وصف داعش وسبب نشأتها | خطبة الجمعة 19-9-2014 | أ.د علي جمعة

وصف داعش وسبب نشأتها | خطبة الجمعة 19-9-2014 | أ.د علي جمعة - المتشددون, خطب الجمعة
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله ونبيه وصفيه وحبيبه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح للأمة وجاهد في سبيل الله حتى أتاه اليقين، فاللهم صل وسلم على سيدنا محمد في الأولين وصل وسلم على سيدنا محمد في الآخرين وصل وسلم على سيدنا محمد
في العالمين وصل وسلم على سيدنا محمد في كل وقت وحين وصل وسلم على سيدنا محمد في الملأ الأعلى إلى يوم الدين وعلى آله الأطهار وأصحابه الأخيار وأتباعه الأبرار يا رب العالمين يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان يا أيها الذين آمنوا اتقوا
الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما أما بعد فإن أصدق الحديث كتاب الله وإن خير الهدي هدي سيدنا محمد رسول الله وإن شر الأمور محدثاتها فاللهم يا ربنا اقنا الفتن ما ظهر منها وما بطن، واللهم يا ربنا احفظ هذا البلد في سعة ورخاء دار عدل وإيمان وأمن وإسلام وسائر بلاد المسلمين، لا تؤاخذنا بما نسينا أو أخطأنا ولا تؤاخذنا بما فعل
السفهاء منا، لا تعصى إلا بعلمك ولا تطاع إلا بإذنك، فلا حول ولا قوة إلا بك، نشهد أنك إلا أنت يا ربنا يا كريم، استرنا فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض عليك يا أرحم الراحمين. عباد الله، تركنا سيدنا صلى الله عليه وسلم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها إلا هالك. لما تحدث معنا عن أركان الإسلام قال: بني الإسلام على خمس، شهادة أن لا إله الله وأن محمدا
رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصيام رمضان وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلا، نهانا أن يكفر بعضنا بعضا بالرغم من أنه كان هناك المنافقون في المدينة ممن أباح الله لرسوله قتلهم ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يقتلهم لأن ليس كل مباح متاحا وقال يتحدث الناس بأن محمدا يقتل أصحابه، ولا
يقول أحد منهم في العالمين تصحيحا لصورة الإسلام في الدنيا بأن محمدا يقتل أصحابه، فهم أصحابه في الظاهر وهم كفار في الدرك الأسفل من النار عند الله، فأبى النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن يقتلهم، وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين، تركناهم وهم الراحمون يرحمهم الرحمن تبارك وتعالى ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء تركنا وهو يقول إنما أنا رحمة مهداة تركنا وهو يبين لنا صلى الله عليه وآله وسلم فضل قيام الليل وفضل قراءة القرآن وفضل
ذكر الله بالليل والنهار حتى قال لأحدهم لا يزال لسانك رطبا بذكر الله يقول له اكفر بالمسلمين والعن العالمين وكن هكذا مشاكسا في الأرض من المفسدين، لم يقل له احمل هم ما قد رفعه الله عنك، لم يقل له فتش عن صدور الناس وقوم رقابهم أبدا، لم يقل هذا بل كان كالنسيم والوردة، تركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هلك جاءه رجل وقال اعدل يا محمد فإنك لم تعدل من
أصحابه فقال ويلك من يعدل إذا لم أعدل، سيخرج من ضئضئ هذا من نسل هذا وأمثاله ومن تلك العقلية قوم يحسنون القول ويسيؤون الفعل يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية، طوبى لمن قتلهم وقتلوه من قتلهم كان أولى بالله منهم قالوا اقتلوه يا رسول الله قال لعله يصلي هؤلاء المجرمون الذين يقتلون المصلين ماذا سيفعلون أمام رب العالمين لكنه
