2012 02 24 الحضارة الإسلامية تاريخ مشرق

2012 02 24  الحضارة الإسلامية تاريخ مشرق - كلمة حق
الإسلام والحضارة الإسلامية إحياء للإنسان في جميع مجالات الحياة المختلفة، والتاريخ الإسلامي يحتوي على العديد من النماذج المشرقة والساطعة في مختلف هذه المجالات. عن النماذج المشرقة والساطعة نتحدث اليوم في كلمة حق أجدد التحية والترحيب لحضراتكم من رحاب الجامع الشريف، مشاهدينا الكرام،
نرحب أيضا بضيوفنا الأجلاء في هذه الليلة، فضيلة مفتي الديار المصرية العلامة الجليل الأستاذ الدكتور علي جمعة، أهلا فضيلة المفتي أهلا وسهلا بكم وبضيفي الكريم العالم الجليل الأستاذ الدكتور محمد عمارة عضو مجمع البحوث الإسلامية أهلا بك أهلا بكم مرحبا نتحدث عن بعض النماذج المشرقة في تاريخ الإسلام وأبدأ مع فضيلتكم بطلب من فضيلة المفتي إطلالة على التاريخ الإسلامي وحالة المد والجزر في هذا التاريخ المشرق بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحابه، هذا الموضوع في غاية الأهمية وأنا حضرت وشاركت في عدد من المناظرات مع عدد من لا أقول العلمانيين وإنما عمالقة العلمانيين، عمالقة العلمانيين، فكان منهم من يقول إن تاريخنا تسعة وتسعون في المائة منه ظلام ومنهم من يقول إن التاريخ الإسلامي هو تاريخ النطع والسياف
وكتب أحدهم عن الحضارة الإسلامية والتاريخ الإسلامي فقال يلخصها شطر بيت من لأبي نواس وداوني بالتي كانت هي الداء إذا في نظرة ظلامية للتاريخ الإسلامي وهذا يستدعي إعادة النظر في كتابة هذا التاريخ لماذا يتصور بعض غلاة العلمانيين أن تاريخنا كان ظلاما دامسا لأنه تاريخنا في الحقيقة وهذه حقيقة التي نعترف بها سلط كل الأضواء على السلطة والسلطان وكرسي الحاكم وكثيرا ما كانت هذه الكراسي تحمل انحرافات وخروجا عن
الشورى وخروجا عن العدل الاجتماعي فسلط كل الأضواء على عورات التاريخ الإسلامي، لم يكتب تاريخ الأمة، بل كتب تاريخ الدولة. كتب تاريخ السلطة والسلطان وأنا بقراءاتي في التاريخ وكتاباتي في التاريخ أدركت أن هناك حقائق غائبة عن أغلب كتب التاريخ أي التي بنت الحضارة الإسلامية الأمة وليست الدولة، تاريخنا كما عبرت في بعض ما كتبت تميز بتحجيم الدولة وتعظيم الأمة أي خذ على سبيل المثال نتحدث عن النماذج المشرقة دولة النبوة بنيت على المؤسسات، مؤسسات شورية، أي عندما انعقدت الجمعية
التأسيسية الأولى لإقامة الدولة الإسلامية الأولى في العقبة، بيعة العقبة، خمسة وسبعون من الأنصار الأوس والخزرج، ثلاثة وسبعون رجلا وامرأتان. حسنا، من الذي يسلط الأضواء على هذه الجمعية التأسيسية ليقول إن رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما أرادوا مبايعته على تأسيس الدولة فقال لهم أن اختاروا من بينكم اثني عشر نقيبا فولدت أولى المؤسسات الدستورية بالانتخاب وبالشورى في بيعة العقبة هل كتيبات الحج والعمرة التي نوزعها على الحجاج في كل عام تنعش ذاكرة الحاج عندما يرمي جمرة العقبة فتقول
له هنا عقدت الجمعية التأسيسية الأولى لبناء الدولة الإسلامية وأن المرأة قبل أربعة عشر قرنا قد شاركت في أعلى مستويات الولاية السياسية عندما شاركت في تأسيس الدولة، أليست هذه نماذج مشرقة أين هي من التاريخ إلى جانب هذه المؤسسة نقباء الاثني عشر الوزراء كان في العشرة الذين سموا المبشرين بالجنة هم المبشرون بالجنة وفي مقدمة المبشرين بالجنة فقط التفسير بالجنة هذا ليس وظيفة، هذه مؤسسة دستورية ترشح للخلافة وتعقد البيعة الأولى للخلافة، ثم تجمع البيعة العامة للخليفة الذي هم المهاجرون الأولون، المهاجرون أنهم القرشيون هاجروا وأولون لأنهم هؤلاء العشرة أول الناس إسلاما. أنا وجدت في بعض
الكتب أن هناك مؤسسة ثالثة بنيت عليها الدول الإسلامية، مؤسسة مجلس الشورى. مجلس السبعين تجده في كتاب الدرر في اختصار المغازي والسير، يقول ابن عبد البر: فلان كان عضوا في السبعين، وفلان كان عضوا في السبعين، وكان هذا المجلس مجلس الشورى، مجلس السبعين يعقد جلساته في مكان محدد في أوقات محددة في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو بمثابة البرلمان عندما فتح الفرس وسيدنا عمر رضي الله عنه قال: حسنا، نحن نعرف اليهود والنصارى ولكن هؤلاء يعبدون النار، فماذا نصنع معهم؟ عرض الأمر على مجلس الشورى فنهض عبد الرحمن بن عوف وقال: أشهد أنني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: سنوا بهم سنة أهل الكتاب. أين هي كتبهم؟ التاريخ
الذي يعلم الناس أن الدولة الإسلامية الأولى بنيت على مؤسسات شورية، والشورى فيها ملزمة قبل أربعة عشر قرنا وقبل أن يأتينا من الغرب ما يتعلق بالديمقراطية الغربية. الذين يقولون إن تاريخنا كان ظلاما دامسا، حسنا هذا عهد الخلفاء ويقول لك بعد الخلفاء الراشدين انتهى كل شيء وكان كذلك ظلام وكم ملك عضود أنا أعجبني الدكتور عبد الرزاق السنهوري باشا عندما سمى الخلافة منذ العهد الأموي لم يقل عنها إنها لم تكن خلافة وإنما كانت الخلافة ناقصة يعني لم تفقد طابع الخلافة وإنما كانت خلافة ناقصة لأنها تراجع فيها الشرع وبقيت فيها ولاية العهد والوراثة طيب الحضارة بنيت في ظل العضوض العدو، هل
يمكن أن يبني النور الذي أضاء الدنيا في ظل الظلام الدامس أي أن أيام الخلفاء الراشدين كانت بساطة الحياة وبساطة العلم، حتى العلماء كانوا يسمونهم القراء الذين يقرءون القرآن، أما الحضارة والعلوم التجريبية والصناعات والزراعات والتجارات، كل هذه الأمور، كل هذا بني في عهد الملك العدو، إذا لم يكن ظلاما دامسا، فالأمة هي التي بنت الحضارة التي مولت بناء الحضارة بالأوقاف. أين هي الدراسات التي تبرز لنا أن بلدا مثل مصر بلد زراعي في بعض العصور كان أكثر من نصف الأرض الزراعية في مصر أوقافا؟ كان هناك وقف للمكتبات، وللمساجد، وللتكايا،
وللطرق، وللجسور، وللعبارات، وللحدائق التي يأكل منها الغرباء وأبناء السبيل، ووقف التي تعزف للمرضى في المستشفيات والبيمارستانات، ووقف اسمه وقف الأطباق والصحون إذا كسر الخادم طبقا بدلا من أن يغضب سيده عليه يذهب إلى الوقف ليأتي بطبق بدلا منه، وهناك وقف اسمه وقف نقطة الحليب للمرأة التي ترضع إذا لم يكن في ثديها لبن للرضيع ووقف للحلي والمصاغ والزينة للعرائس الفقيرات في أيام زفافهن، هذه الحضارة الإنسانية التي بنتها الأمة وليس هذه الدولة. حتى الجهاد في سبيل الله كانت الأوقاف وكانت صناعة أهلية، الدولة تقود الجهاد لكن الأمة
هي التي... العلماء لم يكونوا في أحضان السلطة وإنما كان العلماء والفقهاء والمفسرين والمحدثين والصوفية والأدباء والفنانين وحتى المغنين كل طبقات الأمة كل هؤلاء هذه القيادات والنخب والصفوة في أحضان الأمة بنوا الحضارة حسنا أين هذا من التاريخ الإسلامي الذي سلط كل الأضواء على عورات السلطة والسلطان وبعد ذلك هذا نحن لدينا في التاريخ الإسلامي فن أبدعته الحضارة الإسلامية فن الخطط تؤرخ للمكان وللتجارات وللأسواق وللخانات ولكل هذه الأمور وللصناعات وللزراعات ولمقامات الأولياء وللموالد ولكل هذه الأمور، أي إن لدينا تاريخا
للواقع وتاريخا للأمة من خلال الطبقات وطبقات العلماء والشعراء إلى آخره، ولدينا تاريخ السلطة، نعم سلطت كل الأضواء على تاريخ السلطة والسلطان فظهر كثير من الأوهام أو الحكايات حتى في الناس يتحدثون عن المماليك وكأنهم مجرد عسكر ومجرد عسكر حاربوا، حسنا وأنت عندما تدخل مسجد السلطان حسن وتجد هذا الفن المعماري الإسلامي الرائع، هذا الفن الذي يلقي ضوءا على طبيعة الحضارة في هذا العصر، مكتبات القاهرة لم يكن فيها مطبعة، النسخ نافس الطباعة أي تاريخ الطباعة، تجد منه ألفا نسخة وألفي نسخة وهو من عدة أجزاء، حسنا، وتدخل المكتبة فيأتي لك الورق ويأتي لك القلم ويأتي لك الحبر ويأتي لك الكتاب المخطوط ويأتي لك الخدمة، كل هذا تابع للأوقاف
نعم ودار الحكمة وبيت الحكمة وكل هذه الأمور، يعني أريد أن أقول إن تاريخنا كتب بطريقة خاطئة فشاع عند غلاة أنه كان ظلاما دامسا وأن الخلافة الإسلامية كانت ظلاما دامسا ولذلك مطلوب أن نحن لا نقدم النماذج المشرقة كمفردات وإنما نحن نحتاج بالفعل إلى منهج لإعادة كتابة التاريخ ليكون كتابة لتاريخ الأمة وليس فقط السلطة والسلطان، فكيف نعيد كتابة تاريخ الأمة لنظهر هذه النماذج المشرقة فضيلة المفتي؟ الديار المصرية وفضيلتكم تحدثونا عن بعض النماذج في مجالات الحكم المختلفة في العهد النبوي مثلا، بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه، الحقيقة نحن أمام أمرين،
الأمر الأول هو التاريخ والأمر الثاني هو التعامل مع التاريخ أو قراءة التاريخ، وقراءة التاريخ لها مداخل وقراءة التاريخ تشتمل على علل التاريخ أو تعليل التاريخ والتاريخ هو التاريخ لا يختلف فالأزمة التي أشار إليها دكتورنا الأستاذ الدكتور محمد عمارة هي أزمة في الحقيقة في العصر الحاضر من الغلاة، هم الذين سببوا هذه الأزمة. أنا هيا بنا إلى أساتذة التاريخ الكبار ومنهم الدكتور رحمه عبد الحميد
العبادي كان له مقولة عجيبة في هذا الشأن كان يقول إن المؤرخ لتاريخنا لا يبلغ مبلغ الأستاذية إلا إذا اطلع اطلاعا دقيقا واسعا على التاريخ وهنا ننتقل إلى الملف الآخر كيف نتعامل مع التاريخ إذا أول التعامل مع التاريخ أن التراث الذي وصل إلينا يجب أن نفهمه جيدا في
صورة كلية فعند دراسة التاريخ لن تستطيع أن تفسره ولا أن تحكم عليه ولا أن تستفيد منه ولا أن تعرف مدى النور الذي كان فيه ولا أسس الحضارة التي بنيت من خلاله إلا إذا قرأت الفقه، ولن تدرك أيضا أيها الفقيه هذا الفقه إلا إذا اطلعت على هذا التاريخ. التكامل المنهجي قد افتقده الفتى، ولذلك فهم يسبون ويلعنون ويصفون هذا التاريخ بالظلام لأن المصباح الذي يضيئه لم يروه وهو الفقه. فمن اطلع على الفقه أستطيع أن أرى له التاريخ، ولذلك تجد شخصا مثل الدكتور محمد عمارة وهو أزهري النشأة عالم اطلع على الفقه، فلما قرأ التاريخ فهم وهو منير فرأى في العقبة
ما لم يره هؤلاء ورأى في حضور النساء في العقبة رسالة لم يرها هؤلاء ورأى في كذا مما سمعناه وهو ولو سرنا هكذا مع التاريخ الإسلامي وإلى يومنا هذا فسوف نتعجب كيف كان هذا التاريخ بهذه الطريقة كان عبد العزيز الدوري يقول لا تقرأ أبدا وتحكم على العصر الأغاني لأبي الفرج الأصبهاني، وبالمناسبة فإن أبا الفرج الأصبهاني يقول عنه ابن حجر العسقلاني أنه كان صدوقا، أي رجل محترم، والصدوق درجة من درجات التوثيق، فأبو الفرج الأصبهاني في الأغاني - والأغاني يوجد فيها مرح وشعر ومجون وما إلى ذلك - لكنه كان في الحديث ثقة موثوقا. إنه يعني
على درجة عالية من الصدق، لا تحكم على العصر كله. غنى ومغنى وكذلك من كتاب الأغاني، نعم اقرأ معه حلية الأولياء لأبي نعيم الأصبهاني. هذا أبو الفرج الأصبهاني وهذا أبو نعيم الأصبهاني، وكلاهما من بلد أصبهان. أحدهما تكلم عن الأولياء، فإذا قرأته وحكمت ودخلت إلى العصر من خلاله. فقط تقول ما هذا كلهم كانوا أولياء كل الناس كانت تمشي في الشارع أتقياء يرون العرش عيانا بيانا هؤلاء ملائكة هؤلاء أم ماذا وإذا قرأت الأغاني تقول ما هي الناس فسدت تماما هكذا ظهر الفساد في البر والبحر الذي شمل النظر فلا بد والاثنان كتبا في عصر واحد ويصفان مجتمعا واحدا إذا فلا بد من أجل
التحليل والتعليل أن نقرأه بصورة متكاملة أيضا كذلك هذه الكتب التي كتبت من أجل الدولة وسلطت أمرها على الدول فأظهرت مساوئها فما هو هذا إلا نوع من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أي أن الكاتب لم يجامل الحكام فيكتب أن الدنيا والحمد لله بخير حسنا يا سيدي، بل كتب السواد والطغيان والظلم والقهر والاعتقالات والتعذيب الذي كان لأنه يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، وهذه هي الجدلية التي أشار إليها الدكتور محمد عمارة بين السلطة والأمة، وأن حضارتنا إنما نشأت من الأمة ولكنها كانت أمة عالمة، كانت أمة قد جعلت محورا لحضارتها وهو الكتاب القرآن. وأخذت
تخدم هذا القرآن يعني ما هو محور الحضارة يعني تلتف حوله الحضارة تخدمه تنطلق منه تعود إليه تجعله معيارا للتقويم أربعة أشياء فالكتاب أصبح معيارا للحضارة الإسلامية ولذلك رأيناهم قد ابتدعوا علوما علم اسمه علم الحديث علم الحديث هذا ليس في أمة من الأمم علم الحديث بالأسانيد التي لنا وصلت إلى مليون سنة فيها عشرون ألف ملف للأشخاص، السيد الشريف له ملف متى ولد، من قابل، على يد من تعلم، من أقرانه، في أي درجة من درجات العلم هو، ماذا أخذ، ماذا أعطى من العلم، عشرون ألف ملف لدينا
اسمه علم الرجال، اسمه علم الجرح والتعديل. نصنف هذا غير موجود في أمة من الأمم حتى الآن جعلوا القرآن الكريم والسنة النبوية مروية بهذا التوثيق الدقيق، هذا غير موجود في أمة من الأمم حتى الآن، هذا التوثيق لا وجود له عند أي من الأدباء أو الأنبياء أو الشعراء أو الحكماء أو الأباطرة أو الرؤساء. لم يفعل أحد ذلك مع أحد من البشر إلا سيدنا النبي فقط، حسنا أليس هذا إبداعا، أليس هذا مسألة منيرة أن أول ما أسأل عن الحجة، فإذا قلت إن الحجة في الكتاب والسنة قلنا أنا أتوثق نعم، وكفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع نعم يعني الحقيقة هذه هذا تاريخ
مشرق في جانب آخر للإشراق، هذا الجانب أن تاريخنا قد خلا من محاكم التفتيش، تاريخ الإسلام ليس فيه ولا مرة. القرطبي عند قوله تعالى في سورة الإسراء "ما أشهدتهم خلق السماوات والأرض ولا خلق أنفسهم وما كنت متخذ المضلين عضدا" يقول وادعى ابن الراوندي وابن الراوندي هذا كان ملحدا ومع ذلك كانوا يتركونه على الرصيف فيمشي هكذا في الطرقات ويؤلف كتبا ضد القرآن ويردون عليه ويغضبون منه، كثير من الناس يرى أن ابن سينا له موقف في بدايته وهكذا أو أبا العلاء مثلا قيل وقيل وهكذا ولم يمسهم أحد بشيء بل اعتبروهم أنهم من كبار الشعراء أو الأدباء أو الحكماء أو الفلاسفة أو المفكرين
أو ما إلى ذلك، وكانت القضية هي قضية النزاع الفكري الذي قلت فيه الحجة وما يقابلها، لكن لم نتطرق إلى محاكم تفتيش ذلك التاريخ، دعنا أيها السيد الفاضل من حركة الاستعمار، لو كان العرب قد استعمروا لجلبوا خيرات البلاد وجعلوا الحجاز جنة وهذا ما لم يحدث، دخلوا مصر فبقوا في مصر وماتوا في مصر، عمرو بن العاص مات في مصر، عبد الله بن عمرو بن العاص مات في مصر وهو ما زال مدفونا في المسجد هنا عندنا في مصر القديمة، دخل مصر الصحابة فبقوا في مصر وماتوا في مصر، بقوا في الشام وماتوا في الشام دخلوا العراق هكذا لم يعودوا بالخيرات ما حملوا الخيرات إلى بلادهم الأولى من أجل أهاليهم وأقاربهم وهكذا إلى آخره لم يكن هناك أي نوع من أنواع الاستعمار كان هناك كل نوع من أنواع العمار نعم
نحن طبعا نسمي استعمارا هكذا خطأ هو احتلال لكن عليه الاستعمار بالمفهوم الذي يسرق المصريين لخدمة لانكشاير يعمل ولكي يبنوا السكة الحديدية الخاصة بهم ولكي يبنوا لندن التي تحت والتي تخدم لندن التي فوق من أمواله فإذا كان هذا كلاما لا يرضي الله فلم يكن هناك أي نوع من أنواع الاستعمار عندنا ثالثا لم يكن في حضارتنا أبدا إهانة للمرأة أبدا لم تكن هناك إهانة للمرأة مطلقا في المتحف البريطاني صورة موجودة من سنة ألف وثلاثمائة وقليل وهو واضع كمامة تشبه أعزك الله كمامة الكلاب على فم المرأة حتى تصمت لأنها ثرثارة ويجرها بالسلسلة، السلسلة
هذه التي هي التي هي الحبل الخاص بجر الكلاب يجريها خلفه ومصورونها ويقول لك إنه كان كذلك في هذا الوقت ألف وثلاثمائة اطرح منها ستمائة كنا نحن في ستمائة وسبعمائة وهكذا كان لدينا شيخات الإسلام في القرن السابع والثامن والتاسع وابن حجر العسقلاني له اثنتان وخمسون شيخة وكريمة الدمشقية هذا نحن لدينا شاهدة كل الأسانيد الخاصة بنا في الخط العربي، الخط العربي له أسانيد أيضا، ما هي فكرة الأسانيد قد وجدت، وجدوها بل جعلوا هناك أسانيد للكتب ليس للأحاديث فقط، فسموها أسانيد الدفاتر. شهادة كلنا الآن حتى آتي أنا لأتعلم خطا عربيا وآخذ إجازة من سيدنا الشيخ، يجب أن
تصدر شهادة لأن الشهادة هي في العالم كله من طنجة إلى جاكرتا ومن غانا إلى فرغانة لم نكن نجرها بالقوة ولم يحدث أن الحضارة الإسلامية فعلت ذلك مع المرأة والحضارة الإسلامية أيضا خلت من الإكراه ولم تدخل وترغم الناس على أن يغيروا دينهم كما حدث في الأندلس من عذاب ومن تهجير ومن إهانة حتى ارتد المسلمون عن دينهم وبعد أن ارتدوا عن دينهم أمسكوهم وعذبوهم وقالوا لهم أصلحنا بتطهيركم في مطهر الدنيا قبل مطهر الآخرة حتى بعد أن دخلوا المسيحية يا أخي الإسلام لم يعرف هذا الإسلام لم يعرف العدوان على الشعوب بالاسترقاق ما حدث أبدا الجريمة التي حصلت غرب أفريقيا ونقلناها إلى ليفربول إلى أمريكا
حتى يصبح فيها الآن ستون ألف أسود ولننظر إلى رواية ذهب مع الريح ولننظر إلى رواية جذور ولننظر ماذا حدث ما لم يحدث أبدا هكذا عندنا لا سرقنا أحدا ولا قهرنا أحدا ظل الرق موجودا حتى دخلنا في الاتفاقيات الدولية لإلغاء الرق كان جدي لديه رقيق فانتهى الدولة ألغت الرق فقالت لهم انتهى أنتم أحرار في منتصف القرن التاسع عشر فبكوا بكاء مرا ولطموا الخدود ومزقوا الثياب أين ستتركوننا نحن لا نعرف أحدا غيركم من حسن المعاملة من حسن المعاملة لأنهم أهل
البيت أهل بيت واحد العطف والحنان وما إلى ذلك هذا كلام حدث كانت أمي تترحم على مدينة الله يرحمك يا مدينة عندما تأتي لتنتقل من شيء إلى شيء أو عندما كذا إلى آخره تقوم فتقول هذه الكلمة الله يرحمك يا مدينة فأقول لها مدينة من أي مدينة معروفة مدينة سيدنا رسول الله قالت لي مدينة كانت أمة عند جدي وكانت من الصالحات القانتات هذه فكانوا يحلفون بحياتها كما يقولون فترحموا عليها وذكروها حتى ماتوا ويقول الله يرحمك يا مدينة وحدها هكذا وهي بينها وبين مدينة هذه نحو المائة سنة ولكن هكذا كان المسلمون يعيشون والتاريخ والأمة والشعب وكذلك إلى
آخره نحن هنا نجلس في الأزهر ونرى شيئا وراء المئذنتين وهو عبارة عن صوامع أربعة أنشأها أبو الدهب محمد أبو الدهب في القرن الثامن عشر، هذه الصوامع كان يضع فيها الحبوب حتى تأكل طيور السماء ولا يقول قائل جاعت الطيور في بلاد المسلمين. ما معنى هذا؟ ما هذه الحكاية؟ وخلف هنا بيت القاضي عند سيدنا الحسين كانت مساقي الكلاب وكان للوصول إلى الولاية مع الله سبحانه وتعالى هي أن تنظف مساقي الكلاب وتكسر نفسك وتذهب لتنظفها فكان الشيخ علي الخواص يسهر الليل كله لكي ينظف مساقي الكلاب هنا عند بيت القاضي وأنا رأيت مساقي الكلاب حتى أنهم أزالوها لكن أنا رأيتها والله إن
الكلب الذي يقول عنا إننا ضد الكلاب وضد ذلك إلى آخره، كلاب الشوارع كل بيت له، يجب أن أسقي لأنه دخلت امرأة الجنة في كلب سقته، هذه حضارة الرحمة، هذه حضارة نظيفة، هذه حضارة يجب على الجميع أن يرفع رأسه أي أن يرفع رأسه في العالمين لأننا خاليون من الاستعمار ومن العبودية ومن إهانة المرأة ومن الإكراه الظلم ومن كل هذا هو نحن الناس دخلت في دين الله أفواجا بناء على الأسرة وهذا هو شكرا جزيلا فضيلة المفتي إذا التاريخ الإسلامي مليء
بالنماذج المشرقة عنها يتواصل ليلة الأستاذ الدكتور محمد مارة يعني لماذا لا نستحضر هذه النماذج المشرقة في حياتنا المعاصرة الآن دكتور محمد وتعطي لنا بعض مثلا نعم أعني أنني سألتك السؤال من فضيلة المفتي وأشير إلى قضية نحن نعيشها الآن الأكاذيب التي تغذي الفتنة الطائفية نعم السلام أنا قرأت لبعض أقباط المهجر كتابات تقول إن مصر عند الفتح الإسلامي كان تعدادها عشرين مليونا وأن الإسلام قهر مصر فأصبح
تعداد شعبها عند حملة بونابرت أواخر القرن الثامن عشر أقل من ثلاثة ملايين، كلام خاطئ. أين حقائق التاريخ التي تحرر العقل من أكاذيب الفتنة الطائفية؟ لقد رجعت إلى المصادر الأجنبية، كتاب ألفه فرنسيان صادر عن المعهد الوطني للدراسات الديموغرافية في باريس لفيليب فارج ويوسف كرباج، ترجم في مصر ونشرته دار نشر يسارية عام ألف وتسعمائة أربعة وتسعين يقول إن تعداد المصريين كان مليونين ونصف وليس عشرين مليونا في وقت الفتح الإسلامي، انظر أنت عند الفتح الإسلامي كانوا مليونين ونصف وليس عشرين مليونا، أيضا يبقى السؤال إذن كيف أن المليونين والنصف ظلوا حتى عهد نابليون كما هم
ولم يزيدوا، الحقيقة التي هي التاريخ الذي يريد أن يكتب أن النيل كان يزيد سبع سنين ويقل سبع سنين، قصص تأتي لتصف نعم، السبيل جاف والسبيل لدرجة أن هذه مشكلة مصر، النيل يزيد وكان الذي يراه وحده ما كان في الترع والرياحات وكثر من زرع على الأرض فكان الناس تزرع وتخلف ويأتي السبع سنين العجاف القحط والطواعين والأمراض تنتشر وتنتشر وتموت الناس، فظل تاريخ ذات المقريزي كتب كتابا فيه غاية من الأهمية "كشف الغمة عن أغاثة الأمة" أو "تاريخ المجاعات في مصر" لدرجة أنه في أيام الحاكم بأمر الله في الدولة الفاطمية كانت هذه مشكلة مصر: كيف تتحكم في نهر النيل كي لا يكون هناك
هذا الجفاف سبع السنوات فأحضر الحسن بن الهيثم عالم البصريات والرياضيات وذهب إليه في أسوان ليفكر في السد العالي أو سد أسوان ولكن جنون الحاكم جعل الحسن بن الهيثم يهرب منه ولم ينجز المشروع وعندما جاء محمد علي عام ألف وثمانمائة وخمسة وأنشأ القناطر وأنشأ الرياحات وأنشأ الترع أصبحت الأرض تزرع ثلاث زراعات منذ ذلك التاريخ، النمو السكاني حدث الذي نحن نراه والذي نحن نعرفه، إذ أن حقائق التاريخ هي التي تبرز كذب هذه الثقافة المزيفة التي تروج للفتنة الطائفية ضد الحكم الإسلامي في تاريخ مصر، كذبة أخرى لم نسمعها وقد رددها كثير من الناس يقولون
لك إن المسلمين في الوافدون إلى مصر حتى الآن يقال أنهم قادمون من الجزيرة العربية، لكن الكتاب الفرنسي هذا يقول إن تعداد الجزيرة العربية في تاريخ الفتح الإسلامي لمصر كان مليونا، كل الجزيرة العربية كانت مليونا، والدولة الإسلامية من المغرب إلى فارس أربعين مليونا، أي لو أن هؤلاء المليون جميعهم هاجروا فلن يغيروا التركيبة الديموغرافية في الدولة العربية يعني أنني أريد أن أقول إننا عندما نرجع إلى حقائق التاريخ تجيب على هذه القبائل فقال المفتي أشار إلى موضوع الرقيق وتحرير الرقيق أولا الغرب عندما حرر الرقيق في القرن التاسع عشر لم يكن رأفة ورحمة
بهؤلاء الرقيق بل هو في ذات القرن استرق أربعين مليون أفريقي سلسلوهم بالحديد وشحنوهم في سفن الحيوانات ليقيموا على دمائهم وعظامهم الرفاهية التي يعيش فيها الغرب، نحن لما حررنا الرقيق انظروا في عصر عمر بن الخطاب معروف أن بلالا كان رقيقا نعم اشتراه أبو بكر وأعتقه، سيدنا عمر وهو من هو حسبا ونسبا وشرفا يقول سيدنا أعتق سيدنا يا سبحان وبعد ذلك الذي رأته فضيلتكم عندما قال فضيلة المفتي إنه عندما حرروهم أصبحوا معركة هذا كريم نوع أين لا أصبح الإسلام أبدع دمجا اجتماعيا
للرقيق الذين تحرروا جعلهم جزءا من القبائل التي كانوا أرقاء فيها لهم شرف وحسب ونسب هذه القبائل وجعل هذا اسم الولاء وأصبح في الحديث النبوي الولاء لحمة كلحمة النسب لا تباع ولا توهب، أي إذا عمل نوعا من الدمج الاجتماعي بين عبيد الأمس وبين القبائل التي كانوا عبيدا فيها فأصبحوا أعضاء، حتى أن عمر بن الخطاب تحدث عن سالم مولى حذيفة أنه لو كان حيا لرشحه للخلافة، يا للعجب! أي إذا جعله سببا للميراث، نعم. أعني أنني أقول إنه أين هذه النماذج من كتابة التاريخ أنت لديك قاعدة بيانات أنا كما أشارت إنه في الخطط كما تفضل فضيلة
المفتي الجرح علم الجرح والتعديل وعلم الرجال هذا إبداع للحضارة الإسلامية علم الخطط الذي يؤرخ للقاعدة الاقتصادية القاعدة الاجتماعية للأسواق للتجارات للخانات للفنادق للتكايا للزوايا لكل الأولياء لماذا لكل هذه الأمور يعني أنا أقول إن لديك قاعدة بيانات لإعادة كتابة التاريخ ليكون متوازنا، نحن لا نريد أيضا أن يكون رد الفعل أن نجعل كل صفحات التاريخ بيضاء وأن يكون تاريخا مثاليا لأن هناك فرقا بين الإسلام وتاريخ المسلمين، الإسلام مثالي والله سبحانه وتعالى له إنك أنت كلما تقترب من المثال كلما تكتشف أن هناك مسافة
كبيرة بينك وبين المثال لماذا؟ ألست لو حققت كل المثال وكامل المثال انتهى الأمر وانتهت الأعمال صحيح لا يوجد أمل فماذا ستفعل؟ ألست قد حققت كل شيء ولذلك هناك فرق بين الإسلام كمثال ونموذج وبين التاريخ المسلمين ولكن عندما تكتب حقائق هذا التاريخ بقاعدة البيانات التي موجودة عندنا في كتب الطبقات وفي كتب الخطط مع كتب الدولة والسلطة والسلطان تجد أنه يعني أريد أن أقول إن الحروب الصليبية مائتي سنة من الحروب الصليبية والحملات الصليبية أكبر وأطول حرب عالمية في التاريخ كل دول أوروبا شاركت في هذه الحروب الصليبية وبعد ذلك تحالف الصليبيون مع الوثنيين
التتار كما يتحالف الغرب اليوم مع الصين، أي انظر كما تحالف يهود خيبر مع الوثنيين وقالوا إنكم أهدى سبيلا وإنكم أنتم الذين على الحق وليس الرسول، والقرآن قال "ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت ويقولون للذين كفروا هؤلاء أهدى من المؤمنين سبيلا يعني أنا أريد أن أقول إنه أين قاعدة البيانات هذه من إعادة كتابة التاريخ لكي تظهر الحقائق التاريخية المتوازنة نعم هناك سلبيات وهناك انحرافات وهناك كل هذه الأمور هذا أنت عندما ترى طبيعة العز بن عبد السلام شيخ الأزهر العز بن عبد السلام نسميه سلطان العلماء أنا لم أرى في تاريخ أمة من الأمم سلطنة للعلم والعلماء تعلو على سلطنة الأمراء،
الظاهر بيبرس وهو عندما تقرأ فتوحاته تندهش يعني أنا فعلا عندما قرأت صورة غريبة للفتوحات الخاصة بالظاهر بيبرس بطل شعبي ولهذا يتحول إلى قصة شعبية إلى ملحمة من الملاحم الشعبية ولكن عندما رأى جنازة العز بجانب القلعة فقال استقر بي الكرسي أي انتهى الأمر لأن العز بن عبد السلام هذا باع المماليك والمماليك يحكمون تصور أن أحدا يبيع الحكومة في السوق ويأخذ أموالها ويضعها في بيت المال لأنه أراد أن يكسر شوكتهم فاجتمعوا والجيش المملوكي وأحاط ببيت العز بن عبد السلام وخرج إليهم وهو أعظمهم حين حاورهم ارتعشوا وارتعدوا وطلبوا منه الصفح
والمغفرة فلما دخل ابنه يسأله يا أبي كيف واجهت هذا الموكل قال له والله يا بني لقد استحضرت عظمة الله فرأيت الأمير كالفأر أين سير هؤلاء العلماء العظماء أنت لديك سلطان العلماء وسلطان العاشقين وسلطان العارفين يعني أنا أريد أن الجوانب في الحضارة الإسلامية التي بنتها الأمة وليس في الدولة كأن الدولة حجمها محدود ولذلك عندما انحرفت الدولة منذ وقت مبكر لم تحدث كارثة لم يحدث الظلام الذي يتحدث عنه غلاة العلمانيين نعم أصبح هناك ملك عضوض وأصبح هناك وراثة للملك وأصبح هناك كل هذه السلبيات لكن في حجم محدود لكن ظن الأمة والعلماء في إحضار الأمة هم الذين يبنون الحضارة وهم الذين يجددون الحضارة هذا ما أريد أن
أقول تاريخ الوقف نفسه كما أشرنا أنه إذا أعيدت كتابة التاريخ وكيف كانت الأوقاف هي المؤسسة الأهلية الأم التي مولت صناعة الحضارة والأوقاف بدأت مع الإسلام يعني انظر أقدم وأسوأ أقدم حجة وقف في التاريخ هي حجة وقف عمر بن الخطاب كان لديه مال عزيز عليه فذهب إلى رسول الله وطلب منه كيف يتصرف فيه فقال له إن أصولها تبقى موقوفة وإن عائدها ينفق في سبيل الله أريد أن أقول إن الأوقاف حققت ملكية الأمة نحن تتحدث عن نظرية الاستخلاف، مالك الرقبة المالك الحقيقي في الأموال والثروات الله سبحانه وتعالى، والناس المستخلفون في هذه الأموال. الأوقاف هي التي حققت الملكية للأمة، بينما أصبحت
الاشتراكية رأسمالية الدولة، رأسمالية حزب أي الشيوعية نفس الشيء أي لم تحقق ملكية الأمة الملكية الجماعية إلا إذا وجدت ذلك تجد الزمخشري عندما الآية وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه يقول يريد الله بذلك أن ينبهنا على أن المال الذي في أيديكم هو مال أمانة نعم الإمام محمد عبده يشير يقول أن مصطلح المال أضيف إلى ضمير الجمع في القرآن في سبع وأربعين آية وإلى ضمير الفرد في سبع آيات لينبه انظر إلى التوازن، أي أن الشيوعية تلغي الملكية نهائيا والرأسمالية دعه يعمل دعه يمر وتبقى رأسمالية متوحشة كما نراها الآن، لكن هذا التوازن الملكية الحقيقية لله سبحانه وتعالى ملكية المنفعة الملكية
الاجتماعية للإنسان، إذا أنا أكون هذا الفكر هذه الحقائق هذا التاريخ لبناء الحضارة الإسلامية يحتاج إلى إعادة نظر إعادة كتابة التاريخ ليست الحكومات التي تكتب التاريخ، وإنما نحن نريد لأقسام التاريخ ولعلماء التاريخ أن يكون هناك منهج يعني يدركون من خلاله أين الثغرات في هذا التاريخ ليستكملوا بناء هذه الثغرات. هل يمكن بالفعل فضيلة مفتي الديار المصرية أن يعاد كتابة أو صياغة التاريخ ليركز على هذه الحضارة ونبرزها؟ مثلا النماذج الساطعة المشرقة في العلوم الإسلامية سواء كانت شرعية أو مدنية وهو جانب أيضا من الجوانب المضيئة في التاريخ الإسلامي، المادة تحت أيدينا وما نطلبه هو إعادة تقديم، إعادة إنتاج، إعادة عرض الترتيب للأولويات لمثل
هذه المادة التي معنا. القضية أي أن هذا ليس مستحيلا، نعم أولا وإننا لن نأتي بأشياء من وحدنا ومن خيال أنفسنا ومن خيالنا، لا هذا نحن نتحدث عن حقائق والحقائق موجودة كما أفاد النموذج الذي تحدث عنه الدكتور محمد عمارة في طول الحلقة، فالمادة موجودة عندنا ولكن القضية كيف تعرض، هناك فرق ما بين أن أقول لك الحدث وبين أن أنقله إليك. بألفاظك التي تعودت الجمعية الجمعية أصبحنا في قضية الجامعة التأسيسية، الجامعة التأسيسية هذه من أدبيات القرن العشرين بعد أن تكلمنا في الديمقراطية وما إلى ذلك أو البرلمان أو الفصل بين السلطات أو ما إلى ذلك، فإذا بنا نفاجأ بوثيقة المدينة، وثيقة
المدينة هذه أول وثيقة في العالم قرر دستوريا حق المواطنة وبين كيفية العلاقات، وكيفية المساواة الحقيقية، وكيفية العدالة إلى آخره. فما لي إن أنا أقرأ في ذلك، يقول لك في وثيقة المدينة، ووثيقة المدينة لن تأتي لك بالمردود لأن العرض هنا عرض غير كامل. فالذي المطلوب إذن هو إعادة الإنتاج، وإعادة العرض، وترتيب الأولويات، وإبراز لأن حركة إعادة العرض هذه تبرز أفكارا جديدة كانت غائبة كامنة ولكنها ليست ظاهرة، وهكذا نحن لو أخذنا نتحدث عن إبداعات العقل الإسلامي والعربي عبر التاريخ فهذا شيء مهيب، كيف أن أبا حيان يقول عن ابن مقلة لقد أوحى الله إلى ابن
مقلة تسديس الخط كما أوحى للنحل بتسديس بيوته ربنا أعطى لابن مقلة أن يحول الخط الذي يأتي من قطر الدائرة التي داخل مسدس في دائرة داخل مسدس أو المسدس الذي داخل الدائرة دائرة ورسم فيها مسدس القطر أنشأ منه الألف التي هي ميزان الحروف فأنشأ منه كل الحروف فقال يا الله هذه الفكرة جاءت معه كيف يمكن لابن مقلة أن يقول أردت أن أكتب القرآن محور الحضارة بنسبة بخط به نسبة به نسبة إلهية فاضلة يا للعجب نسبة إلهية التي هي الآن نسميها وفقا للغرب النسبة الطبيعية نسبة طبيعية مثل اثنين وعشرين على سبعة الخاصة بالدائرة فلماذا تسميها طبيعية هذه إلهية فالله
هو الذي خلقها بنسبة إلهية فاضلة كما أنه نزل بنسبة إلهية فاضلة يعني هو فيه إعجاز ونظمه وإيقاعه مختلف عن كلام البشر ولذلك فإنه يجب أن أكتبه بنسبة إلهية فاضلة كما أن نظمه وإيقاعه بنسبة إلهية فاضلة ما هذا التوافق العجيب ما بين عالم الإنسان وعالم الأكوان غيب الإنسان وغيب الأكوان ما هذا العمق أنه الإبداع أو هذا هو الإبداع الصحيح وليس الإبداع أن يخلط قليلا من الطين ويرمي عليه مسامير ويدعي أنه في الفن الحديث قد أبدع، الحقيقة أن التاريخ الإسلامي يعني لا نريد أن نختزله في حلقة ولا حلقتين ولا دقيقة ولا دقيقتين، التاريخ الإسلامي مضيء طبعا هناك فرق بين
تاريخ الإسلام والتاريخ أو الإسلام وبين التاريخ الإسلامي، التاريخ الإسلامي نسبي يتعرض للخطأ والصواب، يتعرض للظلم والطغيان ولتدخل الأمة مع سلطان العلماء ومع الإمام النووي الذي أوقف بيبرس عند حده وكان يرتعد، قيل له ألم تقل إنك ستقتله؟ قال رأيت رجلا قويا سيأكلني، أي أنه حالما رأى الإمام النووي هكذا إن في فحولة هيكله وهكذا يقوم مع سلطان العلماء عندما يموت أنه قد استقر ملكه بعده إلى آخر ما هنالك من أمة عاملة ولا بد أن تعود هذه الأمة إلى وعيها بتأكيد فضيلة المفتي أن التاريخ الإسلامي به العديد من النماذج الساطعة المشرقة التي نحن بحاجة إلى إعادتها صياغتها كما تفضل لضيوفنا الكرام فضيلة مفتي الديار والأستاذ الدكتور عمارة لنظهر هذا الجانب المضيء بعيدا عن الهجمة الشرسة
التي يتحدث عنها الغلاة والذين يرون أن التاريخ الإسلامي هو تاريخ ظلامي وهم كاذبون فيما جاءوا به. أشكركم مشاهدينا الكرام على حسن المتابعة في هذا اللقاء وأسمحوا لي أيضا أن أتوجه الشكر والتقدير لضيفي الكريم فضيلة العالم الجليل الأستاذ الدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية، شكرا جزيلا فضيلة الشيخ، وأيضا العالم الجليل الأستاذ الدكتور محمد عمارة عضو مجمع البحوث الإسلامية، شكرا جزيلا مرة أخرى. أشكركم مشاهدينا الكرام وأراكم دائما على خير، دمتم في أمان الله ورعايته وإلى اللقاء.