2012 03 09 كتب السنة النبوية

2012 03 09  كتب السنة النبوية - سيدنا محمد, كلمة حق
من مظاهر فضل الله على الأمة الإسلامية حفظ السنة النبوية المشرفة لما لها من فضل في بيان نصوص القرآن الكريم وكونها تعد الجناح الثاني للشريعة الإسلامية، لذلك هناك العديد من المصنفات والدواوين والكتب في السنة النبوية المشرفة التي نحن بحاجة إلى التوقف
أمامها لنرى كيف تواترت ونقلت إلينا جميع نصوص النبوية المشرفة عن كتب السنة النبوية والرواية واليوم نتحدث عن أهم كتب السنة المشرفة أو بعض منها، أرحب بضيوفي الكرام فضيلة العالم الجليل الأستاذ الدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية أهلا وسهلا بحضرتك، أهلا بحضرتك أستاذ الدكتور مصطفى محمد أبو عمارة أستاذ الحديث وعلومه
بجامعة الأزهر أهلا بك فضيلة الدكتور مصطفى أبدأ بحضرتك يعني عندما نتحدث عن كتب السنة المشرفة فنتوقف مع فضيلتك عن أهم هذه المصنفات وكيف تم تصنيفها والأسس التي تم التصنيف على أساسها بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وبعد الحقيقة كما تفضل فضيلة الدكتور المفتي بذل العلماء جهودا جبارة في خدمة السنة النبوية وثمرة هذا الجهد ظهرت في مصنفات رائعة جدا، هذه المصنفات من الممكن أن تأخذ مسميات تخصصية مسميات أكاديمية، فنحن لدينا ما يعرف بالموطآت
وما يعرف بالمصنفات وما يعرف بالصحاح وما يعرف بالسنن وما يعرف بالمستدركات وما يعرف بالمستخرجات، هذه مسميات لكتب ضمت بين دفتيها أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم من خلال منهج علمي دقيق مبني على قواعد يشهد بها العدو كما يقول قبل الصديق هذا أو هذا هذه القاعدة التي أسس العلماء كتبهم عليها تتلخص في موازين وضعوها لمعرفة المقبول من غير المقبول نأخذ مثلا ما يعرف بالموطآت وحين
نقول موطآت يعني نقصد موطأ الإمام مالك بن أنس وهذا يعتبر تقريبا أول كتاب حديثي وصل إلينا بالسند المتصل بين مالك بن أنس المتوفى سنة مائة وتسعة وسبعين وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم، مالك بن أنس جمع النصوص أو المعلومات المتداولة في مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم وجمع منها قرابة المائة ألف نص كان يتداول ويروى في مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكن عدد كبير نعم فلما عرض هذا الأمر على الخليفة قال ومن يقدر على هذا يا أبا عبد الله فلما رجع هذا كان في موسم الحج فلما رجع من الحج قام بتوطئة هذا
الكتاب لأن في بعض الروايات أن الخليفة قال اجعله سهلا للناس، ومعنى اجعله سهلا للناس أي بسطه، يسره، نعم خففه قليلا من المائة ألف هذه، فاختصره مالك بناء على قواعد، هذا كلامي الآن بناء على قواعد حوالي ألف وسبعمائة وعشرين نصا، نعم يعني أصبح الموطأ بدلا من مائة ألف فصار ألفا وسبعمائة نصوص موجودة في موطأ مالك الآن فقط هذه النصوص تشمل كلام الرسول صلى الله عليه وسلم تشمل فتاوى الصحابة وكلامهم تشمل فتاوى التابعين بل تشمل أيضا فتاوى مالك الخاصة به حين يرى رأيا أو يفتي فتوى تذكر في الموطأ والموطأ في الحقيقة بني على أساس علمي دقيق وهو موطأ مالك سواء برواية يحيى أو برواية محمد
بن الحسن لأن صاحبه أعني مالكا كانت لديه خبرة بالرجال ونحن قلنا إن أساس المعلومة هو الراوي نعم فمالك بن أنس لديه خبرة كاملة ومستوفاة بحال أي رجل موجود حتى أصبح هناك مثل يقول ما معناه أن مالكا ينقي الرجال وينقي الحديث مالك نقي الحديث يعني ترتب على أن مالكا اختار الصفوة من هذا أن يكتب الحديث النقي في كتابه، نعم مالك بن أنس له عبارة جميلة جدا سار عليها في كتابه هذا قال: لا تأخذوا العلم من أربعة وخذوه ممن سواهم، لا تأخذوا العلم من أربعة، والمراد بالعلم هنا وأحب أن أنبه أن الحديث والحقيقة بعد استقرائي وجدت أنه في كثير من الأحيان يطلق العلم على لسان رسول
الله عليه الصلاة والسلام وعلى لسان الصحابة وعلى لسان السلف والأئمة يريدون به علم الحديث، يعني في شرح حديث أبي موسى الأشعري مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم، الهدى هو القرآن هي سنة رسول الله، والحديث الثاني رواه أكثر من أربعة عشر صحابيا. إذ قال صلى الله عليه وسلم: يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله. جميع العلماء متفقون على أن المراد بالعلم هنا سنة رسول الله أو حديث رسول الله. يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله، ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين، لما تأتي إلى ابن سيرين وهذا متوفى سنة مائة وعشرة، يقول ماذا؟ أن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون عنه دينكم، يعني يقصد علم الحديث. نعم، مالك بن أنس
الذي نتكلم عنه الآن قال: لا تأخذوا العلم من أربعة، أي علم الحديث، وخذوه ممن سواهم. من سفيه معلن بالسفاهة ولو كان أروى الناس يا سبحان الله وهو يقصد بهذا المقطع أن يكون راوي الحديث متدينا أو بالتعبير المعاصر ملتزما يكون رجلا جمع مع التدين الخلق الرفيع فإذا كان دينه منقوصا أو دينه فيه مطعن لا تأخذ منه علم الحديث حتى ولو كان أعلم الناس يا فالشرط بما يعرف عندنا كما قال فضيلة المفتي: العدالة لا تأخذ العلم من سفيه معلوم بالسفه ولو كان أكثر الناس رواية، فيبقى الشرط في هذا المقطع ضرورة أن يكون راوي الحديث عدلا. المقطع الثاني المقابل قال: ولا من شيخ له
فضل عبادة وصلاح إذا كان لا يعرف الحديث أي لا تأخذ علم الحديث من رجل درويش، من رجل زاهد، من رجل يقف طوال النهار في القبلة في المحراب يصلي، من رجل متبتل لا يتفرغ لحضور حلقات الحديث، لا حتى لو قال لك لا، ولا من شيخ له فضل في العبادة والصلاح، يقصد الزهاد والعباد إذا كان لا يعرف نعم حتى مرة يقول أهل التخصص كما في الحديث، أجل حتى مرة يقول لقد أدركت بالمدينة مدينة الرسول عليه الصلاة والسلام حوالي تلك الأساطين الأعمدة مائة أو أكثر كلهم أهل فضل وصلاح، كلهم أناس يعني بسم الله ما شاء الله على تقوى وإيمان كلهم أهل فضل وصلاح لو دعا أحدهم لاستجيب له نعم ولو استسقي بأحدهم لسقى الله بهم الناس ولكني لا آخذ عن واحد منهم
حرفا من حديث رسول الله لأنه ليس من أهلي يعني ليس لديه التخصص الذي ذكرته ذلك ولا من صاحب هوى يدعو الناس إلى هواه وإذا معناها ألا تأخذ علم الحديث من واحد متعصب لرأيه ويتصور أنه على الحق وغيره على باطل لأن حبك للشيء يعمي وهذا صحيح نعم فقال لك لا تأخذ عن الناس الذين هم هؤلاء ولا تأخذ من صاحب هوى أي مبتدع يدعو الناس إلى هواه ولا من كذاب يكذب في حديث الناس وإن كنت لا تتهمه بالكذب رسول الله حتى لو كان يكذب على الناس لا، إذا هذه القواعد أسقطها الإمام مالك على الموطأ عمن نأخذ من هنا، ولذلك جميع العلماء بلا استثناء اتفقوا على أن ما في الموطأ أحاديث صحيحة أولا لأن كما يعلم فضيلة إمامنا الشيخ الدكتور علي أن
ميزة موطأ مالك يا أستاذ بينها بينه وبين الرسول وسائط قليلة، أي أن لدينا حوالي على ما أتذكر أربعين حديثا ثنائيا، مالك عن نافع عن ابن عمر عن رسول الله، وبذلك أنت في روضة الرسول في حمى الرسول في ثلاثيات نادرة، لذلك يعتبر موطأ مالك من أعلى كتب الحديث، نعم فهذه القواعد التي وضحها مالك جاء الإمام الشافعي بعدها فطورها تطويرا خفيفا وأضاف إليها بعض الأمور كما هو مدون في كتابه الرسالة فنحن عند الموطآت يمثلها مالك في كتابه الموطأ حقيقة يعني كما أشرنا سابقا أن دائما يقود العلماء الصدق والإخلاص في العمل في الموطأة حتى يقولون له مرة يا أبا عبد الله طيب ما من أناس هنا أناس آخرين كانوا كذلك ألفوا مؤلفات غيرك فقال العبارة الجميلة ما
كان لله يبقى وفعلا لم يصلنا من مؤلفات تلك الحقبة إلا موطأ الإمام مالك لأنه قصد به وجه الله سبحانه وتعالى نتحدث عن بعض المصنفات الأخرى التي ربما تعني تحب أو تهوى الإشارة إليها في هذا المقام وأسأل أيضا عن مكانة أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم ومذاهب الصحابة وأقوال التابعين وما كان كل ذلك في هذه الكتب المشرفة أو في السنة النبوية بشكل عام بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه يعني نحن في هذه الجلسة في تلك الليلة المباركة في أنوار سيدنا المصطفى صلى الله عليه وسلم وفي شرف خدمة حديثه الشريف هناك أحد العلماء الكبار أراد أن يتتبع ما كتبه المسلمون في
شأن خدمة حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنشأ كتابا ممتعا وهو الشيخ الكتاني وأسماه الرسالة المستطرفة في بيان مشهور كتب السنة المشرفة وكان دقيقا عندما قال في بيان مشهور يعني ليس حصرا دقيقا لكل هذا ولذلك ذيل عليه الحافظ أحمد بن الصديق الغماري رحمهم الله جميعا بذيل الرسالة المستطرفة واستدرك عليه بعض الكتب التي عدها من المشهور أيضا إذا أمسكنا بهذا الكتاب كنقطة ابتداء في قضية مصنفات السنة المشرفة نجد أنه يحتوي على نحو مائتين وخمسين كتابا، مائتين وخمسين اسما، هذه الأسماء المائتان والخمسون أول شيء أنه لم يصل إلينا كل
هذا الخضم الهائل، بل وصل إلينا أغلبه نعم، فنجد مثلا الإمام مسلم له الصحيح والصحيح وصل إلينا، نجد له الوحدان وصل إلينا، وكذلك نجد له أيضا مسند كبير لم يصل إلينا، ولكن مع ضياع هذه الكتب لم تضع، لم يضع شيء من سنة رسول الله عليه الصلاة والسلام، كل ما كان فيها هو موجود في كتب أخرى بالأسانيد نفسها وبالطريقة نفسها إلى آخره، وهذا يتبين لمن يتبحر، فالدارسون في هذا المجال يجدون هذا الأمر واضحا أمامهم. سنة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم تقريبا نحو ستين ألف نص، ستين ألف نص يعني نستطيع أن نقول إنها ستون ألف حديث، بعضها يزيد وبعضها ينقص.
عندما جمع الإمام السيوطي ما سماه الجامع الكبير ورتبه المتقي الهندي، وجدنا ثمانية وأربعين ألفا، لكن الشيخ العراقي الفاسي لما استدرك على استدرك ذلك المناوي أي عندما يصل إلى ستين ألفا معقول في هذه الحدود أي ينقص قليلا كما تعتبر هذه الستين ألفا مروية لدينا بنحو ألف سنة، مليون سنة، ألف سنة، نعم ما هو ألف يعني مليون سنة، مليون سنة. الأسانيد هذه فيها رجال مالك عن نافع عن ابن عمر وهكذا هؤلاء نحو عشرين ألف عشرين ألف إنسان أنا لدي كتب في ملف لكل واحد من العشرين ألف فأستطيع حينئذ أن أدرس المليون إذا لم أجد الشخص في العشرين ألف الذين تحت يدي هؤلاء أو وجدته
وليس له ملف فسيبقى مجهولا وأيضا هذا نوع من أنواع الحكم عليه وسيستلزم عند علماء الحديث كيفية إيجاد المتابعات والشواهد والبحث في أمور أخرى كثيرة إذا كنت أمام قاعدة بيانات متكاملة هذه القاعدة قاعدة البيانات هذه الحمد لله في خلال الثلاثين سنة الماضية استطعنا أن نستعمل التقنيات الحديثة والحاسوب في خدمة هذه القاعدة عظيم كل هؤلاء الناس دخلوا وتم تبويبهم أو تصنيف بالتبويب وبالتصنيف وبالاستخراج وما إلى ذلك، جميع كتب السنة تقريبا المطبوعة دخلت. فضيلتكم أن جميع السنة النبوية وصلت إلينا، فضيلتكم كما تقولون بلا شك أن السنة النبوية وصلت إلينا دون نقصان، حتى لو ضاعت بعض الكتب. بعض الناس يشككون في أن بعض
السنة قد ضاع ولعل لبعض هذا أبدا نعم السنة وصلت إلينا بكمالها وتمامها ونعرف عنها يعني تقريبا كل شيء ما شاء الله، ولكن خدمة السنة ما زالت قائمة إلى يومنا هذا وإلى ما بعد يوم الناس هذا وإلى يوم الدين سنخدم السنة ونتشرف بخدمتها من كل جهة فالحمد لله انتشرت يعني عندما بدأت الحركة الطباعة مع محمد علي باشا وفي تركيا وفي سائر البلدان اهتموا بطباعة كتب اللغة، اهتموا بطباعة كتب الفقه، اهتموا بطباعة كتب الأصول، وكان الاهتمام بكتب الحديث أقل حتى النصف الثاني من القرن العشرين. أما في
النصف الثاني من القرن العشرين أو في الثلث الأخير منه فقد اهتم المسلمون كثيرا بالسنة. النبوية المشرفة فطبعت في هذه الأزمان كتب لم يرها الإمام ابن حجر العسقلاني أي من التفتيش ومن الطباعة ومن ذلك إلى آخره وطبعت مثلا من التحقيقات أو مع تحقيق واسع أو أعيد طبعها إلى آخره إلى أن أصبح لدينا الآن مكتبة هائلة رائعة فائقة في السنة النبوية المشرفة وعلى الرغم من ذلك إلا أن المائتين وخمسين عنوانا من الأوراد هم الشيخ القديم ثانيا لا كلهم وصلوا ولا الذي وصل كلهم طبعوا ولذلك نحن أمامنا جهد كبير لا نزال نخدم في السنة المشرفة ونتمتع بهذه الخدمة السنة
المشرفة ليست فقط خدمتها في خدمة إبراز كتبها نعم فالكتب تامة موجودة والحمد لله مصطفى يطلع على المخطوط كاطلاعه على المطبوع وهو يعلم كل هذه القضية لأن كل شيء تحت يده، إنما هي تحتاج أيضا إلى خدمة فقهية نستعملها أمام مقتضيات العصر الذي نعيش فيه، احتياجات الناس لتحقيق مصالحهم نحتاجها في هذا العصر الذي أصبح عصرا عسيرا في مشكلاته وفي تركيبه وتعقيده، ونحن لا أن نترك سنة من سنن رسول الله وفي نفس الوقت نريد أن نحافظ على المعاصرة، سنة رسول الله كلما تأملتها كلما استخرجت منها ما تعيش به في كل مكان، يا سلام!
سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذا الكم الهائل من الخدمة في مصنفاتها تعطيك نماذج مختلفة، تعطيك كيف يعيش الصحابة في الحبشة مسلمون يعيشون في دولة غير إسلامية والدولة لا تمانع من هذا بل تؤيده وتحميه وتصبح هناك علاقة المواطنة الموجودة بين المسلم وبين الدولة غير الإسلامية، نموذج آخر المسلم في مكة حيث يعيش في دولة تكره الإسلام والمسلمين وتحارب الإسلام والمسلمين وتؤذي نبي الإسلام والمسلمين، كيف يتعايش؟ في مثل هذه الدولة إلى أن يأتي الله سبحانه وتعالى بأمره، نموذج في المدينة فيه اختلاط بين اليهود وبين الوثنيين وبين المسلمين
في نظام دولة يقوى فيها المسلمون، ولكن هناك تعدد في الديانات والرؤى وهكذا. كيف تجمع بين هؤلاء المختلفين عقائديا وما هي الحدود التي بين هؤلاء وهؤلاء ثم بعد ذلك يأتي برحيل اليهود من المدينة وإيمان أغلب أهلها بل يمكن كل أهلها حتى يصير المجتمع ليس فيه إلا المسلم وفيه اليهود أفراد حتى أن النبي صلى الله عليه وسلم مات ودرعه مرهونة عند يهودي أخرجه البخاري إذن نحن أمام نماذج يعني الناس يقولون أنتم تتحدثون في مصنفات السنة كيف نحن نتحدث في مصنفات السنة لأنها هي مدخلنا إلى ربنا والتي تحكم معيشتنا ومعاصرتنا، نحن نتحدث في مصنفات السنة لأنها هي التأسيس العلمي
السليم لحياتنا ولما بعد حياتنا في عصرنا الحاضر. بعض الناس لا ينظرون إلى هذا، فالسنة كما أنها محتاجة جدا واستمرار خدمة إبراز السنة في كتبها. وخدمتها وتحقيقها وتوثيقها تحتاج أيضا إلى مزيد من التأمل وإلى مزيد من المعايشة نعيش سنة رسول الله وإلى مزيد من الاطلاع عليها حتى نطبقها على مشكلات عصرنا فتحل بضربة لازبة ويعيش الناس في عصرهم دون أن يتركوا هويتهم وعروبتهم وإسلامهم فالسنة هي هدي نبوي قد تجاوز الزمان والمكان والأشخاص والأحوال السنة طائرة في السماء على كل العصور ولكل الأشخاص أنا أدعي وأنا موقن بذلك أن
هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم يفيد غير المسلمين هذا الرجل إنسان كامل فقط يقرؤون إذا أرادوا الهداية إذا أرادوا الهداية يعني اقرأ واستفد أنا ما قلت لك الآن إلا يجب أن تسلم ولكن اقرأ واستفد اقرأ واستفد من رجل قد نجح وأنجحه الله رجل مؤيد من عند الله سبحانه وتعالى رجل أشاع فينا المحبة وأشاع فينا الرحمة وأشاع فينا التسامح رجل هو مصطفى مختار فيجب علينا أن ننظر إلى السنة بهذه النظرة وأنها هداية للعالمين وما أرسلناك إلا رحمة تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا كتاب الله وسنتي، مشاهدينا الكرام السؤال لفضيلة الدكتور مصطفى أبو عمارة وفضيلة المفتي أشار وفضيلتك أيضا إلى السنة أو كتب السنة المخطوطة والمطبوعة،
ما الفرق بين المخطوط والمطبوع وأهميتهما؟ فضيلة الدكتور هناك ما زالت إلى الآن مخطوطات موجودة تكتشف كل يوم لأن العلماء السابقين حين كانوا يكتبون كتبهم بأيديهم كان لأن كان هناك نظام يعرف بنظام النساخ، نعم الناس العالم عنده مادة علمية يريد أن يكتبها فيأتي بالناس يقول له اكتب من فضلك هذا الكتاب، انسخ لي هذا الكتاب، هذا الأمر الذي نسخ أو الكتب التي نسخت كانت توضع في صناديق في كذا في كذا يعني أنني منذ سنتين تقريبا وأنا في الإمارات نظرت في برنامج فوجدت على الشاشة منطقة تسمى تمبوكتو مليئة فضيلة الدكتور بصناديق بدائية تماما بدائية تماما صناديق من خشب صناديق من نوع جمع الرحالة الذي
يحملونها على الجمال الرجل يفتح يلبس جلابية يمشي عاديا عادي في بيت أجنبي أو بيت محلي عادي من طين يفتح الصندوق أنا وجدت على الشاشة يعني ماذا صحيح مسلم يعني ورق ممزق فاستمعت إلى الرجل يقول نحن لدينا آلاف مؤلفة من المخطوطات في حاجة إلى من ينقذها يا للعجب الشاهد الراضي الذي يكمل حديثه فيقول كان أحد الأجانب كان ألمانيا أو من جنسية أوروبية لا أذكر يمر من تلك الديار منذ عشر سنوات، فلما رأى هذا الأمر المخطوطات التي هم يقدرونها حق قدرها الحقيقي ذهب فصنع لي مجموعة مكتبات وعرضها على الشاشة ووضع فيها الآية ووضع فيها بعض المخطوطات لكن يقول الباقي هذا من ينقذه فيقال إذن أن الرحالة يا دكتور كانوا يعيشون في هذه المنطقة الصحراوية، كان هناك
نساخ وكانت نسخ الكتب موجودة، فما زلنا الآن نبحث ونواصل الجهد في استكشاف هذه المخطوطات. أظن أن فضيلة الدكتور يدرك هذا ويعلم هذا، لقد طبعنا مسند أحمد للرسالة، حين طبع في المكنز زاد عدد الأحاديث، نعم ما السبب؟ في زيادة الأحاديث يعني نسخة الرسالة وهي خمسون مجلدا وصل عدد الأحاديث فيها سبعة وعشرون ألف حديث حين تم اكتشاف أجزاء هنا في قسم ضمن المجموع كتب ووجدنا بعض الأجزاء الحديثية غير موجودة في المطبوع فضمت فأصبح لدينا ثمانية وعشرون ألف حديث فالمخطوطات الآن في حاجة إلى مثابرة. هناك حاجة إلى تكوين هيئة عالمية لتدوينها والبحث عنها ومحاولة إبرازها إلى عالم الوجود لطبيعة الحديث سيتواصل بالتأكيد فضيلة
الدكتور مصطفى بعد هذا الفاصل مشاهدونا الكرام حول كيفية الحفاظ على كتب السنة النبوية الشريفة وسيتفضل ضيفنا الدكتور مصطفى أبو عمى بالحديث عن هذا الدور في حفظ كتب السنة النبوية الشريفة فضيلة الدكتور، كتب السنة النبوية المشرفة قضية
أمة وليست قضية مؤسسة، ولكن طبعا مؤسسة الأزهر على رأس المؤسسات التي تهتم بتحقيق سنة سيدنا رسول الله، ومعها كل المخلصين الذين يريدون تأسيس عملهم على أرض صلبة وانطلاق صحيح. أما بالنسبة للأزهر فإن كليات أصول الدين وأقسام الحديث بها وكذلك الدراسات الإسلامية وكل من يهتم بالحديث في الأزهر الشريف يقومون بإبراز كتب السنة المشرفة بخدمة علمية متميزة، ولذلك نجد في أصول الدين تسجيل رسائل الماجستير، تسجيل رسائل الدكتوراه، كذلك الكتب التي تؤلف من أجل الترقية من مدرس إلى أستاذ مساعد ومن أستاذ مساعد إلى أستاذ، ثم بعد ذلك الأبحاث التي تتم بعد ذلك كثير
منها إنما كان لإبراز المخطوط المحفوظ في الأرفف والمكتبات إلى عموم الناس وإلى أن يتاح للناس، وكذلك فعلت المؤسسات الأخرى في العالم من الجامعات ومن الحوزات العلمية الكبيرة في الزيتونة، في القيروان، في المغرب، في السعودية، في الإمارات، في الشام وهكذا. إذن نحن أمام حركة استمرت الآن أكثر من أربعين سنة لإبراز كتب السنة المشرفة للناس والحفاظ عليها وكذلك بعض المؤسسات وأشار أستاذنا الدكتور مصطفى بومارة إلى مسند الإمام أحمد لأن مسند الإمام أحمد بعد بذل الجهد الضخم الكبير في طبعة الرسالة لسيدنا الشيخ الأرناؤوط بعمله الرائع
في هذا تأتي مؤسسة مثل مؤسسة المكنز وأخرجوا المسند مرة أخرى لأنه قد أدى خدمة أخرى وهي أنهم راجعوا النص على نحو ستة وثلاثين مخطوطة منها واحد وعشرون مخطوطة تقريبا يمكن أن ترجع إلى القرن السادس الهجري، نعم وأثبتوا الفروق بين النسخ في الهامش أي حتى يتيح لك أن تعلم أن هذه الكلمة بالجيم أم بالحاء ولا هكذا بالدال ولا بالذال ضبطا تاما يختارون النص المختار في أعلى الصفحة وفي الهامش تعايش مع ما الذي حدث في هذه النسخ المتعددة التي يشيرون إليها ويأخذون منها ثم نفاجأ بأنه في
زيادة ألف حديث في الطبعة الجديدة عن الطبعة القديمة لتتبع أكبر وأكثر اعتمادا على المخطوطات يتم في العمل السابق إذا هذه أعمال متكاملة لا ينقض بعضها بعضا وإنما يكمل بعضها بعضا ويبني بعضها على بعض والعلم رحم بين أهله يا سبحان الله قالوا إلا رحما نصلها بصلتها يعني هؤلاء يحبون بعضهم البعض لا ينازعون بعضهم البعض لا يقومون بالهدم لا بل هو إكمال في الطريق حنبل من دواوين السنة المشهورة من دواوين السنة المشهورة صحيح البخاري نعم صحيح البخاري رواه عنه أربعة رواه عنه المستملي والمحاملي والفربري وفلان وأحمد بن شاكر وغيرهم وكان عندما
كان الفربري هذا يقول الصحيح قالوا أمام سبعين ألفا طبعا سبعين ألفا ليسوا جالسين في مكان واحد وإنما دروس متتالية بعد هذه نسخة الفربري هذه خدموها فوجدوها أنها أحسن بالرغم من أن حماد بن شاكر فيها أحاديث لا توجد في الفربري فحتى وصلنا إلى القرن السابع الهجري فقام ابن مالك صاحب الألفية ابن مالك المشهورة هذه في النحو ومعه محدث واحد اسمه اليونيني بقراءة الصحيح اليونيني يقرأ محدث هو وابن مالك يسمع وبعد ذلك يضبط له الحكاية فيقول له كان في مهنة أهله فيقول له تصلح مهنة وتصلح مهنة ما عندكم قال له هذا نحن عندنا الروايتان قال له اضبطها ضع مهنة وضع في الهامش مهنة ضبطوا هذا
الكلام فسميت هذه النسخة بعد أن انتهوا منها في سبعين مجلسا بالنسخة اليونينية والنسخة اليونينية هذه أصبحت محررة ومضبوطة في مجلدين على يد واحد من الكبار اسمه الشيخ القسطلاني وذهب فشرحها في عشرة مجلدات كبيرة اسمها إرشاد الساري شرح صحيح البخاري الشيخ القسطلاني شرح على اليونينية هذه التي ضبطها ابن مالك ومن هو ابن مالك وضبطها من جراء المجلس هذا ذهب فعمل مشكلات الجامع الصحيح في مشكلات هنا هذه المشكلات سأجيب عنها في كتاب أي أن الجلسة لم تخرج مجانا بل خرجت بمنتج ثانوي هذه النسخة حرص المسلمون على اشتمالها ووجدوها فكانت الخلافة العثمانية تبحث عن هذه الأشياء
فوجدتها عند السلطان في مكتبة السلطان أراد السلطان أن يلقى الله بخدمة السنة فأرسل إلى الأزهر الشريف قبلة العلماء وكان على رأس الأزهر الشيخ حسون النواوي والشيخ حسون النواوي شكل لجنة وهذه اللجنة جاءت نسخة من اليونينية وهي التي محفوظة عند السلطان لكي تعمل عليها وتطبعها وجلست اللجنة واللجنة مكونة من كبار العلماء وهكذا إلى آخره ولكن في آخرهم واحد اسمه الشيخ محمد غنيم يعمل بالفعل في الأزهر الشريف، يا للروعة! ما معنى مهنته هكذا؟ مهنته هكذا، تصور! انظر ماذا فعل المسلمون، واحد مهنته الأزهر لماذا؟ صحيح نعم، لأنه عندما جاء وقته هاهو وجدناه واحتجنا إليه، ووجدنا التخصص الدقيق.
كان المسلمون هكذا في جميع التخصصات، لا نبحث فلا نجد، لا أبدا، وهذا هو الذي ما تزال الحضارة الغربية الآن تجد واحدا منهم مختصا بالنمل وسلوكه، وماذا نفعل نحن بالنمل وسلوكه؟ نعم، هذا في قرى النمل يمكن أن تهدم بلدا، فسنحتاج إليه يا أخي. نحن تركنا الدين والدنيا معا، لست أدري، يجب أن نعود إلى الدين والدنيا معا أيضا، نعمر الدنيا وندرس الدين. هذه اللجنة اجتمعت وفي المطبعة الأميرية وأخرجوا البخاري أنت تقول كيف سنخدم الكتب أخرجوا البخاري في طبعة رائعة فائقة تسمى الطبعة السلطانية لأن السلطان عبد الحميد هو الذي أرسل أصوله يا سلام شيء رائع فائق شيء ممتع الخط نفسه خط الخط الكتابة نعم حروفه الكتابة التي يتحدث عنها
الدكتور مصطفى كانت ألفا وسبعمائة حرف، صندوق الحروف كان ألفا وسبعمائة حرف، يعني الكاف التي في الأول غير الكاف التي في الوسط غير الكاف التي في الآخر غير الكاف التي في آخرها غير الكاف وهكذا، يا للروعة! فظهر الرسم بديعا، آه كأنه فن، كأن الخط ذاته الخط هو فن فعلا وبعد ذلك كأنها لوحة فنية، بعد أن فعلوا ذلك طبعا منه ألف نسخة للسلطان وسميت بالسلطانية وكتب عليها أن هذا وقف لله لا يوهب ولا يباع ولا يشترى ولا كذلك إلى آخره ووزعها على العلماء، انتهت النسخة هذا الكلام كان سنة ألف وثلاثمائة وثلاثة عشر بدؤوها في سنة ألف وثلاثمائة وإحدى عشرة ثم أنهوها في ألف وثلاثمائة وثلاث عشرة وبعد ذلك أين النسخة السلطانية أرادوا منها فجأة
واحد كان يبيع فاكهة في سوق رود الفرج وقال أنا تاجر وغني والله فتح علي فلماذا يطبع السلطان البخاري ولا أطبع أنا أيضا البخاري قالوا له حسنا نحن جاهزون إذن وطبعوه مرة أخرى كان فيه بعض الأخطاء المطبعية التي لا يخلو منها كتاب فصححوها وهكذا وضبطوها وطبعوا النسخة نفسها مرة أخرى سنة ألف وثلاثمائة وخمسة عشر نحن هنا يعني سنة الأربعة عشر نسخة التي اختلفت وسموها النسخة الفكهانية نسبة إلى فلان الفكهاني هذا الذي هو التاجر الذي دفع الأموال الخاصة به ليبقى هنا العمل المدني يعمل ها هو الرجل نعم ورجال الأعمال ها هم يعملون وطبعوا وعملوا وطبعوا النسخة الفكاهية في ألف
نسخة أخرى ووزعوها وهكذا إلى آخره اليوم عندما نأتي نبحث عن السلطانية والفكاهية وهكذا إلى آخره ندفع فيها ألف جنيه بسهولة يا سبحان الله أجل هذه هي الفاكهانية أو السلطانية ندفع فيها ألف جنيه ونحن مرتاحون هكذا ونحن مسرورون لماذا وأكثر يعني وأكثر لأنه كتاب خدم كتاب اشتغلنا فيه وليس كتابا أخرجناه يعني كما يقول المصريون سلق بيضة هذا كتاب محترم بذل فيه من العناية والرعاية ما الله به عليم نحن نريد في أفعالنا كلنا أن نأخذ من هذا منهجا وهو إتقان العمل الذي تكلم عليه سيدنا، أحب الأعمال أن الله يحب من أحدكم إذا عمل عملا أن يتقنه، أتنتبه؟ فهنا نحن نأخذ من هدي سيدنا، وسيأتي معه واحد الآن يسمعني يقول هذا حديث ضعيف في فضيلتكم ذكرتم بأنه
العلماء أجمعوا أنه الله يحفظك ليس الأمر كذلك بالفضائل والأعمال نعم هذا ما تحدثنا عنه في الحديث دراية ورواية ونحن في الواقع نعرف ما تقوله أصله أنه من غروره يظن أنه يعلم وغيره لا يعلم هذه هي العلة إنه لا يفهم معنى الضعف ولا يعرف ما يعني الضعف ولا درجات الضعف ما هي؟ أم كذلك يفعل الضعيف، انتهى، ارمه وكأنه يريد أن لا يتقن العمل لأنه قد سول له شيطانه بأن هذا حديث ضعيف والضعيف مردود والمردود لا تعمل به، فيكون إذا جاءك أحد وقال لك: قال رسول الله اتق الله، فما هو؟ ألا تتقي؟ هذا كلام فارغ، كلام عن نطاق العلم ولذلك فيعني حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في خدمته في مصنفاته من ناحية وفي فهمه من ناحية أخرى ثم في تطبيقه من ناحية ثالثة هو الذي يجب على كل
مسلم أن يفعله وإن كان العبء الأكبر على علماء الحديث الذين نحبهم ونتبرك بهم ونرى نور النبوة تتألق في صدورهم، وهذا يدفعنا لسؤال فضيلة الدكتور مصطفى أبو عمارة عن معنى كلمة حق بالنسبة للمهتمين بطبع وحفظ ونشر كتب السنة النبوية المشرفة. دكتور مصطفى أعطنا نبذة أيضا عما يقوم به قسم الحديث في الكلية نفسها، إنه في الحقيقة ينبغي ونحن نمارس مهمة طبع الكتب كما أشار فضيلة أن نعود إلى الأصول يعني أن كل كتاب يطبع لا بد أن يكون له أصل، فنحن مثلا في قسم الحديث لدينا في الكلية حين نوزع كتابا مخطوطا على طلاب الماجستير أو الدكتوراه نشترط عليهم شروطا قوية جدا، لا بد أن يكون هذا المخطوط إما مكتوبا بيد
مؤلفه بخطه مؤلفه نعم تقولون لي من أين تعرفون أن هذا خط مؤلف أقول لكم أن العلماء درسوا الخطوط، خطوط المشرق وخطوط المغرب، خطوط المصريين وخطوط المشارقة، الخط معروف ويستطيع أن يميز بينها تماما وهذا واضح، يعني أنا أدركت في معهدي مدرس خط لي في الخمسينات كان يستطيع أن يحدد أين كتبت متى في أي عصر هل هي ليلا أو نهارا نعم هل هي مكتوبة صيفا أو شتاء نعم من الله يرحمه يقول لي هذا هذه حاجة عالم آخر دراسة علم القطط دراسة أخرى هذا أم حبيب القطط في وزارة العدل ماذا يعني أنا آسف للمقاطعة كان حسني الخطاط يقول أنا قادر حتى أنني أنظر إلى الحرف إلى الكلمة فأعرف إذا كان الخطاط كتبها وهو شبعان أم جائع، نعم مسرور أم مضطرب وهكذا، نعم ولذلك حتى في قضية
الأثر في الصحراء يستطيع أن يعرف أن هذه قدم يمنى وقدم يسرى ويعرف أن المرأة هذه حامل في الشهر هذا معروف يعني العربي بارع في كل شيء لكن نحن أهملنا كل شيء نحن أهملنا كل شيء بعد أن كنا نعرف كل شيء أهملنا كل شيء فنحن نقوم تقولون تعال يا بني المخطوطة هذه مكتوبة بخط المؤلف أم بخط تلميذ المؤلف وهي مكتوبة قرئت على التلاميذ أم لم تقرأ فيها سماعات لأن علم الحديث العلم الوحيد الذي تجده على حافة الكتاب غالبا يعني سماعات الطبقة التي هي فلان سمع مني سمع معي وصلنا إلى حديث رقم كذا فهذا كله موجود فنحن نحرر الآن المخطوطة الموجودة إما بخط المؤلف أو بخط تلاميذ المؤلف أما لو جاءت لي المخطوطة مثلا بعد مائة سنة من وفاة المؤلف أو بعد مائتي سنة لا تبقى لها، هذه الدراسة
الثانية ضعيفة الأساس ولكن لا بد أن تكون أصولها التي موجودة قد سبقت، يعني كما قال فضيلة الدكتور المفتي، نحن ليس عندنا شيء ضاع أبدا، لو افترضنا أن كتابا ضاع تجد الذي جاء بعده قبل أن يضيع هذا ضمنه في كتابه وأقرب مثال لدينا يعني كتاب تهذيب الكمال للمزي يعني الكتاب المقدسي غير موجود الكمال المقدسي في الأسماء ولكن جاء واحد بعده المزي قرأ الكتاب هذا وأخذه فضمنه في كتابه وطوره إذن الحمد لله لا علم الرجال ولا علم الحديث ضاع سواء كان مخطوطة أو مطبوعا فنحن في قسم الحديث إذا كان الموضوع يتعلق بالمخطوطات فلها ضوابط، وإذا كان الموضوع يتعلق بموضوع كموضوع مثل الصدق في السنة، مثل حماية البيئة في ضوء السنة، فهذا يكون له فقه خاص أو خطة
خاصة تدرس من خلال الأصول ومن خلال الفقه كما أشار إلى ذلك فضيلة المفتي، ولكن أريد أن أرجع قليلا إلى الخلف، فضيلة الشيخ لما جئنا تكلمنا عن الموطآت وموطأ مالك وبعدين تركنا الكلام وذهبنا إلى المستخرجات وصحيح البخاري كما قال فضيلتكم المفروض تعال ارجع إلى الدواوين أم المسانيد، أريد أن أرجع إلى أن علماءنا رضي الله عنهم ما تركوا شيئا إلا وقد بينوه في تآليفهم أو في كتبهم فنحن هذه المواضيع وهي مبنية أصلا على يعني في الغالب الأعم حديث الرسول ويليه كلام الصحابة ولكن قليل والتابعين ولكن وأقل منه لكن جاءنا بعد ذلك ما يعرف بالمصنفات يا أستاذة عندما تقرئين المصنفات ترين عالما آخر هذا الكتاب يعني نحن فضيلة الدكتور يعني مصنف عندنا مصنف ابن أبي شيبة أو قبل مصنف ابن أبي شيبة، مصنف
عبد الرزاق الصنعاني من اليمن جمع فيه كل ما يتعلق بأقوال الرسول في المسألة، كل ما يتعلق بكلام الصحابة في المسألة، كل ما يتعلق بفتاوى التابعين في المسألة إلى قرابة مائتي سنة مثلا لأنه عبد الرزاق توفي سنة حوالي مائتين وأحد عشر يأتي لي إذن وهذا في حوالي ألف وفي حوالي واحد وعشرين ألفا ونصف واحد وعشرين ألفا ونصف سواء كلام الرسول كلام الصحابة كلام التابعين وهذا يعتبر يعني موسوعة فقهية إن أبا شيبة وسع الدائرة إن أبا شيبة المتوفى سنة مائتين وخمسة وثلاثين من الكوفة فعمل مصنف كبير جدا أي بطبيعة الحال حوالي ستة وعشرين مجلدا تضمنت حوالي تقريبا على ما أستحضر الآن تسعة وثلاثين ألف نص ما شاء الله وليست نصوصا قال مالك قال الشافعي قال أحمد لا وإنما يسوق الحكم في
المسألة بسنده إلى صاحبه نعم يعني مثلا حدثني فلان عن فلان عن فلان عن الحسن البصري قال لا بأس بكذا، حدثني فلان عن فلان عن فلان عن سعيد بن المسيب أنه قال افعل كذا أو يعني موسوعة تجد فيها فقه السلف وتجد فيها كذلك يعني عظمة الفكر الإسلامي والفقه الإسلامي الرأي ورأي الآخر نعم وأنا في الحقيقة أعتب على هؤلاء الناس الذين فقهنا بكثرة الآراء لا أبدا هذه كثرة الآراء هذه دليل على حركة ودقة حركة الفكر الإسلامي حركة العقل الإسلامي أنا لا أشكك معه أنا لست مؤهلا معه أنا يمكنني أن أمشي وراءك نعم ولكنني لي عقل لي تفكير معين لي دليلي ولذلك العجب أن الذي تكلم عنه فضيلة شيخنا الدكتور علي الإمام البخاري، الإمام البخاري هذا أستاذ الإمام مسلم أي أن مسلما تلميذه وتلميذه أي
حتى الدارقطني يقول لولا البخاري ما ذهب مسلم ولا جاء، ما كان ليساوي شيئا ولكن الذي رفع قدر مسلم الإمام البخاري، ومع ذلك ومع ذلك ترى الإمام البخاري تميز بأمرين، الأمر الأول ولاؤه وحبه لشيخه لدرجة أنه مثلا يعني بعد أن أصبح للإمام مسلم حلقة وله رواد وله تلاميذه يعني الناس إمام تضرب إليه أكباد الإبل والبخاري جالس هناك معه في حلقته يمكن أن تتخيل الإمام مسلم بتواضعه الجم يخترق حلقة الإمام البخاري يقول له انظر إلى هذه العبارات العلماء أين نحن الآن يقول له يا أستاذ الأساتذة يقول لي شيئا للبخاري يعني مسلم إمام يقول له يا أستاذ الأساتذة ويا شيخ المحدثين ويا طبيب الحديث في علله انظر إلى الأوصاف يا أستاذ
الأساتذة ويا شيخ المحدثين ويا طبيب الحديث في علله دعني أقبل ما بين عينيك دعني جئت أسألك عن علة حديثي كذا وكذا، كفرت المكتب ويسأل شيئا عجيبا يا سلام، وبعد ذلك في الجانب المقابل لا، أنا يمكنني أن أسير معك وأسير وراءك ويمكنني أن أسير خلفك، ولذلك نحن قلنا في علم الحديث يقول لك ما اتفق عليه الشيخان يعني الإمام مسلم موافق للإمام البخاري نعم أنا أستاذة وفي مكان آخر يقول لك لا، مسلم ينفرد بأحاديث لم يروها غيره، هذا يدل على ما لا يدل على الغرور أو التعارض، وإنما يدل على شخصية مستقلة لها تجديدها، وهذا محمود في سبيل العلم والتحقيق، ولذلك اختلاف العلماء كما يقال رحمة نعم أو خلاف الخلاف هم رحمة فلما أجد الرأي والرأي الآخر أجد فيه فسحة والرأي الآخر مبني على دليل
والرأي الأول أيضا مبني على دليل إنما العبرة بالموازنة بين الآراء نعم تختار ما تشاء وتترك ما تشاء شكرا جزيلا لسيادتكم فضيلة الدكتور مصطفى والختام مع فضيلة مفتي الديار المصرية أي الكنوز المتمثلة في السنة النبوية المشرفة ودواوينها على حد وصفكم، كيف لنا أن نستخدمها أو تكون فعلا طريق هداية للأمة؟ وكيف يمكن المحافظة عليها؟ فضيلة المفتي، إزالة الجهالة لأن سبب كل ما نحن فيه هو الجهل، لا بد علينا جميعا أن نتكاتف في مناهج التعليم، في مؤسسات التعليم، في الإعلام الجهالة، ولو زالت الجهالة لعرف الناس الحقائق، ومن ضمن هذه الحقائق أن هذه كنوز وأنه يجب علينا أن نبرزها وأن نحافظ عليها وأن نتفهمها ثم أن نعيشها، فإذا عشنا
ما تركه لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حل السلام والأمان والطمأنينة على الناس أجمعين، فيجب علينا أن نرجع ونحن على يقين وثقة بفهم صحيح وليس بفهم مغلوط ولا مغشوش فندرس سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ونعيش بها وفيها ولها في رسالة أو ختام فضيلة الدكتور مصطفى يعني أنا أناشد أهل التخصص أن يقوموا برسالتهم وأن يبذلوا قصارى جهدهم في نشر السنة من خلال حلقات من خلال محاضرات من خلال ندوات يتحدث فيها عن أهمية السنة ودورها في بناء الحضارة، أي
أن السنة كما أشار فضيلة الدكتور علي هي حضارة متكاملة. إن أردت أن تتحدث عن الزراعة بموازين إسلامية تجدها في السنة، إن أردت أن تتحدث عن التجارة بموازين السنة، إن أردت أن تتحدث عن الأخلاقيات فهي هذه في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، السنة النبوية حقا تمثل طريق هداية للأمة وهي الشارحة والمفسرة والمبينة لكتاب الله وهي الجناح الآخر من التشريع، وهذه الكنوز التي بين أيدينا ينبغي على الجميع أن يحافظوا عليها لأنها تمثل كنوزا كما تفضل فضيلة مفتي الديار المصرية، كنا نتحدث عن كتب السنة المشرفة اسمحوا لي مشاهدينا الكرام في ختام هذا اللقاء أن أشكر ضيوفي الكرام فضيلة العلامة الجليل الأستاذ الدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية شكرا جزيلا شكرا لك وكان معنا العالم الجليل الأستاذ الدكتور مصطفى أبو عمارة أستاذ الحديث وعلومه بكلية أصول الدين جامعة الأزهر شكرا جزيلا دكتور
مصطفى شكرا نشكركم مرة أخرى على حسن المتابعة مشاهدينا الكرام ونراكم دائما على خير دمتم في أمان الله ورعايته وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته