#والله_أعلم | الحلقة الكاملة 8-أبريل-2014 | كيف نواجه التعصب بسبب الحجاب او النقاب ؟

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته مشاهدينا، مرحباً بكم في حلقة جديدة من برنامج "والله أعلم". نبدؤها ونتحدث عن موضوع آخر من الموضوعات التي تفرض نفسها على المجتمعات العربية والإسلامية بشكل عام، وقضية من القضايا الفقهية وأيضاً التي أثير حولها شيء من الجدل
في الفترة الماضية وما زال هذا الجدل قائماً. ونستمع إلى وجهة النظر الشرعية وفقاً للقواعد الفقهية المنظمة أو الحاكمة لهذا الأمر، ولقاء جديد مع العالم الجليل الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء. فضيلة الدكتور علي جمعة، نرحب بك. أولاً، أهلاً وسهلاً بكم، مرحباً. نتحدث من خلال هذه الحلقة عن الحجاب بين الإجبار والإقناع، وهل الحجاب فريضة وفقاً... للشريعة ولقواعد الشريعة الإسلامية أم أنه من السنن التي يجب أن تلتزم بها المرأة في الزي. نبدأ بطرح هذا التساؤل فضيلة الدكتور علي جمعة: الحجاب فرض أم ليس بفرض؟ بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. الرجل في الإسلام له عورة. ما بين الصورة والركبة وفي الفخذ خلاف، والمرأة لها عورة يجب عليها أن تسترها، وهو ما خلا وجهها وكفيها،
وهذا متفق عليه بهذا القدر بين المسلمين، أن المرأة أمام الرجل الأجنبي الذي هو ليس أباً ولا أخاً ولا زوجاً ولا غير ذلك إلى آخره، ينبغي عليها أن تستر ما سوى ويديها وكفيها ثبت هذا في القرآن وثبت هذا في السنة. القرآن والسنة نصوص، ولكنها نُقِلَت إلينا ليس فقط بنصوصها وألفاظها، بل نُقِلَت إلينا بمعانيها. وهنا يظهر إجماع المجتهدين من أمة سيدنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وهذا الإجماع هو الحاصل في هذه النقطة. أما الرجل فلا يتكلم عنه أحد. الآن هي القضية في المرأة وذلك عندما اصطدمت الحضارة الإسلامية بالحضارة الغربية وظهرت حينئذ
قضية الحجاب، وقد ظهر هذا في السنين الأولى للدعوة. وسنتكلم في هذا في القرآن وفي السنة. النبي صلى الله عليه وسلم يبين لنا عن ربه أن المرأة إذا بلغت المحيض لا يبدو منها إلا هذا وهذان. ويشير إلى وجهه وكفيه، وهذا عندما رأى أسماء بنت أبي بكر، بنت أول المؤمنين، بنت الصديق، أخت عائشة كاشفة شعرها، فأشاح بوجهه عنها غضباً لبصره الشريف، ثم قال لها: "يا أسماء، إذا بلغت المرأة المحيض"، يعني بلغت المرأة مبلغ النساء ورأت دم الحيض، دم العادة الشهرية، فترتها، لا يبدو. منها إلا هذا وأضعها
هكذا على وجهه الشريف وهذا الحديث أخرجه أبو داود وهو بسند صحيح ولكن ليست القضية هكذا أن هناك نصاً، بل أن هناك فهماً من كل المسلمين عبر القرون على أن هذا فرض وأن هذا واجب. يمكن أن يأتي أحد من المجتهدين ويقول هذا حديث. أحد مثلا لكن لم يقل ممكن أن يقول شخص نعم هذا يكون هذا داخل خارج البيت داخل البيت عند كذا، أبدا لم يقل أحد هذا، كل المسلمين متفقون على أن عورة المرأة كل جسدها إلا وجهها وكفيها، وعلى أن المرأة قد فُرض عليها الحجاب، يعني تأكدتَ فضيلتك أن طوال القرون. في القرون الماضية لم يُثار جدل من أي من المجتهدين في هذا الأمر، والحاضرة إلى يومنا الذي نتحدث فيه هكذا، لم يقل عالم إطلاقاً، وإنما مَن الذي قال؟
أخت صحفية في مجلة سيارة! نعم، لا يلزمنا. أين المجتهدون؟ أين المجامع؟ أين العلماء عبر القرون؟ وبعد ذلك يأتي شخص يتخيل له أنا أرى أنه لا مانع، فحرية الرأي مكفولة، دعه مع نفسه هكذا يعطي الأمل لنفسه. نحن نتحدث ونقول دين الإسلام، ودين الإسلام، وكل هذا الكلام موجود عند جميع العقلاء في العالم. الكاثوليكية لها البابا، والأرثوذكسية عندنا البابا، المرجع الخاص بنا، ويسمونه بالإنجليزية "Authority"، السلطة المرجعية لدينا. أين هي؟ في أي في اللغة الإنجليزية لا يصح أن أخترع كلاماً أو تركيبة جميلة أو اشتقاقاً جيداً، بل
لا بد أن أرجع إلى المرجع الإنجليزي. وكذلك في اللغة الفرنسية لا يصح أن أقع في الخطأ، بل لا بد أن أرجع إلى المجمع العلمي الفرنسي. فهل لديك رؤية أو نصيحة يمكن أن توجهها لمن لحرية الرأي وحرية الاعتقاد في كل أمور الدنيا، ولكن ليس في الأمور التي يجب أن يتم الاستناد فيها إلى قواعد فقهية، ليس في أمور الدين. أنا أرى هناك استناداً إلى كذا، هذا ليس حكماً شرعياً. قال تعالى في سورة الأحزاب في الآية تسعة وخمسين: "يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين، أي نساء المؤمنين داخلين، أي يُدنين عليهن من جلابيبهن، ذلك أدنى أن يُعرفن فلا يُؤذين. هذا نص، لكن الدم القادم إلينا لا يقتلونه، بل هذا معه تفسيره. ربنا سبحانه وتعالى: "إذا قمتم إلى الصلاة"، "قمتم" هذا فعل ماضٍ، "فاغسلوا" والفعل
للتعقيب، فيكون نتوضأ بعد. الصلاة: لم يقل أحد في الدنيا إننا نذهب للصلاة وبعد أن ننتهي من الصلاة نسرع للوضوء. لم يقل أحد هذا الفهم الغريب الذي تؤيده الصياغة اللغوية. لماذا؟ لأن هذه الصياغة اللغوية اتفق المسلمون كلهم على أنها "إذا أردتم القيام إلى الصلاة". حسناً، أين "أردتم" في الآية؟ لا توجد. إذن؟ من أين تأتي بها من كل المسلمين الذين على وجه الأرض؟ نحن نتعامل مع الدين بإعمال العقل، هذا هو الفهم والمنطق الصحيح للترتيب الزمني للخطأ. وقد حصل إجماع، أي اتفاق، ولذلك اتفق المسلمون عبر القرون من المجتهدين والعلماء والمجامع وغيرها على أن حجاب المرأة فريضة، وهذا ليس من عندي. أنا لست من عند العلماء، هذا من
عند الله، من عند الأمة. هذا رأينا هكذا. أنت إذا كان لا يعجبك فهذه قضية أخرى. المرأة التي لا تستطيع تقول لي: "أنا لا أستطيع"، هذه قضية أخرى، لكن يجب عليها أن تقول الحجاب فرض وأنا لا أستطيع. مثل صلاة الجمعة فريضة لكنني أصليها فأصليها ظهرًا. إليك قضية ثانية سنرى الآن العزاب، لكن لا تجادل في أنها فريضة، إنها فريضة. طيب، سأسألك سؤالاً عارضًا مرتبطًا بما تفضلت به في بداية هذا الحوار قبل أن نستكمل حديثنا حول هذه القضية انطلاقًا من حديثك حول حرية الرأي وحرية الاعتقاد، لكن توجد آراء دائمًا. تطرح هذا التساؤل: ماذا عن فكرة أن الاختلاف رحمة بين المجتهدين والأئمة؟ في أي الأمور يكون هذا من العوامل الإيجابية في فهم الدين الصحيح؟ هل دائماً الخلاف رحمة؟ وهل دائماً الخلاف في مرتبة الظن؟ أينما يحدث خلاف نعتبره ويصبح رأياً إسلامياً؟
فهناك خلافات كثيرة جداً نرحب بها، لكن هذا لم يحدث خلاف في الحجاب، ولا حدث خلاف في أن الظهر أربعة ركعات، ولا حدث خلاف في أن الكذب حرام، ولا حدث خلاف في أن الزنا كان فاحشة وساء سبيلاً، ولا حدث خلاف وهكذا. يعني نعم صحيح، لكن الخلاف... حسناً، ولم يحدث أن إحدى الأخوات الصحفيات مع احترامنا للصحافة وللصحفيين. وكل شيء والإعلام والإعلاميين لديهم فقط مهنة أن يقولوا: أنا أرى أن الحجاب ليس فرضاً، فيصبح غير فرض أو يصبح فيه خلاف. لا يوجد خلاف لأنها ليست سلطتي، وليست مرجعاً، ليست مصدراً نرجع إليه، ليست سلطة، فهي ليست قوة ولا سلطة ولا مرجعاً. هذا المرجع هو هيئة كبار العلماء، هذا
الشريف لدرجة أنَّ أهل العلم أو أهل الذكر، حتى وفقاً لما جاء في آيات الله في الذكر الحكيم. عندك في اللغة العربية يقول لك إن "ملكوت" و"طاغوت" على وزن "فعلوت"، فهذا هو وزنها. وهناك أيضاً "رحموت" و"عظموت" و"لاهوت". هذه الكلمات موجودة في اللغة العربية. فهل يصح أن نقول "رقفوت" من عفوتُ من العفو لا يصلح، حسناً أنا أريدها أن تصلح، ماذا نفعل؟ نذهب إلى مجمع اللغة العربية ونقول لهم: يا مجمع، هل يصح أن نقول هكذا؟ لنفترض أن مجمع اللغة العربية اجتمع وبحث وعمل، ثم قال: نعم، هذه الكلمة تجوز، أي كلمة يعني، لكن هؤلاء لا يجوزون، ولكن على أن في الأساس، يُستفتى في هذا الأمر لا بدّ لأنه متعلق بعلامة تجارية. انتبه، عندما ننسب إلى طبيعة نقول
"طبيعي" في اللغة العربية، وهكذا عندما ننسب إلى بديهة يصبح "بديهي". قالوا: أليس صحيحاً "طبيعي، غريزي، بديهي"؟ فذهبوا إلى المجمع اللغوي، فاجتمع المجمع وقال: نعم، يصح ذلك، فقد استعملها القدماء مثل المبرد يصلح ذلك لأن أهل سلطة اللغة قالوا هكذا، ولذلك نحن نسير بلا هدف. يجب أن نعود إلى العلم ويجب أن نتقي هذا الكلام. يعني حضرتك أكدت في البداية على واقع العقلية، لا بد أن تعود العقلية العلمية. حسناً، مجتمعنا يتعامل مع فكرة التخصص تقريباً في كل المجالات، يعني الإعلامي يدرب الصحافة أدرب طريقة ممارستها لرسالة الصحافة ومهنة الصحافة إلى آخره، والهندسة والطب، إلا في أمور الدين أصبح كل من له علاقة أو دراية بالعلوم الشرعية والفقهية أو ليست له دراية أو علاقة بها يتحدث، والدليل الشطط الذي بالتأكيد حضرتك تتذكره، يعني وبالتأكيد استأت منه عندما
رأينا شخصية من الشخصيات تقول. في يوم من الأيام أنها ترى من شكل الحركة في الطواف سواء في العمرة أو الحج أنها عبادة وثنية، وهذا الأمر أثار جدلاً واستياء الناس لأنها في الأساس ليست عالمة في الأمور الشرعية. ما سبب أن هذا الأمر مستباح للحديث في أمور الدين لكل من ليس له علم، وهذا لأجل لا نكونُ ظالمين، فقد أصبح الأمر مستباحاً في كل المجالات، وهنا ينبهنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعدما أقر الله فقال: ﴿فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾. أهل الذكر في الطب، أهل الذكر في الإعلام، أهل الذكر في أي شيء، وفي الدين قال: "من علامات فساد الزمان والفتن". وينطق الرويبضة. قالوا: ومن الرويبضة يا رسول الله؟ كلمة غريبة عليهم. ما هذا الرويبضة؟ قال: الرجل التافه يتكلم في الشأن الجليل. ولذلك بدأنا نستعمل
هذه الكلمة الآن عندما نتعجب: ما شأنك بهذا التخصص؟ ولكن لوجه الله، بدأ الناس يتكلمون في الطب. انظر إلى من يقول لك: لا تأخذ هذا والسكر. وخذ بعض "الراديتجيات" يعني سيموتون وإعلانات عليها أموال، وحضرته الرجل العشّاب الذي يريد أن يجعل الناس جميعها تتعالج بالأعشاب. ما هذا؟ ماذا يحدث؟ ويجلس بكل وقاحة ويعطي وصفة لكل الأمراض! ما هذا؟ لا، هذه عقلية ليست في الدين فقط بل في كل شيء. ففي الاستماع كان الشيخ - رحمه الله الشيخ إسماعيل العدوي رحمه الله تعالى كان يقول: سبحان الله، كنا حينها أربعين مليون، فكان يقول: يا أخي، سبحان الله، تتكلم في كرة القدم فتجد أربعين مليون مدرب، تتكلم في الطب فتجد أربعين مليون طبيب، تتكلم في الدين فتجد أربعين مليون فقيه. يا
جماعة ليس هكذا، فاسألوا أهل الذكر إن لا تعلمون، فهذه مسألة نبني بها العقلية والتفكير المستقل. حسناً، كيف ترد على من يقول إنه حتى الآيات الكريمة التي ذكرت هذا الأمر لم تكن صريحة أو واضحة في معانيها، وأن البعض يثير جدلاً حول هذه القضية ويقول إنه لا يوجد أمر صريح في القرآن بهذا الأمر أو آية صريحة؟ في هذا القرآن نقول له رقم واحد، لم يثر أحد إطلاقاً حول هذه الآيات أي شيء، والذي أثار هو مجموعة من الجهلة، ونحن مصرّون على أن هذا جهل، لأنك وأنت وأنا رجل طبيب وتأتي لتقول لي: "لا، هذا هو المصران الأعور ليس يميناً بل شمالاً"، سأظل أضحك وأقول لك: "لا". سأفتح أيضًا اليمين وليس الشمال، ولكنني متأكد، وأنا من رأيي، وأظن أنني لن أطيعك. شخص بجانبي يقول لي:
"لماذا لم تطعه؟" أليس من المحتمل أن أقول له: "هذا جاهل"، فأسكت، ثم يأتي شخص ويقول لي: "يا الله، أنت تشتمني"، فأقول: "لا، أنا أصفك فقط، أنا أصفك"، فلا يوجد أحد. اختلفوا ولم يقل أحد على هذه الآيات أنها ليست حجة. من هذا؟ لقد سمعنا بالفعل في مقالة وهناك شخص يرى أن القاضي يعيش مع نفسه. وهذا الوصف مذكور في القرآن الكريم، أي في وصف الجاهلين، فكلمة "خلاص" موجودة في "وأعرض عن الجاهلين". فأنا لا أريد أحداً أن يقول للإمام. الشافعي والأوزاعي يقولان لي، مثلاً الإمام شيخ الأزهر، والإمام المفتي، والإمام الذي في السعودية، وحتى في الباكستان وفي المغرب وحتى في أمريكا من أهل العلم. لكن يأتي ويقول لي: "الأصل أن بعضهم هذا لم يحدث، هذا كذب". من الذي قال لك أن بعضهم ليس فلاناً وعلاناً؟ يقولون: "نعم، فلان"،
ولست هؤلاء ليس لهم شأن بهذا، فهم لم يدرسوا اللغة العربية، ولم يدرسوا أصول الفقه، ولم يدرسوا التفسير، ولم يقرؤوا القرآن، وأيضاً إملاؤهم غاية في السوء، يعني وفقاً للمعايير الدقيقة والصحيحة هم ليسوا من أهل الذكر، ليسوا من أهل الذكر، نعم، حسناً، إذن لا أحد قال: سنعود لاستكمال هذا الحوار بعد لقد اضطررت لارتداء الحجاب عندما كنت صغيرة، ولكنني لم أبلغ السن المناسبة للتحجب - حوالي الصف الثاني الإعدادي أو نحو ذلك. فتحجبت
رغماً عنهم في البيت، ومنذ فترة قريبة بدأت أقرأ في هذا الموضوع فوجدت أنه أمر فيه أقوال مختلفة، حيث إن الله تعالى خاطبنا قائلاً "يا أولي الألباب" وقال هو متشدد كثيراً. حاولت أن أكلم أهلي في أنني سأخلع الحجاب، فوجدت أنهم غير موافقين لسبب له علاقة بأن المجتمع لن يوافق أو لن يتقبلك هكذا، وأي فتاة تخلع الحجاب يُنظر إليها نظرة غير لطيفة. فصدقت ما يقولونه، فلم أخلع الحجاب وأصبحت أرتديه وقد صار جزءاً مني. أنا قد خلعت الحجاب، كنت أرتدي الحجاب وأنا صغيرة جداً يعني في سن الثانية أو الثالثة عشرة. لقد مرت فترة زمنية كانت معظم الفتيات ترتدي فيها الحجاب بسبب أو من غير سبب. بدأت أفكر: هل أنا أفعل ذلك لأجل الله فقط أم أفعل ذلك لأجل الناس؟ سنة بعد سنة بدأت... أقول لأهلي أنني
أريد خلع الحجاب. النقطة الأولى التي كان الناس يتحدثون عنها هي: "أنت ستجعل الناس يتحدثون عنا، وستجعلهم يقولون إنك فتاة غير صالحة. لن ننفق عليك مرة أخرى، سنفعل بك كذا وكذا، وسنحبسك في البيت". وبما أنني كنت صغيرة، كنت خائفة. كان الذي صدمني أنهم لم يكونوا يكلمونه من ناحية الدين فقط، وأنت تتكلم من ناحية الدين فقط وتحاول إقناعي. كنت من الممكن أن أقتنع وأبقى كما أنا في مكاني، لكنني رأيتك تتكلم من الناحية الثانية أيضاً. مضت سنة تلو الأخرى وأنا أكبر حتى بدأت أصل إلى مرحلة أنني بدأت. أكره نفسي. الحجاب كما قال الدين أنني يجب أن أكون مرتدية له وأنا أحبه وأفتخر به. إذا كنت لا أفتخر به وأنا لا أحبه، فليس من الضروري أن أظهر ضيقي وأخلعه. الأمر ليس عناداً في الناس ولا عناداً في نفسي، وليس لأصبح متبرجة ولا لأجذب الانتباه ولا لأظهر مفاتني. شعري وكي أكون جميلة، ليس فقط لأجل طهارة البساطة وكما أنا اخترت أن أرتديه، يحق لي أن أختار أن أخلعه في نفس الوقت. أريد أن
أقول إنني لست ضد الحجاب، لكنني ضد أن يفعل أحد شيئاً يخالف قناعاته الشخصية في علاقته مع الله. لا يجوز لأحد أن يتدخل فيها ولا يجوز أن تصبح كبيرة. ولو رأى المجتمع كله الأمر بهذه الطريقة، فلن تكون هناك ظاهرة أن أي امرأة غير محجبة ليست صالحة. ليس معنى أنني خلعت الحجاب عن رأسي أنني أسير دون أن أستر نفسي. أنا الوحيدة التي تستطيع أن تُجبر الناس على أنا نجحت في أن أعمل أشياء مثل هذه، وتوصلت إلى الناس أنه ليس كل من قالها تُرحم على رأسها. أنا بقدر ما لست جيدة. فضيلة الدكتور علي جمعة، ما تعليق حضرتك على هذا التقرير والآراء التي استمعنا إليها؟ والحجاب بين الاقتناع والإجبار، هو الحجاب فرض، لكن كل واحدة تقول أنا... أريد أن أعمل لله ولا أحد يجبرني عليه، هذا صحيح، الله سبحانه وتعالى لم
يجبر أحداً على طاعته فقال: "فمن شاء فليؤمن". أيضاً انظر إلى درجة الإيمان والكفر "ومن شاء فليكفر"، لكن يجب أن تعرف أختنا أنها معصية عندما قالت إنها خلعت الحجاب. التي قالت الحجاب والحجاب، نعم تقول أنا... لست قادراً على الطاعة وسأرتكب المعصية، حسناً، لكن على فكرة هذه معصية، ويجب أن تفهمي أن هذه معصية. أنا ارتديت الحجاب باختياري، فأخلع الحجاب باختياري. حسناً، هذا في الاختيار ما بين المعصية وما بين الطاعة. بمعنى: هل سأصلي؟ هل يوجد من يجبرني على الصلاة؟ هذه الصلاة حتى لن يكون لها يمكنني أن أصلي فأطيع الله، ويمكنني أن أترك الصلاة، فحينئذٍ سأصلي
وحينئذٍ سأُحاسب. إذاً لا بد علينا أن نفرق فرقاً كبيراً جداً بين الإقرار والاقتناع من ناحية، وبين الطاعة والمعصية من ناحية أخرى. نحن لا نُجبر أحداً على الطاعة، لكننا نبين ونقول: هذه طاعة وهذه معصية، فمن شاء فليؤمن ومن. فَمَنْ شاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شاءَ فَلْيَكْفُرْ، الآية وهي آتية من فوق تماماً هكذا. الإيمان والكفر أصل كل الطاعات من شُعَب الإيمان، وكل المعاصي من شُعَب الكفر. فنحن لا نقصد أنها تكفر، لأن التي تخلع الحجاب لم تكفر. نجدها محافظة على الصلاة ومحافظة على الصيام، وتذهب للعمرة والحج، وتُزكّي وتعطف على كثيراً من التي عَمَرَ بها الدين كل شيء جميل، لكن من ناحية الحجاب فهو غير مقبول لديها أو متأثرة بشيء في اللغة الإنجليزية يسمى "Demonstration
Effect" (أثر عرض السلعة على المشتري). نحن مشترون في هذا العرض الذي يقدمه الإنترنت، فيقول له: انظر كيف أن هذا القماش جميل، والناس قد اشتروه. سيأخذونها وستنفد، فيقول له: حسناً، اقطع لي منها ستة أمتار وأريد ثلاثة. إنه تأثير العرض، تأثير العرض في سوق الأفكار وما إلى ذلك. فأنا أريد أن أقول: نعم، نحن في مصر هنا تركنا الفتيات يفعلن ما يُردن، لكن أيضاً واجب علينا شرعاً أن ننبههن على طبيعة هذه الأفعال. البيان، فنقول له: احذر، فشرب الخمر حرام، لكن لا أحد سيجبره على أن يشرب أو لا يشرب. قد يشرب في الخفاء، نعم، بينه وبين ربه. ليس لي تدخل، فالله سبحانه وتعالى لم يرسلني عليه حفيظًا ولا وكيلًا، ولست عليه بمسيطر، إنك لا تهدي.
لَسْتَ مَسْؤُولاً عَنْ هِدَايَةِ مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ. إِنَّمَا القَضِيَّةُ أَنَّهَا سَتَأْتِي تَسْأَلُنِي هَلْ مَا أَفْعَلُهُ حَلَالٌ أَمْ حَرَامٌ؟ سَأَقُولُ لَهَا إِنَّهُ حَرَامٌ. فَتَسْأَلُنِي مَاذَا أَفْعَلُ؟ يَأْتِينِي كَثِيرٌ مِنْهُنَّ وَنَحْنُ عَلَى مَتْنِ الطَّائِرَةِ مِنَ المُضِيفَاتِ وَتَقُولُ لِي: "الشَّرِكَةُ مَنَعَتْ ذَلِكَ وَهَذَا مَصْدَرُ رِزْقِي" وَمَا إِلَى ذَلِكَ، فَأَقُولُ كيف استطعت أن أجعل ما عندك اشربه في الحقيبة وضعيه على رأسك ثم انزعيه من رأسك، تقول لي بالله؟ حسناً أنا لست هذا، أنا واعية. قلت: لا هذه طاعة على قدر ما نستطيع. عندما حدث في صربيا وكوسوفا وغيرها إلى آخره أنهم كانوا يقتلون المرأة المحجبة بالقناصة، قلنا لهم. أزيلوا هذه الإشارات درءًا للأذى، فهذا من أجل صد الأذى
عن المسلمات، وسيظل الحجاب فرضًا، سيبقى كذلك، إنه سيظل فريضة. حسنًا، الحالة الثانية في التقرير قبل أن نكمل النقاط بلغة الأهمية، حضرتك أدركت تجدها الآن الفتاة الأخرى التي قالت إنها تشعر أنها مُجبرة أو بدأت هذا الأمر مُجبرة أم لا. تشعر أنها فعلت هذا الأمر بإرادتها، أهي محجبة ولا تأخذ ثواب الفتاة الأولى التي كانت محجبة. ولماذا لن تأخذ ثواباً يا دكتور؟ فهي مُجبرة، وهذا إصلاح. نحن لا نصنع منافقين. الخطأ الأكبر من جهة الكبار، انظر من هو الأكبر منها: المدرس أم صاحب العمل أم الأب والأم؟ ولا أي مشكلة لكن هي محجبة على غير رغبتها مثل الذي يصلي وهو متثاقل. الصلاة ليست كذلك، إنها منحة ربانية تؤديها وقلبك مفتوح لله. ولذلك إذا ذهبت وأنت كاره للصلاة
وتتوضأ بصعوبة وتصلي مكرهاً، فليس لك ثواب في ذلك. ولكن هناك شيء تخبروننا عنه دائماً. كعلماء وفقهاء، اسمه إسقاط الفريضة عن الشخص، يعني هل هو إسقاط الفريضة عن سبب ارتداء الحجاب حتى وهي مجبرة؟ أم أنها لم تُسقط الفريضة ولكن ليس لها الثواب، يعني ضيعت على نفسها الثواب؟ هذا الأمر حتى من غير تفكير، لماذا؟ لأجل شيء فُهِم خطأً، إذ إنها تظن أن الحجاب يعني... اختيار حتى هي قالت هكذا، ريم قالت هكذا، هذا اختيار. لا، ليس اختياراً، هذا الله سبحانه وتعالى هو الذي فرضه. عندما دخل المسلمون إلى ما وراء النهر كان موجوداً السيد جعفر الصادق، والسيد جعفر الصادق توفي سنة مائة وخمسين مع أبي حنيفة، وهو أيضاً درّس لأبي حنيفة،
يعني هما قرينان كان جعفر يعني بعض الشيء مدرساً لا يُثنى، فعندما دخل يعني مجتهد كبير الذين هم وراءهم الجماعة الشيعة يقلدون سيدنا جعفر الصادق، هذا هو، فسيدنا جعفر الصادق دخل فسأله الناس قالوا له: كل النساء غير محجبات فيما وراء النهر، نحن نتحدث في مائة وخمسين هجرية الآن أو قبلها عندما دخلوا هؤلاء وجدوا النساء غير محجبات وهن غير راضيات بارتداء الحجاب، يعني المسلمين لديهم تجربة قديمة في القرن الأول، فقال: أسقطنا حرمة النظر إليهن. يقولون له: ماذا نفعل؟ أنتم تقولون لنا غض البصر، وتقولون "وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن"، فالرجال ستغض بصرها والنساء ستغض بصرها، وأنا كلما مشيت أجد امرأة غير أولي وجهي إلى الناحية الأخرى فأجد امرأة غير
محجبة، وأجد أخرى هنا، وأجد واحدة غير محجبة، ماذا أفعل؟ قالوا: لا، حسنًا، هذا الحجاب، انظر إلى كلام سيدي جعفر: هذا الحجاب ميزة للمرأة أنه لا يراها إلا من يذهب إلى أبيها ويلتقي بها ويخطبها ويتزوجها، وحينها تخلع له الحجاب. يعني هذه ميزة، هذه جوهرة مكنونة تفعل هي هكذا فهمت، هو هكذا. ولكن في الواقع الذي نعيشه فضيلة الدكتور، اليوم حضرتك ترى كم الوظائف يستحيل معها ارتداء الحجاب، والمؤسسات القائمة والإدارات القائمة عليها وهي وظائف لا حصر لها. ستقول للفتاة أو المرأة: ليس لكِ مكان، لا نستطيع تشغيلك إلا هكذا. الله ما استطعته هذه قضية تختلف باختلاف الشخص الإنسان وقدرته المالية وكفاءته وما إلى ذلك، ولكن سيظل الحجاب فرضاً وسيظل
الوضوء فرضاً. فالذي يترك الوضوء هكذا من غير سبب تكون صلاته باطلة، أما الذي لا يتركه إلا لسبب وتركه لعذر فتكون صلاته مقبولة. إذاً كل شيء له سبب. نحن الآن نناقش نقطة دقيقة جداً: هل الحجاب هذا فرض أم ليس فرضاً؟ وهذا السؤال الذي بدأت به حضرتك الحلقة، تقول فيه: هل الحجاب هذا فرض أم سنة؟ فنقول: لا، الحجاب الذي نراه هكذا، هو الذي لا يكشف ولا يصف ولا يشف، هذه الشروط الثلاثة، هو فرض على... المرأة [تستر] إلا الوجه والكفين، حسناً، النساء اللاتي يقلن أو لديهن رؤية أنهن يرفضن أن يُنتقدن أو أن ينظر الناس إليهن نظرة ليست جيدة، كما رأينا في الفتاوى التي تتحدث عن أنها تحافظ على نفسها وعلى احترامها وعلى
حشمتها إلى آخره وهي ليست محجبة. اليوم نرى تناقضات في الشارع، نريد فيها فكرة الحجاب من أجل الموضة اعتداء على الشرب أو غطاء الرأس، ونجد أن باقي اللباس ليس له علاقة بالنسق الإسلامي أو بالزي الإسلامي، وليس فيه أي نوع من الغطاء الحقيقي للجسم أو لتفاصيل الجسم. في نفس الوقت يمكن أن نجد شخصية أو إنسانة غير محجبة ولا تغطي الرأس ولكنها في مظهرها لا يوجد شيء ملفت ولا شفاف ولا فاضح، يعني كيف نرى هذه المعادلة؟ لا هذه ملتزمة ولا تلك ملتزمة؟ من قال لك أن هذه ملتزمة وقد كشفت شعرها ونحرها وغير ذلك؟ هي ليست ملتزمة، وصديقتنا الأخرى التي وضعت شراباً على رأسها ونصف ظهرها ظاهر من بنطالها الضيق المتهدل. ليست محجبة، مَن الذي قال أنها محجبة؟ أيضاً الحجاب ليس هو وضع الغطاء على الوجه، لا. كانت النساء وهي نصف عمرها عارية
بالملابس القديمة هذه، تضع الغطاء على وجهها فقط، لكنها ليست محجبة، ولا هذه محجبة، ولا هذه محجبة. أي شيء يخرج عن صفات الحجاب أنه يكون لا يصف. لا يكشف ولا يشف، أصلاً ليس اسمه التزاماً ولا حجاباً ولا أي شيء، كل هذا مخالف وكل هذا خارج النطاق الشرعي الذي يقول إن المرأة بهذه المواصفات. تأتي امرأة وتقول لي: "حسناً، سأفعل كذا وكذا حتى الروح"، وأنا لا أُرزق، وقد قلنا هذا الكلام كثيراً، أنا عندي... مواصفات لن أتطرق فيها إلى الألوان ولن أتطرق إلى ماهية البهرجة ولا ماهية المثير واللافت. أنا لا أبدأ هذا الكلام كتدخل، أنا لا أقدر أن أتدخل إلا بما يكشف ويصف ويوضح. وبعد ذلك قضية خطوط الموضة
هذه، نحن نعبد الله وهذا ما يجب أن نؤكد عليه جداً نحن ولا نعبد الناس ولا نعبد أنفسنا، نحن نعبد الله سبحانه وتعالى الواحد الأحد، ولن نجد لذة العبادة إلا إذا أخلصنا لله سبحانه وتعالى. مشاهدينا، سنتوقف مع فاصل قصير ثم نعود لاستكمال هذا الحوار. أترى الحجاب حرية
شخصية أم لا؟ الحجاب حرية شخصية؟ لا، هذه الحرية أساساً يعني كل واحد... حر لكن عندما يعتنق دينًا فمن المفترض أن يلتزم بمبادئ الدين. كيف يكون فرضًا وكيف تكون الصلاة؟ نعم يا سيدي، إنها بالطبع فريضة. لا، بالطبع ربنا أمر بها وليست حرية شخصية، لم تكن أبدًا حرية شخصية. هل ترى الحجاب حرية شخصية أم لا؟ هو ليس حرية شخصية، بل هو تدين ارتداء الحجاب أو خروج المرأة دون حجاب يجب أن ينبع من قناعتها الداخلية. يجب أن يكون لدى الفتاة اقتناع أولاً بالحجاب. نعم، أراها حرية شخصية، من ترغب في ارتدائه فلترتديه، ومن لا ترغب فلا ترتديه. الحجاب أساساً هو أمر إلزامي في الدين، من المفترض أن نرتديه، فالله يأمرنا بهذا الأمر. لابد طبعاً أن أقتنع بها، وهذا ليس اقتناعاً إجبارياً علينا. بالطبع هذا أمر متروك لنا، إنها حرية شخصية. بالتأكيد كل شخص حر في ارتداء الحجاب أو عدم ارتداءه، هو حر، إنها حرية شخصية. لكن في البداية، أنا أؤدي ما علي وأنقل
المعلومة لمن أمامي، فإذا لم يقتنع فلا بأس. هذه حرية ما دامت أنني لم أتدخل فيها ولم أحاسبها على الحجاب إطلاقاً، لكن يجب أيضاً أن ترتدي على الأقل غطاءً للرأس أو أي شيء مماثل. هذه مسألة شخصية، وفي الوقت نفسه، ديننا فرض علينا ذلك. هذه نعمة من ربنا، ولا يوجد أحد سيتدخل بيننا. أي أنه لا يوجد أحد فيها غيري أنا والله، فأمور ترجع إليّ. أنتِ كيف ارتديتِ الحجاب؟ حسناً، كيف ارتديتُ الحجاب؟ يرجع ذلك إلى الأهل والتربية. كانت رغبتي أنا، حتى كان البيت في ذلك الوقت غير موافق، لكن يعني تجاوزت
بعض الأمور. هل لفتت انتباهك بشدة بعض الآراء أو التعليقات؟ لا أحياناً تتعامل مع السؤال من تصورك لمعناه. متفقون جميعهم، النديم يقول عنه أنه إلزام، نعم، لم يقل أحد لا، لم يقل أحد لا. ما هو الحجاب؟ هل يجب علينا أن نأمر النساء بعدم الحجاب مثلاً؟ يعني الشعب كله يعرف أن الخمر حرام وأن الصلاة واجبة وأن الكذب لا يصح. وأن الحجاب واجب على المرأة. النقطة الثانية: لا إكراه في الدين، قد تبين الرشد من الغي. وبعضهم عبر عن هذا بأن كل شخص متدين عليه أن يلتزم بدينه، وهذا كلام صحيح. والذي لا يستطيع الالتزام فلا يفصل في كونه غير قادر على الالتزام، وأن هذا التزام مفروض عليه وهو غير الحجاب هي غير قادرة على ارتدائه وتقول إنه ليس فرضًا، هذه هي القضية.
وفتاة مثل التي قالت أو رأي مثل الذي ذكر أنها ترى أن مظهرها أجمل بعد بدء ارتداء الحجاب، ربما هذه منافسة بعض الشيء بين الفتيات لأنها واجهت بعضهن يقلن لها: "ماذا؟ أنتِ ما زلتِ في البداية". عليك أن تتحجبي عندما تكبرين فترد من نفس مقياسها: حسناً أنا هكذا أجمل وهكذا أحلى. هذه هي لغة الفتيات مع بعضهن. لقد شاهدنا من خلال هذا التقرير بعض الصور أو اللقطات لمواطنات، فتيات أو نساء بالنقاب والحجاب. الإساءة التي حدثت في الفترة الماضية في الشارع لسيدة لعدم التزامها بالشكل أو النسق أو السمت الإسلامي في الزي أو لأنها ملتزمة بارتداء النقاب حتى وليس الحجاب فقط، كيف تفسر ذلك حضرتك؟ وماذا تقول لهؤلاء الذين يتعرضون للمرأة في الشارع بالإساءة والأذى بالقول أو الفعل، سواء لأنها ليست ملتزمة على الإطلاق من الناحية الشكلية، أو لأنها ملتزمة إلى أقصى
درجة؟ أخلاق تسمى الأخلاق المصرية، هذه الأخلاق المصرية جميلة جداً وهي منبثقة من الدين الإسلامي عبر القرون. ونحن بهذا نخرج عن الأخلاق المصرية؛ فمن يتحرش بغير المحجبة على هذا الأساس، لم تكن أخلاق المصريين هكذا أبداً. وحتى الآن، من يتحرش بالمنتقبة أو المحجبة هو رجل منحرف، إنه شخص منحرف. بأي شكل إهانة أو قول أو فعل أو إساءة، هذا انحراف عن أخلاقنا. ولذلك عندما بدأوا يهاجمون النقاب ويهاجمون الحجاب، وتُهان المرأة في الشوارع لأنها منتقبة أو محجبة، فضيلة الإمام الأكبر أصدر بياناً وقال: ليس في
بلد الأزهر يُصنع بنساء المسلمين هكذا، فهذا قلة أخلاق. وقلة ديانة وقلة حياء الاعتداء على المرأة سواء من أجل عدم ارتداء الزي الإسلامي أو من أجل ارتداء ما تريد المرأة أن تفعل. كان شيخنا، رحمه الله، الشيخ أحمد مرسي عندما يسألونه عن النقاب فيقول: "والله هي اعتادت على ذلك، ماذا أفعل؟" وكان يعلمنا أن نترك النساء فيما... تعودنا فيه أن المرأة التي تريد أن تتحجب فأهلاً وسهلاً بها، والتي تريد أن تتنقب فأهلاً وسهلاً بها أيضاً. ولكن عندما تكون هناك بعض المعايير الخاصة بالدواعي الأمنية وغيرها، وفي قاعات الدراسة
في الجامعات، وأمور تستلزم كشف الوجه للتعرف على هوية المرأة، فلا بد من الامتثال للقواعد المتبعة في المطار، في الفقه القديم أنها تأتي كاشفة الوجه وهي خارجة. الرجل الضابط المسؤول عن الجوازات يقول لي: "لو سمحت، هل أنت صاحب هذا الجواز أم لا؟" وهي ليست هي، فهي منتقبة هكذا في الصورة. لا، فهو يريد أن يعرف هل هذه هي أم لا، أن يطابق الوجه مع الصورة. نعم، بالطبع الذي جعل الناس عندما تقول له: "لا، أنا لست كاشفة وجهي"، نعم هي ترتكب خطيئة الآن. ألا تقول هكذا للقاضي؟ ألا تقول هكذا لمراقب الامتحان؟ ألا تقول هكذا لشرطي المرور إذا كانت تسير بالسيارة؟ بمنتهى البساطة: "ها هو وجهي، تأكدتَ؟ نعم"، وترجع النقاب مرة أخرى. هذا هو عدم الفقه. يترتب عليه وعدم الفهم وبعقلية معينة يترتب عليه
مساوئ كثيرة. لو فعلت هكذا، فسيقول لك الناس جميعهم: "لا توجد مشكلة". عندما نحتاج إلى تأكيد الشخصية في المطار أو عند القاضي أو في المرور أو في الشهادة في الامتحان أو غير ذلك، ستُكشف بسهولة. هل أنت منتبه سيادتك؟ كيف وستخفين بسهولة، فيكون إذًا يجب أن يكون الأمر بسيطًا ليس فيه تعقيدات. فأيضًا أخوات المنقبات، ما الذي أفهموهن أنه إذا رأى رجل وجهك؟ لا، ليس كذلك، لأن المرأة تكشف وجهها في الإحرام وفي الصلاة، وعند الجمهور بما فيهم الحنابلة أن الصلاة بالنقاب والبرقع مكروهة. هذا لازم لكي تكشف وجهها تصلي؟ طيب، هل تستطيع حضرتك أن تسمي هذا ماذا يعني؟ "ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه"، هل هذا تشدد في الدين؟ أم بماذا تصفه؟ ارتداء
النقاب... الذي حصل أن قامت امرأة سعفاء الخدين، ويعرفون أنها سعفاء الخدين، كيف ذلك؟ ألم تكن كاشفة وجهها في المسجد؟ إنه خد، وهو من أدلة إلى أمّ عمارة زوجة حمزة فتكلّم معها، ولمّا دخل هو وعمر وأبو بكر عليه الصلاة والسلام إلى زوجة ابن التيهان وجلسوا لأنها قالت لهم: "لا تميتوني، اجلسوا تفضلوا"، لأنه كان يستعذب لهم الماء كاشفين الوجوه. فلذلك يجب أن تتعلم البنات، يجب أن تتعلم المنقبة أن هناك مواقف، وبمنتهى البساطة عندما العقاري أريد أن أعمل توكيلًا، تفضل، هذه النقابة وهذا وجهي، أنا فلانة، وتأتي نازلة، لكنها عملية سهلة جدًا، لكن التطرفات ستؤدي إلى
صدام. حسنًا، دعنا نسمع تعقيبك أو إجابتك عن بعض تساؤلات أو تعليقات السادة المشاهدين على فيسبوك، وسنعود إذا تبقى بعض الوقت في الجزء الأخير من هذا. اللقاء لتأكيد حضرتك على أمرين: الحكومات أو الأنظمة التي تفرض على المرأة أنها لكي تحصل على فرص متساوية وعادلة في العمل وفي الحياة وفي كسب الرزق، أن هذا لا يكون متاحاً أو مباحاً بالحجاب، كيف يتصرفون؟ وقضية درء الأذى وقت أن تكون المرأة مستهدفة في بعض الدول أثناء الصراعات المسلحة. أو الحروب، لكن سنعود إلى هذا الأمر بعد رسائل الفيسبوك. نور الدين يتساءل قائلاً: هناك فتيات يخلعن الحجاب تمرداً نتيجة لسوء أخلاق بعض المدعين أو بعض مدعي التدين وسوء أدبهم في الحوار. هؤلاء لم يكن ارتداء الحجاب بالنسبة لهن عن اقتناع، وإنما ارتدينه لمجرد الاعتياد على الأمر أو للأعراف. ولتجنب مواجهة نظرات المجتمع أو الانتقادات لا يجب أن تفعل كما قلنا أنه لا بد أن تعبد الله، لكن واحدة ليست
منتبهة إلى أن الله هو الذي أمرها وأنها بينها وبين الله، وما شأني أنا، ليس لي تدخل، أنا أبتعد عن أن أقحم نفسي بين العبد وربه، يجب ذلك. تفهم أن صلاتها لربها وأن صيامها لربها وأن نسكها لربها وأن حجابها لربها وما شأني أنا؟ عمر محمد حسين يقول: "التربية ثم التربية فهي سبيلنا إلى تحضُّر المجتمعات"، ويقول أيضاً: "مع التعليم المستنير المشتمل على مراعاة الزمان والمكان وطبيعة الزمن الذي نعيش فيه، أي المتغيرات". أنا مؤمن بهذا. لقد اضطُرِبنا. في التربية والتعليم ضربة قوية جداً، ولذلك علينا هم ثقيل في هذا الجانب، والله يكون في عون وزير التربية والتعليم في كل الحكومات القادمة، فعليه مسؤولية كبيرة لإدخال مصر إلى مكانتها ومكانها
مرة أخرى. سلامة موسى يقول: نواجه التعصب بالعلم ثم العلم ثم العلم، والعلم الشرعي الصحيح على أيدي. العلماء الراسخون في العلم طبعاً لا بد، لأن العمل هو أساس عمران الدنيا، والعلم هو أساس العمل. نعم، أسماء عاصي تقول إن السبب في التعصب هو ضعف التدين وانعدام العلم، فلا بد من تعمقنا أكثر في العلم قبل أن نتحدث. نفس المعنى والاتجاه قوي جداً، وهذا يبشر بالخير. لقد بدأ تعرف أنه بدون علم نحن في ضياع. محمود السلال يقول إن التعصب يكون بالفكر أو أن في الفكر المتعصب مساوئه. إن أصل هذا التعصب هو أحد تجليات الجهل. أما العصبية فمعناها أنني أحب بلدي وأنتمي إليها
وأدافع عنها، هذه عصبية. لكن التعصب معناه طلب التشنج لا هو أنا ما... لا نتشنج ولكن كل شيء سيصبح أسهل عندما نعرف حقائقه وهو العلم. نعم خالد محيي، لا سبيل إلا الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة، واستشهد بالآية الكريمة "لست عليهم بمسيطر". نعم "ادعُ إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن". هذه هي الأمور، يعني مقررات أولية. لدينا أيضاً رأي آخر، يقول محمد مصطفى نور: "الكثير من الناس يخلطون بين الحجاب والنقاب، مع أن الحجاب فرض والنقاب مختلف عليه. يوجد مدرس سلفي متعصب في المدرسة الابتدائية التي تدرس فيها بناتي" - وذكر بالطبع أعمارهن أو السنوات الدراسية التي هن
فيها - وقال إنه يقوم بطرد من لا الحجاب من المدرسة فهل معه حق ومتى ألزمهن بارتداء الحجاب بارك الله في مولانا وشيخنا الإمام العلامة الدكتور علي جمعة. يعني يقصد أنه يطرد التي ليست منقبة أو التي ليست محجبة من الفتيات أو الطالبات رغم أن أعمارهن صغيرة حسب ما أشاروا. انظر، هي القضية قضيتان: القضية الأولى النقاب. والنقاب عند جماهير الأمة من المالكية والشافعية والحنفية والحنابلة يُرى أنه ليس فرضاً، والمالكية يقولون إن النقاب غلو في الدين وأنه مكروه أصلاً بشكل مطلق، والكل يقول إنه مكروه في الصلاة، والكل يوجب على من تنقبت وهي محرمة أن تكشف وجهها في الإحرام، وإلا وجب عليها دم، فإذاً
هذا النقاب... ليست فريضة، المدرس أصبح هو الذي يتردد، يقال أنهم باتوا يقولون أيضاً أنه في الصف الأول والرابع، يعني ممكن سبع سنوات وعشر سنوات، نعم هذه ليست مكاناً إذا بلغت المرأة، لكن هؤلاء ما زال أمامهم الكثير. مرة جاء سؤال، امرأة تقول لي أن زوجها قطّع فساتين البنت لأنها ليست محجبة، سألتها، بمعنى أنني ما كنت سأسأل، لكن سألتها وقلت لها: "كم عمر البنت؟"، فقالت لي: "سنة ونصف". فقلت لها: "إذاً لا تسأليني، فهذا سؤال للطبيب النفسي. هناك أمور لا يُسأل فيها الفقه. شخص يقطع فساتين طفلة عمرها سنة ونصف لأنه يريدها أن
تتحجب، فهذا مباشرة نحيله إلى الطب". النفسي هو أدرى به ويعطيه علاجاً، ويصنع شيئاً حولك. أنا أجزم أنه محتاج إلى علاج، إذ إن هذه ليست حالة طبيعية. طبعاً هذه ليست أمور طبيعية، ولذلك لا ينفع هذا الكلام أن نفعل هكذا خاصة في هذا العصر الذي نعيش فيه. نعم مشاهدينا، سنعود لاستكمال هذا الحوار مع فضيلة الدكتور جمعة عضو هيئة كبار العلماء، وبعد الفاصل سنبدأ في الجزء القادم من هذه الحلقة بتلقي اتصالات حضراتكم من خلال الأرقام التي ستُوضَح أمام حضراتكم على الشاشة. وأيضاً نذكركم بسؤال هذه الحلقة المتعلق بموضوع الحجاب بين الإجبار والإقناع، وهذا السؤال هو:
كيف نواجه التعصب بسبب الحجاب؟ أوكم مرة أخرى. ونكمل الحوار مع فضيلة الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء، وسنبدأ في تلقي اتصالات من حضراتكم والتواصل المباشر مع فضيلة الدكتور علي جمعة من خلال الاتصالات الهاتفية، بالإضافة إلى استكمال أو استعراض عدد آخر من رسائل وصلت لنا بالفعل تتساءل عن بعض الأمور المتعلقة بموضوع الحلقة أو نقرأ من... خلالها بعض تعليقات السادة المشاهدين. داليا الصايغ تقول: "في رأيي هذا هو دور علماء الدين الإسلامي والمسيحي والمدرسين والمثقفين أن ينشروا ثقافة تقبل الآخر وأن حريتك تنتهي عند حرية الآخر بشرط ألا يتسبب ذلك بأذى". حسناً، يعني أنا أرى أن كل الأمور هي أن الناس
فاهمة، الناس فاهمة بدرجة أولى. أن الحجاب فرض ديني، ثانياً أنه لا إكراه في الدين، ثالثاً أن المعصية معصية والطاعة طاعة، والمعصية عليها محاسبة ومؤاخذة، رابعاً هو أن الطاعات والمعاصي ليست على درجة واحدة، لا تأتني بشخص نظر نظرة غير صحيحة مثل شخص ترك الصلاة، لا، فترك الصلاة من الكبائر مثل... شخص أفطر في رمضان عمداً، نعم هذه من الكبائر، وهذه من الأركان. أما الحجاب فهو من الصغائر وليس من الكبائر، يعني ترك الحجاب يعد من الصغائر. ومع ذلك فهو له مرتبة، لأن هناك أناس يسألون هذا السؤال، يقولون لك: هل الحجاب فرض مثل الصلاة؟ نعم من ناحية الفرضية هو مثل. الصلاة ولكن
رتبته أقل من الصلاة، ولذلك حكم تركه مختلف عن حكم ترك الصلاة. يعني هذا من الصغائر، لكن تلك، هذا تحطيم للدين، هذه ذروة سنامه الصلاة. فهذا أيضاً سؤال ثانٍ: امرأة غير محجبة تقول لي: أنا غير محجبة وأعرف أن الحجاب فرض، فلا أصلي إذن لأجل ذلك. يعني أأرتكب هذا الإثم أم لا؟ لا، بل أنت تصلين أكثر من أي امرأة أخرى، لعل هذا يذكرك بالالتزام، ويعينك، ويجعلك مستجاب الدعاء عند الله، يجعل الله سبحانه وتعالى يوفقك ويعينك ويؤيدك وينصرك ويحيطك. أنت في أشد الحاجة إلى التمسك بالدين لأنك ترتكبين أخطاءً وتقترفين خطيئة، فيجب عليك أن تتوبي. زِد من روحك في الطاعات وتصدقي
أكثر وزكّي أكثر وحجي أكثر لأنك لست محجبة، فأنا أريد فقط أن يحسن الناس تعاملهم مع الله سبحانه وتعالى. وما مدى صحة المقولة التي تقول إن الإصرار على ارتكاب الصغائر يحولها أو يدخلها في حكم ارتكاب الكبائر؟ وما مدى صحة هذا الكلام عند الإنكار؟ أي عند هذا الذي نحذر منه أن إياك أن تصف الحجاب بأنه لا، ليس فارغاً هكذا. لقد وقعت في كبيرة لأنك قمت بعملية استحلال. والاستحلال يعني ماذا تقول؟ هذا حلال. لا، هو ليس حلالاً، هو حرام، لكنه حرام من قبيل الصغائر. فالإصرار هنا يعني يتولد عنه استحلال. لماذا؟ الإصرار يتحول إلى استحلال الذي يصبح كبيرة وأحياناً يكون أكثر من الكبيرة أيضاً. فتقول: "خلاص أنا لست محجبة"، وبعدها تنتقل
خطوة ثانية فتقول: "أنا أكره الحجاب"، ثم تنتقل خطوة ثالثة فتقول: "أنا أحتقر الحجاب"، وبعدها تنتقل إلى قولها: "أنا أعترض، لماذا؟" فأنا لا أرى أن هذه الشخصية... تقول هذه السيدة أن هذا ليس حراماً أصلاً أن أكون غير محجبة أو أنه ليس فرضاً فتدخل فيه. فهو الإصرار يجر إلى المسألة هذه. الإصرار هنا معناه شيء قلبي وليس الإصرار معناه معاودة الذنب. لدينا مجموعة من الاتصالات الهاتفية. أستاذة زيدة تفضلي، أستاذة ليلى عفواً تفضلي. السلام عليكم. وعليكم السلام. بركاته، كنت أريد أن أسأل فضيلة الدكتور علي جمعة عن مسألة لا تتعلق بموضوع اليوم. أنا أعمل مهندساً في شركة تقدم خدمات تقنية وشبكات وإنترنت لشركات عالمية، وقد كُلِّفت بألا أتولى حساب شركة تنتج مشروبات شعير غير كحولية ومشروبات شعير كحولية، فكنت أريد أنا...
مكلَّفة لست مخيَّرة، وعلى الأقل لمدة عدة أشهر حتى أعرف شيئاً آخر أستطيع تولّيه. نعم، مكلَّفة، بماذا مكلَّفة؟ مكلَّفة بأن أتولى العمل التقني للشركة، نقدمه للشركة المتخصصة بالمشروبات، أي دعم تقني لشركة تعمل في تقديم المشروبات. يعني أنت الذي وضعت البرنامج وأنت الذي تتابعه، أم ماذا يعني أنت؟ ما علاقتك بأن هذه الشركة ترتكب الحرام؟ ما علاقتك؟ أنا سأصلح أو سأكون مسؤولة عن تصليح أي عطل تقني بين فروع هذه الشركة في خطوط الإنتاج، في خطوط الإنتاج التي تنتج هذا المشروب الذي بالطبع واضح أنه من المشروبات الكحولية. أستاذ أحمد تفضل، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، تفضل، والله إنني سعيد جداً يا مولانا، الحمد لله أن الحظ حالفنا بلقاء حضرتك اليوم، تفضل. أهلاً وسهلاً سيدنا،
أنا ابنك، أحد مريديك، طبيب نفسي اسمي أحمد، تفضل. والله بالنسبة لموضوع الحجاب والنقاب وهذا الموضوع، طبعاً كطبيب نفسي واجهنا أشياء غريبة. نعم يا مولانا، تجد شخص ملتحٍ بلحية تصل إلى مستوى السرة وأخت منقبة لن أرى عينيها حتى، ونسمع عن زنا المحارم، ونسمع عن شرب الخمر، ونسمع عن أشياء أصعب مما تفكرين. نعم، فقد سمعنا في كثير من الذين يدّعون العلم ويدّعون الإيمان والدين أن من قال أن لحيتي تهذبني فأتمنى - سبحان الله - يكون الظاهر هو عبارة عن مرآب للذات يمكنني عكس الذي نراه، سبحانه هو يتحدث عن تناقضات بين الأفعال وبين الممارسات والمظهر. شكراً أستاذ أحمد. أستاذة دعاء تفضلي. نعم، السلام عليكم. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. هل يمكنني أن
أسأل الدكتور علي سؤالين بعد إذن حضرتك؟ تفضل. تفضلي. نعم، شكراً بعد السؤال الأول كان في الأمس، خلال مداخلة مع حضرتك، كانت هناك سيدة سألت حضرتك: "أنا أفطرت في رمضان لأنني كنت حاملاً، فكم يوماً علي أن أقضي عن الأيام التي أفطرتها؟" وحضرتك قلت لها "عشرة جنيه". هل العشرة جنيه عن الإفطار فقط أم عشرة جنيه للإفطار وعشرة جنيه للسحور؟ هذا هو بالنسبة للاغتسال بعد الجماع والطهارة، هل يجب عليّ استخدام الشامبو على شعري أو مثلاً وضع صابون أو ما شابه ذلك؟ لأن الشعر يكون مدهوناً بالزيت أو الكريم. هل هذا يمنع الطهارة أم يكفي الاغتسال بالماء فقط؟ وشكراً لك جداً. تفضل الأستاذ خالد. السلام عليكم ورحمة الله. عليكم السلام ورحمة الله. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. طبعاً يا شيخ، نحن سعداء جداً بالتحدث إليك. كل من نعرفهم لا يعلمهم إلا الله قد شاهدوك ويحبونك في الله. والله أمانة، حضرتك يقولون لك
هذا ليس مجرد مجاملة بل هو الحقيقة. لدي سؤال عن الحلقة الثالثة، لكنه بسرعة هكذا. والدتي توفيت الشهر الماضي إن الله ربنا يرحمها آمين يا رب. لا تخلف، كلها أمراض. السؤال الباقي أهل أمراض، هل يمكن أن نعيد سؤالك مرة ثانية يا أستاذ خالد؟ عفواً، لكن الصوت لم يكن واضحاً بالنسبة لنا. إذا كنت ما زلت معنا وسمعناك بوضوح، فيا ليتك تكرر سؤالك. والدي توفي الشهر الماضي، والدي في عفو ما فات فالبقاء لله. تفضل بسؤالك، لا توجد مشكلة. هناك مشكلة فنية في وصول الصوت، ربما تحاول إعادة الاتصال بنا مرة أخرى يا أستاذ خالد. أستاذ حسن، تفضل. السلام عليكم ورحمة الله. وعليكم السلام وبركاته. تحيتنا لشيخنا الجليل، الرجل الصالح التقي الوليد. هذه السرعة يوم الجمعة، أكرمك الله. تفضل بالسؤال علماً العلم اللَّدُنّي والعلم المُكتَسَب، أرجو توضيحك. لا
سؤال، شكراً. نعم، تفضل. ما لديك؟ بعد إذنك، تفضل. نحن نستمع إليك يا أستاذ حسن. نحن مجموعة من الإخوة الأفاضل نلتقي كل جمعة في وقت صلاة الجمعة في مسجد مولانا سيدنا الحسين. من بيننا أطباء ومديرو مستشفيات وأصحاب وظائف كبيرة، ويُعرف مكاننا الذين يطلبون الصدقات، أي هل نعطيهم من الصدقات من منطلق قوله تعالى "وأما السائل فلا تنهر"؟ أرجو الجواب. يا سلام عليك، شكرًا. عليكم السلام ورحمة الله وبركاته. أستاذة هناء، تفضلي. لا بأس، سامحيني، أنا أول مرة أتحدث في هذا البرنامج، فلا بأس، سامحيني على تواصلي. خذي وقتك، نحن ننتظر. أسمعك، تفضل. لدي سؤالان. السؤال الأول فهو خاص بالذكاء. الآن،
أنا لدي مبلغ من المال ووضعته في البنك في صورة شهادات. الشهادات قسّمتها على بناتي، الجزء الأكبر للصغيرة تماماً لأنها لم تتزوج بعد ولم تتجهز، والنصف الثاني قسّمته على البنتين الأخريين. هما تزوجتا، أي متزوجتان يعني، ولكنهما... الدخل الخاص بهم هو هبة أنا قدمتها لهم، لكن الدخل الذي يأتيهم كل ثلاثة أشهر أصرفه كله، يعني يُصرف بالكامل على مصاريف البيت والدراسة وما شابه. حضرتك هنا تحدثني عن أصل الشهادات التي سميتها حضرتك بالنصفين، نصف للفتاة التي ذكرتها في البداية، والنصف الآخر لفتاتين أو لابنتين. نعم على اثنين طيب. حضرتك هذا الجزء الثاني، هذا الجزء الكبير هذا باسم البنت هيبة، لكن الدخل الذي يأتي كل ثلاثة
شهور منه يُصرف في مصاريف البيت، يعني مصاريف الحياة العادية. تمام، فهل عليه زكاة هكذا أم لا وما التزامه؟ يعني هذا أول السؤال. الثاني: لو امرأة قالت لوجهها... هل تقسم عليّ أني لو فعلت كذا أصبح طالقاً منها تماماً؟ هل هذا يجوز؟ هذه مسألة. المسألة الثانية: لو أنه فعل هذا الفعل، ما موقفها؟ وشكراً، شكراً جزيلاً. طيب، تفضل فضيلة الدكتور. نبدأ في... آه، الأستاذ خالد رجع إلينا مرة ثانية. الأستاذ خالد معك، تفضل يا أستاذ خالد. معذرة أنا... لكنني حاولت التواصل، يعني أول مرة أتواصل مع الشيخ. أهلاً بك يا أستاذ خالد، تفضل. أهلاً بك والله، والدتي توفيت الشهر الماضي، وابن خالتي عملوا لها أربعينية. السؤال: هل الأربعينية هذه تصل إليها، أم يجب عليّ أنا أن أعملها لها؟ هذا أول سؤال. السؤال الثاني عن الصدقة الجارية. بالنسبة لها نعرف طبعاً أن عمل ابن آدم ينقطع إلا من ثلاثة. الناس قالوا لي أنك إذا
عملت لها صدقة جارية، فهذه الصدقة يجب أن تكون مما عمله هو، أي أن المتوفى لابد أن يكون قد عملها وهو على قيد الحياة، وليس أن يعملها له أحد بعد وفاته. هذا هو أيضاً يعني هو متعلق بالسؤال الذي ذكرته المتصلة التي قبلي عن فوائد البنوك. حسناً، فقدنا الاتصال مرة أخرى. هو سؤال يقول متعلق بفوائد البنوك، يعني هذا الجزء الذي استطعنا سماعه. المسألة، تفضل فضيلة الدكتور. الأخت ليلى تسأل سؤالاً تكلم عنه الفقهاء في، يعني، الفرق بين المعصية بالشيء والمعصية في الشيء. فهي كأنها تبني شيئاً ثم هذا الشيء يُستغل في الحرام وفي الحلال. الحُرمة
إذا لم تتعين حلّت. إذا لم تكن قد بنيتَ ثلاجة، فهذه الثلاجة يمكن أن أحفظ فيها السجاد أو أحفظ فيها الخمر أو أحفظ فيها الخنزير أو أحفظ فيها الأغذية، فيكون بناء هذه الثلاجة حلالاً، إنما نشاط الحفظ أصبح بهذا الشكل حلالاً أو حراماً حسب الشيء الذي يُحفظ فيه، وبذلك يكون المستعمل أو المستأجر هو المسؤول. أنا أنشأت شقة للسكن وأعطيتها لشخص مستأجر، فإذا بهذا المستأجر يرتكب فيها الحرام. عقد الإيجار صحيح والأموال التي تأتيني كمالك للعقار صحيحة، لأن المعصية هنا في الاستخدام وليست المعصية في العقد نفسه. في قاعدة تقول إن هناك فرقاً في هذه الحالة إذا كنت تعلم بنوايا هذا الشخص أو ممارساته والشيء الذي سيستخدم فيه هذه الوحدة السكنية أم لا فرق في ذلك. هل هي
جزء من عدم المعلومية هكذا؟ هل هي جزء من العقد بمعنى أن هذه الشقة أنا أعطيتها لكباريه؟ يشرب فيه الخمر ولا يمكن تصور ملهى ليلي ليس فيه خمر وليس فيه... في ذلك الوقت تكون المعصية بالإيجار وليست في الإيجار في العقد، هكذا، أو أن العقد أخذه مني على أساس أنه يستغله للسكن فارتكب فيه المعصية، أو أخذ مني برنامجاً من أجل الحسابات ثم ارتكب خلال هذه الحسابات ربا أو خمر فهنا المشكلة في الشيء وليس في الشيء وليس في الشيء. فليلى هكذا كانت حيرتها. أنا حيرتي الآن لماذا؟ لأنني لا أعرف بالضبط ماذا تفعل. هي تقول لي إذا حدث خلل في هذا
البرنامج سأصلحه. نعم، ولكن ما زالت القضية أنني استأجرت شقة. وهذه الشقة صاحبها سيئ ويرتكب المعصية، وأنا كمالك يجب عليّ إصلاح الحمام فأصلحته، لكن هذا الحمام أنا لا أصلحه من أجل المعصية، بل أصلحه لأنه جزء لا يتجزأ من هذه الشقة التي تم التعاقد عليها. ولذلك نحن نريد معلومات أكثر لنقول له: افهم أنت وانظر ماذا تفعل طبيعة المهمة. بالضبط، أنت تُصلحين برنامجاً يصلح لكل شيء ولكن تقع فيه المعصية، فيصبح ما تفعلينه لا شأن لنا به، وليس برنامجاً مخصصاً لإنتاج هذه المعصية بالذات. نستأذن حضرتك في تلقي اتصال من المملكة العربية السعودية
لأنه منتظر منذ فترة طويلة، قبل أن نستأنف هذا الحوار. أستاذ بندر، تفضل أستاذ. بندر، نحن نسمعك. تفضل. شكراً لصاحب المشاركة. جزاكم الله خيراً. بارك الله فيكم. أهلاً وسهلاً. وعليكم السلام. وفضيلة الشيخ... وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. فضيلة الشيخ، أهلاً. لو سمحت، عندي سؤالان إذا سمحت بفضيلتك. تفضل، جزاكم الله خيراً. أنا سمعت الحلقة وطرحكم فيها، جزاكم الله خيراً، عن الحجاب ولكن... أضيف سؤالاً في نفس موضوع الحلقة وهو: ما مدى تطبيق حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في جزئية الكاسيات العاريات، وكيف يمكن لفضيلتكم أن تصفها؟ هذا هو السؤال الأول. السؤال الثاني: ما رؤية فضيلتكم للضعف الإسلامي بما يحدث من حرب إعلامية بين إخواننا السنة - والله - وإخواننا الشيعة؟ وكذلك وما يرى فضيلتكم نصيحة لهذا الوضع لالتئام البعد
الجمع الإسلامي جزاك الله خيراً أستاذ. بالنظر، شكراً، تفضل. نعم السيد أحمد وهو يقول أنه طبيب نفسي يتحدث عن انحراف المدعين، يعني تجده من الخارج شيء ومن الداخل في الحقيقة أنه... يا سيد أحمد، نحن رحماء، المدخل هو مدخل الرحمة ونقول... أنه كل بني آدم خطّاء وخير الخطائين التوابون، وأن الشخص الملازم للصلاة والذي يتظاهر بمظاهر عدة، حتى لو كان ترتيب الأولويات عنده مختلاً، فإننا نقول له: "على فكرة، ترتيب الأولويات عندك مختل، أنت تصلي وتصوم ولحيتك كما وصفها إلى منتصف سرتك"،
يعني هو يعترض على اللحية. الضخمة الكبيرة هذه ثم نرى الوقوع في الفواحش، نحن نُبتلى بأن نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر، والذي يصلي ويشرب الخمر لم نقل له يوماً: يا أخي اذهب واترك الصلاة لأنك رجل عاصٍ. الشيخ الذي يقول للناس من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر فالذي صلاته له. فيقول لشخص: إذا كنت عاصياً فلا تصلِّ أصلاً. مثلاً، لا يصح هذا، فأنا يجب عليّ أن آمر بالمعروف وأقول له: اترك الخمر، فأنت رجل تصلي، لأنه لو ترك الصلاة فهذه تكون مصيبة كبرى. شرب الخمر معصية، لكن يجب أن ننظر إلى الجانب: هل من فلسفة فضيلة الدكتور أن هذا هو يُحتمل أن يعيده إلى الصواب أن لا يترك كل الحبال التي تربطه بالبعد السماوي في حياته. فانتبه أين الأمر بالمعروف؟ تمسك بالصلاة. وأين النهي عن المنكر؟ اترك الخمر واترك الزنا واترك
الكذب واترك النفاق واترك أكل أموال الناس بالباطل. في السبعينيات ظهرت هذه. الظاهرة أصبحت أن الأخ لحيته هكذا، ويأخذ أموالاً من الناس لكي يتاجر في العسل وفي السواك، ثم يذهب ليشتري بها كتب علم ولا يتاجر. هكذا ارتكب حراماً. فهل نقول له احلق لحيتك واترك الصلاة لأنك رجل نصاب ورجل سارق؟ لا، بل نقول له اترك النصب وحافظ على أموال الناس، وهذا من اللحية وأهم من التظاهر بمظاهر توهم بها الناس أنك من الأتقياء وأنت لست تقياً ولا شيء، يعني حضرتك مع التصنيف أو التسميتين في شيء اسمه سنن العبادة وسنن العادة، سنن الشكلية وسنن الأفعال، الأكثر أن هذا له أولوية. أنا مع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر متى صدر من الإنسان.
معصية: أنا أول شيء سأكره المعصية ولا أكره العاصي. ثاني شيء سآمر بالمعروف وأنهى عن المنكر. ثالث شيء أعينوه على الشيطان ولا تعين الشيطان عليه. القضية الثانية: الأخت دعاء تسأل عن كفارة الصيام وإذا كان عشرة جنيهات للإفطار وعشرة جنيهات للسحور. ليس لدينا شيء اسمه إفطار وسحور بعشرة جنيهات. عن اليوم عشرة جنيهات عن اليوم لأن النبي عليه الصلاة والسلام حددها بكمية معينة من الطعام، وهذه الكمية عندما قمنا بحسابها وجدناها بسبعة جنيهات أو ثمانية جنيهات، فقلنا عشرة. هل هذا ثابت ودائم أم يتغير مع الوقت ومع تغير الأسعار؟ نعم، سيتغير مع تغير الأسعار، لكن انظر ماذا فعلنا. وجدناها بستة أو سبعة فقلنا عشرة كي تأخذ وقتاً طويلاً قبل أن تتغير، لكن الآن ونحن نتحدث في عام ألفين وأربعة عشر هي عشرة كافية عن
اليوم، ليس لدينا شأن بالإفطار والسحور، وتقول أنه يكون على شعرها زيت، وهذا الزيت لا يمنع وصول الماء، فتقول هل يجب أن أغسله أولاً بالشامبو. لا، لأن الزيت ليس حائلاً لوصول الماء وملامسته للشعر. الأخ خالد يقول إن أولاد خالته قاموا بعمل عمرة لوالدتهم رحمها الله تعالى، واحدة والثانية والثالثة. كل عمل صالح تفعله يصل بالدعاء. ماذا يقول الحديث الذي نصحه الناس به؟ هذا خطأ كبير. الابن الصالح يدعو له، أصبح أن أنا أُخرِج صدقة جارية وبعد ذلك يقول: يا رب ثوابها يذهب لأمي، فيقوم هذا الدعاء بالاستجابة ويأخذ باله من هذه المسألة. وسأل في النهاية هكذا، عما كان يقول مثل الأخت هناء. الأخت هناء تسأل
عن الزكاة، فيبدو أنه كان سيسأل عن كيفية إخراج الزكاة من شهادات الاستثمار. ونفتي بما أفتى به الشيخ عبد الله المشد رئيس لجنة الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية رحمه الله أنه عشرة في المائة من الإيراد. حسناً، الأخ حسن يقول "وعلمناه من لدنا علما" هو أصل هذا العلم فتح، فربنا سبحانه وتعالى يفتح على الإنسان. كيف يفتح على الإنسان؟ أولاً أنه يفهمه الأمور. وفهمناها سليمان. فالفتح هذا أن أفهم شيئاً غيري لا يفهمه. ثانياً: الحفظ، قال ربنا: "سنقرئك فلا تنسى". نعم، هذا نوع من أنواع الفتح ونوع من أنواع التعليم. ثالثاً: العلوم الإلهية متصلة بالتقوى "واتقوا الله ويعلمكم الله" و"علمناه من لدنا علماً"، العلم اللدني هو أن الله سبحانه...
وتعالى وهبه ولذلك يُسمّونه العلم الوهبي. وهبه ماذا؟ وهبه عقلاً نيّراً يرى الأشياء، عقلاً يحفظ. نجاح العقل والقدرة على إدراك الشيء، عقل يسترجع، عقل يؤدي. نعم، هذه هي مراحل العلم. ولذلك عندما يفتح الله سبحانه وتعالى على شخص ما، فهذه تكون نعمة كبيرة جداً، حتى أنها من نِعَم الله. عز وجل أن يكون العلم الذي يطلع عليه الإنسان أن يصبح هذا العلم راسخًا في الذهن أو راسخًا ونافعًا ويخرج من القلب ويصل إلى القلب، هذا هو العلم اللدني الذي فيه وهب من الله سبحانه وتعالى. مجموعة يقولون: نحن مجموعة نجتمع في سيدنا الحسين وبعد ذلك الناس تطلب منا أن... لا ترد طلباً لكن وفقاً للقاعدة التي كان مشايخنا يقولونها: "إذا
كان معك فلا تبخل، وإذا لم يكن معك فلا تقترض". وإلا ستتورط. الله سبحانه وتعالى إذا أراد أن يوصل شيئاً للفقير ستجده معك، فلا تبخل أنت إذن ولا تمنعها. وإذا لم يكن معك فلا تقترض وتورط نفسك. هذه هي هنا شهادات مقسمة على البنات. أول قضية أنها وضعت للبنت الصغيرة كثيراً وللبنتين الأخريين اللتين تزوجتا وتعلمتا وهكذا. هذا جائز لأن هناك منطق في ذلك؛ فالبنت تحتاج إلى مصاريف كثيرة قبل زواجها، فوضعت لها المبلغ الكبير والدخل تصرفه كله. لا مانع من أن تصرف هذا الدخل لأنها تحتاجه. هل عليها نعم، لديها ذكاء. عُشر هذا الدخل الذي تأخذه كل ثلاثة أشهر، ثم تقول: "قلتُ لزوجي احلف على ذلك بالطلاق أنني
لن أدخن مرة أخرى، لأن هذا الدخان مؤذٍ وكذا، وأنا لست راضياً أن أطلق. فالله يخليك يحلف عليها بالطلاق". فلا تكوني طالقاً لو كان ذلك من أجل، يعني حيلة لو... شربتُ دخاناً ثانياً مثلاً يعني، فذهبتْ تشرب. ماذا تفعل الآن في هذه الورطة التي وقعتْ فيها؟ أولاً دعنا نتجنب هذا، وسيكون هذا معلقاً، والمعلق عند بعض الأئمة لا يقع. ولذلك فقط دعنا نتجنب الدخول في هذه المضايق التي فيها خلاف. حسناً، الأخ بندر ذكر قضيتين مهمتين جداً يمكننا أن نجعلهما القضية الأولى تتحدث عن حديث من علامات الساعة "الكاسيات العاريات"، وهذا صحيح وقد تحقق، وتحقق على فكرة منذ أواسط القرن التاسع
عشر. الكاسيات العاريات عندنا في بلاد المسلمين، أول مجموعة خلعت الحجاب كانت مجموعة من مدرسة الممرضات في القصر العيني، وعددهن ستون طالبة في عهد محمد علي، أواخر فترة حكم ألف وثمانمائة وأربعين، فحضرتك، هؤلاء أول من في التاريخ الإسلامي جاءوا لخلع الحجاب. بعد ذلك ظل هذا الكلام خلف الحطام، يعني كان ممنوعاً أن تُذكر. أول امرأة عامة خلعت الحجاب هي الملكة نازلي، زوجة الملك أحمد فؤاد - رحم الله الجميع - وهي ابنة حسين باشا صبري. فكانت أول امرأة كانت ظاهرة غريبة جداً أن أول مجموعة خلعت الحجاب وحتى النقاب في مصر كان في
ثورة ألف وتسعمائة وتسعة عشر عندما نزلت المرأة مع الرجال ضد الاحتلال الإنجليزي، وبعد ذلك أول مجموعة مجتمعية تخلع الحجاب كانت هدى شعراوي ورفاقها وهم قادمون. من المؤتمر خلعنا الحجاب في الإسكندرية أول ما وصلنا، وبعد ذلك حدث ما لا يمكن وصفه. انتهى الموضوع وأصبحت منفصلة عن الحجاب. يعني هدى الشعراوي عندما كانت في الواحدة والعشرين أو الثانية والعشرين، خلعت الحجاب، هدى شعراوي وسيزي النبراوي وغيرهن، لكن مثلاً واحدة رحمها الله ابنة حفني. ملك حفني ناصف لم تخلع الحجاب وتوفيت عند جزء حمد الباسل، وكان حمد لديه بعض القسوة في التعاملات وما إلى ذلك، لكنها لم تخلع الحجاب، فلم تكن قضية الحجاب قد انتهت بعد. أستاذ بندر يقصد بهذا السؤال،
ومن الجميل أن حضرتك قلت أو أشرت إلى إمكانية أن نطرح هذا الأمر في حوار مستفيض في حلقة أخرى، أنه يتجاوز هذا إلى الحديث ليس فقط عن مجرد خلع الحجاب أو هذه النقطة وهذا التغير، وإنما النسق الذي تراه حضرتك موجوداً في بلادنا اليوم. لا، أنا لست... لا، هو ليس... هو يقول: "أنا الآن ماذا أفعل مع هؤلاء الكاسيات العاريات؟" هذه علامة فساد. قديماً ينبغي أن أتدخل، هو يريد أن يقول هكذا، القضية ليست كذلك. القضية أن علامات يوم القيامة قد لا نستطيع التدخل فيها، هل أنت منتبه؟ أنا أعلم أنها خطأ. "وترى الرعاة، رعاة الشام يتطاولون في البنيان"، هذه علامة. هل هي حرام أن يكون لدينا مائة واثنان وثلاثون طابقاً مثلاً أم ناطحة السحاب هي سببت خللاً اجتماعياً، حيث أن الناس لم تعد تعرف بعضها، فالضابط الاجتماعي قد خفَّ. ماذا
أفعل إذن؟ لا شيء. هذه علامة، فالكاسيات العاريات هذه علامة. القضية الثانية هي الحرب الإعلامية الشرسة التي تدور بين قنوات ممولة من جهات مختلفة بين السنة والشيعة، وهناك رأي يقول أن... الممول الذي يمول هؤلاء الذين يسبون الشيعة هو نفس الممول لهؤلاء الشيعة الذين يسبون السنة. استناداً إلى هذا الطرح أو هذه الفكرة، استناداً إلى مبدأ "ابحث عمن تصل إليه المصلحة"، من الذي تصل إليه المصلحة من أن السنة والشيعة الذين عاشوا مع بعضهم ألفاً وأربع مئة سنة يصلوا إلى هذا النهاية تُترجم في صورة دماء في لبنان، دماء في العراق، دماء في البحرين، وحفظ الله السعودية من هذه الدماء ولكن
إلى حين، إلى حين ما يستطيعون أن يدخلوا لإحداث هذه الدماء، والعياذ بالله تعالى. دماء في سوريا، إنه أمر لا يتصوره عقل، فالخلاف والنزاع موجود. لكن لا يصل إلى هذه البحار من الدماء واحد من الأدعياء يسب السيدة عائشة في قناة في لندن ليلاً ونهاراً، ياسر الحبيب. حسناً، من الذي يمولك يا ياسر؟ المراجع الشيعية في إيران تبرؤوا منه، فيقول الآخرون: لا، هذا توزيع أدوار، وسندخل في قصص طويلة حول من الذي يجعلك تسب. كل هذه الصراعات من الذي وراء هذه الصراعات؟ من الذي يمول هذا التأجيج المستمر؟ والآخر أصبح في تواصل وصلة وما إلى
ذلك، يجلب لك مقاطع تثير الجن، شتائم وسباب وإهانة وتحريف وتخريف، شيء يفوق العقل. ولذلك أنا أضم صوتي لصوت الأستاذ بالنظر إلى أن هذا كلام لا يرضي الله ولا... يُرضي رسوله ولا يُرضي المؤمنين، وأنه يجب على الأمة في هذا الظرف التاريخي أن تتوحد. فقد فعلوا معها هذا في الأندلس فذهبت الأندلس، وفعلوا معها هذا في الهند فذهبت الهند، وفعلوا معها هذا في تركيا فذهبت الخلافة. إذاً المسلمون لهم تجربة في هذا الشقاق والنفاق وسوء الأخلاق، لا بد علينا. أن نتركه فوراً وأن يعني هذا الفعل منا يُثبت لهذا الممول أنه
لا فائدة من ورائه. هل يمكن فضيلة الدكتور أن نطرح هذه القضية أيضاً في حلقة أخرى؟ أن نطرح هذه القضية والواجب والصناعات المتعلقة بها، فلننسق مع فريق العمل أو مع فريق الإعداد ونرى إن كنا يمكن أن نطرح هذا الأمر في حوار موسع في حلقة قادمة إن شاء الله. نعم، نحن نعتذر، عفواً فضيلة الدكتور، يجب أن نعتذر في نهاية هذا اللقاء للمشاهدات، طبعاً الأستاذة ليلى والأستاذة ماه والأستاذة جهان والأستاذة وفاء لأنهن انتظرن معنا مدة على الهاتف ولم يكن هناك متسع من الوقت. لتلقي اتصالاتكم أو تساؤلاتكم إن شاء الله يتواصل معكم فضيلة الدكتور علي جمعة من خلال التواصل الذي يحدث مع مشاهدينا عبر الرسائل التي تسمى على صفحة البرنامج. في النهاية نشكر العالم الجليل الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء. فضيلة الدكتور شكراً جزيلاً لحضرتك، شكراً لكم، إلى اللقاء، إلى اللقاء. وشكراً لكم مشاهدينا على المتابعة وإلى حلقة أخرى من حلقات برنامج والله أعلم، شكراً لكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.