يسألونك ماذا جاء به النبي من جديد | خطبة جمعة بتاريخ 2006 -11 - 17 | أ.د علي جمعة

يسألونك ماذا جاء به النبي من جديد | خطبة جمعة بتاريخ 2006 -11 - 17 | أ.د علي جمعة - خطب الجمعة, سيدنا محمد
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله ونبيه وصفيه وحبيبه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح للأمة وجاهد في سبيل الله حتى أتاه اليقين، اللهم صل وسلم على سيدنا محمد في الآخرين وصل وسلم على سيدنا محمد في العالمين وصل وسلم على سيدنا محمد في كل وقت وحين وعلى
آله الأطهار وأصحابه الأخيار وأتباعه الأبرار إلى يوم الدين، يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون، يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء، واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا، يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن من يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما، أما بعد فإن أصدق الحديث كتاب الله وإن خير الهدي هدي سيدنا محمد رسول الله
وإن شر الأمور محدثاتها، فكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار. عباد الله تكالبت علينا الأمم وسأل الناس فيما سألوا ماذا جاء به نبيكم جديد وما الذي أضافه إلى البشرية وعلى أي صفة أرسل ذلك النبي بعد أن أرسل الله موسى وأنزل عليه الوصايا العشر وبعد أن أنزل الله وأرسل عيسى وظن كثير منهم أنها نهاية العالم فما الذي جاء به نبيكم من
جديد سؤال يسأله العالم منهم والجاهل والقاصد والضال وربنا سبحانه وتعالى يجيب عنا هؤلاء الأقوام ليبين حقيقة دين الإسلام الذي هو دين كل نبي منذ أرسل الله آدم إلى أن ختمهم بالنبي المصطفى والحبيب المجتبى صلى الله عليه وآله وسلم، ويأمر رسوله بالتبليغ عنه سبحانه وتعالى ليجيب عن هذا السؤال: ما الذي أتيت به من جديد؟ وكأن الأمر يحتاج إلى جديد. وكأن
الله يتغير كل يوم عند هؤلاء فيحتاج الأمر إلى جديد فقال له قل ما كنت بدعا من الرسل يعني لم آت بجديد إنما أتيت بما أتى به الرسل على مر الدهور وكر العصور اعبدوا الله لا إله إلا هو فلما ضل القوم ولم يعبدوا الله وحده وأشركوا به صنوف الشرك أرسل الله الرسل واحدا تلو الآخر إلى أن ختمهم بسيد الخلق صلى الله عليه وسلم وأبقى القرآن محفوظا من عنده يتكلم بلسانه صلى الله عليه وسلم وبالوحي الذي حفظه الله من عنده وأجراه على
قلبه إلى يوم الدين وكأنه نبي مقيم فينا يتلوه جميع المسلمين في المحاريب وفي صلاتهم وفي خلواتهم وفي جلواتهم يأمرون الناس بالبر وبالتقوى وبالمعروف وينهون عن المنكر ويؤمنون بالله فكانوا خير أمة أخرجت للناس قل ما كنت بدعا من الرسل وما أدري ما يفعل بي ولا بكم يعني أنه بشر لا يدري ما يفعل الله به صلى الله عليه وآله وسلم وإذا كان سيد المرسلين يخاف رب العالمين، فمن الذي يتجرأ من الخلق ولا يخافه وهو سيد السماوات والأرض والعرش
والجبال والملائكة والجن والناس؟ قل ما كنت بدعا من الرسل وما أدري ما يفعل بي ولا بكم، إن أتبع إلا ما يوحى إلي وما أنا إلا نذير مبين، فبلغ صلى الله عليه وآله وسلم فهدانا وهدى الناس أجمعين إلى يوم الدين ولا يزال يخرج بهذا القرآن الناس من الظلمات إلى النور ومن ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة ومن شقائها إلى سعادة الدارين وسيبقى ذلك إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ما الذي أتى به محمد صلى الله عليه وآله وسلم من جديد لم يأت
بجديد ولم يكن بدعا من الرسل، بل إنه اتبع ربه وآمن به وسلم له ونفذ ما اتبعه وما أمر به في وحيه. إن أتبع إلا ما يوحى إلي وما أنا إلا نذير مبين. ما الذي أمر به صلى الله عليه وآله وسلم؟ إن إبراهيم كان أمة قانتا لله، حنيفا ولم يكن من المشركين، هذا هو إبراهيم الإمام القدوة الذي
قال الله فيه قل صدق الله اتبعوا ملة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين، إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين، فيه آيات بينات مقام إبراهيم ومن دخله كان آمنا، نعم هدى للعالمين وقبلة للمسلمين. وللعالمين هنا أي للناس جميعا لأنه الذي رفع قواعده إبراهيم، ذلك الإمام الذي أمرنا أن نتبعه والذي قال الله في شأنه هو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا ليكون الرسول شهيدا عليكم وتكونوا شهداء على الناس. يقول ربنا
وجاهدوا في الله حق جهاده هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا ليكون الرسول شهيدا عليكم وتكونوا شهداء على الناس فأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واعتصموا بالله هو مولاكم فنعم المولى ونعم النصير نعم شاكرا لأنعمه اجتباه وهداه إلى صراط مستقيم وآتيناه في الدنيا حسنة وإنه في الآخرة لمن الصالحين ثم أوحينا إليك أن اتبع ملة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين، هذا هو الذي أمر به النبي المصطفى أن يتبع
هو وأتباعه النهج الإبراهيمي الأعلى أن يتبع خليل الرحمن أبا الأنبياء، فما الذي جئنا به بدعا من الرسل وما الذي جئنا به لنخرج الناس من إيمان إلى كفر أو من طاعة إلى بدعة ما كنا مبتدعين إنما كنا متبعين، وإذا كنتم تدعون التبعية لإبراهيم فإن إبراهيم إمامنا، وإذا كنتم تتبعون النسبة إليه فإنه أبونا، وإن كنتم تتبعونه وتحبونه فلم تكرهوننا؟ ولله الحجة البالغة. قل بل ملة إبراهيم حنيفا
وما كان من المشركين. أمرنا ربنا سبحانه وتعالى باتباع ملة إبراهيم أمرنا. ربنا أن نكون شهداء على الناس وجعلنا خير أمة أخرجت للناس تشريفا وتكليفا شرفنا فكلفنا كنتم خير أمة أخرجت للناس ولكن تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ولو آمن أهل الكتاب لكان خيرا لهم منهم المؤمنون وأكثرهم الفاسقون جاء النبي المصطفى والحبيب المجتبى صلى الله عليه وسلم ليؤكد
وصايا موسى العشر ألا نسرق ولا نزني ولا نقتل قال ألا يعتدي بعضنا على بعض أن نؤمن بالله جاء النبي صلى الله عليه وسلم فأمرنا أن نؤمن بكل رسول أرسله ربنا فآمنا بجميعهم وكان الإيمان بجميعهم جزءا لا يتجزأ من إسلامنا وإيماننا قال بعضهم ما لكم هكذا إذا سبوا نبيكم فسبوا نبيهم لا نستطيع نبذهم هو نبينا فإننا نؤمن به وهو جزء من إسلامنا نفرح لفرحه ونحزن لحزنه فلما
دخل النبي المدينة صلى الله عليه وسلم من غزوة فوجد اليهود يحتفلون بيوم قال ما هذا قالوا هذا يوم نجى الله فيه موسى قال نحن أحق بموسى منهم وصامه وأمر أتباعه بصيامه سنة وهو يوم عاشوراء إذا لا نستطيع أن نسب نبيا من الأنبياء ولأن ننتقم لرسولنا، وإنما نقول فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون، وإنما نقول فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بأمره إن الله على كل شيء قدير، وإنما نتجاوز هذا ونأتمر بما أمر الله به رسوله صلى الله عليه وسلم
فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين إنا كفيناك المستهزئين الذين يجعلون مع الله إلها آخر فسوف يعلمون ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين واعبد ربك حتى يأتيك اليقين نعم نحن أمة مؤدبة نعرف للناس حقوقهم ونعرف للأنبياء مراتبهم أمرنا بالصبر والصبر مر يضيق به الصدر ولكننا أمرنا به حتى نكون عادلين ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى أمرنا
به حتى نكون معمرين لا مدمرين أمرنا به لأننا قد أمرنا بتزكية النفس التي خلقها الله فينا بأحسن الأخلاق وإنك لعلى خلق عظيم إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق أمرنا بها لأننا نتخلق بصفات الله والله واسع صبور أمرنا بها لأننا أمرنا أن نكون ربانيين بما كنا نحفظ الكتاب ونعلمه ونتعلمه وندرسه ولم يأمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالفسق
والفجور والسباب والقذف بل برأ ألسنتنا من ذلك وأفعالنا منها فكنا خير أمة أخرجت للناس والحمد لله الذي جعلنا مسلمين أفي ذلك إجابة أيها السائل على ما أتى به محمد من جديد إنه أتى بالخير كله وأتى بالجمال كله وأتى لتكون إنسانا وأن تخرج من دور الترابية والحيوانية والمادية فتكون من بني آدم الذين كرمهم الله سبحانه وتعالى وأسجد لهم الملائكة في صورة آدم هذا
هو الذي أتى به من خير سيد الخلق قال إنما أتى بالسيف، قلنا وكل نبي جاء من عند الله جاء بالسيف، فهذا موسى مع أتباعه يشهر السيف لله رب العالمين، وكل ما في الخروج من العهد القديم يثبت ذلك قتلا وقتالا، وجاء عيسى وقال أتظنون أنني قد جئتكم
بالرحمة؟ إنما جئتكم بالسيف، وهذا في إنجيل متى وجاء محمد صلى الله عليه وآله وسلم فأمره ربه بالعدل وبأن يكون فارسا نبيلا كما خلقه واصطفاه على ذلك واجتباه وهداه إلى صراط مستقيم كما كان الشأن في إبراهيم فقال وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين وقال وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله وأمرنا بأن تكون تحيتنا السلام ورغبنا في السلام حتى سمى الجنة
دار السلام وجعل التحية فيها تحيتهم فيها سلام ورغبنا في السلام حتى سمى نفسه سبحانه بالسلام ورغبنا في السلام حتى جعل آخر ما ننطق به في صلاتنا نواجه بعدها العالمين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ربنا سبحانه وتعالى لنكون الأمة الخاتمة ونكون شهداء على الناس ويتخذ الرسول صلى الله عليه وسلم علينا شهيدا فكونوا عباد الله كما أمركم الله فاصبر صبرا جميلا إنهم
يرونه بعيدا ونراه قريبا أتى أمر الله فلا تستعجلوه وآله وصحبه ومن والاه وأشهد أن لا إله إلا الله وعده نصر عبده أعز جنده وهزم الأحزاب وحده
وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله اللهم صل وسلم عليه كما يليق بجلاله عندك أن يكون اللهم اغفر لنا ذنوبنا واستر عيوبنا ويسر غيوبنا اللهم استجب دعاءنا واجعل جمعنا هذا جمعا مرحوما وتفرقنا من بعده تفرقا معصوما ولا تجعل فينا شقيا ولا محروما، اللهم كن لنا ولا تكن علينا، اللهم اصرف عنا السوء بما شئت وإن شئت يا أرحم الراحمين، ووحد قلوبنا واغفر ذنوبنا، اللهم استجب دعاءنا وارزقنا رزقا واسعا وعلما نافعا وقلبا خاشعا وعينا من خشيتك دامعة ونفسا قانعة وشفاء من كل داء، وقنا شر أنفسنا وشر الناس واهدنا فيمن اهدنا وعافنا فيمن عافيت وتولنا فيمن توليت، اللهم انصر دينك
يا أرحم الراحمين وارفع أيدي الأمم عنا، اللهم ارفع أيدي الأمم عنا، اللهم ارفع أيدي الأمم عنا، اللهم رد علينا القدس ردا جميلا وأيد يا رب العالمين المجاهدين في سبيلك واجعل هذا البلد بلد سخاء ورخاء دار أمن وإيمان وعدل وإسلام وسائر بلاد المسلمين يا أرحم الراحمين، اللهم بلغنا دينك وانقلنا من دائرة سخطك إلى دائرة رضاك واعف عنا برحمتك يا أرحم الراحمين، اللهم إننا في حاجة إلى رحمتك ولسنا في حاجة إلى عذابك فارحم ضعفنا واغفر ذنبنا واستر عيبنا يا رب العالمين، آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، اقض حوائجنا وحوائج المسلمين، اللهم سدد الدين عن المديونين،
اللهم فك أسر المأسورين، اللهم انصر المظلومين، اللهم استجب لمن دعاك في الخير يا أرحم الراحمين، اللهم يا رب العالمين أنبت أبناءنا وأحفادنا نباتا حسنا يرضيك واستعملهم في طاعتك يا رب العالمين، اللهم قهم الشر والسوء في الدنيا وفي الآخرة واحشرنا تحت لواء نبيك يوم القيامة واسقنا من يده الشريفة شربة ماء لا نظمأ بعدها أبدا، ثم أدخلنا الجنة من غير حساب ولا سابقة عذاب ولا عتاب، ومتعنا بالنظر إلى وجهك الكريم يا جميل، اللهم يا رب العالمين كن لنا ولا تكن علينا، فارحم ضعفنا. وميتنا وحاضرنا وغائبنا واجعل القرآن الكريم ربيع قلوبنا ونور أبصارنا وشفاءنا
وأزل به همنا وحزننا ووحد به قلوبنا وعلمنا منه مرادك يا رب العالمين وأقمنا فيه برحمتك وقدرتك وأمرك يا أرحم الراحمين ارحمنا يا غياث المستغيثين أغثنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار اللهم يا رب العالمين هذا حالنا لا يخفى عليك وعلم كل شيء بيديك، فاللهم إنا نسألك رحمتك وموجبات رحمتك. اللهم يا رب العالمين اغفر وارحم وتجاوز عما تعلم، إنك أنت الأعز الأكرم. اللهم يا رب العالمين أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك، وأعنا
على إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. ولك عاقبة الأمور، اللهم احفظ علينا أسماعنا وأبصارنا وقوتنا ما أحييتنا واجعلها الوارث منا، نسألك من كل خير سأله منك سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ونعوذ بك من كل شر استعاذ منه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، اللهم نعوذ بك من الهم والحزن ومن العجز والكسل ومن غلبة الدين وقهر الرجال ومن الكفر والنفاق والشقاق وسوء الأخلاق، اللهم يا ربنا نور قلوبنا بذكرك واستجب دعاءنا واجعلنا ربانيين، وصل اللهم على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليما كثيرا، أقم الصلاة
إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون.