2011 12 23 حق الطريق

فوضى كبيرة يعيشها الشارع المصري في هذه الأيام وحق الطريق مهدر تماما، الجميع يشارك في التعدي على حقوق وحرمات الطرق، لا نستثني أحدا سواء كان مواطنين أم مسؤولين. بإجماع العلماء الجميع آثمون، كل شخص يسهم أو يقوم بالتعدي على حق الطريق ويعطل مصالح الناس هو آثم. كيف تحدث الإسلام في القرآن الكريم وأرحب بضيوفي الكرام،
كوكبة عالية وكبيرة من علمائنا الأجلاء، فضيلة مفتي الديار المصرية العالم الجليل ومفتي الديار المصرية الأستاذ الدكتور علي جمعة، شكرا جزيلا لحضرتكم، أهلا وسهلا بكم، دائما نسعد بوجودكم معنا، أيضا في هذا اللقاء عن حق الطريق نتحدث، الأستاذ الدكتور طه أبو كريشة نائب رئيس جامعة الأزهر الأسبق وعضو مجمع البحوث الإسلامية دكتور طه، أرحب بفضيلتك، أهلا وسهلا، أيضا معنا الدكتور حسن عبد السلام الأستاذ بجامعة الأزهر الشريف، أهلا بفضيلتك، أهلا، حسنا فضيلة المفتي يعني لو بدأنا عن حقوق الطريق العامة والخاصة في الإسلام، ماذا يمكن أن يقال في البداية من فضيلتك؟ بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. للطريق أسماء كثيرة في لغة العرب منها الطريق والدرب والسبيل والشارع والزقاق، يا للعجب! ومنه ما
هو طريق نافذ ومنه ما هو طريق مسدود، ولكن بالجملة يشترك فيه عموم الناس، ولذلك فالطريق النافذ هو من المرافق العامة التي لا يمكن أن نمنع أحدا منها وتحدث الفقهاء حديثا عجيبا عن الطريق وأنه من المرافق العامة التي لا يجوز حتى للحاكم ولا للدولة ولا للمشرع أن يحرم أحدا من الناس منها وأن يخصص بها أحدا من الناس حتى أنهم قالوا إذا رأى الإمام المصلحة فإنه يعطي الطريق ليس على سبيل التملك، فما يملكها لماذا ليس من حقه أن يملكها،
ولكن على سبيل الارتفاق، أي يجعل هناك كأنها رخصة أن يبقى هنا لمصلحة الناس ولمصلحة المجتمع. نعم، إذن فالطريق هو من الأموال التي لا يجوز بيعها وشراؤها، فهناك أموال تسمى بالأموال الخاصة. هذه ملكية خاصة يتصرف فيها الإنسان كيف يشاء، وهناك أموال عامة وأموال دولة. نعم أموال الدولة تبيع فيها وتشتري لأنها تمتلكها كالملكية الخاصة، أما الأموال العامة فلا تستطيع أن تبيع فيها وأن تشتريها حتى لو أراد الحاكم ذلك أو أرادت الجهة التشريعية فإن ذلك يقع باطلا، وهذا في إشارة إلى ما يسمى مخالفة الدستور في لهجتنا القانونية الحديثة فإن هناك
شيئا يقع باطلا إذا ما خالف تلك الوثيقة التي بين شعب جعل الله من هذه الوثائق قضية حق التملك العام فهذا ملكنا لا نستطيع أن نتصرف فيه تصرفا خاصا فالطريق من هذا المعنى ولذلك كانت له حقوق وكانت له آداب وكانت له أحكام إجمالية وتفصيلية في سنة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، رسول الله صلى الله عليه وسلم أراد للطرق أن تكون فسيحة واسعة، أراد للطرق ألا تشغل بأعمال تعكر على هذه الطرق وظيفتها، وظيفة الطرق أن يسير الناس فيها بسلام وأمن وأمان، ولذلك
جاء إلى أصحابه رضي وهم جالسون ونهاهم عن هذه الجلسة أنتم قاعدون هنا لماذا فقالوا يا رسول الله مجالسنا لا بد لنا منها نتحدث فيها ويعني كلمة نتحدث فيها يعني نقضي مصالح فيها نعم يبقى إذن لها منفعة ولكن قال إذن فأعطوا الطريق حقه قالوا وما حق الطريق يا رسول الله قال غض البصر بعض الناس يعتقدون أن غض البصر إنما هو غض الرجل بصره عن المرأة، لا هذا نوع من أنواع غض البصر أمرنا به وأمرت المرأة أن تغض بصرها أيضا، لكن هذا غض البصر نهانا رسول
الله صلى الله عليه وسلم أن ننظر في كتاب أخينا من غير إذنه، نهانا رسول الله نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نتلصص على الناس من ثقب الباب، نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نتسمع. انظر هذا لا علاقة له بالبصر ولكنه نهانا أن نتسمع، أن نجلس نستمع هكذا إلى ما يقولون لكي ندخل في المسألة فيما ليس لنا، وقال من حسن تركه وماله يعني فانظر إلى حقوق الطريق قال غض البصر والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وكف الأذى يعني إياك أن تؤذي أحدا منهم وهنا نرى الحديث الآخر وهو يقول الإيمان بضع وسبعون