وصفهم وقال تحتقرون صلاتكم إلى صلاتهم وصيامكم إلى صيامهم ووصفهم بأن ليس كل من فعل هذا فهو في المكانة العليا عند الله بل أن تكف شرك وأذاك عن الخلق والمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، ولذلك لما خرج قوم اعتقدوا في أنفسهم العلم وكان من رؤسائهم نافع بن الأزرق كان يحفظ شعر العرب وكان يعارض ابن عباس، أما نافع فمن الخوارج وأما ابن عباس فمن أهل بيت النبي الكريم ممن شهد له رسول
الله صلى الله عليه وسلم. وقال له في دعائه ودعاؤه مستجاب: اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل، حتى سمي بحبر الأمة، سمي بحبر الأمة لأنه إمام الأئمة وبدر التمام. ابن عباس كان يجادله نافع بن الأزرق ولكن ابن عباس ينتصر في النهاية في روايات كثيرة وردت في تلك المجادلة، إذ إن نافعا عنده معلومات ولكن عباس لديه العلم والفرق كبير بين المعلومات والعلم، فالعلم منهج والعلم يولد
عند صاحبه التقوى والعلم يجعل نظرك شاملا ويجعل نفسك هادئة ويجعل سلوكك قويما، أما المعلومات فتتبع بها الهوى وتسير بها في كل مسار وتركب بها كل مركب والله لا يرضى عن هذا لأن هذا من الضلال البعيد، نعم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك، ولكن خرج في مكان يقال له حروراء مجموعة من الحرورية الخارجين عن نهج الصحابة الكرام،
كانوا ستة آلاف مقاتل، دينهم الشدة والظاهر والشكل، لا يعرفون علما ولا يتقون ربا إلا في دعواهم، حذر منهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم. في حديث أبي أمامة فقال الخوارج كلاب النار، ولما دخل أبو أمامة مسجد دمشق رأى رؤوسا منهم معلقة على درج المسجد فقال كلاب أهل النار، قالوا له أسمعته من رسول الله؟ قال لو سمعته مرة أو مرتين أو ثلاثا، لو سمعته أربعا أو خمسا
أو ستا، لو سمعته سبعا بل سمعته أكثر من ذلك وإلا ما حدثتكموه به أبى أن يحدثهم إلا وقد سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم كثيرا، ولما يذكر النبي هذا النوع المنافقون كان ينزل فيهم الوحي ويكشفهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فيتقيهم ويتقي فعلهم المؤمنون، وبعد النبي كيف نعرفهم؟ أبدا لا نعرفهم ولذلك سنحكم على الجميع بالإسلام حتى الخوارج، حتى الخوارج أما كونهم كلاب أهل النار فهذا بيد الله يوم القيامة. خارج عن
سنة الرسول وعن نهج السلف الصالح وعن نهج الخلف العالم، لكننا لا نكفره. فلما سئل علي وهم قد خرجوا عليه أهم كفار؟ قال لا، من الكفر فروا في الظاهر الدعوة إخوة لنا بغوا علينا ولما أثاروا الحاكمية قالوا لا حكم إلا لله يعني لا حكم للبشر قال كلمة حق يراد بها باطل لم تلبسون الحق بالباطل وتكتمون الحق وأنتم تعلمون نهانا رسول الله أن يكفر بعضنا بعضا وقال من قال لصاحبه يا كافر فقد باء بها أحدهما فإذا
كنت أعلم أنني لست كافرا، بل أنا مؤمن بالله ورسوله. فقد كفر من كفرني عند الله. هناك أحكام للآخرة وهناك أحكام للدنيا. إلى هذا الحد يبتعد المسلم عن التكفير، حتى سمى الفقهاء المسلم بالمسلم الصعب. لماذا سمي المسلم صعبا؟ لأنه يصعب عليك أن تخرجه من الملة. هو يخرج نفسه ويقول أنا لست بمسلم لكنك لا تستطيع مع كل فعل تراه منه ومع كل بلية وفسق وفجور وانحراف أن تكفره وصار المسلمون على ذلك ولكن الخوارج لهم في كل عصر من
يتبعهم فيخرجون على حكام المسلمين ويقتلون المسلمين بل ويقتلون الناس أجمعين من غير تمييز ولذلك أخرج نعيم بن حماد شيخ البخاري في كتابه الفتن عن سيدنا علي بن أبي طالب وهو باب العلم أنا مدينة العلم وعلي بابها الذي قال فيه عمر بن الخطاب لا قضية ولا أبا الحسن لها الذي رفض عمر مغادرة علي المدينة حتى يكون مستشارا له في أمور المسلمين إلى يوم الدين علي بن أبي طالب أساس البيت الكريم أبوهم
