#والله_أعلم | الحلقة الكاملة 9 مايو 2015 | الرد على دعاوى الجماعات المتشددة بالتشكيك في العلماء

مساء الخير وأهلاً بحضراتكم. أعتذر لحضراتكم عن التأخير لبضع دقائق نظراً لظروف الحالة المرورية أمام مدينة الإنتاج. إن شاء الله تُصلح وتسير حركة المرور بشكل جيد بعد دقائق قليلة بإذن الله. ولكن الحمد لله الأمور جيدة والحلقة خرجت، وأقول لحضراتكم إن موضوعنا الرئيسي اليوم حول الذي نشهده من قبل بعض التنظيمات والجماعات المذهبية التي تتطاول على العلماء، ويكون التطاول
والهجوم على العلماء والتشكيك في علم هؤلاء العلماء الذين ينتمون إلى مؤسسات دينية راسخة بعينها هو السبيل الوحيد لتغليب الفكر الضال على الفكر الصواب، وبالتالي جذب المزيد من الشبان، جذب المزيد من المتعاطفين مع التيارات الإرهابية. اسمحوا لي. في البداية وقبل أن نناقش تفاصيل هذه الحلقة نود أن نرحب بفضيلة الإمام العالم الجليل الأستاذ الدكتور علي جمعة. أهلاً بك فضيلتك، أهلاً وسهلاً بك، مرحباً، أهلاً وسهلاً فضيلتك. أولاً، برأيك، لماذا تلجأ هذه التنظيمات والجماعات إلى هذا التكتيك في أن تُشكك في العلماء على وجه الخصوص؟ بسم الله. بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. هذا دأب كل الجماعات المبتدعة المنحرفة عبر التاريخ، ليس هذا بدعاً من الجماعات ولا بدعاً من الإرهابيين
والمرجفين. هذا دأب كل من انحرف عن جماعة المسلمين عبر التاريخ. لدينا في التاريخ ألف وأربع مائة ويزيد اليوم ألف وأربعمائة وستة وثلاثين، أُضيف إليهم أربعة عشر سنة بدأت البعثة، فيكون أن البعثة بدأت منذ ألف وأربعمائة وخمسين. ومن حينئذ، من حين بدء البعثة إلى الآن، فإن هؤلاء المنحرفين أمامهم طريقان: إما القدح في العلماء وإما القدح في المصادر. سيدنا النبي عليه الصلاة والسلام مصدر. نعم، يقدحون فيه لأجل أن يبطلوا الدين. سيقدحون في مَن؟ في المصدر وهو موجود. يقولون عنه ساحر، يقولون عنه كاهن، يقولون عنه مجنون. يشككون في المصدر، فإذا شكك في المصدر، من أين
سنأخذ ديننا؟ خلاص، إذن لا يوجد دين بعد ذلك. الخوارج، المعتزلة، سبعون فرقة من الفرق، ربما مائة فرقة أكثر عندما نرى ما هو القاسم المشترك بينهم. أول شيء، ليس هناك اتساق في العلماء. ثاني شيء، ليس هناك اتساق في المصادر لديهم. شيء ثالث، طبعاً ليس هذان الشيئان فقط، لكنني أذكرك بهما. اللغة العربية مهمة لأنهم عندما يتلاعبون باللغة العربية يستطيعون أن يفسروا كما يريدون، مثل الباطنية. ما عملت والله، الصلاة ليس معناها الصلاة هذه، بل معناها يعني الاتصال بالإمام، والصيام كاتم سر الإمام، والحج التوجه إلى الإمام، وأصبحت الحكاية قل ما شئت في هذا.
فإذاً هذه ليست جديدة، ولكنها تظهر عندما تكون هناك أجندة، ففي أجندة الآن، ومصر تمر والعالم كله يمر بانتقالة في نقلة نوعية العالم كله في مفترق الطرق، كيف نسير؟ فنحن كمسلمين وكأناس مصريين وكعرب وكشرقيين وكأشخاص الدين جزء منا ولا نعرف كيف نعيش بدونه، فهو عقيدتنا ومقتنعون به ويريحنا في علاقتنا مع الله سبحانه وتعالى، مختارين الطريق الذي اسمه الالتزام. القضية كلها أصبحت هنا في الالتزام وليس في طريق آخر. يُمكن للبشريةِ
كلِّها أن تسيرَ في طريقٍ اسمُه التفلُّت من الالتزام. هناك تكليفٌ وأمورٌ تقولُ لي: صلِّ، وأمورٌ أخرى تقولُ لي: لا، هذا خطأ، وأمورٌ تقولُ لي: افعل، وأمورٌ تقولُ لي: لا تفعل. والذي نشكو منه أننا - يا جماعة - تركنا الالتزام. عندما تنظر إلى الطفل الياباني، الطفل الياباني عمره ست سنوات تقريباً، أمامه فطيرة محلاة بالسكر. هل تحب أن تراه وهو يتناولها وتلاحظ أمامك كأنه مسلم أو كما نريد أن نكون عليه، لأن سيدنا أمرنا بذلك. تراه يقطعها بدقة ويأكلها بحذر حتى لا تسقط حبة سكر
واحدة من المرشوش عليها على الأرض، خشية أن تجذب النمل وهو عنده. منشفة يضعها هكذا لكي يمسح بها بعد تناول طعامه وهو في السادسة من عمره. يا إلهي يا أخي، إنه كأنه يعرف أن الله نظيف يحب النظافة، كما أخرجه الترمذي. وأيضاً عندما يمسك بالصينية ويقف في الصف ليذهب ويتناول طعامه، لا يتكالب ولا يتشاجر ولا يتجاوز الآخرين. الصف هذا وهكذا هو في أن تركنا هذا الالتزام وهذا نموذج كنت مرة في اليابان وقابلت الرجل المسؤول عن دين وضعي نشأ سنة
ستة وثلاثين اسمه تنياسيكيو. هذا التنياسيكيو هو الذي أسسته امرأة نبية، وبعد ذلك حفيدة هذه النبية هي التي تتولى أمره الآن، ويطلقون عليها لقب نبي. يقول النبي إن الرجل يعرف أن هذا ليس ديناً ولا شيئاً. زوجها مليارديرٌ يمتلك جبالاً وودياناً وما إلى ذلك، فقال لي: "لماذا لا تأخذون أولادنا هؤلاء وفي دينكم؟" قلت له: "نعم، ولكن ديننا يجب أن يقتنع به هكذا، ولكي يقتنع به لا بد أن يتعلم اللغة العربية". قال: "أنا على أن أنا أبني لكم معهداً أعلّم فيه أولادنا اللغة العربية. قلت له: حسناً، ونحن أيضاً نريد أن نتعلم اليابانية. المهم استمر الحديث على هذا المنوال ووجدت الرجل
منفتحاً، فيقول لي ماذا؟ يقول لي إن الشكوى التي تفيدنا معنا الآن، الشكوى التي أشكوها هي الأخلاق الأمريكية. التي ستهدم المجتمع الياباني هي الأخلاق الأمريكية والثقافة الأمريكية. ما هي الأخلاق الأمريكية؟ فقال: إنها التفلت. واللهِ هذا الرجل واعٍ، هذا الرجل منتبه. نحن الآن في العالم على هذين الطرفين. عندما تسمع الإخوة أصحاب الأناركية والفوضوية يقولون: لا يا جماعة، لا توجد أخلاق، ما هذه القصة عن أن الكذب حرام؟ حرام لا، نحن نذهب إلى الإنترنت ونسأل استفتاءً. يا جماعة، الكذب حرام، فلو سبعون في المائة قالوا نعم حرام، غلط، يعني ليس حراماً، يعني أنه سيُعاقَب عند الله، قبيح، يعني هيا نترك الكذب إلى أن يقول سبعون في المائة نعم صحيح، فيصبح مثل ثعلوب الذي في ميكي ماوس.
صحيح، هذا ما نحن فيه الآن. ما نحن فيه الآن هو خيار يتعلق بالهوية. هويتنا، نحن نقول ما نشأنا عليه وتربينا عليه وهكذا، ونحن ندعو الشباب: "يا جماعة تعالوا فكروا معنا، نحن هويتنا عربية إسلامية". من ناحية العربية هي لغة، ومن ناحية الإسلام هي حضارة. هذه الحضارة الغالبية في... مصر أيضاً ذات حضارة ودين، وإخواننا المسيحيون ذوو حضارة، هم رضوا بالحضارة الإسلامية لكن ليس بالدين الإسلامي، فما رأيكم، نلتزم أم نتحرر؟ هذه هي القضية. حسناً، فرض الله أستاذكم المحترم. سنخرج إلى فاصل وبعد الفاصل نناقش قضية أخرى هي اتهام هذه الجماعات للعلماء المنتسبين إلى الأزهر الشريف بأنهم تحت مسميات يرفضها العامة بأنهم علماء السلطة. نناقش في هذا الأمر ونتناقش فيه لكن بعد الفاصل إن
شاء الله. أبقى معه كلية بها. أنا لا أعرف من يشكك ومن لا يشكك. أنا أقول الكلمة الصحيحة. لقد وجدنا أناساً يكذبون في الدين ووجدنا أناساً يقولون الدين صحيح. وأناساً أنا لا أعرف ما شأنهم أصبح هناك بلبلة شديدة جدًا بين الناس، وأصبحت العائلة الواحدة تحمل آراء متعددة، ولم يعد أحد متفقًا حتى مع أمه أو ابنه أو أخيه أو أبيه، ولم يعد هناك وفاء مع أحد، حتى في
العائلة الواحدة يوجد اختلاف. الناس الذين يشككون في مشايخ الأزهر طبعًا ليس... حقيقي لأن دينا درست الدين بالطبع وتعرفه جيداً جداً ومن غير الممكن أن يشكك أحد في هذا الكلام. من الطبيعي أن هذه الدعوات تُقال على أساس إحداث بلبلة بين المجتمع المصري، بين الطبقة السفلى والطبقة المتوسطة، لأن المشكلة كلها أن هؤلاء الناس لا يعرفون ما يريدون. ما الهدف من إطلاق هذه الدعوات إلا أن يصبح لدى الناس نوع من التشكيك في مشايخنا، وتصبح هناك عملية أنني لا أريد أن أستمع لكلامهم، وأبحث عن رأي آخر، وربما يكون هذا الرأي الآخر فيه أشياء خاطئة، ولا أسير خلف المشايخ المتخصصين الذين يدرسون لنا الدين. الحنيف الصحيح، حسنًا،
يعني إذا كما يقول حضرات المتحدثين، لم يعد المرء يعرف هذا من ذاك، وأصبح هناك بلبلة، وأصبح هناك تشكيك في العلماء. ولكن فضيلة الإمام، في تقديري، في الكلام لعلماء مؤسسة الأزهر الشريف الذين درسوا وتعلموا في هذه المؤسسة العريقة، ولكن الجماعات والتنظيمات الإرهابية حينما تريد أن تضرب... يوجد بعضٌ من العلماء، خاصةً هنا في مصر، يوجِّهون انتقادات إلى علماء الأزهر الشريف وخريجيه، ويقولون بأن هذه المؤسسة تابعة للدولة، وأن مَن يتخرجون منها هم علماء الدولة وعلماء السلطة، وأنهم يجاملون الدولة والسلطة. بماذا ترد فضيلتك على هذا الأمر؟ نقول لهم: ما هي المجاملات التي قدمها هؤلاء العلماء المنتسبون انظر إلى الدولة، انظر كيف وصل الكذب إلى أي مدى! قد تنكر العين ضوء الشمس بسبب الرمد، وينكر الفم طعم الماء بسبب المرض. يعني أنت تتحدث كلاماً
يجب أن يكون واقعياً. علماء الأزهر هم علماء السلطان. وماذا أفتى السلطان؟ في أي شيء أفتى السلطان؟ في شيء واحد فقط منذ مائتي يكون مخالفاً للدين ويُنكر على الدين بالبطلان هو الدين الذي يقول له لا تخرج على الحاكم والجماعة الإرهابية تريد أن تخرج على الحاكم، فالدين هو السيئ عندهم وليس علماء الدين، لأن علماء الدين لا يأتون بشيء من عندهم، فعلماء الدين يقولون: يا جماعة، ما تفعلونه هذا خطأ. لا يُرضي ربنا، فيقولون لهم: لا، إذن أنتم معهم. هذه هي الحكاية. لكن الدين يقول هكذا، يقول: لا نخرج على ولي الأمر
من أجل أن تستقر الأمور، وحسابه على الله سبحانه وتعالى، ومن أجل أن يتمتع الناس بالأمن والأمان والسلم والسلام، ومن أجل أن يتمتعوا بالرفاه. عندما ذهبت إلى دار سيدنا الشيخ محمد أمين المهدي العباسي حتى مجيئه إلى الدار أصدر مائة وعشرين ألف فتوى. قمت بمسكها وتنسيقها وإدخالها على الكمبيوتر وتصحيحها وتجهيزها، وسمحت لستة أشخاص أن يعملوا عليها أبحاث دكتوراه، وقد عمل ستة منهم عليها أبحاث دكتوراه. وكنت أقول لهم: ابحثوا لي عن الفتاوى التي وقفت فيها دار الإفتاء ولا فتوى في مائة وعشرين ألف فتوى في مائة وخمسين سنة
فعرفت أن هؤلاء الناس كاذبون. فكنا في مؤتمر في الكويت وقام شخص، وها هو الله سبحانه وتعالى انتقم منه، وقال "علماء السلطان" أيضاً مثل هذه الكلمة، فأعطيته هذه الحقيقة وقلت له: ما هم علماء السلطان هؤلاء؟ وقفوا مع السلطان ماذا؟ أنا في مائة وعشرين ألف فتوى صدرت من هذه المؤسسة التي اسمها دار الإفتاء، ولا توجد فتوى واحدة وقفت مع السلطان. فحضرتك تشعر بهذا الشعور لماذا؟ فقال لي: ولا فتوى؟ كيف؟ ألم يقل الشيخ الببلاوي أن فاروق من آل البيت؟ قلت له: هل كان الشيخ الببلاوي مفتياً؟ الشيخ
الببلاوي نقيب الأشراف هذا رقم واحد هو الشيخ الببلاوي أصدر شهادة أن فاروق من آل البيت. ثالثاً، هو الشيخ الببلاوي قال هكذا؟ أنت تدّعي وتكذب! من أين أتيت بهذا؟ إنها إشاعة. كفى بالمرء كذباً أن يحدث بكل ما سمع، وهذه إشاعة وهذا كذب. الرقم الذي يليه: الشيخ الببلاوي على فرض أنه هذا حكم شرعي، بالطبع لا يتعلق بفروق في النسب أو غير النسب، فهذه أنساب والناس مؤتمنة على أنسابها. أنا أخبرك بالحلال والحرام، أنا أوضح لك المواقف، أنا أقول لك إنه هكذا. محمد بن إبراهيم مفتي السعودية أزال سعودًا، فكيف يكون قد وقف مع السلطة؟ ووضع فيصلًا لمصلحة البلاد والعباد. آتي لأقول
الآن أن محمد بن إبراهيم كان من علماء السلطة. الشيخ عبد الحي الكتاني أزال عبد العزيز ووضع مكانه السلطان عبد الحفيظ. شيخ الإسلام في تركيا أزال عبد العزيز، السلطان عبد العزيز أيضاً. انتبه، كان الملك السلطان عبد العزيز الذي حكم المغرب غير السلطان عبد العزيز الذي حكم تركيا. ووضع مكانه أخاه مراد لأن مصالح البلاد والعباد تقتضي ذلك، فيبقى سلطاناً. إذن أين الخلل؟ الخلل في الجماعات الإرهابية أصحاب الأبواق التي تتهم العلماء الأتقياء الأنقياء الأوفياء بما ليس فيهم، وتتهمهم بأشياء لو تأملت فيها أيضاً ستجدها ليست كذباً وحسب، بل وافتراءً أيضاً. كيف يكون افتراءً؟ حسناً، سأكون ابن رئيس أقول لهم هكذا:
قل لهم هل تتصورون أن رئيس الدولة كان حسني مبارك لم يتصل بي أبداً ليسألني، فكيف يكونون علماء السلطة إذا كانت السلطة لم تتصل بي، ولم تقل لي افعل أو لا تفعل، ولم تقل لي لماذا أفتيت هكذا أو لماذا لم تفت هكذا، ولم تقل لي افعل ولا تقل لنا شيئاً لأجل أن نلحق به. يصبح سلطاناً، أصبح أنا مفتي السلطان. قلت له أنتم تعرفون هذه الكلمة، هذا مدح من الذنب. السلطان الذي يجعل العالِم بجانبه لكي يستفتيه ويقول له: هل الحلوى حرام؟ هذا يكون تقياً، هذا يكون سلطاناً صالحاً. ماذا تريدون أنتم؟ لا شيء، هم الحكام يريدون الغباء، يريدون الانغلاق فقط، ولكن تأمل هكذا، علماء السلطان، أي سلطان؟
أولاً هذا كذب، وثانياً هذا افتراء، وثالثاً هذا غباء، لأنك لو كنت تدعو يا أخانا الساذج إلى الإسلام، فلا بد أن يكون هناك علماء حول السلطان لينصحوه ويأمروه بالمعروف وينهوه عن المنكر ويوجهوه. ويبقى في خبرة حول نعم، الرجل الذي لا يريد ذلك أو الذي لا يريد ذلك أو مستغنٍ عن ذلك، فكيف ستسمي هؤلاء علماء السلطان؟ كيف تعيب عليهم أنهم يساعدون الحاكم في بناء البلد؟ فهذا كلام متهافت، يعني أوله يناقض آخره. انتبه لذلك. كيف حالك سيادتك؟ ولذلك فإن هؤلاء الناس في الحقيقة ضالون. حسناً فضيلتك، هل يجب - هل يجب على - أتحدث هنا عن علماء الأزهر الذين يطالهم هذا التشكيك أو هذا الهجوم
من قبل الجماعات المتشددة، هل يجب على عالم الأزهر وإمام الأوقاف أن يدلي بدلوه في الحياة السياسية وأن ينتقد عن المسار أو ظلم أو تعدَّى على حقوق العباد هل يجوز له هذا؟ في علمنا السياسة نوعان: السياسة الأولى بمعنى رعاية شؤون الأمة في الداخل والخارج ولا بد على العالِم أن يمارسها، وهناك سياسة بمعنى آخر وهي السياسة بمعنى الحزبية، أي السعي إلى النقابات والبرلمان والنقابات، هذه الأمور: النقابات والبرلمان. والمحليات إلى آخره، وهذه يجب على عالم الدين وهو يرتدي العمامة أن يتنزه عنها لأنها لعبة أخرى لها قواعد مختلفة. لا يصح أن أنزل وأقول للناس: "على فكرة أنا مسلم وتقي، والمنافس الخاص بي ليس تقياً وليس
مسلماً وليس طيباً، وأنا الأمين"، مما يعني أنه ليس أميناً. كفى. هذه اللعبة السخيفة لأن الدين أعلى من اللعبة السياسية الحزبية. قضايا التعليم، قضايا الصحة، قضايا البحث العلمي، قضايا التكافل الاجتماعي، القضايا المختلفة في الحياة من فنون وآداب وعمارة ورياضة ونشاط وما إلى آخره، القضايا الاجتماعية والسياسية والاقتصادية بمعنى أن هذا موقف مصر كرائد لإفريقيا وآسيا وللعرب وللمجموعة الإسلامية ست وخمسين كل هذا يشارك في عالم الدين ويدلي فيه بدلوه ويقول فيه برأيه، لكن لا يشارك في الحياة الحزبية بالعمامة هذه. العمامة رمز يجعلني منزهاً عن هذا المجال، ولذلك عندما شاركنا في مسألة وطنية في إزالة
الإرهاب عن مصر وإزالة الجماعة الإرهابية عن مصر، تصدرت في شيء اسمه "مصر بلدي". وقضيتها من أجل أن تستقر هذه البلاد وأن نخرج من الأزمة حتى لا نصل إلى النموذج الليبي أو السوداني أو السوري أو العراقي أو اليمني أو غيره، لأنه يُراد بنا هكذا أن نمسك الأسلحة ضد بعضنا، ونجحنا والحمد لله رب العالمين، وكانت خطة الطريق مثلثة أو مربعة، رقم واحد الدستور. والنقطة الثانية الرئاسة والنقطة الثالثة البرلمان، وقد حصلنا على النقطة الأولى والنقطة الثانية واستقرت البلاد. قلت لهم: "السلام عليكم ورحمة الله وبركاته" لأنني لا ألعب في موضوع البرلمان. وعندما اجتمعنا مرة في جريدة الأهرام، قالوا: "هذه هي السياسة وهذا لعب هكذا". قلت لهم: "لا، افهموا السياسة بشكل صحيح، السياسة...".
هي رعاية شؤون الأمة في الداخل والخارج وليست السياسة الحزبية. عندما تكون هناك قضية وطنية سنجتمع فيها، في بناء المدارس، في اتفاق مع الصين لبناء معاهد فنية، ستجدنا فيها، في التعليم، في الصحة، في التكافل الاجتماعي، في مؤسسة خليفة بن زيد التي تريد تقديم منحة في رمضان للطعام والشراب والإفطار. وكذلك للفقراء من الناس في الكويت الذين يريدون أن يبنوا شيئاً، وفي الناس في السعودية الذين يريدون أن يسهموا في شيء، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بهم. الوليد بن طلال يريد أن يبني عشرة آلاف بيت، فلنقم بمساعدته، أهلاً وسهلاً، ونعمل وكذلك. لماذا؟ لأن هذا وطن وليس حزبية، وأنا لا أريد بها حسناً، سيأتي
الآن، هل يجوز لي أن أكون في مجلس الشعب، عندما لا يكون هناك مانع، فهذا أمر آخر. لكنني لم أفعل ذلك. الشيخ حسن مأمون كان مفتياً وأراد أن يدخل في مجلس الشعب هذا أو برلمان الوحدة، فذهب واستقال من الإفتاء. انظر إلى النزاهة، انظر إلى الجمال، ذهب. مستقيل من الإفتاء، فلا مانع أن يعمل عالم الدين حتى في البرلمان، ولكن حينها يخلع نفسه من عباءة التصدر باسم الدين. وفاز، لكن البرلمان لم يُشكَّل حينها لأن سوريا انفصلت من الوحدة. حسناً فضيلتك، أنا أشكر فضيلتك جزيل الشكر وأعتذر لحضراتكم ولجميع المشاهدين، فقد انتهى وقت الحلقة، أعتذر. في اسم آس وهناك أسئلة كثيرة في الموضوع وهواتف غداً إن شاء الله، لكن سنعود غداً إن شاء الله. شكراً جزيلاً، شكراً لحضرتك، شكراً لكم.