شعبة أعلاها لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن طريق الناس ولكن إذا كنت أنت تميط الأذى لا بد إلا أن تحدثه وإلا توقع الأذى في طريق الناس، ولكن لما قال كف الأذى كان ذلك أكبر من إيقاع قاذورات أو أوساخ يرميها الواحد في الطريق. ممنوع هذا الكلام أن نرمي المناديل بعد أن نستعملها من السيارة، هذا أذية. ولذلك المسلمون اشتهروا بالطهارة والنظافة والجمال فجعل النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول غض البصر وكف الأذى والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ورد السلام يعني عندما يمر أحد عليهم ويسلم عليهم يكون هناك تآلف وهكذا
حينئذ تجلس جلستك بهذا الأدب وإلا فإن أصل الجلوس في الطرقات ممنوع طبعا نحن تطورنا الآن وأصبح هناك مقهى وأصبح هناك قهوة في هذا لا بد أن نراعي هذا من غض البصر ورد السلام وكف الأذى والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والنبي صلى الله عليه وسلم مرارا وهو يفعل هذا يعني كأنه صلى الله عليه وسلم لم يقتنع بهذه المسألة أن في مصلحة لشغل الطريق فأكد مرة بعد مرة بعد مرة في مختلفة لأن الألفاظ كانت مختلفة جدا، أي في حديث آخر قال كنا جالسين في الأفنية، وليس في الطريق، بل في الأفنية، والأفنية هي الساحة التي أمام البيت ولكنها جزء
من الطريق، كنا جالسين في الأفنية نتحدث فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فوقف علينا فقال ما لكم ومجالس الصعدات أي أنكم جالسون هنا لماذا؟ ما شأنكم وما علاقتكم بأن تجلسوا في هذه الطرقات؟ أي لماذا تجلسون هنا؟ ما شأنكم ومجالس الطرقات؟ بعد أن قال لهم: حسنا، ولكن هناك رد السلام، وهناك الأمر بالمعروف، وهناك النهي عن المنكر، وهناك كف الأذى، وهناك غض البصر، وهناك كذا إلى آخره أيضا كان صلى الله عليه وسلم يقول لهم ما لا تعجبني هذه الحكاية أنا أريد أعلى من هذا ابحثوا لكم عن حل آخر اذهبوا واجلسوا في المسجد لا تجلسوا في الطرقات ما لكم ومجالس الصعوبات فقالوا لا بد لنا منها يا
رسول الله إنما جلسنا لغير ذلك فقط نحن لا نعمل نحن أطعناك بغض البصر ورد السلام وفعل ما قلت لنا عليه وجلسنا نتذاكر حتى في العلم نتحدث فيما هو من مصالح الناس قال أما لماذا أما لماذا هذا هو أخرجه مسلم وكان مشايخنا يميلون لما نأتي نقرأ الحديث ونقول أما لا فيقول لا هكذا وردت بالإمالة أما لماذا قال سيدنا الرسول ذلك وكان مشايخنا يقولون لنا إن هذه هي أصل الآمال التي يقولها المصريون فأدوا حقها رد البصر ورد السلام وحسن الكلام
وهكذا فإذا كان الطريق جزءا من أجزاء فكرة الملكية العامة والملكية العامة هي التي تؤسس لبناء المجتمعات، شكرا فضيلة المفتي دائما نسعد بحديثكم وكوكبة علمائنا وسؤال للدكتور طه عن الشواهد أيضا من القرآن والسنة بشأن حق الطريق التي تحدث عنها فضيلة المفتي وخطورة ما يلجأ إليه الأفراد الآن من هذا السلوك الذي لم نعتده ولم نشهده من قبل نعم ليس فقط إلقاء النفايات في الشارع ولكن مخلفات مواد البناء والتعدي على حرم الطريق كل سلوك من الممكن أن نراه الآن يعيش في أن شواهد القرآن الكريم متعددة وهي تعتمد على تحقيق قاعدة عامة في الإسلام وهي قاعدة
تحقيق الجمال، القرآن الكريم يرشدنا إلى هذا المعنى "أفلم ينظروا إلى السماء فوقهم كيف بنيناها وزيناها وما لها من فروج والأرض مددناها وألقينا فيها رواسي وأنبتنا فيها من كل زوج بهيج، كلمة بهيج تشيع البهجة فحق الطريق دائما مرتبط بتحقيق هذه القيمة الجمالية أن الله جميل يحب الجمال، فمن الشواهد القرآنية ما جاء في قول الله عز وجل عن صفات عباد الرحمن وكيف تصدرت هذه الصفات صفة تتعلق بحق الطريق "وعباد الرحمن الذين
يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما، ما معنى أنهم يمشون على الأرض هونا؟ ليس معناه أنهم يمشون على الأرض مشي الضعيف المتكاسل المتراخي، وإنما المشية التي ليس فيها إيذاء، فيها تواضع، بعيدة عن الكبرياء، لأن ذلك يكون له رد فعل عند من يمشي مشية مخالفة لذلك، وهذا رد الفعل يعني شيئا. في الصدور يجعل الإنسان يستاء من مثل هذا فالذي يحرص على تحقيق هذه المشية يمشون على الأرض هونا جدير بأن يكون من عباد الرحمن سبحانه وتعالى الذين تحدثت أو جاءت عنهم هذه الآيات في مجمل هذه الصفات ومن هنا فإننا رأينا في سورة لقمان حديثا
وآيات تتعلق أيضا بالطريق ولا لا تصعر خدك للناس، أين يتحقق هذا المعنى عندما يكون الإنسان سائرا ماشيا بطريقة يميل فيها عنقه ويرتفع بأنفه إلى السماء، فهذه مشية لا يرضاها رب العالمين سبحانه وتعالى، ومن أجل تقبيحها والتنفير منها استخدمت كلمة "ولا تصعر" لأن الصعر داء يصيب الإبل، فكأن من يصنع ذلك يكون شبيها بهذا الحيوان، ومن هنا يكون هذا التشبيه وهذا الفعل داعيا إلى الابتعاد عن صورة شكلية تجعل الإنسان كأنه من عالم الحيوان وليس من عالم الإنسان. حسنا، ولا تمش في الأرض مرحا، أين
يكون هذا المشي؟ إنما يكون في طريق، فجاء النهي هنا: ولا تمش في الأرض مرحا جاء ختام الآية أن الله لا يحب كل مختال فخور، أي أن من يمشي هذه المشية المتبخترة يعني التي يقول كأنه ليس على ظهر الأرض إلا أنا، وفي آية أخرى ولا تمش في الأرض مرحا إنك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولا، يعني مهما اهتززت ومهما صنعت من حركة لن تغوص قدمك في هذه الأرض ولن تطول برأسك السماء ولا تصعر خدك للناس ولا تمشي في الأرض مرحا إن الله لا يحب كل مختال فخور وإذا من يصنع ذلك يكون بعيدا عن حب الله تعالى له ثم يقول تعالى واقصد في مشيك اعتدل في مشيك أين يكون هذا المشي إنما يكون في الطريق واقصد
في مشيك واغضض من صوتك، طبعا عندما نزلت هذه الآية كان المقصود من غض الصوت العادي، فما بال صوت أبواق السيارات؟ أبواق السيارات الآن الأمر ينصرف الآن إلى المشي بالسيارة طبعا والقيادة المتهورة والمخالفة لكل قواعد المرور كما تفعل، يعني ليس تجاوز السرعة المشي غير المعتدل والميل هنا وهناك والإنسان يشعر كأنه يطارد من كل جهة واقصد في مشيتك واخفض من صوتك ثم انظر إلى نفور الآخر إن أنكر الأصوات لصوت الحمير فكأن من يرفع صوته ويؤذي الناس بهذا الصوت العالي كان مجرد صوت بالفم يكون شبيها بالحمار فمن الذي يرضى لنفسه أن يكون حمارا من خلال ارتفاع الصوت الذي يؤذي الآذان، أضف إلى ذلك الآن
ما يكون بين مكبرات الصوت التي تكون في الطرقات وفيها كذا من الأغاني وما إلى ذلك، كل هذا يؤذي الناس. تلك هي هذه الصورة، فهذه الآيات "ولا تمش في الأرض مرحا إن الله لا يحب مختال فخور واقصد في مشيك واغضض من صوتك إن أنكر الأصوات لصوت الحمير في السنة النبوية المطهرة ما يرشدنا أيضا إضافة إلى الحديث الذي استمعنا إليه الإيمان بضع وسبعون شعبة أعلاها لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق والحياء شعبة من الإيمان رأينا في بعض الأحاديث النبوية الشريفة إن إماطة الأذى عن الطريق مجرد أن يرفع الإنسان شوكة أو حجرا أدخله الله الجنة أو رأى شجرة تعترض
طريق الناس بغصنها فأزال هذا الغصن حتى لا تصطدم به الرؤوس أو لا تصطدم به السيارات وجعل ذلك من أجل راحة الناس في طرقاتهم ترى في الحديث أدخله الله الجنة والحديث بين فيه النبي صلى الله عليه وسلم أن على كل إنسان صدقة مع مطلع كل شمس، فالصحابة قالوا من أين لنا ما نتصدق به؟ ظنوا أن الصدقة هنا ستكون أموالا، فكيف كل يوم يتصدق وليس لهم من أين لنا ما نتصدق به؟ النبي صلى الله عليه وسلم طرح أمامهم مجموعة من مكارم الأخلاق ما لا يدفع فيها الإنسان قرشا واحدا ومع ذلك يثاب عليها ثواب الصدقة المالية، إماطتك الأذى عن الطريق لك صدقة، أمرك بالمعروف ونهيك عن المنكر لك صدقة، ثم
انظر وإرشادك الضال في أرض الضلالة لك صدقة، فالضال هذا إنما يسير في شارع ولا يعرف العنوان هناك أو هنا فيسأل فيرشده ويقول سر من هنا ثم هنا إلى آخره، فهذا أيضا صدقة، وأن تدل المسترشد على حاجته لك صدقة أيضا، هذا مما يحدث في الطرقات، ثم وأن تحمل وأن تسعى بقوة ساقيك مع المتلهف المستغيث لك صدقة، كل هذا يحدث في الطريق، وأن تحمل بقوة ذراعيك مع الضعيف لك صدقة فهذا من المرغبات في القيام بالأمور الحسنة الطيبة في الطرقات كذلك يبين لنا النبي صلى الله عليه وسلم في المقابل الوجه الآخر من آذى الناس في طرقاتهم وجبت عليه لعنتهم
يا سبحان الله ومعنى وجبت عليه هنا نأخذها من الذبائح فإذا وجبت جنوبها فكلوا منها والمراد بها سقطت فهنا حلت ونزلت عليه لعنتهم التي تعني أنه يستحق ذلك لأنه آذى الناس في طرقاتهم بأي لون من ألوان الإيذاء، القمامة، الحفر التي لا تردم، المطبات التي يصنعها كل إنسان بطريقته الخاصة في الشوارع هنا وهناك ويتسبب هذا حتى في الشوارع الضيقة والأزقة حيث يصنعون مطبات بطريقتهم الخاصة لا يستطيع أن يصنع مطبا فيقطع الأسفلت ويقطع الطريق وهذا أسوأ، نعم فكل هذا مما يعني أنه يدخل تحت إيذاء الناس في طرقاتهم وللأسف الشديد عندما نسافر هنا وهناك في أي بلد من بلدان
العالم نرى كأنهم أخذوا تعاليم الإسلام ونفذوها بالنسبة للطرقات فترى المطب مصنوعا بطريقة هندسية لا تمر كأنها تمر على أرض مستوية وتراها محددة ومعلمة بالألوان أي من بعيد تراها فتحسب حسابك لمثل هذا المطب كل هذه الأحاديث والآيات القرآنية تبين لنا وقسرا ويأتي في مقدمتها وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا وبعد ذلك هون عليك أيها المتكبر إنك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولا ذلك كان سيئا عند ربك مكروها وكيف ما عقاب هذا الأمر المكروه يعني عقابا شديدا الله عز وجل يعني أنذرنا حتى لا نقع فيه، دكتور حسنا بالسلام يعني هناك سباق الآن بين شرائح مختلفة
من المواطنين للإساءة للطريق العام والتعدي عليه بكل الأشكال وكل الأصناف بات قادمين في نهر الطريق تنتظر فيه السيارات في عرض الطريق للسير عكس الاتجاه، ومخلفات مواد البناء تلقى في وسط الطريق، أي في وضح النهار إن صح التعبير. فهل هؤلاء الناس يأثمون شرعا، وما خطورة ما يقدمون عليه على السلم الاجتماعي وعلى تعطيل مصالح الناس في هذه الأيام؟ بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله. والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد فمن فضل الله سبحانه وتعالى وعظيم نعمته على الناس أن هيأ لهم ما يصلح لحياتهم فخلق لهم الأرض ومهدها وجعل فيها فجاجا سبلا، وقال
الله سبحانه وتعالى مشيرا إلى ذلك في سورة الملك والذي جعل لكم الأرض ذلولا فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور، فالسعي في الأرض والمشي في فجاجها ضرورة حتمية لعمارة الكون بلا شك، والله سبحانه وتعالى خلق الأرض في بدايتها صالحة للحياة وفيها هذه الفجاج وهذه الطرق، لم يخلقها كلها جبلا أو غير ممهدة، واقتضت ضرورة التقدم وكثرة الناس أن يخترعوا الناس لأنفسهم طرقا جديدة وآليات في افتتاح الطرق وتعبيدها وإصلاحها وتمهيدها ورصفها وهذا مستوى من المسؤولية غير المستوى الذي نتحدث
عنه بالنسبة لعامة الناس المخالفين الذين يسيئون إلى الطريق العام هذه مسؤولية الولاة الذين ينشئون الطرق ويمهدونها ويجملونها وهذا نفهمه من قول سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه لو إذا عثرت دابة في العراق لسئلت عنها لماذا لم تمهد لها الطريق يا عمر، فولاة الأمر عليهم مسؤولية كبرى في مسألة طرق الناس. كثيرون والطرق قليلة أو الطرق ضيقة، لا بد من أن تتحمل الدولة مسؤوليتها. أولو الأمر مسؤولون مسؤولية كبيرة في هذا المجال، ورسول الله صلى الله عليه وسلم من ولي من أمر المسلمين أمرا فشق عليهم أن يشق الله عليه قال عليه الصلاة والسلام اللهم من ولي من أمر
المسلمين شيئا فرفق بهم فارفق به ومن ولي من أمر المسلمين شيئا فشق عليهم فاشقق عليه المحافظ والوزير ورئيس المدينة ورئيس الحي وقائد المرور وكل هؤلاء الناس مسؤولون عن إيجاد الطرق الصالحة والآمنة والنظيفة والواسعة ومسؤولون عن منع الاعتداءات التي تحدث في شوارع مصر اعتداء أكثر الشوارع الآن معتدى عليها أصحاب المقاهي وأصحاب المعارض وأصحاب المحال لا تستطيع أن تجد رصيفا تمشي عليه على قدميك بل إنهم لا يكتفون بالاعتداء على الرصيف وإنما ينزلون إلى وسط الشارع فيأخذون نصفه هذا أمر في غاية القبح وفي غاية السوء وهذا الذي أشرت إليه من رمي مخلفات
البناء والهدم في الطرقات وإلقاء القمامة في الطرقات واغتصابها بهذا الشكل البشع من أصحاب المقاهي والمحلات والمعارض على مرأى ومسمع من الناس جميعا ومن المسؤولين جميعا هذا إفساد في الأرض والله سبحانه وتعالى نهانا عن الإفساد ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها الطرق وسلامتها وجمالها وسعتها مؤشر على تقدم الأمة ونهضتها فإذا كانت الطرق رديئة ومسببة للأذى للسيارات وللمشاة فهذا مؤشر على تخلف الأمة أتذكر أن مصر تقدمت لتنظيم مسابقة كأس العالم في كرة القدم وهؤلاء الذين يشرفون على التنظيم يهمهم أمر الطرق ويهمهم المرور وجاءت لجان وقيمت وللأسف
الشديد حصلت مصر في هذا الأمر على صفر مقابل صفر منذ عام ألفين وعشرة، هذا عار في الحقيقة هذا عار يتحمله كل واحد من المصريين عامة الناس وولاة الأمر، بل إنني أحمل ولاة الأمر أكثر مما أحمله لعامة الناس لأن الله يردع بالسلطان ما يعني بالقرآن إن الناس إذا تركوا على أهوائهم فإن كل واحد يريد أن تتحقق مصلحته، فصاحب المقهى مصلحته أن يغتصب الشارع. لا بد من ضوابط، لا بد من ضوابط وقواعد حاسمة تطبق. لا بد للناس عندما يسيرون في الشارع إذا لم يوجد رجل مرور ينظم حركة السير، وإذا لم توجد محترمة تبين من يسير ومن يقف، جميع الناس يريدون أن يستعجلوا فتجد
ماذا يحدث؟ فوضى، الجميع يصطدمون ببعضهم البعض، الطرق كلها تغلق في غياب رجل المرور الحازم المنضبط، في غياب إشارات مرور واضحة وملزمة، كذلك سوء حالة الطرق وكثير من حوادث الطرق سببها سوء الطريق، أحيانا تجد الطريق ينحرف يمينا أو يسارا بلا إشارة، أحيانا تجد طرقا مهمة جدا ومظلمة تماما، وفي وسط القاهرة طريق الدائري وهو من الطرق المهمة جدا، في بعض الأحيان تسير عليه في الليل فتجد مسافات عديدة منه ليس فيها إنارة، هذا كله يتسبب في حوادث كثيرة يضيع فيها
الكثير من أرواح الأبرياء، نزيف دماء من يتحمل دماء هذه المرورية أحيانا ينغلق تماما أنا منذ حوالي أسبوع تقريبا استغرقت بالسيارة ساعة ونصف الساعة في مسافة لا تقطع في الظروف الطبيعية إلا في خمس دقائق، خمس دقائق استغرقتها في ساعة ونصف، تساءلت في هذا الزحام الشديد في هذا العجز التام مريض يريد أن يذهب إلى المستشفى يحتاج إلى من يسعف حياته، وإلا فسيهلك وسيموت. من يتحمل هذا الأمر؟ طبيب يريد أن يذهب إلى عمله في المستشفى ولا
يستطيع. أي امرئ يريد قضاء حاجته في هذه الحالة. من الذي يتحمل وزر ذلك كله؟ وتجد الناس جميعا وكأن أحدا غير مسؤول، وبعضهم يلقي المسؤولية على بعض. فبالإضافة إن الناس عامة الناس مسؤولون عن حماية الطريق وعن المحافظة على نظافة الطريق وسلامة الطريق وأمن الطريق إلا أن ولاة الأمور يحملون في هذا الجانب المسؤولية الأكبر، نعم نرجو أن نعود إليك بالتأكيد دكتور حسن يعني الحديث مؤلم في الحقيقة عندما يتعلق بحق الطريق مشاهدينا الكرام ولكنه يتواصل. بعد توقف قصير نعود
بسؤال لفضيلة مفتي الديار المصرية، أيوافقني هذا الرأي أم لا؟ الدكتور حسن حمل ولاة الأمر بالإضافة إلى عامة الناس مسؤولية هذه الهجمة على الطريق العام. فضيلة مفتي الديار المصرية، ويبدو أننا في مصر أيضا لا نعرف اختراعا اسمه صيانة الطرق والجسور والأنفاق التي تكلف المليارات. والآن مصر تعيش فوضى كبيرة، مخالفات للمرور عن قصد كما تفضلتم، سير عكس الاتجاه أي كيف تقيمون هذا الأمر وخطورته على المجتمع؟ الحقيقة أننا في دراسة لحوادث الطريق، وحوادث الطريق إما أن تكون من سوء الطريق وإما أن تكون من
سوء السيارة أو الأداة وإما أن تكون من التصرفات البشرية نعم هذه الدراسة قام بها المركز القومي للبحوث وتبين منها أن تسعين في المائة من هذه الحوادث مردها إلى الأخطاء البشرية والتصرفات البشرية وهذا يذكرنا بمقولة أن الإنسان قبل البنيان أي أنني مهتم جدا بإصلاح الطرق وهذا أمر أساسي ولكن يبدو أن الطريق ليس هو وحده في فساده أو فيما ننعاه عليه بل إن الإنسان الذي يتعامل معه وهذا هو الذي ذكرناه في أول الحلقة من أنه إن هناك حقا للطريق يجب على الإنسان أن يفعله فنرى هذه المخالفات المروعة التي تؤدي بحياة الناس نرى هذا الشاب
الطائش الذي لا يراعي حقوق الطريق فيقتل بسيارته نرى هذا القبح الموجود وهنا نحمل المسؤولين كثيرا، نحن نسير في القاهرة بعدما كانت هذه القاهرة هي عاصمة الجمال. دعونا نعود بأذهاننا إلى عصر الخديوي إسماعيل، يا للروعة في عصر الخديوي إسماعيل كان باب الخلق هو فعلا باب الخلق الحقيقي، وكانت هناك ترعة تجري هنا هي الخليج المصري في شارع بورسعيد عند مديرية أمن القاهرة وعند دار الكتب القديمة والمتحف الإسلامي وهناك جبل من القاذورات يغطي هذا
المكان ويغطي معه قصر عابدين إلى قرب باب اللوق ثم بعد ذلك هذه أرض زراعية وبعد ذلك النيل هذا الجبل قد وصل به الحال إلى أن أحدا لم يستطع أن يرفعه إذا تركنا القاذورات وهذا الطريق في منتهى الخطورة التي خلقها الله سبحانه وتعالى، جاء الخديوي إسماعيل وأنفق مصروفات هائلة من أجل أن ينظف هذا المكان وينقل هذا إلى مقالب القطامية ونقل هذه الجبال، ماذا يراد بنا الآن أي عندما نسير في القاهرة ونرى في كل مكان القاذورات حتى في الطريق الدائري تلال من القاذورات، حتى في فإذا
تصرف الإنسان من ناحية سواء كان هذا الإنسان هو السائق أو كان هذا الإنسان هو المسؤول عن تجميل القاهرة، وعندما نذهب إليهم يعتذرون بقلة الإمكانيات بالرغم من أن هناك ضريبة تحصل لهذا الشأن، أنا لدي في السنة ثلاثة عشر مليون طن من النفايات والقمامة في القاهرة الكبرى التي يبلغ عدد سكانها عشرين مليون نسمة، أي أن لكل إنسان خمسين كيلوغراما تقريبا، خمسين كيلوغراما في اليوم لكل إنسان، فينتج هذا المقدار ثلاثة عشر مليون طن في السنة. جميع بلدان العالم حلت هذه المشكلة، جميع بلدان العالم أعادت تدوير القمامة واستفادت بلدان العالم استطاعت أن تؤسس لنفسها هذا لأن النظافة من الإيمان يا أخي فديننا
الذي جعل الطهارة شرطا لقبول الصلاة والطهارة هي المدخل الأساسي لهذه العبادة بكل تفاصيلها سواء كانت الطهارة من الأنجاس أو الأرجاس أو الطهارة من الأحداث حتى المعنوية كل هذه المسألة تبين لنا أن أمرا ما في حق الطريق قد غاب عن ثقافته، نعم عن ثقافة المسؤول، عن ثقافة السائق المتهور، عن ثقافة من ينشئ هذه الأمور، عن ثقافة المدير الذي يدير هذه البلاد، فإذا به لا يلقي بالا لكيفية تدبير هذا الأمر. نحن في مشكلة كبيرة أمام حقوق الطريق، بعض الناس يستهين بحق الطريق أنتم تتحدثون في أمور عفا
عليها الزمن أو ما شابه ذلك إلى آخره، هو لا يفهم معنى الكلام في حق الطريق وعلاقته بإنشاء المجتمع الجديد، الكلام في حق الطريق وعلاقته بقضايا السياسة، الكلام في حق الطريق وعلاقته بتهيئة البيئة والمكون العقلي الذي يرفض الخرافة ويقبل العلم، لا يمكن إطلاقا أن مرات عديدة سألت كبار العلماء لماذا ليس لدينا معامل باير، لماذا موجودة في طوكيو وفي أمريكا وفي سويسرا وليست موجودة لدينا هنا؟ قال لأنه لا توجد ثقافة علمية. فكيف تكون الثقافة العلمية هذه؟ قال إن محمدا وحسنا قد يتلفان التجربة لأنهما لا يعرفان ما هي، نحن نريد ثقافة نريد. عقلية هذه العقلية هي العقلية التي تتعامل مع هذه الأمور المهمة باستهانة،
نعم نحن لدينا تلوث بيئي ولدينا تلوث سمعي ولدينا تلوث بصري ولدينا كما قال الدكتور طه في البداية إن الجمال حق، الطريق مدخل مهم للغاية في أمورنا كلها ولا أستبعده عن مجال السياسة ولا مجال الاجتماع ولا مجال الاقتصاد أم مجال طريقة التفكير العلمي أم مجال تلك الثقافة السائدة التي ينبغي أن تسود عندما نشعر بانتمائنا إلى الأوطان وعندما نشعر بانتمائنا لهويتنا وعندما نشعر بالاعتزاز بديننا، شكرا فضيلة المفتي، وعن قيمة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في الطريق الصحيح، دكتور طه أسأل فضيلتكم، يعني الآن إذا تطوع شخص ما ينهى بعض الأشخاص عن ارتكاب أخطاء في الطريق كالاستيلاء على حارة الطريق أو
قيادة السيارات بطريقة خاطئة أو السير عكس اتجاه السير، وإلى ذلك ربما يتعرض ليس فقط لأسوأ الألفاظ والسباب ولكن ربما يتعرض إلى الضرب والإهانة، يعني كيف نعالج هذا الأمر وهل هؤلاء الذين يعتدون على الطريق آثمون من المؤكد أنهم آثمون كل الإثم لأنهم يخالفون ما يأمر به الدين من حسن المعاملة وحسن المعاملة في القول وفي الفعل فكلنا نعلم أن القرآن الكريم نهانا والله عز وجل نهانا يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكون خيرا منهن إلى آخر هذه العادات التي فيها نهي وهناك نهي عن الاعتداء ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين
لكن قبل أن ننظر إلى هذا السلوك الخاطئ أقول إنه كان يجب أن يكون هناك ما يمنع وقوع مثل هذا السلوك الخاطئ تماما بمعنى أننا إذا كنا جاءوا إلينا في إيقاع المخالفة عقاب المخالفة فور وقوعها لما وقع الناس في كثير من هذه المخالفات التي نراها أنا لا أزال أتذكر عندما سافرت إلى الخارج في بريطانيا مثلا إذا تجاوزت سيارة سرعتها المقررة أجد في اللحظة ذاتها راكب الدراجة النارية الشرطي الذي يوقع المخالفة وعلى هذا الذي تجاوز السرعة إذا يعني مما شاهدته أيضا في الطرقات لتأمين
إنني وجدت بين الحين والآخر ما يشبه الجسر وهو ليس بجسر وإنما عارضة تعرض عليها المسافات التي يجب أن يسير عليها سائق السيارة في هذا المكان إذا على طول العارضة السرعة ثمانون بعد قليل تجدها تسعين بعد قليل ترجع ستين سألت ما السبب قالوا إن السبب في ذلك أن السرعة مرتبطة بسرعة نزول الأمطار أو بكمية الأمطار غزيرة أو قليلة أو متوسطة فغرفة العمليات تنبه السائقين إلى ضبط هذه السرعة بناء على هذا حتى لا تحدث الانزلاقات ولا تحدث الاصطدامات إلى آخره فالردع الحازم في عقاب المخالفات هو الذي يعني يمنع مثل هذا التهور الذي نراه
عندما تحدث مخالفة من شخص وننصحه وننبهه فيعني يتضجر ويتبرم وينظر الإنسان نظرة الشارع اتركني في حالي وما شأنك آه وأنت رجل متخلف وأنت لا تعرف إلى آخر مثل هذا الكلام لكن لو يعني كما الحديث أن الله يردع بالسلطان ما لا يزعم القرآن أنه لو توافر هذا لما وصل المجتمع إلى مثل هذه المخالفات التي نراها أو الخروج عن حدود اللياقة وحدود الأدب في التعامل مع الآخرين، أي أن الله عز وجل يأمرنا دائما بكل الأخلاق الطيبة وينهانا عن السلوكيات السيئة، فكل هذا سببه غياب الردع الحازم الذي يطبق في الحال. التي تتم فيها المخالفة، ينطبق هذا على إلقاء القمامة في الطرقات، إلقاء
يعني صنع المطبات المخالفة، كل هذا كما ذكر الدكتور حسن إنما كان من غياب المسؤولية عند أولي الأمر، والمسؤولية هنا تقتضي ملاحقة الخارجين عن القانون بإيقاع العقاب عليهم، وتعني تدارك ما يمكن أن يوجد على الطريق لأن الطريق إذا تركناه لن يبقى على حاله التي كانت بدايته بالضبط وإنما سوف يتغير من سوء الاستخدام نعم من سوء الاستخدام خاصة في غياب في ظل الغياب فلا بد أن يكون هناك علاج أولا بأول لكل يعني لا أدري لماذا غابت لماذا تأخرنا يعني ما زلنا نتذكر منذ سنوات كيف كانت عربات الرش في منتصف الليل وعربات الكنس في منتصف الليل تجوب الشوارع والطرقات وتزيل المخلفات ثم ترش الشوارع بعد ذلك بالمياه فإذا
أصبح الناس في الصباح وجدوها نظيفة على أكمل وجه والذي حدث هو هذا التراخي المشترك وهذا التناسي المشترك بين المسؤول وبين عامة الشعب ثم غياب الردع لأي مخالفة تقع بالنسبة للطرق فور وقوعها وفور حدوثها، ثم إنشاء الطريق نفسه بالطريقة الآمنة التي تؤمن السير عليه وبحيث يكون آمنا لحياة قائد السيارة بحيث يوفر الراحة لمن يسيرون عليه وتوجد فيه التنبيهات المتعددة التي ترشد السائق إلى السرعة المطلوبة هناك مطلوب على هذا متر تنبيهات، التنبيهات تحذر من أي خطر قادم وحيث يكون الإنسان
الغريب الذي لا يعرف الطريق يعني يسير آمنا أيضا، مما أذكر والله أنني وجدت الطرقات مخططة كشوارع والشارع له رقم، د عشرة ود إحدى عشر ود ثمانية ويقولون إذا أردت أن تذهب إلى المكان الشخص المعني يسير في الحارة رقم عشرة حيث يظهر رقم عشرة أمامه ولا يسأل أحدا يمينا أو يسارا، وإذا وقع في شيء من الحيرة فهناك اتصال بغرفة العمليات يقول لهم أنا موجود في المكان المعين فيقولون له سر إلى اليمين أو إلى اليسار والشاشات موجودة تبين الاتجاهات أطوله كل هذا يعني شيئا من سن الإنسان الذي فكر وقدر لنفسه مثل هذه الأمور فليتنا ليتنا وديننا يأمرنا بكل ذلك قبل أن يقوم
به غيرنا في أمل الدكتور حسن عبد السلام يعني إضافة إلى ما طرح فضيلة الدكتور طه بكريشا يعني أن ينضبط هذا السلوك المنفلت وأن تعود الدولة إلى ممارسة دورها، يتهم البعض أجهزة الشرطة بالسلبية والتقاعس سواء رجال المرور أو ما يعرف بشرطة المرافق، إضافة إلى السلوك الغريب حقيقة على الشعب المصري في ظل غياب الدولة أو القانون، المسؤولية مشتركة لا نستطيع أن نقول إن جهازا معينا أو جهة معينة هي المسؤولة لكن المسؤولية تقع على جميع الثقافة التي أشار إليها فضيلة المفتي، نحن نستغرب الآن من ثقافة تتراجع وتتخلف أكثر فأكثر. لدينا الآن ثقافة تقطع الطريق بالمظاهرات، فأي جماعة تريد تغيير شيء أو الاعتراض على شيء تأتي في وسط
الطريق وتقطع الطريق. ما ذنب الطريق وما ذنب السائرين في الطريق؟ هذه مسائل في منتهى الغرابة شيء مهم جدا ومع الثقافة لا بد أن يكون الحزم وأن يكون هناك قانون محترم وقانون يطبق وأن يكون هناك اهتمام بالمرافق العامة التي لا بد منها للناس، الطرق مسألة حيوية ضرورية لا يمكن للحياة، لا يمكن للحياة أن تستقيم أو تستمر من غير الطرق السليمة الآمنة النظيفة، هذه مسألة. ليست رفاهية وإنما مسألة ضرورية من ضرورات الحياة، ومن العجب أننا فرطنا في أمور ضرورية جدا ومنها هذا الأمر. مسألة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مسألة مهمة جدا، ولا بد لأصحاب الضمائر الحية
أن يستمروا في نصحهم وتوجيههم والتزامهم، لأن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فريضة لازمة. تسقط أبدا والذين يفرطون في هذه الفريضة وفي هذا الأمر يقصرون في حق أنفسهم وفي حق مجتمعهم وفي حق بلدهم ويعرضون أنفسهم لغضب الله وعقاب الله، لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون، كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون فمهما كان رد الفعل في الشارع بالنسبة لمن يأمر بالمعروف أو ينهى عن المنكر الذي يخالف فتقول له لا تخالف الذي يقف بسيارته في المكان الممنوع أو يوقفها ويمضي فيمنع غيره من
الحركة هذه كلها أمور لا بد أن يكون أصحاب الضمائر الحية أن يستمروا في أمرهم كانت الردود ومهما كانت العواقب وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر هذا ما أمرنا به وأمرنا بألا نيأس نعم ألا نيأس من الإصلاح أبدا المؤمن دائما يعمل ما عليه ويتوكل على الله والله سبحانه وتعالى بالتأكيد لا يضيع أجر العاملين والله أعلم الختام مع فضيلة مفتي الديار المصرية في كلمة حق فضيلتكم دائما متفائلون، فهل سينضبط السلوك وتعود الدولة إلى دورها؟ وأيضا سلوك المواطنين، كثيرا ما أتأمل الحال التي نحن فيها وأقول لو أننا رجعنا إلى الحب، نعم فإنه ستحل كل هذه المشكلات، لو أحب المسؤول بلده، لو أحب الإنسان أخاه
وجاره، لو أحب الناس الطريق واحترموه، لو أحب الجميع هذه التعليمات لو كان هناك حب حقيقي وهو ما ندعو الناس إليه أظن أن الحال سيتبدل إلى أحسن حال وهذا الضابط قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله فالقضية أننا نريد أن نحب والناس يبدو أنها نسيت الحب واستبدلت به القسوة والعنف والجفاف فلو رجع إلينا الحب لرجعت إلينا أشياء كثيرة ومنها حق الطريق، شكرا جزيلا فضيلة المفتي بالرفق واللين والمحبة والتأكيد على اتباع القواعد السليمة وتعاليم الإسلام في حق الطريق سنستعيد
الصورة الحضارية لمجتمعنا وأيضا لديننا، اسمحوا لي مشاهدينا الكرام أن أشكر ضيوفنا الكرام في ختام هذا اللقاء وهذه الحلقة من كلمة حق وقد تحدثنا فيها عن حق الطريق فضيلة مفتي الديار المصرية العلامة الجليل الأستاذ الدكتور علي جمعة، شكرا جزيلا لفضيلتكم، شكرا لكم فضيلة الأستاذ الدكتور طه بكريشة نائب رئيس جامعة الأزهر الأسبق وعضو مجمع البحوث الإسلامية، شكرا جزيلا، شكرا لكم فضيلة الأستاذ الدكتور حسن عبد السلام الأستاذ بجامعة الأزهر، أشكركم شكرا جزيلا فضيلة الدكتور، ونذكر في اليوم ألا تكونوا ممن يقولون إذا أحسن الناس أحسنت وإذا أساء الناس أسأت، كونوا أنفسكم إن صح التعبير، نترككم في أمان
الله ورعايته والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.