2011 10 14 الأزهر سيرة ومسيرة

2011 10 14 الأزهر سيرة ومسيرة - كلمة حق
في الحقيقة ويقف الأزهر الشريف كالطود الراسخ بعلمائه وطلابه يمثل منارة للعلم وللإسلام وسطية واعتدالا وأيضا تسامحا، الحقيقة أن البعض يتحدث عن تراجع لدور الأزهر والبعض يتحدث عن دور أكبر في المرحلة المقبلة من مستقبل مصر ونحن الحقيقة سنناقش اليوم الأزهر ونسعد بوجودهم معنا في هذه الحلقة للحديث حول هذا الموضوع يبدأ بفضيلة مفتي الديار المصرية الأستاذ الدكتور علي جمعة، أهلا وسهلا فضيلة الدكتور. أهلا بكم، مرحبا، نشكركم على تلبية الدعوة. شكرا لك أيضا الأستاذ الدكتور محمد عمارة عضو مجمع البحوث الإسلامية هيئة كبار العلماء، نرحب بفضيلتك. أهلا بكم، مرحبا، ومعنا أيضا من الدعاة الشباب إن صح التعبير فضيلة الدكتور أسامة السيد عضو هيئة التدريس بكلية أصول الدين جامعة الأزهر أهلا وسهلا بكم أهلا بكم أهلا وسهلا بكم دكتور عمارة أي بناء على حكم فضيلة الأستاذ الدكتور علي جمعة قرر أن نوجه
السؤال الأول لفضيلتكم أي ونحن بطبيعة الحال نوجه السؤال الأول لفضيلتكم حول رسالة الأزهر أي هل لنا أن المشاهدين يعني أكثر من ألف وأربعين عاما، وهذا المكان يقف كالطود الشامخ ونحن في رحابه أيضا من حسن الطالع اليوم له رسالة كبرى يمثل رمز الإسلام الوسطي والمعتدل يعني نلقي نظرة على تاريخ الأزهر حتى يومنا هذا ودوره في هذه الأيام التي يراها البعض محنة وعصيبة فضيلة الدكتور محمد بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحابه أجمعين، انظر قال في كلمة موجزة إن الأزهر هو قبلة العلم الإسلامي، نعم يعني إذا كانت الأمة الإسلامية لها قبلة للشعائر والعبادات وهي مكة المكرمة المسجد الحرام، فالأزهر هو قبلة العلم الإسلامي على تاريخ
الأزهر أكثر من ألف عام، مثل الأزهر قبلة هذا العلم الإسلامي، وعندما نقول العلم الإسلامي نقصد العلم الوسطي، أي أضرب لك مثالا منهج الأزهر على امتداد تاريخه يجمع بين السلف والخلف، لأن بعض الناس تحت عنوان السلف يهاجرون من الحاضر إلى الماضي بمعناه، أي يهاجرون من التاريخ من الواقع فيعيش في الماضي وبالتالي ينفصل عن الواقع الذي يعيش فيه، بعض الناس بدعوى الحداثة يعيش في الواقع ويهمل التاريخ والتراث فيقيم قطيعة معرفية كبرى مع الموروث، فيصبح بلا ماضي. يبقى إذن أن الأزهر جمع بين
السلفية بالمعنى الصحيح وهي العودة إلى المنابع الجوهرية والنقية، وجمع مع هذه السلفية التجديد يجيب على علامات استفهام الواقع الذي يعيش فيه، هذه واحدة في منهج الأزهر. نحن لدينا رؤية مغلوطة لمفهوم أو لمعنى كلمة السلف في اللغة والأنوار. السلف هو سلف الماضي، هو في القرآن وفي السنة: إلا ما قد سلف، عفا الله عما سلف، عما مضى أي عما مضى. أيضا مفهوم السلف. في الأزهر مفهوم جيد ومتقدم، لماذا؟ مفهومه للسلف هو المنابع الجوهرية والنقية: القرآن والسنة وفكر الصحابة. بعض الناس مفهوم السلف عندهم أنهم يعودون إلى عصر التراجع الحضاري، وهذا نحن جميعا سلفيون بمعنى أن لنا ماضيا، لكن ما هو ماضيك؟ هل ماضيك في المنابع الجوهرية والنقية الأولى أم عصر
التراجع الحضاري والتخلف أيضا من سمات المنهج الأزهري، كيف تتعامل مع السلف مع الماضي؟ أتهاجر إليه وتقيم قطيعة مع الواقع أم تستلهم من هذا الماضي ومن هذا السلف للإجابة على علامات استفهام الواقع الذي تعيش فيه؟ سمة أخرى للأزهر على مر تاريخه وهذه هي التي جعلته قبلة الأمة الإسلامية. أنت عندما تطوف في الأزهر ونحن فيه وفي أروقته تجد أنك أمام تجسيد لوحدة الأمة الإسلامية، انظر كيف أن الإسلام أقام أممية قبل كل النظريات والفلسفات التي عرفها العالم، بل إن العالم عرف أمميات طبقية وأمميات عنصرية، لكن الإسلام أبدع أممية إنسانية
جسدها الأزهر وذلك حتى عندما قطعت السياسة أوصال العالم القومية والغلو القطري والغلو القومي ظل الأزهر هو الجامعة صحيح والجامع الجامع لهذه الأمة الإسلامية هو الحصن الذي دائما ما تتحصن به أنه كان كي لا تطول سمة أخرى من سمات الأزهر أن الأزهر لم يكن حاميا فقط للعلم وإنما كان حاميا للوطن صحيح يعني أنك إذا نظرت إن ثورات مصر تجدها نبعت من هذا المكان، قديما لم تكن هناك إذاعة ولا تلفزيون ولكن كانت مئذنة الأزهر هي التي يعلن من عليها الثورة، صحيح أعني انظر إن مصر في الحملة الفرنسية نابليون في سنتين أباد ثلث الشعب المصري، أعلى نسبة إبادة لأي غزوة في العالم أباد ثلث مائة ألف من تعداد
الشعب كان أقل من ثلاثة ملايين، الأزهر كان هو حصن الثورة، انظر إلى المكفوفين العميان في الأزهر قاموا بثورة تسمى ثورة العميان، ثلاثة عشر عالما قتلهم نابليون ووضعهم في الأكياس وألقاهم في البحر، إذن الثورة في الساعة العاشرة خرجت من الأزهر، عبد الناصر في ستة وخمسين أي حقا لقد صعد إلى منبر الأزهر سعد زغلول، سعد زغلول هذا ابن الأزهر، ثائر الساعة العاشرة، تلميذ محمد عبده وجمال الدين الأفغاني، بعد عودته من المفاوضات سنة إحدى وعشرين جاء إلى الأزهر وخطب في الأزهر وقال أنا جئت لأرد الجميل للمكان الذي علمني استقلال الفكر، لماذا؟ لأن الأزهر كان منهجه في التدريس هو أحدث مناهج الجامعات في العالم، الطالب يختار الكتاب الذي يريده، يختار الشيخ الذي يريده، ينتقل من عمود إلى عمود.
فسعد زغلول اعترف بأن هذا هو الذي حقق له الاستقلال الفكري، وبالمناسبة قد لا يعرف الجمهور والناس أنه أول كتاب ألفه سعد زغلول كان في فقه الإمام وعليه كتبه الفقير إلى الله سبحانه وتعالى سعد زغلول فضيلة مفتي الديار المصرية الأستاذ الدكتور علي جمعة يعني هذا عن الأزهر في الماضي، فماذا عن الحاضر في رؤيتك وعن رسالته في هذه الأيام العصيبة التي يمر بها العالم الإسلامي ومصر التي خرجت من ثورة نصنفها جميعا بأنها ثورة عظيمة لا شك بسم الله الرحمن الرحيم الأزهر في حالة تواصل كما سمعنا من الدكتور محمد عمارة وهو يتحدث عن استقبال الأزهر لهذه الطائفة الكبيرة من داخل مصر ومن خارج مصر في خمسة وعشرين رواقا في الأزهر الآن لدي أكثر من خمسة
وعشرين ألف طالب وافد من مائة وثلاث دولة الأمة ما زالت مستمرة، مصر ما زالت هي قلب العالم الإسلامي، الأزهر تميز طوال تاريخه وما زال بالعلم. هناك فرق كبير جدا بين علم الدين وبين التدين. مطلوب من كل مسلم، كل مؤمن مطلوب منه أن يكون متدينا صحيحا، يصلي ويصوم ويؤدي الشعائر ولا يرتكب المحرمات، ولكن علم هذا أمر آخر لا بد فيه من التخصص، لا بد فيه من التفرغ. هذا المنهج القويم الذي ألهمه الله للمسلمين فجعلهم من أمة العلم، ابتداء من كلام سيدنا رسول الله: "من
سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له طريقا إلى الجنة"، وبقوله تعالى: "قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون وقالوا ما هو إنما يخشى الله من عباده العلماء يقول الإمام الشافعي أخي لن تنال العلم إلا بستة سأنبئك عن تأويلها ببيان ذكاء وحرص واجتهاد وبلغة وتفرغ، البلغة التي هي يكون معي مال أتفرغ به لطلب العلم أعط للعلم كلك يعطك بعضه ذكاء وحرص واجتهاد وبلغة وإرشاد أستاذ منذ زمن بعيد حافظ هذا المعهد العريق على أركان العلم، على الطالب، على الأستاذ، على المنهج، على الكتاب، على الجو العلمي، الامتحانات والحضور والانصراف والكتب المختارة، وهكذا كان لدينا هنا في الأزهر قديما وحديثا وما
زال إلى الآن يجلس الشيخ على الكرسي ومنه سمي أستاذ الكرسي ويدرس متنا من المتون لغة العرب كما قلنا ألفية ابن مالك نعم قم تجد الأولاد كل واحد معه كتاب مختلف عن الكتاب الآخر يعني كل واحد يدرس ألفية ابن مالك في كتاب مستقل ألفية ابن مالك عليها أكثر من خمسين شرحا فيأتي الأستاذ ويقرر الدرس ويشرحه وبعد ذلك يقول تعجيز كلمة تعجيز معناها أن الطلاب يسألونه ويحاولون إعجازه في المسائل فيما درسوه من قبل لكي أدرس النحو يجب أن أدرس الحديث والقرآن والتفسير وغير ذلك لكي أدرس التفسير يجب أن أدرس المنظومة كاملة كان الأزهر يدرس اثني عشر علما وكان يمتحن
في اثني عشر علما لكنه ما زال بعد ذلك قسمنا الأزهر ابتداء من إلى كلية أصول الدين وكلية اللغة العربية وكلية الشريعة وبعد ذلك كلية الدراسات الإسلامية وكلية الدعوة وكلية القرآن الكريم أصبحت هناك تخصصات ولكن في كل مرة تدخل إلى المنهج تجد أنه منهج متكامل لأنه يتحدث عن علم الدين هذا يربي ما نحتاجه جميعا في هذا العصر سواء في مصر أو مصر وهو التفكير المستقيم التفكير المستقيم نعم وهذه أول سمة نواجه بها العالم أن هذا المعهد صاحب تفكير مستقيم القضية الثانية أنه لا يعرف التعصب ونحن سائرون خارجون من الكلية أنا شافعي ومعي واحد حنفي وذاهبان لنتناول فطورنا فول مدمس بجانب الأزهر فقلت له هل عندكم مسح الرأس
كله أم مسح بعضه، فيقوم يقول: لا، هذا نحن عندنا بعض الشعر واحدة تكفي الشافعية، فيقول له: لا، هذا نحن عندنا لازم نعمله كله، هكذا هو المالكية عندنا وعندكم، وأنا يدي في يد أخي، لا تتركنا ولا عملنا ولا حصل حقد في قلوبنا، ولا أنا الحق وأنت الباطل، ولا أي كيف يثبت الدليل هذا رقم واحد، كيف يفهم الدليل هذا رقم اثنان، كيف يطبق هذا الحكم هذا رقم ثلاثة ويقع على الواقع المختلف، ولذلك عندما تجلس مع علماء الأزهر يحدث لك انشراح، يحدث لك ارتياح، يحدث لك أنه لا يريد مصادمة العالم لأن الدين جاء ليس لمصادمة العالم صحيح، وإنما جاء من أجل العمارة من أجل عبادة الله من أجل تزكية النفس فهم الأزهريون هذا لأنهم أرادوا حمل
منهج أهل السنة والجماعة وحمل كتاب الله وسنة رسوله والتمسك بهما ولذلك يقول الجنيد طريقنا هذا مقيد بالكتاب والسنة فالذي نقدمه للعالم هو الفكر المستقيم هو التعددية الفكرية في ظل هذا الفكر المستقيم وعدم التعصب هو أننا نبحث دائما عن المشترك، إن هذا المعهد صاحب تفكير مستقيم، القضية الثانية أنه لا يعرف التعصب، أنا عندما أجلس مع غير المسلم أبحث معه عن المشترك الذي بيني وبينه، فبالضرورة نقاط الخلاف، يعني يوجد مشترك إنساني كبير، يوجد مشترك في قيم الأخلاق كبير، يوجد مشترك أهداف عمارة الأرض كبيرة في المشترك في نتاج وإفرازات الحضارة كبيرة ولذلك يريحني لأن أنا أبحث عن
المشترك لا أبحث عن الصدام فإذا أنا في الأزهر الحقيقة أنا تحتاجني البشرية ولذلك من ضمن الأشياء التي نتعلمها في الأزهر يقول لك الشيخ الباجوري عندنا شيء هكذا اسمه الشيخ الباجوري في شرح الشيخ الباجوري على الجوهرة تأييدا لكلام الدكتورة عمار فيها كل الخير، كله في اتباع من سلف، هو يقول هذا ونحن نحفظه هكذا، والشر كله في ابتداع من خلف، أي الزم المنابع الصافية وخذ منها وهكذا إلى آخره، هذا يرسم ذهنك ويوجهك إلى الطريق الصحيح التقسيم الجديد يقول لك أقسام أحكام العقل لا محالة هي الوجوب ثم الاستحالة ثم الجواز هذه الأقسام الثلاثة فافهم منحت لذة الأفهام يعني أن للفهم لذة يا للعجب هذا
الكلام الحلو الجميل الذي كان الأطفال ينشدونه والجميع يحفظونه صحيح أنه أنشأ جوا معينا عاش فيه الأزهر ولا يزال ويحتاج إليه أنت كإنسان تواجه العالم، أتواجهه بنسق مغلق أم بنسق مفتوح؟ لا، أنت هكذا تواجهه بنسق مفتوح بقلب مفتوح، هذا هو، وهم يشرحون كلمة "بسم الله الرحمن الرحيم" أول آية، هكذا تجد الواحد منهم يجلس، كان الشيخ يوسف الدجوي يجلس ثلاثة أو أربعة أيام وهو يفسر آية واحدة، يا للروعة، لأجل الرحمة هذه فيها كل شيء فيها كيف تكون رحيما بالخلق ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء أريد أن أقول إن المنهج الأزهري متصل وما كان هو نحن نعيش فيه الآن وإن العالم كله يحتاج إلينا الآن بالفكر المستقيم بالعلم وليس
بالتدين فقط وإنما بالعلم الذي يرسم شبكة من معلومات كثيرة وعلوم متداخلة ومتركبة وأدوات تبني الذهنية العلمية بعيدا عن ذهنية الخرافة وأننا بقلب مفتوح نستطيع أن نتعامل مع العالم لا فضل فوق فضيلة المفتي وهذا الحقيقة يجعلني أطرح سؤالي على الدكتور أسامة بصفته ربما يعني جيلا جديدا من الأزهريين إن صح التعبير إذا كان هو الأزهر ونحن ندرك ذلك، فكيف ترى أنت في هذا التوقيت ولماذا هذا الانفضاض؟ قد أكون مخطئا، أعني أن البعض يذهب إلى هؤلاء الذين ليسوا أصحاب العلم كما تحدث عنه فضيلة الدكتور علي ولم يتعلموا ربما يوما في الأزهر، فضيلة الدكتور أسامة، أعني كل هذه الأسباب، كيف نستعيد - لا أريد أن أقول دور الأزهر لأن الأزهر موجود وباق ولكن كيف نعمق هذا الدور في هذه الأيام،
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه واتبع هداه، ثم أما بعد، مما تعلمته ووعيته من شيخنا سماحة المفتي أن هناك نوعا من الثقافة يعرف بثقافة التأمل وثقافة الهدوء وأن هناك نمطا آخر من الفكر ومن الثقافة يعرف بثقافة الضجيج، ثقافة الضجيج تملأ الدنيا صخبا وتحتل المنافذ الإعلامية وتستولي على أسماع الناس، نعم وتحدث ضجيجا متصاعدا وأحداثا من وراء أحداث من وراء أحداث بدون أدنى تأمل ولا علم ولا دراسة ولا ارتباط بأجيال العلماء السابقة ولا لا يوجد نقل أمين للعلم ولا صناعة دقيقة لشخصية الإنسان أو لشخصية العالم ويقابل هذا تماما
ثقافة الهدوء والتأمل، ثقافة الهدوء والتأمل علمنا ربنا تبارك وتعالى معالمها في قوله "قل إنما أعظكم بواحدة أن تقوموا لله مثنى وفرادى ثم تتفكروا ما بصاحبكم من جنة" هذا النمط المقابل ما بين ثقافة الهدوء كان موجودا قديما أيام الإمام مالك بن أنس إمام المذهب الذي ألف كتاب الموطأ فحدثت غيرة من بعض علماء عصره فأكثروا من تأليف الموطآت فجاء إليه تلاميذه وقالوا كثرت الموطآت يعني حدث ضجيج في المجتمع وظهرت نسخ مكررة تشبه الموطأ في الشكل لكنها شغلت بال الناس فقال لهم الإمام لا تغتروا بثقافة الضجيج وتحلوا بشيء من الصبر قال لهم ما كان لله
فقد بقيت كلمة واحدة ما كان لله فقد بقيت قالوا فما مات مالك حتى كأن تلك الكتب والمؤلفات قد ألقيت في الآبار لا نسمع عنها لا نعرف عنها شيئا لا نعرف أسماء العلماء الذين ألفوها وبقي كتاب وحيدا فريدا وذهبت كل الظواهر التي تصنع ثقافة الضجيج والتي كانت تحاول التشويش على المنهج العريق، المنهج الأزهري منهج عريق ومنبع صاف ويبني العالم بتؤدة وبهدوء. العالم أو طالب العلم يدخل إلى الأزهر الشريف فيجلس للدراسة عشر سنوات، خمس عشرة سنة، لكنه يتخرج بعد ذلك وقد فهم العلم من خلال دوائر علمية مختلفة ومن خلال مستويات ومنهج ونمط علمي يحفر به في التاريخ فهذا يشبه الموطأ موطأ الإمام مالك الصافي
الذي لم يوجد له شبيه أو مجاور، بينما توجد أنماط أخرى من الخطاب الديني التي تشبه الموطآت المزيفة التي ألفها المعاصرون لمالك فزالت بعد سنوات من تأليفها لأنها لم تحفر هذه الأيام العملة الجيدة تطرد العملة الرديئة، العملة الجيدة تطرد العملة الرديئة. الجامع الأزهر الشريف معهد عريق يجر من ورائه أمجاد ألف سنة، هذا المكان الذي نجلس فيه سار فيه الإمام حسن العطار شيخ الإسلام، الإمام أبو البركات أحمد الدردير شيخ الإسلام، الإمام الكبير الشيخ رفاعة الطهطاوي مشى في هذا المكان الذي خطب فيه شيخ الإسلام زكريا الأنصاري على هذا المنبر، والحافظ ابن حجر العسقلاني شارح صحيح البخاري، وما زالت أجيال العلماء تتوالى حتى جلست بنفسي هنا في هذا المكان وجلس طلاب العلم وجلس سماحة المفتي للتدريس وجلس
العلماء ولا يزال الخير متواصلا إلى يوم القيامة، هذا الأسلوب في إعداد مفقود في الأنماط الأخرى من الخطاب الديني الموجود الآن، خطاب يعتمد على الإثارة، الضجيج، شغل الناس بمسائل جزئية تغيب عن الناس مقاصد الدين، كبريات المسائل، أمهات الأخلاق، التواصل مع الحضارات والثقافات المختلفة الموجودة حولنا، البحث عن المشترك بيننا وبين الإنسان، البحث عن الرحم الإنساني، فهذا الفكر فكر المنهج الأزهري فكر عميق وما كان لله دام، وما كان لله بقي عملا جيدا أصيلا مبنيا على أسس وأصول، أصحابه وبناته أخلصوا في بنائه العلم والأخلاق، فلا شك أنه منهج قد يحدث حوله شيء من الضوضاء أو الضجيج، لكن الحقيقة الباقية الخالدة إلى يوم القيامة أن
ما كان لله بقي وأن ما ينفع ما ينفع الناس فيمكث في الأرض، نعم دكتور. المرة يعني ما طرحه الدكتور أسامة وفضيلة مفتي الديار الدكتور علي جمعة يدفعني لسؤال حضرتك أو فضيلتك عن خطورة عدم الالتفاف حول هذه المؤسسة وهي قبلة المسلمين كما وصفتها، يعني باستقامتها وعلمها وسماحتها، وهل ترى أن الأزهر فعلا يتعرض لحملة من البعض سواء في الداخل أو في الخارج انظر يعني أنا رأيي أن الأزهر يتعرض لحملة شرسة لإزاحته نعم ولإلغائه وللحلول محله ونحن لكي نكون منصفين يعني أنت عندما تكون تعالج شخصية معينة فكرية تنظر إلى الذين يريدون إلغاء الأزهر وإزاحة الأزهر وتهميش الأزهر ما هي مداخلهم ما هي وسائلهم ما
هي الثغرات التي ينفذون منها وهنا تكون فكرة أن النظرة النقدية لواقع الأزهر كي تسد هذه الثغرات أمام الآخرين يعني نحن تحدثنا عن الإيجابيات كلام طيب وهو حقيقي وموضوعي لكن أنا أرى أن الأزهر حدث له تراجع ليس وحده كل المؤسسات في ظل الحكم الدكتاتوري تراجعت صحيح أليس الثقافة هي الثقافة ولا الصحافة هي الصحافة ولا الجامعة هي الجامعة حدث تراجع للمؤسسات لكن الغيرة على الأزهر أشد لأن رسالته رسالة متميزة أنا أريد أن أشير إلى ثلاث سلبيات تعرض لها الأزهر منذ أوائل القرن التاسع عشر منذ بناء مصر
الحديثة على يد محمد علي الأزهر ومجلس الشرع والعلماء الذين ثاروا ضد الوالي العثماني وولوا محمد علي، محمد علي لما كان يريد أن يفرض ضريبة كان لا يسمع له قول إلا إذا نزل مندوب عمر مكرم وقال للناس ينفذوا الذي يريده محمد علي، انظر هنا كانت سلطة الأمة، انظر في دولة وفي أمة، الدولة محمد علي جاء بنمط الدولة. القومية الحديثة التي هي الدولة الغول التي تريد أن تحتوي كل شيء في المجتمع، ومن هنا حدث صراع بين دولة محمد علي وبين مؤسسة الأزهر. بدأت قضية الدولة وتدخل الدولة في شؤون الأزهر ومحاولة القضاء على استقلال الأزهر، هذا عامل من العوامل التي جعلت الأزهر يتراجع في هذا الأمر
عدم تجديد الكتب والمناهج يعني أننا لم نكن ندرس مثلا الجاحظ والعلماء الأوائل ولم نكن ندرس محمد عبده والمراغي وعلي السليم ومصطفى عبد الرازق وهؤلاء إذ هذه قضية أخرى في الموضوع الثالث حدث بعد تجديد القانون تجديد الأزهر في سنة إحدى وستين حدث توسع صحيح في المعاهد الدينية بشكل غير أي أنني دخلت الأزهر سنة خمسة وأربعين، وكانت مصر كلها فيها خمسة معاهد. أما الآن ففي القرية التي ولدت فيها أنشأت خمسة معاهد، ما شاء الله. فالآن لدينا أكثر من ثمانية آلاف معهد. التوسع الأفقي أدخلوا في الأزهر راسبي الإعدادية، أي الذين لم يستطيعوا النجاح في منهج واحد في الإعدادية
في التعليم العام أدخلوه الأزهر لكي يحمل عبئين، يحمل منهج التربية والتعليم ويحمل منهج الأزهر. هذا جعل منحنى الانحدار يتواصل في الأزهر، وذلك في رأيي أن إعادة استقلال الأزهر واستقلاله المالي هذا أولا، وتجديد المناهج والكتب التي تدرس في الأزهر الأمر الثاني، والاهتمام بالكيف أكثر من الكم الأمر الثالث. نحن كان لدينا الابتدائي أربع سنوات والثانوي خمس سنوات، أنا أرى أنه من أول إعدادي الآن التي هي بدلا من الابتدائي قديما يعمل شعبتان: شعبة شرعية للذي يريد أن يصبح عالما أزهريا فيكون لديه الإعدادي أربع سنوات والثانوي خمس سنوات، ونجعله يحال إلى المعاش في الخامسة والستين كما كنا نحن إذن نعوضه عن السنوات الإضافية
وهنا يجب أن نعد علماء في علوم الشريعة واللغة وعلوم المقاصد والوسائل لتعيد للأزهر مكانته من جديد، أي لا بد أن ندرك العيوب والثغرات التي يريد الآخر أن يدخل منها لإزاحة دور الأزهر لكي نسد هذه الثغرات وليعود الأزهر مرة أخرى بالشكل الذي نريده، توقف مشاهدونا الكرام ونعود بعده لاستطلاع رأي فضيلة مفتي الديار المصرية حول دور الأزهر في هذه المرحلة والاستقلالية، دكتور علي جمعة هل تتفق مع ما طرحه أولا الدكتور عمارة ورؤية فضيلتك أيضا لعملية الإصلاح، كيف ترى مستقبل الأزهر ليبقى حصنا حصينا للدين والوسطية وللأمة الإسلامية؟ بدون شك أنه إذا أردنا أن نطور أحوالنا وهذا واجب الوقت
أنه دائما ننظر إلى الحال ونطوره إلى الأحسن، لكن ينبغي علينا أن ننظر إلى التاريخ أيضا حتى نرى ما الذي حدث فيه. في سنة ألف وتسعمائة وإحدى عشرة صدر قانون يسمى بالقانون رقم عشرة لتكوين هيئة كبار العلماء، وكان هؤلاء من ثلاثين من المذاهب الأربعة المختلفة وكان شيخ الأزهر الإمام الأكبر وبالإضافة إلى مفتي الديار بالإضافة إلى مشايخ المذاهب الأربعة موجودين وممثلين في هذه الهيئة وفي عصر الشيخ المراغي حول اسمها من كلمة هيئة كبار العلماء إلى جماعة كبار العلماء وهي نفسها واستمرت إلى سنة ألف وتسعمائة وأربعة وخمسين وهي تجتمع ثم بعد ذلك توقفت من أربعة وخمسين إلى واحد وستين، ولما جاء قانون واحد وستين
سماها مجمع البحوث الإسلامية وأضاف إليها عشرين آخرين من خارج مصر حتى يطور الفكرة من أن تكون محصورة في المصريين، وهي لم تكن أيضا محصورة في المصريين لكن على كل حال كانت علاقتها مع مصر أكبر. لأنه كان منهم محمد الخضر حسين التونسي لكنه كان مصريا لأنه حصل على الجنسية المصرية وأصبح شيخا للأزهر، وكان فيهم الشيخ عيسى منون وكان شاميا لكنه كان مصريا أيضا، ولكن حتى يأتي مفهوم الأممية فتحولت جماعة كبار العلماء إلى مجمع البحوث الإسلامية وأضيف إليهم عشرون على الأكثر أي يمكن أن الخارج إذا أردنا أن نطور هذه الفكرة علينا أن ندرك هذا حتى كما يقول الدكتور عمارة نتقدم خطوة إلى الأمام نتخلص من السلبيات
وندخل في الإيجابيات قضية أو بخصوص قضية الاستقلال المالي للأزهر نحتاج أيضا أن ندرك الواقع وأن ندرك المراد من هذا الاستقلال المالي والإداري فالأزهر له أوقاف هذه الأوقاف متمثلة في أن أوقافا كثيرة بعد قانون ألف وتسعمائة وستة وأربعين ذهبت وضاعت بموجب اثنين وعشرين قانونا متتاليا أضاع الأوقاف، ليس الأوقاف الخاصة بالأزهر فحسب، بل الأوقاف الخاصة بالأزهر والأوقاف الخاصة بالكنيسة والأوقاف الخاصة بالأعمال الخيرية وجميع الأوقاف قد ذهبت، فلما أسسوا في سنة ألف وتسعمائة وواحد وسبعين الهيئة المصرية العامة للأوقاف نعم وحاولت هذه الهيئة أن تسترد وأن تلغي القانون الثاني والعشرين وأثرهم كان لدينا
مثلا على سبيل المثال مائتان وخمسون ألف فدان أوقاف ضاع منها مائة ألف فدان ضاعت كيف يعني نذهب فنجد أنها أصبحت طريقا أو أصبحت محلات عامة أو أشياء من هذا القبيل ضاعت هذه المائة ومائة استردوها وخمسون يستردونها الآن هذه المائة والخمسون حتى بعد الاسترداد ليست كلها للأزهر صحيح فكلما استردت هيئة الأوقاف شيئا ردته إلى الأزهر وردت مال الكنيسة للكنيسة وردت والذي ليس له ناظر قائم تقوم الأوقاف برعاية الإدارة الأوقاف الخاصة بالأزهر والتي استردتها في السنوات الخمس الماضية لا تأتي لنا إلا بخمسة عشر مليون جنيه كل سنة فقط، ميزانيتنا في الأزهر في موازنة الدولة وهذا شيء محمود
وينبغي أن يستمر، ولا نعني بهذا الاستقلال أربعة مليارات وسبعة من عشرة في ميزانية الألفين وعشرة والألفين وإحدى عشرة المعلنة في السابع من سنة الألفين وعشرة وهذا شيء جيد في إطار الموازنة العامة للدولة، فضيلتكم ترون يا دكتور أننا نطمح إلى المزيد، أي خذ وطالب، نعم أي أن القضية أن الأزهر هذا كالهرم، نعم وهناك بعض الركام حوله نريد إزالته وتجميل المكان وما إلى ذلك، لكن الهرم سيظل هرما، صحيح، فالأربعة والسبعة من عشرة، كيف نصنع أربعة وسبعة من عشرة مليارات وسنويا فلا بد علينا ونحن نريد الاستقلال المالي أن نستقل بطريقة ترجع فكرة الأوقاف وما أقامته عبر التاريخ ولكن ليس بطريقة تلغي لنا الأربعة والسبعة من عشرة وإلا لا نجد أموالا ننفق بها على الأزهر
هذا أربعة وسبعة من عشرة ونحن نشكو ونقول التكليفات التي نكلف بها حضرتكم تعلمون أن المعاهد الأزهرية أصبح لدينا مليون ونصف طالب، نعم بعد أن كان في المعاهد الخمسة التي أشار إليها الدكتور عمارة الآن ما لا يزيد عن ألف، تصوروا أن ألفا أصبحوا مليونا ونصفا، أي مضروبين في ألف وخمسمائة مرة، تصوروا أن الجامعة كان فيها ثلاث كليات وأصبح الآن فيها أربعة وستون كلية تخيل أن الجامعة كانت كلها على بعضها ألف طالب وأصبحت الآن نصف مليون طالب ولذلك نحن يجب علينا أن ندرك الواقع لكن طموحاتنا غير نهائية نعم نريد أن يكون الأزهر مستقلا إداريا وماليا أنا أقترح أن تلغى وزارة شؤون الأزهر التي يتحكم بموجبها رئيس وزارة الأوقاف وشؤون الأزهر تلغى هذه الوزارة
ويصبح التحكم المباشر لفضيلة الإمام الأكبر الذي يستطيع أن يدير شؤون الأزهر بما يرضي الله سبحانه وتعالى وبالخطط التي يضعها وما إلى ذلك الأزهر تابع للدولة المصرية وليس تابعا للحكومة المصرية أبدا ولن يكون كذلك ولذلك فإن الاستقلال الإداري هنا يدعو إلى أن هذه الوزارة هناك حدث يعني تعارض عندما كانت هذه الوزارة ويرأسها وزير وكان الله يرحمه آخر وزير لها هو عبد العزيز عيسى والإمام الأكبر الشيخ عبد الحليم محمود برتبة رئيس وزراء فكيف يتحكم الوزير فيمن هو برتبة رئيس وزراء أو أعلى منه فجاءت الفكرة أن تنسب هذه الوزارة ورئيس التطرف إلى رئيس الوزراء حتى ما توجد في خطاب تكليفه هذا أي شيء من رئيس الوزراء في اليوم التالي
يلغي هذا يستطيع الأزهر بذلك الاستقلال الإداري الاستقلال المالي نحن نريد الأربعة وسبعة من عشرة ونريدهم أن يكونوا ستة وسبعة من عشرة لا يوجد مانع بما نؤديه نحن نؤدي لمصر، الأزهر هذا يؤدي لمصر أشياء لا تقدر بمليارات، صحيح أنه في الشرق والغرب وشرق آسيا لا يعرفون عن مصر أي شيء وليس هناك أي علاقات إلا الأزهر الشريف الأفريقي هذا الذي نتحدث عنه من مائة وثلاث وثلاثين دولة والرابطة وما إلى ذلك، نحن انتشرنا في الأرض انظر إلى أزمة المياه وما إلى ذلك يجب أن يكون للأزهر دور فيها ويجب أن يكون للأزهر كلمة فيها نستطيع أن نفعل هذا صحيح إذا هذه المليارات ليست قليلة على هذه المؤسسة هذا تاريخ هذا واقع هذه كينونة هذه هوية ضاربة في التاريخ انظر ماذا
فعل الإرهاب في العالم دور الأزهر وكيف يتلقاه العالم في الشرق والغرب من واشنطن إلى طوكيو بقبول حسن لأنه له تاريخ وله منهج وله علم وكذلك إلى آخره فأنا الاستقلال المالي والإداري نعم ولكن ما معناه ليس معناه أن نعتمد على الخمسة عشر مليون الخاصة بالأوقاف وليس معناه أنني أعمل وأجمع من الناس في صندوق مثلا وبعد ذلك سيخرج لي مائة أو مائتين ثلاثمائة مليون لا ليس معناه هكذا وإنما الاستقلال المالي معناه استقلال الإرادة واستقلال الإدارة وباستقلال الإرادة والإدارة يتم المقصود وهذا يتم بمنح مزيد من السلطات للإمام الأكبر قضية الانتخاب والاختيار الحقيقة هي الوعي قبل السعي الاختيار الذي يسمونه بالإنجليزية اختيار والانتخاب والاختيار وهناك فرق كبير جدا
بين الانتخاب والاختيار، القوانين المعمول بها هي في الحقيقة موضوع فيها اختيار شيخ الأزهر وأنه من جماعة كبار العلماء أو هيئة كبار العلماء قبل ذلك أو مجمع البحوث الإسلامية، هذا نص في القوانين حتى قانون مائة وثلاثة، لكن فكرة الاختيار مبنية على التخصص أي لا أعرف كيف سننتخب عميد الكلية، لا أعرف كيف سننتخب رئيس الجامعة، هذا يختار من بين أساتذة كلية الطب عميد الطب، كلية الهندسة يختار منها، لكن الانتخاب بخصوص فكرة النيابة نحن أربعة سينوب منا واحد لكي يتحدث مع جهات معينة، فأنت ستتحدث وتقول ماذا عنا؟ أين برنامجك وأين الانتخاب الذي ففي الانتخاب ما بناه النيابة وفي الاختيار ما بناه التخصص، هذه القطعة الصغيرة بين الانتخاب والاختيار قد تكون غائبة قليلا عمن يخلطون بين الدعوة. إنها
موجودة، شيخ الأزهر يختار من جماعة كبار العلماء وبتزكيتهم، مثلا إذا أردت أن تمنحه حرية أكثر، فليكن المجلس التشريعي وحده القادر بإجماع الآراء على العزل هو يعني مثل قاضي إنجلترا أو قاضي المحكمة الدستورية العليا أو كذلك إلى آخره، ولكن مع هذا التعيين لا يعزل فلا يخاف في الله لومة لائم، ولا يجد حرجا أن يتكلم بما يرضي الله سبحانه وتعالى، ونحن كنا قد جربنا ورأينا أن الحمد لله رب العالمين أن أحدا لم يبيع دينه وما إلى ذلك، ولكن هذا يمنحه قوة ويمنح المؤسسة قوة أيضا لكي تساند، بل ويمنح الدولة قوة أيضا في أن تستفيد من الأزمة والمنتجات. فأنا أقول من الناحية يجب علينا أن نحدد الدعوات الكريمة هذه،
لا بأس إطلاقا من التطوير، لا بأس إطلاقا من أن نخطو خطوات تتماشى تتوافق مع واجب الوقت ولكن بعد الوعي قبل الساعة نعم يعني سيكون سؤالي الأخير لفضيلتكم قبل أن نستضيف الضيوف فضيلة الدكتور علي الحوار كيف ترونه بين الجماعة المسلمة أو جماعة الإسلام سأنطلق من خبر قرأناه مؤخرا أن فضيلة الإمام يعني بدأ حوارا أو استقبل بعضا من التيارات الدينية المختلفة والجماعات المختلفة يعني كيف ترى أهمية هذا الأمر والالتفاف حول الأسعار في هذه الأيام لنا في ذلك تجربة واسعة بدأناها يمكن من سنة الألفين وأربعة وكان ذلك بدعوة كريمة من الملك عبد الله الثاني ملك الأردن وساهم فيها فضيلة الإمام الراحل الله يرحمه سيدنا الطنطاوي وأنا ساهمت وذهبت إلى هناك وكذلك إلى آخره وكان الكلام حول هذه القضية
وسميت الرسالة التي وجهت رسالة عمان وفي رسالة عمان كان الحوار بين المسلم والمسلم أي بين المسلمين وبعضهم البعض ومؤدى هذا أدى إلى ما يسمى باحترام المذاهب واجتمع مائة وخمسة وخمسون عالما من أنحاء الأرض وعلى رأسهم شيخ الأزهر وأفتى فتوى بأن المذاهب المعمول بها وهي الحنفية والشافعية والمالكية والحنابلة والزيدية والجعفرية والظاهرية والإباضية كلها مذاهب معتبرة وأنها كذلك وأنه لا يجوز تكفير المسلم وأنه يجب أن نتحاور بعضنا مع بعض ووضعنا هذا الكلام وكنا مساهمين فيه مساهمة أساسية وطبع كتاب احترام المذاهب في سنة ألفين وستة طبعه الأمير غازي بن محمد وهو حاصل على الدكتوراه من الأزهر في الحب في القرآن الكريم أي أقول لك انظر إلى أثر
الأزهر ووجود الأزهر وهذا المعقل الخاص بالجميع والمرجعية التي يحبها الجميع ثم بعد ذلك في النهاية ذهب إلى القمة وحضرها كثير من الأمراء والملوك والرؤساء وغيرهم في ديسمبر في الألفين وخمسة ووقعوا بالإجماع عليه، نحن سعينا كثيرا وكان بقلب مفتوح والأزهر مفتوح، لم يفرق أبدا بين أحمر وأسود وأبيض، رجل وامرأة، مفتوح للحوار قلبه، وهذه المبادئ الأساسية لا تخفى علينا ولا نخدع فيها. نحن نريد أولا أن نكون مفتوحين للحوار، أهلا وسهلا بكل التيارات وأهلا وسهلا، نحن نعرف كيف نقبل التعددية. ونقيم الأدلة ونناقش ونحن نعامل العالمين ليس المسلمين فقط العالمين نحن نعاملهم أنهم أمة محمد وأنهم أمة الدعوة فما
بالك بأخي المسلم الذي يصلي كتفا لكتف وكذلك إلى آخره هيا بنا هيا بنا نعم مثل سيدنا عمر فيما أخرجه الطبري في تاريخه وهو يقول رأيت أنكم قد احتميتم مجالسكم يعني ستتشاركون هكذا كل واحد حتى يقال من جلساء هذا من أصدقاء هذا أفيضوا مجالسكم بينكم أي اجلسوا مع بعضكم البعض فإن ذلك مؤلف لقلوبكم ومهيب لكم عند الناس يا سبحان الله أفيضوا مجالسكم هيا نجلس مع بعضنا البعض نجلس مع بعضنا البعض لمصلحة الوطن ونجلس مع بعضنا البعض لمصلحة الدين لمصلحة ابني وابنك لغد أكثر مشاركة، أي نريد أن نكون على وعي، وأفيضوا مجالسكم
بينكم، هي نصيحة سيدنا عمر للأمة كلها الآن، هذا نحن محتاجون إليها الآن، أي انظر الرجل مستنير وقلبه مستنير وهو يتكلم: أفيضوا مجالسكم بينكم واجلسوا معا فإن ذلك أهيب لعدوكم وأألف لقلوبكم، صحيح المشترك دائما أكثر من الخلاف في الوقت أدركنا الدكتور عمارة في يعني الدقائق في ما لا يزيد عن دقيقة ونحن في كلمة حق ماذا تقول فضيلتكم كلمة حق عن الأزهر ورسالته والمطلوب في هذه الأيام يعني أنا أقول إن الأزهر لا يزال حتى الآن رغم ما حدث من تراجعات هو المنبر الذي كلمته كل شعوب الأمة الإسلامية، بل أنا أقول إن الفتوى التي تصدر من مصر، الكلام الذي ينشر في مجلة الأزهر هو الذي يؤخذ
به في مختلف بلاد العالم الإسلامي. لماذا؟ لأن الأزهر هو المؤسسة الجامعة، مؤسسة الأمة. كثير من البلاد الإسلامية تنغلق على مذهب معين، انظروا إن مصر عندما جاءت تعمل الموسوعة الفقهية عملها على المذاهب الثمانية بينما في بلاد تنص في دستورها على مذهب واحد وفكرة الأمة فكرة الجماعة وهو متحدث فضيلة الدكتور علي حديث الرسول صلى الله عليه وسلم معناه أن الشيطان ذئب الإنسان كذئب الغنم يأكل الشاة القاصية الناحية فعليكم بالجماعة، انظر أنا أقول إن عندنا حديث إنما يأكل الذئب من الغنم القاصية المنفردة، أحاديث من عليكم بالجماعة، المؤسسة التي تمثل الأمة جماعة المسلمين
هي مؤسسة الأزهر، ولذلك الحرص عليها هو حرص على دين الأمة، على واقع الأمة، على تاريخ الأمة، على مستقبل الأمة، دكتور أسامة وسنختصر وقتك، الأزهر الشريف نهر يتدفق بالعلم والخير والهدى والعطاء وكما إن مصر هبة النيل فإن مصر كذلك هبة الأزهر الشريف كانت هذه كلمة حق من ضيوفنا الكرام كوكبة من كبار علماء الأمة مفتي الديار المصرية فضيلة الأستاذ الدكتور علي جمعة أشكره شكرا جزيلا والأستاذ الدكتور محمد مهرة عضو هيئة كبار العلماء وأيضا الدكتور أسامة سيد وعضو هيئة تدريس جامعة الأزهر شكرا جزيلا أيضا مشاهدينا الكرام على حسن المتابعة وكنا نتحدث عن الأزهر السيرة والمسيرة ودوره ورسالته يعني ليس فقط في الماضي ولكن في الحاضر والمستقبل لأنه سيبقى منارة العلم وقبلة المسلمين من كل حدب وصوب
أشكركم مرة أخرى على حسن المتابعة ونراكم على خير بإذن