زوج السيدة فاطمة عليها السلام أبو الحسنين الحسن والحسين علي بن أبي طالب، يخرج له نعيم بن حماد في كتابه الفتن يتحدث عن أنه سيأتي أقوام قلوبهم كزبر الحديد قطع الحديد، لا مشاعر لهم وكأنهم قد سلبوا العقول، قلوبهم كزبر الحديد لا يرحمون لا يتفاهمون لا يتحدثون. فقد فقدوا دينهم بالقتل يقتلون على أي شيء، راياتهم السوداء،
ترى الراية سوداء، هم أصحاب الدولة. رضي الله عنك يا سيدنا يا علي، هم أصحاب الدولة. لم ترد هذه الكلمة منذ أكثر من مائة عام "دولة دولة الإسلام" إلا حين رأيناها في هذا الكلام، هم أصحاب الدولة، ثم يأتي ضعفاء وأطلق عليهم ضعفاء الإيمان ضعفاء ما شعورهم مرسلة كالنساء شعورهم طويلة انظر إلى العلامات
وقس أنت وانظر شعورهم مرسلة كشعر النساء أسماؤهم الكنى أبو فلان وأبو علان وأبو تركان وأبو ترتان ونسبتهم إلى القرى المصري والبغدادي والشامي وإلى آخره والبصري والليبي ثم يقع الاختلاف بينهم في سنة واحدة فيقتل أكثر من عشرة آلاف قتيل في هذا العام الماضي، ثم يقتل بعضهم بعضا، ثم يؤتي
الله الحق من يشاء. ادعوا ربكم، الحمد لله وكفى، والصلاة والسلام على سيدنا محمد المصطفى وعلى آله وأصحابه ومن اتبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده صدق وعده ونصر عبده. وأعز جنده وهزم الأحزاب وحده، وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله بلغ الرسالة وأدى الأمانة، فاللهم اجزه عنا خير ما
جزيت نبيا عن أمته. عباد الله، ما سمي إبليس بذلك إلا لأنه يلبس الحق بالباطل، وقلما يدعوك إبليس إلى باطل محض، بل يدعوك إلى شيء من الحق يأخذك منه إلى الباطل قال تعالى لم تلبسون الحق بالباطل وتكتمون الحق وأنتم تعلمون، علينا أن نتقي الله سبحانه وتعالى في أنفسنا فالعمر قصير وإن طال، إنهم يرونه بعيدا ونراه قريبا، يجب أن ننقذ أنفسنا قبل الفوات والموت
وأن نعود إلى سيدنا صلى الله عليه وآله وسلم وما تركه لنا من الخير أما هذه الدماء البريئة وأما هذا النقض بالعهد وأما هذا التشويه المستمر بصورة الإسلام والمسلمين فلنا كلمة ولا تحسبونها صغيرة حسبنا الله ونعم الوكيل حسبنا الله ونعم الوكيل اللهم اغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الأبرار وأرنا الحق حقا واهدنا
اتباعه وأرنا الباطل باطلا وجنبنا اتباعه اللهم اغفر وارحم وتجاوز عما تعلم أنك أنت الأعز الأكرم، اجعل جمعنا هذا جمعا مرحوما وتفرقنا من بعده تفرقا معصوما، ولا تجعل فينا شقيا ولا محروما، كن لنا ولا تكن علينا، فارحم حينا وميتنا وحاضرنا وغائبنا، اللهم يا رب العالمين رحماك، فاللهم استجب لنا دعاءنا، فاشف مرضانا وارحم موتانا واغفر لحينا وميتنا وحاضرنا وغائبنا واحشرنا تحت لواء نبيك يوم القيامة واسقنا من يده الشريفة شربة ماء لا نظمأ بعدها أبدا ثم أدخلنا الجنة من غير حساب ولا سابقة عقاب ولا عتاب أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك اجعل القرآن الكريم ربيع
قلوبنا وجلاء همنا وحزننا ونور أبصارنا وصدورنا واجعله حجة لنا ولا تجعله حجة علينا علمنا منه ما ينفعنا وانتفعنا بما علمتنا علمنا منه ما ينفعنا وانتفعنا بما علمتنا يا أرحم الراحمين ارحمنا ويا غياث المستغيثين أغثنا غفرانك اللهم تقبل من الحجاج حجهم اللهم اجعلنا من مستجابي الدعاء اللهم اجمعنا على الخير في الدنيا والآخرة اللهم يا ربنا احفظ هذا البلد شر الفتن ما ظهر منها وما بطن وأرجعنا إلى ما تحب وترضى اللهم يا ربنا اجعلنا في كنفك ونظرك ومددك يا أرحم الراحمين ارحمنا يا غياث المستغيثين
أغثنا أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم وأقيموا الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون