#والله_أعلم | الحلقة الكاملة 7 سبتمبر 2015 | حقيقة توقف العمل ببعض آيات القرآن

#والله_أعلم | الحلقة الكاملة 7 سبتمبر 2015 | حقيقة توقف العمل ببعض آيات القرآن - والله أعلم
أشفقوا، مساؤكم بكل خير. أرحب بحضراتكم في حلقة جديدة من برنامج "والله أعلم". في حلقة هذا المساء إن شاء الله سنستكمل الحديث مع فضيلة الدكتور حول قضية النسق والمنسوق في القرآن الكريم. فضيلته في أكثر من حلقتين. سابقتين تحديداً حول هذا الأمر تعرض وأكد أنه لا يوجد نسخ في القرآن الكريم ولكن هناك تدبر في المعاني وتدبر في الآيات وأن هناك ربما يكون فقدان للشروط فقط
وليس هناك نسخ بمعنى الإلغاء أو الحذف. الآن سنستكمل الحديث مع فضيلته لكي نعرف بعض الآيات. هذه الآيات يقال... بالفعل إنها جاءت لتنسخ آيات أخرى أو أنها آيات منسوخة. سنتوقف مع هذه الأمثلة من القرآن الكريم إن شاء الله في هذه الحلقة. اسمحوا لي في البداية أن أرحب بفضيلة الإمام العالم الجليل الأستاذ الدكتور علي جمعة. أهلاً بكم مولانا، أهلاً بكم. أهلاً وسهلاً مولانا، هل كنت دقيقاً فيما... ذكرتُ في المقدمة أنك قلتَ في حلقة سابقة أنه لا يوجد نسخ في القرآن الكريم، وإنما يوجد وقف في هذه الآيات أو فقدان للشروط. نعم، هذا صحيح لكي نؤسس لها من جديد. حسناً مولانا، فيما يتعلق ببعض الآيات، مازلنا حتى الآن يأتينا [السؤال] حتى على صفحة البرنامج أو... على الاسم اسم في شأن النسخ والمنسوخ من يقول: طيب، ما معنى الآية "ما ننسخ من آية أو ننسها نأتِ بخير
منها أو مثلها"؟ الكل هنا يؤكد بأن "ننسخ" و"آية"، إذاً النسخ موجود في القرآن. بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن. واللهِ في أول حلقة تحدثنا فيها عن النسخ، تعرضنا لهذه الآية وقلنا إنها التي بين الشرائع. فعندما جاءت شريعة اليهود، حرَّم الله سبحانه وتعالى عليهم أن يأكلوا اللحم الذي بجوار العظم أو المختلط بعظم، وحرَّم عليهم أنواعاً معينة من الزيوت، وحرَّم عليهم أن يعملوا يوم السبت، وحرَّم عليهم وهكذا حرَّم. عليهم أشياء بعد ذلك في شريعة الإسلام سُمي هذا الإصر والأغلال التي كانت في أعناقهم ووضعها عن أمة الإسلام. نعم صحيح، أنا أتذكر في يوم من الأيام ذهبنا إلى بلجيكا لكي نرى
المذابح والذبح وهل هناك ذبح في بلجيكا أو في بروكسل على الشريعة الإسلامية، فوجدنا فعلاً مذبحاً نظيفاً. حسنًا يذبح لليهود أأنت منتبه فذبح المسلمين بالضبط مثل شريعة المسلمين، ما هي الشروط الخاصة بكم؟ قلنا، قالوا: واحد، اثنان، ثلاثة، أربعة، خمسة. قال: لكن هذا سهل جدًا، هؤلاء اليهود عندما يأتون إليّ يشترون ثلاثين أو أربعين شرفًا من ضمن هذه الشروط التي تحمل اللة على مركب عليها خنزير أو لست أدري ما بها وهكذا، فأنتم، أي أنتم، تعتبرون شيئًا سهلاً جدًا. فقد تذكرت حكاية القصر والأغلال هذه التي
كانت في أعناقهم ووُضِعَت عليهم بسبب معاصيهم الكثيرة، ولهذا الذي حدث، وإذ ستة وثلاثين "إذ" معهم وهم في مخالفة تامة لشريعة المسلمين التي أتت بالرحمة، بسم الله. الرحمن الرحيم وأتت أن وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين إذا ما ننسخ من آية يعني بين الشرائع أي ولأحل لكم سيدنا عيسى يقول ماذا؟ ولأحل لكم بعض الذي حُرِّم عليكم فلما جاء سيدنا عيسى أباح لأتباعه أن يخرجوا شيئاً ما عن الشريعة الموسوية لتغير الزمان ولتغير المكان ولأن شريعة عيسى سوف تنتشر في الأرض وما إلى ذلك، لكن تلك التي للیهود كانت لبني إسرائيل فقط، ولا يريدون إدخال أحد فيهم إلا بمئة وأربعة وستين شرطاً، هل انتبهت
حضرتك؟ يعني لو شخص ما يسير ويقول لهم: "يا إخواننا أنا أريد أن أصبح يهودياً"، يقولون له: "لا، تعال الآن وافعل كذا وافعل يكرهونه من حياته المسيحية. لا، المسيحية فيها طقوس بسيطة، شيء اسمه أسرار الكنيسة السبعة وانتهى الأمر. الإسلام لا، كذلك يقول: "أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله" وانتهى الأمر، فيصبح مسلماً بهذا الشكل، ومسلماً عصم نفسه، فأصبح محمياً من أن يصفه أحد بأنه ليس مسلماً، وسمّوه المسلم. الصعب فإنني أريد أن أقول "ما ننسخ من آية أو ننسها نأتي بخير منها أو مثلها". هذه ما بين الشرائح. هل قال أحد من الأقدمين هذا؟ أبو مسلم الأصفهاني، وأبو مسلم الأصفهاني له تفسير كبير، وكان يرى أن كتاب الله هداية كله، كل آياته الستة آلاف ومائتين وستة وثلاثين. آيات كلها هداية،
فلا أستطيع القول أن هذه نُسخت لأنني سأفقد بذلك أدلة أحكام، وسأفقد بذلك صوراً يُدّعى أنها ليست في القرآن وهي فيه. ولذلك "ما ننسخ من آية أو ننسها نأتِ بخير منها أو مثلها ألم تعلم أن الله على كل شيء قدير" تتعلق بنسخ كل شريعة جاءت لما. قبلها ولا تتعلق بنسخ لا الأحكام ولا التلاوة لكتاب الله. طيب مولانا، ننتقل إلى الآية خمسة وستين من سورة الأنفال تحديداً في قوله تعالى: "يا أيها النبي حرض المؤمنين على القتال" إلى آخر الآية. وقيل إن هذه الآية منسوخة بآية أخرى هي قوله تعالى: "الآن خفف الله عنكم" الآية. هل ترى أن هناك أن هذا التخفيف جاء لكي ينسخ التحريض على القتال في الأول والأمر بالقتال. مولانا، أبداً، الأمر بالقتال عندنا هو
قتال الدفع، يعني أدافع عن نفسي وليس عدواناً، لأن الله قال: "وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين" و"اقتلوهم حيث". ثقفتموهم وأخرجوهم من حيث أخرجوكم، يعني كان هناك عدوان سابق وإخراج سابق، ولذلك أنا أرد الصاع بالصاع، وأواجه العدوان بمثله. حسنًا، الآن عندما أنزل الله سبحانه وتعالى مسألة أنه "إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين"، أصبح الواحد يقول: "لقد خفف الله عليك، خفف الله [النسبة] من واحد لعشرة إلى..." واحد والاثنان يكون المزيج ما المهم منه، نعم، أي أن هذا أعلى حد، واحد هذا أقصد حد قديم، أي أقصد حد قديم. ماذا يعني؟ أنا في الحرب وجدت
العدو أكثر مني بثلاثة، ثلاثة أضعاف، أربعة أضعاف، خمسة أضعاف، ستة أضعاف، سبعة أضعاف، ثمانية أضعاف، تسعة أضعاف، عشرة أضعاف، يجوز لي يجوز لي أن لا أنسحب، حسناً، لنفترض أنني وجدته أكثر مني بعشرين ضعفاً، يجوز لي أن أنسحب على الفور، هكذا انتهى الأمر. كان في البداية عندما وجدت عشرة، واجب علي أن أثبت في القتال ولا أولي الدبر ولا أولي الأدبار، وإلا أكون قد ارتكبت كبيرة من الكبائر، من الكبائر الفرار آخره، حسنًا، واثنان، حسنًا، أعطِ ما لم يفرش، حسنًا، ضِعفي ما لم يفرش أيضًا، نعم، جيد، واجب، أصبح واجبًا عليَّ الضعف إذا
كان معي الضعف، إلى حد عشرة أضعاف يصبح مباحًا بدلًا من كونه واجبًا، ماذا أصبح؟ أصبح مباحًا بهذه الآية الجديدة، وهذه الإباحة ماذا تفعل؟ تفعل أنه يجوز استمر في المعركة وهو أعطى ثلاث مرات أو عشر مرات، حسناً أعطى عشرين مرة أو أعطى إحدى عشرة مرة، لابد أن أنسحب، هل أخذت بالك؟ نعم، لابد أن أنسحب. عندما تسأل أهل العسكرية عن هذا تجدهم هم يفعلون هكذا أيضاً. يعني أنا أتذكر، لا أعرف إذا كان الناس يتذكرونها أم وسبعين، نعم، والحمد لله، وانتصرنا وما إلى ذلك. وبعد ذلك، فتحت أمريكا ممراً جوياً، وأصبحت الدبابات تنزل بتجهيزاتها ومعداتها في حالة صفر، أي جديدة تماماً. فقال السادات: "أنا لا أحارب أمريكا، يعني لن أحارب أمريكا، لسنا بقدر
أمريكا، لأن أمريكا أقوى مني، ليس عشرة أضعاف فحسب، بل عشرين". واليوم داعش على مواقعهم يقولون لا، نحن أخوف من أمريكا، نعم، فأصبح الخيال - وانتبه - الواقع الخيالي الافتراضي الذي يريدون أن يسيطروا به على الناس من خلال تغيير الواقع الحقيقي الذي خلقه الله، انظر إلى الافتراء، انظر إلى الكذب، يقول إن أمريكا هي التي تُسقط عليه الشيء لكي تستخدمه. هو الذي أقوى من أمريكا؟ لا يا أبي، أنت لست أقوى من أمريكا. إن أمريكا تتلاعب بك لكي تجعل المنطقة كلها مشتعلة بالنار. من الذي يأخذ جرحى داعش ويعالجهم؟ إسرائيل. حسناً، إذاً هذه الآية معناها الحد الأدنى والحد
الأعلى الذي من خلاله ما هو واجب عليّ وما... هو مباح ثم بعد ذلك يجوز لها الفرار أو يجب عليها الفرار. فيصبح جائزاً لها الفرار بعد الزيادة عن مائتين في المائة، وعندما يصل إلى ألف في المائة يجب عليها الفرار. فنكون قد استخلصنا منها أحكاماً أخرى، لكن مسألة أنها زالت وذهبت وما إلى ذلك كلام غير صحيح. نعم، حسناً أخذنا مثالاً آخر وهو الخمر، نجد تدرجاً في الحكم في الآيات من التحريم، من - ليس مدحاً عفواً - وإنما إظهار أن فيها منافع وصولاً إلى التحريم القاطع. هذا كله في آية واحدة. تماماً يا مولانا، يعني مثلاً "يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع". هذه فتوى، وإثمهما أكبر من نفعهما. طبعاً سنصل بعد ذلك يا مولانا: "يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر
والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه". الآية. طيب ما الذي فعلته هذه وما الذي فعلته هذه؟ لا شيء. إنه يقول لك ماذا فيها من منافع، إنما هنا التدرج غير النسخ. أقول لك ابتعد عن الخمر، انظر كيف أن عليك تجنب الخمر وقت الصلاة، ابتعد عن الخمر لأنها تُذهِب العقل، ابتعد عن الخمر لأنها حرام. هذه هي الدرجات الثلاث، لكن ماذا فيها جميعاً؟ "ابتعد عن الخمر"، هذا صحيح. فكيف يمكن أن يأتيني ويقول اشربوا الخمر، ثم يقول لي الخمر حرام؟ لا، فيهما إثم كبير وإثمهما أكبر من نفعهما، وفي النص منافع للنافع فقط، وإثمهما أكبر من نفعهما فابتعدوا عنه، وفي
الثانية لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى، وفي الثالثة يقول لك إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه بالأمر. فهو يقول لك هكذا: دع الخمر، اتركها. وقت الصلاة اتركوا الخمر لأنها حرام، فأين النسخ إذاً؟ لا يوجد نسخ، هذا الثلاثة يكون تركاً، فهذا نسميه تدرجاً، نعم فلا يوجد نسخ ولا شيء. النسخ هو إزالة الحكم: "إني كنت نهيتكم عن زيارة القبور فلا تزوروا القبور، ألا فزوروها"، "إني نهيتكم عن ادخار لحوم الأضاحي من أجل". الدفيئة فكلوا وادخلوا، نعم. هل أخذت بالك سيادتك كيف "توضؤوا مما مست النار" ثم "لا تتوضؤوا مما مست النار"؟ فهنا واضح جداً أنه
كان هناك حكم وأُزيل هذا الحكم، لكن أين في القرآن مثل ذلك؟ ليس في القرآن شيء كهذا. طيب مولانا، يمكن لشخص أن يقول ماذا؟ والله، طيب يعني... كل الآيات مثل بعضها، كل الآيات تحمل نفس الأحكام. حسناً، سأتبع الآية الأولى: "يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس". حسناً، وسأتبع كلمة "فيهما منافع للناس وإثم كبير"، والإثم ربنا يعفو عنه صحيح، ولكن لن يأخذوا بكلمة "فاجتنبوه"، لن يأخذوا الأمر باجتنابه، سيأخذون بالآية الأولى. على الفور سنستخرج له من نفس الكتاب: ﴿أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَن يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ﴾. لا، هذه كبيرة! القرآن كالمجلد الواحد، فكيف تريد أن تأخذ جزءًا وتترك جزءًا؟ نحن نتحدث عن هذه ليست متناقضة
وليست متعارضة وليس فيها حيرة، هل انتبهت؟ "أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً". ولذلك لا يوجد تناقض، عندما تتدبر القرآن تجده كله يسير على نمط واحد. نعم، إذاً لا يوجد نسخ وفي نفس الوقت لا يوجد تلاعب، يعني لا أستطيع بحكم موجود بما أنه لم يُنسخ فسآخذ بهذا الحكم وكفى، ولن آخذ بالحكم الثاني. نعم، وتوجد أمور تم عليها الإجماع بحيث لا يمكن التلاعب فيها. أحدهم مرة خرج وقال: حسناً، أنا أفهم قول "فاجتنبوه" بطريقة معينة. قلت له: ماذا؟ قال: لا، أضع كأس الخمر بجانبي. هل تفهم ما أقصد؟ نعم، إنه يمزح، هذا الشخص لا علاقة له بالشريعة. يا إخواننا، يعني هل يدرك ما الذي منعه من ذلك؟ الذي منعه من ذلك هو الإجماع الذي اعتمد على اللغة والشريعة والأحاديث وغيرها، فهذا ليس
متاحاً أن نفهم النص ونتركه هكذا كيفما نفهم، لكن بعض المفسرين سيدنا ذهبوا... إلى القول بأن هذه الآية نسخت الآية التي قبلها بمعنى أنها قد خصصتها، إذ إن السلف الصالح عندما استعمل كلمة نسخ كان يقصد العام والخاص، المطلق والمقيد. يعني هناك أمر كما قلت لك هكذا: "لا تشرب الخمر" فهذا عام جداً، ثم "لا تشرب الخمر وقت الصلاة" فهذا مخصص قليلاً، ثم الصلاة أفهم منها أنه من الممكن، حسناً، دع الخمرة جانباً تماماً، فتصبح خصوصيتها منتهية نهائياً. فالعملية أنها تتحدث عن الشيء، ثم تتحدث عن حالة من هذا الشيء. هذا هو معنى النسخ في لغة الأقدمين. ولكن ستأتي لتقول لي: ألم يذهب بعض علماء الأمة إلى أن الحكم زال؟
نعم بالطبع ذهبوا إلى هذا ونحن نخالفهم. نحن نخالف من ذهب إلى هذا. هناك عالمة فكّرت وقالت إن هناك شيئاً ألغى شيئاً. لماذا؟ لأنه حصل عنده تعارض لم يستطع حلّه. هو الذي لم يستطع حلّه هذا العالم الذي ليس معصوماً، الذي هو عالم من العلماء، يعني يبذل جهده. هل أنت منتبه؟ والأكثر من ذلك أنك ستقول لي: "حسنًا، أنا سأقلد هذا العالِم ولن آخذ بكلامك". أنت حر، إنني أقول لك شيئًا سيفتح لنا آفاقًا جديدة لجعل القرآن الكريم كتاب هداية واقعية في العالم. حسنًا، وماذا عن أخينا الشيخ فلان والشيخ علان والشيخ الدكتور فلان الذي لا يرفض هذا؟ حسنًا، هل هناك... حرية للفكر
في الإسلام ولكن بأدواته هو، ماذا سيقول هذا الشيخ الثاني؟ الشيخ الثاني يقول: والله الرازي قال هكذا، والقرطبي قال هكذا، وأنا لن أخرج عن هذا الفهم الذي تأتي به. وإن كان معك دليل، حسناً، موافق. أنت اختر الشيء الذي يريحك، والخلاف في الرأي لا يفسد للود قضية. إنني أشعر أن ما أقوله وما قاله كثير من العلماء سيحل لنا مشاكل كثيرة، وسيصحح صورة الإسلام، والأكثر من ذلك أنه سيحول الكتاب إلى كتاب هداية كما أراده الله هدى للمتقين، وسيعطي معنى جديداً للتعامل مع القرآن الكريم، هذه هي القصة. نعم، بارك الله فيكم مولانا، طيب اسمح لي بعد... الفاصل، نستعرض مزيداً
من الآيات. أجل، نجد أن فيها ما وجد على النفس، يعني أن فيها قد يكون نسخ ومنسوخ. في إحداها أمر وفي الأخرى... دعنا نرى. نحن في الآيات المنسوخة التي قيل إن كل ما في الكتب مائة واثنتان وثلاثون آية. لا، نحن نأتي بثلاث أو أربع. هذا كلام زيد رحمه الله عندما أعدّ رسالته جعلهم تسعة حسناً، نحن أحضرنا ثلاثة وها هم أربعة قادمون، فيصبح المجموع سبعة، جميل، حسناً، واحدة كثيرون الاثنان الآخران بقي غير الذين لا شأن لنا بهم، فأنا أقول الكل أصبح ليس حتى التسعة، وكان الشيخ أبو زهرة رحمه الله تعالى قال له يعني الذين التسعة هؤلاء قال له نعم، قال له: هو وأنت معنا جيد. وكان الشيخ أبو زهرة يذهب المذهب الذي نحن ذاهبون إليه، مثلما هو كذلك الشيخ عبد الكريم الخطيب والشيخ محمد الغزالي ومشايخ كثيرون جداً ذهبوا إلى هذا، والأستاذ عبد المتعال الجبري وسيدنا الشيخ عبد الله بن الصديق. الغماري: وهكذا كانوا يرون أن القرآن كتاب هداية يُستغل كل حرف
فيه وليس كل كلمة. نعم بارك الله فيكم مولانا. بعد الفاصل إن شاء الله نستكمل سورة المزمل. ويقول في سورة المزمل بعد: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم: "يا أيها المزمل، قم الليل إلا قليلاً نصفه". أو انقص منه قليلاً أو زد عليه ورتل القرآن ترتيلاً. في آية أخرى يقال إنها نسخت هذه الآية في قوله تعالى: "إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثي الليل ونصفه". حسناً، الآية الثانية نسخت الآية
الأولى في وقت الفريضة. نسخت أي آية؟ يعني الآية الأولى "قم الليل إلا قليلاً". هل القليل يعني السدس أم الثلث أم النصف؟ لحظة، أم هو كذا؟ فقد فصّلت الآيات الآية الثانية، فهذا تفصيل. أما "قم الليل" - بالله عليك - أين في فهمك أنت؟ أنا طوال عمري لا أريد أحداً غير عمري. ألست أنت الذي وضّحت؟ بالله عليك، أين "قم الليل"؟ إلا قليلاً... هذه القلة ما هي؟ وما هو الكثير؟ هل تنتبه؟ كيف عندما يقول النبي عليه الصلاة والسلام لجابر: "الثلث، والثلث كثير"، يصبح ما دون الثلث ناقصاً من الثلث شيئاً بسيطاً هكذا، فيكون قليلاً؟ فالثلث هو كثير، وما هو أقل من الثلث، ما هو أقل من الثلث سيكون قليلاً. في لسان
الشرع حتى هذا ليس في لسان العربي، هذا في لسان الشرع. نعم فيصبح قوم الثلثين. طيب، لا يصح وأنا مستيقظ أن أترك السدس مع الثلثين ليصبح النصف. انتبه أن السدس والثلث والثلثين والنصف كلها مع بعضها. كيف يكون النصف يساوي سدساً وثلثاً؟ تماماً، هل انتبهت؟ حسناً، إذا أضفنا إلى النصف سُدساً، فسيصبح ثلثين بالضبط. أي ثلثين. فإذا كان أمامي برنامج، والله سبحانه وتعالى يُفصِّل لنا معنى "قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا"، فكان سيدنا الرسول صلى الله عليه وسلم، كما أورد صاحب الإحياء، يقوم ثلث الليل ثم ينام سُدسَهُ.
إذا قام ثلثه وسدسه، وظل سدسه قائماً، وعندما قام سدسه أصبحنا في الثلثين، ثم نام ثلثه، فأصبحنا أمام النصف. وفي اليوم التالي يقوم الثلث وينام السدس، ثم يقوم الثلث وينام السدس، فيصبح بذلك قد أتم ثلثين بالضبط. وفي يوم آخر ينام السدس، ثم يقوم الثلث، وبعد ذلك... ينام السدس وبعد ذلك يقوم الثلث أو يقوم الثلث وبعد ذلك ينام السدس وهكذا. فهذا تفصيل "قم الليل إلا قليلاً، نصفه أو انقص منه قليلاً أو زد عليه،
ورتل القرآن ترتيلاً". إذاً هو فصَّل هنا، فلا يوجد نسخ ولا شيء. ما هذا النسخ الذي في ذلك؟ هذا ما... ليس نسخاً أبداً، إنما هو تفصيل لما أجمله. حسناً يا مولانا، يعني ما سبب نزول الآية؟ إن هذه الآية ليست تكراراً للآية التي سبقتها، وإنما هي تفصيل. تفصيل: ربنا سبحانه وتعالى يقول لك: "يا أيها الذين آمنوا كُتِبَ عليكم الصيام كما كُتِبَ على الذين من قبلكم لعلكم". تتقون وبعدين الآن بعد ذلك شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفقه فمن شهد منكم الشهر فليصمه. إنه يفسر الآن بشكل جيد "كُتب عليكم الصيام". هل سنجعلها عشرة أيام فقط في السنة، أم سنجعلها كل يوم اثنين وخميس، أم ماذا سنفعل؟ ما هو المفروض علينا؟ شهر رمضان، أمرنا بالحج ثم فصّل في آيات الحج. أمرنا
بالزكاة ثم فصّلت السنة أحوال الزكاة وأموالها وما يُخرج وما لا يُخرج منها. نعم، تفصيل ما سبق. طيب مولانا، ننتقل إلى آية أخرى في سورة البقرة فيما يتعلق بالقبلة في الآية مائة وأربعة وأربعين من سورة البقرة "فولِّ وجهك شطر". المسجد الحرام وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطره، هذا أمر بأن نولي وجهنا في الصلاة تجاه المسجد الحرام، صحيح، تجاه مكة. نعم، طيب، في حين أن في آية أخرى، ولله أيضاً في سورة البقرة، ولكن في آية سابقة مائة وخمسة عشر: "ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم". وجه الله نعم، يعني فلله المشرق والمغرب، سأذهب يميناً سأذهب شمالاً فثم وجه الله. ولماذا في الآية التي بعدها يقول فولِّ وجهك، فولِّ وجهك شطر المسجد الحرام؟ ما هو أن هذين حكمان، وهذه أحكام وتلك أحكام. أولاً ما تغيرت،
ليس داخل القرآن تغيرت، القرآن نسخ السنة، كانت. كان يتوجه إلى القدس بوحي، نعم بوحي، ثم دعا ربه لأنه قد اشتاق إلى الكعبة المشرفة. "قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فولِّ وجهك شطر المسجد الحرام". فنُسخ هذا التوجه إلى القدس. في ذلك الزمان كان يصلي في الكعبة وكان يجعل الكعبة من جهة القدس بحيث أنه يستقبل الكعبة والقدس، وهذا ممكن عندما ذهب إلى الشمال في المدينة، فيكون أحد أمرين: إما أن يستقبل الشمال أو يستقبل الجنوب. صحيح، فربنا أذن له بعد ثمانية عشر شهراً أن يترك
الشمال وينظر إلى الجنوب. فهذه آيات نُسخ فيها الحكم في القرآن الكريم، وليس نسخاً للقرآن نفسه كما هو مُدّعى. ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله هذا حكم آخر تماماً لا علاقة له بهذا. ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله، فيصبح عند فقد القبلة، أنت الآن في القمر، نعم مثل الأمير سلطان عندما صعد إلى القمر، كيف يصلي إذاً؟ لا يوجد قِبلة نقول له: ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله، انظر إلى الجمال، انظر، اجعلها، هذه ليست منسوخة فاستعملتها كيف، أي مثلما تضيق عليك الأمور، والزينة مثلاً، واللذان يأتيانها منكم، هذا للشذوذ، الشذوذ صحيح، لكن أنت لو جعلتها نُسخت بهذه، تكون قد ضيعت الدنيا، يعني ليس
لديك حكم للأمير سلطان الذي أصدر صدر الأمر وهو يريد أن يصلي ويقول الرجل: "أنا مسلم وأريد أن أصلي". ماذا أقول له الآن إن شاء الله؟ هل أقول له: "لا تصلِّ"؟ لا، أقول له: "صلِّ". حسناً، أين القبلة؟ "ولله المشرق والمغرب". يا أخي، "فأينما تولوا فثم وجه الله". يعني هذه الآية "ولله المشرق والمغرب" ليست لتغيير الحرام وإنما هي تأتي لظرف من الظروف محدد لشرط معين كما قلنا إما محلي وإما شرط وإما بيئة وظروف وإما كذا وإما مآلات إلى آخره لكن لا يوجد نسخ. أين يقولون إن النفاق نُسخ؟ لماذا؟ لكنه اجتهاد اجتهد، ولذلك الاجتهاد لا نمنعه ولا. نمنع التفكير الحر ولا نمنع حتى ما كانت عليه الجماعة العلمية في زمن معين من الأزمان، ونحن لم نقل إن المسلمين لم يقعوا في قضية النسخ، بل
نقول إن النسخ هذا اجتهاد، لكننا نخالف هذا الاجتهاد باجتهاد آخر مستدلين كما نتناقش الآن ونفهم ونحاول أن نستهدي بالكتاب. الله يعني نطلب منه الهداية من أجل توسعة مجاله ومن أجل جعله مصدراً من مصادر حياتنا. نعم مولانا، نعم. طيب، اسمح لفضيلتك أن أتحول إلى آية أخرى من الآيات كذلك التي قيل بنسخها، قوله تعالى بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم: "والذين يُتَوَفَّوْنَ منكم ويذرون أزواجاً". وصية لأزواجهم متاعاً إلى الحول غير إخراج، قيل بأنها نُسِخَت بآية أخرى: "والذين يُتَوَفَّوْنَ منكم ويذرون أزواجاً يتربصن بأنفسهن أربعة أشهر وعشراً". هنا تخصيص الأربعة أشهر وعشرة، وفي الآية الأولى "متاعاً إلى الحول وغير إخراج". يا أخي، هذه تتحدث عن العدة، لا
تتزوجي يا ابنة الحلال، ولا يصح أن تتزوجي بعد أربعة أشهر وعشرة أيام تأسفاً على الزوج بشكل تام، لكن المرأة الثانية لا تتحدث عن هذه العدة، بل تتحدث عن النفقة. فتقول: "حسناً، أنا الآن زوجي توفي، إلى أين أذهب؟ هل سترمونني في الشارع أم ماذا ستفعلون بي؟" فقال: "لا لا، لكِ حق لمدة سنة تدبرين فيها أمرك، فإذا هذا يتكلم عن النفقة. الرجل مات، فمن الذي سيرث؟ ومن الذي سينفق عليها لمدة السنة؟ أولياؤه. من هم أولياؤه؟ أخوه، أبوه، عمه، وما إلى ذلك. ولماذا هذه الغرامة؟ وإلى متى ستستمر إن شاء الله؟ قال: إلى أن تقضى نفقة المتعة التي أخذنا بها. في القانون المصري تختلف عن
العدة التي تحرم الزواج في هذه المدة، فلو أن امرأة مات زوجها اليوم ثم تزوجت في اليوم التالي، ستدخل السجن لأنها ارتكبت جريمة الجمع بين الأزواج. وإن قالت إن الزوج قد مات، فإنها تكون قد ارتكبت جريمة مخالفة العدة. والعدة هذه معناها فترة التربص، أي عشرة أيام، وهذا لا علاقة له إطلاقاً بين هذه النسخة أو تلك. واحدة تتعلق بالمتاع، وواحدة بالنفقة، وواحدة بالزواج، وواحدة بالعدة. نعم، واحدة يا مولانا بارك الله فيكم. يعني الواحدة الأولى من الممكن أن يتوهم المرء أنه قد يكون فيها نسب، لكن لا يحدث شيء. ما هم ما أنت لو رجعت إلى علمائنا الكبار الذين قاموا بواجب وقتهم كالقرطبي والرازي وابن عطية ستجد هذا الكلام أنها منسوخة بهذه أو
قيل إنها منسوخة بهذه، لكن الذي يطمئن قلوبنا نحن - وكوننا تلاميذ هؤلاء الناس ونجلهم إجلالاً كبيراً - أنه ما من آية، ما من آية من اثنتان وثلاثون آية قيل إنها منسوخة، إلا وقال إمام آخر إنها ليست منسوخة، سبحان الله. نعم، ما من آية... فأنا عندما يغضب الناس ويقولون لك: "لا، لا تقل لي إنها غير منسوخة"، مع أن مسألة عدم النسخ هذه ستخالف فيها السابقين وما شابه، بالرغم من أنه لا يوجد إجماع ولا أقول لهم: حسناً، حاضر، موافق، ولن أحضره لكم. ماذا أيضاً؟ لا، سأوضح لكم أنها ليست منسوخة، وسأذكر لكم من قال بهذا: النحاس قال إنها ليست منسوخة، السيوطي قال إنها ليست منسوخة، الرازي يقول إنها ليست منسوخة، القرطبي يقول إنها ليست منسوخة، ابن عطية يقول ليست منسوخة، والجاحظ يقول لا. هذه ليست منسوخة، ما رأيك عندما نفعل هكذا؟ من الذي فعل ذلك؟
وجمعهم الأستاذ عبد العلي الجابري رحمه الله. ألَّف كتاباً في النسخ في القرآن، نعم، مؤلف واحد، مؤلف واحد، وذهب ممسكاً بالسور: هذه سورة البقرة، هذه سورة كذا، هذه سورة كذا، إلى أن انتهى من تتبع المائة واثنتين وثلاثين أو أكثر ربما مائة واثنتين وثلاثين آية. هذه الآية في الأصل مذكورة في آية السيف وحدها، لكن على كل حال تتبع الآيات كلها وأحضر من الذي قال إنها غير منسوخة حتى يكون هذا مستنداً له. إذا كنتم غاضبين تماماً من إنكار وقوع النسخ في القرآن، لأنكم بهذا الشكل ستشعرون أنه... كأنكم خالفتم العلماء السابقين، حسناً، تبنّيتم عدم نسخ الآيات وليس عدم وجود النسخ، فأصبح عدم نسخ الآيات، وفي النهاية ما الذي سيظهر لكم؟ أنه لا نسخ في القرآن. بارك الله فيكم مولانا، بارك الله فيكم. حسناً، إن شاء الله سنستكمل معكم بعد الفاصل، وسنستعرض
إجاباتكم على سؤالنا، على سؤال الحلقة. حول النسخ والمنسوخ، هل ترى بأنه قد يكون هناك بالفعل أحكام تتعلق بالناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم؟ وإن شاء الله سنفتح بإذن الله الإجابات، وسنصعّد بعض الإجابات مع فضيلة الدكتور. هل تؤيد عدم القول بناسخ آيات في القرآن الكريم؟ ولماذا؟ بعد الفاصل إن شاء الله، ابقوا معنا.