2012 02 10 حق الجار

اهتم الإسلام كثيرا بالسلوك والقواعد المنظمة لحياة البشر في المجتمعات المختلفة، ووضع قواعد مهمة يسير عليها الإنسان سواء كانت تتعلق بحياته أو سلوكه، ومن أهم هذه القواعد حق الجار في مجتمع يعاني الآن من إهدار هذا الحق الذي أوصى به رسولنا المصطفى صلى الله عليه وسلم في أحاديث كثيرة وأيضا تحدثت عنه الآيات القرآنية في أكثر من موضع عن مجاهدينا
الكرام واسمحوا لي أن أرحب بضيوفنا الكرام فضيلة مفتي الديار المصرية العلامة الجليل الأستاذ الدكتور علي جمعة أرحب بفضيلتك دكتور علي أهلا وسهلا وكل عام وأنتم بخير نشكر لكم دائما هذه الاستجابة وهذا الجهد المشكور شكرا لفضيلتك ومعنا أيضا فضيلة الأستاذ الدكتور طه بكريشة النائب السابق لرئيس جامعة الأزهر وعضو مجمع البحوث الإسلامية، أرحب بفضيلتكم دكتور طه، أهلا وسهلا ومرحبا. الأستاذ الدكتور حسن إبراهيم الأستاذ بجامعة الأزهر، أهلا بكم دكتور حسن. إذا بدأنا يا فضيلة مفتي الديار المصرية ونحن نتحدث عن الجار وحقه على جاره أيا كانت ديانته، هل تأذنون؟ ينبغي لنا في البداية أن نتوقف أمام مفهوم
الحق ومعنى الجار في اللغة والشرع وما هو المفهوم المتعلق بحق الجار بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه كلمة حق في اللغة تدل على الشيء الثابت وهذا يعطينا أن الحقوق دائمة وليست إثبات حالة وليست مرة واحدة ونكون قد وفينا بتلك الحقوق فالحق ملازم للإنسان ما دام حيا يا ستار ولذلك فحق الجار وحق الطريق وحق الشريك وحق المجتمع علينا وحق الله سبحانه وتعالى قبل ذلك كله، كل ذلك معناه الثبات أنه معنا دائما فلا بد لنا من مراعاته ولا بد لنا تكراره ولا بد لنا من المحافظة على الحقوق في الإسلام الحقوق والواجبات وجهان
لعملة واحدة فليس هناك واجبات بدون حقوق وليس هناك حقوق بدون واجبات أما الجار فقد يطلق حقيقة على الصديق الذي بيني وبينه حائط فيكون صديقا له هذا هو الجار على الحقيقة ولذلك فقد أحاط بجيرانه ثلاثة عن يميني وعن يساري وخلفي والرابع يكون هو الشارع، وبعضهم أطلق الجار ووسعه إلى أن شمل من هو أمامي أيضا. هذا هو المفهوم اللغوي الضيق، لكن في المجاز يمكن أن نستعمل الجار بصورة أوسع من هذا، حتى أن النبي صلى الله عليه وسلم وسعه إلى أربعين من كل جهة، أربعين جارا
من كل جهة وليس أربعين في كل جهة لا من كل جهة لأنه قال الجار كان يوصي بالجار إلى الأربعين هكذا وهكذا وعد ثلاثة نعم يعني قال هكذا ثلاث مرات في رواية اتجاهات مختلفة وهنا معناها أن الجار ليس الملاصق فقط ليس هو الملاصق فقط وإنما المسألة اتسعت وهنا أسس الإسلام مفهوما جديدا للجوار اشتمل على المقتضيات المجتمعية ولم يقف عند الضيق، الشراح عندما شرحوا كتاب الله وعندما شرحوا سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم في نحو قوله تعالى واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار
الجنب الذي هو الجار هذا والصاحب المجاور وابن السبيل وما ملكت أيمانكم إلى آخره، شرحوا أن هذا الجار لا نفرق فيه بين أبيض وأسود ولا بين مسلم وغير مسلم ولا بين رجل وامرأة، وتحدثوا الشراح سواء في التفسير للقرآن أو في شرح الأحاديث النبوية الشريفة في كل ما وردت فيه هذه إنها مطلقة نعم وإن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعامل الجيران معاملة واحدة وبنى الفقهاء يعني كثيرا من الأحكام وأخذوا هذه الأحكام من الكتاب والسنة لكن نحن عندما نتأمل هذه الأحكام وهي كثيرة جدا ينبغي أن نستخرج منها القواعد التي تبقى معنا في كل زمان ومكان حتى إذا زاد
الناس في الأعداد حتى إذا اختلفت طرق الاتصال، حتى إذا تغيرت مفاهيم معينة للعلاقات الاجتماعية، فإن الأمر يبقى كما هو مع هذه القواعد المستنبطة من كتاب الله ومن سنة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم. إذا فهذا معنى الحق وهذا معنى الجار، وفيه أحاديث كثيرة ممتعة يتأملها الإنسان. ويقول اللهم صل وسلم عليه لأنه قد أوتي جوامع الكلم وقد أوتي الفصاحة وأعطى هذا الأمر المعقد بصورة فهمها العالم والجاهل والبدوي والحضري وكذلك إلى آخره، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفرق ما بين الجار بالمقام أي الجار الذي بجانب في العمارة أو
في السكن أو كذلك إلى آخره وبين الجار في البادية وكان يستعيذ من سوء جار المقام فإن جار البادية يرحل يا سلام أما المقام فباق لكن المقام يبقى أي لا بد أن تقام العلاقة بيني وبين جاري على أحسن وأمتن وأقوى ما يكون وهذا ما دعانا ربما في العصر الحديث إلى أن نعني ببعض مثل اشتر الجار قبل الدار وما إلى ذلك يعني استنباط من القديم الجار قبل الدار يعني الرفيق قبل الطريق والجار قبل الدار واحد من السلف الصالح قالوا له يعني كيف تجد ذلك في كتاب الله قال أجده في زوجة فرعون التي قالت رب ابن لي عندك بيتا في الجنة ولم تقل رب ابن لي بيتا
عندك يا سلام وإنما قالت عندك بيتا آه فقدمت الجار قبل الدار والأحنف بن قيس عندما كان يريد أن يبيع داره فجار للأحنف بن قيس ليس الأحنف نفسه الأحنف كان رجلا كريما وسهلا وهكذا فجاره يبيع داره يبيع دار نفسه فلما جاء المشتري قال أريد كم قال له عشرين ألفا قال له لكن هذه الدار في السوق تساوي عشرة قال له نعم عشرة لها وعشرة لجوار الأحنف يا سلام فكانوا يبيعون شيئا مثل الآن حق استغلال يعني كثيرا نبيع اسم الشهرة للمحل الذي كذا يعطون اسم الشهرة قيمة فكذلك هذا أنت جار الأحنف بن قيس يجب أن تدعو ماذا من جور السعيد يسعد صحيح فكان النبي صلى الله عليه وسلم من جملة وصاياه يا أبا ذر إذا طبخت
مرقة فأكثر ماءها وتعاهد جيرانك لما يأتي في شرح الحديث يقول لك ولا فرق بين المسلم وغير المسلم وبعد ذلك يقول له ماذا أكثر المرق قليل طبعا نحن الآن أصناف الطعام والحمد لله كثيرة ولكن كان هذا المرق شيئا جيدا وشيئا له قيمة عظيمة جدا فيأمر أبا ذر بأن لا ينسى جاره إلى هذا الحد نعم إلى هذا الحد الذي قال فيه لا يزال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه سيعده من الورثة إذا هذا التكاتف هذا التلاحم هذا مبني على قلب مفتوح هو هذا الذي أريد أن أصل إليه أن المسلم قلبه مفتوح للعالمين لماذا؟ لأن كل من على وجه الأرض هو من أمة النبي صلى الله عليه وسلم لكن بعضهم يسمون أمة الدعوة وبعضهم يسمون أمة الإجابة، أمة الإجابة الذين
أسلموا وأمه الدعوة كل البشر فلا بد أن يكون المسلم منفتحا على هذا، هو الإسلام نعم، أما الذي نسمعه من الناشئة الآن ممن يريدون تغيير وجه الإسلام الذي نزل على النبي من غير فهم وبغباوة وبتصيد ألفاظ لا يفهمونها فهذا ليس من الإسلام في شيء، شكرا جزيلا فضيلة المفتي. ولا شك أننا سنعود بالتأكيد لنستمتع بالمزيد، فقط أنقل الحوار إلى فضيلة الأستاذ الدكتور طه بكريشة لنتعرف منه أيضا على الشواهد التي وردت في القرآن الكريم وأيضا في السنة النبوية المشرفة عن حق الجار بشيء من التفصيل. دكتور طه: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، وبعد فإن الشاهد من القرآن الكريم جاء في هذه
الآية الكريمة التي قدمت لنا القائمة التي يجب أن نحسن إليها في معاملاتنا كلها، هذه الآية الكريمة هي قول الله عز وجل: واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا، ثم بعد ذلك وبالوالدين إحسانا وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل وما ملكت أيمانكم إن الله لا يحب من كان مختالا فخورا نلاحظ في هذه الآية الكريمة أنه كان من المتوقع أن يأتي ختامها ببيان ثواب من يحسن إلى كل هؤلاء ولكن جاء الختام إن الله لا يحب من كان مختالا فخورا بمعنى أن الذي لا يحسن إلى هذه القائمة
التي بدأت بالوالدين وانتهت بالخدم إنما هو الإنسان المتكبر المختال الذي لا يحبه الله عز وجل فمن يريد أن يحبه الله عز وجل عليه أن يلتزم بالإحسان إلى كل هؤلاء حسنا هناك ملاحظة وبالوالدين إحسانا نحن نعلم أو نعرف في اللغة العربية أن الفعل أحسن يتعدى بإلى، ولكن هنا وبالوالدين إحسانا جاءت الباء، والباء تعني الإلصاق، ومعنى ذلك أن هذا الإحسان يجب أن يكون دائما ثابتا، أي لا يختلف أو لا يفارق الإنسان في أي وقت من الأوقات. إذا انتقلنا من القرآن الكريم إلى السنة النبوية المطهرة فإننا نجد فيها أمرين متقابلين، الأمر
الأول هو أن الإحسان أو إكرام الجار مرتبط بكمال الإيمان، وأن الإساءة إلى الجار مرتبطة بنقص الإيمان أو بعدم الإيمان أصلا. يا للعجب! فمن شواهد الإثبات قوله صلى الله عليه وسلم: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليحسن إلى جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت. هنا رأينا فليحسن إلى جاره، هناك حديث آخر من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه، ثم بعدها فلا يؤذه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذي جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت، هذا بالنسبة لهذا الوجه
من الآيات القرآنية والسنة النبوية التي تبين لنا العلاقة بين الإحسان إلى الجار وبين كمال الإيمان، أما الصورة المقابلة وهي الصورة السلبية عندما ينعدم الإحسان ويوجد الإيذاء فإن ذلك يكون علامة على عدم وجود الإيمان، والشواهد النبوية هنا كثيرة نذكر منها قوله عليه أقسم بالله تعالى وقال والله لا يؤمن والله لا يؤمن والله لا يؤمن فالصحابة رضوان الله عليهم اندهشوا وقالوا لقد خاب وخسر يا رسول الله من هذا فقال من لا يأمن جاره بوائقه قالوا وما بوائقه يا رسول الله قال شره وأذاه والشر كلمة مطلقة هي عنوان لكل المصائب الإيذاء وعدم
الإحسان إلى الجار أيضا، امرأة تذكر بكثرة صيامها وصلاتها وقيامها بالليل، ومع ذلك تؤذي جيرانها بلسانها، قال عليه الصلاة والسلام هي في النار. في مقابلها امرأة أخرى لا تكثر من الصلاة بمعنى لا تقوم الليل وإنما تكتفي بالفرائض والنوافل قليلة وتتصدق بالقليل من قطع الجبن الصغيرة الأقدم كما جاءت في الرواية فقال عليه الصلاة والسلام هي في الجنة أيضا رأينا من الأحاديث النبوية الشريفة ما يبين لنا تفصيل حق الجار ما المطلوب في حق الجار قال
عليه الصلاة والسلام أتدرون ما حق الجار ثم أجاب وقال إذا استعانك أعنته وإذا استقرضك أقرضته وإذا مرض عدته وإذا افتقر عدت عليه طبعا عدته الأولى مرض عدته معناه زرته وعدت عليه إذا افتقر وكان غنيا وأصبح فقيرا تعود عليه بالمعاونة والمساعدة هذا معنى وإذا افتقر عدت ثم يقول عليه الصلاة والسلام وإن أصابه خير هنأته وإن أصابته مصيبة عزيته وإن مات اتبعت جنازته ثم يقول عليه الصلاة والسلام وانظر إلى هذا المعنى ولا تستطل عليه بالبنيان فتحجب عنه الريح إلا بإذنه لا بد أن يستأذن من جاره لأنه إذا ارتفع حجب الهواء
وحجب الشمس إلى آخره ثم يقول عليه الصلاة والسلام هذا الحد من يعني مراعاة الشعور والمشاعر الإنسانية ولا تؤذه برائحة قدرك إلا أن تغرف له منها ومجرد رائحة الطعام إذا وصلت إلى الجار وهو لم يكن عنده هذا فعلاج ذلك أن ترسل إليه مقدارا من الطعام الذي قمت بإعداده حتى لا يشعر بشعور الحسد أو الحقد أو الحرمان إلى آخره ثم يقول عليه الصلاة والسلام وإذا اشتريت فاكهة فأهد له نعم فإن لم تستطيع أي ليس كل إنسان قادرا على أن يعطي جارا من اليمين وجارا من اليسار وجارا من الخلف يا ترى هل سيجد نقودا لكل هؤلاء فإن لم تستطع وإن لم تفعل فأدخلها سرا حتى لا يراها أحد
من أطفاله وبعد ذلك ولا يخرج بها ولدك ليغيظ بها ولدا آخر فكان الجار متى تعدد وتوالى في كل الجيران أصبح المجتمع كله على هذا المستوى من الإحسان الذي يعنيه هو الذي يدعو إليه الإسلام إنما المؤمنون إخوة، هذه الأخوة إنما تأتي من خلال هذا التواصل الإنساني الحميم الذي لا نظير له في أي دستور أو في أي تعاليم هنا أو هناك يعني انظر إلى هذا التواصل بهذه النقاط اليسيرة، كل هذا يعطينا كيف دعا الإسلام إلى تأكيد وتأصيل هذه الأخوة التي تتواصل في كل ما يمكن أن يتوقعه الإنسان في هذه الحياة.
سنتواصل بتأكيد فضيلة الدكتور طه أيضا بشيء من التفصيل عن كل ذلك، وهنا أستطلع رأي الأستاذ الدكتور حسن. عبد السلام أيضا عن معنى حق الجار وما نحتاجه في هذه الأيام وأسباب الفجوة بين ما يراه الشرع أو الدين الإسلامي وما ساقه فضيلة مفتي الديار المصرية الأستاذ الدكتور طه بكريشة من آيات قرآنية وأحاديث وبين ما نراه الآن في حياتنا بين الجيران وبين الإخوة فضيلة الدكتور حسن باسم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهديه وعمل بسنته إلى يوم الدين أما بعد فالإجابة على سؤالكم تتمثل في عدم الوعي والجهل بديننا الحنيف الذي
نراه من المشكلات والخصومات وعدم المودة بين الجيران سببه ابتعاد الناس عن الدين بل إبعادهم عن الأخلاق الموروثة أو التي يجب أن نتوارثها من أجدادنا القدماء حتى قبل الإسلام، الجوار في لغة العرب معناه الحماية والمنع، ولذلك من معاني كلمة الجار في لغة العرب الشريك في التجارة يقال له جار، والمرأة الزوجة يقال لها جارة، والزوج يقال له جار الزوجة. جارة لأن زوجها يحميها ويمنعها فالجوار في لغتنا معناه الحماية والمنع وكان العرب
يتفاخرون بهذه المكرمة حماية الجار لأن العرب في الجاهلية لم يكونوا شرا محضا وإنما كانت عندهم بعض مكارم الأخلاق التي جاء الإسلام ليؤكد عليها ويزيدها ويرشدها سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق كانت موجودة عند العرب، ومن مكارم الأخلاق حاتم الطائي المشهور بالكرم وهو من قبيلة طيء. وقع بعض من قبيلة طيء سبايا وأسرى في أيدي المسلمين في بداية الدعوة أيام الرسول صلى الله عليه وسلم، وكان من ضمن السبايا والأسرى ابنة حاتم الطائي الذي كان قد توفي قبل
دخول مات حاتم الطائي قبل الإسلام، وعرفت ابنة حاتم الطائي رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنها ابنة حاتم الطائي، فقال عليه الصلاة والسلام: كان أبوها يحب مكارم الأخلاق، وأمر بتحريرها وزودها بكسوة ونفقة وأمرها أن تنتظر أحدا من قبيلتها ليحملها إلى دارها، فلما ذهبت بعد هذا الإكرام النبيل من سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أخيها عدي بن حاتم وأخبرته بما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم معها وأمرته أن يذهب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليسلم، كان ذلك سببا في إسلام عدي بن حاتم الطائي. في مجال حق
الجوار وحماية الجار يضرب المثل برجل من الجاهليين اسمه سويد بن أبي كاهل يقول العرب في المثل أحمى من مجير الجراد قالوا سويد بن أبي كاهل هذا كان جالسا في خيمته وطار جراد ووقع بجواره وبعض الناس يطاردون هذا الجراد لصيده ليأكلوه فلما وصلوا إليه قال لا يقربه أحد منكم إنه في جواري وهددهم إن اقتربوا من الجراد سيقاتلهم وقال لهم اتركوه حتى يخرج من جواري فتركوه حتى يرى الجراد من جواره فتبعوه وفعلوا به ما أرادوا. المعنى هنا أنه كان هناك
عند العرب قبل الإسلام مكارم أخلاق، لكن في هذه المكارم غلو وإسراف جاء الإسلام ليرشدها، وفيها نقص جاء الإسلام ليتممها "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق هذا المعنى معنى الحماية نجد شاهدا عليه في القرآن الكريم بقول الله سبحانه وتعالى وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه وفي الحديث الشريف أن المسلم أي مسلم سواء كان عبدا أو حرا رجلا أو امرأة أجار أحدا من الكفار واحدا أو جماعة فإن ذلك يلزم
جميع المسلمين ويجير عليهم أدناهم، أيضا من شواهد هذا المعنى قول الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم آمرا للرسول صلى الله عليه وسلم: قل لن يجيرني من الله أحد ولن أجد من دونه ملتحدا، لن يجيرني من الله أحد يعني لن يحميني ولن يمنعني من الله أحد. والله سبحانه وتعالى إذا أراد أن ينزل عقابا بأحد فلا مانع لهذا العقاب، والله سبحانه وتعالى هو القادر على حماية العبد وكما قال الله سبحانه وتعالى وهو يجير ولا يجار عليه، فمعنى الحماية المرتبطة بمعنى الجوار والحماية هو المنع الذي يجعل
الجار في ذمة جاره يمنعه ويحميه ويدافع عنه ويدفع الشر ويحب له ما يحبه لنفسه وكل النصوص التي تفضل بها فضيلة المفتي والتي تفضل بها أستاذنا من القرآن الكريم ومن السنة النبوية الشريفة تدعونا إلى هذه المعاني النبيلة التي نحن في أشد الحاجة إليها في هذا الزمان نسأل الله سبحانه وتعالى أن يبصرنا بديننا وأن يردنا إلى دينه ردا حسنا، إنه سميع قريب، شكرا جزيلا دكتور حسن. بعد هذا الفاصل القصير مشاهدينا الكرام نتواصل حول الجار وحقه في الإسلام
مع فضيلة مفتي الديار المصرية. ثمرة الالتزام بحق الجار كيف يكون لها انعكاس على المجتمع، وهل الذي يتعمد إيذاء جاره هو آثم شرعا، إضافة إلى بعض الأحاديث الممتعة على حد تعبيركم إذا أردنا أن نتوقف أمام الحلقة التي استمعنا إليها في الجزء الأول من هذا اللقاء المبارك من فضيلة الأستاذ الدكتور والدكتور حسن عليه الصلاة والسلام، فإن الحقيقة تفتح أمامنا طريقة أخرى للتفكير راعاها المجتمع الإسلامي ونسيناها عندما اختلطت الأوراق علينا في عصورنا المتأخرة فنظرنا إلى الشرق
ونظرنا إلى الغرب وتهنا في وسط أنظمة كثيرة لو توقفنا أمام معنى كلمة الجوار وأن المسلمين يسعى بذمتهم أدناهم هذا الكلام سوف يؤثر في النظام القانوني سوف يؤثر في قضايا الهجرة وفي معنى المواطنة هذا الكلام كلام غاية في الإنسانية يشعر الإنسان بانتمائه لوطنه تخيل ما معنى هذا الكلام هذا الكلام يسعى بذمتهم أدناهم ومن أدنانا رجل ضعيف ليس بصاحب سلطة ليس بصاحب جاه ليس بصاحب غنى ليس بصاحب علم هذا أدناهم الذي نحن نقول عنه ربما يعمل في النظافة وكنس الشارع
ورفع القمامة حسنا إذا كان هذا هو أدنى السلم لمن يعمل للمجتمع تصور إذن أن هذا الإنسان قادر على أن يكتب ورقة ويوقع عليها فيدخل شخص إنجليزي مصر بهذه التأشيرة، تصور أن الذي وقع عليها يوافق على أن يستضيفه، تلزم الجوازات والهجرة، تلزم سفارتنا في لندن أو في أمريكا أو في اليابان، الرجل عندما يجد نفسه أمام هذا الأمر أنه يستطيع بمجرد خطة القلم منه ولأنه مثلا مصري أن يحمي هذا الأجنبي وأن يستضيفه وأن يكون في جواره، سيكره مصر، لن يشعر
المواطن بأن له قيمة. يعني أنا يعني ماذا الذي سيحدث حينئذ؟ الدنيا ستنقلب، الواحد يشعر بأنه رجل، المرأة تشعر بأنها امرأة، يشعر بأنه مواطن. تخيل إذن حضرتك أن هذا الإنسان سلب من هذه المكرمة وأصبح هو كلامه عندما يلقونه معهم في الشارع يقبضون عليه لأنه ليس معه تأشيرة فيقول لهم هذا في جواري فقالوا جواري يعني ماذا ما نحن فاهمون الجوار يعني ماذا يشعر بأنه لا قيمة له فسيدنا الرسول جعل لنا قيمة ونحن فرطنا في القيمة السيدة زينب عندما جاء زوجها أبو العاص بن الربيع فعرفت أنه
موجود فجعلته في الجوار، أرسل لها قلادة خديجة فلما أخذتها قلادة أرسلت هي لها قلادة خديجة، القلادة التي لخديجة كانت قد أعطتها لها في يوم زفافها فأرسلتها لزوجها وهو على الشرك وقالت هو في جواري، فالنبي عليه الصلاة والسلام أصبح الصباح. قال والله لا أعلم أجيروا من أجارت زينب يا سلام أنا لست مرتبطا معها بشيء لكن هو كذلك أجل زينب من المسلمين انتهى تجيره طيب هذا هو آت يحاربني ويقتلني ويعمل إجارته زينب أم لا إجارته زينب يبقى هو في الجوار أجل والزواج انفض بإسلامها وبقائها وعلى شك لما رجع العاص وأسلم بعد ذلك أرجعه
النبي بالعقد الأول بالعقد الأول بالعقد الأول هذا عقد جديد ولم يعد العقد يا سبحان الله وكان بين هذا وذاك نحو ست سنوات، ولكن يعني لم تكن في العدة ولم كذلك وأخذ الفقهاء من حادثة زينب أن المرأة إذا انفصلت عن زوجها لإسلامها ثم تأخر الزوج ولو سنوات ثم إنها لم تتزوج بشرط ألا تتزوج وقد كانت كذلك فإنهما يعودان إلى الأمر الأول، نعم وألفوا فيها مؤلفات وكذلك إلى آخره، الائتناس في تصحيح أنكحة الناس وأشياء من هذا القبيل، لكن على كل حال أنا فقط أريد المعنى النفسي للجوار، نعم هذا الجوار. إخواننا هذا شيء، هذا شيء كبير جدا، هذا شيء يصنع الوطنية ويصنع الانتماء ويصنع كذا وكذا إلى آخره من المعاني الخفية
التي تحدث عندما نطبق هذا الكلام ونجعله في صياغة قانونية معينة، في صياغة تجعل للإنسان قيمة وتجعل هناك الترابط. الكلام الذي قاله الدكتور طه في غاية الأهمية وهو العلاقات. المتتالية أنا جار الزميل الذي بجانبي، ولكن بجانبي هذا زميل وآخر الذي يأتي بعده إلى ما لا نهاية هنا، ونحن إذا كان المجتمع كله في جوار، فهذا الكلام يؤدي بنا إلى مجتمع متماسك قوي. اليوم أصبحت العلة التي نحن فيها أنه حدث أمران في الحقيقة، الأول أن الناس خافت من خافوا من بعضهم البعض، كل شيء مغلق على الباب، منتبه لدرجة أن
العمارة الواحدة لا تعرف بعضها البعض، يا للعجب! هذا في عمائر لا يعرفون بعضهم البعض، هذا واقع يا فضيلتك، هذا واقع، نعم نحن نعيش واقعا، آه عندنا عشرون شقة تجدني أعرف منهم عشرة وعشرة لا، حسنا هذا الذي يستوجب مني كتمهيد لتنفيذه إن أردت أن أنفذه أن أعرفهم وأن أعيش معهم وأن أذوب فيهم، ولقد اختلف العلماء حول سبب قول النبي لنا عن الأربعين هؤلاء من كل كذا وكذا هذه العمارة تعد جارا واحدا والأربعون فيها يعدون أربعين يعدون جارا واحدا، بعضهم قال هكذا وبعضهم خفف قليلا وقال لا، الأربعون يبقون أربعين، يعني هو يريد أربعين نفرا، يعني فقط أربعين وأربعين يعني مائة وعشرين. هذا اليوم، هذه العمارة لو رأيناها على أنها جار واحد جميعهم،
فلا بد علي من أن أذيب الثلوج التي أنشأتها الأخلاق العصرية، أنشأتها كثرة الناس، أنشأها الحرص والبخل. وعدم الكرم النبي صلى الله عليه وسلم في نصائحه يقول لنا والله لا يؤمن والله لا يؤمن والله لا يؤمن انتبه إذن هنا سيدنا الشيخ طه قال والله لا يؤمن الثلاث مرات من لم يأمن جاره بوائقه غوائله شروره ولكن هذا في الحديث إذن هذا قال من بات شبعان وجاره جائع، طيب أنا سأكفي خير شره ولن أفزع، طيب تعرفني إذا كانت عشة أم لا تعيش، إذا كان معه أم ليس معه، هذا معناه أنني قد أنزلته منزلة نفسي فلا
بد علي أن أتعاهده، هذه قضية ترتب لنا وعلينا طريقة أخرى ونحن الآن نقول نريد أن نبدأ مجتمعا جديدا وعهدا ومستقبلا فسيحا وأملا رابحا نحن نقول هذا الآن، طيب هذا نحن نريد أن نرجع إلى هويتنا مرة أخرى وتراثنا وديننا وعلى فكرة كل هذا مترسخ في أنفسنا لأننا رأينا شيئا منه ونحن صغار يعني لن نرفضه، ما من أحد سيرفض الكرم، ما من أحد سيرفض التعاون، ما من أحد سيرفض من وراء هذه الأحاديث، حسنا هذا حديث وفي كل هذه الحقوق كيف أفعله؟ قال والله لا يؤمن من بات شبعانا وجاره جائع، حسنا لكي أنفذه
ماذا أفعل؟ لا بد أن أزيل ما بيني وبين جاري من الجفوة، من الهفوة، من الحائط الكثيف الذي نبنيه بأنفسنا وبطريقة أرى إنها غباوة لأنه لا بد لنا أن نتماسك أن نتعاطف أن نتراحم ولا يكون ذلك إلا باتباع هذه السنة التي وضعها لنا النبي عليه الصلاة والسلام في منتهى البساطة أفشوا السلام بينكم أهدوا للجار عندما يشم رائحة طعامكم وأعطوه دون مناقشاتنا دون أن ترموا القمامة أمامه عملية سهلة جدا ولكنها ميسرة على من يسرها الله عليه، ما الذي سينتج من هذا؟ سينتج من هذا مجتمع قوي ومجتمع ينطلق
ومجتمع فيه كفالة وفيه أمن وفيه حماية وفيه جوار، سينتج من هذا احترام للإنسان وهو نحن نتحدث في حق الجار يقول نعم نحن هذا الكلام مكرر، لا ليس مكررا هذا نحن كلام نحتاج إليه أشد الاحتياج في عصرنا هذا أن نتفهمه أن نتدبره جيدا أن لا نترك حقا من حقوق الجار وقد فعلنا ذلك كأننا نتتبع هذه الحقوق لنهدمها وليس لنقوم بها يجب علينا أن نرجع والبرنامج معنا والهوية تساعدنا والتاريخ والتراث والدين والثقافة أي أننا أمام فرصة تاريخية لعودة هذا الكيان النبوي والهدي المحمدي في مجتمعاتنا ولن يرفضه أحد لا من
المسلمين ولا من غير المسلمين لأن فيه الرحمة لأن فيه الانطلاق لأن فيه العمق لأن فيه المواطنة والله سبحانه وتعالى من وراء القصد نعم فضيلة المفتي إن هذه الحاجة تدفعني لأن أسأل فضيلة الدكتور طه كيف هذه الروح التي تحدث عنها فضيلة المفتي بين الجيران المسلمين وغير المسلمين وعلى من تقع المسؤولية، هل هي مسؤولية أفراد، أم هي مؤسسات دعوية؟ يعني أن فضيلتكم ترون الأمر سيئا، أي أن المسؤولية تقع على الجميع، تقع على الإعلام، تقع على المسجد وأئمة المساجد بالموعظة الحسنة وبالتذكير، وذكر فإن الذكرى وبالإشادة بمن يكون مثالا أعلى في هذا المقام حتى يذكر
بين جيرانه بأنه صنع كذا وكذا فيقتدي به الآخرون، سيرة الإنسان هي التي تصنع القدوة الحسنة عند الآخرين ومن هنا تتوالى هذه القدوة ويتوالى الاقتداء بمن كان مثالا أعلى في مثل هذا المقام، القدوة في داخل البيت عند التربية تربية الأبناء في البيت عندما يرون أباهم وأمهم يذكرون جيرانهم ويتواصلون معهم سواء في المناسبات أو في غير المناسبات، التواصل عن طريق الهاتف أو عن طريق الزيارة عندما تحدث مناسبة من المناسبات، كل هذا بين الجيران ولا ينقطع في وقت من الأوقات،
فالمسؤوليات هنا متعددة تبدأ من البيت ومعها بعد ذلك المسجد الذي في الحي عندما يذكر الناس بين وقت وآخر بهذه الحقوق أيضا أجهزة الإعلام المسموعة والمرئية والمكتوبة كل هذا إنما هو عندما تتناول مثل هذه القضايا ومثل هذه الأخلاق فإن ذلك لا بد أن يؤدي إلى ثمرة عظيمة من الثمرات التي ينتفع بها الجميع في المجتمع وفي القرآن الكريم وفي السنة النبوية المطهرة ما يؤكد لنا أن السنة النبوية المطهرة تؤكد لنا أن السنة النبوية المطهرة تؤكد لنا أن السنة النبوية المطهرة تؤكد لنا أن السنة
النبوية المطهرة تؤكد لنا أن السنة النبوية المطهرة تؤكد لنا أن السنة النبوية المطهرة تؤكد لنا أن ما تؤكده لنا السنة النبوية المطهرة أن هذه الحقوق لا اختلاف فيها بين جار مسلم وجار غير مسلم، فالمسلم مأمور بالإحسان إلى جاره أيا كانت ديانته أيا كان. الجيران ثلاثة، هذا حديث النبي صلى الله عليه وسلم، الجيران ثلاثة، هذا حديث النبي صلى الله عليه وسلم، الجيران ثلاثة، هذا حديث الله عليه له ثلاثة حقوق: الجار المسلم القريب له حق الإسلام وحق الجوار وحق القرابة التي هي صلة الرحم، وهذه الحقوق معروفة في الدين، كيف يصل الإنسان رحمه وكيف يؤدي حق أخيه المسلم، ثم نجد أن حق الجار هو الحق القاسم المشترك بين الثلاثة، فالجار له حقان والجار المسلم له
حق الجوار وحق الإسلام، الجار الذي له حق واحد هو الجار غير المسلم له حق الجوار، فحق الجوار حق مشترك بين الأنواع الثلاثة، والنبي صلى الله عليه وسلم أي عندما كان يذبح ذبيحة كان أي هل أرسلتم إلى جارنا اليهودي؟ يسأل أولا بأنهم أي لا بد أن يرسلوا إلى الجار جزءا من هذه الذبيحة فطبعا هذا مثال من القدوة الحسنة الطيبة التي يجب أن يقتدي بها الجميع في كل زمان وفي كل مكان نعم أيضا هناك درس عملي تفضل قد رأيناه بالنسبة للنبي صلى الله عليه وسلم وهو يعلم أصحابه كيف يحافظون على حق الجار جاءه رجل يشكو له أذى جاره له وأن هذا الإيذاء متتال لدرجة
أنه لا يستطيع أن يستقر في بيته قال له أخرج متاعك إلى الطريق أخرج متاعه في الطريق يعني أثاثه في الشارع فكل من مر عليه يقول له لماذا فعلت ذلك يقول جاري يؤذيني فأنا أريد أن أرحل فيلعنون هذا الجار جميعا من مر به يعني يدعو عليه، يدعو على هذا الجار الذي آذى هذا الجار. فلما وصل إليه هذا ذهب إلى النبي صلى الله عليه وسلم يستغيث ويقول له: كل الناس يلعنونني وأنا لن أعود إلى إيذاء جاري. فاستدعى النبي صلى الله عليه وسلم الجار الذي أخرج متاعه إلى الخارج وقال أدخل متاعك فلن يؤذيك بعد اليوم، فهذا درس عملي على أن من يؤذي جاره يعرض نفسه لسخط الله ولعقاب الله
عز وجل، ولعلي أتذكر حديثا أن السيئة للجار تساوي عشر سيئات لغير الجار، يعني ما تقولون في السرقة؟ قالوا حرام، قال لأن يسرق الواحد من عشرة أهون من أن يسرق جاره نفهم من العملية الحسابية هنا أن سرقة الجار وهو واحد تساوي سرقة عشرة بيوت وهكذا الأمر في كل إيذاء من الإيذاء الذي يمكن أن يوجهه الجار إلى جاره يعني يعرض نفسه للعقاب المضاعف كما رأينا في مثل هذا الحديث النبوي الشريف شكرا جزيلا فضيلة الدكتور طه وفي مع الدكتور حسن، أي كيف نستعيد هذه الروح الطيبة بين الجيران في ظل هذا الزخم الذي يعيشه المسلمون والمصريون بشكل عام وتلاحق الأحداث التي يصعب التعبير عنها وانشغال
الناس بدنياهم، في الحقيقة ليس هناك مخرج إلا الرجوع إلى هذه القيم النبيلة، فهي قيم إنسانية وقيم إسلامية وهذا هو المطلوب ديننا سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم له حديث قرأته في إحياء علوم الدين من أراد الله به خيرا عسله فقيل وما عسله قال حبب إليه جيرانه ولن يكون حب الجيران إلا بالإحسان والتواصل والحماية والكرم ونجد في تراثنا أشياء عجيبة في هذا المجال ذكروا أن رجلا اشتكى كثرة
الفئران في بيته فقيل له هلا أتيت بهرة قط فقال أخشى أن آتي به بالقط فتخاف منه الفئران فتذهب إلى بيت جاره إلى هذا الحد يحرص الناس على جيرانهم إلى هذا الحد يحبون لجيرانهم ما يحبون لأنفسهم ويكرهون لهم ما يكرهون لأنفسهم نحن نحتاج إلى هذه القيم نحن نحتاج أن نعيش هذه القيم ليس مجرد أن نتحدث عنها، فالكلام سهل ونحن نستطيع أن نتحدث عن حقوق الجيران لحلقات عديدة بدلا من حلقة واحدة، لكن المهم أن نطبق هذا، المهم أن نعيش هذه المعاني وأن تعود هذه المعاني إلى واقعنا
وإلى مجتمعنا. الجار ليس هو الجار المجاور فحسب كما تفضل وأستاذنا الدكتور طه له أربعون جارا من كل اتجاه، إذا قلت إن كل بيت فيه أربعة أفراد فستصل بالرقم إلى أكثر من ستمائة فرد، لو كان هؤلاء جميعا يفهمون معنى الجوار ويحسن بعضهم إلى بعض ويخاف بعضهم على بعض، فإنك تستطيع أن تكون مجتمعا مثاليا. الآية التي أوصت بالإحسان إلى إحسانا إلى آخر الآيات ذكرت أنواع الجار والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب صاحب بالجنب جارك في الحافلة أو في القطار أو في
الطائرة يا سبحان الله جارك في مقعد الدرس جارك في مكان عام هذه معان ينبغي أن نجدها بل لا أقول ينبغي لن نجدها لن نجد هذه أي ثقافة ولا في أي قانون ولا في أي نظام ولا في أي مجتمع هذه المعاني التي يمكن أن تصلح بلادنا وأن تصلح شعبنا وأن تعيد إلينا حياتنا التي نشعر فيها بالأمن والأمان نحن الآن يا أستاذ الشريف نجد أشياء كثيرة نسمع عنها ونقرؤها قرى متجاورة يحدث بينها قتال ويحدث بينها اختلاف قرى متجاورة قرى متجاورة بين أهل هذه القرية وتلك القرية نسب وبالتالي بينهم مصاهرة وقرابة
ومع ذلك يحدث ما يحدث بتأكيد هذه المعاني غائبة عن مجتمعنا ولا بد أن تعود لن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم رسول الله أو كما أسر عن بعض أصحابه فنحن نحتاج إلى هذه القيم أن نعيشها نعم لا أن نتحدث فيها شكرا جزيلا لفضيلتك دكتور حسن ولا إضافة أعتقد مشاهدينا الكرام فقط اسمحوا لي أن أشكر ضيوفي في هذه الحلقة التي تحدثنا فيها عن حق الجار فضيلة الأستاذ الدكتور حسن عبد السلام عليكم الأستاذ بجامعة الأزهر شكرا جزيلا فضيلة الأستاذ الدكتور طه بكريش نائب رئيس جامعة الأزهر الأسبق وعضو مجمع البحوث الإسلامية، شكرا لفضيلتكم، شكرا لكم. الشكر موصول لفضيلة مفتي الديار المصرية العلامة الجليل الأستاذ الدكتور علي جمعة، شكرا جزيلا فضيلتكم، شكرا لكم. وبالتأكيد ما أحوجنا مشاهدينا الكرام في هذه الأيام استحضار هذه القيم النبيلة التي وصفها ضيوفنا الكرام تأكيدا على الحديث
الشريف "ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه"، أشكركم دائما على حسن المتابعة ونراكم على خير في القناة.