليمن لأنهم كانوا يقتلون الحوثيين وينتهكون أعراضهم إلى أن ثار الحوثيون ورموا أنفسهم [في أحضان إيران وهم على غير مذهب الإيرانيين؛ فإيران اثنا عشرية وهؤلاء زيدية، وقد عاش الزيدية والشوافع مع بعض طيلة أعمارهم. كان بعض الإخوان يقتلون وينتهكون أعراض هؤلاء الناس حتى ألقوا بأنفسهم في أحضان إيران ونتجت الفتنة، وفي النهاية هذه فتنة يقول لك فيها: لا يدري القاتل فيما قتل ولا يدري المقتول فيما قُتل. نعم، كان وراءها هكذا، فنقول له: هذا فلان يريد أن يذهب إلى اليمن ليدرس، فقال: لا، نحن نقبل الإخوان فقط، لماذا قال
ذلك؟ لأنه لديه سوابق في الجهاد حول الإجرام والاعتداء على النظم والاعتداء على القانون والخروج عن نظام المجتمع. وسيد قطب يقول في كتابه "لماذا أعدموني": أنا أعرف أنني مؤاخذ في جميع نظم العالم. حسناً، إذاً لماذا فعلت ذلك؟ قال: لا، فكلها جاهلية، كل نظم العالم جاهلية. فإنني أريد أن أقول لسيادتك أن هؤلاء الناس الضلال في ضلال بعيد، في ضلال قريب وفي ضلال بعيد، في دركات للضلال، في دركات للضلال. والضلال يبدأ بالخطأ، يبدأ بالخطأ، يبدأ بالخطأ. "أن تضل إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى"، نعم. هذا الضلال خطأ، ليس معناه هذا هو المرأة بعد أبحاث جامعة هارفارد أي أنك
تفكر بنصفي الدماغ وتؤدي بنصفي الدماغ. الرجل يتلقى بنصف ويؤدي بنصف، فيكون واعياً عندما يتحدث. أما المرأة فهي عندما تتذكر، هي ليست كاذبة وليست سيئة، ولكنها فقط عندما تتذكر يمكن أن تتجاوز في الأداء. فالمرأة تسمع وتعي وترى وتحفظ أكثر من الرجل، وترى التفاصيل أكثر من الرجل. فتقول يا أختي، كان مشايخنا - رحمهم الله - إذا ضلَّت إحداهما فتقول إحداهما للأخرى: "لا يا أختي، ليس هكذا، نعم، هذه هي، هذا ليس كذلك، هذا كذا". فتقول لها: "نعم والله، أتذكر بصورة صحيحة"، لأنها ليست كاذبة، ليست كاذبة. هذا أداءٌ، نعم. فحملوا قضية الشهادة هذه على مسألة الأداء. ليس على قضية أن
تضل، يعني هي ضلالية، لا. لماذا أقبل شهادتها إذن؟ الضلال هنا معناه الخطأ، نعم. والخطأ ناتج من وجعل امرأتين تراقبان بعضهما. لماذا؟ لأمر خلقه الله فيهن لا علاقة له بالجنس أو بغيره. بغيره. لا علاقة له إطلاقاً، هذه مسألة تتعلق بالتعاون، كل واحدة تعين أختها على التقوى. نعم، على كل حال، إذا كان الضلال أصله الخطأ. حسناً، أستأذن بفضلك مولانا، بعد الفاصل إن شاء الله نتحدث فيما إذا كانت هناك أنواع أخرى أو دركات أخرى للضلال، وما هو قاع الضلال، أي الذي لا أي أنه لا توجد رجعة بعده، ولا توبة استأذن فضيلتك بعد الفاصل ابقوا معنا.
أهلا بحضراتكم مرة أخرى فضيلة الدكتور حضرتك تفضلتِ وذكرتِ قبل الفاصل بأنه من أول الدرجات هكذا أو الدركات في الضلال، وهي الخطأ أن تضل إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى. هل هناك أنواع أخرى؟ هل هناك أشياء في الضلال ودركات في الضلال يمكن أن تؤدي بالإنسان بأنه لا رجوع عن ضلال هذا الشخص بالاستمرار. الاستمرار يعني انظر، كل ابن آدم خطّاء، وخطّاء صيغة مبالغة، وخير الخطّائين التوّابون، وهي صيغة مبالغة أيضاً. ولذلك أرشدنا رسول
الله صلى الله عليه وسلم دائماً عندما كان يُسأل عن الذنوب: "يا رسول الله، اقترفتُ كذا"، يقول له: "اذهب فتوضأ" فقط، يعني خيرٌ، وافعلوا الخير لعلكم تفلحون، واتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن. واتبع السيئة الحسنة، هذا منهج. تصدق، فالصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار. توضأ، صلِّ ركعتين، صم يوماً، أو أي شيء. افعل كذا، يعني افعل الخير، واتبع السيئة الحسنة تمحها. حسناً، ومن أين تأتي هذه؟ من اليقظة، لنفسي وأعرف أخطائي، أستغفر وأتوب وأقلع عنها حتى لو وقعت في ذلك مرارًا. أما الاستمراء والاستهانة والاستهتار فهذا
ما يجعل سنستدرجهم من حيث لا يعلمون وأملي لهم إن كيدي متين". نبدأ ندخل في [موضوع] أنه لم ينزل في بني سويف عندما ركب القطار خطأً، حسنًا، فعندما ركب لم يرضَ أن ينزل، ما هي القصة؟ القصة أنه عاند وتكبر، "إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين". إبليس موحد وحاضر في الحضرة القدسية ويعرف أن ربنا واحد وكل شيء في أمان الله، لكنه غير راضٍ، غير راضٍ، يعني عندما قال له اسجد، قال له: لن أسجد لآدم انا ما أسجد لمن يوافق هواي. سأسجد لك أنت وحدك يا رب. طُرد وأصبح رجيمًا. فهؤلاء الناس عندما يضلون
لا يرضون بالعودة. لماذا؟ لأنه متكبر. يقول لك: أنا الذي على خطأ، وهذا يخلصه. قوله تعالى: "ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه". يقول يا ربِّ أنتَ ترى ها هو وهو ألدُّ الخصامِ وإذا تولى سعى في الأرضِ ليُفسدَ فيها، هذه هي العلامة، ويُهلكَ الحرثَ والنسلَ والله لا يُحبُ الفسادَ. وإذا قيلَ له اتقِ اللهَ أخذته العزةُ بالإثمِ فحسبُه جهنمُ ولبئسَ المهادُ. صلى اللهُ عليه وسلم، نعم، فهذا هو حالُنا أنَّ هناك خطأ في الاستمرار في الخطأ فيه عناد واستكبار. نعم، من أين يأتي الخطأ؟ أول شيء الجهل، أول شيء الجهل، وثاني شيء الدنيا،
وثالث شيء الهوى، والرابع شيء إبليس يمكن أن يوسوس، ومن ضعف الإنسان يتبعه. لكن لو أننا تخلصنا من النفس والشيطان والدنيا والهوى، لن نقع في هذا الضلال. طيب مولانا. الحقيقة كلما أتيت عند الآية الكريمة "قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا" صدق الله العظيم، يعني قبل أن أكمل الآيات التي تليها "أولئك الذين كفروا بآيات ربهم ولقائه فحبطت أعمالهم فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا" صدق الله العظيم. في هذه الآية يا مولانا للوهلة الأولى، المرء يخاف ويقول معقول، يعني أنا من الممكن أن أكون أظن نفسي أنني أسير على الصواب في الدنيا وأنني هكذا مستقيم وهكذا ربنا راضٍ عني والأمور تسير جيداً، وأصلي وأصوم ولي أفكاري ومعتقداتي في العبادة أو فلسفتي في الحياة ولكن أكون
في النهاية خاسراً كان كل ما عملتُه في الدنيا هذا ضلال، وأكون أيضاً من الأخسرين أعمالاً. أي أرجو يا مولانا أن تفك لنا اشتباكاً في فهم هذه الآية. رمانة الميزان. إمام الصلاة، من هو؟ إنه سيدنا النبي عليه الصلاة والسلام. هذه هي القضية كلها، القضية كلها: "لقد كان لكم في رسول أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً. هل أنت تسير عليه أم لا؟ ونحن نقول إن الرسول قال: "ما أنا عليه وأصحابي". لم يقل زمننا، أي يجب أن تسير على الدين، نعم على دينه وليس على زمنه، لأن الله غير الزمان وغير المكان هو الذي علم الإنسان ما لم يعلم، ورسول الله صلى الله عليه
وسلم جاء هداية للبشرية وليس عائقًا للبشرية، ولذلك أن تعيش دينه أن تعيش ما أراده من دينه. والسؤال الآن: إذا جعلت رسول الله أسوتك فأنت على خير، وإذا لم تجعله أسوتك فأنت على شر. نعم، والأسوة هي عندما نتناول إحصائياً، لكي نفهمها بعمق، عدد الأحاديث التي بين أيدينا بالضبط ستة وأربعين ألفاً. جمعنا من اليمين ومن الشمال، والضعيف والصحيح، وكلها أصبحت ستين ألفاً. ألفان منها في الشريعة كلها والباقي في الأخلاق. فعندما يأتي شخص ويجعل الألفين هما كل شيء. ويترك هذه الأخلاق
كلها يكون هو مخطئاً ويكون قلب الهرم، ولذلك قلنا إن علة هؤلاء أنهم أنتجوا الدين الموازي وأنتجوا الهرم المقلوب وفقدوا الإدراكات، فقدوا إدراك المآل، إدراك الواقع، إدراك الحقائق، إدراك الدنيا. نعم، بارك الله فيكم مولانا، حسناً، سريعاً سنستعرض إجابات حضراتكم قبل أن نتلقى المكالمات الهاتفية على سؤالنا. على الفيسبوك، كيف نحقق الهداية ونبتعد عن الضلال؟ انتصار تقول: بالبعد عن ملذات الدنيا. همس إبراهيم تقول: باتباع منهج الله وسنة رسوله والحفاظ على الأخلاقيات بين أفراد المجتمع. هدى عبد الرحمن تقول: نحقق الهداية ونبتعد عن الضلال بالفهم الصحيح للدين والتمسك بثوابته والائتمار بما أمر الله به والبعد عن نواهيه. ننتقل إلى اتصالات حضراتكم، الأستاذ محمد، تفضل يا سيدي. السلام عليكم يا فندم وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. أكلم فضيلة الإمام والله تفضل يا
سيدي، تفضل. فضيلة الإمام الشيخ علي جمعة، السلام عليكم. وعليكم السلام، تفضل يا سيدي. أنا واحد من محبيك ومن تلاميذك، وأتشرف أن أتكلم معك، اليوم بل حضرتك من أبرز علماء الدين والدعوة الى الله في عصرك ولك دور لا ينكره أحد في تطوير دار الإفتاء بنقلة نوعية فيها، فأنا أرغب أن تكون شخصيتك العظيمة الثرية هذه محور رسائل الماجستير بعد إذن فضيلتك. يعني لو حركتَ فمك سيكون ذلك شرفاً كبيراً بالنسبة لي. طيب سيد محمد، لو تكرمت سنستأذن من حضرتك، ولكن لو تفضلت. أترك رقم الهاتف في المركز بعد إذنك ونحن سنوصله إن شاء الله إلى الدكتور. شكراً جزيلاً أستاذة حنان. تفضلي يا سيدتي. أستاذة حنان نعم، السلام عليكم. وعليكم السلام يا سيدتي. حضرتك، أنا كنت أصلي حتى عام ألفين وثلاثة عشر، وبعد ذلك يا حضرتك قرأت، كنت
في عام ألفين وأربعة للآية السابعة والأربعين من سورة النساء في كتاب لمحمد متولي الشعراوي الامام محمد متولي الشعراوي، حضرتك بعد قراءتي للتفسير كنت أقرأ في الجزء الذي ذهب فيه عبد الله بن سلام لكي يُعلن إسلامه بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد كان خائفاً من الآية سبعة وأربعين تتحقق فيه أن هو ماذا كان يمسك وجهه وقفاه لأنه خائف أن الله عز وجل يطمس وجهه قبل أن يسلم بين يدي رسول الله عليه الصلاة والسلام وتتحقق فيه هذه الآية. حسناً، ما علاقة هذا بصلاة حضرتك. أنا بعد قراءتي للتفسير هذا كنت أضحك ضحكت أثناء قراءتي للتفسير، ما حدث حضرتك، أن بعدها انقلبت الأمور كلها معي، وشعرت أن
شيئاً قد مُحي من داخل صدري، شعرت أن الإسلام كله مُحي من داخل صدري. "لا إله إلا الله"، وأصلي لكن لا يوجد شيء، أي لست كما كنت أصلي من قبل، وحتى عندما كنت يعني كنت أصوم الاثنين والخميس والأيام القمرية لكن بعد ذلك أصبحت أصوم اليوم ولا أشعر بما كنت أشعر به في البداية، وهذا منذ ألفين وثلاثة حتى اليوم، يعني حوالي سنتين. نعم حضرتك، لكن الذي حدث معي هذا بعدما قرأت تفسير الآية وضحكتي. نعم، من سنتين حتى اليوم. نعم، فقط. حدث معي هذا الوضع وكان ذلك في عام ألفين وأربعة عشر تحديداً، حسناً، شهر واحد في ألفين وأربعة عشر. حسناً، السؤال حضرتك تريدين أن تعرفي ما السبب وكيف تخرجي من هذا؟ نعم، يعني هل الله عز وجل محا الشريعة الإسلامية من صدري؟ حاضر يا فندم، يعني ماذا أفعل فعلاً؟ وبالمناسبة أرغب فقط في الإشارة إلى قضية بسيطة وهي أنني
كلما صليت، أو أعني حالياً عندما أصلي، لابد أن يتحدث معي أحدهم عن اليهود أو النصارى. حسناً، حاضر، حاضر فضيلة الدكتور للأسف وقتنا للأسف ويبدو شبه أنه انتهى تقريباً، أنا أنصحها بنصيحة بسيطة. جداً هي حتى تعود إلى ما كانت تشعر به من خشوع ومن حضور ومن قلب ضارع وكذلك بكثرة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم كل يوم فقط، والعلماء عندما تكلموا عن الكثرة تكلموا عن ألف وتقسمهم إذا لم تستطع يعني ثلاثمائة في الصباح وثلاثمائة في الظهر وثلاثمائة في الليل
الشكر موصول